jeudi 7 avril 2016

رسالة الكاهن فى عالمنا المعاصر الاب الدكتور اثناسيوس اسحق حنين




رسالة الكاهن فى عالمنا المعاصر------
رسالة الكاهن فى عالمنا المعاصر الاب الدكتور اثناسيوس اسحق حنين

الاب الدكتور اثناسيوس اسحق حنين
يتسأل الكثيرون فى هذه الايام عن دور ورسالة الكاهن فى المجتمع المعاصر ولا يأتى هذا السؤال فقط من (الذين هم من خارج) بل ايضا يأتى (من أهل البيت بيت الله) فنقراء ونسمع فى الخطاب المسيحى الشرقى حوارات وندوات وتساؤلات تحاول ان تسبر غور رسالة الكاهن ولقد وصلت هذه التساؤلات الى المجتمع القبطى المعروف كجزء من المجتمع المصرى بصمته وصبره على البلايا وعدم حبه او مقدرته او تعوده على فحص الامور بطريقة روحية علمية لاهوتية نقدية فاحصة خو فا من العثرة وكلام الناس وحرصا على عدم الدينونة ! نقول نرى هذا المجتمع المحافظ يرسل كما من الاسئلة الى قداسة الباب شنودة فى الاجتماع الشعبى الكبير فى القاهرة وحتى فى اجتماع الكهنة السنوى فى كرمة العذراء فى بوسطن بالولايات المتحدة الامريكية الكل يسأل والجميع يتسأل بقلق كبير عن دور الكاهن وكيفية اختياره ومستوى تعليمه ودرجته ثقافته ودرايته بألايمان المسلم مرة وهل يجب ان يكون اكليريكيا محترفا ام علمانيا هاويا وهل بدأ الانسان المسيحى يشك فى مقولة ان العلم ينفخ لانها تخفى ورائها هروبا من التعب والعرق والسهر الروحى والعلمى او الخوف من كثرة العلم لانها تؤدى الى الهرطقة او الهذيان ولم يقتصر الامر على التساؤل عن شخصية الكاهن بل ووصل التساؤل الى زوجة الكاهن ومدى ما يجب ان تتمتع به من خصال لكى تكون هى وزوجها على مستوى الدعوة التى دعوا اليها اذا مطلب تقييم دور الكاهن ورسالته مطلب شعبى وفتحت الكتاب المقدس فوجدت نفسى وانا وسط هذه الهواجس الروحية واللاهوتية والشخصية فى ان واحد امام تعزيات روحية كبيرة من كلام الله فوجدت الرب يهتم بأنهاء مأساة سبى شعبه ويحرك قلب الملك الوثنى كورش ويشجع عزرا الكاهن وما اروع عزرا الكاهن حينما يربط بحذق روحانى كبير بين دور السلطة السماوية والسلطة الزمنية اى بين يد الله والواقع السياسى الاجتماعى فى فك سبى الشعب وعودته الى كرامة اورشليم الاولى (أعطانى الملك حسب يد الهى الصالحة المرضية على )عزرا7 :6 الجدير بالذكر ان عزرا ونحميا هما قيادة الشعب الى فترة تجديد روحى بعد سبى طويل وهما مؤسسى حركة اصلاح كبيرة ولا يمكن لاى جماعة تحيا فى الحق ان لا تشعر انها دائما فى حاجة الى اصلاح
ولكن التأملات الروحية نافعة للبنيان الشخصى ولا تكفى لتناول قضايا على هذه الدرجة من الخطورة والاهمية مثل دور الكاهن فى المجتمع وليس اى مجتمع بل المجتمع المعاصر ! ولهذا لابد من طلب العلم وأستمطار رحمة اللاهوت واستجواب التاريخ وبينما شغلنى هذا الموضوع ارسل لى الرب كتابا هاما ورائعا فى حينه الحسن وهذا الاختبار مع الكتب ادعوا لكل قارئ ان يذوقه ومن ذاقه ان يعطى ويزاد لاننا لا نبحث عن كثرة الكتب التى تؤدى الى الهذيان بل نقبل كل كتاب كعطية من روح الله اصل ومصدر كل كتاب وهذا الكتاب هو تجميع لاعمال واوراق المؤتمر اللاهوتى الرعائى الذى دعت اليه اللجنة المجمعية لشئون العبادة والعمل الرعوى فى الكنيسة الارثوذكسية اليونانية والتى يرأسها احد المطارنة الشيوخ الاتقياء والعلماء ويعاونه مجلس من الكهنة ومجموعة من اللاهوتيين الاكاديميين والاساتذة كمستشارين ولقد تم عقد اللقاء فى المركز الارثوذكسى للعلاقات المسكونية بدير بندلى بضواحى أثينا فى بتاريخ 11 يونيو 2009 وصدر الكتاب باوراق وابحاث اللقاء فى 2010 ويحمل الكتاب نفس عنوان اللقاء وهو باليونانية
Η Απόστολη του Ιερέως στόν Συγρόνο Κόσμο
أى رسالة أو رسولية الكاهن فى العالم المعاصر ويقع الكتاب فى 222 صفحة من القطع المتوسط وتزينه على الغلاف الخارجى ايقونة (وليست صورة) لباقة من الاباء القديسين والعلماء فى مختلف درجات الكهنوت ولا يفوتنا ان نقول ان هذه المؤتمرات لا تعقد بالصدفة ولا حسب الظروف بل هى برنامج علمى لاهوتى روحى يقوم على اعداده باقة منتقاة من الاساتذة الجامعيين والعلماء واللاهوتيين ومنهم من طغمة الكهنوت والدليل ان هذا الكتاب هو رقم 23 فى سلسلة المؤتمرات العلمية هذه وهذا يؤكد ان كنيسة بحجم الكنيسة اليونانية وعلمها وتجذرها فى علوم وتراث ولغة الاباء واكاديمياتها اللاهوتية الذائعة الصيت تشعر انها فى حاجة الى وقفة اصلاحية مع دور الكاهن فى عالم اليوم فمبارك الاصلاح الاتى بأسم الرب
نأتى الى لب القضية وهى دور ورسالة الكاهن اليوم ببساطة شديدة وفى الكتاب المقدس وعند علماء المسيحية الاولى لا تعنى البساطة السذاجة او العشوائية بل وحدانية القلب والعقل فى المحبة ومعرفة ومخافة الله بتواضع كبير ودموع وتضرعات للقادر ان يخلصنا من الموت الروحى وهلاك عدم المعرفة
أستهل اللقاء كالعادة رئيس اساقفة اثينا وسائر اليونان ايرونيموس بكلمة فاضت حبا ورعاية وحشد فيها اقوال الاباء من ايرينيؤس اسقف ليون فى القرن الثانى الى يوحنا الدمشقى فى القرن الثامن وأغريغوريوس بلاماس فى القرن الرابع عشر وتمركزت حول عمل الروح القدس فبدون الروح لا يمكن ان نختبر الخلاص وما الجحيم فى اعماقه الا الغربة الكاملة عن الروح القدس (ص 11-15 ) ثم القى المطران نقولاؤس محاضرة قدم فيها لاهم مناحى البحث فى القضية المطروحة ولاحظ انه دائما ما ارتبطت رسالة الكهنوت بمصاعب داخلية وخارجية واستشهد بتأكيد الرب للرسل (ها أنا أرسلكم كحملان وسط ذئاب )متى 10 :16 وفى موضع أخر أكد أنه (فى العالم سيكون لكم ضيق ولكن ثقوا انا قد غلبت العالم )يو 16 :33 وانتقل الى الجديث عن عالم اليوم الذى يتميز بالتطور السريع والثورى فى كل مناحى الحياة ووصف العصر بانه عصر تغير القيم وغياب المثل الاعلى فشهادة الكاهن ترقى الى رسالة الشهيد(الشهيد والشهادة كلمة واحدة فى لغة الكتاب المقدس والاباء) Μαρτήρ ولاحظ ان الكاهن اليونانى امام تحديات اهمها حفظ الايمان الرسولى والتمسك باللغة الأم اى اليونانية القديمة أمام محاولات تبسيطها حتى الضياع وبعث الثقافة والحضارة اليونانية على المستوى القومى بل وعلى المستوى الاوربى ويجب ان نذكر ان دخول اليونان كعضو فى الاتحاد الاوربى وتربص التراك بهذه الصرح المسيحى يضيف ابعادا سياسية كبيرة على دور الكاهن اليونانى المعاصر وقدم نقاط كثيرة للبحث منها التدقيق فى اختيار المرشحين للكهنوت والاهتمام بكنيسة المناطق الصغيرة والتدقيق فى اختيار زوجات الكهنة وأهمية الدعم المادى للكاهن حتى يقوم بعمله بثقة وعفة وأقترح تخصيص جزء من موارد اوقاف الكنيسة لدعم الكهنة(يجب التنويه ان الكاهن اليونانى تعوله الدولة حسب اتفاق قديم تنازلت فبه الكنيسة للدولة منذ الاستقلال 1821 عن جزء من اوقافها على ان تقوم الدولة برعاية الكهنة وهذا وضع خاص باليونان) وختم المحاضرة بالتأكيد على أن الكنيسة الارثوذكسية لا يعوزها من الخيرات ولكن ينقصها الرعاة (الجادين) والسائرين فى مبادئ الاباء ولكن ستظل الكنيسة كنيسة المسيح وهو الذى يرعاها
وتلاه المطران أفثيميوس(معناه القصد الحسن والنية الطيبة ) فى محاضرة تحمل نفس عنوان اللقاء وقدم مقارنة تاريخية لاهوتية بين كهنوت العهد الجديد وكهنوت العهد الجديد ولاحظ ان عمل اسرائيل هو عمل طقوسى
Τελετουργικό
بينما الكهنوت فى العهد الجديد
ٍٍΣυμμετοχικό
ولقد خصص العهد القديم سفرا كاملا للحديث بالتفصيل عن الكهنوت وهو (اللاويين) وخصص فصولا لاختيار الكهنة من ناحية ومن ناحية اخرى عملهم الطقوسى وهو ذبح الحيوانات وتقديم الذبائح (الاصحاح الثامن) وأما فى العهد الجديد فحدث التغيير الكبير والتجديد الشامل لان السيد والرب يسوع المسيح صار نفسه رئيس كهنة الى الابد على طفس ملكى صادق(فلذلك اذ اراد الله أن يظهر أكثر عدم تغير قضائه توسط بقسم حتى بأمرين عديمى التغيرلا يمكن ان يكذب الله فيهما تكون لنا تعزية نحن الذين التجأنا لنمسك بالرجاء الموضوع أمامنا الذى هو لنا كمرساة للنفس مؤتمنة وثايتة تدخل الى داخل الحجاب حيث دخل يسوع كسابق لاجلنا صائرا على رتبة ملكى صادق رئيس كهنة الى الابد)عب 6 :18 -20 ويسوع (ليس له اضطرار كل يوم مثل رؤساء الكهنة ان يقدم ذبائح أولا عن نفسه ثم عن خطايا الشعب لانه فعل هذا مرة واحدة اذ قدم نفسه )عب 7 : 27 (قدم نفسه مرة واحدة فوجد لنا فدأ ابديا ) ويصل الباحث الى النتيجة الهامة وهى ان كهنوت وذبيحة المسيح انهت واكملت فى ان واحد الكهنوت اللاوى ولهذا فالكهنوت المسيحى لا يقتصر على الطقوس لان الطقوس بدون لاهوت ارتداد الى عبادة الاوثان وطقوس الديانات الوثنية القديمة فالحقيقة هى ان الكاهن المسيحى لا يكهن بنفسه ولكن يقود الجماعة المسيحية بينما الرب (ككاهن الى الابدى ) يكهن سرا لانه هو اى المسيح هو المقدم والمقدم وهو القابل القرابين والعاطى للذبيحة الابدية والعبادة حسب قول الاباء
(Προσφέρων καί προσφερόμενος ,προσδχόμενος καί διαδιδόμενος )
فالكهنوت المسيحى بهذا المعنى ليس كهنوت (طقوسى وظائفى ) مثل الكهنوت اللاوى ولكنه وبالدرجة الاولى شركة حب
Δέν είναι τελετουργική άλλά συμμετοχική
بمعنى ان الكهنة و المؤمنين يشتركون فى سر الافخارستيا الالهية والتى يتممها المسيح نفسه ومن ناحية أخرى يكرس المسيح دورا كهنوتيا جديدا وهو دور الراعى
(Τό ρόλο τού Ποιμένος )
وهو هو نفسه جسد نمط جديد للراعى الصالح المسيحى (يو 10 : 16 )وقد انتشر هذا النمط الرعوى خلال الثلاثمائة سنة الاولى من عمر الكنيسة المسيحية وذهبوا يبشرون بروح الراعى الصالح ليس فقط فى اورشليم بل الى العالم أجمع(مر16 : 15 ) ثم ينتقل المطران بعد هذا الشرح الكتابى اللاهوتى لتاريخ الكهنوت الى اعطاء اهم معالم العصر وهى:
1 –ارتفاع مستوى الناس الثقافى والمعرفى
2 –ارتفاع المستوى الاجتماعى والحضارى
3 –ظهور الحوار كمبدأ حضارى ومظهر راقى للتعايش
4 –نمو وازدهار علوم اللاهوت الارثوذكسى
4 -أعادة أكتشاف اصالة التراث الابائى الارثوذكسى
5 – التقدم الكبير فى مجال دراسات التراث الليتورجى والهاجيوجرافى
6 – نهاية عصر المجتمعات الموحدة ثقافيا او دينيا وتعدد ثقافات المجتمع الواحد بفضل الهجرة الداخلية من الريف الى الحضر او الخارجية
7 -سيادة العولمة والعلمانية على السلوك الانسانى المعاصر
8 –نهاية الحياة فى شكلها الاجتماعى التقليدى وسيادة الاستقلالية والفردية والثقة بالنفس
ثم ختم بضرورة البحث عن الكاهن الذى يكون على مستوى هذه الاحداث وهذه الدعوة
وجاء دور الاكاديميين فقدم البروفسور يوأنس سكيا دارسى بحثا عن نماذج تحتذى من الخدمة الكهنوتية فى سفر رؤيا يوحنا وركز على الاصحاحين الثانى والثالث اى على السبعة الرسائل الى السبع الكنائس ويعتبر الباحث ان السبع الكناس هى نماذج للخدمة ويحظى اثنان منه بالقبول والمدح بينما الخمس الاخرين يختلط مدحهم بالعتاب والنقد واول ملاحظة ان الرؤيا لا تتكلم فقط عن شخص مسئول او راع بمفرده ولكن الرسائل موجهة الى كل الجماعة المؤمنة بما فيهم الرعاة والدليل ان يوحنا قى الرسائل يتكلم مرة بصيغة المخاطب المفرد ومرة بالمخاطب الجمع والدليل الاخر هو اعلانه لكهنوت المؤمنين (وجعلنا ملوكا وكهنة لله أبيه له المجد والسلطان الى ابد الابدين أمين) رؤ1 :6 وهذؤه الحقيقة شائعة فى العهد القديم(خر 19 : 6 و23 :22 واشعياء 61 : 6 )وفى العهد الجديد الى جانب الرؤيا جأت على يد بطرس (كونوا انت ايضا مبنيين كحجارة حية بيتا روحيا كهنوتا مقدسا لتقديم ذبائح روحية مقبولة عند الله بيسوع المسيح)1بط 2 :5 وما الفتور واللامبالاة التى اصابت الشعب فى الكنائس التقليدية وانكفاء الشعب واكتفائه على الفرجة على الطقس الا نتيجية عدم التعليم بكهنوت المؤمنين الذى يعطى لكهنوت الاكليروس بهائه وقوته ومعناه ونلاحظ فى الرسائل ان الوحى يكلم الراعى والرعية بنفس الكلام وهذه هو مفهوم العهد الجديد للكهنوت وعلاقته بالشعب
نموذج الكهنوت فى جماعة أفسس رؤ 2 :1-7
هذا النموذج يحوى الكثير من الايجابيات فالكنيسة فى أفسس تتميز بايمانها وسط الشكوك والمشككين وهى تعمل عملا رسوليا وتضطهد وتصبر وهى لديها معايير للتمييز بين الاصيل والخسيس وعلى هذه المعايير ترفض المعلمين الكذب الذين يشكون فى تجسد المسيح والانبياء الكذبة الذين يبحثون عن مصالحهم ويحققون مطامعهم وسط الجماعة ولكن خسرت الجماعة المحبة(رؤ2 :4 )
نموذج كنيسة برغاموس رؤ 12 :17
هنا سادت عبادة الاوثان لان المدينة شكلت مركز كبير لعبادة الامبراطوروحدث اضطهاد شديد وقتل انتيباس الشهيد(رؤ2 :14)وسادت فى هذه الاجواء النبوات الكاذبة والتدين المريض وهنا دور الكاهن فى التصدى لعبادة الاوثان وتأليه الحكام بلاهوت سياسى رصين ظهرت بوادره فى الرؤيا ونضج بعد السلام القسطنطينى على يد الاباء الكبار
نموذج كنيسة ثياتيرا رؤ 2 :18-29
صارت هذه المدينة مركز البدعةوهناك تشايه كبير بين هذه الكنيسة ورعاتها وبين الكنيسة السابقة ووسط هذه الاجواء انتشر التدين الكاذب وبدلا من ان يعرفوا اعماق الله سلموا انفسهم لاعماق الشيطان رؤ2 :24 ولقد أكد لهم يوحنا الراعى انهم لا يحتاجون الى تعليم جديد بل ان يفهموا ويختبروا ويعيشوا ما علمه الروح للكنائس رؤ 2 :29
نموذد كنيسة ساردس رؤ3 :1-6
وهنا يأتى يوحنا الحبيب الى مشكلة كبيرة وهى الصيت والغنى اى المظهر والجوهر (لك اسم انك حى وانت ميت ) فالكهنوت خدمة وغسل ارجل وليس سلطة
نموذج كنيسة اللاودوكيين رؤ 3 :14-22
وهذه المدينة اشتهرت بالغنى من انتاج الدواء وطب العيون ولكنها ورعاتها فقدو البصيرة الروحية (لست باردا ولا حارا انا مزمع ان اتقيأك من فمى ) اى لم يكن هذه الجماعة لها موقف واضح من المسيح لا بالقبول ولا بالرفض
وقدم المطران العالم والوطنى الكبير انثيموس مطران المدينة الخالدة تسالونيكى قدم بحثا عفويا من كنز قلبه الصالح وبدون ورقة بحث عن (اعترافات رئيس كهنة واختبارات مع الرعاة والرسامات التى قام بها وما صاحبها من صدمات وبركات ولقد زين كلامه بباقة من اقوال الاباء يحفظها عن ظهر قلب باللغة اليونانية القديمة بالطبع واولها للذهبى الفم اذ يقول (حينما يدعو الروح القدس ويقوم بتقديم الذبيحة فان الملائكة تحيط بالكاهن وتصرخ القوات السماوية ويمتلئ المكان بمجد الكائن على المذبح)
ودعا الحضور فى التأمل اليومى فى قول الرسول بولس الى القسوس الافسوسيين الذين دعاهم وخاطبهم حينما استدعاهم من ميليتيس (انت تعلمون من اول يوم دخلت اسيا كيف كنت معكم كل الزمان اخدم الرب بكل تواضع ودموع كثيرة وبتجارب اصابتنى بمكايد اليهود كيف لم أؤخر شيئا من الفوائد الا واخبرتكم وعلمتكم به جهرا وفى كل بيت....احترزوا اذا لانفسكم ولجميع الرعية التى اقامكم الروح القدس فيها اساقفة لترعوا كنيسة الله التىأقتناها بدمه)اع 20 :28 ويلاحظ المطران العالم ان الرسول يستخدم التعبيرين (اساقفة وقسوس ) بنفس الدرجة لانه تاريخيا لم يتم التفريق الا لاحقا لان الالفاظ فى اللاهوت ليست منزلة ولا يتيمة بل لها تاريخ فى قلب الله وفى تاريخ الناس
وينتقد المطران الكهنة الذين يعظون شيئا ويعيشون شيئا اخر اى انهم يقومون بوظيفة الكهنوت بدون اى رسالة محبة وحرية وكرامة واكد على المثل الشعبى اليونانى (ان الثوب لا يصنع القسيس) 
ثم انهى بتصور لسمات كاهن القرن الواحد والعشرين ومنه :
1 –أن يكرم ويرفع قيمة وفحوى الخطاب الليتورجى
2 –أن لا يلجأ للاقنعة الكثيرة بل يكون هو نفسه فى المسيح
3 –أن يفرح بتعدد مواهب الاخرين وفرادتهم واختلافاتهم عنه ومواهبهم التى قد لا يملكها ولا يخاف منهم بل يكسبهم معاونين له لأن نوعية العلاقات الكنسية هى التى تحدد عمل وطبيعة الكنيسة وتجعلها جديرة بهذا الاسم
4 –وأن يعرف ان لنا اخوة واخوات كثيرين قد فضلوا البقاء خارج الكنيسة لكى يحافظوا على ايمانهم المسيحى من سطحية المستوى الروحى واللاهوتى للكهنة وللجو الكنسى وذلك لان الانسان المعاصر قد نضج ويفضل ان يكتب مصيره بيده ولا يكتبه له اخر ولهذا يجب على كاهن اليوم ان يتعلم ان يقرا علامات الزمان فى مستجدات الاحداث ووسط عالم المعلومات وان لا يتعامى عن الفضائل والمواهب التى تزين الناي الذين هم من خارج الكنيسة مسيحيين او وثنيين لان تهاوننا يعطل هذه الطاقات ان تدخل الكنيسة وتصير اعضاء حية فيها واعتقد ان العالم اليوم ليس لديه مشكلة مع المسيح بل معنا نحن الاكليريكيين نحن نصلب الناس بدلا من ان نصلب عنهم مع المسيح ولاننى انا شخصيا وجدت احيانا كثيرة ايمان بعض الذين من الداخل من الذين هم من الخارج
5 –على كاهن القرن الواحد والعشرين ان يقدم توبة عن اولئك الذين لا يتوبون او لا يقدرون ان يتوبون
6 –على كاهن القرن العشرين المتزوج ان يسعى بكل جهده لكى يقيم محبة كبيرة لزوجته(الزواج السريع بغرض الرسامة خطأ كبير تظهر نتائجه المأساوية فيما بعد) اذا تزوج وان يحيا الزيجة الروحية اذا ترهب
7 –ان لا يفرق بين اعضاء الكنيسة المحافظين والمتمسكين بالحرف والمستسلمين ببساطة وبين المطالبين بالاصلاح والتغيير وروح القوانين لان الكل اولاد المسيح ولا يوجد درجات بين الناس الذين اشتراهم المسيح بدمه. ثم ختم اليوم اللاهوتى باقتراحات وتوصيات سيتم رفعها الى اللجان المتخصصة فى الكنيسة لكى تصير قرارات وممارسات

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire