mercredi 6 avril 2016

شركاء الطبيعة الالهية (… ΘΕΙΑΣ ΚΟΙΝΩΝΟΙ ΦΥΣΕΩΣ …) الارشمندريت خرستوفورروس ستافروبولوس قام بالترجمة الى اللغة العربية الاب أثناسيوس حنين والاستاذ مارك حنا –لوس انجيلوس -الولايات المتحدة الامريكية – 19 -5





PARTAKERS OF DIVINE NATURE
Archmandrite Christoforos Stavropolos
Translated into Arabic by Mr Mark Hanna and Father Athanasios Henein
Los Angelos  May 2010     
لم يكن لهذا العمل أن يرى النور بدون الحب المسيحى الصادق وكرم الضيافة التى عاشها وذاقها الاب اثناسيوس حنين فى منزل الاب الفاضل  اغسطينوس حنا والسيدة مارسيل والابن المبجل شعلة الذكاء مارك . لقد عرفتهم فى قيودى وساهم كرمهم فى فك القيود الرب يباركهم ويملأ بيوتهم بالخيرات . ولقد اقترح الا بن الفاضل مارك ترجمة هذا الكتاب ليذهب الحزن عن نفس الاب اثناسيوس وبدأت الترجمة وأنتهت فى شهر مايو 2010 فى منزل العائلة الكريمة فى نيوجرسى. ولعل الساعة قد أتت لنكرم هذه العائلة الفاضلة ونرد جزء من جميلهم بنشر هذا الكتاب ونحن نثق أنه وبالرغم من كل ألظروف الدنيوية الصعبة التى تجعلنا نقول مع بولس "أننا قد تثقلنا فى نيوجرسى فوق الطاقة حتى أيسنا من الحياة ...ولكن كان لنا فى أنفسنا حكم الموت لكى لا نكون متكلين على أنفسنا بل على الله الذى يقيم من الاموات ’ الذى عزانا فى ضيقتنا ولنا رجاء أنه يعزى ايضا. بالرغم من الصعوبات والضيقات التى صلر فيها لقائنا  نقول بالرغم من االتى أحاطت بلقائنا الا أننا نثق أن الله نفسه ابونا وربنا يسوع المسيح هو الذى أهدى ويهدى وسيهدى طريقنا اليهم وبهم الى كل المدعوين لشركة الطبيعة اللاهوتية. . لا يستقيم الكلام بدون شكر حار وامتنان كبير للاب الفاضل القمص اغسطينوس حنا راع كنيسة القديس يوحنا بكوفينا والذى تبنى أحزانى وواسانى ووقف معى وهو رجل الحقوق سليل العائلات الاكابر فى المحروسة وله باع وتاريخ فى الشهادة للحق والدفاع عن المظلومين وعاملنى معاملة الاب والاخ والسيد الفاضلة الدكتورة مارسيل المرأة الفاضلة التى ثمنها يفوق اللألئ التى بذلت جهدا كبيرا لتوفير مناخ روحى ولاهوتى وكانت تدعو الجميع كل مساء بعد أشهى الموائد الجسدية ’ للالتفاف حول مائدة كتابية وروحية ولاهوتية شهية من النص اليونانى للعهد الجديد . كما لا يفوتنى تقديم الشكر لكل أصدقاء هذا البيت ومنهم الاستاذ الدكتور مجدى خليل الحقوقى الناشط والذى احتضنى منذ اللحظة الاولى والدكتور المرح والفرحان دوما مجدى اسحق والذى قال لى أن بيت الاب اغسطينوس بالنسبة لى فى هذه المرحلة هو "مغارة عيلام " التى ورد ذكرها فى العهد القديم  والاستاذ المفكر والمجاهد الكبير  ملاك غبريال الذى اعطى من اعوازه وابنه ريمون وربما يحتاج الامر الى كتاب خاص عن الرحلتين الى القارة الامريكية خلال ستة شهور . الى هؤلاء جميعا نهدى هذا الكتاب ’ الا متعهم الله بشركة طبيعة ابنه الوحيد يسوع   بالروح القدس أمين. واله السلام نفسه يقدسنا جميعا  بالتمام ولتحفظ اراوحنا وأنفسنا وأجسادنا كاملة بلا لوم عند مجئ ربنا يسوع المسيح ....أمين هو الذى يدعونا الذى سيفعل أيضا ...(2تس 5 :23 ).

شركاء الطبيعة الالهية

(…  ΘΕΙΑΣ ΚΟΙΝΩΝΟΙ  ΦΥΣΕΩΣ  …)

الارشمندريت خرستوفورروس ستافروبولوس

قام بالترجمة الى اللغة العربية الاب أثناسيوس حنين والاستاذ مارك حنا –لوس انجيلوس  -الولايات المتحدة الامريكية – 19 -5 
2010

النص الكتابى المحورى فى هذه القضية هو ما ورد فى رسالة بطرس الثانية فى الاصحاح الأول ومن الاية الاولى الى الحادية عشر  ونورد كل النص  حتى نقدر على فهم الاية التى تعنينا فى سياقها ونوردها باللغة العربية واللغة اليونانية واللغة القبطية واللغة الانجليزية
(...سمعان بطرس عبد يسوع المسيح ورسوله الى الذين نالوا معنا ايمانا ثمينا مساويا لنا ببر الهنا والمخلص يسوع المسيح . لتكثر لكم النعمة والسلام بمعرفة الله ويسوع ربنا . كما أن قدرته الالهية قدد وهبت لنا كل ما هو للحياة والتقوى بمعرفة الذى دعانا بالمجد والفضيلة .اللذين بهما قد وهب لنا المواعيد العظمى والثمينة لكى
تصيروا بها شركاء الطبيعة الالهية هاربين من الفساد الذى فى العالم بالشهوة. ولهذا عينه وانتم باذلون كل اجتهاد قدموا فى ايمانكم فضيلة والفضيلة معرفة وفى المعرفة تعففا وفى التعفف صبرا وفى الصبر تقوى وفى التقوى مودة اخوية وفى المودة الاخوية محبة. لان هذه ان كانت فيكم وكثرت تصيركم لا متكاسلين ولا غير مثمرين لمعرفة ربنا يسوع المسيح .لأن الذى ليس عنده هذه هو أعمى قصير النظر قد نسى تطهير خطاياه السابقة. لذلك اجتهدوا أيها الاخوة أن تجعلوا دعوتكم واختياركم ثابتين. لأنكم ان فعلتم ذلك لن تزلوا أبدا .لأنه هكذا يقدم لكم بسعة دخول الى ملكوت ربنا ومخلصنا يسوع المسيح الأبدى ) 2بطرس 1 -11 .
(…….δι,ών τά τίμια και μέγιστα ήμών έπαγγέλματα δεδώρηται , ίνα διά τούτων γένησθε θείας κοινωνοί φύσεως , άποφυγόντος της έν τώ κόσμώ έν έπιθυμία φθοράς)


مقدمة

لا يوجد انسان على الارض مولود أمراة لا يسأل نفسه يوما "لماذا أنا موجود على هذه الارض ؟ " وبالرغم من كل محاولات الفلاسفة والمفكرين والحكماء عبر التاريخ لايجاد جواب عن هذا السؤال المصيرى ’ الا أن الأجابة ستبقى واحدة ووحيدة وهى : " نحن نعيش على هذه الارض لكى ما نعيش فى السماء" (لأن سيرتنا هى فى السماوات ...)’ نحن نوجد فى الارض لكى نوجد فى الله صانع السماء والارض .

نحن نوجد على الارض بهدف أن نتحد بالله وبقصد أن نكون شركاء فى لاهوته اى شركاء الطبيعة اللاهوتية . هذا هو القصد والهدف من وجودنا على الأرض . الاسفار المقدسة وكتابات وخبرات اباء الكنيسة وأمهاتها (اليوم يوجد علم الميترولوجى) وعلمائها لا شاغل لهم سوى هذه القضية المصيرية ...هو موضوع حافل بالعطايا الروحية  ومشبع بالمعانى اللاهوتية ولقد أنكب أباء الكنيسة الشرقية على سبر غور هذه القضية المصيرية وايضاح غوامضها الخلاصية ولقد أطلق الاباء على هذه القضية تعبير صار عقيدة من عقائد الكنيسة الجامعة وهو :
THEOSIS ----ΘΕΩΣΙΣ ----DIVINISATION

والذى يقابل فى اللاهوت العربى واللغة العربية "التأله والتشبه بالله " ...والاتحاد بالله ’ اتحاد حقيقى وافخارستى ووجودى وكيانى ولاهوتى  وليس اتحاد لفظى وهيولى وهلامى واخلاقى .الاتحاد ليس هو مونوفيزيتى يؤدى الى تقزيم الناسوت وتحجيم دوره ولا هو نسطورى يؤدى الى توسيع الهوة بين اللاهوت والناسوت. الثيؤسيس التأله هو الاتحاد بالله الاب من حلال شخص الابن الوحيد يسوع المسيح فى شركة معية الروح القدس.
لقد شغلت القضية الاباء الكبار فى الماضى القريب والبعيد ’ وليس ذلك فقط بل قام العلماء المعاصرون واللاهوتيون بدراسة القضية من كل جوانبها فى اليونان وروسيا ورومانيا وانطاكية وبلاد المهجر كما نلاحظ اليوم نهضة عربية فى دراسة القضية فى كلية اللاهوت جامعة البلمند فى لبنان وفى أوساط روم وكما يلاحظ اهتماما قبطيا بالقضية فى مصر . ومن بين من درس الموضوع دراسة اكاديمية وعلمية  البروفسور فى كلية اللاهوت – جامعة أثينا أندرياس ثيؤدوروس فى كتاب " الثيؤسيس عند الأباء اليونانيين منذ العصر الرسولى الى يوحنا الدمشقى (القرن الثامن ) أثينا 1956 ". وكتب ايضا البروفسور جيورجيوس مارتزيلوس الاستاذ بكلية اللاهوت -جامعة تسالونيكى بحثا رائعا يحمل عنوان : "تعاليم القديس أغريغوريوس بالاماس حول الثيؤسيس  -أثينا  1963 " ’ وايضا قام الاستاذ بكلية اللاهوت – جامعة أثينا ايلياس موتسولاس رسالة دكتوراة حول موضوع " تأنسن الكلمة وتأله الانسان " فى فكر اللاهوتى اغريغوريوس النيصصى - أثينا   1965 كما كتب الأباء رهبان الجبل المقدس أثوس . هذا بعض من فيض مما كتب حول هذه القضية المحورية فى اللاهوت والاساسية فى روحانيات الناس وعلاقتهم بالكنيسة وبحياتهم الابدية والزمنية .
لم يقتصر الانتاج العلمى اللاهوتى على بلاد اليونان بل انتقل الى بلاد المهجر على يد اللاهوتيين الروس المهاجرين ولقد درس الاب فلاديمير لوسكى البروفسور واللاهوتى الذائع الصيت القضية اى قضية "الثيؤسيس" فى علاقتها بالثالوث وسر التدبير الالهى فى كتابه " اللاهوت الصوفى فى الكنيسة الشرقية "
Mystical Theology in the Eastern Orthodox Church
Saint Vladimir Theological Seminary- New York
USA


الفصل الأول

يدعونا  الكتاب المقدس الى ضرورة فحص دعوتنا   "أنظروا دعوتكم ..." اكو 1 : 26 ثم يقدم لنا مضمون هذه الدعوة " شركاء الدعوة السماوية " عب 3 :1 .
هل التفتنا الى دعوتنا بالشكل الكافى ؟ ان دعوتنا ليست هى دعوة الى حفل عشاء أو مناسبة كبرى فى حياتنا اليومية بل هى دعوة الهية ’ الدعوة اللاهوتية . نحن لا نتكلم عن  دعوتنا النفسانية ومقاصدنا الطبيعية والجسدية بل عن دعوتنا الروحية واللاهوتية...هل وصل صوت الدعوة السماوية الى أعماق نفوسنا الشقية! هل أخترق الصوت وجودنا وأعترض طريقنا وبرمج

 حياتنا ؟ ألم تكن قلوبنا ملتهبة فينا اذ كان يسوع يكلمنا فى الطريق ...طريقنا اليومى ويوضح ويشرح لنا الدعوة دعوته  فى الكتب (لوقا 24 : 32 ). ان الدعوة اى دعوتنا
Our Calling

ليست من انسان ولا من نبى بل من رب الحياة أبونا الحقيقى ...الله نفسه
God our Father by Himself

انها دعوة فريدة موجهة لنا ...الله يكلمنا نحن البشر بوضوح ويقول :
"...أجابهم يسوع أليس مكتوبا فى شريعتكم أنا قلت انكم ألهة ..."يوحنا 10: 34 . والمزمور 82 :6 .هل سمعنا  هذا الصوت ؟ هل فهمنا معنى هذه الدعوة ؟ هل ن نشترك فى رحلة الحياة الروحية ونشترك فى العمل مع الله لنصل الى أن نصير مثله ’ أى الى الثيؤسيس . نحن البشر ليس لنا الا دعوة فريدة وعجيبة وهى أن نصير شركاء الله بالنعمة والتبنى فى ابنه الوحيد يسوع المسيح فى الروح القدس المحيى ...نحن مدعوون أن نتشبه بالله فى صورة ابنه يسوع .
يصف الرسول بطرس بكل وضح هذا الهدف وهو يكتب الى المسيحيين وهم يواجهون اضطادات شرسة وملاحقات أمنية وتهميش اجتماعى وعزل سياسى  قائلا"...أن تصيروا شركاء الطبيعة الالهية" 2بطرس 1 :4 . ونلاحظ أن الأية باللغة اليونانية لا تحوى أداة تعريف (أل):
Θείας κοινωνοί φύσεως

والترجمة الدقيقة للأية هى "...أن تصيروا شركاء طبيعة ألهية" وهذاالنص الواضح يخرجنا من الأزمة التى سادت فى الاوساط العربية وخاصة فى مصر والتى تقول اللاهوت باللغة ىالعربية فقط وبلا دراية باللغات الأصلية ’ والازمة هى أننا نشترك فى (الطبيعة الالهية) ويذهب المعارضون لعقيدة "الثيؤسيس" الى أننا لا يمكن أن نشترك فى جوهر اللاهوت ولا فى أعمال اللاهوت ولا نصير ألهة بل نشترك فى البركات والعطايا والنعم " ’وهذا شئ طبيعى أننا لا نشترك فى جوهر اللاهوت ولم يكلف الرافضون أنفسهم بالبحث بل رفضوا القضية جملة وتفضيلا بل ولم يشرحوا ما هى طبيعة هذه البركات التى نأخذها من اللاهوت ! والموضوع واضح فى نفس الاية السابق ذكرها والواردة على لسان المرنم داود " أنا قلت أنكم ألهة وبنو العلى كلكم  ...لكن مثل الناس تموتون وكأحد الرؤساء تموتون" . اذن من العهد القديم والدعوة واضحة ان نصير الهة بالنعمة وليس بالجوهر. اذا ما فهمنا الأية البطرسية على ضوء الأباء والمجامع المسكونية ’ يتضح المعنى . نحن مدعوون لشركة طبيعة الابن الوحيد اللاهوتية فى ناسوتها الذى هو ناسوتنا ’ نحن شركاء فى طبيعة الابن الوحيد الناسوتية المتحدة باللاهوت وهنا لابد من وجود الطبيعين فى المسيح اللوغوس لحل معضلة "الثيؤسيس". هنا العقيدة فى خدمة الحياة  . نحن مدعوون لشركة طبيعة الابن الوحيد الناسوتية والتى هى فى نفس الوقت متحدة بالطبيعة اللاهوتية بلا اختلاط ولا امتزاج ولا اختلاط ولا تغيير وهنا تأخذ الأحوال الاربع الخلقيدونية كل معناها الخلاصى والكنسى والافخارستى. الانسان يتحد بالله فى شخص الابن الوحيد أى يتحد بطبيعة المسيح الجسدية بلا اختلاط ولا امتزاج ولا افتراق ولا انفصال  الطبيعتان فى المسيح المتحدتان فى شخص واقنوم الابن الوحيد ضرورة خلاصية وليست ترف فكرى بيزنطى .

ولهذا أثره الكبير فى فهم عمق شركتنا فى اللاهوت ’ ومن أهم المبادئ فى التفكير اللاهوتى المستقيم هو أولا فحص النص الأصلى للايات الكتابية وثانيا وضع الاية فى سياقها الكتابى واللغوى ’ الأمر اللازم لامكانية عمل لاهوت كنائسى من الأية . الأيات الكتابية عند المستقيمى الرأى ليست هى كلمات يتيمة يتبناها كل سامرى صالح او طالح او طامح ويعمل بها فكرا خاصا مقطوع من جذوره التاريخية واللغوية ومن أصوله اللاهوتية والابائية وبعيدا عن بيئته الليتورجية ’ بل هى مدماك تاريخى ولاهوتى وروحى فى بنيان فكرى متكامل  . لهذا لنقرأ الأية معا :
"...كما أن قدرته الألهية قد وهبت لنا كل ما للحيوة والتقوى بمعرفة الذى دعانا بالمجد والفضيلة ...اللذين بهما قد وهب لنا المواعيد العظمى والثمينة لكى تصيروا بها شركاء طبيعة الهية هاربين من الفساد الذى فى العالم بالشهوة ......لأنه هكذا يقدم لكم بسعة دخول الى ملكوت ربنا يسوع المسيح الأبدى " 2بطرس 1 : 3 -11 .
لله نحن مدعوون الى أن نشارك يسوع ابن الله ونصير شركاء فى الثالوث. ’ شركتنا هى مع الابن الوحيد ومن خلال الابن نصير شركاء فى الثالوث . اذن الثيؤسيس هو شركة طبيعة الابن الوحيد يسوع الناسوتية وهو  الابن الانسان المتحد بالطبيعة اللاهوتية فى شخص –أقنوم الابن المتأنسن والمتجسد .نلاحظ أنه من بين الكلمات الاساسية فى فهم "الثيؤسيس" كلمة (التقوى)  ...التقوى فى اللغة الاصلية
ΕΥΣΕΒΙΑ

(الافسيفيا ) فى لغة  العهد الجديد وعند الأباء ليست هى التقوى
الاخلاقية كما يقول العرب ’ لأنه عندنا نحن المسيحيون المستقيموا الرأى ’  لا أخلاق حميدة بلا اساس لاهوتى ان محاولات الاقتداء بالمسيح بلا شركة معه ’ شركة فى طبيعته الناسوتية واللاهوتية ’ هو درب من الانتحار الروحى والنفسى.يؤدى الى تدين يغلب عليه الهوس النفسى والفريسية المتزمته او الانفتاح المنفلت وبمعنى أخر الفلتان الروحى البروتستانتى أو التزمت والاصولية اليهودية فى ثوب مسيحى وكله (باسم يسوع !!!) ’ التقوى فى الاباء هى "شركة الثالوث"(سمع المترجم هذه العبارة لأول مرة من استاذ الباترولوجى جان برناردى فى جامعة السوربون بباريس ) وهذا تؤكده الأية البولسية "وبالاجماع عظيم هو سر التقوى الله ظهر فى الجسد تبرر فى الروح ترأى لملائكة كرز به بين الامم وأومن به فى العالم ورفع فى المجد" 1تيموثأوس 3 :16
(Και ομολογουμένως μέγα έστί το της εύσεβείας μυστήριον . θεός εφανερώθη έν σαρκί , έδικαιώθη έν Πνεύματι, ώφθη άγγέλοις , έκηρύχθη έν έθνεσιν, έπιστεύθη έν κόσμώ,΄ανελήφθη έν δόξη).
يلاحظ الدارسون للغة اليونانية أن كلمة (الله ) فى الأية  أداة التعريف وهنا تأكيد جديد أن الثيؤسيس لا تعنى الاتحاد بجوهر الله بل بالله المتأنسن فى الطبيعة الانسانية فى شخص يسوع الابن الوحيد . بلغة أبسط (الله فى ىالتجسد ما اندلقش فى يسوع وساب السماء فاضية !) .الثيؤسيس هى برنامج متكامل وما حدث فى شخص الله اظاهر فى الجسد هو نفسه اللى بيحصل فى  الانسان الساعى الى الاتحاد بيسوع فالله الظاهر فى الجسد تبرر فى الروح لكى ما يبرر بالروح كل من يقبله بالروح وترأى لملائكة لكى ما يستعيد الانسان شركته مع السمائيين وكرز به بين الامم على يد من أمن به من البشر وأؤمن به فى العالم بمن قبلوا الدعوة الى الثيؤسيس. ورفع فى المجد لكى يرفعنا معه ويجلسنا عن يمين العظمة فى الأعالى حسب بولس. كل ما عمله الأب بالطبيعة فى ابنه يسوع ’ يعمله فينا بالنعمة (راجع أفسس 1 :15 -22  ’ أفسس 2 :11 – 22 ). الثيؤسيس هو التفسير الأبائى للاية البولسية "الذى فيه (فى المسيح)  أنتم  ايضا مبنيون معا مسكنا لله فى الروح" .أفسس 2 :   22 الثيؤسيس هى الخبرة العملية لقول الرسول "ليحل المسيح بالايمان فى قلوبكم".

. عظيم هو سر الثالوث الذى وهب لنا المسيح الابن المتأنسن . ان الانسان حسب القديس باسيليوس قد أخذ أمرا من الله أن يتأله ...ولقد كررها القديس أغريغوريوس النزينزى فى كلمة التعزية التى القاها عند نياحة باسيليوس. (باترولوجيا جريكا 36 : أ 060 ).
ماذا تعنى كلمة "ثيؤسيس" الغنية بالمعانى ؟
What does  the rich term THEOSIS mean ?
تعنى رفع الطبيعة البشرية الى مستوى اللاهوت ...الى مستوى الله ...تعنى اتحاد الطبيعة البشرية بالطبيعة اللاهوتية . وهذا معناه أن الطبيعة البشرية صار لها القدرة والمواعيد العظمى والثمينة لكى تتقدم فى الفضيلة والمعرفة والتعفف وتدخل بسعة الى ملكوت المسيح . الحقيقة الخرستولوجية الثابتة هى أن الطبيعة البشرية قد دخلت بسعة الى ملكوت المسيح فى تأنسنه واتحاده بها ’ وما على الانسان الا الايمان والقبول والتفاعل والدخول الى النعمة التى نحن فيها مقيمون  "فاذ قد تبررنا بالايمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح الذى به ايضا صار لنا الدخول الى هذه النعمة التى ونفتخر على رجاء مجد الله نحن فيها مقيمون " حسب تعبير بولس(رومية 5 :1 -2 ) . صار لدى الطبيعة البشرية الامكانية أن تكسر حاجز القيود (الزمن المغلق والمكان السجن) وتنفك بالنعمة وتصرخ بثقة مع المرنم "فكنى لأمجد اسمك" .طبيعة الانسان دخلت الى نعمة شركة طبيعة الابن الوحيد يسوع المسيح. هنا لابد أن يكون الاتحاد بين البشرى والالهى اتحاد حقيقى وواقعى وليتورجى وافخارستى وليس لفظى او ادبى او لفظى او اخلاقى ....من هنا نفهم الرعب المقدس الذى كان يصيب الاباء امام البدع والهرطقات لأنه تضرب سر تأله الانسان وشركته فى اللاهوت فى مقتل. يقول القديس أنسطاسيوس السينائى معرفا الثيثؤسيس:
"الثيؤسيس هى الرقى الى ما هو أفضل وليس نزول طبيعتنا الى درجة أقل ولا هى تغيير فى جوهر طبيعتنا البشرية ’ فهى خطة الهية لخلاص الانسان بدون أن تصير الطبيعة الانسانية لاهوتا فى الجوهر ...بل هى تعود الى ايقونتها الاولى  من خلال الاتحاد بالمسيح ’ انسان الله’ ايقونة الله الأب بالروح القدس".



الفصل الثانى

الكتاب المقدس والثيؤسيس
The Theosis and the Bible
نجد فى الاصحاح الأول من سفر التكوين (كتاب ميلاد العالم) ’ نجد التنازل الالهى وعلاقة البشرية بالله ( وقال الله لنعمل الانسان على صورتنا
كشبهنا......) تك 1 :26 . البشرية مخلوقة على (ايقونة) الله وكل كائن بشرى مدعو أن يصير على مثال الله . العلاقة بين الصورة والمثال علاقة جدلية وحيوية والجهاد الروحى كله هو لتضييق الفجوة بين الصورة والمثال . ...نحن مدعوون أن نصير الاهيين ليس فقط قبل السقوط بل بعد السقوط.   نحن بعد السقوط وما تبعه من مأسى ..بدأنا نرى خطة (الايكونوميا) الله فى اعادة البشرية لكى تصير على (مثاله)  ...اختار لذلك شعب اسرائيل  وهذا الاختيار هو اختيار جماعى . ولاحقا سأخذ طابعا فرديا فى أشخاص الملوك الاتقياء والانبياء داود وسليمان وقبلهم أشخاص القضاة الذين دعاهم الكتاب المقدس (أبناء الله ) و ايضا دعاهم (الهة)

بالرغم من أنهم بشر أى أنهم مدعوون للتأله (الثيؤسيس).  العهد القديم حافل بالتعاليم التى فيها الرجال والنساء مدعوون للتمتع بالبركات كأولاد وبنات الله والدعوة لهم ولهن هى للاتحاد بالله أى الثيؤسيس .
العهد الجديد علم عن هذا الموضوع بطرق جميلة ورائعة ولقد انطلق العهد الجديد أن الله نفسه قد صار انسانا وأتخذ واتحد بالطبيعة البشرية وقام برفعها الى مرتبة اللاهوت (الثيؤسيس) حينما وحدها بطبيعته الخاصة ورفعها الى عرش الله وهذا يتطابق مع الحقيقة التى أطلقها القديس أثناسيوس :
" لقد صار الله انسانا ’ لكى يصير الانسان الها" . يكلمنا المسيح ابن الله دائما عن دعوتنا ويدعونا الى الثيؤسيس "لكى تكونوا ابناء أبيكم الذى فى السموات"(متى 5 :44 ). ولقد كتب القديس بولس بكل وضوح الى أهل غلاطية :
" ...لما جاء ملء الزمان أرسل الله ابنه مولودا من امرأة ..مولودا تحت الناموس ليفتدى الذين هم تحت الناموس لننال التبنى ..ثم بما أنكم أبناء أرسل الله روح ابنه الى قلوبكم  صارخا يا أب
ا الأب اذا لست بعد عبدا بل ابنا وان كنت ابنا فوارث لله بالمسيح" . الله صار فى المسيح ابونا ونحن اولاده ...هذه هى دعوتنا ...الثيؤسيس فى العهد الجديد هى تبنى الله للانسان وشركة الانسان فى قداسة الله وعدم الفساد بمجد لا يوصف. الثيؤسيس واضحة فى خلق الله للانسان على صورته . ما معنى الخلق  " على صورة الله " ؟

لقد قدم اباء الكنيسة ابعادا كثيرة لهذا السؤال وكلها تكمل بعضها ’ فأحيانا يشرح الأباء "صورة الله" على أنها المكانة الملوكية للجنس البشرى أى تفوق الانسان وسموه على العالم المادى والحيوانى ...وأحيانا يرون الصورة فى البعد الرؤوحانى الكامن فى الطبيعة البشرية ...أو فى القدرة على التفكير  وهو العقل والطاقات الابداعية فى الانسان . والصورة هى حرية الانسان وهذه الحرية هى مصدر كل أعمالنا وكلمة حرية فى اللغة اليونانية حافلة بالمعانى الرائعة فهى تعنى (اليفثيريا ) والكلمة كمعظم كلمات اللغة اليونانية مركبة من مقطعين ة الاول (اليفسيس ) أى الحضور والقدوم والاطلالة والمقطع الثانى ( ايروس ) اى الحب والعشق والهيام ....وهنا يكون معنى الحرية هو (حضور الحب والعشق ). لا حرية بلا حب ولا حب بدون حرية ’ حينما يحصرنا حب المسيح ونتفاعل مع النعمة التى نحن فيها مقيمون من خلال اقامتنا فى طبيعة الابن الوحيد الناسوتية والمتحدة فى ذات الوقت بالطبيعة اللاهوتية فى شخص اللوغوس الابن الوحيد حسب تعبير كيرلس ’ يهرب من كياننا كل جبن وخنوع ونفاق وجهل مقدس .يرى لوسكى (اللاهوت الصوفى للكنيسة الارثوذكسية ص 132 ) أن صورة الله هى خصائص النفس  البشرية الاصيلة مثل البساطة والكرامة والثقة بالنفس وحب التحدى والخلود وحب المعرفة والقدرة على اقامة علاقة باللاهوت وعالم الروح والاحساس بمسئولية الانسان عن كل الخليقة .ويرى بعض الأباء أن صورة الله فى الانسان لا تقتصر على النفس بل تشمل الجسد ايضا المخلوق على صورة الله (أغريغوريوس بالاماس ) وهذا هو جديد المسيحية. الصورة الالهية فى الانسان او حسب التعبير الاصلى الايقونة لا تشير الى عنصر واحد من الانسان بل الى كل الانسان ’ الى الطبيعة البشرية فى كمالها. كما اغريغوريوس النيسى فى كتابه ( خلق الانسان . باترولوجيا جريكا 44 :184 ب ). الصورة هى العنصر الثابت فى الانسان والشبه هو السعى الى تحقيق الثابت فى مشروع الحياة .  السعى الى اخراج طاقات وامكانيات ومواهب الصورة اللاهوتية الى مشروع انسان جديد. هذا التحول الانسانى  يسميه الأباء (الثيؤسيس) وهذا التأله لا يحدث فجأة ولا هو طفرة بل صيرورة دائمة  ويصل الى القداسة وعدم الفساد والنصرة على الفناء مثل حياة الكائنات الاولى فى الفردوس  وهذا ما نرا فى حياة القديسين الذين لم يفعلوا شيئا غريبا بل قبلوا أن يصيروا مشروع اللاهوت على الارض وهنا يقول يوحنا الدمشقى ( لقد عاش الانسان الأول حياة الهية فى الجسد فى أجمل مكان وضعه فيه الله ...وكان الله مسكنه فى الفردوس ...كان الانسان الأول يلبس النعمة...وكانت النعمة طعامه الوحيد اللذيذ ورؤيه اللاهوت غذائه  ...لقد شابه الانسان الأول أو كاد الملائكة).
العهد الجديد لا يقدم قضية الثيؤسيس تقديما نظريا وعاطفيا بل يقدمها من خلال رؤية عمل الاب فى المسيح والذى ينتقل الى المسيحيين فى الكنيسة بالروح . حينما يدعونا "الأسير فى الرب" الى أن نسلك فى الدعوة التى دعينا اليها ’ يضع لنا برنامج متكامل لهذه الدعوة بكل ابعاد البرنامج اللاهوتية والكنائسية والروحية والتبشيرية (راجع أفسس 4 : 1 -32 ) والمواهب كلها النازلة بالنعمة حسب قياس هبة المسيح هى لأجل تكميل القديسين أى المؤمنين  لعمل الخدمة لبنيان جسد المسيح . الرسول فى الاصحاح الرابع من رسالته الى أهل أفسس يقدم لنا وصف دقيق لكل التطبيقات العملية لعطية الثيؤسيس . يستطيع الدارس أن يقرأ من التكوين الى الرؤيا خطة الايكونوميا اللاهوتية من أجل خلاص الانسان اى توبته وتقديسه وتألهه . بشارة يوحنا الحبيب هى مسيرة نحو الثيؤسيس . من البدء حيث الكلمة كائن ........الى الدعوة الكبرى "أتبعنى أنت " 21 : 22 . والبشارة اليوحنائية مسيرة منى الكلمة الدعوة ...الدعوة الاولى "اتبعنى " يوحنا 1 :43  ...الدعوة الأخيرة " أتبعنى أنت "يوحنا 21 :22 . بين الدعوتين يوجد كل برنامج الشركة مع الله فى الكلمة بالروح . لكن لهذه الرحلة سنكرس دراسة منفردة .
يحذرنا الرسول بولس من أن يسبينا أحد بالفلسفة وبغرور الباطل حسب تقليد وتعليم الناس وحسب أركان هذا العالم وليس حسب المسيح ’ لأن "فيه اى فى المسيح يحل ملء اللاهوت جسديا ": وما علاقة هذا الملئ بنا  يرد الرسول " وأنتم مملؤوؤن " ’ ملء اللاهوت حل فى المسيح جسديا أى فى ناسوت المسيح وعن طريق اتحادنا بناسوت المسيح المؤله بنا فى اتحاده باللاهوت فى شخص المسيح الواحد ’ نصير نحن مملؤؤؤن فى المسيح . لأننا قد متنا وحياتنا مستتترة مع المسيح فى الله .لهذا يمكننا أن " نميت أعضائنا التى على الارض الزنى والنجاسة الهوى الشهوة الطمع الذى هو عبادة الاوثان " هذا كله صار ممكنا لأننا قد "خلعنا الانسان العتيق مع أعماله ولبسنا الانسان الجديد " هذا الانسان الجديد ليس هو شئ استاتيكى بل ديناميكى لأنه "يتجدد بالمعرفة والدراسة والسهر والصلاة والنسك والترك والحب ....حسب صورة خالقة فى المسيح .(رسالة كولوسى الاصحاح الثالث ).


الثيؤسيس بعد سقوط الانسان

Theosis after the Adamic sin
وعودة البشرية الى الحالة الافخارستية الاولى
The return of humanity to the Eucharistic way of life
تسبب السقوط ’ حسب الأباء’ فى تشويه الطبيعة الانسانية . ترك الانسان طريق التأله والشكر وسلك طريق التشيطن والتذمر . بالسقوط صار  التأله مستحيل ’ صار تحويل الصورة الى مثال أمر مستحيل . الطبيعة البشرية لم تتحطم تماما لأن الانسان المكون من نفس وجسد لم يفنى بالسقوط حسب اثناسيوس . ان صورة الله لم تختفى تماما من الانسان بل تسبب السقوط فى تشوه الصورة وهذا هو الأسا س الذى عليه سيتم الاعداد لاعادة تجديد الطبيعة وعودتها الى الثيؤسيس لانه قد تبقى اثار حرية فى الانسان يقدر ان يقبل بها اعادة التجديد ولا لصار عمل الله قدرية لاهوتية بلا حرية انسانية . وهذا يفسر كل معنى العهد القديم كمرحلة اعداد للبشرية لقبول عطية التجديد والثيؤسيس التى سيتم فى تأنسن اللوغوس فى ملء الزمان ..ملء زمان استعداد البشرية لان زما ن الله هو ملء دائم ...ما ضاع من أدم الأول ...سيعوضه أدم الثانى. لقد صار الله انسانا ...لكى يستعيد الانسان بعده اللاهوتى.  لقد تم ردم الهوة بين الله والانسان بالصليب والقيامة. لأن أخر عدو يبطل هو الموت (1كو 15 :26 ).بالصعود وحد المسيح الارض مع السماء ’ لأنه هو سلامنا الذى جعل الاثنين واحدا ونقض الحائط المتوسط. الثيؤسيس يتحقق بالروح القدس. بالروح القدس فقط نذوق الفداء اى الثيؤسيس. الروح القدس ينقل الينا وفينا ما قدمه ابن الله فى صليبه وقيامته وصعوده.  الثيؤسيس فى هذا العالم ممكنة فقط بالنعمة وهى نسبية وليست مطلقة  وهى تظهر بوضوح فى حياة القديسين والمستنيرين الذهن والقلب . المتألهون العقول حسب التعبير الليتورجى هم الاباء الذين يضعون لنا خارطة طريق شركة الطبيعة الالهية والثيؤسيس فى كتاباتهم وخاصة فى سن العقائد اللاهوتية المستقيمة فى المجامع المسكونية وقوانين الكنيسة وكتب العبادات . لقد حقق المسيح بتأنسنه وطاعته للاب  ما فشل فيه الانسان الأول "أن تصيران مثل الله " بعصيانه للنعمة ’ الانسان الاول , أدم الأول سمع مشورة الحية والانسان الثانى ’ أدم الثانى سمع مشورة الاب .. الكنيسة بالمعنى الاكليسيولوجى الافخارستى هى معمل اللاهوت الذى تتم فيه عملية تطعيم الانسان فى طبيعة اللاهوت فى طبيعة الابن الجسدية الناسوتية  أى الثيؤسيس .
نحن أعضاء جسد المسيح الذى هو الكنيسة والنعمة تنزل على الأعضاء من خلال الاسرار والتى هى عدد لا يحصى وليست سبعة حسب اللاهوت السكولاستيكى فى العصر الوسيط.
الأباء لم يعطوا عددا للأسرار فى  المسيح . هذه أختراع مدرسى فى العصر الوسيط ’ عصر السبى البابلى للاهوت حسب تعبيير الاب جورج فلورفسكى. المسيح هو سر الاسرار . يتحقق الثيؤسيس بالسينيريجيا اى العمل المشترك والتحالف القوى بين ارادة الانسان ونكرر كل الانسان والنعمة الالهية ونكرر كل النعمة اللاهوتية.
لا يوجد فى المسيحية كود اخلاقيات جديدة شكلا على انسان عتيق جوهرا ’ كما لا يوجد فى المسيحية "دار فتوى" ولا اجابات "ديليفرى" على أسئلة الناس !  ’ بل شركة  حياة جديدة فى المسيح ’ بل حرية وثقة وتقديس وابداعات ’ السؤال الكبير الذى يجب أن يشغل خدام الكلمة هو كيف يتقدس الناس وينالوا الثيؤسيس فى المسيح. نحن لا ندعو المسيحيين الى أن يقبلوا االمسيح بل ندعوهم الى اعادة اكتشاف شركتهم فى طبيعة المسيح اللاهوتية فى جسده الذى هو الكنيسة  القصد من الثيؤسيس هو اقتناء الروح القدس او بالمعنى الأصح أن يقتنينا الروح القدس . هنا الجهاد حتى الدم ’ هنا حسب الاباء المتألهين العقول " نعطى دما لكى نأخذ روحا". نحن نسعى لكى نعيد صياغة صورة الله في الناس  . ماهى هذه الصورة ؟ هى صورة المسيح المتأنسن الذى هو صورة الله الأب (عبرانيين 1 :3 ) نحن نتمخض بالناس الى أن يتصور المسيح فيهم أى الى أن يصيروا شركاء فى طبيعة الابن الناسوتية المتحدة باللاهوت اى بالطبيعة اللاهوتية (الثيؤسيس) شركة الطبيعة الالهية اى الثيؤسيس تحقق فى الافخارستيا ’ وهنا السؤال ما ذا  نأكل فى الافخارستيا ؟ بنتناول ايه بالظبط ؟  لوقلنا بنأكل اللاهوت يبقى ها نصير الهة ولو قلنا بناكل الناسوت يبقى بناكل عيش وخمرة ! نحن نأكل طبيعة المسيح البشرية اى الخبز والخمر المؤلهة فى اتحادها بالطبيعة اللاهوتية ’ لهذا نتأله ونعيش حقيقة شركتنا فى طبيعته اللاهوتية . يقول المؤمن المقبل على شركة الافخارستيا ومعه الكنيةس كلها :"اقبقلنى اليوم شريكا لعشائك السرى يا ابن الله ’ لأنى لن أقول سرك لاعدائك ولا اقبلك قبلة غاشة مثل يهوذا. لكنى كاللص اعترف لك هاتفا: أذكرنى يارب فى ملكوتك .
وتصلى الكنيسة هذه الاستيخونات : " ارهب ’ أيها الانسان ’ عند نظرك الدم المؤله
فانه جمر يحرق غير المستحقين
ان جسد الاله يؤلهنى ويغذينى

يؤله الروح ويغذى العقل على منوال عجيب(راجع كتاب خدمة الكهنة اعداد الاسقف يوحنا يازجى صلاة المطالبسى الالهى ص 453 ).



 ’ لا يوجد على هذا الاساس المفهوم العصر الاوسطى الغربى الارسطوطاليسى المعروف ب(الاستحالة الجوهرية ) فى الخبز والخمر ’  التحول يحصل فى كل الكنيسة التى تتغير الى تلك الصورة عينها صورة المسيح ’ الكنيسة تتحول كلها الى جسد المسيح وتأكل معا من الخبزة الواحدة وتشرب من الكأس الواحد .صورة الافخارستيا فى قداس القديس يوحنا الذهبى الفم صورة معبرة ’ اذ تجتمع فى الصينية على المذبح كل الكنيسة ’ المسيح ’  الغالب فى الوسط ’ العذرا الملكة عين يمين الملك وال انبياالرسل عن شمال السيداى التاريخ كله والسقف تحت اقدام المسيح ثم من اسفل الصينية نضع قطه من القربان لاجل الاموات والاحياء وفى النهاية يضه الكاهن كل هذه الجشود فى الكأس ويسكب عليها ماء  ساخن حرارة الروح القدس ويتناول الجميع الجميع يعنى المتناول يتحد بالمسيح وبالقديسين وبالانبياء وبالعذراء وبقديس اليوم وبالمؤمنين الراقدين والاحياء هنا تصير وتتحقق وتتأله الكنيسة وتصير فعلا  جسد المسيح . هذا هو سر المسيح والثيؤسيس ليتورجيا.ونقدر على هذا الأساس فهم الابعاد اللاهوتية والليتورجية والكنائسية والانسانية  لاصحاحات الحادى عشر والثانى عشر والثالث عشر من رسالة بولس الى ألكورنثيين . نجد الرد على السؤال ما.يتفق الاباء جميعا على أن الروح القدس هو الذى يتولى عملية اعادة رسم ايقونة المسيح فى داخل النفس  اذا ما تعاون الانسان حسب قول اغسطينوس " الله الذى خلقك بدونك لا يخلصك بدونك". نحن لا نصر مثل الله الأب ويصير لنا القدرة على الخلق  هذا هراء ...بل نحن ةنصير على صورة ابن الله الوحيد الظاهر فى الجسد. بالروح القدس يصير المؤمنون شركاء طبيعة الابن اللاهوتية وليس شركاء الطبيعة اللاهوتية فى جوهرها . وهنا يمكن الحديث عن (اعمال ) اللاهوت (الغير ) المخلوقة ...يقول القديس باسيليوس " من الروح القدس يأتى معرفة الاتيات وفهم الاسرار الكنسية ..وكشف الأمور الغامضة..وتوزيع المواهب  ورسم الطريق الالهى والشركة مع الملائكة..والتشبه بالله والسكنى مع اللاهوت والأهم أن نصير مثل الله فى المسيح بالروح القدس). الروح القدس يجعل الانسان واحدا معة نفسه .

TO BE AT HOME WITH HIMSELF

لقد أعطانا الأب كل هذه الخيرات فى الكنيسة والتى هى ليست مؤسسة بل هى جسده ’ الكنيسة هى المسيح ممدودا فى التاريخ ’ التاريخ صار جسد الكلمة . الروح القدس هو ذراع الله الأب التى تتولى مهمة انتشال الانسان وتطعيمه من جديد فى الزيتونة الجديدة. الروح يعيد تشكيلنا لكى نصير مشابهين صورة الابن حسب تعبير بولس. الشئ الاساسى الذى يجب أن ننتبه لئلا يفوتنا هو اننا لا نشترك فى جوهر اللاهوت ’ بل فى الكلمة الذى صار جسدا وحل فينا حسب يوحنا . الله لم يره أحد قط وبالتالى لا يقدر احد أن يشاركه جوهره ولكن نحن نشارك الله الاب فى ابنه بالروح. نحن لا نصير مثل الله نخلق ونهلك بل نصير على صورة ابنه. نجاهد بالروح لكى نتغير الى تلك الصورة عينها. اى صورة الابن الوحيد وهذا هو معنى الثيؤسيس. يقوم الروح القدس بتحويل المؤمنين بيسوع الى "مسحاء" للرب وهكذا تتحقق الكنيسة. الروح القدس يزرع المؤمنين فى شركة جسد المسيح الذى هو الكنيسة. يصير المؤمنون بالمسيح والمعتمدون باسمه شركاء طبيعة الابن الناسوتية والمتحدة باللاهوت وهكذا يتحدون باللاهوت من خلال ناسوت يسوع فى الروح القدس .هنا تأخذ الاسرار الكنيسة كل قوتها ومعناها. بالروح القدس يتشكل المؤمنين فى الحياة الجديدة ...يطرحون عنهم الخطية المحيطة بسهولة...يرثون عدم الفساد وكما لبسنا صورة الترابى سنلبس ايضا صورة السماوى ولبس السماوى يبدأ من هنا ومن الأن (انتم الذين قد اعتمدتم باسم المسيح المسيح قد لبستم) (1كو 15 ). الخلاص والثيؤسيس وشركة الطبيعة اللاهوتية والقداسة والتوبة والدموع والسهر والبحث والدراسة والتنسك والترك والسكنى الدائمة فى الميل الثانى ’ هذه كلها دبرها الله الأب قبل كل الدهور لخطة الخلاص ...وقام الابن يسوع المسيح كلمة الله  فى ملء الزمان بتحقيق ووضع هذه الخطة فى شكلها الارضى ...ومن ثم جأء الروح القدس لكى يشرف على تنفيذ المشروع على ارض النفس الانسانية حسب طاقتها واستعدادها وقبولها  وبها ومعها فى ارض التاريخ البشرى كله. الروح القدس الذى خصصت له الكنيسة مجمعا مسكونيا ( القنسطنطينية 381 م) هو الاقنوم الثالث فى الثالوث وهو الذى يتولى مهمة تحقيق الكنيسة فى الزمان الحاضر وهو سر بقائها واستمرارها وهو يشرق فى المؤمنين توبة وفكرا ولاهوتا وقبل كل شئ شركة الفرح بمواهب بعضهم البعض. الروح النارى كما يقول مكاريوس المصرى هو الذى يمكننا من أن نقدم (اجسادنا ذبيحة حية مقدسة ......) وهو الذى يجعلنا نفرح بالشركة ونحترم مواهب بعضنا فى الروح الواحد (رومية 12 : 1 -8 ). الروح ايضا لا يعمل جوهريا لانه هو ايضا ملء اللاهوت ! يعمل من خلال ما يسميه الاباء (الطاقات والافعال ) والتى هى من الروح ولكنها غير مخلوقة وتنقل لاالينا ملء اللاهوت جسديا اى من خلال جسد يسوع اى من خلال شركتنا فى الطبيعة البشرية للمسيح. حلول الروح القدس فى المؤمنين ليس هو مجرد حلول مواهبى شكلى ولا لا معنى لتجسد ابن الله ولا هو حلول جوهرى ولا صرنا الهة بالجوهر بل حلول لطاقات وأفعال اللاهوت النازلة علينا الاسرار وفى المواهب ولهذا فعمل الروح مرتبط بشخص المسيح الابن ...الروح يعمل اعمال اللاهوت من خلال جسد يسوع الذى هو الكنيسة . يقول القديس باسيليوس ( ...من الروح القدس يأتى معرفة الأتيات وفهم الاسرار الكنسية وكشف الامور الغامضة وفهم الكلام الالهى وتوزيه المواهب وفتح الطريق الالهى والشركة مع السمائيين والسكن فى الله وشركة اللاهو (الثيؤسيس) أن نصير مثل الله فى ابنه يسوع بالروح...). اهم شروط السير فى طريق الثيؤسيس هو حرية الانسان او لنقولها بشكل ادق ما تبقى من حرية الانسان بعد السقوط وما ترتب عليه من أثار مأساوية  كما يصورها الرسول العابر من جحيم الشريعة ( رومية 7 : 7 -25 ). الطريق هو اختبار النعمة (1يو 1 :1 ) . القصد هو اقتناء الروح القدس والتشبه بالله فى شخص يسوع  بالروح القدس. الاعمال االصالحة هى اعمال الروح القدس فينا وليست هى اعمال الشريعة(الناموس) المفروضة علينا من الخارج. العظة على الجبل لا يمكن تنفيذها الا بالروح القدس . الاعمال الصالحة هى علامات على سلامة الطريق وهى اشارات على الطريق .

السؤال هو متى نحصل على الروح القدس ؟

هل نأخذ الروح القدس كنوع من المكأفأة على أعمالنا الصالحة. أم ان الروح يزورنا ثم نتحرك لنسير فى طريق الفضيلة . لقد بذل اللاهوتيون وقتا وجهدا كبيرا فى فحص هذه القضية الهامة لأننا فى قلب قضية العلاقة بين النعمة والارادة وبين خطة الله الاب فى يسوع بالروح وبين حق الانسان ..كل انسان ...وكل الانسان فى نقرر مصيره.  الله فى المسيح ليس هو القهار والجبار . حسب تراث الكنيسة الشرقية النعمة وحرية الانسان يسيران معا هما وجهان لعملة واحدة ...يرى اغريغوريوس النيسى " ...ان النعمة الالهية لا تفتقد اولئك الذين يهربون من الخلاص ...ولا الفضائل البشرية قادرة وحدها على ومن ذاتها أن ترفع النفوس التى لم تلمسها النعمة ..ولكن حينما يتحد عدل الاعمال مع نعمة الروح فى نفس الوقت وفى نفس الوقت ...هما معا يملأن النفس بالحياة الطوباوية)
الارادة البشرية تتدرب على قبول النعمة بالنسك والقرأة والسهر والدموع  والجلوس بصدق تحت البدرشيل الاب الروحى (لا يوجد فى التراث الروحى الارثوذكسى ما يسمى سر الاعتراف ...بل يوجد الابوة الروحية والسجود بتوبة وانسحاق تحت البدرشيل الذى يرتديه الاب الروحى فى وقت التوبة والاعتراف والذى’اى البدرشيل’  يحمل ايقونة المسيح والعذراء والقديسين شركائنا فى التوبة ومنظر البدرشيل وحده يقدم مدرسة التعاون بين النعمة والارادة بين الله والانسان وهنا الاب الروحى لا يمثل الله بل هو حضور لله بالروح ). الله (يؤله) الذين يسافرون اليه ’ لقد وصل الأباء المتألهون العقول والمحبون للانسان الى رؤية عمل الله فى ارادة الفلاسفة الوثنيين والرافضين لعمل المسيح ’ ووصل الأباء المحاورون (أفضل من الاباء المدافعون) الى رؤية اللوغوس كامنا فى كل رؤية فكرية مفيدة ولو أتت من الوثنيين (الاسبرماتيكوس لوغوس). الثيؤسيس هو سينرجيا بين النعمة والارادة ...هنا يجب ان نقبل الله وننكر العالم والعالم هنا ليس هو عالم الخليقة والتاريخ والانجازات بل هو ترك الشهوت (الباثوس) اى الاوجاع التى تختفى وراء علاقاتنا بكل شئ .المسيحى كل يوم وفى كل عمل يجب ان لا يتوقف عن العودة الى حضا الاب (لوقا :11 :32  5  ) والاتحاد بالله ويصير نارا على نار وحرارة من حرارة وبقظة فوق يقظة وشهوة مقدسة كما يقول يوحنا الدرجى.

مكانة القلب فى الثيؤسيس

تحقيق الثيؤسيس يتطلب يقظة القلب ...القلب هو معمل النعمة أو الخطية ...هو الوعاء الذى يحتوى كل اثم وكل بر ومع ذلك فالله موجود فى القلب وفى القلب وفى القلب الحياة (قبل كل تحفظ احفظ قلبك لان منه تخرج محارج الحياة) . حينما تدخل النعمة الى القلب ’ هى تقتحم كل الطبيعة البشرية لهذا يجب أن يتم حلول الروح القدس أولا فى القلب. الروح فى الـله لا يرف على وجه الارض الخربة والخالية بل يحل فى القلب ليعمره ويملائه . يجب ان نسمع وصية الانجيل بان نسهر ونسهر ونسهر وان لا نسكر بخمر الخلاعة وان نقرر ان نسافر فى رحلة الثيؤسيس وشكرة الطبيعة اللاهوتية . هذه الامور ليست نظريات بل اختبارات ’ ليست مشكلة اللاهوتيين بل هى خبرة الساجدين بالروح والحق. الثيؤسيس ليست قضية المكتب بل هى دموع المخدع ة الذى ينتقل بدوره الى المذبح مذبح الله ,,,ربما يجلس الفاهمون بعدها على المكتب ليسجلوا للاجيال ويشهدوا لكم صنع بهم الرب ورحمهم ...فاللاهوت كعلم ودرس الكتاب ومعرفة اللغات الاصلية والدراية بتاريخ العالم الذى يحبه الله هى عطايا الروح للساجدين  والمستعدين وليست ملك لهم يحتقرون بها شعب الله البسيط. هنا يصير اللاهوت ليتورجية كنسية ...لا يوجد علم لاهوتى خارج الكنيسة ...الكنيسة لم تعرف فى تاريخها لاهوتيين (من منازلهم!!!). شركة الافخارستيا تجعل الوجود كله شركه واللاهوت مشترك بين المؤمنين . العبادات هى تفعيل لعمل النعمة ...فعل الروح كما يحدقث فى المعمودية.
وفى سر التوبة هو لقاء بين الارادة الانسانية الحرة مع النعمة . القضية اى قضية الارادة هى قضية خرستولوجية بالدرجة الاولى ...شركة طبيعتنا فى طبيعة المسيح تعنى شركة ارادتنا فى ارادته ومن هنا لابد للمسيح من ارادتين ومشيئتين انسانية ولاهوتية حتى يقدس ارادتنا البشرية فى ارادته البشرية المتحدة باللاهوت ومن هنا يأخذ المجمع المسكونى الخامس ولاهوت مكسيكموس المعترف كل قيمته السوتيريولوجية . دور المجامع المسكونية فى مسيرة الانسان نحو الثيؤسيس دور مصيرى وليست ديكور نقبل منها ما نقبل ونرفض ما نرفض..
تتجلى نعمة الثيؤسيس  فى الشهادة (المارتيريا ) التى تقدمها الكنيسة فى واقعها  اليومى الاجتماعى والسياسى والاخلاقى وهذه المارتيريا تقوم على الايمان الثابت بخطة الله (الايكونوميا) لخلاص العالم و على المعرفة التاريخية واللاهوتية والدراية بشئون الدنيا ومن عليها وهذه كلها تسندها خبرة ليتورجية رصينة.هنا تكثر الاسئلة والقضايا التى تشغل الانسان وكل اسئلة الناس المصيرية تصير هم الكنيسة وخدامها وما لا يجد حلا هنا فى الدنيويات  يصير فرصة لنفكر فى الأاخرويات و القيامة حسب الذهبى الفم "
(Ίνα και περί άναστάσεως φιλοσοφώμεν)
فالاسخاتولوجى هى بعد اساسى من لاهوت الثيؤسيس . لكن لابد أن يتحلى اللاهوتيون بالحكمة والتمييز والمعرفة فلا يقدمون اجابات اسخاتولوجية سطحية على قضايا دنيوية مصيرية ولا العكس مثل ما حدث مع القصة الشهيرة أنه بينما كانت القسنسطنطينية تسقط تحت اقدام  العثمانيين ’ كان بعض اللاهوتيين يتباحثون فى جنس الملائكة (هل الملاك ذكر او انثى!!!) ومنها خرج التعبير الساخر (الجدل البيزنطى!).وربما يكمن هنا السبب فى انفصال اللاهوت عن الحياة .
الثيؤسيس هى غاية الحياة المسيحية ’ هى حياة المسيح الكلمة فينا ’ لهذا لا يتردد الرسول بولس فى أن يدعونا الى أن نعيش ما عاشه . المسيح وذلك فى رسالته الى الفيليبيين  : " فليكن فيكم هذا الفكر الذى فى المسيح ....الذى اذ كان فى صورة الله (ايقونة الأب) لك يحسب خلسة (اختلاسا او سلبا ) أن يصير مساوى لله لكنه أخلى نفسه (أفرغ نفسه ) أخذا صورة عبد صائا فى شبه الناس............."فيليبى 2 :6  - 8 . الكلمة التى ترجمها المرسل الامريكى فانديك (الذى نجح فى ترجمته فى تفريغ العهد الجديد من اصوله اللاهوتية والخرستولوجية  والليتورجية ) ’ نقول الكلمة هى "فرونيستى" ’

(Τούτο γάρ φρονείσθω εν ύμίν ό και έν Χριστώ Ιησού)
والكلمة "فرونيما" هى الرؤية والشخصية كلها و حينما نقول "ارثوذوكسوا فرونيما" نقصد كل الرؤية المستقيمة الرأى.الثيؤسيس هى أن نلبس المسيح فعلا . أتصور لأو ان من يجاهدون  للتعرف على يسوع لسنوات طويلة بلا فائدة تذكر ’ لو قرروا أن يدعوه هو شخصيا ليقدسهم ويؤلههم فسوف يسمعون صوته يقول لهم "اليوم حصل خلاص وتقديس وتأليه لهذا البيت".

طقس المعمودية
The Mystery of Baptrism
Reborn from Godhead
طقس الولادة من الله وفى الله وبالله
نأتى الأن الى الجانب السرائرى  لما سبق وقلنا ’ أى الى الجانب التطبيقى  وهو أن كل من يريد أن يقبل اليه ثمار الـتأنس الالهى ...تأنسن المسيح (الانانثروبيسيس)...وأشتهى أن يذوق النعم التى نا من تجعلنا أولاد الله وتنقلنا من "الصورة" الايقونة الى الشبه والمثال
From His Image to His Likeness
ان السر الذى يؤهلنا لقبول مفاعيل "الثيؤسيس" فى داخلنا ويقودنا الى الشركة فى الكنيسة ويلقحنا فى الزيتونة اللذيذة التى هى الكنيسة ...هو العمادة المقدسة ...بعبورنا فى المعمودية ...نبدأ السير فى رحلة الثيؤسيس .وحسب الاباء اللاهوتيين فللمعمودية أثر فعال سرى وفعال والهى بشكل سرائرى بالروح القدس. وتنقسم أثار المعمودية الى اثار سلبية وأثار ايجابية ...الأثار السلبية هى الغلبة على الخطية وانهاء سلطان الموت  والنتائج الايجابية هى حلول المسيح فى المعمد الجديد. ما هى بداية الخطيئة؟ ما هو أصل الخطية ؟ أنه الشيطان وما هى قوة الشيطان ؟ قوته فى الفساد والموت وبهذين الأمرين صارت الخليقة أسيرة الشيطان وممسوكة فى مخالب الحطية.فى البداية دخل الشر الى العالم وبالخطية الموت (رومية 5 : 12 ).لقد تم الانتصار والقضاء على الشيطان بقوة الله الأب فى المسيح (كولوسى 1 :13 -14 ). لقد قضى ربنا يسوع المسيح على الموت بموته وقيامته ليعتق  الذين خوفا من الموت قضوا كل حياتهم تحت العبودية( عب 2 :15 ).
تجررت البشرية بالقضاء على قوة الشيطان من قوته المتحكمة فيهم ...صار البش الأن قادرون على أن يجاهدوا وعلى أت يختاروا بحريتهم أن يحيوا حياة غير أنانية فى جسد المسيح الذى هو الكنيسة. هذه الحياة الجديدة تبدأ بسر المعمودية. المعمودية ليست هى  فقط غفران الخطايا التى ورثناها من خطية أدم ...بل هى تدمير مبدا الشر الذى دخل الى جسم البشرية والذى دخل بسبب الخوف والانانية والانقسام . الولادة من فوق تشفى طبيعتنا من الفساد وتنقلها الى بدايات عدم الفساد الذى يملك على النقس بالتوبة والسهر والقرأة والارادة للسير فى طريق القداسة والانتقال من الصورة الى الشبه حسب تعاليم المسيح.يقول القديس اغريغوريوس النيسى " يحدث من خلال تجديد الانسان العتيق ان يلبس صورة الانسان الجديد مرة أخرى اى صورة الله والتى  سبق وأعطاها الله فى بداية الخليقة " ضد أفنوميوس لوغوس 2 باترولوجيا جريكا 45 : 468 بى سى ).
المعمودية المقدسة تمنح الحياة الحقيقية والقياضة "جئت لتكون لهم حياة ولكى تكون هذه الحياة فياضة" . الشئ اللافت أن الأباء يتكلمون عن خبرة المعمودية قى سياق كلامهم عن الهرطقات الخاصة بالروح القدس (الابنفماتوماخوس) ’ لأن أفنوميوس حارب لاهوت الروح القدس ’وأفضل مكان يظهر فيه اقنوم الروح هو الاسرار وخاصة سر الميلاد الجديد.لأن الاسرار تأخذ فحواها ومعناها ودسمها من ناسوت السيد المتحد باللاهوت ’ نستطيع القول أن الاسرار هى امتداد او اطلالات ناسوتية يسوع المتحدة بلاهوتيته .الاسرار ليست رموز ولا أعراض لجوهر ’ هذه فلسفات وثنية ’ الاسرار هى استعلان  لاهوت يسوع من خلال ناسوته بالروح القدس النارى. الاسرار ليست فقط تحول لمن يقبل السر بل هى فى الواقع تحول لكل الكنيسة .يقول اللاهوتى اغريغوريوس النيسى الكبادوكى "ان الروح القدس هو الذى يصنع الحياة الجديدة فى المعمدين. وفى هذا الصدد قال الرب ان الروح هو معطى الحياة " وبمجرد خروج المعمد من المعمودية بعد الاغتسال الالهى للميلاد الثانى يتقدس جسده ونفسه وروحه معا ويقبل المستنير الجديد حسب تسمية الكنيسة امكانيات التحرر من الخطيئة "المولود من الله لا يخطئ" 1يو 5 :18 . ويشرق فى عقله استنارة عجيبة وتأتى اليه من جبال النعمة أنهار ماء حى تفيض فى داخله المعرفة (الغنوسيس) اللاهوتية والحكمة الروحية ةتحرره من الظلام (أف 1 :18 ). ويدخل الى شركة الثالوث ويقدر أن يرى الالهيات ويعاين السماويات. نحن نترك قمصان الجلد القديمة (تكوين 3 :21 ) خارج المعمودية ونحضر أمام روح الله فارغين ...ونعود نتعرى ولا نخجل لأننا نلبس ثوب البر الذى كان لنا من البدء. الثوب الجديد هو الاعمال الصالحة التى سبق وأعدها لنا الرب لكى نسلك فيها. ان مياه المعمودية تبتلع نمطا من الحياة عتيق ’ لكى تلدنا لنمط أخر جديد.
(The baptismal water makes one kind of life disappear and brings forth another ).
ويلفت نظرنا النيسى أغريغوريوس الا أن الماء وحده لا يمنح هذه العطايا ’ لأن الماء يزيل فقط وساخة الجسد ’ ولكن أمر الله وحلول الروح الذى يتحد بحريتنا الكاملة فى القبول والتوبة والرجوع والتطهر ...الماء يخدم تطهير الجسم ويهيئ لتطير الضمير (عظة فى الثيؤفانيا ..باترولوجيا جريكا 46 : 581 الف). يجدر الاشارة الى ان هذا الكلام عن المعمودية موجه فى زمن كان المعمد كبيرا فى السن وجاز ثلاث سنوات من التعليم الاساسى (الكاتيشيزم ) ومن الجدير بالذكر ان باسيلوس الكبير وأغريغورويس  اللاهوتى مثلا قد اعتمدا فى سن الثلاثين من عمره. دهول معمودية الاطفال وصيرورتها القاعدة ادى الى فقر فى لاهوت المعمودية وفعالياتها والاستعداد لها. يسكن فينا طاقات عدم الفساد ...بشكل ابسط العمادة تضع داخلنا كميات ضخمة من الديناميت المستعد للانفجار حينما يقرر  المستنير الجديد أن يشعل النار فى الديناميت . هنا الجهاد الروحى ليس ضد الانسان العتيق بل مع الانسان الجديد الذى يتجدد فينا بالروح حسب صورة خالقه ...صورة الله الاب كما سبق وقلنا هى ايقونة وجه يسوع. هذا كله يضعنا على طريق رحلة (الثيؤسيس) ...لقد جعلنا الله اولاده (اكليمنضس الاسكندرى) ولقد صار الانسان مؤهلا للتبنى المقدس فى الله (ثيؤدوروس الموبسيسوستى)’ ويشير مكسيموس المعترف بطل المجمع المسكونى الخامس الى كيف يتبنانا الروح القدس بشكل سرائرى ..وان النفس البشرية تلبس ناسوت المسيح وارادته الجديدة كثوب بر ’ ولما كانت ارادة المسيح البشرية متحدة بارادته اللاهوتية ’ صار من الممكن لارادة الانسان ان تتأله فى ارادة المسيح الناسوتية المتحدة بارادته اللاهوتية. وهكذا" نحن الذين اعتمدنا للمسيح  نلبس المسيح "غلاطية 3 :27 ’ اى نلبس ارادة جديدة . وهنا نقتنى فكر المسيح "أما نحن فلنا فكر المسيح" وفكر المسيح هنا ليس هو مجرد التحلى ببعض صفات المسيح الاخلاقية ’ بل اقتناء فكر اللاهوت المنسكب فى ناسوتنا عن طريق ناسوت يسوع ’ وكما سبق وقلنا فان كلمة فكر بالعربية هى ترجمة لليونتنية(فرونيما ) أى شخصية وعقل وكيان المسيح ....وليس مجرد فكر عقلانى دماغى...ومن هنا يقدر يوحنا الذهبى الفم أن يقول أن نصير مسحاء لله وفى هذا الاتحاد تصير النفس "عروس المسيح " وهو تعبير محبب عند الذهبى الفم. نحن نتشكل لنصير الامتداد الانسانى فى التاريخ لجسد المسيح السرائرى الذى هو الكنيسة. ونحن المؤمنون باسمه نحمل فى داخلنا المجد الغير الفانى والبركة التى لا يعبر عنها ...ويصير كل واحد ’ كل مؤمن وكل مؤمنة وارثا مع المسيح فى فرح الملكوت السماوى ويحكم ويتمجد مع المسيح ورأس الكل .وأخبرا نحن فى المعمودية المقدسة نبدأ مسيرتنا فى "الثيؤسيس" يقول النزينزى أغريغوريوس واحد من كبار اللاهوتيين الكبادوك الذى وضعوا أساسات اللاهوت الثالوثى " الروح القدس يعمل فى رسم صورة الله فى الانسان المعمد..." ويرد الذهبى الفم مؤكدا" أنه من خلال غسل الميلاد الثانى يعمل الروح القدس لتتجلى النفس فى الله ...". ويرى اللاهوتى ديونيسيوس الاريوباغيتى شفيع أثينا  القضية من منظورها السوسيولوجى - الاجتماعى " المعمودية توحد المؤمنين ليصيروا مجتمع الله الجديد  (رومية 5 ). يعيش المؤمن الملود من جديد فى الزمان الجديد زمان الحب (راجع الحوار الرائع بين الرب والنبى حزقيال 37).يكفى نظرة سريعة وجولة فى كتاب صلوات الافخولوجى (مكتبة السائح –طرابلس 1989 ) من خدمة ادخال الطفل المعمود الى الكنيسة. ثم الصلاة على الموعوظ وخدمة المعمودية المقدسة وخدمة المسحة المقدسة .
المولود من الله لا يخطئ ! هل المعمودية تعنى العصمة من الخطأ ’ هل لا يخطئ الابناء ؟ قديما شعر بعض المؤمنين بالحماس والثقة بقوة المعمودية ولكن حينما أخطأوا أرادوا تكرار العمادة ’ البعض من ناحية أخرى كان يؤجل العمادة حتى وقت الممات حتى يستمتع بالغفران الكامل ...رأت الكنيسة الاولى بالروح أن تعلم الناس أن المعمودية لا ت
كرر ...كيف يحصل الناس على المغفرة والتقديس فى حالة الخطأ بعد المعمودية والولادة الثانية ؟ الواقع أن هناك خطايا بعد العماد ...وهنا ألهم الروح الكنيسة بالروح ال للناس بالروح التعليم عن التوبة ورأى الاباء ان دموع التوبة هى تجديد للمعمودية ...التوبة (الميطانيا) اى تغيير الاتجاه وهى ولاده جديدة (لوقا 15 ). التوبة هى اعادة تجديد العهد مع الثيؤسيس . التوبة هى صوت الاحتجاج الداخلى الأتى من روح الحياة الساكن فى الاعماق.


شركة الطبيعة اللاهوتية والاستنارة اللاهوتي
P
Partakersw of Divine nature and the theological Illumination
الحياة المسيحية المستقيمة الرأى والحسنة العبادة ليست هى التتلمذ فى مدرسة الخطية كما قالها لاهوتى عربى معاصر ’ بل هى الدراسات العليا فى جامعة الروح القدس ة فالانسان الذى ينتهى من مرحلة التوبة الابيتدائية ويحسم أموره فى الحصول على الشهادة الابتدائية فى التوب واساساتها ’ يبدأ فى الـاهل للدخول فى تحصصات مدرسة الروح ’ ويشرق فيه الله الذى قال قديما ان يشرق نور من ظلمة هة هة يأمر اليوم بان يشرق نوره فى القلب التائب بالروح لمعرفة ....لمعرفة الغنوسية الارثوذكسية ...مجد الله فى وجه يسوع ....العقل هو مكان ايقونة الله فى الانسان ...حينما يترجى العقل وينسكب ويطلب  ]اتى روح الحق المعزى ويشرق فيه علوم اللاهوت ويعطيه رؤية لاهوتية تكمل نقائص جسد المسيح الذى هو الكنيسة ...النقائص ليست فى الجوهر اللاهوتى للكنيسة بل فى الامتدادات الانسانية واللاهوتية التى يعلنها الروح فى كل عصر لتكميل عمل الرعاية وسد عوز المؤمنين ومواجهة الهرطقات والاجابة عن اسئلة الناس المصيرية بطريق معاصرة ولاهوتية ’ هذا يفسر التدرج فى الفكر اللاهوتى عبر التاريخ وخاصة تاريخ المجامع ....المسيحية ليست تنزيلا بل تأويلا للاهوت بالروح ليواكب حاجات الناس .الوحدة الكيانية والعشرة بين العقل البشرى الساجد والكتب المقدسة والتراث الكنسى يؤهل اللاهوتى والخادم والراعى لكى مايأخذ من الروح "احسانات جديدة فى كل صباح " لسنا لسنا شلة شحاتين على باب الله حتى نحول كل علاقتنا بالله وكل تفسيرنا للكتاب وكل قرأتنا للمسيحية الى مجرد عناية الله باجسادنا وصحتنا وعيالنا فالله هذا يشرق خيره على الاربار والاشرار ’ نحن طلاب ملكوت . لهذا فشركة الطبيعة الالهية فى قداسة وبر وحرية لكل المؤمنين وهى لاهوت ونور واستنارة ودراية لكل الخدام والخادمات اللاهوتيين . الرعاة واللاهوتيون هم  رعاة  عملية تحويل  طاقات شركة الطبيعة اللاهوتية الى رؤية وذلك :
1 – الانتهاء من تفاصيل التوبة الاولى تحت بدرشيل اب روحانى مختبر التأله
2 – القرأة المتأنية لكلام الله فى الكتاب المقدس من اللغات الاصلية ولتفاسير الأباء والمختبرين
3 –دراسة تاريخ عمل الله فى تاريخ الكنيسة وفى المجامع المسكونية ومن خلال مسيرتها الطويلة للعيش فى شركة المتألهين
4 –دراسة المجانع المسكونية بلا استثناء للتعرف على كيف كافحت الكنيسة كل مؤامرات النيل من عطية التأله للانسان وتحويلها الى مجرد اخلاقيات فريسية لا طائل من ورائها
5 - دراسة تاريخ الثقافات وخاصة الثقافة التى تخدم فيها الكنيسة للتكمن من قول الانجيل والبشارة بشكل واعى
6 –بالرغم من كل هذا فنحن لا نرى الحق الالهى كله ’ هذا مسعى اسخاتولوجى نحن نرى الان فى مرأة فى لغز الى ان نعرف كما عرفنا . يجب  غللى خدام "شركة الطبيعة الالهية" أن يخرجوا من صفوف مدرسة الخطية حيث "الجميع يطلبون ما لأنفسهم لا ما هو ليسوع المسيح " فيليبى 2 :21 ’ ويدخلوا الى مدرسة النعمة حيث اختبار الخدام "معروفا ..لأنه كولد مع اب خدم الاجيل " اى تتلمذ على الكلمة وكنوز الكنيسة وتاريخها الطويل.
ان القصد الاول والأخير من مسيرة البشرية فى التاريخ هى الشركة فى الطبيعة اللاهوتية  اى تحقيق ملء انسانية ىالانسان  "الى انسان كامل الى قياس قامة ملء المسيح "افسس 4 11 -16 . هنا الثيؤلوجيا تصير انسانولوجية -أنثروبولوجيا والانثربولوجيا تتحول ال  اكلسيولوجيا والاكلسيولوجيا تصير أفخارستيا . الشركة فى الطبيعة الالهية هى عودة الانسان الى أن يكون كائن ليتورجى وكاهن للخليقة ’ يأخذ كل شئ فى الخليقة والتاريخ  من يد الله بالشكر(راجع : الاب الكسندر شميمن من أجل حياة العالم ) ويشترك مع الله فى اعادة صنع الحياة الجديدة ويعيد تقديمها الى الأب صارخا " مما لك نقدمها لك على كل حال وفى كل خال ومن أجل كل حال"..

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire