jeudi 7 avril 2016

ميلاد السيد المسيح له المجد وميلاد الا نسان الاب اثناسيوس حنين




ميلاد السيد المسيح له المجد وميلاد الا نسان الاب اثناسيوس  اسحق حنين -

ميلاد السيد المسيح له المجد وميلاد الا نسان
الاب  اثناسيوس  اسحق حنين -

قديما صرخ أحد رجال الله متعجبا (من هو الانسان حتى تذكره وابن الانسان حتى تفتقده !!! تنقصه قليلا عن الملائكة بمجد وبهاء تكلله ) مز 8 : 5 والمسيحية برمتها هى اجابة جديدة على هذا التساؤل القديم فالانسان مشروع عظيم خلقه الله على صورته ومثاله ولقد وضع الله على راس الانسان هالة من الكرامة والمجد (تك 1 :27 ) ).....الانسان هو المخلوق الوحيد الذى راسه مرفوع نحو السماء ولقد خلق الله كل الكائنات ووجهها الى الارض اما الانسان فراسه مرفوع والكلمة اليونانية التى تعنى انسان (أنثروبوس ) هى من قسمين (أنو ) اى الى اعلى والقسم الثانى (ثريسكوا ) اى بمعنى النظر الى فوق والشخوص الى الامام وهناك من يرى ان (ثريسكوا ) تعنى التدين ويصير المعنى ان الانسان هو ذلك الكائن الذى خلق لينظر الى الامام والى السماء .
لا يحتاج الباحث اليوم الى ادلة كثيرة ليعرف ان الانسان والانسانية جمعاء فى أزمة (رو3 :9 -18 ) ! وأذا تأزم الانسان تازمت معه كل الخليقة والازمة اليوم أكبر من أن نرجعها الى اسباب وضعية فقط بل هناك أزمة هوية انسانية أزمة وجود بالمعنى الفلسفى للكلمة فالخليقة تئن وتتمخض معا متوقعة استعلان اولاد الله (لان انتظار الخليقة يتوقع استعلان ابناء الله ) رو8 :19 .
الانسان الجديد هو الحل لازمات الانسان العتيق وهذا الانسان لجديد هوالمولود فى بيت لحم فالله صارانسانا ليتمم ما لا يقدران يصنعه انسان فالمسيح فى ميلاده اعاد للانسان كرامته كما رأى احد الانبياء قديما(فترى الامم برك والملوك مجدك وتسمين باسم جديد يعينه فم الرب وتكونين اكليل جمال بيد الرب وتاجا ملكيا بكف الهك لا يقال بعد لك مهجورة ولا يقال بعد لارضك موحشة .. لان الرب يسر بك وارضك تصير ذات بعل لانه كما يتزوج الشاب عذراء يتزوجك بنوك وكفرح العريس بالعروس يفرح بك الهك ) اش :62 -2 . فهذا الاسم الجديد هو (هوذا العذراء تحبل وتلد ابنا ويدعون اسمه عمانوئيل الذى تفسيره الله معنا ) مت 1-23 واع 2: 21 و 38 . وهذا الاسم الجديد هوادم الجديد يسوع المسيح ابن الله الحى فالرب يسوع هو ادم الجديد وهو راس الخليقة الجديدة ففى المزود جاء ابن الله ليرد ادم وبنيه الى الفردوس( واردت ان تجدده وترده الى رتبته الاولى) كما تصلى الكنيسة ولما لم يقدرانسان ولا ملاك لا رئيس ملائكة ولا حتى نبى عظيم فى الانبياء على ذلك(تجسدت وتأنست وشابهتنا فى كل شئ ما خلا الخطيئة وحدها ).
العهد الجديد (رو 6 ) والاباء اللاهوتيين يتأملون كثيرا فى علاقة ادم الاول وادم الثانى فجنس ادم الاول عانى من التشرذم والفرقة حسب رأى القديس باسيليوس الكبير وجاء المخلص ليرد الينا الانسجام الاول من خلال وحدتنا بابنه الوحيد ووحدتنا ببعضنا البعض فى جسد البشرية الجديدة الذى هو الكنيسة فميلاد المسيح او تجسده بلغة اللاهوتيين يشكل بداية جديدة للبشرية ولهذا يرى اول سفر فى العهد الجديد وهو انجيل يوحنا (فى البدء كان الكلمة) يرى هذا البدء كبداية جديدة ( راجع تك 1-1 ) ولهذا فنحن اذا تكلمنا عن ادم الاول على انه اصل (الخطية الاولى ) فادم الثانى اى مسيح المزود هو اصل( النعمة الاولى) ويرى القديس مقاريوس الكبير ان المسيح له المجد هو ادم الثانى الذى بلا عيب فكما خلق الله ادم الاول من بطن الارض العذراء قبل السقوط هكذا فى ملء الزمان ارسل ابنه من بطن العذراء مريم وهكذا ففى المزود تمت العودة الى (عدن الجديدة ) ويرى احد علماء الكنيسة ان كلمة ادم هى كلمة عبرية ( اداما ) اى الارض والاربع حروف (ADAM) تشير فى اللغة اليونانية الى اربع جهات الارض الشرق (ANATOLE) والغرب(DHSIS ) والشمال(ِARKTOS) والجنوب(MESEMBRINOS ) وجاء الرب يسوع أدم الثانى لكى يجدد الخليقة فى جهاتها الاربع ويدعونا الرسول بولس الى التمتع بمحبة المسيح فى اتجاهات الارض الاربع والتى هى عند الاباء ابعاد الصليب (ليحل المسيح بالايمان فى قلوبكم وانتم متأصلون ومتأسسون فى المحبة تستطيعوه ان تدركو مع جميع القديسين ما هو العرض والطول والعمق والعلو وتعرفوا محبة المسيح الفائقة المعرفة لكى تمتلئوا الى كل ملء الله )اف 3 :18 فالميلاد هو تجسد ملء الله فى الابن الوحيد والخلاص هو انتقال هذا الملء الى العالم فى الكنيسة التى هى جسده ملء الذى يملاء الكل فى الكل (اف 1: 23 ) .
فالانسان صار بالميلاد فى امكانيات حب جديدة وطاقات خلاقة جديدة ومن اجل الانسان وكرامة الانسان وحريته وقف علماء الكنيسة وابائها امام اى محاولات للنيل من بركات وعطايا الله للانسان فى المسيح فوقفت الكنيسة ضد اصحاب البدع على اختلاف مأربها ومشاربها والتى هى محاولات شيطانية لاهدار كرامة الانسان وحرمانه من عطايا الرب الصالحة فبدعة (الدوكوتيين ) اى الشبهيين والذين انطلقوا من نظرة متدنية للجسد وللمادة و أ نكروا ان المسيح له المجد قد تجسد فعلا اى ان مولود المزود الذى غير مسيرة التاريخ هو مجرد طفل عادى او هو على الاكثر قد تشبه بأبن الله ! ولقد تصدى لهم الحبيب يوحنا فى رسالته الاولى (الذى كان من البدء الذى سمعناه الذى رايناه بعيوننا الذى شاهدناه ولمسته ايدينا من جهة كلمة الحياة ...) ايو ا : 2 وحينما جاء اريوس ببدعة ان المسيح ليس هو الله وانه كان وقت لم يكن فيه المسيح تصدى له القديس اثناسيوس الرسولى بكتاباته عن التجسد وهذه الكتابات تدافع عن مصير الانسان الابدى وكرامته لانه لو لم يكن طفل المزود هو الله الظاهر فى الجسد لما امكن تجديد الانسان ولما جاء ابوليناريوس ليقول ان المسيح هو انسان ليس له نفس بشرية عاقلة رد عليه القديس اغريغوريوس اللاهوتى بانه اذا لم يكن للمسيح نفسا انسانية عاقلة وكاملة فان عقولنا لن تنال الخلاص بالنعمة عملا بالقاعدة الابائية (WHAT WAS NOTASSUMED HAS NOT BEEN HEALED ) اى ان جزء من الانسان لا يتحد به ابن الله فى تجسده لا يمكن ان ينال الخلاص والشفاء .
وامام بدعة نسطور الذى ادعى ان العذراء لم تلد ابن الله (ثيؤتوكوس ) بل ولدت المسيح فقط (خرستوتوكس ) تصدى له القديس كيرلس الكبير مدافعا عن الانسان وخلاص الانسان لانه لو لم تكن العذراء ولدت ابن الله فعلا فلا يمكن للكنيسة ان تلدنا اولادا لله بالمعمودية وفى رسالة ق. كيرلس الثالثة الى نسطور يقول ( نحن لا نقول ان التجسد يعنى تحول الجسد الى لاهوت ولا ان طبيعة الكلمة المتجسد تحولت الى جسد لان كلمة الله غير متغير ولكننا حينما نرى طفلا مقمطا بالثياب فانه حتى وهو فى بطن العذراء فنحن نؤمن انه يملاء الخليقة كلها كاله وهو جالس فى مجد الاب الذى ولده فاللاهوت لا يخضع لمنطق العدد ولا القياس وهو غير محدود ).
وهذا الجهاد العلمى واللاهوتى والنسكى انما هو من اجل الانسان فالله لا يحسد الانسان على شئ ولا يرى اللاهوت الارثوذكسى ان ما ننسبه الى الانسان من عطايا وحرية انما ينقص الله فىشئ لأن مجد الله هو فى خلاص الانسان وان كان الناس الطيبين فى بلدنا يقولون ( ان كبر ابنك خاويه ) فلماذا نستكثر على الله ان يتبنى الانسان ويعطيه كل ما له والكنيسة القبطية غنية فى مناجاتها لله وشكره على عطاياه للانسان ( خلقتنى انسانا كمحب البشر ولم تكن انت محتاجا الى عبوديتى بل انا المحتاج ا لى ربوبيتك .من اجلى الجمت البحر كتبت فى صورة سلطانك ...وهبتنى موهبة النطق ...لم تدعنى معوزا شيئا من اعمال كرامتك ) وحتى بعد ان اكلنا من الغرس الواحد الذى (نهيتنى الا اكل منه فاكلت بارادتى واختطفت لى قضية الموت ) لم يتركنا الرب الى الانقضاء بل (...حولت لى العقوبة خلاصا وكراعى صالح سعيت فى طلب الضال ) .

ومع كل هذه الابحاث العلمية والحوارات وتجلى الفكر اللاهوتى الا ان اباء الكنيسة يؤمنون ان الميلاد معجزة تفوق العقول وان الانسان التقى هو الذى يخشع امام السر ويطلب الرحمة ويقبل النعمة فاللاهوت عند التأبين الفاهمين يتحول الى تمجيد ( الثيؤلوجيا تصير ذوكثولوجيا ) و كما يقول القديس ذهبى الفم فى عظاته عن (ان الله لا يمكن ادراكه ) (هناك اذن معجزة مزدوجة معجزة القيامة ! لهذا السبب يقول بولس (بالايمان لكى اعرف قوة قيامته ) فاذا ما استحال علينا باستدلالاتنا العقلية ان نفحص القيامة فكم تعظم الاستحالة ايضا عندما نتكلم عن الولادة الالهية ) والقديس اغناطيوس يرى ان الميلاد هو احد المعجزات الكبرى التى صنعها الله (فى صمت ) ولهذا فطريق العقل الناضج هو السجود والعبادة بالروح والحق والمحبة لكل الناس من قلب طاهر بشدة لكى يعرف العالم اننا تلاميذ مزود الرب اذا ما كان لنا محبة بعضنا لبعض والانسان بعد ان يدرك ان الله الكامل قد صار انسانا كاملا من اجله يسعى لكى يدرك الذى لاجله ادركه المسيح وهو ان يصير انسانا كاملا وان يصل الى قامة ملء المسيح بالنعمة والجهاد الروحى الصادق والقرأة الثاقبة لعلامات الزمان (اف 4: 12 ) وعند الكاملين تصير حقوق الانسان هى حقوق الله وحقوق الله هى كرامة الانسان ويمكن ان نصرخ مع القائل (كيف تستعبدون الناس وقد ولدهم الله احرارا !!) لان الله فى المسيح صار حق من حقوق الانسان كل انسان وكل الانسان وصارت الكرازة بهذا الحق والدفاع عنه حتى الدم واجب على كل من ذاق حلاوة النعمة وبركات الميلاد وصارت رسالة الخلاص الى جميع الامم وجميع المتعبين فطفل المزود يخاطب كل انسان اليوم وسط اثقال الحياة وهموم الدنيا بأن ( تعالوا الى يا جميع المتعبين والثقيلى الاحمال وانا اريحكم ) مت 11 :28 . 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire