jeudi 7 avril 2016

رسالة الفصح 2013 لصاحب السيادة المطران سيرافيم –مطران بيرية –اليونان نقلها الى العربية الاب الدكتور اثناسيوس حنين

رسالة الفصح 2013

لصاحب السيادة المطران سيرافيم –مطران بيرية –اليونان
نقلها الى العربية الاب الدكتور اثناسيوس حنين

الأباء الاجلاء والأخوة فى الرب
الابناء الذين اشتاق اليهم فى احشاء يسوع
المسيح قام...................حقا قام
القديس اللاهوتى والشاعر افرايم السورى (القرن الرابع) ’يلخص لنا سر الخلاص فى تناقصاته الظاهرة شكليا ووحدته الواحدة جوهريا ’ ’ وذلك من خلال مجموعة من الصور (الايقونات) ’ فهو يدعو المسيح :
"النائم الذى لا ينام"
"الذى اعتمد وهو بلا عيب "
"الحى وهو المائت "
" الراعى والحمل"
"الزارع وحبة الحنطة"
ولكن تعالوا لنرى الصورة الاكثر عمقا وابهارا وهى :
"المسيح هو الكلى القدرة واللابس الضعف فى أن واحد "
المسيح ’ أيها الأحباء ’ هو الله الكلى القدرة ’ الغير المحدود’ الضابط الكل ’العارف بكل شئ ’ولكن بسبب أحشائه المملوئة حبا ورأفة ’ صار انسانا ’حاملا الامنا وضعفنا ’ وعاضدا لنا فى احزاننا وفى هواننا .
لم تمض سنوات قليلة على رقاد القديس السورى ’ حتى جأ المحمع المسكونى الثانى فى القسطنيطينية 381 ميلادية ’ ليؤكد هذه المقابلة وهذا (الباردوكس) فى توسيع لقانون الايمان النيقاوى ’ هنا يجد الانسان عنصران متميزان ولهما خواص ذاتية تبدو متناقضة ’ فالبنسبة للبعد الالهى فى المسيح ’ فهو " الرب ...ابن الله ...المولود من الأب ...قبل جميع الدهور ....الابن المونوجينسيس ...الاله الحق من الاله الحق ...غير المخلوق ....الواحد مع الأب فى الجوهر....خالق السموات والاأرض ...الذى به صار كل شئ " أذن المسيح هو هو واحد مع الاب نفسه .
ولكننا نجد فى قانون الايمان بعدا أخر من ابعاد حياة السيد ...وهى تخص طبيعته البشرية والناسوتية والانسانية ’فنحن نؤمن أن مسيحنا والهنا هو "الذىنزل من السماوات ....وتأنس وصار بشرا سويا وانسانا كاملا وتجسد من الروح القدس ومن العذراء مريم ...وأنه صلب وتألم و مات ودفن(بضم الدال وكسر الفاء وفتح النون )".
لقد صار المسيح انسانا كاملا وهو المتحد مع الأب الكامل "..مجربا فى كل شئ مثلنا بلا خطية "العبرانيين 4 :15 .هنا يتم التركيز على الطبيعتين فى المسيح ’ الطبيعة الانسانية والطبيعة اللاهوتية فى أن واحد. ومسيح الطبيعتين هو مسيح واحد (أومن برب واحد يسوع المسيح ). أن مخلصنا وهو اقنوم فى الثالوث ’ الا أنه يشارك فى ملء الحياة الانسانية والموت ’حسب تعبير المجمع المسكونى الرابع فى خلقيدونية (451 )’ المسيح يتكون من طبيعتين فى شخص واحد وأقنوم واحد ’ الطبيعة الانسانية والطبيعة اللاهوتية ’ بعتبير اخر اللاهوت والناسوت ’زمع ذلك فالمسيح هو هو فى السماء وهو هو فى وسطنا الأن وفى كل أوان. نحن نقبل بتواضع واثق أن نقول أننا لا يمكننا أن نسبر غور سر الأسرار سر تجسد الله فى شموله(كيف) ’ ولمننا بنفس الثقة المتواضعة نقدر أن نعرف ( لماذا)’ كل هذه الأحداث العظيمة تمت ( من أجلنا ومن أجل خلاصنا ...)..لأنه اذا كان الله الكامل قد صار الانسان الكامل ’ فهذا الاتحاد الاقنومى بين الطبيعتين فى شخص واحد تم من أجل مصالحتنا مع الله فى ناسوت المسيح ’ بهدف ارجاع طبعيتنا البشرية الى حالتها الاولى ’الخلاص يتم بشركتنا فى كامل الامه الناسوتية المتحدة بكمال اللاهوت أى شركة الناسوت (الطبيعة الناسوتية) فى اللاهوتية(الطبيعة اللاهوتية) فى شخص المسيح الواحد (2بطرس 1 :4 ).المسيح سيدنا وربنا والهنا قررر أن يخلصنا بشركة كاملة فى انسانيتنا ’ صار مثلنا ’واتحد كاملا بطبيعتنا البشرية كاملة ’ وهكذا منحنا القدرة على أن نشارك فى وجوده اللاهوتى لأنه شاركنا فى ناسوتنا . ’ بالطبع بدون أن يتغير جوهر اللاهوت الى ناسوت ولا جوهر الناسوت الى لاهوت (تبادل الخصائص )’كما يقول اللاهوتيون الأمر يخص تبادل العطايا فالمسيح أخذ طبيعتنا البشرية وجعلنا شركاء فى حياته الالهية (طبيعته)وهكذا اعاد الشركة الى العلاقة بين الخالق والمخلوق التى قطعتها الخطية. هنا صار الله يسكن فى الانسان ’ المسيح يعيش فينا ونحن نعيش فيه وبه (يوحنا 15 :4 ’ 17 :21 -23 )’وحسب اختبار الرسول بولس (...ذاك الذى افتقر لكى نغتنى نحن بفقره...)2كو 8 :9 .هنا صار واضحا (اللماذا ) وراء المشروع الالهى للخلاص ’ صار الاله الكامل انسانا كاملا .’ لأن الله وحده هو القادر على أن يخلص .الخلاص هو عمل لاهوتى. ولن يصل الخلاص الى الوفاء بحاجة الناس اذا لم يصير المسيح انسانا كاملا مثلنا وذلك هتى نستطيع نحن البشر أن نشارك فيما عمله المسيح لأجلنا كاله .
نأتى الى موضوع الساعة وهو أن المسيح قام من القبر فى اليوم الثالث بعد دفنه.
تختلف قيامة السيد ’ فى خبرة الكنيسة الجامعة ’ عن قيامات أخرى أجراها الله فى العهد القديم أو المسيح فى العهد الجديد فى اثناء حياته على الأرض .
ماذا عمل المسيح فى قيامته ؟ حرر الطبيعة البرية التى اتحد بها فى موته وقيامته وصعوده وجلوسه عن يمين الاب ’ نقول حررها من الوجود البيزلزجى المائب والخاضع للحاجات الاساية للحياة الجسدية ’ ونقلها بحريمها الى شركة اللاهوت فى اتحاد الطبيعتين فى اقنوم الابن الواحد والوحيد ’ وصارت الطبيعة البشرية حرة لكى تسمع صوت الله فى المسيح ’وهذه الط
بيعة التى تأخذ حياتها من اتحادها باللاهوت فى شخص المسيح الانسان ’ لن تموت بل هى قائمة دائما فى ذاك الذى قام ’ لأن هذه الطبيعة البشرية وان كانت مخلوقة الا أنها توجد على نهج الغعير المخلوق بحكم اتحادها بلاهوت المسيح المتحد بناسوت كل نفس ’ أن جسد المسيح مولود وينتمى الى عالم الاجساد ’ الا أنه يتمايز عن باقى الاجساد الفانية ذلك باتحاده باللاهوت اى بالطبيعة اللاهوتية الغير المخلوقة فى شخص الابن الاقنوم الواحد ’ وهكذا يستطيع المسيحيون أن يتحرروا من الحاجات الطبيعية المخلوقة التى تستعبد أهل هذا الدهر !وهكذا المسيح ’ بينما هو يتمون من جسد ولحم وعظم (لوقا 24 :30 )’ وبينما يقدر أن يأكل حتى بعد القيامة (لوقا 24 :42 ) ’ وبالرغم من أن علامات الصليب والالم باقية فى جسده الا لاأنه يدخل على تلاميذه والابواب مغلقة (مرقس 16 :19 ’لوقا 24 :51 ) ’ وهكذا نقل بشريتنا الى مجد حياة اللاهوت (هذا هو معنى شركة الطبيعة الالهية والتأله وقوة الافخارستيا والنصرة على الخطية والحرية والشهادة ومصدر الفكر اللاهوتى الحر من عبادة الاشخاص والاصنام والقدرة على النقد الذاتى..... ). أن التحول فى شكل وجود الطبيعة البشرية بعد قيامة السيد المسيح متحدا بها وموجها بلاهوته ’ تظهر فى انه (ابن الانسان) وهذه خاصية من خواص السيد (وظهر بهيئة أخرى )مرقس 16 :12 ’وهذا معنى أن المجدلية التى تلقبها الكنيسة البزنطية (المساوية للرسل فى الكرامة لأنها بشرت بالقيامة) ’ ظنت أنه البستانى والتلميذين العمواسيين ’ ظنوه غريبا وعابر سبيل ’التلاميذ لم يعرفوه وهو يطلب منهم ليأكل . هذا الذى يحدث فى المسيح وفى فينا ليس هو موضوع كلام بل عمل ’ ليس هو مجرد خبر يقال بل خبرة تعاش ’ المسيح ليس شخصا نجمع عنه المعلومات ’ بالرغم من سيرته العطرة ’ بل حياة يجب أن نقرر أن ندخلها ’ ونقدر أن نفهم من الصعوبة التى عاشها التلاميذ فى التعرف على الرب أنهم حصروا علاقتهم به فى المعيشة اليومية والامان النفسى والانانية الدينية وليس التجرد الروحانى ’ ولهذا لم يقدروا أن يروا من خلال طبيعته الناسوتية ’ البعد اللاهوتى أى الطبيعة اللاهوتية أى أنهم عاشوا فى ( مونوفيزيتية نفسية) قبل أن يأتى الروح القدس ويعلن لهم جميع الحق فى الخبرة اليومية وفى المجامع المسكونية .المسيح اعطى طبيعتنا البشرية كاقات جديدة لا تنحصر فى متطلبات اللحم والدم ’ طاقات حياة تتعدى الحاجات البيولوجية ’ لا تلغيها بل تقدسها فى الافخارستيا والنسك والحب والشهادة ’ هذه هى رسالة القيامة التى اعطتنا للكون فرح وللتاريخ معنى وللشهادة قوة . خرستوس انستى اليسوس انستى

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire