samedi 18 juin 2016

العك اللاهوتى ! العكولوجيا ! "لقد عك يومنا "زماننا" ’ يعك ’ عكا " معجم القاموس المحيط خواطر لغوية وتسالى رمضانية ! مع تحياتى لاصدقائى المسلمين الأب الدكتور أثناسيوس حنين – بيرية –اليونان



العك اللاهوتى ! العكولوجيا !
"لقد عك يومنا "زماننا" ’ يعك ’ عكا " معجم القاموس المحيط
خواطر لغوية وتسالى رمضانية !
مع تحياتى لاصدقائى المسلمين
الأب الدكتور أثناسيوس حنين – بيرية –اليونان
كتب الاستاذ الصديق أشرف بشير على موقعه الفيسبوكى يقول بأنه مبسوط جدا فى الفترة الأخيرة لأنه بقى يشوف أساقفة وكهنة ورهبان (أقباط طبعا!) أنقل النص ( ...كثير ما بيخافوش يتكلموا فى التعليم الصح ومبيخافوش يقولوا للعك اللاهوتى أنه عك فى وشه مهما كان اسم (أو أثم) اللى طارحه ) ’ وبينتهى الى نهاية متفائلة بعد هذا العك ويقول ( ....فيه أمل طالما لسه فيه أكليروس مثقفين ’ قارئين ’ دارسين ...شكرا لهم جميعا ).
ولقد راقتنى الفكرة وشجعتنى لكى ’ وحسب عادتى ’ أوثق لأنين الأخوة وأواكب شجون الأصدقاء وهم كثيرون وأفاضل ومنهم قسيسون ورهبان وهم لا يستكبرون ! ’ فهرعت الى أصدقائى من معاجم اللغة العربية الجميلة ’ لأنى شعرت أن العرب ’ لابد ’ وأن لا يتركون قضية العك والعكاكين بلا تعليق وبلا شرح .
قبل الخوض فى قضية العك ’ أتوفق لحيظة عند هذه الحفنة من الأصدقاء الصادقون والذين يحملون صليب وهموم أمة عظيمة يهددها سرطان فقدان الذاكرة ’ ولأنى أعرف الكثيرين منهم شخصيا وأتيقن من مدى صدقهم ’ وموضوعيتهم ’ على قدر طاقة البشر على الموضوعية ’ بعيدا عن شيطان الاوجاع والاسقاطات النفساوية ! ’ ولا أنكر دورهم فى شفائى من جراحاتى ’ أضاف على ذلك أنهم لا يعوزهم شئ فهم يتبوئون مناصبا اجتماعية كبيرة ولا يعوزهم شيئا من خيرات الدنيا ومن أشرف العائلات المصرية ’ وهم "هواة " لاهوت وفكر فى وقت باع فيه "المحترفون " القضية وعقدوا صلحا مع عكاكين هذه الدهر من كل حدب وصوب ! هم قلة عاهدت ربها على أن تحمل صليب العمق فى زمان السطحية ’ ونير التوثيق فى زمان العشوائية وميل الحب الثانى فى زمان الكراهية وفضيلة العطاء فى زمان الشح !’ لقد أكلنا فى بيوتهم وشربنا وواصلنا الليل بالنهار منسكبين ومصلين بالروح ’ مع أكابر الروح ’ لأجل نهضة تأخرت وطال انتظارهم لها مع حبقوق النبى ! هم منتشرون من الاسكندرية المدينة العظمى والدلتا ورأس البر والمنصورة ودمياط والمحلة وطنطا الى القاهرة بأحيائها الغنية من شبرا للشرابية لمصر الجديدة وللضاهر وبنى سويف وبياض وسدمنت الجبل وببا ومغاغة وأشنين النصارى وبنى مزار ومطاى وسمالوط والمنيا وسوهاج واسيوط .
ألعل هذه الحفنة من هواة العلم واللاهوت وأعداء العك ! هم علامة من علامات زماننا الردئ ’ لقد طال صمتهم توقيرا وبنوة وأوغلوا فى الصمت حتى كادوا أن يفقدوا النطق ’ وليس الحدس ’ اللاهوتى ! والأن سيعلوا صوتهم بتوقير أوفر !’ والكنيسة الذكية ’ نكرر الذكية ’ تستثمر هذه الطاقات وتوظفها وتسمعها وتتوب على ايديها "أن كبر أبنك روحيا ’ خاويه لاهوتيا ولا تقمعه جسديا !"’ الكنيسة الذكية لا توظف شبابا ضد شباب فى معارك وانقسامات يراها العالم أجمع ’ وهى كفيلة بأن تفرح " أبلة طاظة فينا " على رأى المسرحية ’ وقتها سيصير عهد "العك اللاهوتى" ماضى بلا رجعة وسيشرق النهار الجديد.
"العك اللاهوتى " تعبير كبير ’ قاله أكابر فاض بهم الكيل ! ونحن عملنا أن نوثق لكلام الكبار .
أصارحكم القول أنى قد فوجئت بمدى أسهاب العرب فى وصف حالة "العك" لغويا وثقافيا واجتماعيا . الكلمة "عك " تأتى ’حسب معجم القاموس المحيط – اصدار دار المعرفة – بيروت – لبنان –الطبعة الثانية 2007 والصفحة 900 ’ تأتى من الفعل " يعك " بفتح الياء وضم العين وضم الكاف . العكيك على وزن الأمير هو شدة الحر مع سكون الريح . تصور شدة الحر مع سكون الريح فى بلاد حارة ومناخ جاف !.ويأتى منها " عكاك" وهو الثقيل فى يوم حار ’ والأرض العكة هى الأرض ’ الأرض الحارة التى حميت عليها الشمس ’ ومنها "يوم عك وعكيك وليلة عكة " أى شديدة الحر مع لثق (الثياب فى الجسم ) واحتباس الريح ! وهنا يقدم لنا المعجم قولا مأثورا ’ لا يذكر قائله ولكنه معبر عن الحالة أذ يقول :
"وقد عك يومنا ... يعك عكا " ويستطيع المفكر المعاصر أن يقول "لقد عك زماننا ...وزاد عكه عكا " ’
ويقول العرب "لقد أعكت الناقة " أى تغير لونها عند لقاحها ! لأن العكك والعكاك هو لون يعلو جسم النوق عند لقاحها مثل كلف المرأة ’ ومن هنا نقول "لقد أعكت الناقة " ’ وكأنه يقول أن الناقة أى الحيوان اذا ما "أعكت أو عكت بالبلدى " تحس وتتأثر وتتشنج وتثور بينما البشر العكاكون لا يتأثرون ولا يحسون ولا يخجلون ’ بل ’ هنا الطامة الكبرى ’ يفتخرون كأنهم يقدمون خدمة لهأ !!! بينما هم يخدمون بلعزبول العكاك الأول ورب العكاكين ! ألعلهم نغول هم لا بنون ! يرد الكتاب المقدس .
ويصل العرب الى تطبيق العك على السلوك البشرى والمجتمع فيقولون (..وعكه عليه أى عطفه ’ وكعاكة ’ ونقول فلانا : حدثه بحديث فاستعاده منه مرتين أو ثلاثا ’ وماطله بحقه ’ وبشر ! كرزه عليه ’(بشر وكرز أى الح عليه وهدده وهو المعنى الذى تغير جذريا فى الكرازة والبشارة المسيحية المستقيمة الرأى ) وعن حاجته ’ صرفه ’ وحبسه ’ وبالحجة قهره بها ’ وبالأمر : رده حتى أتعبه ’ و: بالسوط ضربه ’ والكلام :فسره " . ويزيد بأن الرجل المعك هو مثل خصم ألد . والفرس المعك هو الفرس الذى يجرى قليلا ثم يحتاج الى الضرب ليستمر فى الجرى ! اذا صار العك عند الغرب ومن أستعرب معهم وبهم ’ تراثا !
قدمت هذه العجالة لايمانى بأن هذه الحفنة القليلة التى لا تؤمن " بالعك اللاهوتى" تستحق كل تقدير واحترام وأن ننحنى أمامهم ونمد لهد أيدينا من أجل أن تستعيد "أم الشهداء " على حد تعبير أستاذنا الدكتور جورج بباوى ’ أمجادها ’ هذه الكنيسة "الأم " التى كانت يوما " أم رؤؤم" ’ وهى اليوم "عاقر" تبكى على أولادها اللاهوتيين والمتألهين العقول ’ ولا تريد أن تتعزى ’ لأنهم ليسوا موجودون بل ومشتتون وتائهون فى بقاع الأرض ’ بسبب من تسلط العك اللاهوتى والعناد الفرعونى ’وهم يبكون دما على استمرار وتفحل وتوحش مسلسل " العك اللاهوتى " وينتظرون ساعة العودة للمشاركة فى النهضة المرجوة !
ألهى ’ الهى ’ أما لهذا الليل العكاك من أخر ! تحياتى القلبية لكل الرافضين للعك اللاهوتى كبار او صغار والمنتظرون الرب اذا هم يجددون قوة ويلبسون أجنحة كالنسور ’ ترفعهم وتباركهم وتقدسهم وتؤلههم ’ فى انتظار أن تدق ساعة "العمل اللاهوتى الثورى وكفاح الأحرار " كما كان ينشد أحرار جيلى من أبناء ثورة 1952 فى القرن الماضى .


samedi 11 juin 2016

طبيعة الجسد الانسانى بعد القيامة نقلها الى اللغة العربية الأب أثناسيوس حنين –مطرانية بيرية


طبيعة الجسد الانسانى بعد القيامة
اصدار رهبان دير الباراقليط – الجبل المقدس أثوس –اليونان
نقلها الى اللغة العربية الأب أثناسيوس حنين –مطرانية بيرية
الحلقة الأولى (1)
تمهيد
جسد القيامة أو الجسد القائم ’ حسب الذهبى الفم يوحنا ’ سوف يكون ’ فى القيامة ’ " هو نفسه وليس هو نفسه " فى علاقته بالجسد المنحل والذى تم وضعه فى القبر لحظة الوفاة. هذا معناه أن الجسد الذى سيقوم لن يكون بأى حال خليقة جديدة تماما لا علاقة لها مع الجسد الذى وضع فى القبر. يوجد بين الجسدان ’ الجسد الذى تم دفنه والجسد الذى سيقوم تطابق فى الجوهر والأصل ’وفارق فى المنتهى والسعى والمصير .
يشرح اللاهوتى الذهبى الفم فى عظته الاربعين على رسالة الرسول بولس الاولى الى الكورنثيين ويرى أن الذى يخرج من الحبة الحنطة يخرج منها زرعا والقمح يأتى من جوهر الحبة ولكنه ليس الحبة لأن الثمر هو أفضل من الحبة وأكثر وفرة ’ هكذا فى القيامة لن يكون هناك جوهر انسانى تم وضعه فى القبر ’ وأخر يقوم ’ بل أن جوهر الجسد المدفون سيصير أكثر نضوجا وبريقا وتجليا .
يؤكد ترتليانوس بأن وحتى فى أى مكان يتحلل الانسان بعد الموت ’ ومهما كانت المادة التى تحللت ومهما كان العدم الذى سيذوقه الجسد ’ فأن كل هذا سيتجدد فى القيامة .
يعلم القديس كيرلس الاورشليمى فى عظته للموعوظين (17) قائلا:" سوف نقوم وسوف نملك جميعنا أجسادا أبدية ’ ولكنها أ ى الاجساد سوف لا تكون نفس الاجساد لكل الناس ’. فلو أن أحدنا عاش صديقا وبارا فسوف يحصل على جسد سماوى لكى ما يقدر على أن يواكب ويصاحب ويحيا فى معية وشركة الملائكة ’ بينما لو أن أحدنا خاطئ مع سبق الاصرار والترصد ’ سوف يحصل على جسد يتلقى العقاب أبديا بسبب خطاياه ’ ومع أنه سوف يكتوى بالنار الابدية ’ فأنه حتى ولو تمنى لن يختفى أبدا ولن ينحل أبديا.
لقد وزع الله بعدل كبير وقسم لكل شريحة من البشر مصيرها ’ حسب الاختيار الانسانى الحر بالطبع ’ ’ الابرار منهم والاشرار ’ العادلون والظالمون ’ المبدعون والفاشلون .لأننا لم نفعل شيئا فى دنيانا الا وكان جسدنا شريكا فى العمل ’ ان كفرنا أوجدفنا ’ فبفمنا كفرنا وباللسان جدفنا ’ واذا ما صلينا ’ فبالجسد نصلى ’ واذا ما زنينا ’ فالجسد يقوم بالمهمة ’ واذا ما سلكنا فى حياة العفة والتجرد واللباقة والشياكة ’ ففى الجسد وبالجسد ومع نسلك ! نحن نمسك الأشياء بأيدينا ونقدم الاحسان بأيادينا ’ كما نفعل معظم أعمالنا بأدينا . وما دام الجسد قد شارك فى كل أعمالنا وقدم خدماته لنا ’ لهذا لابد من أن ينال هذا الجسد نصيبه فى التمتع بالخيرات الأبدية أو الخيبات الأبدية !".
نجد نفس المعنى فى الفصل الخامس من قوانين الرسل :" سوف يٌقيمنا الله الكلى القدرة فى سيدنا يسوع المسيح يسوع ’ وذلك حسب وعده الصادق والذى لا يعتريه كذب أو تغيير ’ سوف يقيمنا مع كل الناس الباقيين والذى رقدوا ’ بنفس الطريقة ’ عبر السنين ’ سوف يقيمنا بنفس الشكل الذى نحن عليه الأن ’ ولكن بلا أى شئ فاسد لأننا سوف نقوم بلا فساد ! وبغض النظر عن الطريقة التى متنا بها سواء غرقا فى المحيط(وسيلة النقل الوحيدة المتاحة قديما) أو انتشرت أشلائنا فى الأرض كلها (التوهان فى البرارى والصحارى) أو لو أكلتنا الوحوش(زمن الاضطهادات) ’ سوف يقيمنا الله بقوته وذلك لأن العالم والخليقة والارض وما عليها ممسوكة فى يد الله وهو الذى يقول " .... ولكن شعرة من رؤوسكم لا تهلك ..."(لو 21 ’ 18).
القديس أغريغوريوس النيصصى ’ فى الفصل 27 من مؤلفه (حول تكوين الانسان ) ’ يرى ويقبل بأنه وبعد القيامة ’ سيحدث نوع من التحول ’ حتى لا يبقى فى الجسد أى ثقل أو كثافة لحم ودم ’ بل سوف يتحول نفس الجسد الى حالة أكثر ألوهة ولنقرأ نص اللاهوتى الكبادوكى سليل البيت اللاهوتى :" اذا كانت النفس مرتبطة بعلاقة طبيعية كلها مودات وحنان بالجسد ’ الذى كان شريكها فى السكن الواحد ومشوار الحياة الواحد ’ ومن هنا نشأت بين النفس وبين جسدها علاقة سرية ومعرفة بما عاشاه معا وما مارساه معا ’ حسب ما أعطتهما الطبيعة الانسانية ’ ومع ذلك فالشركة بينهما هى بلا اختلاط ’ ومتمايزة ’( من هنا ستأتى لاحقا الحديث الخرستولوجية ’ أى اتحاد المسيح بالانسان وضرورة ان يكون المسيح انسان كامل فى كل شئ و ذو طبيعتان ومشيئتنان ) نقول ما دامت النفس تشتاق وتنجذب الى جسدها الخاص ’ هل سيصعب على القوة الألهية حينما تقرر أن تجمع العناصر المشتركة معا والتى ستسرع الى شركائها والى بيتها بفعل سر الطبيعة الجاذب ".
أما عن التحول الذى سوف يجوز فيه الجسد بعد القيامة ’ فقد كلمنا عنه السيد نفسه حينما قال "لأنهم فى القيامة لا يزوجون ولا يتزوجون بل يكونوا كملائكة الله " متى 22 ’ 30 . "اذ لا يستطيعون أن يموتوا ايضا لانهم مثل الملائكة وهم أبناء الله اذ هم أبناء القيامة " لوقا 20 ’ 36 .
سوف يبطل وينتهى ’ بناء على ما سبق ’ التفريق بين الجنس البشرى الى ذكر وأنثى ’ وذلك فى جسد القيامة ’ وسوف يعيش الناس كملائكة أى بلا أوجاع وبلا شهوات وبلا احقاد وباستقامة تامة وفرح دائم . وفوق ذلك كله فأن الله ’ وحسب بولس الالهى ’ سوف يبطل المعدة والأكل وتوابعهما من الزلالزل !.
الجدير بالذكر ’ فى هذا السياق’ هو دخول السيد المسيح الى العلية حيث كان التلاميذ ملتئمون فى اجتماع مغلق والأبواب محكمة الغلق " بسبب الخوف من اليهود " . لقد أراهم الرب يديه وجنبه لكى ما يروا بأم رؤوسهم أثار الجروحات ولكى ما يقتنعوا بأنه هو نفسه معلمهم المصلوب ! ولم يكتفى بالظهور وأظهار اليدين والجنبين بل تقدم خطوة أخرى ’ وسألهم أن كان لديهم ’ من الطعام ’ ما يؤكل لكى يأكل (المسيحية تجسد وتاريخ ورؤية وليست نرفانا وهيولية وغبيوبة عقلية !)! قال هذا لكى يقول لهم " هل لديكم ما أكله ...لكى ما تقتنعوا مرة أخرى بل ويزيد يقينكم بأننى لست روحا محضا ! أما التلاميذ فأعطوه وسط ذهولهم ’ " فناولوه جزء من سمك مشوى وشيئا من شهد عسل ’ فأكل قدامهم " (لوقا 24 ’42 ).
لقد أكل الرب بعد القيامة ! حسب تأكيد الرسول لوقا ’ أكل لكى ما يؤكد بأنه هو هو وأن هذه هو جسده الذى أعتلى الصليب وقت الألالم . لقد أكل ’ ولكن بشكل يفوق الطبيعة وخصائص المعدة ’ كما هضم ما أكله بشكل يفوق الطبيعة ولا يلغيها .
ان الجسد القائم سوف يتميز عن النفس والتى هى متحده به وتسكن فيه . وأما النفس فسوف تلبس الجسد ولكن كلباس ومسكن سماوى جديد. يصف الرسول بولس مجد الاجساد القائمة أى أجساد المؤمنين معلنا " كما هو الترابى هكذا الترابيون أيضا ’ وكما هو السماوى هكذا السماويون أيضا (1كورنثوس 15 ’48)’ هذا يفسر أن القيامة هى حالة جديدة ووجود جديد لما هو موجود أصلا ولكن بشكل جديد ’ ربما يفسر هذا رؤية الأباء للتوبة على أنها بداية معاينة’ هنا على الأرض ’ لمجد القيامة فى الجسد وسيتضح هذا حينما نتحدث عن قيامة المسيح وقيامتنا أو بمعنى أدق قيامتنا فى قيامة المسيح ’ أى الخرستولوجيا فى العشرين قرن الماضيين وأهمية قرأة المجامع المسكونية السبع وخبرات النساك والرؤى الليتورجية وشهادات القديسين من كل طبقات الناس ).

اذن نخلص من هذا وفى هذه المقدمة - العجالة بأنه اذا كان المناخ الجديد الذى سيدخل اليه البشر بعد القيامة هو بيئة مختلفة تماما بل وغريبة عن بيئة الفساد والكثافة التى يعيشونها على الارض ’ فى هذه العالم الحاضر ! اذن هناك ضرورة بأن تكون الأجساد القائمة فى حالة تسمح لها وتمكنها من الـتأقلم والتعايش بكل كامل مع أجواء وبيئة ومناخ الحالة الجديدة أى حالة القيامة ’ وهذا هو دور الجهاد الروحى ’ هنا والأن ’ والفهم اللاهوتى ’ والحدس الروحى والعافية النفسية فى الجسد النقى والواعى والصحيح واستقامة الايمان وتجسده فى هموم الناس وبعده عن الهيولية والمزاجية . ونترجى من القراء الاصدقاء القياميون ’ أحباء الخطاب اللاهوتى النقى ’ من القرأة المتمعنة لهذه السطور والصلاة لأجل من كتبوها ومن ترجمها ’ حتى نلتقى فى الحلقة القادمة ونحن مستعدون لقبول نعمة فوق نعمة أمين .

طبيعة الجسد الانسانى بعد القيامة
اصدار رهبان دير الباراقليط – الجبل المقدس أثوس –اليونان
نقلها الى اللغة العربية الأب أثناسيوس حنين –مطرانية بيرية
الحلقة الثانية (2)
Περί της άναστάεως του σώματος

حول معنى قيامة الجسد
"...ويحل عليه (يرتاح فيه!) روح الله ’ روح الحكمة ’ روح الفهم والتفاهم والحوار ’ روح المشورة ’ روح القوة ’ روح الغنوسية الارثوذكسية (المعرفة) ّ’روح التقوى ومخافة الله".
تمنح قوة (ذيناميس) قيامة المسيح لكل البشر نعمة وهبة قيامة أجسادهم ’ بمعنى أنه سيقوم ’ ليس فقط كل الذين أمنوا بالمسيح وسلكوا دربه ’ بل وأيضا أولئك الذين لم يؤمنوا به وأنتهجوا عكس نهجه ’ بل وقاموه وأضطهدوا خدامه .
ان العمادة المقدسة التى ننالها ’ هى نمط (تيبوس) لموت وقيامة المسيح . لهذا يقول الرسول بولس "أننا كل أعتمد ليسوع المسيح أعتمدنا لموته " رومية 6 ’ 3 . هذه معناه أننا قد صرنا ’ من خلال العمادة ’ شركاء فى موته المصلوب بنا وفينا والصالب للموت فينا . أنسانيا ’ هذا يدل على أن انساننا القديم قد صلب معه ومات مع المسيح على الصليب . نحن لسنا صليبيون ’ نحن (شيالون ) صليب التاريخ والانسان !
أذن نحن قد أعتمدنا فى صليب وقيامة المسيح ’ هذا جعلنا شركاء وزملاء فى موته ’ حتى ’ وبكل دقة وتطابق ’ كما قام المسيح من بين الأموات ’ بقوة الأب الفائضة مجدا والنازلة على ناسوتنا المتحد بناسوته فى شخص الكلمة ’ هكذا ’ تماما وبالضبط ’ نحن سوف نقوم ’ فيه ومعه وبه ’ الى حياة جديدة ’ حياة فاضلة ’ حياة تفيض بالحياة ’ حياة قداسة فعلية ’ وسوف نبرمج سلوكياتنا وأنماط حياتنا على موجات الحياة الجديدة من الأن وهنا "هكذا نسلك نحن فى جدة الحياة " رومية 6 ’ 4 .
«Ούτω και ήμείς έν καινότητι ζωής περιπατήσωμεν»

تمنحنا قيامة المسيح ’ أيضا ’ حياة جديدة . المسيح ليس شخصا فاضلا قائما بذاتع وعلينا أن نقتدى به (هذه بدع سلوكية حديثة !)’ بل هو فينا ونحن فيه وما علينا سوى أن نلبسه ونسلك فيه ونقبله ونكتشفه ! تصير الحياة الجديدة فى اللوغوس هى بمثابة رحلة اكتشاف دائمة لوجه المسيح – اللوغوس الكامن فى تاريخ كل وجه والنائم فى سفن الثقافات والحضارات التى أحيانا نحتقرها ونسخفها وتصير كل كلمة حقيقية وصادقة وعلميةو وموثقة ’ أيا كان مصدرها وهوية ودين قائلها ’ ما هى الا محطات للكلمة – اللوغوس !. لقد صرنا واحدا مع المسيح من خلال العمادة ’والتى هى ’ كما سبق وأشرنا ’ هى مماثلة ومطابقة لموته ’ وبسبب من قرابتنا الطبيعية فى طبيعة المسيح الناسوتية المتحدة بلاهوته ’ نصير نحن ’ وبشكل طبيعى ’ واحدا معه فى قيامته . " لأننا من لحمه ومن عظامه " و"لأنه وان كنا قد صرنا متحدين معه بحقيقة (شبه) موته ’ نصير ’ نصير أيضا بقيامته" رومية 6 ’ 5 .
ولكن الرب الجزيل الرأفة والفائض التحنن لم يريد بقيامته أو بمعموديته أى بنمط قيامته ’أن يكتفى بمجرد غفران الخطية الجدية ’ بل تجاوز ذلك من خلال قيامته الحقيقية لم يكتفى بمحو الذنب (ياريت ينتهى هذا الموضوع ونكف عن تقزيم عمل المسيح فى مجرد مغفرة خطية جدية أو غير جدية ’ هذه بدع قديمة ! )’ بل قدم الشفاء فى جسده القائم لكل أثار الخطيئة الأولى

Η Θεραπεία διά της Αναστάσεως Του
’والذى هو زلزال الموت وتوابعه الكيانية والوجودية والحياتية . هذا ما يفتخر به بولس الذى نال التعزية من الله " ..أخر عدو يبطل هو الموت "(1كو 15 ’26).
لقد جدد أدم الجديد الذى هو المسيح ’ بقوة قيامته (ذيناميس تيس انساطاسيوس) ’ نقول جدد كل الطبيعة البشرية ’ طبيعة كل الانسانية وطبيعة كل انسان. لهذا ستقوم’ فى يوم القيامة العامة ’كل الأجساد ’ نعم ستقوم حتى أجساد غير المؤمنين بحكم وجودها فى طبيعة الكلمة الناسوتية (ولهذ نكرر مع جميع الأباء والمجامع وتاريخ الفي عام بأن قضية ضرورة وجود طبيعتان فى شخص المسيح الواحد ومشيئتنا ة ليست هى قضية ترف لاهوتى ولا فذلكات بيزنطية ’ بل هى ضرورة خلاصية ودعم للبشارة لجميع الامم وبدونها لا يمكن فهم الكثير من القضايا اللاهوتية والكنسية والليتورجية والحياتية ’ بل ويتعسر على الكنيسة حل مشاكل الناس المصيرية مثل الزواج والعائلة والقضايا الجتماعية والعلاقة بين الوحى والنص وغيرها ....من يرفض هذه العقيدة ’ سيدخل فى حلرة سد لاهوتيا !!! ).
أن تعدى أدم لو يؤذنا كثيرا بالمقارنة بما تفضلت به علينا النعمة التى وهبها لنا أدم الثانى ’ لأنه وان كان الكثيرون قد ماتوا بسبب معصية الواحد أى أدم الأول ’ أى البشرية جمعاء الخارجة من صلبه ! فلقد فاضت نعمة المسيح ’ أدم الثانى ’ بشكل يفوق الوصف وبشكل لا يقارن بالحالة الاولى (حتى فى برائتها الأولى ! ) ’ وأقتنى بها الأكثرون ’ أى البشرية الجيدة ’ نعمة الانسان الجديد.
يلاحظ القديس يوحنا الذهبى الفم " لقد همش المسيح وجه الموت ’ وحوله الى حياة بقيامته ’ قيامته التى منحنا بها خيرات لا تحصى . لقد هزم المسيح الموت بنفس الوسائل والاسلحة التى سبق الشيطان وهزمنا ’ نحن ’ بها ’ . تفرح القوات السمائية والطغمات الملائكية لخلاصنا ’ خلاص جنس البشر . لقد أخطأ أدم ومات ’ بينما المسيح لم يخطئ ومات ’ لهذا فأن أدم الذى أخطأ ومات ’ سيستطيع أن يحيا ثانية من خلال يسوع المسيح الذى مات ولم يخطئ ’ وسوف يتحرر من الموت ومن قيوده وأثاره اليومية والحياتية .

ما هو الفارق بين قيامة أجساد الأبرار وقيامة أجساد الأشرار ؟
القيامة واحدة لكل الأجساد ’ لكل البشر ’ ’ بحكم أن المسيح الكلمة قد ألتحف البشرية كلها جسدا ونفسا ومشيئة ’ فى تجسدنه وتأنسنه ’ وهو الشخص الواحد ’ حسب العظيم كيرلس الذى عيدت له الكنيسة البيزنطية بالامس(9 يونيو) ’ نقول ستقوم أجساد غير المؤمنين ’ أيضا ’ لأنها وبشكل طبيعى تحمل وزر أدم بالرغم من أنها لم تختار أن تخطئ مع أدم. بالرغم من أنها لم تشارك أدم شخصيا خطيئته ولكنها تعيش نتائجها المأساوية ’ لكنها شريكة فى جسد أدم بحكم قرابة البشرية ’ ولكنهم حينما سمعموا عن خلاص أدم الثانى ’ المسيح ’وبالرغم من أنهم شركاء فيه بحكم طبيعته البشرية التى أنوجد فيها سائر البشر ’ لم يؤمنوا به ’ لهذا سيكون لأجساد الغير المؤمنين مصيرا مخالفا ’ لمصير قيامة أجساد من أمنوا بالمسيح . يقول الذهبى الفم " أن القيامة العامة هى حق للجميع وأمر مشترك بين البشر جميعا ’ بينما مجد القيامة (ذوكسا) لا يترك فيه الجميع ’ اذا سيقوم البعض فى كرامة والبعض فى عدم كرامة ’ سيقوم البعض الى الملكوت ’ بينما سيقوم معهم البعض الأخر ’ ولكن الى الجحيم ".
يصف لنا القديس نيقوديموس الأثوسى هذا الفارق الدقيق بين الأجساد القائمة وبشكل دقيق قائلا:" ان أجساد الخطأة ستكون أجساد قاسية وثقيلة وبلا لمعان ومجد وقاتمة ومعتمة ’ وباردة ومظلمة ’ وبلا منظر ’ وهذه الحالة التعيسة والمظاهر البائسة يمكن أن تزيد أو تنقص ’ بحسب درجة عدم ايمانهم وشرورهم ونجاساتهم ".
بينما نرى فى أجساد المؤمنين المستقيمى الرأى القائمة أنه ستكون ودائما حسب رأى نيقوديموس الأثوسى " طرية وخفيفة ورائعة الأطلالة والجمال ومكللة بالمجد ’ صريحة وحارة وروحانية وهذه الصفات الطوباوية يمكن أن تزيد أو تنقص حسب أيمان وفضائل حاملوها ولابسوها ".
حينما يفسر القديس يوحنا الذهبى الفم رسالة بولس الرسول الاولى الى الكورنثيين ’ يبدى أعجابه بمثال القمح والحنطة والبذار ويطبقه على أجسادنا فى الموت والقيامة . البذرة التى تموت فى بطن الارض وتنحل " هكذا القيامة الأموات ’ هى تبذر فى فساد وتقوم فى عدم فساد ’ تبذر فى عدم كرامة (تلقى فى الأرض ويدوسها الناس ) ’ وتقوم قمحا فى كرامة ووفرة ’ تبذر فى ضعف (حبة صغيرة يتيمة) وتقوم فى قوة وأزدهار ’ تبذر جسم نفسانى وتقوم جسد روحانى".(1كو 15: 42 -44).
كون ان الأجساد ستقوم ’ هذا واضح من مثل القمحة أو البذرة ’ وكونها سوف لا يقوم بنفس الصفات ’ هذا يظهره هنا أيضا . ان عدم الايمان بالقيامة ’ يجعل الناس ’ هنا والأن ’ مهملون ومتكاسلون ويأكلون ويشربون وغدا يموتون (الثقافة الاستهلاكية التى غزت كل بيت وكل غيط راجع مسلسلات رمضان والدعايات الاستهلاكية !!! احنا بنشوف مسلسلات دعايات وبها حتت من المسلسل !!! قيامة ايه اللى انت جاى تقول عليها !!! ) ! وتجعلهم أغبياء منهم فيهم اذ يظنون أن الجميع سينالون نفس المصير وبئس المصير ! لهذا فأن قيامة المسيح تصحح الموقف والأباء وعلماء اللاهوت والمؤمنون المختبرون والحسنى العبادة والمتألهون العقول ’ يميزون بين قيامتين ’ لأنه وان كان الجميع سيقومون فى المسيح ’ بحكم وجودهم فى ناسوته بالتجسد ’ الا أنهم لن ينالوا القيامة فى لاهوته ’ اذا لم يكونوا من المؤمنين والصابرين على رجاء ! لن يكون مجد المؤمنين واحد فى الملكوت ’ كما أن عذاب الغير المؤمنين لن يكون هو نفسه فى الجحيم ! أذهبوا عنى لا أعرفكم ’ قيلت لأناس ظنوا أنهم قد عرفوا السيد ’ بس بطريقتهم الخاصة ’ وهذا هو المعنى التقنى واللغوى للبدعة والهرطقة !!!
يميز القديس الذهبى الفم بين الأبرار والخطأة مستخدما تعبير صديقه بولس ومسافرا معه عبر الأيات والاعلانات التى وراء الأيات ( الأباء ليسوا أيات الله المنزلة بل خبراء الروح فى تفسير الأيات الوضعية (....كتبها أنا س...) ويجب أن تفسر فى ظروف الناس وومعطيات التاريخ !) " أجساد سماوية وأجساد أرضية " 1كو 15 ’40. ويسعد مع المؤمنين فى السماوات ويحزن على الخطأة الغارقين فى الأرضيات ’ ثم يصعد يوحنا بالروح مع بولس ورائهم الى السماء ويفسر الأية 41 " مجد الشمس أخر ’ ومجد القمر اخر ومجد النجوم أخر ة لأن نجم يمتاز عن نجم فى المجد " .
وكما يوجد فوارق بين الأجساد الأرضية ’ هكذا بين الأجساد السماوية بين الشمس والقمر وبين نجوم ونجوم .
ما هى نتيجة هذا كله على قيامة جميع النسا ’ هذا هو موضوع الحلقة القادمة ’ فاصل أعلامى لمدة يومين ثلاثة ونعود ( لأنى متغاظ !!!) ...وبالمناسبة كل سنة والجميع بخير فى بلادنا العزيزة مسلمون ومسيحيون وملحدون !!!
المسيح قام وصعد ’ حقا قام وحقا صعد
ΧΡΙΣΤΟΣ ΑΝΕΛΗΦΘΗ , ΑΛΗΘΩΣ ΑΝΕΛΗΦΘΗ