بين نهاية عام عتيق وبداية عام جديد
الاب اثناسيوس اسحق حنين
اليونان
تتوالى الايام والانسان هو اياه ما لم يستنزل النعمة علية حتى اللجاجة مؤمنا بقدرتها وحدها على
تغيير القلب والاعماق فان السوء فى القلب وليس فى هيكليات الانظمة فاصحاب القرارعلى كل صعيد تفاعلوا وذنوبهم فأتت
القرارات شريرة ولونت الزمان والايام بالشر والكذب والرياء والوصولية حتى ان احد
االفاهمين نصح قائلا (ليصمت العاقل فى هذا
الزمان الردئ).ولكننا لن نصمت ولن ندع الله يسكت كما قال رجل اخر من رجالات الله
لن نسكت عن الدعاء ولن ندع الله ينسانا بسبب معاصينا وطرقنا الملتوية وسعينا فقط
لمصالحنا ولهذا كله...فنهاية السنة ينبغى ان تكون امتحان قلب امتحانا صميميا لا نهرب منه الى تحليل
الاوضاع الخارجية والقاء المسئولية على الاخرين فالشر لا يأتى من الاوضاع الزمنية
بل فى تفجر قوى الشر كخطايا أفراد فى دنيا المال والسياسة واحيانا كثيرة تحت ستار
الدين .
الزمن مغلق والعالم سجن كبير قالها
فيلسوف يرى الدنيا على حقيقتها وقديما رأى
الفلاسفة اليونانيون ان الزمان يدور حول نفسه ولا يتقدم الى الامام
فهو عود على بدء يبعث اذا ما خلا من الابداعات والتوبات الكبيرة على الملل
والضجر والزهق والعبث ولهذا صرخ الحكيم
قائلا (باطل الاباطيل والكل باطل ولا منفعة تحت الشمس ) فالانسان يحاول من داخل الزمان المغلق والمكان
السجن الكبير ان يجد معنى لبقائه وهدفا لزمانه ولعل التدين المريض والمنغلق على
نفسه هو احد المحاولات اليأسة لفرملة حركة الزمان والتاريخ تماما كما كنا نفعل فى
ايام الطفولة حينما ظننا فى سذاجتنا ونحن
نلهو انه ببضع قطع من الظلط الاملس يمكن ان يتوقف القطار السريع !!
ان الانسان تائه كمن يبحث عن قطة سوداء فى غرفة مظلمة والشباب اليوم فى يأس
عميم بسبب من كذب الكبار وما المخدرات والفلتان الجنسى والتطرف الا محاولات
مستميتة لكسر ملل الزمان الثقيل وايقاف القطار السريع ولهذا يحلو لابناء جيلى
التحسر على الزمان الجميل والقطار الانيق!
الله سيد الزمان والتاريخ ولقد اعطاه من فرط حبه للانسان
وتنازل له لكى يعمل الزمان ويبدع التاريخ فالتصوف والفن والشعر والاداب والرياضة
الراقية والاختراعات الحديثة ما هى الا لحظات تنازل الهية ونفحات سماوية وجدت من يستقبلها من الناس صادقى النية .
فالله والالهيون وحدهم يخلقون
الزمان الجديد فالله جعل من الانسانية رحم النعمة المبدعة وصار الحب والعطاء هو سر
الزمان الجديد (زمان الحب ) كما يقول احد الانبياء . قديما قال هنرى مارو المثقف
الفرنسى (ان القرن الواحد والعشرين اما ان يكون قرنا متدينا او لن يكون ) التدين
هنا يعنى ان نترك الله يعمل فينا وبنا والا نسقط ما بنا من احكام مسبقة وافكار
بالية على جمال اللاهوت ان الا نتمسك بنفسية العشائر والقبائل فى عالم بات قرية
كونية صغيرة وان لا نحاول عرقلة قطار الحياة بالقاء طوب التطرف والتخلف بل بركوب
القطار ولكن بابداعاتنا وثقافاتنا واخلاقنا
فقطار الزمان السريع يتسع للكل وان احتوى على درجات وطبقات شريفة
ومبدعة لانه قطار الله ومحبة الناس فالحب وحده والمعرفة الصافية والنقد البناء والحوار الدارس والواعد هم
الطريق طريق العام الجديد وكل عام وقراء نشرة الجالية وكل الجالية المصرية والعربية
بالخير والتقدم والابداع وربنا يجعل ايامكم وزمانكم بركة لكم ولبلادكم ولليونان
وطننا الثانى .
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire