jeudi 7 avril 2016

اللاهوت بين الخبرة الروحية والعلوم الاكاديميةا لاب الدكتور اثناسيوس اسحق حنين




  اللاهوت بين الخبرة الروحية والعلوم الاكاديميةالاب الدكتور اثناسيوس اسحق حنين 


اللاهوت بين الخبرة الروحية والعلوم الاكاديمية


                                                    الاب الدكتور اثناسيوس اسحق حنين



يقول الفلاسفة اليونانيون بأن اول خطوات التعليم الصحيح هو البحث فى معانى الالفاظ التى نستعملها فى حياتنا اليومية واذا كان هذا المبدأ ضرورى                               
لعلوم الدنيا فالاحرى هو اكثر ضرورة لعلوم الابدية                                            
ونحن المسيحيون الارثوذكس نستخدم الفاظا وكلمات وتعبيرات تعبر عن ايماننا وتشرح اختبارات ابائنا الروحية وهذه الالفاظ لها تاريخ وولدت فى ثقافات وتعكس اشواق وامنيات وكتب الكنيسة على اختلاف انواعها حافلة بهذه التعبيرات التى اخذها الاباء القديسون من لغة الناس وعمدوها بدموع التوبة وصنعوا منه لغة عبادة وليتورجيات وتكريس وحب وعطاء بعد ان كانت لغة وثنية عنيدة ومفذلكة وهذا ما حدث مع اللغات الاولى للمسيحية اليونانية فى الشرق واللاتينية فى الغرب ومن الكلمات التى راينا انها تحتاج الى دراسة خاصة من مصادرها الاولى كلمة (اللاهوت)                         
Θεολογία
ويشعر المرء بالرهبة والرعدة عند النطق بهذه الكلمة وهذا امر محمود وشعور طيب ومبارك ولكن على الا ينسينا هذا الخوف ان الكلمة مأخوذة من لغة الناس ولها تاريخ واذا اردنا ان نفهم معى الكلمة اللاهوتى فلابد من البحث عن معناها الانسانى لان الله فى المسيحية صار انسانا وصار البحث عنه يتم فى وجه الانسان وفى حضارته فاللاهوتيات فى المسيحية صارت انسانيات ممسوحة بالروح القدس ومن هنا كل شئ طاهر للطاهرين وكل عطية صالحة هى نازلة من فوق من عند ابى الانوار الذى يعطى الجميع بسخاء ولا يعير و يجب البحث اولا عن معنى التعبير (لاهوت ثيؤلوجيا ) ومكانتة عند اباء وعلماء المسيحية الاولى وفى الدراسات اللاهوتية الاكاديمية المعاصرة والتى بسبب العولمة وصيرورة العالم قرية صغيرة من ناحية والهجرة المتزايدة واختلاط الشعوب من ناحية اخرى لا يقدر المسيحى الشرقى واللاهوتى او الكاهن او الخادم ان يتجاهلها والا دخلنا فى ثقافة اخرى تماما غر يبة عن الثقافة اللاهوتية المسيحية وهى ثقافة التنزيل العربية والتى تمنع البحث فى اصل وفصل الالفاظ وتحرم دراسة النصوص دراسة علمية وتاريخية ونقدية محترمة وليست ناقدة حاقدة نفسانية لا روح لها وتكفر كل من يتجرأ فى الحديث مع الله كما حدث مع المفكر المصرى الذى كفروه لانه نشر فى الاهرام مقال عنوانه (الحديث مع الله)فالكلمة فى المسيحية لها اصل فى الله ومكانة فى الانسان حينما صار الكلمة جسدا اما الكلمة فى الاسلام فيتيمة بنت البادية منزلة لا تقبل النقاش ومتسلطة وكلنا يعرف مصير الدكتورنصر حامد ابو زيد حينما حاول ادخال النهج الغربى الاكاديمى والتحليل والنقد التاريخى للنصوص حسب الاصول الاكاديمية فى العالم فى الدراسات الاسلامية للقرأن ونحن نقول ذلك لا لنغضب اصدقائنا المسلمين ونثير اوجاعهم واحزانهم بل لاننا نخشى وبكل جدية على العقل المسيحى العربى والمصرى من التأسلم ورفض النهج الابائى واللاهوتى فى البحث لان (من جاور الحداد اتكوى بناره) بينما فى المسيحية كل مسيحى يصلى ويتمخض بروح الحق هو لاهوتى حسب القديس نيلوس واصغر مؤمن هو هيكل للروح القدس يقدر ان يفحص كل شئ ويتمسك بالحسن والمسيحى له المواعيد العظمى والثمينة ليصي بها شريكا للطبيعة الالهية كما يقول بطرس الرسول                                                                           
اذن اللاهوت(الثيؤلوجيا) كلمة يونانية مكونة مثل سائر الكلمات اليونانية من مقطعين (ثيؤس ) اى الله و(لوغوس ) اى الكلام او الحوار فتصير الكلمة (الحديث عن الله) او (التفكير فى امور الله ) او (البحث فى علاقتنا باللاهوت )وهى تقابل (علم الكلام) عند العرب فهل يستطيع الانسان الكلام عن الله او مع الله ؟ هل يقدر العقل البشرى المحدود ان ينشغل باللاهوت الغير محدود ؟ هل نقدر ان نجمع مياه البحر فى دلو صغير؟
هذا الامر غير ممكن فى الديانات الطبيعة اى التى تستمد وجودها من الارض والارضيات اى الديانات الوثنية التى انتشرت فى العالم القديم ولا حتى الديانة اليهودية التى اعلن الله لها بالانبياء قديما بطرق وانواع كثيرة(ع 1 : 1 ) ولكنه الله أكد لانبيائها انه لا يقدر احد ان يرى الله ويعيش وكان الله فى اليهودية نارا أكلة ففى الديانات اليونانية القديمة اى الوثنية كان طقس أورفيوس الذى يكلم الناس برسائل من طقس العبادة الرومانية للسلطة السياسية فى شخص الامبراطور فيقول (قال الثيؤلوغوس)ففى العالم اليونانى الرومانى كانت كلمة ثيؤلوجيا ومشتقاتها تعبر عن الخطاب الاسطورى الدينى الوثنى الخاص بالالهة وعن اصولها وعلاقتها بالعالم (جمهورية افلاطون 379) ولكن جاء ارسطوا الفيلسوف اليونانى لكى يستعمل الكلمة (ثيؤلوجيا) بشكل جديد للدلالة على جزء من الفلسفة اى ان اللاهوت هو بعد من ابعاد الفلسفة وقد تأثر ا الضمير الشعبى الشرقى بهذا التيار فعندما تكلم انسانا مسيحيا بسيطا او غير بسيط فى اللاهوت يقول لك (دى فلسفة كويسة يعنى انا من الاخر كده مش فاهم حاجة وسيبنى فى حالى) او عندما يسمون بولس اول لاهوتى تكلم بوضوح وتحديد رائع عن خلاص المسيح فى اربعة عشر رسالة ويختصرونه بكلمة (ده فيلسوف المسيحية !) وفى الغالب يعنى هذا عدم القرأة او البحث والاتكال على كلام الناس وعاظ الفضائيات وفكر العشوائيات!! وقد عاد هذا المفهوم اى ان الفلسفة خادمة للاهوت للظهور فى العصور الوسطى الغربية حينما صار حوار عن العلاقة بين اللاهوت والفلسفة وجاء التراث الفلسفى الرواقى لكى يفرق بين اللاهوت الاسطورى واللاهوت السياسى واللاهوت الطبيعى وسوف ينشغل الاباء والعلماء المسيحيون بهذا المعنى للاهوت وخاصة ترتليانوس ويوسيبيوس القيصرى فى (كيف أعد الله العالم للبشارة المسيحية) واغسطينوس فى (مدينة الله) وبسبب قوة وانتشار الثقافة اليونانية والديانات الوثنية فقد استمر هذا المفهوم الاسطورى والفلسفى للاهوت يقاوم المفهوم المسيحى والابائى                                                                
المسيحية جعلت الكلام فى الله ومع الله اى علم اللاهوت ممكنا بل وواجبا لان الله هو الذى تكلم اولا واعلن عن نفسه (الله بعد ما كلم الاباء بالانبياء قديما ....كلمنا نحن فى ابنه .....)عب 1 :1 بدون الاعلان (الابوكاليبسيس ابوغلامسيس )لايمكن لانسان ان يرى الله او يتكلم مع الله ويعيش اما نحن فقد (رأينا مجده ) حسب الحبيب يوحنا وهنا صار اللاهوت خبرة بعد انى كان خبرا (الذى به ولاجل اسمه قبلنا نعمة ورسالة )رو 1 :1-5 المسيح صار هو وسيلتنا الى الاب(لانه به لنا كلينا(اى اليهود والامم ) قدوما فى روح واحد الى الاب )أفسسس 2 :18 وبه نقدر ان نتكلم فى اللاهوت لانه هو الذى صير الصيادين لاهوتيين وجاء الرسول بولس ليؤكد ان معرفة المسيح هى استعلان لكلمته فى القلب (يعلن ابنه فى ) وبهذا المعنى المسيحى استعملها لاول مرة اوريجينوس العلامة المصرى (ضد كلسوس 6 :18 و7 : 41 وفى شرحه لانجيل يوحنا فصل 2 : 34 ) ويعود الفضل للاسقف يوسيبيوس القيصرى المؤرخ الكنسى المعروف فى ان صار هذا التعبير (ثيؤلوجيا ) معروفا ومتداولا فى القرن الرابع(تاريخ الكنيسة 1 -1 -7 ) بلا خوف من خلفياته او ماضيه الوثنى وهذه عملية شاقة تصدى لها علماء واباء الكنيسة الاولى وهى تنقية وتشفية الالفاظ والتعبيرات المستعملة فى الفكر المسيحى من ماضيها الوثنى والفلسفى ليقدموها للبشارة المسيحية نقية وبلا عيب ليستخدمها الروح القدس فى توصيل رسالة خلاص المسيح للعالم وهذا ليس فقط عملا روحيا ببساطة ولكن عملا علميا واكاديميا شاقا ولكن بنفس البساطة ايضا                                              
ثم جأ القرن الرابع وهو كما يسميه علماء الباترولوجيا العصر الذهبى لاباء الكنيسة وللعلوم اللاهوتية لتصير كلمة (ثيؤلوجيا ) تعبر عن معرفة لاهوت الابن والروح القدس اى صار التعبير الثيؤلوجيا يخص بالدرجة الاولى قضية الثالوث القدوس واما عمل الابن الوحيد فى التجسد من اجل خلاص العالم فقد سماه الاباء (ايكونوميا                      
Οικονομία
أى سر التدبير الالهى وهى ايضا كلمة مركبة ولها تاريخ فى الثقافة اليونانية وهى من مقطعين (ايكوس ) اى المنزل او البيت او الدوار و(نيمو) ومعناها ادير واشرف على شئون البيت فهى التدبير المنزلى وصارت فيما بعد تشير الى علم الاقتصاد ويمكن ان تعنى (التوفير والنسك وعدم التبذير ) اخذ علماء الكنيسة الاباء واباء الكنيسة العلماء هذه الكلمة ليشيروا الى سر تدبير الله الاب لخلاص بيت هذا العالم وللبشرية عائلة الله فى ابنه الوحيد يسوع ابن الانسان بالروح القدس ومن ثم تم اطلق لقب لاهوتى (ثيؤلوغوس ) على الكتاب والوعاظ الذين يكتبون ويتكلمون بشكل مستقيم عن لاهوت الابن وهم حسب التقليد الكنسى يوحنا الحبيب اللاهوتى واثناسيوس الرسولى واللاهوتى ومن ثم تعددت مناحى اللاهوت فظهر اللاهوت النسكى عند الاباء النساك الكبار الذين عاشوا وكتبوا عن الرهبنة والتوحد ثم ظهر بعد ذلك (اللاهوت السلبى ) اى ان نقول فى الله ما ليس هو لاننا لا نعرف من هو فى جوهره مثل القداس الغريغورى (ايها الغيرالمحوى وغير موصوفة هى قوة حكمتك وليس شئ من النطق يستطيع ان يحد لجة محبتك للبشر ) واللاهوت (الايجابى ) هو ان نقول فى الله ما هو لانه اعلن لنا ذاته فى يسوع ابنه وكلمته وهذا النهج اللاهوتى ظهر على يد ديونيسيوس الاريوباجيتى اسقف اثينا وشفيع الهيئة القضائية فى اليونان الى اليوم ولقد اخذ الغرب اللاتينى التعبير اليونانى (الثيؤلوجيا ) بالمعنى الايجابى على يد ماريوس فيكتورينوس وجاء اوغسطينوس ليستعمل كثير وباعجاب شديد تعبير (ثيؤلوجيا ) ولقد ترك لنا تعريفا للثيؤلوجيا فى كتابه (مدينة الله ) وهو (نحن نعنى من هذا التعبير اليونانى التفكير بعمق وذكاء وخشوع والكتابة والوعظ                             
عن الله وننقل تعريف اوغسطينوس باللغة اللاتينية حتى نكرم اللغة اللاتينية كما نكرم اليونانية ويستطيع من له المام بالفرنسية ان يقرأ اللاتينية                                    
)Quo verbo graeco significari intelligimus de( )
divinitate rationem sive sermonem)
وهكذا وبهذا المعنى دخلت كلمة اللاهوت الى العصور الوسطى الغربية وهذا موضوع اخر واما فى الشرق الذى تعرب فقد عاشت الكلمة مصيرا اخر لابد له من دراسة اخرى
والسؤال دائما هو هل يمكننا الحديث عن الله ومع الله ؟                                      
الجواب مما سبق اننا لا نستطيع الكلام عن جوهر الله لان الله لم يره احد قط كما قال يوحنا الحبيب فى بداية انجيله وهنا نقول عن الله فى جوهره انه اعلى من السموات وهو ساكنها وانه خارج العالم وهوخالقه وانه متعال اى عال على كل فكر كما نقول فى الليتورجيات وليس متكبر وكلها الفاظ بشرية تحاول ان تسبر غور السر الالهى وكيرلس الكبير بعد ان كتب مجلدات فى اللاهوت ووعظ وعلم يقول ان الوسيلة الوحيد لشرح اللاهوت هى (الصمت ) ولكن بفضل الابن الوحيد الذى هو فى حضن الاب عرفنا الله الاب لان الابن هو الذى خبر وشرح لنا كما فى النص الاصلى لاية يوحنا شرح لنا سر الله الاب ولهذا كما قلنا صار اللاهوت طريقا للبشرية الى الله من خلال الثالوث فبدون الثالوث لا يمكن معرفة الله وتذوق حلاوته فالله فى الثالوث هو الله فى شركة ليس هو الها بعيدا عن الكون يزوره من وقت لاخر بالانبياء او بالناموس او بالبركات الوقتية او بالويلات والطوفان والغضب كما فى اليهودية ولا هو اله مصمت منغلق على نفسه له اسماء وليس له افعال وحضور لا يصرح بحبه للبشر علانية بل يضمر لهم الشر ويمكر عليهم وهو خير الماكرين يلقى باوامره القاء على الناس ولا يسأل الناس قبل ان يكلمهم ولا يعرف غير لغة واحدة من لغات البشر ولا يحترم تاريخ الناس وحضاراتهم وينتقم ممن يعاتبه او ينتقده او يتشكك فيه ولو بنية صادقة ويستمتع برؤية الناس منه فى حالة خوف ورعب وسلطوى ويتلذذ برؤية الناس فى عذاب النار مثل اله العرب( فخلافنا مع الفكر الاسلامى انه الهى محض فالقران لا لايمت بصلة للتاريخ ولا يستقرئ المؤمن التاريخ لادراك المعنى الالهى يجئ المسلم من اللغة فقط لا يسال عن معانى التنزيل يدرك من الاية اسباب نزولها لكنه لا يحدد انتسابها الى زمان نزولها القرأن منسوب الى الله موحيه لا الى الانسان الموحى اليه الزمام وعاء وليس فيه شوء يضئ ) المطران جورج خضر فو مواقف احد دار النهار للنشر 1992 ص 128 بينما فكر المسيحية الشرقية ينطلق من اله متجسد منسوب الينا بحرية حبه غير مدنو اليه بسبب مجده لا يسقط شئ من جوهره الالهى ولا ينقص بل يكمل حبه لبنى ادم اذا ارسل ابنه الحبيب الى العالم هو اله حب فى شركة مع ابنه الحبيب كلمته وعقله الناطق ونطقه العاقل فى الروح القدس الله ممتد حبا فى ابنه بالروح القدس الله فى شركة ولما كان فى المسيح قد حل ملء اللاهوت جسديا حسب تعبير بولس صار المؤمنين باسم المسيح (مملؤين فيه ) بالروح القدس وهذا هو ما اراده الله فى الابن بالروح القدس (والكلمة صار جسدا وحل فينا (حسب النص الاصلى) ورأينا مجده ليس تلك فقط بل ومن ملئه جميعا أخذنا نعمة فوق نعمة لان الناموس بموسى اعطى واما النعمة والحق فبيسوع المسيح صارا)يو 1 ك 1-21 وبالمعمودية والميرون نصير شركاء فى جسد المسيح الذى هو الكنيسة ونصير لحم من لحه وعظم من عظامه ونقدر بنعمته ان نتكلم فى اللاهوتيات من خلال المسيح بالروح القدس وفى شركة الكنيسة اى ان الثيؤلوجيا(اللاهوت ) تتحول الى خرستولوجيا (كلام فى المسيح)فى الاكليسيولوجيا(فى الكنيسة ) بالابنفاتولوجيا (فى الروح القدس )هنا يتحول اللاهوت من اختبار روحى لعمل نعمة الله فى الكنيسة والاسرار والليتورجيات والتسابيح الى علم له اصوله العلمية وقواعده البحثية وتخصصاته الرفيعة المستوى والتى لا يمكن ان تسبب كبرياء لاحد لانه كلما تعمق يشعر بانه صغير امام افضال النعمة طيب ليه العلم ما البركة والبساطة كويسين واولاد حلال ورخيصين فى الايام السودة دى ؟ نقول البركة كويسة وكافية قطعا وهناك قول ابائى يقول (بينما العلماء يدرسون اللاهوت يكون البسطاء قد دخلوا الملكوت ) وهذا صحيح اذا كانت على مستوى فردى وشخصى بسيط فامى وجدتى يكفيهم بركة يسوع والكنيسة ولكن من يتصدى لعمل البشارة والتعليم والكرازة فى عالم اليوم فلابد ان يقول لنا ما هو تاريخ هذا الاختبار الروحى وما هى اهم ملامحه من النصوص الاصلية وهذا معناه دراسة اللغات القديمة والتخصص فى علوم قرأة النصوص ودراسة تاريخ الكنيسة وتاريخ الحضارات التى عاشت فيها الكنيسة وتطور علم اللاهوت وليس جوهر اللاهوت نقول تطور علم اللاهوت من خلال دراسة نمو وتطور العقيدة نعم تطور العقيدة ليس فى العقيدة ذاتها بل فىفهم الناس لها فى المجامع المسكونية وتاريخ هذه المجامع وتاريخ الكنيسة من الفى عام ونيف وهذا كله يشكل فرع علم اللاهوت العقائدى الذى صار فى جامعات العالم الراقى علما له اصوله ومناهجه ومؤسساته البحثية وهذا فى اكاديميات علمية لها شأن فى العالم وليس ذلك فقط بل ان الكتاب المقدس وهو كلمة الله والامضى من كل سيف ذى حدين بعد اللقاء الاول الاختبارى مع الكلمة بالصلاة مثل ما حدث مع الشاب انطونيوس ثم يأتى العمق بالدراسة ومعرفة اللغات الاصلية مثلما حدث فى علاقة انطونيوس الراهب البسيط باثناسيوس العالم فلقد اعطى انطونيوس للاهوت اثناسيوس بساطة البرية العميقة واعطى اثناسيوس لانطونيوس علم الاكاديمية العريقة وصار مرشده الروحى فى علم اللاهوت واليوم لا يمكن لاى معلم للكلمة ان يحقق النجاح فى الخدمة ويحقق الهدف منها وهو بنيان النفوس والكنيسة وضم كل يوم الذين يخلصون بدون المام بلغات الكتاب المقدس وجغرافية الكتاب المقدس وشعوب الكتاب المقدس والعلاقة بين الالهى والبشرى فى الكتاب المقدس وما هو الوحى وعلاقته بالنص فى الكتاب المقدس وهل الكتا ب المقدس موحى به ام لا وما معنى الوحى وتزيد اسئلة المسيحى الذى يعيش و يخدم فى بيئة اسلامية هل المسيحيون يؤمنون بالتنزيل مثل المسلمين اذا كانت الاجابة نحن لا نؤمن بالتنزيل بل كتبه اناس الله القديسون مسوقين بالروح القدس اذن لابد من دراسة تاريخ تكوين وكتابة الكتاب المقدس ولغاته الاصلية والفكر اللاهوتى الواحد الذى يربط الكتاب كله من التكوين للرؤيا وهذا هو عمل فرع اللاهوت الكتابى هذه اسئلة مصيرية فى الخدمة واذا لم يطرحها المسيحيون الخدام من كل الدرجات على انفسهم سيطرحها اولادهم وسيطرحها الذين هم من خارج عليهم وسيطرحها المتنصرون وستطرحها الطوائف الاخرى ولا يكفى للرد تكفير الاخرين او الاعتداد برأى شخص واحد دون اجماع ابائى وتاريخى وكنسى على هذا الرأى او انهاء الموضوع بايه من الكتاب المقدس بدون تاريخ ولاهوت وليتورجيات ونصوص عبادات واقوال اباء وكيف سنكون مستعدين لمجاوبة كل من يسألنا عن سبب الرجاء الذى فينا بدون روحيات تتحول بالجهاد والسهر والدموع الى علم وفكر لاهوتى وثقافة روحية راقية تحتوى اجمل ما فى ثقافة العالم الراقى ولا يكفى لخادم الانجيل ان يغيب عقول الناس حتى ولو لمس من قريب او بعيد مشاعرهم فاذن اللاهوت(الثيؤلوجيا ) هو علم كبير اسسه الاباء الكبار وذلك فى مدرسة(اى اكاديمية بلغة اليوم ) الاسكندرية اللاهوتية ومدرسة انطاكية اللاهوتية وللحديث بقية عن الواقع المعاصر للدراسات اللاهوتية فى العالم الارثوذكسى بعائلتيه الخلقيدونية والغير خلقيدونية قبل ان ننتقل للعالم الكاثوليكى والبروتستانتى بل والعالم الاسلامى لان الكثيرون يخشون اليوم ان يتحول لاهوت الاباء الى (لاهوت الفتاوى) ولن يجمع المسيحين اليوم الا لاهوت الاباء الذى لا هو بيزنطى ولا                                

اسكندرانى ولا انطاكى بل لاهوت الكنيسة الواحدة الوحيدة المقدسة الجامعة الرسولية كنيسة القرون الاولى والرب معكم                                                            

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire