التعليم اللاهوتي فى الكنيسة الاولى
الاب اثناسيوس اسحق حنين -اليونان
مقدمة :
الاشياء كل الاشياء
تتغير كل يجرى
وانت لا تغتسل
فى النهر كما
يقول هيراقليطوس وهذا
هو تاريخ الارض
ان كل ما عليها
فان والتأريخ تأريخ
الفناء الله وحده
غير قابل للتغيير
(انى انا الرب
لا اتغير ) ملاخى
3 : 6 ورغم كل
هذا فان الله
يحتضن الانسان فى
ازمنته الرديئة ختى يزول
الزمان الحاضر (رؤ 6 :10 ) ونحن
نحيا من افعاله
وقدراته الالهية وبالتالى نحن الهيون
من جهة وتاريخيون من جهة اخرى
ونحن زمان وروح
فى ان واحد
يحملنا زمان لا
يخلو من روح وروح
ليست مستقلة عن
التاريخ [1]
ولهذا
ارسل الله كلمته
(اللوغوس ) ليعيد رد
الزمان الردئ الى حضن
الاب ووضع فى
البشرية(موهبة او عطية النطق μπιδωρον ) واعطاها عطية (علم
معرفته ) [2] .
العلم اوالفكر فى الكنيسة الاولى هو علم
ساجد وفكر سرائرى
ينطلق من الله
المتجسد( هلليلوويا ان فكر
الانسان يعترف لك
يارب وبقية الفكر
تعيد لك )[3] وهذا الفكر
لا يقترب الى
الله بسبب مجده
ولكن يقترب اليه
بسبب تنازله وحبه
وهذا يقودنا الى
العلاقة بين العلم
واللاهوت فى الكنيسة الاولى ولقد
كان العلم اللاهوتى عند
المسيحيين الاوائل نعمة و ذوقا
روحيا عميقا وغنى
سماوى فى كل
كلمة وكل علم يستحق الشكر ( 1كو
1 :4 -9
) وهذا العلم
اللاهوتى والروحى هو خبرة
الكنيسة وهى تعيش معا
فى وحدتها وتعدد
مواهبها وغير ذلك
علم ينفخ وفكر يولد الخصومات (1كو 1 :10 و
12 : 1-2 ).
وانطلاقا من هذه
النعم العظيمة التى
اعطاها الله للبشرية
فى ابنه الوحيد
بالروح القدس روح
العلم و اللاهوت الذى
جعل من الصيادين
علماء فى اللاهوت
نقدم هذه الدراسة
لمحبين الكلمة ونساك
الفكر الذين انتقلوا
من زحمة العلاقات
والدردشات الروحية النافعة
بقليل الى البرية
برية الصوم و الخلوة مع الرب
والكتب والدراسة الجادة وفحص
كل شئ وحينئذ يفتقدهم ربهم
وسط صحراء الحياة
ووحدتها وينعم عليهم
بالعلم السماوى يلاطفهم
كما لاطف العريس النفس
العروس ( لكن ها نذا
اتملقها واذهب بها
الى البرية والاطفها
واعطيها كرومها من
هناك ووادى عجور( الذى صار قديما وادى الخراب يشوع 7 :24
) بابا
للرجاء وهى تغنى
هناك كايام صباها
وكيوم صعودها من
ارض مصر ) هوشع
2 :14-15 .لقد خرج
الاباء بالفكر اللاهوتى من وادى عجور خيث تكدر شعب الله الى
صحراء اللطافة اللاهوتية والمودة
الروحية و النسك العقلى والترك المادى والتقشف
الجسدى .
االلاهوت هو اعلان
الله عن نفسه
فى التاريخ وهى
حسب التعبير اليونانى
تتككون من مقطعين الاول Θεός والثانى
Λόγος اى
الحديث عن الله
فهناك الله وهناك
اللوغوس وللدخول فى
قضية العلاقة بين
اللاهوت والعلم لابد من طرح
سؤال هام وهو
هل الله موضوع
دراسات علمية ؟ فالعلم
فى العصور الحديثة
هو البحث فى
موضوع معين باستخدام
وسائل علمية متفق
عليها بين العلماء
ومن هذه الرؤية
فان تاريخ البشرية
هو تاريخ تطور
طرق الدراسات العلمية
وهذا معناه ان
العلم يأتى بكل
جديد كل صباح
وهذا هو ما اتى به
عصر النهضة ومن
اهم عوامل نمو
العلم هو حق
ممارسة النقد العلمى . [5] والمشكلة
ان الانسان لا
يقدر ان يعرف
(الله ) بالطرق
البحثية العلمية ولا
حتى معرفة ( ان الله
موجود ) فالعلم
يبحث عن الظواهر
التى من (هذا
العالم ) بينما
الله بالنسبة للاهوت
هو (الغير محوى والغير مدرك ) فى
هذا العالم فالعلم
لا يقدر ان يعرف اله اللاهوت
لان اللاهوت حسب
التراث الابائى هو
معرفة الله عن طريق اعلانه عن نفسه(يو1: 18 )
فاللقاء الحى مع
الرب ليس موضوع
بحث علمى يقوم
على معلومات تاريخية
باردة عن الله
ولكنها منهج حياة
جديد و حقيقة كيانية
وجودية ولهذا فعقائد الكنيسة
عند الاباء لم
تكن نتاج علم
ذهنى بل هى
لقاء مصير وحياة وحمل
لهموم المؤمنين وتساؤلاتهم امام
الرب وفى المجامع (اع 15 :28 ) وما
الدراسات العلمية الا
صياغة بقوالب علمية
للمعانى التى تعبر
عنها هذه العقائد
اللاهوتية بلغة الواقع
اى انها دراسات
تاريخية ولغوية وفلسفية
والسؤال كيف يلتقى
العلم بالايمان ؟
كلما ساهم العلم
فى صحة الانسان
الروحية واالنفسية وفى تحقيق خلاصه
يصير علما لاهوتيا
بمعنى انه يساعد
الانسان على الاقتراب
من حقيقة الايمان
اى ان يصير
انسانا كاملا وصحيحا
وهنا كم شهد
التاريخ صراعات بين
العلم والدين وكم
من مراحل فى
التاريخ شهدت صراعات
بين اللاهوت والعلم
اى بين حقيقة
الله وبين انجازات
العلم وكأن الايمان
سيضار بدراسة الطبيعة
والتاريخ كما حدث فى العصور
الوسطى او وكأن كل ما نضيفه
للانسان من كرامة فنحن بالضرورة نقلل
من شأن اللاهوت وكلما
ارتقى الانسان علميا
وحضاريا كلما اعطى
المجد للرب وكلما
كان لسان حال
الرب يقول (ان
كبر ابنك (علميا
وحضاريا ) خاويه
) فاللاهوت اعلان Αποκαλύψη يؤدى الىتمجيد الرب وتكريس
النفس (وهذا ينأى بالعمل اللاهوتى
عن كونه وظيفة مقابل
اجر ) Δοξολογία وهذا
التمجيد يمتد تعليما سليما Ορθοδοξία وهذا
التعليم السليم يؤدى الى
حياة فاضلة شاهدة Μαρτυρία( افسس 3:3 -كولوسى 1 :
25—29 ).
2 _ التعليم
اللاهوتى فى العهد الجديد :
ان العهد الجديد يقدم لنا أول مثال حي عن طبيعة وهدف التعليم المسيحي وهذا المثال
يعتبر ملزما لنا فالرب يسوع المسيح
كان يسلك في خلال خدمته على الارض
كمعلم (ربوني) (يو21) واتباع المسيح كانوا
يدعو تلاميذ ولم بطلق عليهم تلاميذ فقط اثناء وجود الرب معهم بالجسد ولكن خلال فترة الكرازة الأولى بالانجيل في حوض
الابيض المتوسط . وفي سفر الاعمال نجد أمثلة عديدة على استعمال لقب (تلميذ ) جنبا
الى جنب مع لقب (مسيحي )وجاء معنا من قيصرية أناس من التلاميذ ذلهبين بنا الى
مناسون وهورجل قبرصي تلميذ قديم لننزل
عنده(أع21:16 وأيضا في سفر الاعمال نرى أن الكتاب المقدس يصف المسيحين
بالتلاميذ(أما شاول فكان لم يزل ينفث تهديدا وقتلا على تلاميذ الرب) 9 :1 (ولما
جاء شاول الى أورشليم حاول أن يلتصق بالتلاميذ وكان الجميع يخافونه غير مصدقين انه
تلميذ)أع8:26 وهكذا
رأت الكنيسة الأولى نفسها (كمدرسة) كبيرة تنتمي للمعلم الواحد يسوع المسيح وتتعلم
منه.
3- يسوع المعلم والفريسيين :
ولكن
هناك فارق جوهري بين تعليم السيد وتعليم
الكنيسة والفريسيين ، وذلك لان السيد المسيح كان يعلم كمن له سلطان متى7:29
ولعل مصدر هذا السلطان يأتي من شخصية المعلم ومن طبيعة رسالته الفريدة فالرب يسوع المسيح لم يأتي كمؤسس لمذهب فلسفي
أو نظام أخلاقي كباقي الفلاسفة وانما هو ابن الله والذي اتحد بجسد البشرية التي
سقطت من الشركة مع الله وذلك ليعيدها الى طريق الحياة الابدية وهذه الحياة الابدية هى
معرفة الله الحقيقى
الواحد ويسوع الذى ارسله الاب (اع 17 : 3 ) وهذا هو السبب وراء
حقيقة ان المسيح له المجد لم يدعو تلاميذه لكي يحفظو تعاليما ذهنية أو يرددوها
بشكل ألي ولكن دعاهم أولا وقبل كل شيء أن يكونوا له شهودا( أي يشهدوا للاعمال
العظيمة والآيات التي عملها وسطهم وهذه الآيات هي موته وقيامته وصعوده الى أعلى
السموات وهكذا. فالمسيح له المجد علم بحياته وبذبيحة نفسه
وما فعله أعظم بكثير من أي أقوال وهكذا يصبح لقب شهود الذي أعطاه المسيح لتلاميذه
أعظم في عمقه من لقب تلميذ رغم كرامة ومكانة التلميذ (انتم شهود لذلك) لو24: 48 فالذي
يتبع الرب يسوع لا يتعلم مجموعه من
الافكار ولكنه يذوق حقائق ووقائع شهد لها الذي عاشوها..
4 التعليم عند
الآباء الرسل: ان التعليم الرسولي الذي تاسست عليه
الكنيسة ارتبط ارتباطا وثيقا بما فعله
يسوع وما راه التلاميذ الذي من البدء ،الذي سمعناه ،الذي رأيناه بعيوننا الذي
شاهدناه ،ولمسته أيدينا.(يو1:1 ) فالتلاميذ تم اختيارهم وتمت دعوتهم لكي يشهدوا
لأحداث حقيقية تمت في تاري البشرية واهم
هذه الاحداث القبر
الفارغ وقيامة السيد والظهورات
ونحن تلاميذ المسيح فى
الاجيال اللاحقة عرفنا
هذه الاحداث من
خلال شهادة الرسل او
ما يعرف علميا
بالتقليد الرسولى Apostolic
Tradition
5– الروح
القدس والكنيسة والتعليم :
نحن نعلم ان
السيد المسيح لم
يكتب شيئا اثناء
حياته على الارض
ولم يكن عند
معاصرى السيد ما
عندنا نحن الان من وسائل
وتقنيات متطورة لتسجيل
ما نسمع فنحن نعرف
عن السيد ورسالته عن
طريق ما سجله تلاميذه
الذين اختارهم والذين
ختمهم الروح يوم الخمسين ختى ان
الصيادين تحولوا الى لاهوتيين
وهكذا من خلال الكنيسة
التى اسسها السيد
المسيح بدعوة تلاميذه
وهو مستمر فى
التعليم بقوة الروخ القدس
عبر تاريخ البشرية
ونحن نتتلمذ بدورنا للمعلم
من خلال شهادة الرسل .[6]
6 – عناصر التعليم اللاهوتى :
مما سبق
نستطيع القول ان
التعليم اللاهوتى فى
عصر التلاميذ الاوائل
اشتمل على عنصرين
اساسيين :
الاول : توصيل العقائد والاحداث
المتصلة بحياة السيد
المسيح وهنا نجد اللاهوت
كاعلان الهى [7]
الثانى : تفسير وشرح هذه
الاحداث بطريقة وبلغة تناسب
المجتمعات والثقافات المتعددة
(اكو 9 :
21 --22 ) وهنا
نجد اللاهوت كعلم
تفسيرى وتاريخى ولغوى
واستئثار كل فكر
لطاعة رسالة المسيح
7 – التعليم اللاهوتى فى
عصر ما بعد
الرسل :
تشير الدراسات التى
لدينا عن حياة
الكنيسة الاولى فى
القرنين الاول والثانى
الى ان التعليم احتل
مكانا رئيسيا فى حياة كل
جماعة محلية فى الكنيسة الواحدة
وكان المعيار والمحور الاساسى فى
التعليم هو الفهم
السرائرى والافخارستى للكنيسة [8].
والمستوى الاول للتعليم
كان تعليم الموعوظين
اى المرشحين للانضمام
الى كنيسة العهد
الجديد ورغم ان الاباء
الرسل لم يعودوا
موجودون على مسرح
الاحداث الا ان
كل كنيسة محلية
كان لها (معلميها
) المنوط بهم
خدمة التعليم وكان
التعليم يتم من
خلال الاحتفال الافخارستى والذى
يقوم بالتعليم هو
الذى يترأس الخدمة
الليتورجية على مثال
الرب نفسه وحسب
شهادة الاباء الرسوليين
فا الذى يعلم
هو الاسقف[9] .وكانت
مادة التعليم تتكون
من القرأت من
الكتب المقدسة والعظة
والتفسير بينما كانت
مهمة الكرازة والتبشير
للذثين هم من
خارج منوطة الى
فئة (المعلمين ) وهذه
الفئة كانت تمثل
موهبة خاصة (1كو - 12 :28
) ويبدو ان
هذا الدور الاخير
يماصل ما نعرفه
اليوم بدور اللاهوتيين
الرسميين فى الكنيسة
ويعتقد بعض الباحثون
ان رسالة برنابا
والرسالة الى ديوجينتس قد
كتبها هؤلاء المعلمون وذلك
واضح من النصوص
التى تحويها هذه
الرسائل وهى تختلف
فى الاسلوب والمحتوى عن
النصوص التى كتبها
اساقفة داخل الكنيسة
اى لبنيان المؤمنين مثل
رسائل اغناطيوس الانطاكى
الاسقف وهذا يفس
لماذا يسمى كاتب الرسالة
الى ديوجينتوس نفسه (رسول
الامم )فصل 11 .
والتعليم المخص للمؤمنين
ينطلق من عظة
الاسقف اثناء الاحتفال الافخارستى
ويصف لنا يوستينوس
الشهيد اول ليتورجيات
فى تاريخ الكنيسة
(انه فى اليوم الذى
يدعى يوم الرب Κυριακή
يجتمع الشعب كله وتقراء
اسفار العهد القديم وسير
الرسل بحسب ما يسمح الوقت
وحينما ينتهى المعلم
من الكلام يعطى رءيس
الاجتماع الافخارستى Ο Προιστάεος عظة
يحثنا فيها على
ان نتقدى بسير
اولئك القديسين )[10] .
وهكذا يتأكد لنا
ان التعليم كان
جزأ لا يتجزنء
من سر الافخارستيا
وكانت كل كنيسة
محلية تختفظ بشركتها
مع الكنيسة الام
(المتروبولى ) وتحفظ
الايمان الرسولى فالاسقف
يمتلك موهبة قول
الحق حسب شهادة
ايرينأوس اسقف ليون [11] وهذه
الهبة فى التعليم
ليست امتياز شخصى ولا
نوع من العصمة ولا
تعطى اوتوماتيكيا فى
الرسامة بل هى
تتطلب الوصول الى
درجة الاستنارة الروحية
والوعى اللاهوتى وهذا
هو معنى الخلافة
الرسولية فالاباء الرسل
قد عهدوا الى
الاباء الاساقفة بالعناية
بالكنيسة فى كل
مكان فالتعليم غير
منفصل عن درجة
الاسقفية ولا يمكن
ان نتصور ان
الخلافة الرسولية عبارة عن
مجرد تتابع شكلى
بدون التمسك بتعاليم
الرسل .
وهذه
ارؤية المتكاملة للتعليم
الكنسى هى اهم
معالم التعليم فى الكنيسة
الاولى ونخلص من
هذا الى ان
التعليم اللاهوتى فى
الكنيسة الاولى لم
يكن عملا مدرسيا
منفصلا او مستقلا
عن الكنيسة ولكنه
كان عمل تسليم
مبدع وتفسير يناسب
العصر وظروفه وهذا
يفسره تنوع مواهب
الاباء وتكاملها .
8 _ مدرسة
الاسكندرية والتعليم اللاهوتى
والتوتر بين اللاهوتيين
والرعاة :
لعل
غياب التوازن بين
المواهب التعليمية والواقع
الكنسى كان وراء
التوترالذى ظهر فى
القرن الثالث فىمدرسة الاسكندرية
بين قادة الكنيسة
وبعض المعلمين فلقد
حاول اللاهوتيون الاسكندرانيون مد
الجسور بين الرسالة
المسيحية والعالم الثقافى
والفلسفى السائد بسبب محبتهم
ان تمتد رسالة
الخلاص وثقتهم فى
امكانيات الرسالة المسيحية
فى ان تصل
الى كل انسان ولكنهم
فى غمرة حماسهم
ان يبتدعوا خطابا
لاهوتيا للذين هم
من خارج ابتعدوا
عن الخطاب الكنسى
التقليدى كما كان
ايام الاباء الرسوليين
ونحن لا نقلل
من شأن الجهود
اللاهوتية لاكليمتضس الاسكندرى واوريجينوس ولكن
محاولاتهم لم تكن
تخلو من المخاطر
وهكذا على يد اوريجينوس جرت
اول محاولة علمية لفلسفة
اللاهوت اى تفلسف اللاهوتيين بما
لهذه المحاولة مما
لها وما عليها
حسب تعبير قداسة
البابا شنودة . ولقد استمع
الى اوريجينوس عدد كبير
من الهراطقة والفلاسفة
المعروفون فى زمانه
وباهتمام شديد[12] ولم
يكن يعلمهم اللاهوت
فقط بل الفلسفة
ولعل هذا اثار الكثير من
التسأولات والشكوى مما
ادى الى عدم ارتياح
الرئاسة الكنسية لاوريجينوس
وهذا يطرح سؤالا
هاما عن دور اللاهوتى (العلمانى) فى الكنيسة
؟
ولقد
وجهت الكنيسة انتقادات وحرمانات الى
اوريجينوس وذلك لانه
كان يقوم بالتعليم
وهو غير حاصل
على رتبة كهنوتية
مما ابعد التعليم
اللاهوتى عن شركة
المذبح وصار تعليما
اكاديميا ومكتبيا ( هل من غير
الممكن ان يتحول
المكتب الى مذبح
روحى هو امتداد
لمذبح الكنيسة؟ )
وصار لقب (المعلمون ) الذى
استخدمه العهد الجديد
يقتصر فقط على
الاساقفة والقسوس وشيئا
فشيئا اعتفى لقب
(المعلم ) ولما
كان الاساقفة لا
يستطيعون القيام بكل
المسئوليات التعليمية لانتشار الكنائس
وازدياد عدد المؤمنين
الاساقفة اشركوا معهم
القسوس والشمامسة وهذا
لا يعنى حرمان
الكنيسة من المواهب
اى كان حاملها
الا ان التعليم
اقتصر على الاكليروس فى تلك الفترة
وان كان هنام
فى الكنيسة الشرقية
بعض الاستثنأت الا ان هذا
التوتر الذى الذى
ساد الديداسكليون كان
انعكاسا لمشاكل حقيقية
وهى التعليم اللاهوتى
حول الافخارستيا (
فكرنا قائم على
الافخارستيا والافخارستيا تدعم
الفكر اللاهوتى )[13].
9 - التعليم
اللاهوتى عند القديس
اثناسيوس :
لقد خلص
اثناسيوس علم اللاهوت
مما علق به
من الفلسفات على
يد اوريجينوس ورد
التعليم اللاهوتى الى
البرية فاثناسيوس لم
يهرب فقط من
اضطهاد الاباطرة والعسكر
بل هرب الى
البرية ليعمد الفكر
اللاهوتى فى دموع اباء
البرية ويطل علينا
لاهوتا كتابيا كنسيا [14]. فقد
كان اثناسيوس فريدا
فى انه وحد
بين البيئة القبطية
التى ولد فيها
بما فيها من
بساطة القلب وصدق
السريرة وبين البيئة
التى تثقف بثقافتها
وهى اللغة اليونانية
اللغة التى كانت
كالجواد الجامح فى
يد الفالسفة وطوعها
لخدمة اللاهوت
وهى اللغة التى
تؤمن بالمجردات والعموميات
سخرها لشرح سر
الاسرار سر حلول
الله فى الجسد
وهذا وان علمنا
شئ فيعلمنا ان
العبرة ليست باللغات
كثرت او قلت بل
بالقدرة على استنطاق
اللغة لتسبح الرب
ومدى النسك العقلة
الذى يصاحب اللغة
واستعمالاتها اللاهوتية وكان
اللاهوت يتدفق من
قلب اثناسيوس فجاء
قويا امام الفلسفات
وعمليا امام الافكار
النظرية [15].
لقد اكد القديس
اثناسيوس على ان
(اللاهوت الثالوثى الكامل Η Τελεία έν
Τριάδι Θεολογία ) لا تأتى
من عمل علمى
عقلانى من قبل
عالم اللاهوت ولكنها
بالفعل عطية الله
فهؤلاء الرجال اللاهوتيين
كما يسميهم اثناسيوس
(Θεολόγων άνδρών )
تعلموا من الله
اللاهوت السليم ووتتبعوا
هذا اللاهوت فى
الكتب المقدسة ولقد
تكلموا من الله
وعن الله [16]
[1] المطران جورج
خضر مقال (تاريخ
وروح ) فى
كتاب مواقف احد الصادر
من دهر النهار للنشر
1992 ص 126-128 .
[3] نفس المرجع
ص 179 ويلاحظ
الدارس ان هذا
اللحن الراقى تصليه
الكنيسة فى ايام
الصوم والنسك الجسدى
والععقلى.
[5] انظر المرجع
الهام للبروفسور قسنطنطينوس
بابابتروس ( هل
اللاهوت علم :؟
) والصادر باليونانية
فى اثينا 1997
ث 7 وسوف
نعود كثيرا الى
هذا المرجع فى
بحثنا والعنوان باليونانية ΚΩΝΣΤ.Ε.>
ΠΑΠΑΠΕΤΡΟΥ (Ειναι Η Θεολογία
Επιστήμη ) Αθηνα
1997
[6] عن عمال
الروح القدس انظر
الروح القدس باقة
من اقوال الاباء
للقديسين اثناسيوس وامبروسيوس
- مركز دراسات الاباء -نصوص
ابائية 11 مراجعة
د. نصحى عبد
الشهيد 2005
[12] تاريخ الكنيسة
ليوسيبيوس القيصرى 6
: 18
[14] القس اثناسيوس
اسحق حنين مدخل
الا ى الاباء ص
256 ---265
[15] اللاهوت فى
فكر الاباء اعداد
انطون فهمى (القس
اثناسيوس فهمى )
مراجعة نيافة الانبا
بيسوى وتقديم نيافة
الانبا بنيامين
[16] Κωνσταντ. Σκουτερη , Θεολογία
, Θεολογέιν , Θεολόγος , ,
Εν τη
Διδασκαλία των Ελληνών Πατερών
και Εκκλησιαστικών
Συγγραφέων μεχρι και
των Καππαδοκών , Αθηνα
, 1989 σελ. 96-99.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire