vendredi 8 avril 2016

مسيو رمضان مبروك ابو العلمين حمودة ومصير العباد ومستقبل البلاد البروتوبرسفيتيروس اثناسيوس اسحق حنين




مسيو رمضان مبروك ابو العلمين حمودة ومصير العباد ومستقبل البلاد
البروتوبرسفيتيروس اثناسيوس اسحق حنين-مطرانية بيرية-اليونان
لست ناقدا فنيا ولا كاتب سيناريوا ولكنى مواطن مصرى هاجر طلبا للعلم’وهولا يحمل فى ضلوعه الا قلما –لا يحمل الا أشواقا لنهضة بلاده دينا ودنيا كما يقول الشاعر أمل دنقل ’مواطن يئن
ويعمل مع الكثيرين من أجل نهضة البلاد وحرية العباد ’وتراثى اللاهوتى الارثوذكسى القديم الأيام والحديث الاطلالات ليس عنده عقدة مع الفن ولا الشعر ولا الموسيقى ولا الثقافة أى ليس له مشكلة مع الانسان وانسانيته ولقد ذهب أحد أجدادى اللاهوتيين الى البحث عن الله الكلمة –اللوغوس  المبعوث فى ثقافة عتاة الفلاسفة وأكابر المثقفين الوثنيين ’ لقد علمنى الانجيل  أن من لا يعرف أن يراقب ويفهم علامات الزمان ويدرس متغيرات العصورهو أعمى قصير النظر قد نسى تطهيرخطاياه السالفة وربما اللاحقة’ ولقد علمنا أبائنا العلماء بأن الله قد تنازل للانسان-طوعا وحبا- عن حقوق المؤلف الكونى ليصير الانسان صاحب الحق الأول فى الابداع’ كتب يوما المطران جورج خضر فى ذكرى رحيل فنان قائلا(غير أنى طامع  فى أن أرثى المبدع الفنى على قاعدة اللاهوت لئلا قد أكون قد وقفت أمامكم هنا باطلا .نحن فى هذا الحقل نجئ من الانجيل ’والانجيل كشف لنا على لسان بولس أن ابن البشر أخلى نفسه من مجد الألوهة أخذا صورة عبد صائرا فى شبه الناس.ومعنى هذا أن ألله أثر التواضع طريقا للخلاص وتطوع الى الموت بنزوله الى الأرض لكي يقيمنا جميعا فى القيامة ’واذا عكسنا ذلك على المبدعين تمكنا من القول ’وذلك فى لاهوت مستقيم’ ان الله ’الكلى المجد ’ يربط نفسه’يقيد نفسه’ليخلق مبدعين"(راجع وجوه غابت’رؤى فى الموت بيروت 2009 ص 244).
فحينما يكون الفن حياة ورسالة وحينما يصير الفنان رسول أى صاحب رسالة وحينما يكون الموضوع هو شخصية مصر وشعب مصر الذكى بطيابة والمتفائل دوما رغم المستحيل والذى على خلاف كل أمل ورجاء علمته الأيام والسنين أن يؤمن على الرجاء’حينئذ ’نقول’لا يمكن ولا يحق لأي مثقف ’يبحث عن الحقيقة بمصباح مع الفيلسوف اليونانى ’الا أن يكترث والا أن يميل مع موسى النبى لينظر ويتأمل ويكتشف الحقيقة أى حقيقة اللاهوت وسط نيران الأحداث المضطرمة فى الكون فالعالم يحترق على حد تعبير الواعظ العالمى بيلى جراهام.
لقد نجح الفنان الشاب محمد هنيدى فى تجسيد أسرار غربة المصرى ’ سواء كانت الغربة داخلية فى(صعيدي فى الجامعة الأمريكية) أو غربة خارجية فى (همام فى أمستردام) وبعد الغربة الفردية نجح الاستاذ هنيدى فى أن يسمرنا أمام الشاشة الصغيرة ’بعد أن كدنا نصدق قول الراهب الأثوسى بأن التليفزيون عبارة عن صندوق للشيطان بسبب من التفاهات والاسفاف وجرح مشاعر الأغلبية الصامته من المثقفين و الفقراء!!! نقول نجح الفنان هنيدى فى هذا المسلسل (مسيو رمضان مبروك ابو العلمين حمودة) فى أن يصور غربة مجتمع بأسره عن أصوله وجذوره باختصار غربته عن نفسه’وهذه هى الخطية والهرطقة فى لاهوتنا. ’الانسان المصرى المجروح والمهان وسط من يظن أنهم أحبائه ’هذا المسلسل  كشف لنا المستور فى بلادنا(راجع مقالنا عن فيلم عمارة يعقوبيان وكشف المستور) وأعاد لنا الثقة فى صدق المصريين الصابر وصبرهم الصادق وفى عدالة السماء على حد تعبير بطلة المسلسل الريفية الصادقة والحلوة ’بلا تزييف كيميائى’ نعمة زوجة الاستاذ رمضان مبروك ابو العلمين حمودة مدرس أول اللغة العربية فى قرية ميت باريس المصرية’لقد علمت أن المسلسل قد تم عرضه ولأول مرة فى شهر رمضان حيث الناس يلتمسون وجه الكريم ومودة القريب واصلاح النفس الامارة بالسوء’ بالجهاد الأ صغر واصلاح المجتمع ’المتستر على السوء’وكشف فساده بالجهاد الأكبر ’ السلمى والمسالم بالطبع.
لقد نجح الفنان هنيدى’ مسيو رمضان مبروك ابو العلمين حمودة ’فى أن يقدم لنا البلاد ’ أى بلادنا’ فى واقعها ’ واقعها الذى ينطبق عليه ما قاله’يوما’  الشاعر نزار قبانى (هذي البلاد هى شقة مفروشة يملكها شخص يسمى عنترة يسهر طول الليل عند بابها يجمع الايجار من سكانها يطلب الزواج من نسوانها .ويطلق النار على الاشجار ’هذي البلاد كلها مزرعة شخصية ’لعنترة كل الشبابيك عليها صور لعنترة...)هذه البلاد هى مزرعة شخصية لعنترة ولكل عنترة متعنترأي كانت ركائبه السؤال’ هو من الذى صنع عنترة وكل متعنتر الا صمتنا وخنوعنا وخوفنا الذى سينفجر’ اذا ما توفرت القيادة ’ ثورة شباب عارمة فى الحلقة الأخيرة من المسلسل!!!
هذا العنترة المتعنترهو نائب البرلمان المصرى طلبة بيه الذى قدم وباقتدار صورة للنائب الذى لا ينوب عن أحد الا نفسه وذاته وعيشه المسرف ولا يخدم الا ذاته ولا يؤله الا نفسه وحوله بطانة من الازلام كالعمدة دهشان الذى لا يترك المسبحة من يده لحظة ولا يمل من ذكر الله والذبيبة يا خال زى ختم النسر على قورته ’يا خال ’على رأى عادل امام فى الواد سيد الشغال!!!ومأمور المركز ’رجل الداخلية وأمن الوطن !!!الذى لا يعرف ثلاث حروف من اخوات كان ’وبهولاء  نجح النائب فى السيطرة المطلقة على مقدرات البلاد وشئون العباد والناس نيام والشيطان يزرع الكراهية والظلم وتأليه الذات ووسط هذا الواقع المرير يحاول الاستاذ رمضان زرع الأمل وتعليم اللغة العربية وأصول الدين والحياة وشرف العمل والسباحة ضد التيار ’ ضد كل تيار’وهنا ينزعج النائب طلبة ’خاصة وأن الرجل فى فترة استعداد لتزوير الانتخابات’ !!! أنزعج البرلمانى كأنزعاج هيرودس من ميلاد  المسيح وكأضطراب أى حاكم ظالم  من بشائر النور’وهنا يسافر الاستاذ  رمضان مبروك ابو العلمين حمودة ’الى مدينة النور باريس  وهو يحلم بالسير على نهج الحسين طه والطهطاوى رفاعة اللذان حملا لواء تحديث الخطابين الديني والدنيوي على السواء ’لقد ذاقا مرارة الاستغراب من أجل حلاوة الاستشراق على حد تعبير استاذنا حسن حنفى. قلت مرة لصديق لي فرنسي فى صفوف قسم الادب المسيحى اليونانى فى جامعة السوربون (وهو اللقب العلمانى لقسم اللاهوت)’ من أن الغرب لا يمكن أن يصير غربا حقيقيا الا اذا تعلم أن ينظر الى الشرق .كم كانت الكاميرات رائعة وهى تنتقل من القرية الهادئة والنائمة فى أحضان النيل الخالد ميت باريس فى أرياف مصر والشرق الى العاصمة الصاخبة باريس على ضفاف نهر السين   فى قلب فرنسا والغرب ’والاستاذ رمضان مبروك أبو العلمين حمودة يعانى معاناة كل من هاجر طلبا للعلم وكل من سولت له نفسه أن يطرح أسئلة مصيرية على مسلمات و أوهام وخرافات سلمها لنا الذين لم يروا الا أشباحهم ولم يؤلهوا الا ذواتهم  ولم يعلموا لا أفكارهم الخاصة تلك الأفكار ألتى  سموها أمجادا ولم تكن الا أكاذيب ’ لقد تعملق أولئك حينما قبل الشعب أن يتقزم.’كان الاستاذ رمضان مبروك أبو العلمين حمودة  يريد أن يشك ويشكك فى قولة المؤرخ أرنولد توينبى فى أن الشرق شرق والغرب غرب ولا يمكن أن يلتقيا ’لا بل يمكن أن يلتقيا فى نفوس صادقة وساجدة وجسورة.
لقد عاش رمضان فى الحضارة الغربية المعقلنة حتى الجفاف والمهيكلة حتى صمت الشعر والهرمة حتى ذهاب الطفولة(المطران جورج خضر).عاد بنا مسيو رمضان مبروك ابو العلمين حمودة الى أيام خوالي و ذكريات عزيزة لدينا فى عاصمة النور وحي سان ميشيل العامر دوما حيث نهلنا من العلم الذى لا زيف فيه ولا تزييف ’بعد أن كدنا أن نصدق أننا فعلا’ مسيحيون ومسلمين ’  أننا فعلا خير أمه أخرجت للناس بلا عمل ولا ابداع ولا تفكير علمي وحس نقدي أي وباختصار بلا تعب وبلا تفتيش وبحث فى أمهات الكتب!!!مسيو رمضان مبروك ابو العلمين حمودة كمصرى مسلم تقى صدمه جمال الغرب الغير متدين حسب التعبير المصرى ’ صدمه أن يحاسبه الفرنسيون لأنه جرح شعور كلب فرنسي وجال بخاطره ’بمرارة واضحة’البرلماني المصرى طلبه بك وهو يعامل الناس اسواء من الكلاب الفرنسية!!!رأى فيهم الاستاذ رمضان –وهذا تراث اسلامى قديم-مسلمين بدون اسلام ولم يرى فيهم’ربما هذا ليس ذنبه ’ نور انجيل  المسيح -الكلمة الذى شع يوما فى هذه البلاد وحررها من الظلمات ولم يغضب عليها ’أي المسيح الكلمة’حينما اشتد ساعدها العلمي وأرادت تطهير تاريخ المسيح نفسه أى تاريخ المسيحيين من الخرافات .ربما لا يعرف الاستاذ رمضان مبروك أبو العلمين حمودة’أن جامعة السوربون العريقة كانت فى البداية جامعة كاثوليكية-لاهوتية أرادت بها المسيحيةالغربية تقديم توبة علمية عن اضطهادها المفكرين وملاحقتها للعلماء باسم خرافات ’يعتبرها بعض السطحيون فى الشرق أنها مرجعيات’وهى لا تمت للمسيح وتلاميذه الاطهار بأي صلة!!!يحضرنى علم التحليل النفسي الذى يقول أن من يكرر كذبة عشر مرات ’ يكون هو أول من يصدقها .لقد كذبوا علينا الاف المرات.مسيو رمضان مبروك ابو العلمين حمودة هو رسالة لشباب ثورة مصر والتى بتنا نخشى عليها من النائب البرلمانى طلبة بيه وبطانته من العمد  (المتدينيين والمتدنيين) والعسكر المتوغلين(نسبة الى الغول وكل غول) فى ربوع مصر ومؤسساتها ’مسيو رمضان مبروك ابو العلمين حمودة’هو’ من زاوية أخرى’ محاولة جريئة للصلح بين رمضان المسلم الصادق والمتدين علنا فى قلب باريس وبيار المسيحى الفرنسى(لا أعرف لماذا لم يختار مخرج المسلسل مسيحيا مصريا؟) الذى حول تدينه الى حضارة وعلم وحس نقدى وعقل متوهج أي الى علمانية بلغة اليوم ولهذا نجد أن بيار المسيحى الفرنسى ذو الجذور اللبنانية هو الذى زود رمضان فى ثورته ضد ظلم النائب الفاسد بالأفكار النيرة و بالتقنيات العلمية والكاميرات الخفية  حتى ينجح فى فضح الاعيب وفساد وظلم وكذب النائب طلبة وبطانته من العسكروضبطهم جميعا فى ذات الفعل بلغة الانجيل’العلها محاولة جديدة للأخذ بأسباب العلم والجد فى طلبه حتى ولو فى الصين وذلك للعودة الى منظومة الوحدة بين القلب الشرقى والعقل الغربى فى صنع الحضارة.هناك مثل يونانى يقول ( أن السمكة تتعفن من رأسها) وهذا معناه أن خرافة أن شعبنا المصرى جاهل وخانع ومتواكل ليست من أصول هذا الشعب ولا من تاريخه القريب ولا البعيد’بل رؤؤس هذا الشعب,من كل حدب وصوب’ هى التى أصابها العطب والفساد’مرة قلت لصديق دراسة فى قسم اللاهوت فى جامعة السوربون أنه كباحث غربى لدية دراسات تاريخية غير مزيفة وما عليه الا أن يفكر لاهوتيا انطلاقا  من تاريخ صادق وأما أنا وكل شرقى فعلي أن أنقى التاريخ من التزييف ومن ثم أبدع لاهوتيا’ وهذا كله يفسره النهاية الرائعة للمسلسل حينما نجا مسيو رمضان من المؤامرات التى حاكها ضده حضرة النائب وزبانيته من رجال اللأمن وهنا قام الشعب كله ورائه وميز بين الحق والباطل وزهق الباطل’المصريون يحتاجون الى رؤؤس نظيفة غير عفنة فى كافة المجالات ’ لم يكن الشباب المصرى الواعى غائبا لعل سامى الشاب الذى عاد من فرنسا ليحكى للناس على القهوة  عن فرنسا وحرية فرنسا وديمقراطية فرنسا قد أصاب الناس ببدايات فيروس الحرية والكرامة ’ نلاحظ أن الحضور المسيحى فى القرية  كان ضعيفا ولكننا نفهم أن القائمون على العمل لم يتوسعوا فى القاء الضوء على المسيحيين فى القرية ’ربما خافوا من ردود الافعال لأن موجة تكفير الفن لم تعد حصرا على شريحة من المصريين دون أخرى .ان الثورة التى قامت فى قرية ميت باريس قد أطلقت طاقات الناس من القيود كل القيود ’صهرتهم ’ أذابت جليد الفرقة’أسقطت القناعات ’كفرت بعنترة وكل متعنتر ’وظهرت القرية كمؤسسة تعمل معا بروح واحد وقلب واحد لقد أعاد لنا مسيو رمضان مبروك ابو العلمين حمودة الجمالات الاولى والمودات الاولى والفورانات الاولى لميدان التحرير والتى لو قدر الله ودامت ستغير وجه مصر ’لا تبحثوا يا شباب عن الفلول التابعة ’فكلنا كنا فلول’ولكن ابحثوا بالتدقيق عن الرؤؤس العفنة فالسمكة تتعفن من رأسها.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire