jeudi 7 avril 2016

فضل مصر على الكتاب المقدس الاب الدكتور اثناسيوس اسحق حنين



فضل مصر على الكتاب المقدس
رؤية لاهوتية ’ تاريخية ’ كتابية للعلاقة بين تراث مصر والشعب العبرانى
دار نشر بيار باريس 2008
C,est que la Bible doit a L,Egypte
Preface de Thomas Romer
Paris - 2008
تقديم الاب الدكتور اثناسيوس حنين
دكتوراة فى تاريخ العلاقة بين التراث المصرى القديم والمسيحية الناشئة -كلية الاداب – جامعة ليموج -فرنسا

بادئ ذى بدء يجب التأكيد على أحد ثوابت الهرمونوطيقا المسيحية وهى أن المسيحيين لا يؤمنون بالتنزيل الكتابى بل يؤمنوا بأن كتابهم المقدس هو رسالة سلام بين الشعوب وخلاص للانسان وقداسة للمؤمنين موحى بها من الله ’ وكتبها أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس وقد كتبه اناس الله فى ثقافتهم المحلية ومن خلال تراثهم وانجازاتهم واخفاقاتهم ’ وقد نجحوا فى تحويل هذه الثقافة المحلية الى رؤية كونية. الأمر الثانى أن هذه الدراسة تنطلق من منطلق لاهوتى وثقافى كونى وليس لها علاقة بالرواسب السياسية والصراعات المعاصرة ’ هى رؤية وجودية ماضوية وحاضرة ومستقبلية .
نقدر أن نقول من هذا المنطلق أن التراث المصرى ومصر والمصريون قد لعبوا دورا عظيما فى كتابة الكتاب المقدس ’ سواء كان الكتاب المقدس هو التوراة العبرانية أو الانجيل المسيحى. يكفى أن نقول أن اسم مصر قد ورد فقط فى أسفار موسى الخمس أكثر من مائتين مرة. يلاحظ الدارسون لتاريخ الكتاب المقدس والحضارت التى شاركت فى تكوينه ’ يلاحظ ’ نقول ’ أنه فى الأونة الأخيرة ’ أى منذ الظهور السياسى والعسكرى لاسرائيل ’ أن الخطاب السياسى الانفعالى والمتشنج قد همش الرؤية اللاهوتية الهادئة ’ بل وحل محلها . الدليل على غلبة السياسة على اللاهوت ما رأيناه حينما قرر أحد قيادات المسيحية الشرقية البارزين ’ قرر أن يمنع المسيحيين من زيارة أورشليم – القدس بسبب الصراع العسكرى –السياسى بين مصر واسرائيل. كما نرى الكثيرون من الرموز الدينية المسيحية الشرقية وقد سيسوا اللاهوت ولهوتوا السياسة وتحولوا من انبياء ورسل الى قادة ميليشيات مسلحة بالفكر المتعصب والطائفى والمتشنج مما يهدد بشكل حقسيقى الوجود المسيحى فى الشرق وفى نظرنا ان هذا هو الخطر الحقيقى على المسيحيين فى الرشق وهو التهجير الثقافى والتغريب الحضارى . بسبب من هذا الخلط الغير العلمى والغير التاريخى والغير اللاهوتى بين السياسة والدين ’ قررنا أن نقدم هذه الدراسة التى يتم فيها وربما لاول مرة باللغة العربية ’ تحرير تنقية الالفاظ من ركام السياسة وضغائن الماضى وأعادة تعميدها فى تاريخ اللاهوت ولاهوت التاريخ بالروح والحق ’ نقدم هذه الدراسة عربون حب وتقدير لكل المصريين الذين يجاهدون اليوم لاعادة صياغة تاريخهم ’ كل تاريخهم ’ تاريخهم الذى لم يعود المصريون يقبلوه قدرا منزلا تنزيلا ’ بل يحاولون اعادة قرائته قرأة رصينة ونقدية علمية ومستقبلية منفتحين على الجميع وباذلين الجهد لاستعياب الجميع .
1 – لقد أخرجنا الرب من أرض مصر
“Le Seigneur nous a fait sortir d,Egypte “
يعتبر الكتاب المقدس العبرانى أى العهد القديم عند المسيحيين ’ أن خروج اسرائيل من مصر هو أساس من الأسس التى قامت عليها مسيرة الأمة العبرانية "أنا الرب ألهك الذى أخرجك من أرض مصر من بيت العبودية ’ لا يكن لك ألهة أخرى أمامى "(خروج 20 : 2 -3 ). لقد شكل الحروج من مصر بداية الوصايا العشر قانوزن الايمان والذى وحد حوله طوائف الشعب العبرانى (لم يكن عبرانيا بالمعنى العرقى والاثنى !) بقسميه العلمانى والكهنوتى والتى قامت بكتابة الاسفار الخمس اثناء الحقبة الفارسية اى اربعمئة سنة قبل الميلاد. لقد تم سرد هذا الخروج من مصر بقيادة موسى وبالتفصيل فى القسم الاول من كتاب الخروج (1-15 ).هنا يبدوا بداية تاريخ العلاقة بين يهوة واسرائيل القديم ’ تلك العلاقة التى انتزعت الاسرائيليين من سلطان فرعون مصر لكى ما يخدموا الله الحى. لقد تحول العبرانيون من خدام لملك مصر الى خدام للرب الاله. ان التأكيد على أن " الرب قد أخرجنا من مصر " ليس هو صيغة مبالغة بل هو أساس الكتاب المقدس كله.
ليس من السهل علميا تتبع قصة الخروج من مصر ’ ولكن يمكن وضعها فى عصر تأسيس مملكة اسرائيل "مملكة الشمال" ’ لأنه حينما قام الملك يربعام بتأسيس هيكل دان وبيت أيل وهما رموز ليهوة ’ صار هناك يقين شعبى أنهما يمثلان الاله الذى أخرج اسرائيل من مصر (الملوك الاول 12 ’28 – 29 ). والى هنا ’ لم يكن قد ارتبط اسم موسى بتاريخ الخروج
’ اذ هناك الكثير من النصوص الكتابية القديمة والتى تذكر الخروج من مصر وتنسب الخروج لاله اسرائيل بدون ذكر موسى !
2 – مصر وبدايات اسرائيل :
تتبع أثار الذاكرة الجمعية
L,Egypte et les Origines d,Israel
Des “traces de memoire “
بالرغم من أن حادثة الخروج من مصر تعود الى عصر الملوك ’ تظل مسألة المصادر التاريخية التى تشير الى الخروج ’ مسألة فى غاية الحساسية. لا يوجد مصدر مصرى واحد يشير الى حادثة الخروج كما يصورها السرد الكتابى. وحتى السرد الوارد فى كتاب الخروج ’ لا يعطينا أية معلومات تاريخية محددة. يصل الغموض الى درجة أن ملك مصر الذى يقف أمامه موسى وهارون لا نعرف اسمه. هذا لا يشير الى نقص تاريخى ’ بل الى قصد الكتاب المتألهى العقول فى أن يشيروا الى رموز حضارية وليس الى أفراد ’ ففرعون يمثل الحضارة المصرية ومجمع الهة المصريين (البانثيؤن) وموسى يمثل اله اسرائيل والذى يدعى ملك مصر أنه لا يعرفه ومع ذلك وفى نهاية المطاف ’ سوف يعترف بسموه .يقول لنا العلماء أن أول ذكر لاسم اسرائيل فى وثيقة مصرية قد تم العثور عليه فى عمود الفرعون مارينبتاح (حوالى 1220 قبل الميلاد) وهو يحتفل بانتصاره ضد سكان أحد القرى , يدل اسم اسرائيل فى هذه النقش على العمود مجموعة مستقلة من الناس مستقرة بين مدن كنعان. هل نخلص من هذا الى أنه لا يوجد أساس تاريخى لقصة الخروج من مصر ! نقدر ان نقول مع العالم المصرولوجى جان أسمان أن هذا التراث الخروجى محفور فى الذاكرة الجمعية . وهنا نحن أمام أـنجاز علمى كبير وهو اعتبار الذاكرة الجمعية للشعوب ’ بالطبع حينما تكون ذاكرة حية ’ مصدر للتاريخ . من بين الاحداث التاريخية التى تعتمد على ذاكرة الشعوب نجد قصة الهكسوس وهم السادة القادمين من بلد أجنبى وقد أحتلوا مصر لمدة قرن ولم يخرجوا منها الا بالقوة عام 1540 قبل الميلاد .السؤال هل هناك صلة ما بين ثورة الفرعون أخناتون التوحيدية (حوالى عام 1344 – 1328 ) والذى قضى على مجمع الالهة المصرى وأقام أتون كاله واحد ’ نقول هل هناك علاقة بين أخناتون وموسى ؟ هناك الكثير من الاختصاصيين ومن بينهم فرويد يرون أن موسى كان تلميذا لاخناتون وهناك من يظن انه هو هو اخناتون!. هذه الاراء لا اساس تاريخى علمى لها وهذا لا يمنع أن نرى مثل هذا الرأى عند الكاهن المصرى مانيثون فى نهاية القرن الرابع قبل الميلاد. أما عن موسى فليس هناك شك أن أسمه (المنتشل من أو المولود من ....) هو من اصل مصرى. لقد لعبت شخصية موسى دورا كبيرا فى ايقاظ الذاكرة الجمعية لشعب يهوه.ولقد أبدع أباء الكنيسة فى شرح شخصية موسى ودور كنوز مصر فى حياة الشعب العبرانى ونرى ذلك فى المرجع الهام (حياة موسى ) لاغريغوريوس النيصصى ة كما تناول اوريجينوس القضية فى شروحاته للاسفار الموسوية الخمس.
3 – الصلات والتبادلات والسيطرات
Contacts , Echanges et dominations

يؤكد العلماء أن التبادلات التجارية بين سكان وادى النيل وسكان الفرات تعود الى القرن الخامس قبل الميلاد. قام الملوك المصريون وبعد تأسيس المملكة المصرية بالاتجاه شمالا للسيطرة على مناطق النجوان فى الشمال ’ ولقد عثر العلماء فى نصوصن ونقوش تل العمارنة والتى تم اكتشافها فى القرن التاسع عشر بعد الميلاد وفى مدينة أخناتون وهى مكتوبة باللغة الأكادية ’ تقول لنا هذه النصوص أن المملكة المصرية كانت تحتل هذه البلاد الكنعانية والتى كانت تحتوى على الحمامات الفرعونية. يظهر من النقوش التاريخية أن مصر ’ خلال الالفية الثانية قبل الميلاد ’ سعت بكل قواها للسيطرة على بلاد الريتونو وهو الاسم المصرى الذى يسير الى فلسطين وسوريا .يمكننا الاشارة أيضا الى حكم رمسيس الثانى والذى ينسب بشكل غير صحيح الى فرعون الخروج من مصر والذى بعد موقعة قادش الشهيرة (عام 1275 ) ’ والذى يؤكد بشكل قاطع سيطرة مصر على الشريط السورى الفلسطينى. متى ظهرت العلاقات الكنعانية-اليهودية –الاسرائيلية - المصرية فى الكتاب المقدس ؟ ظهرت فى الالفية الاولى قبل الميلاد وفى الفترة التى اطلق عليها المصرولوجيون أى علماء المصريات ’فترة (الانحطاط ) وتذكر المصادر الكتابية الحملة التى قام بها شيسونق الاول ( عام 925) التى دفعت الملوك مثل يربعام والذى طلب اللجوء الى مصر.يظهر الأثر المصرى الكبير فى الايكونوجرافى فقد تمت انجازات فنية كبيرة فى العصر الملكى مثل الاسفنكس والخرطوش واللغة الهيروغليفية والعنخ ’هناك الكثير من الروايات الكتابية تشدد على الدالة بين المصريين والعبرانيين والتى وصلت الى صلة القرابة والزواج من نساء مصريات ’ ففى كتاب التكوين (16 ) نجد عبدة مصرية هاجر تحل محل سارة زوجة ابراهيم العاقر وتصير زوجة لابراهيم. يتزوج يوسف ابنة كاهن مصرى وسليمان الحكيم يصير صهر فرعون (الملوك الاول 3 :1 – 9 )ولقد سبب هذا التصاهر الأخير غنى تاريخى اذ جعل المؤرخون ينسبون سليمان الى (قصر العظماء). يلاحظ المؤرخون أنه ومن القرون الثامن والاسبع قبل الميلاد ’ أن الكثيرون من ملوك اسرائيل يترددون فى اللجوء الى الملوك أو الخضوع لسلطانهم ’ هل لابد من الخضوع لاشور أو لمصر؟ كان السؤال ! هناك الكثير من الكتب النبوية التى تندد بفكرة اللجوء الى حماية ملوك مصر ( هوشع ’ أرمياء ’ أشعياء’ حزقيال) . اللافت أن هذه النصوص النبوية لا تستعمل كمبرر لعدم اللجوء الى مصر’ حقيقة أن مصر كانت بمثابة أرض العبودية ’ ولكنها تؤكد وببساطة الى أن مصر غير قادرة على تقديم الحماية الكافية والأمان اللازم (...فى أرض شدة وضيقة منها اللبوة والاسد الافعى والثعبان السام الطيار يحملون على اكتاف الحمير ثروتهم وعلى اسنمة الجمال كنوزهم ..الى شعب لايسمع ’ فان مصر تعين باطلا وعبثا لذلك دعوتها رهب الجلوس )أشعياء 30 : 6 -7 . ان قانون الملك والوارد فى سفر التثنية الاصحاح السابع عشر والعدد السادس عشر يمنع على ملك يهوذا اللجوء الى خيول مصر
يعكس موقف المناهض لكل تحالف مع مصر. لقد حدث وبعد استيلاء البابليون على اورشليم عام 597 ’ ان قرر صدقيا التحالف مع مصر واللجوء الى فرعون مصر أبرييس مما أدى الى تدمير أورشليم ونهاية مملكة يهوذا عام 587 . لقد دفعت هذا الأزمة الى ظهور نصوص كتابية معادية لمصر وللمصريين كما نرى سفرى أرميا وحزقيال.
4 - الاستعارات الثقافية والأدبية
Emprunts culturels et litteraires
الابن الاصغر لهارون (فنحاس ) يحمل اسما مصريا (سفر العدد 25 :7 ) ومعناه الاسود أو النوبى. يجد الباحثون تقاربا كبيرا وتأثرا متبادلا بين سفر حكمة سليمان وخاصة الاصحاحات 22 و23 وتعاليم أمنحوتب الحكيم المصرى . ان الاداب التاريخية الديموطيقية فى نهاية الحقيبة الفارسية وبداية الحقبة الهيللينية تذكرنا كثيرا بالاداب الرؤية التى وردت فى سفر دانيال.
5 –مصر أرض اللجوء والكنوز
Egypte , terre d,accueil et de richesses
بالرغم من الصورة السلبية التى تقدمها بعض اسفار العهد القديم عن مصر وذلك فى تاريخ اسرائيل والذى يبدأ باحداث الخروج كما وردت من سفر الخروج والى السبى البابليونى ونزول بقية الشعب الى مصر كما ورد فى سفر الملوك الثانى الاصحاح 25 ’ نقول بالرغم من الصورة السبية عن مصر الا أن الكتاب المقدس يورد الكثير من الاحداث التى تؤكد أن مصر هى أرض الضيافة واللجوء. هناك نصوص مصرية تشهد عن استنقبال مصر لشعوب المنطقة فى حالات الحروب والمجاعات.تظهر هذه الثقافة المضيافة فى بداية قصة ابراهيم ويوسف (تكوين 12 :10 – 20 وتكوين 42 ). تصير مصر ايضا ارض لجوء فى حالة الكوارث مثل اعداء سليمان (املوك 11 ’ 17 ) ’ ويربعام (1ملوك 11 :40 ) الذين لجأوا الى ارض هربا من الموت. يشير سفر ارميا الى نفس الامور التى اشار اتليها يوربعام (ارميا 26 :20 -23 ).
وردت مصر ارض الضيافة ايضا فى العهد الجديد وفى بشارة متى والتى تتناول لجوء العائلة المقدسة الى مصر للهروب من ملاحقة هيرودوس.
يرتبط موضوع مصر كارض ضيافة بقضية أخرى لا تقل أهمية وهى قضية غنى مصر وتعدد مصادر ثروتها وهذا الموضوع يتغلغل فى ثنايا الكتاب المقدس برمته . نجد فى سفر التكوين (13 ’ 10 ) الاشارة الى خصوبة أرض مصر الفردوسية .(كجنة الرب كأرض مصر ) , هنا يعقد الوحى الالهى على لسان موسى النبى مقارنة بين ارض مصر وجنة الله عدن . لقد تذمر الشعب العبرانى فى البرية على أرض مصر وطعامها الغنى وخصب ارضها .(سفر العدد 11’ 10 ).هذا الى جانب أن كتاب العهد الجديد قد تناولوا غنى مصر مثلما ورد فى الرسالة الى العبرانيين (11 ’26 ).
6 – النزول الى مصر والمهاجرين المصريين ورواية يوسف
La descente en Egypte , la diaspora egyptienne et le roman de Joseph
لقد حدث وبعد خراب اورشليم على يد البابليين أن قسما من سكان اليهيودية قرر اللجوء الى مصر (2ملوك25 ’ أرميا 42 -44 ) . يقول ارميا النبى فى الصحاح 44 والاية 1 أن هناك جماعات يهودية قد استقرت فى بلاد مصرية فى شمال مصر مثل مجدل ودافنى وممفيس وفتتروس . لقد انتقد كتاب سفرى ارميا وحزقيال هذا اللجوء الى مصر بشكل عنيف والسبب أنهم يعتبرون أن المهجرين من بابليون هم اسرائيل الحقيقى. لعل الرؤية الواردة فى ارميا 46 :15 -16 عن ممفيس تشير الى الحملة على مصر التى قام بها الملك الفارسى قمبيز عام 525 قبل الميلاد . هناك الكثير من نصوص سفر حزقيال تتهم اليهود بالزنا الروحى فى اللجوء الى مصر (16 و 23 ). يتهم حزقيال (الاصحاح 20 ) اسرائيل بأنها قد فضلت عبادة الهة المصريين على وصايا اله اسرائيل. لقد امتدت هذه الحرب الى الجماعات اليهودية التى استقلت فى منطقة فيلة المصرية والتى يرد ذكرها فى النصوص الارامية. لقد عبد اولئك اليهود المهاجرون مع اله اسرائيل يهوة الهين أخرين أنات وأشيم على مثال الثالوث المصرى. لقد ظهر لززن من اليهودية المتمصرة وذلك بالرغم من النقد الشديد الذى وجهه لها انبياء العهد القديم. أهم مثال على هذه اليهودية المتمصرنة هو قصة يوسف والتى تعبر عن "المهاجرون الجدد" , تقدم قصة يوسف صورة ايجابية عن مصر , صار من الممكن أن يتفاهم يوسف وفرعون حول معنى العناية الالهية لأن الاثنان يعرفان يهوة الاله الكونى . يقدر الباحث أن يقرأ فى العلاقة بين يوسف وفرعون مثال على امكانية التعايش بين اليهود والمصريين. يمثل يوسف نموذج لمهاجر يهودى ناجح فى ارض مصر . لقد نجح يوسف فى الانماج فى الثقافة المصرية بالرغم من الصعوبات فى البداية وتزوج مصرية (أسنات) وهى بنت كاهن مصرى مشهور (تكوين 41 :50 -52 ).ان قصة هجرة يوسف تمثل نجاح الهجرة العبرانية الى مصر وتأسيس التيار اليهودى المصرى الثقافى والذى أغتنى بالحقبة الهيللينية والبشرية مديونة لهذا التعايش الحضارى بترجمة التوراة الى اليونانية فى القرن الثالث قبل الميلاد .

7 – الأمل فى المصالحة الحضارية لخير البشرية
L,espoir d,une reconciliation
بالرغم من أن جزء كبير من تاريخ الكتاب المقدس يقوم على تتبع الصراع بين مصر واسرائيل وأن مصر صارت قضية محورية فى الكثير من رؤى انبياء اسرائيل ’ الا أن قصة يوسف تقدم لنا الأمل على امكانية اختبار التعايش الحضارى والتكامل الثقافى فى منظومة التدبير اللاهوتى المشترك و لقد وصلت ايجابية بعض الرؤى النبوية العبرانية وخاصة فى الحقبة الهيللينية الى الاشارة الى امكانية ادماج مصر وشعبها وارضها فى خطة يهوة الخلاصية . أشعياء يرى أنت مصر سوف تصير شعب الرب على قدم المساواة مع اسرائيل "فى ذلك اليوم يكون مذبح للرب فى وسط أرض مصر وعمود للرب عند تخمها ..فيعرف الرب فى مصر ويعرف المصريون الرب فى ذلك اليوم ..." .
أن تحول مصر الى عبادة الرب الحقيقى فى العهد القديم ودورها فى صنع تراث البشرية الثقافى ’ سوف يعد البشرية للعبادة بالروح والحق ويفتح طريق العهد الجديد بكل عطاياه والتى تصدرت مصر وأرضها وأبائها وشعبها صفوف الشاهدين لها والمبشرين بها .
وهذا هو ما نرجوه من مصرنا الحبيبة حاليا.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire