mardi 12 avril 2016

ماهية ومعنى اللاهوت الاب اثناسيوس اسحق حنين




                         ماهية ومعنى اللاهوت

Τί είναι ή θεολογία


تأليف البروفسور قنسطنطينوس بابابتروس –أستاذ اللاهوت الأبائى –كلية اللاهوت –جامعة أثينا


نقله الى اللغة اللعربية الأب البروتوبرسفيتيروس الدكتور اثناسيوس حنين –مطرانية بيرية المقدسة – اليونان 


هذا البحث الذى بين يديك ’ أيها القارئ العزيز ’انما هو امتداد لدراسة سابقة لنا وهى الدراسة التى نلنا نلنا بها درجة الدكتوراة من جامعة أثينا عام 1969 وتدور الرسالة حول موضوع "الاعلان الألهى وسبل معرفته حسب تفسير القديس كيرلس الكبير لانجيل القديس يوحنا اللاهوت "’ وما الدارسة الحالية الا عبارة عن محاولة لتفسير التفسير ’ أى تفسير لاحق لتفسير سابق ’ومصدر التفسيرين هو تفسير كيرلس رئيس أساقفة الاسكندرية لانجيل الحبيب يوحنا ’أى البشارة الرابعة فى العهد الجديد’ والتى بدورها عبارة عن تفسير لاعلان الله عن نفسه (الأبوكاليبسيس )فى شخص يسوع المسيح له المجد. اذن كشف الله عن نفسه يظهر لنا من خلال سلسلة من التفاسير’أى أن الله يعلن عن ذاته من خلال الانتقال من تفسير الى أخر ’أى من التفسير الذى بين أيدينا الى تفسير القديس كيرلس وموضوع التفسير هى البشارة الرابعة للقديس يوحنا والتى هى بدورها شرح وتفسير للاعلان الالهى ’ والقصد النهائى من هذه التفاسير هو فهم وأقتناء علم ومعرفة وخبرة الاعلان الالهى ’ أى الشركة مع اعلان الله عن نفسه. المفارقة أن هذه النصوص التفسيرية هى من وضع البشر ’ أى نصوص وضعية ’بينما الاعلان الالهى هو من الله أى هبات سماوية ’اذا تكلمنا لاهوتيا ’ فأن الالهى والبشرى لا يشكلان تناقضا ’ بل وحدة بغير اختلاط وامتزاج ولا تغيير ولا انفصال ’ هذا معناه أننا من خلال دراسة ما يخص البشر ’ نصل الى فهم ما يخص الله ’ أى أنه وبكلام أخر ’ لكى نفهم ما هو الهى ’ يجب أن نتمعن فى فهم ما هو بشرى ’وهذا هو الطريق الذى يقود البشر الى الله هو فى الحقيقة طريق غير مباشر ’و المقصود بالطريق الغير المباشر لمعرفة الله هو أننا لا نعرف الله فى ذاته "الله لم يره أحد قط"يو 1 :18 ’ ولكن معرفة الله تتم من خلال اعلانه عن ذاته فى شخص يسوع المسيح الكلمة وكل كلمة موحى بها .على كل الأحوال فأن النصوص المسلمة لنا هى الطريق الأمثل الوحيد الممكن لكى نصل من النص الى الكشف الالهى ’وما هذا البحث الا محاولة لتقديم اجابات عن أسئلة تهم الفكراللاهوتى المعاصر ’ انطلاقا من أن تفسير القديس كيرلس لانجيل يوحنا ’ كان يهدف الى تقديم اجابات على اسئلة معاصرة ’ وأن بشارة القديس يوحنا قد كتبت لكى تقدم بدورها اجابات على أسئلة لاهوتية طرحتها الكنيسة الأولى انطلاقا من التراث الشفوى أو الكتابى لاعلان الله عن ذاته فى المسيح ’وقد لاحظ اللاهوتى الألمانى البروتستانتى المعاصر بول تيليخ أن أى منهج لاهوتى يجب أن يشبع أحتياجين أساسيين ’ الأول وهو أن يعبر عن حق الانجيل من ناحية ومن الناحية الأخرى أن يفسر هذا الحق على أساس الظروف التاريخية والثقافية لكل عصر ’وهذا الجهد اللاهوتى يتم عن طريق نظرية معرفية تسمى (العلاقة التبادلية والجدلية بين بين المصدر وتفسيره ) وهذه الطريقة تمثل الوحدة بين الأسئلة الوجودية الناتجة عن تفاعل الانسان فى مرحلة تاريخية محددة أى (الموقف التاريخى ) مع الاجابات المنحدرة من الكشف الالهى أى (الاعلان والاستنارة والثيؤريا) (راجع بول تيليخ اللاهوت المنهجى شتوتجارت 1956 ج 1 ص 9و73 و1958 ج1ص19 ).
اذن نخلص من هذا أن اللاهوت (الثيؤلوجيا) هو ’ ومن هذا المنظار’ لقاء بين فلسفة الانسان وأسئلته المصيرية من جهة والاعلان الالهى والاطلالات السماوية من جهة أخرى . نستنتج من تلاقى هذه التفاسير جميعها أن أرضية هذا البحث الذى بين يدى القارئ تتكون من رؤية عامة لقضايا التراث الكنسى الرئيسية وهذا الاستنتاج يأخذ أهمية قصوى حينما نضع فى اعتبارنا أن التراث الذى نقصده او التقليد ليس هو ركام تراثات البشرية عامة ’ ولكنه التراث الخاص بالمؤمنين و بالاعلان الالهى .وهؤلاء البشر يشكلون الكنيسة فى مسيرتها التاريخية ’ تتجلى فى كل لحظة هذه الحقيقة فى أن تقليد وتراث وتاريخ الاعلان الالهى أى الكنيسة تشكل جوهر اللاهوت ’ كتفسير الكشف الالهى ’ اذن تفسير وفهم الاعلان الالهى يشكل فى النهاية تقليد وتراث الكنيسة ’ أى علم اللاهوت ’ لأن جل اهتمام علم اللاهوت هو الكنيسة ’والتقليد فى تفسيرنا له يطرح بدوره علينا أسئلة وقضايا عصره وهذا معناه أن أن الفكر اللاهوتى الأصيل والكنيسة الحاملة لهما لايحق لهم أن يتجاهلوا الاحتياجات الروحية والفكرية للانسان فى عصرهم .


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire