jeudi 7 avril 2016

اعلان ميلانوا بين الماضى والحاضر 0313ميلادية -2013 ميلادية الأب أثناسيوس حنين- مطرانية بيرية –اليونان




اعلان ميلانوا بين الماضى والحاضر
0313ميلادية -2013 ميلادية
                            الأب أثناسيوس حنين- مطرانية بيرية –اليونان

ليس بانسان ولا عالم .....................من لا يعى التاريخ فى صدره
ومن درى أخبار قبله ..........................أضاف عمرا الى عمره
(ابن المقفع)

يحتفل العالم المسيحى عامة والارثوذكسى البيزنطى خاصة ’هذا العام 2013 بمرور الف وسبعمائة عاما على صدور اعلان ميلانو 313 م وسوف يكون مركز الاحتفالات فى بطريركية صربيا خلال الشهر الحالى وسوف يحضر ويتقدم الاحتفالات البطريرك المسكونى كيريوس كيريوس بارثوليمأوس وبطاركة الكراسى الرسولية اورشليم والاسكندرية وانطاكية وروسيا واليونان وقبرص وممثلون عن الكنائس الغير الخلقيدونية(الارمنية والحبشية والقبطية والهندية) والكنيسة الكاثوليكية والبروتستاتنتية ورؤساء دول وسفراء ’ هذا وقد اعتذر بطريرك صربيا ايرينيؤس عن عدم قدرة صربيا على تأمين حماية كافية لبابا روما خوفا على حياته من رد فعل الشعب الصربى على الجرائم التى ارتكبتها البابوية فى حق الصرب أثناء الحرب العالمية الثانية وليس ذلك فقط يل يرى قطاع كبير من الشعب الصربى الارثوذكسى أن الفاتيكان لعب دورا كبيرا فى تفكيك يوغوسلافيا وصربيا أثناء العمليات العسكرية عام 1990-1998 . ذاكرة الشعوب الحية لا تسقط بالتقادم وخلط الدين بالسياسة لا يمضى بلا قصاص !!!.سيتم خلال الاحتفلات تدشين كنائس على اسم الملك قنسطنطين ويوجد فعلا باليونان الكثير من الكنائس .
لقد حفظ لنا المؤرخ يوسيبيوس القيصرى ولاكتانس نص خطاب أرسله الامبراطوران قنسطنطين الأول وليسينسيوس وذلك عام 313 والرسالة موجهة الى حكام الأقاليم ’ وكان الملكان قد التقيا فى ميلانو بعد انتصار قنسطنطين على ماكسنس المغتصب والرسالة نص هام يعترف بحق المسيحيين فى حرية ممارسة العبادة حسب شريعتهم وهو خطوة متقدمة أكثر من اعلان غاليريوس عام 311 والذى اقتصر فقط على توقف الملاحقات الأمنية ضد المسيحيين وذلك لاسباب انسانية(رأفة بهم ) وسياسية(مصالح البلاد العليا !!!) . النص القنسطنطينى يعلن ايضا اعادة أملاك المسيحيين التى تمت مصادرتها وهذا يعنى الاعتراف يالكيان المسيحى قانونيا (راجع القاموس الموسوعى للمسيحية الاولى –جزء 1 ة باريس 1990 ص 771 ). ويرى النقاد المعاصرون أن الأمر لا يرقى الى أعلان رسمى بل هى مبادرة شخصية من الامبراطور قنسطنطين ’ ويرى البعض الأخر ’ ونحن نشاركهم ةهذا الرأى ’ أن قنسطنطين لم يتخذ هذه الخطوة عطفا على المسيحيين أو نتيجة اعلان سماوى مبهم بلا تاريخ(لا ننسى دور الأم أيلينى فى تحول مشاعر الابن الى المسيحية) ’ بل وهذا هو العامل الأهم أن الملك شعر أن المسيحيين صاروا قوة لاهوتية - ثقافية وروحية واجتماعية لا يستهان بها وان الملاحقات الأمنية لم تزيدهم الا عمقا روحيا ورؤية سياسية وفكرا لاهوتيا ونضوجا ثقافيا ’ الى جانب الانتشار السريع للبشارة المسيحية (خير وسيلة للدفاع هو لاهوت البشارة وبشارة اللاهوت ) ’والانتصار الكبير الذى حققه اللاهوتيون المسيحيون فى مجال الحوارات مع الفلاسفة الهيللينيين الثقافة (استضافة الحاكم الحوارات اللاهوتية والثقافية تراث بيزنطى قديم أخذ به بعض الحكام العرب شكلا وليس موضوعا ) هذا كله جعل الملك يدرك أن قوة المسحيين هى قوة للدولة وأن وحدة الكنيسة أساسية لوحدة الامبراطورية .الدرس هنا كبير وهو أن حقوق المسيحيين لا تؤخذ بالندب والبكاء على حوائط مبكى هيئات حقوق الانسان ولا بممالاة الحكام وتملقهم بل أن الحقوق تغتصب مثلها مثل الملكوت بالعلم واللاهوت والسجود لله وحده بالروح والحق والحضور الفاعل فى الواقع اليومى ’ هذا كله يفسر لماذا قام الملك باحتضان أول مجمع مسكونى فى تاريخ المسيحية.لقد لقب الاسقف يوسابيوس القيصرى الملك بأنه رسول العناية الالهية (والاسقف من الخارج) ولقد تم عقد المجمع فى نيقية فى الساحة الوسطى من القصر الملكى (راجع الشرع الكنسى –منشورات النور-بيروت 1985 ص 40 )’ ومن يقرأ وصف المورخين لكيفية استقبال الامبراطور للاساقفة والكهنة العلماء والرهبان والشمامسة وكيف كان ينحنى ويقبل أعضاء الاساقفة المقطوعة بسبب الاضطهاد ومنهم بفتوتيوس الطيبى(صعيد مصر) وأسبريدون العجائبى ويعقوب ومكسيموس الذين ازدانوا بالمواهب الرسولية واحتمال العذابات التى ارتقت الى عذابات الشهداء ’ نقول من يقرأ هذا كله سوف يدرك معنى أن يكون الاساقفة والكهنة لاهوتيين واللاهوتيون اساقفة . يجدر الاشارة الى أن الملك قنسطنطين لم يتحول الى المسيحية تحولا جذريا والدليل انه قد قبل المعمودية فى شهر مايو عام 337 أى قبل موته بزمن قليل ولقد تمت المعمودية على يد اسقف ذو ميول أريوسية.
هذا ما حدث مع قسنطنطين الاول الذى كان يعبد الشمس ثم وجد نفسه ينتصر انتصارات كبيرة فى الحروب لم يتوقعها ويعود ذلك الى تقوى وايمان اوصلاة مه (هيلانة ) التى صلت له فرأى الرؤية التى هى علامة المسيحيين اى الصليب ومن ثم شعر بالعرفان لاله المسيحيين الواحد الذى لم يكن يعرفه جيدا ويجب ان نلاحظ ان قسنطنطين لم يعطف على المسيحيين من شفقة شخصية بل لقد وجد أنهم صاروا قوة روحية صامدة لا يستهان بها وصمدوا امام كل محاولات التصفية اللاهوتية والجسدية ونعرف من ايام بولس الرسول انه كان يوجد موم...نين فى البلاط الملكى (بيت قيصر رسالة فيليبى) وهذا الوجود نما الى ان صار فى الجيش الرومانى قيادات كبرى وكثيرة لا تخفى ايمانها المسيحى ونعرف ذلك من سير الشهداء الضباط مارجرجس وغيره ’ من هنا جأ اعلان ميلانوا 313 وهناك من المؤرخين من يرى انه لم يكن اعلانا رسميا بل قرار شخصى من الملك واعلن التسامح مع الممارسات الدينية السائدة اى التسامح الدينى ولم يعلن المسيحية ديانة رسمية وهنا بدأ اهتمام الملك بالامور اللاهوتيية لانه لاحظ انها تؤثر على وحدة الامبراطورية ومن ناجية اخرى اعطى السلام الجديد الفرصة لظهور لون اخر من الاضطهادات وهو اضطهاد الهراطقة المسيحيين بالاسم للكنيسة ومن هنا ظهر اريوس وكان شخصية قوية ومن الثابت تاريخيا ان قسطنطين لم يكن يعرف الارثوذكسية اوكان له ميول اريوسية لم لا وهناك الكثير من الاساقفة انحازو لاريوس حتى بعد مجمع نيقة 325 قام الملك بعمل تنظيمات كثيرة على المستوى الادارى والسياسى ظهرت فوائده فى وحدة الكنيسة المسيحية وحينما دعا الى مجمع نيقية لم يكن الهاجس لاهوتيا بل سياسيا تنظيما وهنا يشرح لنا يوسابيوس القيصرى كيف تأثر الملك لمنظر الاساقفة الاتقياء فى المجمع وسخر كل امكانيات الدولة لتسهيل انتقال الاساقفة ولاول مرة بعد توقف القتل والذبح والارهاب الوثنى والحكومى زتأمد الملك ان التوحيد اللاهوتى للكنيسة هو قصد سماوى لتوحيد الامبراطورية تحت قيادته وقدم له الاسقف يوسابيوس التبرير اللاهوتى لهذا التوحيد حينما اعتبره (اسقف من خارج ) اى ان العناية الالهية ارسلته ليدير الكنيسة من الخارج والثابت انت قسنطين لم يتدخل فى الحوارات اللاهوتية لانه كان يثق فى الاساقفة ولانه لا يعرفها ولهذا كان بتأرحج بيت الارثوذكسية والاريوسية وهذا يفسر مواقفه من الابا ء الكبار مثل اثناسيوس الاباطرة كانوا يسمعون لبطانة الاريوسيين فى البلاط ’ هذا جعل الكنيسة تحتفى به ليس لانه لاهوتى اسس الايمان بل لانها رات ان الغناية الالهية ظهرت فيه وانتهى الاضطهاد وخرجت الكنيسة من تحت الارض الملم قسنكينوس تعمد فى 337 على يد اسقف له ميول اريوسية هذا لا يلغى تحوله للمسيحية فى ظروفها الصعبة حتى على الاساقفة واللاهوتيين ولا يلغى تكريم الكنيسة له ولامه خاصة واما عن ثيودسيسو فهو الذى انهى الوجود الوثنى فى المملكة فى روما وفى مصر عام 391 وقد القى خطاب التأبين امبروسيوس هذه لمحة تاريخية والتاريخ الأنى فى اللاهوت هو اساس اللاهوت الأتى حينما يأتى العريس ولكن الى أن يأتى العريس علينا بقرأة علامات الزمان الحاضر ووضع زيت التقوى والعلم والسجود والقرأة والحب فى مصابيحنا و رفع الصوت ضد الظلم اى ظلم وتحقيق وحدة الكنيسة الجامعة لان العرس الاخير يتم حينما يتم تزيين العروس التى هى الكنيسة حسده ونحن اعضاء من لحمه ومن عظامه أمين تعال ايها الرب يسوع ماران أثا الرب يبارك الجميع وارئكم وصلاتكم تغنينا وتنقى توبتنا العلمية والروحية واللاهوتةي لنأتى بثمر أكثر معا


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire