vendredi 8 avril 2016

رسالة المجمع المقدس للكنيسة اليونانية الى الاساتذة والطلبة فى الجامعات والمدارس اليونانية أالاب ثناسيوس حنين-مطرانية بيرية –اليونان 30/1/2014









رسالة المجمع المقدس للكنيسة اليونانية الى الاساتذة والطلبة فى الجامعات والمدارس اليونانية بمناسبة عيد الأقمار الثلاثة باسيليوس الكبير ’ أغريغوريوس اللاهوتى ويوحنا الذهبى الفم
أثينا –الثلاثين من شهر كانون الثانى

نقلها الى العربية البروتوبرسفيتيروس أثناسيوس حنين-مطرانية بيرية –اليونان
  30/1/2014

أيها الأبناء الأحباء
لقد أعتاد أجدادنا وأبائنا ومنذ اللحظات الأولى لتحرير بلادنا من النير العثماني وجهادهم الكبير من أجل نوال نعمة الحرية وما تبعه من تأسيس الدولة اليونانية الحديثة فى عام 1821 ’ نقول قرر أبائنا وأجدادنا ’ الأبطال ’ أن يكرسوا تذكار الأقمار اللاهوتيين الثلاثة باسليوس العظيم ’أغريغوريوس اللاهوتى والذهبى الفم يوحنا ’ للاحتفال بعيد التربية و التعليم فى بلادنا .أن عيد الأقمار الثلاثة الواقع فى الثلاثين من شهر يناير ليس هو مجرد عطلة عن الدراسة والعمل ’ لكنه يوم احتفال كنسي وجهاد روحي ويقظة علمية ’ والهدف النهائي من هذا اليوم –العيد هو أن تستطيعوا أنتم ’ أيها الأبناء ’ مع أساتذتكم وذويكم ’أن تستنيروا و تستأنسوا وتقتدوا بحياة وتعاليم الأضواء الثلاثة النابعة من أنوار الثالوث.
لقد عاش باسيليوس العظيم ’ القديس أغريغوريوس اللاهوتى والقديس يوحنا الذهبى الفم ’ فى القرن الرابع الميلادى ’ أى فى الفترة التى كثرت فيها وتعددت الحوارات والمناقشات والمجادلات بين المسيحيين الحسني العبادة والمستقيمي الرأي من ناحية وبين أتباع ديانات العالم القديم من الناحية الأخرى .لقد استطاع أولئك الرجال الثلاث ’ بمعونة الروح القدس وبتعبهم فى أقتناء علوم وثقافة عصرهم ’ أن يقدموا حلولا مبتكرة لقضايا وأسئلة مصيرية فى التاريخ البشري ومن أهمها العلاقة بين المسيحية وثقافات العالم القديم .لقد أكد الأباء الثلاث على أنه لا يوجد لدى المسيحيين أية نية فى رفض أو احتقار الثقافات السائدة وأهمها الثقافة الهليلينو- رومانية وأنهم لا يمنعون أبنائهم من دراسة النصوص الفلسفة القديمة على أن تتم الدراسة بروح التمييز والافراز وحسن الانتقاء . لكنهم رفضوا ’ فى ذات الوقت ’ أى فكر يبعدهم عن معرفة الله الحقيقى ’ وقاوموا أية تعاليم تلوث الاخلاق القويمة ’ وفندوا كل حجج تؤثر على قيم ومبادئ المسيحيين ’فى ذات الوقت رحبوا واحتضنوا وتفقهوا فى كل فكر وكل عطية ثقافية توطد علاقتهم بالله ومحبتهم لكل الناس وتبنى المجتمع.
أن التعليم الذى نادى به الاقمار الثلاثة والتربية التى تبنوها ’ لا تهدف فقط الى حشو العقول بالمعارف والمعلومات الجافة ’كما لا تهدف الى خلق أناس أليين (روبوت) . ان التربية الهيللينية الارثوذكسية تعنى اعادة تشكيل الشخصية الانسانية ’ ولهذا نسميها (اعادة تأهيل وتشكيل )’ بمعنى أخر صياغة شخصيات خلاقة قادرة على زرع الحب والابداع بين البشر ’ شخصيات جديدة مؤهلة لشن حرب شعواء (بالطبع حرب روحية ولاهوتية وثقافية وفنية) ضد الأنانية والعناد والكبرياء والنفسية الاستهلاكية والجهل والتزمت ضد كل محاولت طمس الهوية !’ وفوق كل ذلك محاربة التمركز حول "الأنا" ودعم وتنمية روح "النحن".
نحن نشاهد فى أيامنا هذه أن الأزمات تطيح بالاستقرار الروحي والنفسي والمادي والثقافي لأخوة لنا فى الانسانية ليس فقط فى اليونان بل وفى بلاد عزيزة على بلادنا ’نشاهد البشر يذلون البشر والقيم تدوسها الاحذية . لا يمكننا أن نظل غير مبالين بمأساة جيراننا فى الداخل وفى الخارج ’لا يمكننا أن نتعامى عن مأسئ ومصائب شعوب كانت يوما جزء لا يتجزاء من تراثنا الثقافى واللاهوتي (ربما يقصد سورية ومصر".كما لا يمكننا أن نسمح بأى حال من الأحوال أن يتم هدم تراث وقيم ومقدسات شعبنا الهيلليني العظيم الذى سبق وأنار البشرية .أن الأقمار الثلاثة ومعهم القديس والبطل القومى الذى وقف فى وجه أسلمة وأتركت(جعلها تركية) بلادنا القديس قزمان الأتولي (قزماس اوتولوس) والذى نعيد لمرور ثلاثمائة عاما على ميلاده’ لقد جاهد هؤلاء جميعا من أجل شئ واحد وهو التعليم والتربية المسيحية المستقيمة الرأى ’ التربية والتعليم الذى يقود كل انسان وكل الانسان الى قلب الله الأب ’ التربية والتعليم الذى يربي النشئ على روح الانتماء الحقيقي للوطن ’ اى الوطنية الواعية بحجم الوطن وتاريخه ودوره الكوني ’ التربية التى تقود الى احترام شخصية الانسان ’ كل انسان ’ وكل الانسان ’ التربية التى تدعم شريعة حقوق الانسان والتى تربى فى الناس روح التضحية والتقدمة والمشاركة على قدم المساواة.
ايها الابناء الاحباء
ايها المعلمون الفهماء
دعونا نعطي لهذا اليوم ولهذا العيد حقه الواجب ومعناه السامى ’ هذا اليوم الذى نعيد فيه لتذكار الثلاث الأقمار المنيرين لكى ما تغتنى حياتنا من كنوز التراث الهيللينى –المستقيم ’ ولكى تستنير عقولنا بقرأة نصوص الأباء العظام ’ أباء كنيستنا ’ ولكى نتتلمذ للغتهم وأدابهم والتى تحمل فى جوانحها استمرارية تراث فلاسفتنا العظام ’ فخر أمتنا الهيللينية والارثوذكسية ’ وأيضا لكى ما نقتنى ثقافتهم الموسوعية وحبهم للمجتمع ’ كل المجتمع ’وانصاتهم لأناته.ليتنا نجعل حكمهتم نهجا لنا ’ ليتنا نعيد اكتشاف الروح المسكونية-الكونية الحقيقة التى عاشها الثلاث الاقمار’ ونشاركهم فى حمل الرسالة الكبرى التى حملوها الى البشرية كافة ’ ليتنا نحاول الاقتراب بخشوع وتكريس قلبي وعقلي من كنوز الثقافة الهيللينية الكونية (لم تكن الثقافة الهليللينة يومها تعنى اليونانية فقط بالمعنى الجغرافى لأن الهيليينية يومها كانت مظلة ثقافية ظللت مصر وسوريا وما بين النهرين واسيا الصغرى واليونان وتركيا الحالية وشاركت الثقافات المحلية فى اغنائها والدليل ولادة اللغة القبطية من رحم الثقافة الهيللينة فى ابداع ثقافى وعلمى ولاهوتى غير مسبوق )واللاهوت المستقيم الرأى الذى تركه لنا الاقمار الثلاثة .دعونا نحول هذا اليوم ’ ايها الأبناء الأحباء ’ الى فرصة للدراسة والخشوع واعادة النظر ’ ليصر هذا اليوم لنا ’ أيها الأبناء ’ فرصة للتفكير وللهدوء واستخلاص العبر والدروس من حياة وتعاليم اساتذتنا جميعا ’ الأقمار الثلاثة ’ولا يجب أن ننظر الى هذا اليوم ’ فقط على أنه يوم بلا دروس وبلا مدرسة !
أن كنيستكم ’أيها الأبناء الأحباء ’ كنيسة اليونان العزيزة ’تدرك تماما معاناتكم ’وتتفهم همومكم ’وتشارككم طموحاتكم .نحن نصل من أجلكم وننتضرع ’ لكى يكلل الهنا القدوس كل جهودكم بالفلاح والنجاح والتفوق ’كما نصل لكى ما يصير الأقمار الثلاثة مصابيح لمسيرتكم الروحية والعلمية ’ لكم جميعا ولكل واحد وواحدة على حدة .
الطروبارية لهذا اليوم تقول "هلم بنا لنلتئم ونكرم بالمدائح الثلاثة الكواكب العظيمة ’للاهوت المثلث الشموس الذين أناروا المسكونة باشعة العقائد الالهية انهار الحممة الجارية عسلا الذى رووا الخليقة كلها بينابيع المعرفة الالهية أعنى بهم باسيليوس العظيم واغريغوريوس المتكلم بالالهيات مع يوحنا المجيد الذهبى اللسان لانهم يتشفعون الى الثالوث من اجدلنا نحن المحبين اقوالهم ".طروبارية الثلاثة الأقمار.
مع المحبة الأبوية والصلوات الحارة
رئيس اساقفة أثينا وسائر اليونان كيريوس كيريوس ايرونيموس
وأعضاء المجمع المقدس

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire