dimanche 12 mars 2017

تسالي روحية صبامية بالعامية الأب أثناسيوس حنين

تسالى روحية صيامية بالعامية
قولى من أنتيمك (صديقك) ’ أقولك مين هو مسيحك !
الأب أثناسيوس حنين – مصرى صعيدى مقيم باليونان
هذا المقال ما يقراهوش الا الصايمين !!!
أنقضت على الخواطر دية ساعة قرأية انجيل الحد الثانى من صوم الاربعين فى كنيستى فى بارية (بيرية) زى ما بيسموها الصعايدة ’ النهاردة يعنى ’ والقصة من انجيل مرقص الاصحاح الثانى والعدد 1 -12 ’ والحكاية معروفة ’ بنسمعها من زمان وكام مرة قريتها بالعربى واليونانى والانجيزى والفرنساوى والقبطى ’ وما فهمتش حاجة برضة ’ الا قليلا ! ’ ويموت المعلم ولا يتعلم ’ فهمت انى ما فهمتش حاجات كثيرة فى النص بتاع الانجيل ’ وفهمت كمان أنى لما حن على ربنا وفهمت ’ متأخر قوى قوى ’ فهمت اللى على كيفى ’ وقصرت فى حق الانجيل زى ما بيقول الغيورين من أخوتنا الانجيليين .
فهمت أيه بقى ؟
فهمت وزعلت أنى قصرت فى حق اصحاب البيت وفى حق اصحاب الراجل العيان ’اللى كام وكام مرة قريت انجيل المفلوج وما ختش بالى من أهم نقطة فى الموضوع وهو البيت اللى قعد فيه يسوع يوعظ (سمعوا أنه فى بيت ) ’ كده علطول ’ بيت ! نكرة ! ouyiبيت واللغة القبطية رائعة كتبت البيت بالرابط (هو أى) اللى بيشير الى اسم نكرة ومش معرف اى بيت ما ! بيت وخلاص بيت والسلامة يا اخى ها تدوشونا لاه ! من غير ما يقول مين اللى سمعوا وعظة يسوع والبيت ده بتاع مين ! وزعلت من مار مرقص الانجيلى قوى قوى أنه ما قالش لنا حاجة عن البيت ولا صحابه ’ البيت اللى من غيره ما كانش يسوع ها يوعظ ولا المفلوج ها يقوم ولا حاجة عن صحاب المفلوج ومرض الفالج ده بعيدة عنكم مرض وحش قوى قوى ! (مر 2 :2 )’ البيت اللى سقفه من جريد النخل زى بيوت الفلاحين زمان ’ وأكيد ان الشباب الاربعة تعبوا فى انهم يفتحوا فى السقف من غير ما يوقعوا حاجة على راس القاعدين جوة ومن بينهم يسوع ’ طبعا ما كانوش محتاجين للودر زى العمال اللى طلعوا (عين ) ’ أقصد ’ راس جدى رمسيس فى المطرية ’ لكن برضة اكيد تعبوا فى (نقب السقف ) ودى الكلمة الاصلية ومش (كشفوا) بتاع الأخ فاندايك ’ ولكن (نقبوه) زى اليسوعيين ما بيقولوا ’ والى ينقب سقف البيت ’ فى بلدنا ’ هو الحرامى ومش أى حرامى ’ دى صنعة ! يعنى يسوع مش بس غفر خطايا العيان ولكن سامح الاربعة اللى نقبوا السقف لانهم كانوا حرامية قدام وعملتهم مع العيان غفرت لهم ! أكيد ! وزعلت كمان أنه ما قالش حاجة عن تاريخ الاربع شباب دول (اكيد شباب عشان يقدروا ينقبوا السقف أو عواجيز متشبشبين ! ) واللى هو برضة عمل مش كويس ’ وعمل حرامية محترفين ’ والمحترف عليه ربنا زى ما كانت ستى تقول وتعرى راسها ’ ياترى خدوا اذن اصحاب البيت والا لع ؟’ عملوا كدة من دماغهم ؟ يا ترى خذوا ذن من البلدية بهد السقف والا لع ؟ تصور تلاقى سقف بيتك مهدود على دماغك وانت بتسمع وعظة ’ دا حتى ربنا ما يرضاش بالخراب ’ ونازل قدامك ’ فجأة ’ سرير عليه واحد عيان ومشلول وبقه يمين ورقبته شمال وحالته عيضة وريحته فايحة !ومش بس كدة وعندك ضيف مهم بحجم قد يسوع !!! يا لهوى !!! يسوع اللى كل البيوت كان نفسها تستقبله ويوعظ فيها من غير تخريب سقف ولا أذية ! طب واصحاب البيت دول ’ دا من حقهم عمل شكوى فى المركز (الشرطة زى ما بنسميها فى بلدنا ) ! دا تخريب فى عز الضهر يا اخواننا !مش من حقهم تعويض ؟ معقول يسوع يوعظ فى بيت والبيت يتهد وهو قاعد ساكت ؟ بيقول الاخوة اليسوعيين فى ترجمتهم انه بيت سمعان ’ ولو برضة ’ بيت سمعان والا بيت عمران ’ دا تخريب ! ليه سكتوا اصحاب البيت ؟ ’ ومنين لقى قوة اصحاب المفلوج ’ والاهم ليه استسلم المفلوج للمجانين دول ! ما اعرفش هل المفلوج بيكون واع والا لع وعلى الاقل بيسمع ويشوف ! ياريت حد من الدكاترة يقول لنا رأيه !’ لازم يكونوا اصحابه جوى جوى جوى ’ فيه بينهم ربطة روحية كبيرة قوى !’ مش فعلة خير وبس عشان يعملوا عملة زى دى ممكن يقع فيها قتلة ’ الموضوع اكبير من كده ’ الموضع مش اخلاقى وبس ’ لع ’ الموضوع وراه سبب لاهوتى كبير !
القصة ممكن تتقرى بطريقتين ’ طريقة نسطورية ’ انفصامية ’ وانفصالية ’ يعنى ان الاصدقاء دول كويسين ومؤدبين واخلاق ومية مية وخيرين واولاد حلال وهنيالك يا فاعل الخير والثواب ! فعل خير تخريبى بلا مسيح ولا رؤية ولا نور من برة ولا استنارة من جوة ويتفلقوا اصحاب البيت’ ويسوع ما يهموش ’ مادام بيوعظ وخلاص !!! نقب سقف بيت الناس الفقرا دول وما قلش النص انه تم تصليح البيت او تعويض صحابه وما يكفيش نقول خذوا بركة لانه ممكن يكونوا خدو بمبة ! الا اذا خرج علينا الالهيين ومش المتألهين ! منا يقولون لنا ان البيت اتبنى تانى بين يوم وليلة بمعجزة ميتافيزيقية واتحلت المشكلة واجعين راسكم وراسنا ليه ! ’ المهم هو ان يسوع يوعظ ! ’
والطريقة التانية هى الطريقة المونوفيزيتية بالمعنى الانسانى والثقافى والسلوكى للتعبير ’ ’ يعنى المزاجية والالاوية وكله عند العرب معجزات ! وكله من عند يسوع ونعمة يسوع وحب يسوع ويتفلق اهل البيت واللى فى البيت بلا اعتبار لاصحاب البيت ولا لموقف الصحاب ولا لظروف الحادث وناسوت النص ولا لرأى العيان نفسه ! ’ هنا موقفين ’ موقف اخلاقى (دول ناس طيبين قوى قوى يا خال !) ’ يعنى قصة اخلاقية بلا لاهوت ونعمة (فصل نسطورى) يسوع فى حته والناس فى حته والسقف فى حته واصحاب البيت فى حته والصحاب فى حته أو قصة الهية بلا ناسوت وشركة (خلط مونوفيزيتى) يعنى كله من عند ربنا مالنا احنا ومال البيت واصحابه ’ انشالله يتهد على راس صحابه ! مالنا احنا ! وبعدين الصحاب عملوا عمل خير ’ ربنا يعورهم قصدى يعوضهم مالنا احنا ’ خلينا فى يسوع ومع مريم ومالنا ومال دوشة مرثا ووجع الراس !وكلها بيوت ربنا بلا دوشة وتفسير وتعب ونصوص اصلية وبتوع التفسير دول ناس رايقين يا عم !بياكلوا من قتة محلولة ! زى ما كانوا ناس زمان لما يلاقوا واحد بيتكلم كثير وبخلط الدنيا فى بعض يقولوا له (انت ها تمعكه يعنى) ! احنا ’ بتوع اللاهوت ’ مش عاوزين نمعك ’ احنا عاوزين نفهم !
دا كله حصل فى القداس النهاردة ومن وقت للتانى يبص على ابونا اليونانى عشان اصلى فى دورى يلاقينى ماسك ورقة وقاعد وباكتب من اليمن للشمال بالعربى ! الراجل اتحول وقال فى نفسه بس اثناسيوس (مخه طق خلاص من كثر الكتب !) ’ عشان كده دا كله خلانى افكر بطريقة تانية وأدور على مخرج قانونى (واحد صعيدى بدا يفكر ربنا يستر ! ) ’ أه هى ’ مع انجيل المفلوج وفى نفس القداس بنعيد ’ فى الكنيسة الارثوذكسية الرومية ’ لتذكار وحضور قديس عظيم وعالم كبير من القرن الاتناشر وهو اغريغوريوس بالاماس ’ طب وايه يعنى ! مش قلنا ان مخ ابونا اثناسيوس طق وخلاص !واحنا مالنا ’ يا عمى ’ ومال بالاماس وبالامند !وايه دخل بالاماس فى انجيل المفلوج ! بلا دوشة بقة ! اصبروا على بس شوية وهى مصر بنوها فى يوم زى ما بتقول امى ! اصبر على انت اصلك مش عارف مين بالاماس وانا زيك ما كنتش باعرفه ! دا شغلانة طويلة عريضة ! ؟ ولو عارف ماربطتوش بانجيل النهاردة لأنى ما كنتش لسه فاهم ان الانجيل هو ليتورجية الكلمة ولا يفهم الا فى ليتورجية الخبزة ! أهههه بدأنا نلخبط تانى ! يا عم بس اصبر وساعدنى لانى انا احتاجك معاى ’ ما هو بالاماس دا هو اللى عاش وقال وداق وشاف وكتب عن النور الالهى ’ يعنى نور ربنا الحقيقى ’ من غير ما يتحرق بجوهر اللاهوت ! شفت مش قلنا ان بتوع اللاهوت دول مخهم ضارب ! صدقنى لع احنا بنشوف نور ربنا حقيقى بس ما بنشوفش ربنا نفسه لان لا يرى حد الله ويعيش ! مش كده زى اللمبة بنعيش نورها ونحسه وندوقه بس ما بنروحش نحضن اللمبة او نتبت فى السلك ! ! بالاماس قال انه فيه نور من نعمة يسوع يحل فى قلب ومخ المسيحى الحقيقى وينور عليه ’ وسماه النور الغير المخلوق ’ يعنى جاى من عمل(الانيرجيا) ربنا ومش من جوهر ربنا (الاوسيا)! وده سببه ان يسوع هو كلمة الله الانسان يعنى بقى انسان حقيقى والانسان يسوع الحقيقى اتحد باللاهوت الحقيقى ’ وبقينا فى ناسوت يسوع الحقيقى نقدر نشوق ونذوق لاهوت ربنا الحقيقى ’ من غير ما نبقى ربنا ومن غير نتحرق ’ نبقى زيه ماشى ويبقى هو اخونا الكبير برضة ماشى زى مال قال بولس ! ودا بيسميه بتوع اللاهوت (تبادل الخواص بين اللاهوت والناسوت فى شخص المسيح الواحد ) ودا عشانا احنا وعشان خلاصنا وعشان يحصل فينا بالنعمة الموهوبة لنا من الهع فى المسيح بالروح القدس ’ يبقى الموضع يستاهل تعبه ودا معناه ان يسوع وسيط وما فيش غيره بالمعنى ده وسيط خالص !بس الناس اللى حبوه واتقدسوا بيه واتعلموا منه هم عيلتنا الكبيرة وومكن اوسط اخوى الكبير عند ابوى واختى عند امى وكده يعنى القديسين العلماء فى بساطتهم والبسطاء فى علمهم متوسطين مش وسطاء !.حلو وده ايه علاقته بالمفلوج والبيت والصحاب ؟ علاقة جامدة قوى لان نور المسيح اللاهوتى والظاهر فى ناسوته قدام الناس ’ فى البيت ومن خلال كلمته اللى هى نور ’ عشان كده يسوع كان انسان محبوب من الله والناس وبينموا فى النعمة فى شركته اللاهوتية مع الله الأب وفى شركته الناسوتية مع الناس عشان احنا ننموا فيه ونبقى زيه ’ وكان بينور الكل ’ بالنور الالهى الساطع فى كلامه واعماله وحركاته الانسانية جدا والعادية جدا واليومية جدا’ لاهوت وناسوت مع بعض وفى بعض وما حدش يعمل حاجة لوحده حتى لو بان ان اللى بيعمل هو يسوع الانسان أو يسوع الاله ’ هو شخص واحد ورب واحد وذوكسا واحدة وسجدة واحدة ! فقرروا ’ كلهم ’ بارادتهم الحرة وحريتهم المريدة ’ طبعا ’ بلا جبرية ولا قدرية ’ ان يشاركوا بدون اتفاق مسبق فى هذا العمل الالهى اللى ظهر على الارض وفى البيت وفى المفلوج وفى السقف وفى الحاضرين . هما عاشوا الموقف بكل كيانهم وسلموا نفسهم للكلمة اللى بيوعظها يسوع واستنارت عقولهم وتقدست قلوبهم ونشطت ارادتهم (يعنى بقوا كنيسة روحية قبل الكنيسة التاريخية )’ وطبعا عارفين يسوع وسامعين عنه يعنى قاريين العهد القديم وعلامات الزمان ومشتاقين يقابلوه ’ مش حاجة فجعة كدة ! ’ فقرروا ان يعملوا اللى عملوه ’ واتبنت النعمة قرارهم وباركتهم ’ اسعى يا ابنى وانا اقدسك ! التانية مش بتاعتنا !!! ’ وصحاب البيت ما اعترضوش على اللى حصل ’ كان نازل على الجميع مش (سهو الله ) ولكن (نور الله) الغير المخلوق اى نعمته اللاهوتية العاملة والفاعلة فى الناس من خلال شركتهم الفعلية فى حياة والام وقيامة السيد المسيح . هنا يحلو الكلام ونرجع لموضوعنا ولسؤالنا قل لى من صديقك انتيمك’ أقولك مين مسيحك حبيبك ؟ السؤال مهم وسط الغربة اللى بنعيشها النهاردة واللى بقيت فيها وسائل التواصل الاجتماعى اسم على غير مسمى ’ بقيت وسائل (التنافر الاجتماعى) ! ’ لان النهاردة ’ الكل ’ ما عدا قلة جريئة ’ بيقدموا انفسهم للناس على (القفا بوك ) كما اسميه انا وليس (الفيس بوك ) وباسم مستعار (بنك نييم !)زى ما بيقولوا الخواجات ! يعنى كلنا لابسين قناع ! كرنفال وثنى زى بتاع ريودو جانيروا كده وكله ’ فجأة ’ وبدون تعب ولا سهر ولا تخزيق عيون ولا تفضية جيوب ’ بقى عالم لاهوت وكله بقى عالم نفس وكله بقى مؤرخ وصحفى وناقد فنى ورجل سياسة وشيخ روحانى حضرته ! وقاعد ورا اللاب بتاعه عماله يلب فى الناس ويلبلب على الناس ويبلبل عقول والسنة الناس ! عمال على بطال بلا دراسة ولا توثيق ولا تعب ولا جرأة روحية وعلمية وصحة نفسية ولا قدرة على قبول الرأى المختلف من ناس درسوا وتخصصوا وتعبوا ! وبالمناسبة قريت بحث لعالم نفسانى فى جريدة اوربية بيقول ان هناك من اصدقاء ! القفا بوك بيجيلهم امراض نفسية لما ما يلاقوش لايكات كثيرة على الكلام الفارغ اللى بيكتبوه ! ولا تستبعد أن تنفتح مكاتب علاج نفسى لمرضى اللايكات ورزق الهبل على المجانين ! ! طبعا لما الواحد يكتب حاجة عميقة وحلوة ويلاقى لايك بيفرح وبيتشجع بالشركة مش اكثر ! دا موضوع تانى خالص ! وفين تلاقى وجه صديق ’ صدوق ’ صادق ’ ومصداق ’وصديق !
أقول وممكن الصحاب اللى بيقروا كل واحد يلاقى حاجات تانية احسن منى
أولا صديقك لازم يكون جرئ ومش خواف
اللى ميز اصحاب البيت اللى اتهد واصحاب المريض اللى نقبوا السقف والمفلوج اللى سلم نفسه لشلة اصدقاء مخابيل بيخرموا سقف البيت عشان يعالجوه بدل ما يودوه لطبيب ’ هو الجرأة وحب المغامرة والاصرار وعدم الايمان بالمستحيل (راجع ماتش باريس سان جرمان مع برشا زى ما بيسموها الشباب !)! الانسان كائن ديناميكى ومش ستاتيكى ! يحب الحركة والمغامرة جرئ مش تمبل ! مش من حزب (وأنا مالى وأنا مالى ...) وهو الشعار الوطنى والنشيد القومى لجمهورية (وأنا مالى الكبرى! ). مية مليون بنى أدم من خير أمة أخرجت للناس فى بلد له تاريخ عريق وحاضر يتمخض ومستقبل واعد ! يقدروا يحفروا الصخر ويعمروا الصحراء ويجيبوا عاليها واطيها للخير !’ مستنيين رغيف العيش من الحكومة !!! تصور !!!فين الجرأة !تصور ناس يتهجر قدام عينيهم جيران ليهم وعشرة من سنين ايا كان ملتهم وهما واقفين زى التيوس بلا حركة ولا اعتراض ! فين النخوة ! ولا كسوف ! فكرتونى بكلمة قوية لاغريغريوس الثيثؤلوغوس بيقول (هناك اوجاع نحتاج الى جهد لنخلص منها ’ انا فاهم ده صعب ’ بس اللى انا مش فاهمه ’ هو عدم الكسوف والخجل من هذه الاوجاع ! ) شوية خجل صحيح اللى اختشوا روحيا ولاهوتيا وانسانيا ة ماتوا ولا عزاء للحاقدين والجبناء ! فين الشجاعة اللى تحفر فى الصخر وتتحدى المستحيل ! ها تلاقيها بس فى الاغانى الوطنية جدا ! قال لى صديق ’ صدوق منياوى جدع فى زيارتى الاخيرة للمحروسة (لو ما كنتش تتعب طول عمرك عشان تفهم ’ عمرك ما ها تفهم ! ) شكرته !
ثانيا صديقك لازم يكون مبدع مش مبتدع
اصحاب المفلوج مبدعيين وخلاقين ’ مش بالصدفة ’ مبدعين عشان ذاكروا و درسوا الموقف والظروف كويس واتناقشوا مع بعض وممكن يكونوا اختلفوا واتخانقوا وبقوا اصحاب برضة عشان مصلحة الكل وعمار البيت وشفاء المريض وفرحة يسوع ! اكيد انهم قالوا لصديقهم المريض بيفكروا فى ايه واتشاوروا معاه ! وهوب طلعوا على السقف ’ اللى عارفين النوع ده من السقف مش سهلة العملية خالص ونقبوا السقف بايديهم والا كان معاهم عدة مش عارف ! ابداع وعمار بس شكله البرانى تنقيب وخراب ! لو جماعة من اياهم كانوا حطوه ولطموا عليه ! وشحتوا عليه ! او كانوا فجروا البيت على راس اللى فيه عشان خاطر ربنا !!!
النهاردة بصيت لايقونة القديس اثناسيوس جوة الهيكل بطوله وعرضه ’ وقلت له وانا زعلان منه وزعلان عليه ’ أه زعلان عليه ’ مش ابوى وشفيعى مش وسيطى ! ( يا ما بيتكلموا عليك وبيخطفوا من كلامك وبيقولوا باسمك حاجات ولا قروك كويس ولا عرفوك ولا درسوك ولا حطوك فى سياقك التاريخى واللاهوتى ولا قروك مع بقية حبايبك واخوانك اللى قبلك والا اللى بعدك ’ والاوسخ من كدة أنهم يستعملوك عشان يردحوا لبعض و يبرروا انقساماتهم وابتداعاتهم وبدعهم وانت منهم جميعا برئ وبتبكى عليهم كلهم !!! وبدال ما يبدعوا باسمك ’ بيبتدعوا على حسك !!! ). عشان كده بولس حذر تلاميذه تيموثاؤس وتيطس ’ وهم ناس كبار وخدام ولاهوتيين مش عيال يعنى ’ من البدع والمبتدعين (الرجل المبتدع بعد الانذار مرة ومرتين اعرض عنه ) تيطس 3 :10 ومن الناس اللى صارت لهم التقوى تجارة ومهنة وحرفة وسيليوة وسبوبة !(1تيمو 6 : 5)

ثالثا صديقك لازم يكون مبادر ومش خيبان
المبادرة الكبيرة فى القصة هى مبادرة قبول اصحاب البيت ان يتم ما تم فى البيت من تخريب ’المبادرة هى فى بذل الذات وتقديم البيت فى عمل الخير ونشر الحب . كان ممكن يرفضوا ’ لا يوجد جبرية فى رسالة يسوع ’ هم اختاروا سماع الكلمة ودفعوا الثمن ’ بيتهم اتهد ! النعمة مجانية ’ نعم ’ ولكنها ’ مكلفة ’ قال احد الاصدقاء الجدعان قوى !
رابعا صديقك لازم يكون مؤمن ومش ملحد
لاشك ان الايمان والالحاد قضايا نسبية على راى استاذنا مراد وهبه ’ ولكن هذا ليس معناه تعويم الموضوع ’ يسوع لوحده يكفينا زى ما قلت للفيلسوف وهبة فى حوارنا على اقباط متحدين نعم فى البدء كان الكلمة ة ولكنه صار جسدا ’ نحن ننزه الله الأب ولكننا ننزل الله الابن المسيح اللوغوس ! احنا بنبشر بيسوع واياه مصلوبا ’ عثرة للمتدينيين والاصوليين ’ وسخافة وجهالة وتجهيل للمفذلكيين والميتافيزيقيين ! احنا بنكلم الناس عن يسوع وبس ! لا طايفة الا فرقة ولا شلة ولا عزبة ! لما يقابل يسوع فى عظة زى بتاعة النهاردة الكل بيجرى عشان يخدم بروحه ودمه وفلوسه وسقف بيته وخطر طلوع السطوح ! ها يتعرف الناس على البيت بعد ما شافوا حلاوة رب البيت ! لازم يقابلوا يسوع فى بيته بعد ما قابلوه فى بيت الجيران وبيته ’ تاريخيا ’ مكون من عشرين دور يساوا عشرين قرن ’ اتبنت بتعب وعرق وسهر !وفيه ناس عاوزة توقف البيت عند الدور الرابع وناس عاوزة توقفه فى الدور السبع تاشر ! وتفجر باقى الادوار على ادمغة اللى لفيها ’ بس بعد ما ينقبوا سقوف باقى الادوار ينهبوا خيراتها اللاهوتية والعلمية وينسبوها لنفسهم وبدون ما ينزلوا مفلوج واحد من سقف اى دور !وبس بيخانقوا على مين ليه فضل بنى البيت كله أو حته منه ’ حته منه ولا كله او حته منه ! ومش عايز الناس تقرف مننا و تلحد ’ يا ررررراجل ! كثير من الشباب الطيب والذكى النهاردة هو ملحد نفسيا وليس وجوديا !’ الانسان بيقول (يا ربى ...) فى أهم لحظتين فى حياته ’لحظة الخطر الداهم ولحظة النشوة الغامرة ! بدون ما يكون مؤمن او ملحد ة بتطلع طبيعى من انفاس ايقونة الله فى كل نفس ! انا التقى اليوم ثقافيا وروحيا مع الكثيرين من الشباب (الملحد!) اكثر ممن يدمنون تعاطى المخدرات الدينية والخزعبلات والاكاذيب السياسية !
ممكن اللستة تكبر و اترك لكم تكملوا فى البحث فى النص عن يسوع واصدقائه وعائلته ’ وطبعا يسوع ’ اول واخر ’ هو البيت وهو رب البيت والبيت هو كل البيت وليس ادوار منه ’ لأنه بيت الصديق الوحيد الالصق من الاخ بيت العز اللاهوتى والناسوتى يا بيتنا .

samedi 11 mars 2017

تسالى صيام لاهوتية البروتوبرسفيتيروس اثناسيوس حنين


تسالى صيام لاهوتية
Τά «σχίσματα των Εκκλησιών»
Του Μητροπολίτου Ναυπάκτου και Αγίου Βλασίου Ιεροθέου
ΟΡΘΟΔΟΞΟΣ ΤΥΠΟΣ 10 ΜΑΡΤΙΟΥ 2017
Το μετέφρασε στα αραβικά ο Πρωτοπρεσβύτερος . Αθανάσιος Χενείν
Ι.Μ.ΠΕΙΡΑΙΩΣ
بين الانشقاق والهرطقة حسب القديس باسيليوس العظيم
بقلم المطران أيروثيؤس ’ مطران نافباكتوس وأجيوس فلاسيوس
Τά «σχίσματα των Εκκλησιών»
Του Μητροπολίτου Ναυπάκτου και Αγίου Βλασίου Ιεροθέου
ΟΡΘΟΔΟΞΟΣ ΤΥΠΟΣ 10 ΜΑΡΤΙΟΥ 2017
جريدة الأخبار الارثوذكسية ’ يوم الجمعة 10 مارس 2017 ’ الصفحة الرئيسية
نقلها الى العربية البروتوبرسفيتيروس أثناسيوس حنين
تشير ليتورجية القديس باسيليوس الى (أنشقاقات الكنائس) ويصلى باسيليوس فى ليتورجيته من أجل ( كف شقاقات الكنائس ) .
«Παύσον τά σχίσματα των Εκκλησίων»

يذهب بعض اللاهوتيين المعاصرين ’ وانطلاقا من هذا النص الليتورجى ’الى أن يجدوا تبريرا لاطلاق تعبير "كنيسة" على الجماعات الغير الارثوذكية ويؤكدون على أن القديس باسيليوس يطلق لقب "كنيسة" على جماعات الهراطقة . هذا ’ فى نظر اللاهوتيين المسكونيين الجدد’ يعطيهم الحق فى أن يلقبوا ويسموا ويقبلوا كل المسيحيين ’الذين هم خارج الكنيسة الواحدة والجامعة والرسولية’ على أنهم كنائس قانونية . يبدوا هذا الرأى ’ ولأول وهلة ’ على أنه منطقى ’ولكن حينما نحللل القضية ونفحص الأمر ’ سند أن مثل هذه التفسيرات لفكر باسيليوس ’الوارد فى الليتورجية المعروفة باسمه ’ قد جانبها الصواب تماما .
أولا وقبل كل شئ فان نص صلاة (كف شقاقات الكنائس) ’ يتبعها فى نفس السياق تكملة الصلاة وهى :
«τάς των αίρέων έπανστάσεις ταχέως κατάλυσον τη δυνάμει του άγίου σου Πνεύματος»
(أقمع سريعا ثورات البدع بقوة روحك القدوس)
هذا يعنى أنه ’ هنا فى النص ذاته ’ يوجد تمييز وتمايز بين الشقاقات والانشقاقات من ناحية والتى هى أوجاع وقتية ويمكن معالجتها و يجب أن تتوقف وتنتهى ’من ناحية وقيام البدع والهرطقات ’ من الناحية الأخرى والتى يجب أن تنحل ويتولى قمعها الروح القدس بكل قوته. هذا لأن الهرطقات هى من انتاج الروح الشرير والقوات الشيطانية (شغل عفاريت !) . ومن ثم تتابع الصلاة من أجل تجميع المشتتين ’ وعودة الضالين والمخدوعين ’ وتثبيت الكنيسة الجامعة الرسولية . هذا يعنى أنه يوجد كنيسة واحدة ’ مقدسة ’ جامعة ورسولية ’ وأنه على "المخدوعون والضالون والمضللون " والذين ابتعدوا عنها ’ أن يعودوا الى أحضانها الدافئة. أن من لا يقدر أو لا يريد أن يميز بين الانشقاقات والهرطقات ’ لن يقدر على فهم كلام باسيليوس العظيم ’وبهذا الشكل يسئ تفسير كلام اللاهوتى الكبير ويظلمه وكما يسئ تفسير ويظلم كل تراث الكنيسة الجامعة والواحدة .
يظهر تأكيد العظيم باسيليوس على وجود فارق كبير بين الانشقاقات والبدع من القوانين التى وضعها والتى صارت قوانين الكنيسة الجامعة ’ وخاصة قانونه الأول والذى ’ أى القانون ’ تم قبوله فى مجمع بنثيكتوس المسكونى ’ وهذا معناه أن للقانون سلطة جامعة .
يميز باسيليوس الكبير ’ فى هذا القانون ’ بين الانشقاقات الداخلية والهرطقات الخارجية والجماعات المتمردة التى تتكون خارج الكنيسة وبارادة شخصية ومزاجية . يشرح قائلا ( لقد لقب الأباء القدامى "هرطقات" أولئك الذين انشقوا وانفصلوا عن الكنيسة بشكل قطعى ’ وتغربوا عن الايمان الواحد ’ بينما الانشقاقات هى أولئك ’ وهم مسيحيون ارثوذكس ’ الذين تشاجروا فيما بينهم بسبب قضايا مختلفة يمكن حلها بالتواضع والتفاهم وانكار الذات ’ بينما الجماعات المنفصلة هى أن يقوم قس متمرد أو اسقف متفذلك بتجميع قطيع من الناس الغير المتعلمين ’ غالبا’ خارج الكنيسة وايهامهم بانه اسقف او كاهن قانونى ويمثل الكنيسة الجامعة). حينما يصلى القديس باسيليوس الكبير فى الليتورجية من أجل (توقف انشقاقات الكنائس) ’ هو يقصد حالة الانقطاع المؤقت للشركة الكنسية بين بعض الكنائس ’ داخل الكنيسة الجامعة والواحدة ’ لاسباب قانونية أو رعوية ’ يمكن حلها وقابلة للشفاء ’ بينما يصلى وبشكل مختلف تماما من أجل الهرطقات .
يؤكد هذا التمييز حينما يكتب بأن الأباء القدامى قد علموا بعدم قبول معمودية الهراطقة ’ بينما يجب قبول معمودية المنشقين لأنهم لا يزالون فى الكنيسة وقد انشقوا بسبب قضايا ومسائل يمكن شفائها .
«ζητήματα ίάσιμα»
والتى هى ليست قضايا ايمانية ’ وأما معمودية الجماعات المنشقة مع اسقف متمرد أو قسيس عنيد ’ لإأنهم أذا ما عادوا بتوبة وعودة صادقة ’ يجب قبولهم فى نفس درجتهم وكما يجب قبول من غادروا معهم .
يقدم باسيليوس العظيم التبرير اللاهوتى لعدم امكان اعتبار الهراطقة على أنهم أعضاء فى الكنيسة ’ ولهذا لا يمكن قبول معموديتهم بالقول ( أن الذين أنشقوا عن الكنيسة وضلوا عنها’ لاهوتيا ’ لا يملكون نعمة الروح القدس بسبب انقطاع الاستمرارية التاريخية فى علاقتهم بالروح العامل فى مسيرة الكنيسة الواحدة (يا دوبك عشرون قرن من الزمن 2017 سنة !!!).هذا معناه بأن ألجماعة المسيحية التى تقبل الهرطقة ’ لا تملك التسلسل الرسولى الغير المنقطع ’ ولا يملكون أسرارا قانونية ’ لأن نعمة الروح القدس قد تخلت عنهم ’ أو أنهم قد تخلوا هم عن النعمة بانقطاعهم عن التسلسل التاريخى والرسولى للكنيسة الواحدة.
يجب أن لا ننسى أن باسيليوس الكبير قد عاش فى فترة عصيبة من تاريخ الكنيسة الجامعة ’ لقد سبق وانعقد المجمع المسكونى الاول ’ وظهرت بدع أخرى بعد المجمع . جرت حوارات ونقاشات كبيرة حول (الهوموؤسيوس) ولاهوت الابن كلمة الله ’ وكذلك ظهرت نقاشات حول لاهوت الروح القدس.وهكذا ابتعدت جماعات مسيحية أخرى عن الكنيسة الجامعة كهرطقات ’ بسبب أن اسقف الجماعة هذه قد أنضم الى الهرطقات . بينما ظهرت جماعات منشقة لاسباب شخصية ورعوية ’ بسبب عدم ظهور صياغة نهائية لنظام الادارة والهيرارخية فى الكنيسة والذى يوجد اليوم.تم ترتيب هذه الامور فى المجمع المسكونى الثانى فى عام 381 م أى بعد سنتين من رقاد القديس باسيليوس. لم يلغى المجمع المسكونى الثانى هذه التفريق الذى سنه باسيليوس العظيم بين الشقاق والبدعة والانعزال ’ بل لقد تبناها المجمع وقننها فى قوانين حول قبول معمودية من غادروا الكنيسة الجامعة بسبب الهرطقة أو الانشقاق أو العناد والذات .
وهكذا تستمر الكنيسة الجامعة الى اليوم فى التمسك بالتفريق بين الانشقاقات والمنشقين لأسباب قانونية وادارية ’ وبين الهرطقات والمهرطقين لاسبابا لاهوتية وايمانية ’وبين العزلة والمقموصين لاسباب نفسية وشخصية وخارسيماتيكية زيادة عن اللزوم !.الهراطقة ’ والى اليوم ’ هم الذين أدخلوا انحرافات على ايمان الأباء ’ مثل قضية الانبثاق ’ والتطهيرات ’ والمطهر والعصمة وغيرها ’ والتى أنحشر فيها المسيحيون الغربيون . وأيضا بدع المونوفيزية والمونوثيلية والمونيرجية والتى أنحشر فيها المسيحيون الشرقيون. هذا لا يمنع أنه يوجد كنائس ارثوذكسية ’ أعضاء فى الكنيسة الواحدة والجامعة ’ قد قطعت الشركة بينها لاسباب رعوية وقانونية مثل ما حدث من انقطاع الشركة ’ مؤقتا ’ بين بطريركية انطاكية وبطريركية اورشليم .
نخلص من هذا الى أن العظيم باسيليوس ’ حينما يصلى من أجل توقف الشقاقات بين الكنائس ’ انما كان يقصد انقطاع الشركة المؤقت بين كنيستين لاسباب ادارية ورعوية وقانونية ’ يمكن علاجها ’ بينما حينما يصلى من أجل (قمع ! ) الهرطقات بقوة الروح القدس ’ هذه قضية ايمانية ويجب عودتهم الى الكنيسة الجامعة الرسولية .
يجب ’ وفى هذا السياق ’ أن نفسر الرسائل التى ارسلها باسيليوس العظيم من أجل سلام الكنيسة.ويجب أن يتوقف هذا التزوير فى تفسير تعليم الكبار وأولهم الكبير باسيليوس. وعلى الذين لديهم أراء مختلفة ’ لديهم كل الحق فى أن يعرضوها ويبرروها ’ على أن يتوقفوا عن تزوير وتحريف وتخريخ عن السياق التاريخى واللاهوتى والكنسى ’ لتعاليم هذا الأب العظيم ’ رئيس أساقفة قيصرية الكبادوكية ’ المضئ من السماء ’ باسيليوس .

 

samedi 4 mars 2017

الاب اثناسيوس حنين وجريدة الشروق



كاهن مطرانية الروم الأرثوذكس فى أثينا لـ«الشروق»: لابد من «أنسنة» الخطاب الدينى وإنزاله من برجه العاجى

 

كتب ــ أحمد بدراوى:
نشر فى : الجمعة 3 مارس 2017 - 10:26 ص | آخر تحديث : الجمعة 3 مارس 2017 - 10:26 ص
• الإسلام فى مصر لا علاقة له بإسلام الجزيرة العربية.. الدين ليس مهنة الباحثين عن «قيمة ومركز ووظيفة ميرى».. لا سبيل لتوحيد عيد القيامة والجميع غارق فى مستنقع الطائفية
• تطوير الأحوال الشخصية يحتاج علماء نفس واجتماع وليس رتبا كنسية وياقات بيضاء.. الزواج المدنى وليد بيئة علمانية وليس له شرعية كنسية
طالب كاهن مطرانية بيريه للروم الأرثوذكس فى أثينا الأب أثناسيوس حنين، بإخراج كليات الدراسات الدينية الإسلامية والمسيحية مثل كليات أصول الدين والكليات الإكليريكية من «حارات النصارى وحوارى المسلمين» وتحويلها لجامعات وطنية وليست دينية.
وقال فى حواره لـ«الشروق» إن التجديد لن يحدث إلا بما سماه «أنسنة» الخطاب الدينى المسيحى وإنزاله من برجه العاجى، وهو ما يتطلب جهدا روحيا وعلميا، ليتوقف العقل العربى عن انتداب الألوهية فى نقاشاته، أو تزكية جهله وكسله وسكونه بجبرية دينية عمياء وتسلط يغطى جهله بالواقع، واعتبر أن الأحوال الشخصية لابد أن يقوم عليها المتخصصون وليست الرُتب الكنسية والقامات الأسقفية والياقات البيضاء، وانتقد زيارة البابا تواضروس الأخيرة لليونان.. وإلى نص الحوار:
* كيف ترى التقارب اللاهوتى بين الكنيستين المصرية واليونانية؟
ــ ما وحدته وجمعته الثقافات فرقته التأويلات والتفسيرات، فالكنيستان المصرية واليونانية كانتا كنيسة واحدة حتى عام 451 ميلادية لكن لأسباب ثقافية وقومية ولاهوتية تفرقتا بعد الخلاف حول شخصية المسيح، وهناك مباحثات لاهوتية تدور منذ ستينيات القرن العشرين وهى مساعٍ يؤكدها المجمع القبطى اليونانى العام للكنائس الأرثوذكسية الذى دعا إليه ممثلون عن الكنائس المصرية، وأكدنا فيه ضرورة عودة العلاقات وبدء حوار لاهوتى تاريخى أكاديمى فى سبيل اتحاد الكنيستين بعد قطيعة استمرت حتى أواخر القرن العشرين.
* كيف تقيم العلاقة بين التراثين المصرى واليونانى على الصعيدين الدينى والثقافى؟
ــ العلاقة بين التراثين المصرى واليونانى علاقة توءمة خرجا من رحم الحضارة، وهذا ما طرحته فى رسالة الدكتوراه الخاصة بى وأيده الدكتور طه حسين، حيث أكدت على متانة العلاقات بين الحضارتين المصرية واليونانية فى عصريهما الأول من القرن السادس قبل ميلاد السيد المسيح، وكيف أثر العقل المصرى فى اليونانى وكيف كانت مدينة الإسكندرية مدينة شرقية ذات طابع يونانى بمعنى الكلمة، واليوم هناك نشاط مصرى يونانى كبير لا يمكن إنكاره، فالأقباط عادوا لاكتشاف جماليات الثقافة اليونانية وعمق لغتها اللاهوتية، واللغة القبطية وٌلدت من رحم اليونانية، وهناك نهضة علمية حقيقية فى مصر للاهتمام باللغة اليونانية.
* ما تقييمك لزيارة البابا تواضروس الأخيرة لليونان؟
ــ الزيارة حظيت باستقبال رسمى وشعبى غير مسبوق لكنها تمت بشكل متسرع ودبلوماسى ومجامل، فلم تتم صلاة موحدة بين الكنيستين القبطية واليونانية، وأرى أن العلاقات بين القيادات السياسية المصرية واليونانية ممتازة.
* هل الكنيسة الأرثوذكسية متشددة فى رؤيتها لباقى المذاهب؟ وهل أنت مع توحيد موعد الاحتفال بعيد القيامة المجيد؟
ــ التاريخ يخبرنا بأن الكنائس المسيحية كانت موحدة ثم حدث انقسام بين الكنائس الخلقيدونية من ناحية «اليونان وروسيا وصربيا وبلغاريا ورومانيا وقبرص والمهجر الأمريكى وأنطاكيا وأورشليم»، والكنائس غير الخلقيدونية من ناحية أخرى وهى «القبطية والأرمينية والسريانية»، واستمرت الكنيسة واحدة فى شقيها الغربى والشرقى الكاثوليكى والأرثوذكسى حتى نهاية الألف عام الأولى، ثم حدث الانقسام الثانى بين الغرب والشرق عام 1054ميلادية ومن ثم سقطت القسطنطينية وظهرت فى القرن السابع عشر الكنائس البروتستانتية بكل طوائفها، وهكذا لا يمكن أن نتكلم عن عقيدة واحدة بل عن مجموعة عقائد وهذا أمر لا يقبله عاقل، وإذا لم يتب المسيحيون ويبحثون عن المسيح الواحد فلا جدوى من البشارة ولا معنى لوجودهم إلا إذا أرادوها دكاكين طائفية، وهذا يفسر الحدة السائدة فى العلاقات بين المسيحيين أنفسهم، فكل كنيسة تتشدد باسم العقيدة للحفاظ على رعاياها ومصالحها.
أما عن توحيد العيد، فأى قيامة يمكن أن نتفق عليها، والجميع غارق فى مستنقع الطائفية وحب الذات والمصالح القومية الزائلة، ومع ذلك فهناك محاولات تجرى وعلى اللاهوتيين أن يحذروا من الحلول المنفردة، فهذا سيسبب مشاكل جديدة وانشقاقات أعمق نحن فى غنى عنها.
* يقول البعض إن المسيحيين فى العالم العربى يتعرضون للاضطهاد.. فما رأيك؟
ــ الاضطهاد لفظ واسع ومتعدد الأوجه فمن الممكن أن يضطهد الإنسان نفسه بالجهل والتواكل وعدم التوبة، وأبناء جيلى من المسلمين والمسيحيين لا يفهمون هذا التعبير بالمعنى المعاصر، وهناك توازنات يسعى إليها كل حاكم مسلم يحكم دولة مسلمة وهذا أمر مفهوم من أيام الفتح العربى لمصر لكن العالم اليوم لا يسير بنفسية القبائل ولا بذهنية السلطنة، فهناك قوانين ودساتير وأصول وحقوق وواجبات يعرفها الجميع.
* كيف تقرأ العلاقة بين الإسلام والمسيحية بعد ثورات الربيع العربى؟
ــ كثيرون تحدثوا عن العلاقة بين المسيحية والإسلام فى العالم العربى خاصة فى سوريا ولبنان والعراق، لكن التجربة المصرية فريدة، فالمسيحيون المصريون لا يمثلون قوة حزبية ولا ميليشيا عسكرية وليس هناك «جيتوهات» مسيحية تهدد بقاء أحد، وخصال الشخصية المصرية معروفة بالتسامح والبساطة وخفة الظل، كما أن الإسلام فى مصر فريد وغير مسلح سوى بترسانة من الفتاوى إن لم يتم تجديدها ستسقط من ذمة الناس بالتقادم، ولا علاقة له بإسلام الجزيرة العربية أو أفغانستان أو باكستان، ولابد من الإيمان بالعلم وآلياته فى تنقية التراث الدينى الإسلامى واللاهوتى المسيحى ما علق بهما من تطرفات وخرافات وأساطير وفتاوى رجال الدين، فالدين واللاهوت ليسا مهنة كل باحث عن «قيمة ومركز ووظيفة ميرى»، ولابد من تخريج الدعاة واللاهوتيين من الجامعات المصرية الوطنية وليس من الأزهر والكلية الإكليريكية، وهذا سيسهم فى تخريج أجيال من اللاهوتيين ورجال الدين العلمانيين والمتعلمين بالمعنى الحقيقى لهذه التعبيرات، وهو ما يتطلب إخراج كليات أصول الدين والإكليريكيات من «حارات النصارى وحوارى المسلمين» ودمجها فى نسيج الجامعة المصرية.
* ما رأيك فى تجديد الخطاب الدينى المسيحى فى العالم العربى؟
ــ العالم العربى غنى دينيا وروحيا وماديا، والتجديد يبدأ حينما يتوقف العقل العربى عن انتداب الألوهية فى نقاشاته أو تزكية جهله وكسله وسكونه بجبرية دينية عمياء وتسلط يغطى جهله بالواقع، ولابد من «أنسنة» الخطاب الدينى وإنزاله من برجه العاجى وهو ما يتطلب جهدا روحيا وعلميا وأن يتحول رجال الدين لخدام للإنسان وليسوا متسلطين عليه، والمسيحيون بحكم أنهم يفخرون بكونهم وكلاء على أسرار الله فعليهم عبء وضريبة أكبر ومسئولية أهم فى التجديد والإبداع وإلا سنكون إزاء ردة وثنية ضحى المسيحيون بأرواحهم للخلاص منها، وما أرصده هنا هو حراك تجديدى فى الكنيسة المصرية يدفع له نخبة من شباب الأساقفة والكهنة والرهبان والعلمانيين وهذا يحتاج لعناية فائقة لكى يولد عنه فكر لاهوتى جديد.
* هل تحتاج الأحوال الشخصية للمسيحيين المصريين إلى التطوير؟
ــ لا يروقنى اسم الأحوال الشخصية فهى أحوال عائلية ومجتمعية ومصيرية، وظهر من ردود الأفعال الأخيرة أن قانون الأحوال الشخصية لا يساير أحوال الناس وخلاص نفوسهم وعمار بيوتهم، وتلك الأحوال العائلية هى جزء من منظومة لاهوتية وكنسية ورعوية هدفها «أنا وبيتى فلنعبد الرب» وتأسيس «الكنيسة التى فى بيتك» فإذا حدثت ازدواجية أو انفصام بين كنيسة البيت وكنيسة الحى فهذا معناه أن هناك خللا لاهوتيا ورعويا فى تدبير أمور العائلات، وخاصة تلك التى تعانى من مشكلات زوجية ليست بجديدة بل واجهها المسيحيون الأوائل مثل قضية العائلة المكونة من طرفين أحدهما مسيحى والآخر وثنى، ويكمن تطوير هذا الملف إذا تولاه المتخصصون فى علم النفس والاجتماع بعيدا عن الرُتب الكنسية والقامات الأسقفية والياقات البيضاء، أما الزواج المدنى فهو أمر حديث ظهر فى المجتمعات الغربية نتيجة سيادة الثقافة العلمانية وبرود الشعور الدينى، والزواج المدنى وليد بيئة علمانية والمتدينون يعتبرون لا شرعية كنسية فيه، ولهذا فانتشاره فى الشرق قليل حيث الشعور الدينى سائد، والزواج قرار شخصى حر من كل قيد دينى وله مخاطره ويحتاج إلى دراسة منفردة متعمقة وليس سؤالا وجوابا عابرين.
* «الأب أثناسيوس فى سطور»
مواليد 1952، يحمل الجنسيتين المصرية واليونانية، وأستاذ سابق فى الكلية الإكليركية بالقاهرة، وحصل على بكالوريوس فى الآداب واللغة الإنجليزية من جامعة المنيا، ودبلوم اللاهوت، ودبلوم اللغة القبطية، من الجامعة الكاثوليكية فى باريس، ودكتوراه الفلسفة من كلية الآداب والعلوم الإنسانية من جامعة ليموج فى فرنسا، ولديه كتب مثل «مصر فى فكر آباء الكنيسة».
وحنين هو أول كاهن يتم رسامته على الكنيسة القبطية الأرثوذكسية فى اليونان عام 1995 فى عهد البابا المتنيح شنودة الثالث بقرار منه، ويعود له فضل شراء الأرض الحالية لكنيسة السيدة العذراء للأقباط الأرثوذكس بالجهود الذاتية، وهى التى دشنها رسميا البابا تواضروس خلال زيارته فى ديسمبر لليونان، وأوقفه البابا شنودة وقام بشلحه «عزله» وتجريده من رتبة الكهنوت بسبب مخالفات عقائدية.