samedi 9 avril 2016

الوعى فى المحروسة الاب المتقدم فى الكهنة الدكتور اثناسيوس حنين





الوعى فى المحروسة
بين ملذات وغيبيات الخوون وأفاق وتحديات القلع !
 قرأة جديدة فى الواقع المصرى فى ضوء فيلم عربى قديم

الاب المتقدم فى الكهنة الدكتور اثناسيوس حنين – دكتوراه فى الاداب اليونانية والمصرية – كلية الأداب-قسم الحضارات القديمة جامعة ليموج فرنسا –مسئول العلاقات العامة مطرانية بيرية – اليونان
 هاجمتنى هذه الخواطر فى أثناء الليتورجيا الخريسيستومية فى عيد أول من دعاه المسيح من التلاميذ "أندرياس-البروتوكليطوس" أى الشجاع والمقدام والجرئ والمدعو أولا . أدركت للحظتها أن الوعى الانسانى لكى ما يكون وعيا حقيقيا وكاملا وهدوئيا الأن وممشوق القوام للأتى ’ لابد له من أن يكون وعيا ليتورجيا فى شركة مجتمعية يتحول فيها المخدع"القلب – الخوون" الى مكتب ومكتبة " القلع " والمكتب الى مائدة شركة "افخارستيا- تشكراتية " والشركة الافخارستيا تصير رؤية وجودية وكيانية وعلمية عميقة فى أعماق هموم ووعى الوطن . الليتورجية ’ حسب أكابر من عاشوها وكتبو عنها ’ هى الانتقال والتحول من الانسان الباطن الى الظاهر ’ من الشكلى الى الجوهرى ’ من المحلى الى الكونى ’ من الأنى الى الأتى وبلغة الواقع من خوون المركب الى قلع المركب أى من من الخلوة الى القيادة ’ لهذا كان لابد للمسيح من أن ينجمع فيه كل ما لله وكل ما للانسان .’ ما أن قارب القداس على الانتهاء ’ حتى أسرعت الى أقرب وريقة أستودعها أفكارى وأبثها شجونى ’ وابوح لها بمكنونات نفسى. أليس هذا هو دور و هم رجل الدين اللاهوتى أن يحول العبادة الباطنية الى رؤية واقعية فى سبيل زيادة الوعى ! لأ أدرى كيف أرتبطت قضية الوعى الليتورجى بقضية اللاوعى الغيبى والواقع اليومى ’ ووجدت نفسى فى مواجهة مع نفسى التى طال سكناها فى الخوون أى فى الغيبيات ووجدت نقسى فى صدام مع التاريخ الذى يطرح اسئلته وأخيرا أمسكت بنفسى متلبسا بالتحرش الفكرى بالواقع ’ خاصة فى بلادى ’ وما يهدد الناس من مخاطر ’ وأقول الناس لأن كل انسان مدعو ’ حسب ايقونة الله فيه ’ الى أن يصير "كائن ليتورجى " بالمعنى الواسع والوجودى للفظ أى كائن فى شركة وعى مع باقى الكائنات من أجل صالح ووعى كل الكائنات . شردت لحظات أكتب أفكارى ونظرات الاب البروتوبرسفيتيروس شريكى فى القداس أو على الأصح المتقدم الخدمة يرمقنى بنظرات تعجب وعيونه تتسأل عن ماذا أكتب . كتبت ان اخشى ما اخشاه ويخشاه معى المهمومون بخدمة الانسان اى انسان وكل انسان وكل الانسان ’ اخشى ما نخشاه هو الخطران الثقافيان الكبيران اللذان هددا ويهددان الناس وهى ثقافة الانغلاق داخليا نحو الباطنية وثقافة الخوون من ناحية ومن الناحية الاخرى الانفتاح نحو الدهرية والعالمية وثقافة الانفلاش والقلع من الناحية الاخرى . الانحراف نحو الداخلاوية يصيب الانسان بغبيوبة على رأى سمير غانم فى مسرحية "المتزوجون " تشبه تلك الغبيوبة التى يصاب بها من اعتادوا على ارتياد منطقة الباطنية فى ضواحى القاهرة والذى يصاب بغبيوبة الباطنية لا يعود يدرى بما يجرى فى ميدان التحرير !!!. ربما هذا هو أحد الاسباب فى أختيار عنوان المقال "الخوون والقلع " . والخوون كلمة مصرية قديمة (قبطية) من ضمن عشرات الكلمات التى دخلت الى اللغة العربية فى مصر ’ نتيجة التعايش الثقافى بين العرب والقبط ’ ولقد وردت فى العهد الجديد فى رسالة بولس الى أهل أفسس 3 :16 والذى أدرك قديما أنه بدون نعمة الوعى الباطنى لا يوجد رؤية على القلاع "ليعطيكم الله ’ حسب غنى مجده ’ ن تتأيدوا بالقوة بالروح فى الانسان الباطن" الانسان الباطن "بي أيرومى أي ايخون "
يعرف أبناء جيلى (جيل الثورة 1952 ) أن الفيلم الهادف والأغنية الراقية وماتش الكورة الجميل والكتاب الهادف والرخيص والجرنان لما حد تانى يشتريه واحنا نقراه ببلاش وطبعا الرااديو الترانزستور كانت كلها وسائل ثقافتنا وطريقنا الى تذوق الحياة والتعرف على الواقع . لا أمل شخصيا من مشاهدة الفيلم المصرى الرائع "صراع فى النيل " والذى تذكرته بمناسبة أن تلميذ المسيح أندراوس كان صيادا ومراكبى وترك الشباك وتبع يسوع أى ترك راحة الخوون واستقرار لقمة العيش ليصعد على القلع - السارى ليقود رسالة الوعى كأول التلاميذ وليقود الناس الى يسوع الذى هو أى يسوع يشكل وعى الله المتأنسن والمشخصن . ولقد لجأنا الى الفيلم للتوضيح وحتى لا يكون كلامنا مرسلا ونظريا وحتى نربط الخطاب اللاهوت بالوعى الانسانى والثقافة اليومية لتجديد الوعى وقام بالبطولة فيه رشدى اباظة وعمر الشريف وهند رستم وفى هذا الفيلم دارت الاحداث حول قصة شعب الاقصر الطيب الذى يطلب التطور وقرر أن يبيع مراكبه القديمة ويشترى صندل حديث وجمعوا المال وأرسلوا وفدا الى مصر لشراء الصندل .’ وكم أبكانا قنديل ’ ونحن فى غربتنا ’ بصوته الشجى يترجى الفرج من السماء " يا مهون هونها ...يا مروح بلدك يا غريب ..ها تلاقى عا الشط حبيب مستنى يقولك سلامات ..." ننطلق فى تأملاتنا من أن هناك : رمزان ومكانان ومطرحان على المركب أى على سفينة الحياة درات حولهما كل أحداث الفيلم ’ وهما الخوون (زى غرفة نوم فى بدروم المركب" والقلع "وهو أعلى المركب الذى يستعمله المراكبية للقيادة مع الدفة". فين محسب : فى الهن فى الهن ! وحينما التصق محسب زيادة عن اللزوم بلذات وطراوة الخن ولا مسئولية الخن بسبب من وجود نرجس الرقاصة "غاب " عن الوعى ولم يعد يهتم بالركوب فوق القلع ’ اشتهى أن يطلع فوق ولكن الخن حرمه من القلع أى أن شهوات وملذات وغيبوبة الخن منعت الشاب محسب من التدرب على قيادة المركب والصعود الى أعلى القلع ! بل أن غيبوبة الخن قد أدى الى تنكره للماضى وللتاريخ ولطموحات الصيادين الغلابة أهل الاقصر ولعهده لحبيبة القلب ورد الصبية الصعيدية العفيفة والتى تمثل دنياه ومشروع حياته ومطرح وعيه والأخطر من هذا كله أنه تنكر وسط غيبوبة الخن لمشروع المستقبل الا وهو تحديث وعصرنة حياة الصيادين الغلابة فى الاقصر و شراء صندل حديث يكفى أهل البلد تعب المراكب الشراعية والسخرة والخوف من البحر وغيبياته وهنا مأساة غياب الوعى فى أقسى صورها وهو ان يتنكر للمستقبل ويعادى العلم.. وحينما ذكروه "بورد" حبيبة القلب تنكر لها ’ وحينما أستدعوا له وقائع تاريخية وتذكارات محددة وهى "الطاقية والجعران " قطع سلسلة الجعران" ورماهم فى الارض غضبا وشططا "وأدى الطاقية وأدى الجعران " معلنا القطيعة مع الماضى والذاكرة والحب الاول . لقد أدت الملذات والارتباطات والرباطات الأنية والأتية من الباطنية الامارة بالسوء الى حرمان البحار الشاب من حلم عمره وهو أن يصعد الى أعلى القلع ويقود السفينة . هذا المنظر السينمائى ينطبق على المنظر الحياتى ’ الانسان يفقد الوعى كلما دخل الى الخن والتصق بملذات الدنيا أو غيبيات الدين ! بلا رؤية ووارتطم والتصق فى الخن بجسد غريب ’ لحم بلا روح ولا رسالة ولا وعى ’ هذه الغيبوبة تؤدى به الى السعادة اللحظية باللذة الجديدة عليه وهو لا يكتفى بها فى خونه الخاص بل يبشر بها قانونا للحياة لكل سكان المركب "ده الجواز حلو قوى قوى قوى يا مجاهد!!!" . لم أجد خير من هذه الصورة اليومية لشرح ما أرمى اليه من أن الانسان ’ اذا ما قرر أن يفقد الوعى ’ سكن "الخوون " أى الغيبوبة وصنع منها قانونا ’ وعلى عكس المراكبى الصعيدى الذى بهره الخن ’ نجد الانفتاح الكبير للراقصه نرجس والعالمية المنفلشة تحت ستار اللحم الابيض المتوسط ’ الراقصة هى الدنيا المتعولمة بلا اله وبلا قانون وبلا ذاكرة وبلا وعى ’ وعى نرجس يكمن فى اردافها ونهديها ’ ما يقترحه علينا الدونيويون من مشروع استهلاكى متعولم ’ ثبت فشله خلال التاريخ والا كان حزب "لنأكل ونشرب (وتوابع الأكل والشرب ) وغدا نموت " قد كسب المعركة وصار هو رسالة الوعى الجديدة ’ الذى جعل هذا الحزب يختفى هو التوزان الذى قدمته الكنيسة المسيحية الاولى ’ هذه الاتزان بين الخوون والقلع ’ لابد من راحة الخن للاستعداد للصعود الى القلع بدون اختلاط بين الوظيفتين وبدون تداخل وبدون لخبطة فى الادوار لاهوت القلع السامى وناسوت الخن الواعى أى الاكاديمية والبرية . الريس مجاهد هو العقل المدبر للعلاقة بين الخوون والقلع ’ اليست هذه هى الرؤية المسيحيانية التى تحدث انسجاما بين الانسان الباطن والانسان الخارج ’ بين انسان الدين وانسان الدنيا ’ بين انسان الان وانسان الاتى ’ بين انسان المذبح وانسان المخدع ’ بين انسان الكنيسة وانسان النادى ’ بين الخوون والقلع ’ بين الدير والمدينة ’ بين الدين والثقافة وبين القلاية والمكتبة .
. لفتتنى هذه الخواطر وأنا أتابع التغييرات التى تجرى فى بلدى مصر وما يحدث من وعى يرافق الاحداث وغيبوبة تحاول أن تجهض ولادة الوعى ولهذا أردت المشاركة فى ولادة الوعى أو عودة الوعى الى الشعب الذى شكل جزأ لا يتجزأ من وعى البشرية وأسالوا متحف اللوفر والمتحف البريطانى واساتذة المصريات فى السوربون وهارفارد ولوفان وكمبردج وأكسفورد .
 الوعى كلمة غنية فى اللغات القديمة ’ فى اليونانية هى
Συνείδησις ----Συν ---Οίδα
وحتى فى اللغات الوربية الحديثة هى تعنى نفس المعنى اى كو - ساينس اى العلم ملك للجميع
Conscience
العلم لا يكون الا فى شركة ورؤية مشتركة وبهدف خدمة وعى وشركة المجتمع
الكلمة تتكون من مقطعين الاول هو "معا سين "’ مشترك ’ فى شراكة" والثانى أيذا "أرى وأتعلم وأعلم علم اليقين ". أى أن الوعى لا يمكن أن يكون أمرا فرديا بل هو عمل جماعى ومجتمعى حتى لو قام به شخص ’ فالشخص ’ الأتى من الفكر والاخلاص والدرس والتعب والتجرد والحب ’ يتحول الى أسم جامع للكل كما كنا نقول للتلامذة فى درس اللغة الانجليزية
Collective Noun
 الوعى لا تصنعه سلطة فوقية بل يصنعه ابناء البلد ومن ثم يقيمون القيادة الواعية . التحول هو بلغة الفيلم العربى "صراع فى النيل" هو تحول من نفسية الخوون الى رؤية القلع حينما تحل الرأفة الالهية فى "الانسان الباطن " ويطلع منه الى الظاهر الوعى لا يمكن ان يكون مستوردا ’ الوعى لابد من أن يكون من تراب البلد ’ مصر ’ من ثمار أرضها ومن مياه نيلها ومن صفحات تاريخها ’ الوعى ليس هو فقط أن نأتى من مصير هذه البلد بل أن نشارك فى صنع هذا المصير. الوعى اذا ما انحبس فى ملذات الخوون لا يعود قادرا على الابداع بل يطلب الوجود قدرا . ثقافة الخوون ’ وحدها ’ تؤدى الى التقوقع وقصر النظر والحسد بين سكان المركب واعطاء فرصة للمتربصين بالمركب وللمقاومين للحداثة ولمن لهم مصالح فى بقاء الصيادين فى المراكب الشراعية (ابو سعفان) ’ هذا كله يؤدى الى اصطدام المركب الصخر !!! بينما ثقافة القلع تؤدى الى انصهار سكان المركب فى رؤية واحدة ويصير تعدد مواهب وابداعات أهل المركب تعدد فى وحدة مصير الوعى ووعى المصير...ثقافة القلاع ’ تتوق الى الاختلاف وتقبله كثراء وتتعاطى مع الأفق .اذا ما غاب الوعى او السعى نحوه يتحول الوطن الى مجموعات منعزلة يقتلها ثقل تاريخها وأمجادها الكلامية ويتحول الوعى الى "ظاهرة صوتية".لا يقدر من يبحث غن الوعى فى بلادنا دون ما يتكلم عن الوعى الدينى والذى يزكى الصيت الحسن والخوف من النقد الذاتى بسبب الرعب من الفضيحة والتمسك بمبدأ "الصيت ولا الغنى" . بالرغم من أن المتدينون جميعا فى بلادى يتباهون بالخطاب "التتويبى " الا أنهم ’ وبدون أستثناء ’ لا يقبلون النقد لا الذاتى ولا الموضوعى ولا يرحبون بالاصلاح. الله فى الخطاب الدينى السائد يصير قائم من أجل مصالح الناس "سكان الخوون" ’ سكان خون الملذات يريدون الها يحركونه لمنافعهم ولا يتحركوا هم لرضاه الله "موظف " عندهم الله حارس لخون ملذاتهم ومنافعهم !!!الوعى الذى ارجوه لكل المصريين فى المحروسة هو الوعى الغير المسيس والغير المتذهبن بل الوعى الثقافى المتجذر فى تاريخ البلد الغطيم والمنفتح على الحاضر والواعى لتساؤلات المستقبل . هنا سيفرح المصريون بصندل المعاصرة مع مجاهد ومحسب وأهل الاقصر وورد وسينتقم لنا الله من أعداء الحداثة المخربين ليس فقط لمركب البلد بل لكل المراكب السايرة فى بلد

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire