samedi 9 avril 2016

من هو الأب المتقدم فى الكهنة الدكتور الكسندر شميمان ؟ الاب الدكتور اثناسيوس حنين







من هو الأب المتقدم فى الكهنة الدكتور الكسندر شميمان ؟

هو حياة تستحق الحياة

نظرات وعبرات فى حياة الاب اللاهوتى الر وسى المهاجر الكسندر شميمان بقلم الاب جون مايندورف –عميد معهد القديس فلاديمير اللاهوتى الروسى نيويورك

نقلها الى لغة الضاد

الاب المتقدم فى الكهنة الدكتور اثناسيوس حنين

راع كنيسة المخلص – مطرانية بيرية المقدسة -اليونان

الكثيرون من "شباب الثورة اللاهوتية" فى مصر المحروسة اليوم  -وليس فى التعبير أية مبالغات بل واقعيات - والشرق العربى  يبحثون عن قدوة لاهوتية ونماذج روحية ثورية بل ويشتهون الاقتداء بنماذج ثورية ولاهوتية فريدة فى عطائها وبسيطة مثلنا فى نشأتها وخاصة بعد صدمتهم من تحالفات الربيع العربى الغير اللاهوتية والساذجة سياسيا وتحولها الى شتاء قاس وقارس !. يزداد هذا الاحتياج خاصة بعد أن تحولت سير القديسين الصادرة باللغة العربية ’ الى لون من الفولكلور الشعبى وروايات الف ليلة وليلة التى تملأ العامة(الأوخلوس بلغة العهد الجديد وليس اللاؤؤس ) بالانبهار وتسرق منهم ’فى  زيطة انبهارهم ’ تسرق منهم عقولهم وما حباهاهم الله من قدرة على الفحص والنقد والاختيار الحر’ ونعمة الله القادرة على الفحص والنقد وتشعر فى سير القديسين السائدة  أنك امام انسان ابله لا طاقة على التفكير ولا رأى له لا لاهوتى ولا ناسوتى ’ نشعر أن يد القادة الغير المستنيرين من الداخل والخارج  قد عبثت بهذا التراث الثمين  لقصد فى نفس يعقوب ’ حتى لا يقودوا ثورة الاصلاح اللاهوتية’ لأن القديس الذى عرفناه فى تاريخ الكنيسة هو نار أكلة مثل روح سيده  ’ وقدموا لنا أشباحا باهتة تسئ للانجيل وللمسيح شخصيا وتستنسخ تاريخ الكنيسة الاصلى والعريق بنسخة مضروبة صنع الصين وتايوان ! لهذا هجر كل من اكتشف الانجيل سير القديسين لشعوره انها تتناقض مع حق الانجيل !’ ذاك السيد المسيح   الذى مع حفنة من البشر والتلاميذ  الشرفاء ’ البسطاء ’ الاذكياء أعاد تشكيل خريطة العالم فى ظل أكبر قوى ثقافية ’ وأذكى مثقفين العصر ’وأغبى قيادات عسكرية فى التاريخ , بل وواجه قادة دينيين من اليهود والمتهودين  نجحوا فى تأسيس أكبر اصوليات دينية استطاعت أن تصلب مسيح الله وتشتت شهود القيامةوتقتل منهم من قتلت (الاصوليات الاسلامية ساذجة وبريئة وطفولية صبيانية الى جانب الاصوليات اليهودية !)’ فى التاريخ القديم والحديث’ حفنة من التلاميذ الثوريين اعادوا رسم   خريطة الكون .
لهذا شعرنا بالحاجة أن نهدى لشباب الثورة اللاهوتية والتعبير حقيقى وليس من المحسنات اللفظية ’ هذه السيرة العطرة والعصرية لواحد من اكبر ثوار الروح فى التاريخ ’ ضمن  حفنة من الشباب الروسى الذين نجحوا فى تحويل الاستعمار الثقافى الشيوعى فى روسيا  الى واسطة نعمة واليات نهضة ’ حينما التقينا الاب شميمان فى بيت التكريس بشارع الكرجى بحدائق القبة لم نسمع منه شكوى واحدة بان السبب فى كوارث روسيا هم الشيوعيون بل رأينا فى قامته الممشوقة وجسده  النحيل الناسك هامة نصرة ورؤية . كلمة الاب ماينورف جأت فى كتاب
A Life Worth Living
John Meyendorff
In Liturgy and Tradition
Theological Reflections of Alexander Schememann
St Vladadimir Seminary Press
Crestwood ,New York
2003 “page 145-154”
يذهب الاب مايندورف الى أن حياة شميمان هى الحياة الجديرة بالحياة ’ الحياة التى يقدر حاملها على أن يخاطب الأب بيسوع فى الروح القدس ’ فى كل وقت مقبول ’ مع سمعان الشيخ ( الأن أطلق ’ يا سيد ’ عبدك بسلام ’ حسب قولك ’ لأن عينى قد أبصرتا خلاصك ’ الذى أعددته قدام جميع الشعوب ’ نور اعلان للامم ومجدا لشعبد اسرائيل ).
يقول الاب مايندورف (لقد سبق وتكلم الكثيرون فى صلوات جنازة الاب شميمان  فى13 ديسمبر 1983 ’ من رؤساء الاساقفة والمطارنة والكهنة واللاهوتيين والتلاميذ ’ ولقد قالو الكثير مما يشعرنى أننى لا أقدر أن أضيف جديد ’ ولكنى سالقى الضوء فى عجالة على بعض جوانب حياته الشخصية ’ولما كنت أكتب عن صديق  ألصق من الأخ ’ فمن الصعب أن أكون موضوعيا ’ بلا مشاعر ’ وأود أن أطلب المغفرة عن أية حماسة ذاتية للراحل.
ولد الكسندر عام 1921 فى كنف عائلة روسية ذات فروع ’ من جهة الأب ’ جرمانية  من البلطيق’ يجب أن لا يفوتنا هنا ما قاله عنه سيادة المطران خضر فى كتابه الرائع (وجوه غابت ’ رؤى فى الموت –بيروت 2009 ص 149 (كان الكسندر شميمان صورة عن العافية ’ عن الملء ’واثقا من نفسه ومما يقول . يوحى بالقوة ولعل بعضا منها مرده الى جذوره الالمانية’ عرفته استاذا لى وصديقا وعرفت والدته وكان يلفتانى فيها أدبها الجم وأناقة تصرف أتتها من عراقة ومما حملته من روسيا القديمة ) أنتقل الاب شميمان من أستونيا الى فرنسا وهو فى سن الطفولة ’عاش فى باريس -  فرنسا مع المهاجرين  الروس حتى انتقاله الى الولايات المتحدة الأمريكية فى عام 1951 . نقف قليلا مع الجماعة الروسية التى هاجرت الى فرنسا من بعد الثورة 1905 ’ لقد صارت باريس فى الثلاثينيات " روسية " الهوى والذوق وعالما قائما بذاته ولقد تكون هذا العالم الروسى الباريسى  من الالاف من المثقفين ’ الفنانين ’اللاهوتيين ’الباشوات القدامى (الارشيدوك) ووزراء قدامى فى حكومة التساريست والذين ارتدوا من الماركسية الى الايمان الارثوذكسى ’ كانت لهم صحيفة يومية وفيها اشتعلت الحوارات السياسية  ’ السر وراء هذه الحرارة والعزوة هو أن المهاجر الروسى كان دائما يحلم بأن يعود يوما الى روسيا الأم !
لهذا قاموا بالحفاظ على الاطفال الروس  ثقافيا وروحيا بعيدا عن الاندماج والذوبان السلبى فى المجتمع الفرنسى المتعلمن ’كان الطفل الكسندر أو شاسا كما اعتاد رفقائه أن ينادونه ’يحيا فى هذا " الجيتو " الثقافى  الروسى ’ ولقد أمضى بضع سنوات طالب تحت الاختبار فى مدرسة روسية عسكرية فى فرساى بضواحى باريس ثم التحق بمدرسة عليا ’ لم تشبع هذه الدراسات أشواق قلب الكسندر  الشاب ورأئ أنه   انه من الخطورة عزل الادب الروسى عن مساره الاوروبى والذى هو امتداد له وساعده دويستوفسكى فى هذا الدمج الثقافى والحضارى بين فرنسا النهضة الحديثة وروسيا التراث العريق  ولهذا قرر أن يدرس فى المدارس الفرنسية  الليسيه ثم الجامعة.وجد الكسندر وهوفى ريعان الشباب  وطنه الروحى الحقيقى فى الكنيسة ’لم يتلق التعليم اللاهوتى فى دروس الدين الكئيبة والاجبارية والرجعية  التى تلقاها فى المدرسة العسكرية الروسية بل فى كاتدرائية الكسندر نفسكى فى احد حوارى باريس حيث الكنيسة الروسية المهاجرة وحيث كان يخدم فى الليتورجيا ويساعد الكهنة وشرب الليتورجيا لاهوتا وهو غض ’ ثم صار ايبوذياكون .تعلم على يد خدام أفاضل وأحب الليتورجيا وخاصة الاحتفالات الليتورجية الرائعة بالطقس البيزنطى.
جأت الحرب العالمية الثانية بالاحتلال الالمانى لفرنسا وتغيرت المعايير وتبدلت الرؤى .أتقذت العناية الالهية الكسندر من الاشتراك فى الحرب وويلاتها وقرر الالتحاق بمعهد اللاهوت الروسى بباريس (1940 -1945 )’ تزوج من جوليانا اوسورجيون (1943 )’ ثم درس الاداب الكلاسيكية فى السوربون وصار عضو فى الكنيسة الروسية (وللاداب الكلاسيكية  قصة مع الاب اثناسيوس حنين وهى أنه أثناء دراستى علم الأباء فى جامعة السوربون –باريس 4 استدعتنى استاذة الابائيات مادام مارجريت هارل وهى من كبار علماء الابائيات فى العالم وقالت لى اننى لابد أن اذهب للدراسة سنتين فى معهد الدراسات الكلاسيكية لانه بدون دراسات كلاسيكية ولغة يونانية قديمة لا يمكن دراسة علم الابائيات وذهبت وكانت المعاناة بين اللغتين اليونانية القديمة والفرنسية وأنا السمالوطى الغلبان لا عمى جيسكار دى ستان  ولا خالى افلاطون ! ). نعود الى شميمان ونقول أنه قد وجد فى الكنيسة  دعوته فى الحياة وخاصة أنه قد نجح فى عمل عائلة سعيدة ومقدسة ولقد ساهمت هذه العطايا فى قوة الشهادة اللاهوتية التى ميزت حياته.كان المهعد اللاهوتى الروسى فى باريس " القديس سرجيوس " فى بداياته واقع تحت تأثير الاب سرجيوس بولجاكوف ’ لم يجد الكسندر ضالته فى التصوف الروسى وكتابات التقوى الشعبية السوفيولوجيا  آ بل اتجه الى دراسة تاريخ الكنيسة’ وتتلمذ على يد أساتذه علموه النظرة الناقدة وليست الناقمة على الواقع الكنسى والثقافى من حوله ’وتقدم برسالة دمتوراة فى " نظرية الثيؤطراكيا فى الامبراطورية البزنطية" ’ أكما برنامج الدراسة لخمس ستنوات فى القديس سرجيوس ’ صار مدرسا للتاريخ الكنسى  ’ كعلمانى ثم ككاهن حيث قام الارشيبسكوبس فلاديمير تشيكونيسكتى عام 1946 والذى كان يترأس الكنيسة الروسية فى اروربا الغربية والتى كانت تتبع البطريركية المسكونية فى القنسطنطينية.كان هم الاب شميمان أن يصنع نهضة لاهوتية وتجديد كنسى وأن يفك الاشتباك بين الكنيسة والدولة فى روسيا واوروبا التى  ورثاها من العصر الوسيط كان يرى أن الكنيسة لا تتجدد بالتحالفات مع الدولة ولا بالرجعية الطقوسية والدروشة الدينية ’ بل بالالتفاف حول الليتورجية والعريس الحمل .لقد تكونت رؤية الاب شميمان الثقافية والكونية فى باريس حيث فى الاربعينيات والخمسينيات من القرن الماضى ساد شعار (العودة الى الجذور)Retour aux Sources
 )’ قرر الاب شميمان الهجرة الى امريكا للتوسع فى الشهادة وخاصة بعد  أن تأسست الكنيسة الارثوذكسية  فى امريكا عام 1970 .أهم مساهمات الاب شميمان فى مسيرة الارثوذكسية فى امريكا  هو دمج كليات اللاهوتفى معهد القديس فلاديمير بنيوورك وكلية اللاهوت الصليب المقدس ببوسطن ’  فى الكنيسة  فلا تتحول كليات اللاهوت الى منابر - مبررات لممارسات وكتابات وعظات  الاساقف والكهنة الغير اللاهوتية ولا الى غابات منعزلة فى جدل بيزنطى وتأملات غنوسية لا علاقة لها بالواقع الكنسى والشهادة فى مجتمع متعدد الثقافات . بالرغم من وحوده فى أمريكا ’ لم  يترك فرنسا بل انهى رسالة الدكتوراة مع الاب نيقولاوس افاناسيف (كان لنا فى المعهد صداقات ومودات خاصة أن زوجتى قامت بالدراسة فى المعهد بالمراسلة-المترجم ). لم يسعف الوقت الاب شميمان لكى يحقق ابداعات لاهوتية كبيرة فى الكتابة وهو الذى ملك ناصية الادب الروسى والثقافة الفرنسية والذوق اللاهوتى الابائى الرفيع وصنع منها ليتورجية كونية  ولكنه أبدع فى القليل الذى كتب وفى المحاضرات والجولات الكثيرة حول العالم ’ ونجح نجاحا منقطع النتظير فى التمييز بين الغث والثمين فى التراث الثقافى الكونى السائد فى فرنسا وروسيا وامريكا .شغل منصب نائب رئيس قسم الشباب فى مجلس الكنائس العالمى ’ وشارك فى قسم (الايمان والعقيدة ) فى نفس المجلس ’ القى محاضرات كاستاذ زائر فى جامعة كولومبيا ’ ربما القى محاضرة على الاباء فى دير الانبا مقار اثناء زيارته للدير ولقائه الاب متى المسكين  التى سبق وذكرناها وعلى ما اذكر لم يقوم أحد بدعوته لالقاء محاضرة فى الكلية الاكليريكية بالقاهرة حتى بعد لقائه بقداسة البابا شنودة ’ لا اذكر ان كان قد القى محاضرة فى مركز الدراسات الذى لم يكن قد تأسس بعد ولم نكن قد وجدنا بعثات للدراسة (عام 1977 بينما اول مبعوث من مركز الدراسات وهو مترجم هذه السطور  خرج فى عام  1980 ) ولكنى أذكر اننا جلسنا اليه نتتلمذ ونتعزى ونحدق فى النور الاتى من فوق والمنسكب على وجهه ’ ومع صمت الاب الدكتور نصحى التقليدى  كنت أكثر من شاغب فى الحديث مع الاب شميمان.هو وقبل كل شئ كاهن أحب الكنيسة جسد المسيح الممتد فى التاريخ والكون وكرس نفسه بصدق لها فصادقته وأئتمنته على سرائرها الليتورجية ولاهوتها  .كان له دور فى الثورة الروحية –الثقافية الروسية حينما كان يوجه عظات نارية باللغة الروسية عبر (راديوا الحرية ) يخاطب المسيحيين المهمشين والمضطهدين من قبل النظام الشيوعى فى بلاده .شكلت هذه العظات نفس حياة جديد فى قلب روسيا المستعبدة وخطوة نحو التجديد والثورة اللاهوتية .قاوم تيار التعصب الأعمى  للقومية الروسية ’ ولولا وجوده فى امريكا لكان قد دفع الثمن غاليا  نتيجة مواقفه الحرة والمتحررة والمحررة. لتكن ذكراه أبدية فى أحضان الكنيسة المنتصرة ’ الكنيسة التى تنشأ من القرابين الالهية ’ والاسقف يجئ ويتكون من القرابين والكنيسة فى الاسقف وهو فيها .والكنيسة الجامعة محققة فى الكنيسة المحلية .بروزه وفاعليته واستقطابه تلاميذ كثيرين لم يفقده شيئا من بساطته أو من احساسه أن الكأس الالهية هى كل حياتنا. لم يسكره شئ من النجاح ’ وجه الأب تجلى له فيما كان يعانى مرضه الأخير محجة الحب( سيادة المطران خضر-المرجع السابق).



  

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire