lundi 4 avril 2016

القديس يوحنا الذهبى الفم لاهوتى الافخارستيا الاب اثناسيوس اسحق حنين




Ο άγιος Ιωάννης ό Χρυσοστόμος
Ό Θεολόγος τής Ευχαριστίας
القديس يوحنا الذهبى الفم لاهوتى الافخارستيا
الاب اثناسيوس اسحق حنين                              


من كتاب (القديس يوحنا الذهبى الفم ) للبروفسور ستليانوس بابادوبلوس استاذ كرسى علم الباترولوجى بكلية اللاهوت جامعة أثينا –أصدار الابوستوليكى دياكونيا –أثينا-1999.
يعتبر القديس يوحنا الذهبى الفم من اعظم الاباء اللاهوتيين فى الكنيسة قاطبة شرقا وغربا ومن اكثرهم تفسيرا للاسفار المقدسة.هورجل الساعة وكل ساعة ونحن نهدى هذه الدراسة اللاهوتية لهذا البطريرك العظيم لشباب ثورة مصر العظيمة وذلك لأن الثورة البيضاء تحتاج الى توثيق علمى ونماذج لايادى بيضاء وعقول بيضاء وقلوب بيضاء استنارت بنور الحق والحب والدفاع عن كرامة الانسان كل انسان .نود الاشارة الى ان القديس الذهبى الفم قد قاد ليس ثورة واحدة بل ثورات ضد الظلم الاجتماعى ونظام الحكم ولم تكن الثورة ضد حاكم عادى بل ضد اباطرة اكبر امبراطورية عسكرية فى المسكونة ولم يكن اعدائه من الخارج فقط بل من داخل الاكليروس الذين لم يستهويهم نسك يوحنا وتقشفه وعلمه ولم يروقهم بالاكثر وقوفه مع الشعب ضد السلطة الظالمة لان هذا يهدد مصالحهم مع النظام ويكفى ان نقول ان يوحنا الذهبى الفم قد مات اثناء النفى من السلطة الظالمة ولم يجد بجانبه من يضمد جراحه ولكن التاريخ خلد هذا الاسم الحسن وهذا اللسان الذهبى .
هذا الكلام ليس للتورية ولا للغمز واللمز بل هو تاريخ موثق تفنن الاباطرة فى كل جيل فى طمسه حتى لا يستنير الشعب. هناك حادثان فى حياة الذهبى الفم نقدمهم كنموذج لمعاناة هذا البطريرك .الاولى هى حادثة وقوفه امام الامبراطورة أفذوكسيا بسبب ظلمها لارملة والاستيلاء على الحقل الذى تعيش منه وجأت للقديس للشكوى وذلك عام 401 وقام بمنع الملكة من دخول الكنيسة واطلق عليها لقب ايزابل الملكة الظالمة والتى قامت بمطارة النبى ايليا (1اخبار 20 )الوارد ذكرها فى العهد القديم .هذه كانت عادة الذهبى الفم حسب شهادة المؤرخ يوسابيوس القيصرى ان يسلط نور الكلمة الالهية على الواقع الاجتماعى والسياسى وقام بمنع الملكة من دخول الكنيسة وكانت هذه عادة من ايام الملك قسطنطين الذى جاء عصره بالسلام للكنيسة ان يسمح للملوك بدخول الهيكل اثناء التناول. الحادث الثانى جاء من الشرق ومن الكنيسة المصرية حينما قام البطريرك ثأوفيلوس الاسكندرى بطرد الرهبان المعروفين بالاخوة الطوال من برية نترية بسبب ظنه وبدون تحقيق قانونى انهم اتباع اوريجينوس .لم يجد الرهبان الا اللجوء الى القديس العادل الذهبى الفم وبعد سفر طويل استقبلهم الرجل وتصرف بلباقة وحس كنسى وهو بطريرك القسطنطينية روما الجديدة وارسل الى البطريرك ثأوفيلوس يستسمحه ويطلب محاكم عادلة للاباء الرهبان ولكن البطريرك الاسكندرى رفض واعتبر ذلك اهانة شخصية له وذهب الى القسطنطينية وعقد مجمعا غير قانونى (مجمع دارى) وحكم على الذهبى الفم بالنفى.الشئ اللافت للنظر ان القديس كيرلس ابن اخت البطريرك ثيؤفيلوس كان حاضرا المجمع والذى لم يعترض على الحكم رغم ادراكه لقيمة الذهبى الفم اللاهوتية ولم ينصف كيرلس الذهبى الفم الا بعد سنوات من اعتلائه العرش البطريركى الاسكندرى(418 ) وتم اعادة الشركة مع يوحنا الذهبى الفم واعادة كتابة اسمه فى الديبتخا(راجع بابادويلوس المرجع السابق ص58 ).
ان التعاليم اللاهوتية الصحيحة هى ثورة فى حد ذاتها على التعاليم المنحرفة لان التعليم الصحيح يحرر الشعب لان الكتاب يقول (هلك شعبى من عدم المعرفة). أن اسواء انواع الظلم هى حرمان الشعب من النور اى نور المعرفة ونحن نشارك بدورنا فى ثورة الشعب بثورة المعلومات اللاهوتية والتاريخية . نعود الا الافخارستيا عند القيدس الذهبى الفم وهو الذى قال يوما (اننا نخرج من الافخارستيا كالاسود).الافخارستيا هى قلب الحياة المسيحية وسر شركة الشعب وقوته فى موت وقيامة المسيح وانتصاره على الموت والخطية والفساد.
1 –الافخارستيا هى من أهم ألاهتمامات الرعوية للقديس الذهبى الفم
تستمد الافخارستيا اهميتها عند القديس الذهبى الفم من مكانة شخص المسيح نفسه فالافخارستيا تستمد معناها ومكانتها من الخرستولوجيا.لقد اهتم الذهبى الفم بشرح سر الافخارستيا للشعب وتجهيزه للاشتراك فى هذا السر العظيم الذى للتقوى. لم يحدث لا قبل الذهبى الفم ولا بعده ان اهتم احد الاباء بهذا الشكل بسر الافخارستيا والح على شرح فعاليته وواقعيته.نلاحظ فى النصوص التى تركها لنا قديسنا انه قد ادخل وبشكل لم يسبقه اليه احد مفهوم الواقعية الافخارستيا والتى ادت به الى استعمال صورا من الحياة اليومية لكى يشرح وينيرويعلم ويبكت .لقد استعمل السيد المسيح نفسه كلمات من الحياة اليومية لكى يقدم هذا السر للتلاميذ فقال(الخبز الذى انا اعطيه هو جسدى)يو6 :51 .ان انبياء العهد القديم لم يتصوروا هذا السر ولا تنباؤا عنه ولا تخيل او فكر احد من العهد القديم انه سيكون هناك سر يكمن فى أكل جسد وشرب دم الله من اجل الخلاص.يقول الذهبى الفم :
(أن الانبياء وان أمنوا بأن منهم من سيقوم من الاموات وهذا غير واضح تماما فى الكتب المقدسة الا انه لم يتكلم احدهم عن انه اكل الجسد ولهذا لابد من ان ندرس عجيبة كل الاسرار أن نصير اعضاء من لحمه ومن عظامه(افسس 5 :30 ).
(¨Οτι μέν γάρ προφήται άνέστησαν ήδεσαν,εί καί μή ούτω σαφώς είρήκασιν αί Γραφαί.¨Οτι δέ σάρκα τίς έφαγεν ούδέποτε ούδείς είπεν έκείνων...δίο καί άναγκαίον μαθείν τό θαύμα τών μυστηρίων)
(عظة على انجيل يوحنا ياترولوجيا جريكا 59 ).
2 –التطابق بين الافخارستيا والعشاء السرى
Ταυτότητα καί ίσοδυναμία Ευχαριστία καίΜυστικού Δείπνου
يرى الذهبى الفم ان الافخارستيا التى يحتفل بها الكاهن تتطابق مع الذى قام به الرب فى مساء الخميس العظيم فى العلية وقدمه للتلاميذ(مرقس 14: 15 ولوقا 22 : 12). الفارق ان الكاهن هو الذى يقوم بالسر ولكن الذى يقدس اى القوة التى يصير بها الخبز والخمر جسدا ودما هو الله :
(ان التقدمة هى واحدة ولو قدمها الكاهن او بطرس او بولس ففى الاولى كان المسيح الذى قدم لتلاميذه والان الكهنة هم الذين يقدمون ولا يمكن اعتبار ان تقدمة اقل من الاخرى لان فى الحالتين لا يقوم بشر بالتقديس ولكن واحد هو الذى يقدس فى الحالتين
Ή προσφορά ή αύτή έστι,κάν ό τυχών προσενέγκη κάν Παύλος κάν Πέτρος .Ή αύτή έστιν ήν ό Χρστός τοίς μαθηταίς έδωκε καί ήν νύν οί ίερείς ποιούσιν.Όυδέν αύτη έλάττων έκείνης )
لان الكلمات التى نطق يها الله وقتها ينطق بها الكاهن الان الذى يعير يديه ولسانه للمسيح الكاهن الاهظم (راجع الرسالة الى العبرانيين).
. ان اصرار الذهبى الفم على هذا التطابق بين ما تم فى العشاء السرى وما بتم الان يأتى من كونه راعيا وهمه هو مقاومة الافكار الغريبة والشكوك التى انتشرت بين المؤمنين.ان الافخارستيا ليست مجرد تذكار للعشاء السرى فنحن لا نتذكر ما عمله المسيح بل بل انه يتحقق الان نفس السر الذى قام به المسيح
Πραγματοποιέται νύν τό ίδιο άκριβώς μυστήριο πού τέλεσε ό Χριστός
3 -ان التطابق بين الافخارستيا والعشاء السرى يحدث نتيجة تدخلالروح القدس
Ταυτότητα Εύχαριστίας καί Μυστικού Δείπνου ένεκα έπεμβάεως τού άγίου Πνεύματος
ما يجعل هذا ممكن هو انه من يوم الخمسين والى اليوم يقوم الروح القدس باتمام عمل المسيح . هذا الروح القدس هوالاقنوم الثالث فى الثالوث القدوس والذى وعد الابن بأن يرسله الى العالم بعد كمال عمله التدبيرى على الارض (يوحنا 16 :7 ).يأتى الروح القدس لاتمام السر(باترولوجيا جريكا 62 :30 ) والكاهن يصلى ويقدس ولكن كاداة فى يد الله .ان السر يتحقق بالروح القدس وهذا الروح يقوم الكاهن باستدعائه ويأتى الروح القدس ويحول الخبز والخمر الى جسدودم المسيح هذا الامر تعجز الطبيعة البشرية عن اتمامه وهذه الطبيعة البشرية تصير الكنيسة بفعل الروح القدس .لهذا توجد الكنيسة وتتحقق لان الروح القدس قد جاء ويقول الذهبى الفم فى عظة على يوم الخمسين ياترولوجيا جريكا 50 )
(¨Εί γάρ καί άνθρωπός έστιν ό παρών ,αλλ όΘεός έστιν ό ενεργών δι αύτού.Εί μή Πνεύμα παρήν,ούκ άν συνέστη ή ¨Εκκλησία .Εί δέ συνίσταται ή Έκκλησία ,εύδηλόν ότι τό Πνεύμα παρέστιν)
4 – الواقعية الافخارستية
Ό έντονος ρεαλισμός τής Εύχαριστίας
الكنيسة الارثوذكسية ومنذ عصر أغناطيوس الانطاكى الثيؤفوروس فى القرن الثانى وهى تعلم وتذوق وتختبر واقعية حضور المسيح فى الافخارستيا .هذه الواقعية الافخارستية تظهر بأكثرقوة فى كتابات الذهبى الفم ليس فقط لان المسيح هو الذى قالها وفعلها بل لقد اضاف لاهوت بولس الخاص بالكنيسة جسد المسيح ابعادا جديدة الى القضية. ان الانسان عضو الكنيسة يعيش ويتغذى ويتحد بالمسيح والذى يقبله المؤمن فى كيانه ووجوده وجسده وهكذا تتحقق الشركةاى اتحاد الانسان بالمسيح وفى ذات الوقت تتحقق وتتأمن الشركة والوحدة بين اعضاء الكنيسةويقول فى عظة على انجيل متى (باترولوجيا جريكا 58 )
(Τούτω (=τό μυστήριο της Εύχαριστίας )ήμείς τρεφόμεθα ,τούτω άναφυρόμεθα καί γεγόναμεν ήμείς Χριστού έν καί σάρξ μία...αύτός (¨ο Χρίστός )ήμάς τρέφει οίκείω αίματι καί διά πάντων ήμάς έαυτώ συμπλέκει)
5 –الاتحاد بالمسيح فى لافخارستيا والوحدة بين الطبيعة البشرية والله الكلمة
Ή ένωση-ένσωμάτωση στήν Εύχαριστία καί ή ένωση τής άνθρώπινης φύσεως μέ τόν Θείο Λόγο
ان الوحدة التى تتم فى الافخارستيا بين المؤمن وبين جسد المسيح انما هى وحدة حقيقية كتلك التى تمت بين طبيعة المسيح الانسانية وبين الطبيعة الالهية وفى هذا يقول الذهبى الفم فى عظة على رسالة كورنثوس الاولى باترولوجيا جريكا 61 :
Καθάπερ γάρ τό σώμα έκείνο (=τό ανθρώπινο) ήνωται τώ Χριστώ ,ούτω καί ήμείς αύτώ διά τού άρτου τούτου(τής Ευχαριστίας ) ένούμεθα)
بالتالى فان الجسد الذى نتحد به فى الافخارستيا هوهو جسد طبيعة المسيح البشرية التى تألهت باتحادها باللاهوت اى جسد المسيح الذى يوجد الان فى الاعالى فى السماء عن يمين العظمة ويقوب الذهبى الفم فى عظة على (رسالة كولوسى باترولوجيا جريكا 62)
Εύθέως περιλαμβάνεις τόν δεσπότην, άνακεράννυσαι τώ σώματι ,άναφύρη τώ σώματι τώ 'ανω κειμενώ, ένθα πρσοελθείν ούκ ένι τώ διαβόλω)
ان الاعتراض على اتحادنا بجسد المسيح الذى فى الامجاد فى الاعالى اى بطبيعة المسيح البشرية المتحدة باللاهوت كفيل بان يفرغ العمل الخلاصى الذى قدمه المسيح من كل معناه وفحواه .القضية ببساطة هى ان الطبيعة البشرية بالسقوط الادمى قد ماتت وتغربت عن الحياة الحقيقية ولهذا قرر الله ان يعيد بتأنسه الحياة فى طبيعتة الانسانية الجديدة وهذه الطبيعة الجديدة هى مشابهة لطبيعتنا ولكن نقية من الخطية وهى اى الطبيعة الجديدة متألهة اى مملوئة حياة وهى تعطى لنا فى الافخارستيا كغذاء وهذا الطعام يقود الى حياة الخلود .ويقول الذهبى الفم فى عظة على الرسالة الاولى الى الكورنثيين باترولوجيا جريكا 61 :
Ούδέ γάρ άπλώς τό σώμα αύτού έδωκεν .Αλλ έπειδή ή προτέρα τής σαρκός φύσις ,ή άπό γής διαπαλσθείσα άπό τής άμαρτίας έφθάσε νεκρωθήναι καί ζωής γενέσθαι έρημος ,έτέραν ,ώς άν είποι τις ,μάζαν καί ζύμην έπεισήγαγε,τήν έαυτου σάρκα ,φύσει μέν ούσαν τήν αύτήν,αμαρτίας δέ άπηλλαγμένην καί ζωής γέμουσαν.Καί πάσαν έδωκεν αύτής μεταλαμβάνειν.ίνα ταύτη τρεφόμενοι καί τήν προτέραν άποθέμενοι τήν νεκράν είς τήν ζωήν άνακερασθώμεν ταύτης .
6 –ما هو الزمن المناسب للتقدم لسر الشركة وما هى حالةالمؤمن
أن العادات السيئة التى تعانى منها الكنيسة اليوم هى هى ذاتها التى اتعبت الكنيسة فى زمان الذهبى الفم وهذه العادة هى الامتناع عن الشركة او الشركة بشكل نادر ولعل السبب هو تقوى بعض الرهبان الذين يتناولون مرة فى السنة وأما المؤمنين فيأتون الى سر الشركة مرتين فى العام فى الاعياد الكبرى وهنا يؤكد الذهبى الفم ان عادة الشركة الموسميةσυνήθεια هى عادة رديئة مما يؤدى الى اقامة الليتورجيا بدون ان يشترك احد ويرى القديس الذهبى الفم ان الذى يتذرع بعدن الاستحقاق للتقدم للشركة هو غير مستحق لحضور الصلوات الليتورجية ويرى ان التناول يتم دائما والاستحقاق يأتى من الجهادالروحى والقلب المستعد لقبول الروح السماوى ورؤية النور الحقيقى وان الله الرب قد ظهر لنا فمبارك الاتى باسم الرب كما تقول ليتورجية القديس الذهبى الفم.

الى اللقاء فى رؤية الذهبى الفم للكهنوت وقضية يهوذا والعشاء السرى.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire