jeudi 7 avril 2016

تأملات لاهوتية - خرستولوجية - روحية فى أحد الابن الضال الأب أثناسيوس حنين – بيرية – اليونان





تأملات لاهوتية - خرستولوجية - روحية فى أحد الابن الضال
الأب أثناسيوس حنين – بيرية – اليونان


صدمنى انجيل االيوم الذى يسمى فى الطقس البيزنطى "أحد الأبن الضال" لوقا 15 : 11 -33 وهو من ضمن أحاد الاستعداد للصوم الكبير ’
’ صدمة أفاقتنى من سنين طويلة ’ قضيناها أنا والكثيرون من أبناء جيلى ’ فى قرأة أنجيل الابن الضال قرأة روحية ’ عاطفية ’ تأملاتية ’ بلا أى بعد لاهوتى أو خرستولوجى للنص ’ ما عدا كلام عام عن ندم الابن واكتشافه حالته اللى زى الزفت ’ وأيضا حنان الأب واحتضانه للابن والعجل المسمن الذى تم ذبحه ذبحا غير افخارستى بالمرة مع جرعات من الحقد والنقد والاسقاطات النفساوية على الابن الاكبر وكأننا لسنا كلنا من شحمه ومن لحمه .
جأت الصدمة من قرأة النص اليونانى القديم فى قداس القديس يوحنا الذهبى الفم ’ هذا القداس الذى يجعلنى أقولها بلا تعصب وبكل تواضع من أن من لا يحضر أو لا يقرأ أو حتى لا يسمع عن هذا النص الرائع ولا يدرسه ’ لا يمكن أن يكون قد تعرف ’ بالدرجة الكافية ’ على أعماق أعماق اللاهوتى والمفسر صحاب الفم الذهبى يوحنا . وأطلب قرأة هذه التأملات بروح الصلاة وتواضع الفكر لأنها بنت لحظتها وثمرة مخاضها ومعظمها بالعامية البسيطة ولا هدف لها الا الشهادة الصادقة ’ على قدر طاقتى على الصدق ’ لحنان الاب المتجسد فى الابن الوحيد يسوع المسيح من خلال مثل الابن الشاطر .
أعتدنا أن نقرأ ’ فى الترجمة العربية ’ أن الابن الأصغر قد ذهب الى أبيه وقال " أعطنى القسم الذى يصيبنى من المال" ’ ما صدمنى صدمة لاهوتية ’ هو أن الاية باللغة اليونانية تقول
"Πάτερ , δός μοι τό έπιβάλλον μέρος της ούσίας»
وتوقفت عند كلمة "أوسيا" والتى هى كلمة لاهوتية وخرستولوجية بالدرجة الاولى ’ ولا يمكن أن يكون الروح قد أوحاها للوقا المؤرخ والمدقق عبثا أو لمجرد التعزية والراحة النفسية ’ الكلمة تعنى الجوهر "الأوسيا" ’ وبحسبة بسيطة نفهم أن الابن قد طلب من الأب ليس مجرد كم من المال ’ بل طلب نصيبه من "جوهر " الأب " بكلام لاهوتى أن "الأنيرجيا" أى فعل طلب النصيب التى قام بها الابن لها صلة من قريب أو بعيد "بالاوسيا " التى للأب . صليت قبل أن أفتح العهد الجديد باللغة القبطية لأبحث عن كلمة "نصيبى " وهل المترجم القبطى استخدم كلمة "أوسيا " أم أستخدم كلمة أخرى ’ وفتحت الانجيل القبطى قديم الأيام وذهبت الى النص اللوقاوى ولسعادتى وفرحة قلبى وجدت أن النص القبطى يتفق مع النص اليونانى فى جوهر لاهوت النص ولا يعطى للنص معنى اخلاقى نفسانى بلا لاهوت كيانى ووجودى كما تفعل الترجمات والتأملات المدرسية المعاصرة والغرابة عن التراث المشترك الغنى .
للاسف ليس عندى فنط قبطى ولا احب كتابة القبطى بحروف عربى ولكن الضرورة موضوعة الأن لانجاز التأمل ’ يقول النص القبطى للاية الثانية عشر من لوقا
" جى بايوت موى نى انتاتوى انتى تى أوسيا انثوف جى "
وهنا نجد البعد اللاهوتى للمثل ’ أن الابن فى ذهابه الى الكورة البعيدة ’ كان يحمل معه شئ من جوهر الأب أى صورته فى داخله ’ ولو عدنا الى الضال الاول فى التاريخ الكتابى وهو أدم ’ سنجده أنه قد أخذ "ايقونة" الله ’ فيه ومرمطها فى التراب بغواية الحية ساكنة التراب ’ الايقونة ليست صفة الهية منضافة على الانسان بل هى حضور الله الفعلى فى الانسان ’ هى فعل يأتى من الجوهر الالهى ’ العلاقة بالله ليست أدبية ’ شعرية ’ عاطفية عنترية بل وجودية ومصيرية وايقونية وجوهرية . بالطيع لا يشارك الانسان الله فى جوهرالله ولكنه يشاركه فى طاقاته الالهية الخارجة من الجوهر . هنا سبب حزن الاب فى المثل وثقته فى عودة الابن لأن الاصل ما يطلعش بسهولة من الصورة !الطفر ما يتخلعش من اللحم ! بلغة أبسط ’ علشان كده الأباء يؤكدون أن الايقونة الالهية فى الانسان لم تختف ولم تنمحى بالسقوط كما ينادى اللاهوت السكولاستيكى واصحاب نظريات الفداء المعاصرة والديليفرى فى الفضائيات بل تشوهت بالذهاب الى الكورة البعيدة. الغالى ثمنه فيه ’ والأصلى ختمه فيه ’ والكورة البعيدة مهما بعدت ’ لا تطمس "الأوسيا " التى أخذها الابن من أبيه . هنا السؤال طيب ما الواد بدد الأوسيا فى عيش مسرف ؟ اللى أتبدد مش جوهر الصورة الاوبوية والحب الابوى بل هو بعض طاقاتها ولكن الاصل باق والجوهر باق والحب باق والحنين باق وحضن الاب باق والواد متأكد ’ من أين للابن بهذا اليقين " أقوم وأرجع الى أبى ؟ على أساس أية حسابات قالها ؟ هنا ما فيش حسابات منطقية لأن الغلط راكبه من فوقه لتحته ! هنا فيه أوسيا ابوية جواه بتقوله روح ها تلاقى ابوك مستنيك ’ منطق الأخذ والعطا وكل شئ بثمنه ومعاك قرش تساوى قرش واللى خرج من داره اتقا مقداره وحسابات الفيفتى فيفتى ما ينفعش هنا !! هنا الحب المطبوع من أوسية الأب على نصيب الأبن اللى هو برضة من أوسية الأب ! الولد مقتنع تماما أنه ما خرجش من حضن أبوه وأن الكورة البعيدة ساهمت فى أنه يفهم وبشكل أعمق غنى ألاوسيا بتاعة أبوه (طبعا دا مش معناه أروح لكورة بعيدة أجرب لع لع !! هنا ’ أشعر آ أننا بدأنا نقرأ المثل قرأة لاهوتية صحيحة ’ التوبة فعل لاهوتى بالدرجة الاولى وتطبيق وخبرة خرستولوجية برضة بالدرجة الاولى ’ هو هبة "الأوسيا " بتاعة الأب فى داخل " الأنيرجية " بتاع الابن حتى ولو كانت الانيرجيا قد مألت قليلا أو كثيرا عن صواب العلاقة مع الاوسيا . ها ييقولى أحدكم ! أيه علاقة المسيح بكل ده ! سؤال رائع من هو المسيح ؟ مش هو برضه الابن صورة الله الأب ورسم جوهره (عب 1 ) ’ طيب وايه علاقة المسيح بالابن الضال ! المسيح الذى هو صورة الاب "صنع بنفسه تطهيرا لخطايانا" يعنى صنع تصليحا لضلالنا ’ مش المسيح هو اللى " وضع عليه أثم جميعنا " يعنى صار ضالا بالمعنى الوجودى والكلى وليس بالمعنى الاخلاقى ’ من أجلنا وأتحمل مسبات الفلاسفة وتحريفات الهراطقة وتشكيكات المشككين ’ مع الفارق ان المسيح الابن لم يذهب فقط الى كورة واحدة بعيدة ’ بل ذهب الى كل الكور البعيدة والقريبة ’ ذهب الى الصليب ’ صليب العار ’ ومش قال عليه واحد من الكبار وقتها " هذا المضل ..." يعنى المسيح علشانا مش بس صار ضالا عن حضن الاب على الصليب "لما شبقتنى ؟" بل صار مضلا و مضللا ! المسيح ’ الذى بلا خطية وبلا ضلال ’ صار خطية من أجلنا ’ وصار ضالا لكى يردنا " بالانيرجية " الناسوتية بتاعته الى حضن " أوسيا " الأب ’ هنا أحنا فى قلب المعركة اللاهوتية والخرستولوجية التى سببها الاب الضال بطلبه "الاوسية " بتاعة أبوه ’ وذهب وبددهها فى " أنيرجية " بطالة ’ الفارق الكبير أن المسيح ذهب الى الكورة البعيدة بالجسد ولم يبدد " الاوسيا " بتاعة الاب لأنه ظل متحدا بابيه وبثروة ابيه وبرصيد ابيه وهو فى الجسد ’ ولكنه بدد "انيرجية " انسانية من خلال مشوار التجسد ’ لكى ما يستعيد انيرجيتنا و طاقتنا وارادتنا الى حضن الاب ’ من هنا يلبس الابن الحلة الاولى "حلة التأله " حلة العودة الى "أوسية الاب " الظاهرة فى ناسوت وأنيرجية الابن بلا اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير ’ يعنى الابن ظل ابن والاب ظل أب بس الابن استعاد "أوسية " أيقونة الأب فى ايقونة المسيح الذى هو ايقونة الله ورسم جوهره ’ ولم يحسب سرقة أو نهبا أو أدعاء أن يكون مساويا لله ’ لكنه أخذ صورة عبد وشابهنا فى كل شئ ما خلا الخطية ودتنا من الكورة البعيدة لم نلبس الحلة الاولى الشكلية والخارجية والشيك بل لبسنا المسيح نفسه صورة ثروة وجوهر الاب .
’ المسيح فى ذهابه الى الكور البعيدة لا يشاركنا ضلالنا بل يحمل أوزار ضلالنا ! الفارق كبير ! اللى بددناها فى الكورة البعيدة ’ هنا يظهر البعد اللاهوتى والخرستولوجى فى مثل الابن الضال . هذا يفسر حديث بعض الأباء عن ذبح العجل المسمن على أنه الافخارستية التى يشارك فيها العائدون من الكورة البعيدة وهم متحدون بالمسيح العائد الاول بهم فى جسده ’ من الكورة البعيدة ’ لا يشارك فى الافخارستيا الا من اتحد بنصيب الله "الاوسيا " من خلال قبول الابن الوحيد فى "الانيرجيا " التى توحدنا باللاهوت . علشان الاباء لما اصروا على أن فى المسيح طبيعتين ومشيئتين ’ ما كانوش بيهزروا والا بيتسلوا سلاوة بيزنطية ’ الموضوع جد ’ وهو أن المسيح شاركنا ضلالنا فى ناسوته وشارك الاب نزاهته فى لاهوته ووضع يديه على كلينا ومن هنا نقدر من خلال الشركة فى "الانيرجيات " الناسوتية بتاعة المسيح زى المعمودية والميه والزيت والخبز والخمر والكتب ورفع الايدى والصراخ والبكاء والبهدلة على الصليب وغيرها ’ نقدر لو فهمناها صح وهضمناها صح ’ نقدر من خلالا هذه "الانيرجيات الناسوتية " أن نقبل ونتحد ونصير واحد مع " الأوسيات " اللاهوتية بدون ما نصير الهة بالجوهر بل متألهون بالانيرجيات بالافعال وهنا نلاقى قدامنا أغريعوريوس بالاماس واللاهوتيين الكبار القدام والجداد اللى عاشوا وذاقوا وأختبروا الثيؤسيس قبل ما يتكلموا عنه . الثيؤسيس هو لبس الحلة الاولى ’ أى لبس المسيح ’ حلتنا الاولى ’ من هنا نفهم سر أن الاب كان واقف على الباب واثق فى عودة الابن ولما رأه من بعيد ’ يعنى كان واقف مستنيه وهنا يحلو التأمل اللاهوتى الممتع ’ يقول لوقا "فتحنن وركض ووقع على عنقه وقبله "

Είδεν αυτόν ό πατήρ αύτού και έσπλαχγχνίσθη μ και δραμών έπέσεν έπί τον τπάχηλον αύτού και κατεφίλησεν αύτόν
اللافت أن التعبير اليونانى والقبطى كمان تحنن "أيسبلانيثتى – أفشينهيت " هو تعبير ليتورجى نطلقه على الله الأب .
ليه كل ده ؟ لا عواطف بشرية تفسر هذا السلوك ولا تأملات مدرسية عقلانية ’ بل التفسير الوحيد هو فى الاصول اللاهوتية والخرستولوجية للايات وهو أن الاب شاف فى الابن صورته هو شخصيا ’ أيقونته ’ التى لا تمحى ولا تمحيها لا الكورة البعيدة ولا الكورة القريبة ! ’ و نفس الشئ بيحصل معانا لما نيجى للمسيح او بالمسيح الى الاب اذ لنا به كلينا قدوما لدى الاب’ كما يقول بولس ’ الاب يشوف فينا أيه ؟ يشوف فينا ايه وهو شكل الواد بعد بهدلة الكروة البعيدة كان يتشاف ! دى اشكال تتشاف ! الاب بيشوف صورة ابنه طبعا صورة ابنه الوحيد اللى هى صورة يسوع فيركض ويتتحنن ويقبلنا أو يقبل ابنه فينا ’ واحنا مين مش احنا برضه بقينا اولاده فى المسيح ويسوع صار بكرا بين أخوة كثيرين’ ولهذا لما بنصوت ونقول "ليس باحد غيره الخلاص" دا مش عناد من المسيحيين ’ ولا جليطة روحية وتعالى على البشر ’ دى حقيقة لاهوتية وخرستولوجية وانسانية راسخة فى الانسان نفسه ’ وحتى وهو فى الكورة البعيدة . فى الحقيقة الابن لم يبذر "الاوسيا " جوهر صورة ابوه وميراثه ’ هو بدد شوية طاقات ’ نعم جاية من جوهر ايقونة الله فيه ’ ولكنها ليست الجوهر " هى أفعال وطاقات غير مخلوقة " شفتم ازاى التعبيرات الأبائية فى ياقها الروحى واللاهوتى تبقى حلوة ازاى . الاب واحتضانه للابن ’ لأن الاب شاف فى الابن صورته هو الاصلية ’ أكيد ها يسأل أحد الأصدقاء ’ وطيب فين الروح القدس فى كل ده ؟ انتم مش عارفين أن الروح يهب حيث يشاء وأن هو مصدر ألاينيرجيات ودينامو كل خطة العودة الكبرى وهو محركها وراعيها بس ما يرضاش يتكلم عن نفسه ’ دا طبعه ’ بيشتغل فى الخفاء وأثاره علنية ’ لأنه هو روح الحب بين الأب والاب وبيننا وبين الثالوث وهو روح اللاهوت والروح والعروس يقولان ويصرخان لكل ساكن أو متورط أو متعاقد مع كورة بعيدة من أى لون أو شكل أو ايديولوجية ’ يقول الروح والعروس - الكنيسة " تعال – تعالى ’ فأحضان أبوك مفتوحة .....تعال ومش ها نفتح دوسيهات قديمة ....تعال وكل شئ معد لعودتك ’ تعال أنت مش راجع لبيت غريب ’ انت راجع لبيت ابوك و لصورة ابوك وميراثك الأصلى الباقى . تعال ولو الصورة باظت ’ النيجاتيف عند أبوك .تعالى والسفرة الافخارستية جاهزة ’ تعالى ومتخا فش ومصاريف الرحلة ’ رحلة العودة ’ الى البيت السماوى الابوى كلها علينا .
تعالوا كلنا نصلى ونصوم ونعمل ونقرأ الكلمة ونتعلم اللاهوت ونبطل كلام كثير بطال و بصدق وبتواضع السنة دى ’ فى الصوم الكبير اللى داخل علينا ’ من أجل وصول هذه الدعوة لكل انسان فى كورة بعيدة وربما قريبة شكلا –فريسيا ولكنها بعيدة لاهوتا عشاريا وصوم مقدس على الجميع بنعمة المسيح وبشفاعة الابن الشاطر وكل ابن شاطر أمين .

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire