mardi 5 avril 2016

-المسيح ولد ...فمجدوه عظة القديس يوحنا الذهبى الفم الاب اثناسيوس حنين - مطرانية بيرية

                                     المسيح ولد ...فمجدوه
                                  عظة
                                          القديس يوحنا الذهبى الفم
اصدار دير اوروبوا المقدس -اليونان
سلسلة "صوت الأباء"رقم 15
Η ΦΩΝΉ ΤΩΝ ΠΑΤΕΡΩΝ 15
                                       تعريب الاب اثناسيوس حنين - مطرانية بيرية


أرى وألحظ سرا عجيبا ’ سرا متناقضا شكلا ’ سرا متكامل موضوعا . أصوات الرعاة تطن فى أذانى ’ هم لا يعزفون على ألاتهم لحنا عشوائيا ’ لأن شفاههم ترتل لحنا سماويا.
الملائكة يسبحون ’ رؤساء الملائكة يرتلون’ الشاروبيم يزمرون ’ والشاروبيم يرسلون المجد . الجميع يبتهجون ’ اذ يرون الله على الارض ’ والانسان فى السموات.
اليوم تتشبه بيت لحم بالسماء ’ بدلا من النجوم ’ استقبلت الملائكة ’ بدلا من الشمس ’ استقبلت شمس العدل . لا تحاول السؤال عن كيفية حدوث كل هذا. لأنه حينما يريد الله ويشاء ’ تتحول و تتجلى قوانين الطبيعة .
لقد أراد الله ذلك. ولقد فعله . لقد نزل على الارض وخلص الانسان. لقد تعاونت كل قوى الطبيعة مع الله لتحقيق هذا الهدف.
اليوم يولد هذا الذى يوجد قبل الدهور ’ وحدث وأنوجد ذلك الذى لم يحدث وأنوجد أبدا. نقصد أن الله قد صار انسانا . صار انسانا ’ ومع ذلك بقى الها.
حينما ولد ’ لم يقبل اليهود ولادته العجيبة ’ نجد من ناحية الفريسيين الذين شوهوا بتفسيرهم الكتب الالهية ’ ومن الناحية الأخرى نرى الكتبة والذين علموا امورا بدلا امورا . اضف اليهم هيرودوس الذى بحث عن المولود الجديد ’ لا لكى يكرمه كما أدعى ’ ولكن لكى يقتله.
أه اذن ’ كل هؤلاء يفركون عيونهم دهشة ’ وهم يعاينون الملك ’ ملك السماء ’ يرونه على الارض لابسا جسدا بشريا ’ ومولود من رحم عذراوى.
تقاطر الملوك ’ ليسجدوا لملك المجد السماوى .
جاء الجنود ’ لكى يخدموا القائد الأعلى للقوات السماوية.
جائت النسوة ’ لكى يسجدوا لذاك الذى حول أحزان النساء الى فرح.
جائت الصبايا العذارى لكى ما يسجدوا ذاك الذى أبدع فى خلق الصدور وملائها باللبن للرضع ’ والأن هو يرضع و يتغذى من رحم وصدر عذراء.
جاء الاطفال ليسجدوا لذال الذى صار طفلا مثلهم ’ لكى ما يبدع ويهيئ تمجيدا وسبحا يخرج "من فم الاطفال "(مز 8
colonthree emoticon ).
جاء الاطفال لكى يسجدوا لذلك الذى أظهرهم حقد هيرودوس كأول الشهداء.
جاء الرعاة ليسجدوا للراعى الصالح ’ الذى ضحى بحياته من أجل الخراف.
جاء الكهنة ’ لكى يسجدوا لذاك الذى صار رئيس كهنة كملشيصادق.(عبرانيين 5 ’10 ).
جاء العبيد ’ لكى يسجدوا لذاك الذى لبس شكل العبد ’ لكى ما يحول عبوديتنا الى حرية.
جاء الصيادون ’ ليسجدوا لذاك الذين جعلهم "صيادين للناس"(متى 4 :19 ).
جاء الصيارفة وجامعى الجباية ’ لكى يسجدوا لذاك الذى أخرج من مأمور ضرائب أول الانحيليين .
جائت العاهرات ’ لكى يسجدوا لذاك الذى سلم أقدامه الى دموع أمرأة زانية.
باختصار جاء كل الخطاة لكى يعاينوا حمل الله ’ ذاك الذى حمل على كتفيه خطية العالم:
المجوس لكى يسجدوا له .
الرعاة لكى يمجدوه .
الصيارفة لكى يبشروا به .
الزناة لكى يقدموا له اطيابا.
السامرية لكى تروى ظمائها.
الكنعانية لكى تنال الكرامة .
ومادام الجميع ’ ينفطرون فرحا ’ أنا بدورى أريد أن أفرح نغما وأن أرقص طربا وأن ابتهج وأقيم حفلا كبيرا’ بلاقيثارة ’ بلا طبول ’ بلا مصابيح موقدة فى يدى . أنا أحتفل وأحمل بدلا من كل هذه الاشياء ’ أحمل لفافات وأقماط المسيح ’ هذه هى رجائى ’ هذه هى حياتى ’ هذه هى خلاصى ’ هذه هى عودى ’ هذه هى قيثارتى. لهذا أحملها معى لكى أنال من قوتها قوة ’ لكى أصرخ مع الملائكة "المجد لله فى الاعالى " ’ ومع الرعاة "وعلى الارض السلام وفى الناس البركة"(لوقا . 2 : 14 ).
هل تعرفون السبب وراء كل هذا ؟
السبب هو أن ذاك الذى ولد من الأب قبل الدهور بشكل يفوق الشرح ’ هو هو نفسه يولد اليوم من عذراء بشكل يفوق الطبيعة. كيف ؟ هذه تعرفه فقط نعمة الروح القدس . نحن نقدر فقط أن نقول وفقط : كيف أن ولادته السماوية هى ولادة حقيقية ’ كما أن ولادته الارضية لا يرقى اليها الشك .
حقا لقد ولد الله من الله
حقا لقد ولد انسانا من عذراء.
فى السماء هو الابن الوحيد الذى ولد من الأب وحده ’ المونوجينيس ’ . وعلى الارض هو الوحيد الذى ولد من العذراء وحده ’ ابن وحيد مونوجينيس .
وكما أنه يعد لونا من عدم التقوى أذا ما فكرنا فى وجود أم فى حالة ولادته السماوية. كذلك فى حالة ولادته الارضية ’ يعد نوعا من الكفر أذا فكرنا فى وجود أب.لقد ولده الله بشكل الهى. العذراء ولدته بشكل يفوق الطبيعة. وهكذا ا نقدر أن نشرح بشك وافى ولادته السماوية ’ ولا نقدر بنفس الدرجة أن نبحث بشكل وضعى ولادته الارضية.
أنا أعرف شيئا واحدا معرفة اليقين وهو أن العذراء قد ولدته اليوم .
وأما أن الله قد ولده قب الدهور ’ فهذا أنا أومن به . لقد تعلمت أن أكرم ميلاده فى صمت بعيدا عن حب الاستطلاع الزائد والمجادلات الغير النافعة.
لماذا ؟ أنه حينما يكون الامر متعلقا باللاهوت ’ ا يجب أن يتوقف المرء فقط عند التطور الطبيعى للأمور ’ بل عليه أن يثق ويؤمن بقوة ذاك (الله)الذى يوجه كل شئ .
لالا يوجد شئ أكثر طبيعية من أن تلد أمرأة متزوجة . كما لا يوجد شئ أكثر تناقضا من أن تلد عذراء ’ وبدون رجل ’ وتبقى عذراء.
لهذا لا نقدر أن نفحص هذه وفقا للقوانين الطبيعية ؟ كونه يحدث بشك فوق اطبيعى ’ هذا نراه ونجله صامتون . يس لأن البحث شيئا خطرا ’ ولكن لأن هذا السر يفوق طاقة البحث ونحن نفهمه حينما نذوق ونختبر ونعيش ثماره .
أيها الأحباء
أشعر بخوف شديد أمام السر الالهى.
ماذا أقول وبماذا أنطق ؟ أنا أرى الولادة وأعاينها . أنا أرى وأعاين ذاك الذى ولد أى المولود . ولكننى عاجز عن فهم كيفية الولادة .
لأنه حيث يشاء الله ’ تخضع وتقهر وتتبدل وتتجلى قوانين الطبيعة. هذه هو ما حدث هنا . قد نحت قوانين الطبيعة نفسها جانبا ’ وعملت الارادة اللاهوتية .
أه أن أحشاء رأفة الله لا يعبر عنها . لقد سكن ابن الله الغير المرئيى والغير الجسدانى ’ داخل جسدنا المرئى والفانى . ما هو السبب وراء سكنى الغير المرئى فى جسدنا المرئى ؟ السبب هو أننا نحن البشر لا نؤمن بما نرى ’ بشكل اسرع مما نسمع. نحن نؤمن بالمرئيات. ا نؤمن بالغير المرئيات. هكذا نحن لا نؤمن بالله الحقيقى الغير المرئى ’ بينما نعبد أوثان مرئية على شكل بشر .
لهذا قبل الهن أن يظهر أمامنا فى هيئة انسان ’ لكى يمحو كل شك فى وجوده . وبعد أن يعلمنا بهيئته المرئية والملموسة والطبيعية ’ يقودنا الى بسهولة الى الايمان الحق أى الى الغير المرئيات والفوق الطبيعيات.
ان كل كلمة من هذه الكلمات ’ تملائنى ببهجة العجيبة .
كيف أرى الله الأزلى ’ فى هيئة طفل.
يسترح فى مزود ’ ذاك الذى السماء عرشه.
ايدى بشرية ’ تمتد لتلمس الذى لا يقترب منه والغير الجسدى.
مربوط بالاقماط ’ ذلك الذى يفك رباطات الخطيئة.
لقد أخذ جسدى يقدم لى روحه القدوس.
يأخذ جسدى ليقدسنى ’ لقد ولدته اليهودية ’ وقبلته المسكونة .
لماذا ولدت العذرء بدون وساطة رجل ؟
السبب هو أن النساء مديونات رجال بدين قديم ’ لأن خرجت امرأة من أدم بدون وساطة امرأة أخرى ’لهذا العذراء اليوم توفى دين حواء للرجال ’ فولدت بدون وساطة رجل. وهكذا أظهرت المساواة فى الطبيعة.
لقد ظل أدم صحيحا ’ حتى بعد أخذ ضلع من ضلوعه. كما ظلت اعذراء بلا تبديل لبتوليتها ’ بعد ولادة الطفل. لكن يجب أن ننتبه الى بعد أخر فى القضية . لم يخلق جسدا أخر لكى يظهر به على الارض . أخذ ذات جسد الانسان حتى لا يبدو أنه يحتقر المادة التى سبق وخلق منها أدم. هكذا حقق الله فى طبيعته اللاهوتية اتحادا سرائريا مع الطبيعة البشرية.
لماذا نزل الله على الارض ؟
لكى يصعد الانسان الى السماء ’ الله كله فى السماء والانسان كله فى السماء .
قد اشار كلام حواء الى الشجرة التى أخرجت أدم من الفردوس .
أما لوغوس مريم فقد أشار الى الصليب الذى أعاد أدم الى الفردوس.
نحن نرسل الى كلمة الله وابن العذراء ’ الذى فتح الطريق الى طبيعتنا البشرية لتدخل الى الاقداس لتذوق الالهيات وتتقدس وتتأله ’ نرسل الذوكصولوجيا مع الأب والروح القدس الى دهر الداهرين أمين .

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire