dimanche 3 avril 2016

واكملت التدبير بالجسد واكملت التدبير بالجسد




-41واكملت التدبير بالجسد-----------------واكملت التدبير بالجسد الاب اثناسيوس اسحق حنين


العلاقة بين ( الجوهر الالهى ) الغير المدرك وبين ( الطاقات الالهية) ) المدركة فى فكر الاباء
                                                      

واكملت التدبير بالجسد

نحن نؤمن باله واحد فى الثالوث(قانون الايمان النيقاوى ) وبلغة الاباء جوهر الهى واحد وثلاث. ولم يكن الثالوث ابدا عند المسيحيين الاوائل ترفا عقلانيا ولا لغط لفظيا ولا جدلا بل خبرة ليتورجية يجد فيها شعب الله راحته وواحته وخلاصة وشفائه فالمسيحيون لم يعرفوا اللاهوت الثالوثى والثالوث اللاهوتى الا تمجيدا وتسبيحا وتوبة وسجود ونقاء فالمجد للاب بالابن فى الروح القدس هى اول صيغة لاهوتية صلى بها شعب الله ففهم فى اللاهوت ثم صارت هذه التسبحة المجد للاب والابن والروح القدس بعد ان دخلت ممكاحكات الهراطقة العقلانية الى الساحةاقد اختلر المسيحيون ان الله الاب خلقنا والله الابن فدانا واللة الرح القدس قدسنا ولهذا جأت التحية الليتورجية التى يوجهها الكاهن الى الشعب محبة اللة الاب ونعمة الابن الوحيد وشركة وهطية الروح القدس اقانيم ويقول البروفسور بابادوبلوس فى مقدمة الطوموس الخاص بالقديس باسيليوس فى الباترولوجيا جريكا طوموس 29 ( ان القديس باسيليوس قد حمل لواء الدفاع عن الايمان الارثوذكسى بعد ان استلم الرؤية اللاهوتية من القديس اثناسيوس واذا علمنا ان القديس باسيليوس قد تنيح فى عام 378 والقديس اثناسيوس تنيح عام 373 فمعنى ذلك ان باسيليوس قد عاش فى تعاليم القديس اثناسيوس ولهذا فقد قام باستكمال الفكر اللاهوتى ضد الافنوميين وحينما ظن الافنوميون انهم يعرفون جوهر الله من خلال التعبير (اللاولادة άγεννησία ) وكانوا يسالون الارثوذكس (لماذا تسجدون لله مادمتم تجهلونه ؟ واذا اجبنا باننا نعبد ما نعرف يعودون فيسالوننا ما هو الجوهر الذى تعبدونه ؟ واذا اجبنا باننا لا نعرف الجوهر فسوف يقولون اذا انتم تعبدون او تسجدون لما لستم تعلمون ونحن نجيب على ذلك بقولنا ان كلمة يعرف (ΤΟ ΕΙΔΕΝΑΙ ) لها معانى كثيرة فنحن نقول اننا نعرف عظمة الله ونعرف قوة الله ونعرف حكمة الله ونعلرف صلاح الله ونعرف عناية الله وهكذا نعرف كل ما يشكل عنايته بنا ولكن نحن لا نعرف جوهره (καί γάρ τήν μεγλειότητα του θεου είδέναι λέγομεν καί δύναμιν καί τήν σοφίαν καί τήν άγαθότητα .......ΟΥΚ ΑΥΤΗΝ ΤΗΝ ΟΥΣΙΑΝ )(الرسالة 234 ) وفى نفس الرسالة يتسأل القديس باسيليوس ( انا اعرف ان الله موجود ولكن بخصوص معرفة جوهره فانا ارى ان ذلك فوق مستوى الفهم والسؤال كيف أخلص ؟ والجواب بالايمان والايمان يكفى لمعرفة ان الله موجود ولكن ليس ما هو الله (Πιστίς δέ αύταρκης είδέναι ότι έστίν ό Θέος , ουχί τί έστι ) وهذا ينطبق على الجوهر ايضا ( ان معرفة الجوهر الالهى هى الاحساس الصادق بان الله غير مدرك نحن نكرم الجوهر ليس لاننا عرفناه بل لاننا نعرف انه موجود ) الرسالة 234 ولقد نقل الى القديس باسيليوس هذه الاسئلة مع شكوك الارثوذكس تلميذه أمفيلوخيوس أسقف ايكونيو ووقتها كتب باسيليوس الرسائل رقم (233-235 ) والتى قام فيها لاول مرة فى تاريخ الكنيسة بالتمييز الواضح والصريح بين جوهر الله الغير المدرك وبين الطاقات الالهية الفاعلة والمنسكبة على البشرية بالروح القدس وسوف يشكل هذا التمييز الاساس المتين للتعامل مع قضايا خرستولوجية وابنفماتولوجية ولاهوتية مثل قضية اتحاد الانسان بالله وقضية التأله (Θεωσεως ) وعن قضية خلق العالم وعن ماذا ناكل فى الافخارستيا .
والاباء ميزوا بين اله الكتاب المقدس واله الفلاسفة فاله الفلاسفة يسكن بعيدا عن البشر ولا يختلط بهم ولهذا فطريق معرفته هو الطريق العقلانى بينما اله الكتاب المقدس هو الله محب البشر الذى يخلق ويخلص ويعتنى ويتنازل والذى لا يسكن بعيدا عن البشر بل يكشف ذاته ولهذا فنحن لا نعرف الله فى جوهره حسب التعبير اليوحنائى ( الله لم يره احد قط الابن الوحيد الذى فى خضن الاب هو خبر Θεον ουδεις εωρακεν πωποτε . μονογενης υιος του Θεου ο ων εις τον κολπον του πατρος εκεινος εξηγησατο ) ) بل نتعرف على الله من خلال اعماله وهذه الاعمال وان كانت من جوهر الله الا انها لا تعلن عن الجوهر بل يسميها الاباء ( الطاقات الالهية ) وفى هذا يقول القديس باسيليوس :( الجوهر الالهى واحد وبسيط وغير منقسم بينما الافعال والطاقات الالهية كثيرة ومتنوعة ونحن حينما نقول اننا نعرف الهنا فنحن نعرفه من افعاله الجوهرية بينما نحن لا ندعى اننا نعرف الجوهر الالهى وذلك لان افعال الله وطاقاته انما هلى نازلة من فوق علينا بينما الجوهر الالهى يظل بعيدا عن متناول فهم البشر (الرسالة رقم 234 -1 ) ويضيف القديس باسيليوس ( ان معرفتنا لله تأتى من علاقتنا بالافعال الالهية وهذه المعرفة تقودنا الى العبادة والسجود والتوقير والخشوع ولهذا فنحن نعرف الله من خلال افعاله ) ويقدم القديس باسيليوس مثالا من حياة الرب نفسه ( فالرب حينما تكلم عن نفسه قدم نفسه فى تعبيرات يفهمهما البشر ولم يتكلم عن جوهره اللاهوتى فسمى نفسه الباب والطريق والكرمة والنور ) ضد افنوميوس 1 -7 ).
فالافعال الالهية مشتركة بين الاقانيم الثلاثة وهذه الافعال هى التى تحدد معرفتنا بالله .
والسؤال ماذا نعر ف عن الله ؟ يجيب عنه القديس باسيليوس بالتفريق بين معرفة الفلاسفة العقلية والمعرفة الروحية بالروح القدس وفى الرسالة 233 الى الاسقف امفيلوخيوس يوضح باسيليوس بان يدعو الافنوميين الى ان يتركوا طريق الاسئلة العقلانية فى البحث عن الحقيقة وتبعوا طريق التقوى (ΕΥΛΑΒΩΣ ΕΞΕΤΑΖΕΤΩΣΑΝ ΤΗΝ ΑΛΗΘΕΙΑΝ) ) ولقد اعطانا الله معيار العقل للبحث عن الحقيقة العقل المستنير الذى يصير شريك الامور الالهية (ΓΙΝΕΤΑΙ ΕΠΙΠΤΙΚΟΣ) ويقدر ان يعاين الجمالات الالهية (ΚΑΘΟΡΑ ΤΑ ΘΕΙΑ ΚΑΛΛΗ ) وهذه المعاينة للجمالات الالهية يحكمها عاملان الاول النعمة الالهية والثانى طبيعة الانسان التى لا تستطيع ان تستوعب كل شئ وفى هذه الحالات يحل محل تعبير العقل تعبير القلب الذى يستنير بالروح القدس وهذه الحالة الروحية المتقدمة فى معرفة الله لا تعنى باى حال من الاحوال معرفة الجوهر الالهى لان المؤمن فى علاقته بالجوهر الالهى يعرف بالاحساس الصادق ان الجوهر الالهى غير مدرك وهو يعرف الطاقات الالهية النازلة من فوق علينا ( الرسالة 234-1 ) وحتى الاباء النساك الكبار الذي عاينوا بركات وعطايا الله لم يعاينوا الجوهر الالهى بل عاينوا حسب تعبير اللاهوت البيزنطى فى العصور الوسطى (النور الغير المخلوق ΤΟ ΑΚΤΙΣΤΟ ΦΩΣ ) اى الطاقات الالهية النازلة عليهم بالنعمة وحتى هؤلاء فى عز شفافيتهم الروحية لم يدركوا جوهر هذه الطاقات الالهية ( انظر سيرة القديس بائيسيوس اصدار جبل اثوس 2004 ).
والانسان يتاكد من عمل الله فى الكون وفى حياته الشخصية من خلال هذه الطاقات الالهية ويتاكد الانسان انه يعرف عمل الله الاعلانى فى انه موجود كثلاث اقانيم وان بين هذه الاقانيم علاقة ويطبق القديس باسيليوس عدم القدرة على معرفة الله على جوهر الانسان فنحن لا نعرف جوهر اى انسان بل نعرف خصائصه ومواهبه وطاقاته ونجد ذلك فى رسالته رقم 234 وعدد 1 و2 نحن نعرف الانسان من الخصائص والعلامات ولا نعرف الجوهر 235 -2 ولم يكن باسيليوس يهتم كثيرا بقضية اذا كانت هذه الطاقات مخلوقة او غير مخلوقة والتى شغلت فيما بعد العصر الوسيط البيزنطى
التمييز بين الجوهر الواحد والثلاث اقانيم :
ان مسيرة اللاهوت الكنسى فى القرون الاولى هى مسيرة من العام الى الخاص فبعدما وجدت الكنيسة الحل اللاهوتى للعلاقة الجوهرية والطبيعية بين الاب والابن وهنا ظهر السؤال الاتى عن كيفية وجود كل اقنوم على حدة وهم واحد فى الجوهر ومن عام 350 بداء الحديث عن طبيعة العلاقة بين الروح القدس وباقى الاقانيم ونحن نعرف ان مجمع نيقية قد ادان كل من يقول ان الابن من جوهر اخر او طبيعة اخرى غير الاب ولكن يبدوا ان الاباء فى مجمع نيقية قد فهموا التعبيرين جوهر واقنوم (ΟΥΣΙΑ , ΥΠΟΣΤΑΣΗ ) بمعنى واحد ولهذا قام القديس باسيليوس بشرح القضية لان لفظ (اقنوم ) له تاريخ سابق فسابيليوس طابق بين الاجوهر والاقنوم وونفى واقعية الاقانيم الالهية
الا
القديس كيرلس الاسكندرى واغريغوريوس بالاماس والتمييز بين الجوهر الالهىوالطاقات الالهية :
يرى البروفسور قسطنطين بابابترو وهو من المتخصصين القلائل فى اليونان فى لاهوت القديس كيرلس بانم كيرلس الكبير قد سبق بالماس فى تخديد العلاقة بين الجوهر الاهى وبين الاعلان الالهى ويقول فى رسالة الدكتوراة بعنوان ( اعلان الله عن نفسه ومعرفته عند القديس كيرلس ) ويستعمل تفسير كيرلس لبشارة يوحنا الحبيب وفى الاجابة عن السؤال الهام : رؤية الله ؟ يقول ( من المعروف فى تاريخ الكنيسة الرغبة الشديدة عند النساك لرؤية الله والقديس كيرلس يعتبر رؤية الله هى قمة تطويب الانسان) ولكن هل يمكن ان يرى الانسان الله ؟ لقد شغلت هذه القضية القديس كيرلس قبل ان يحاول لاهوتى العصر الوسيط اعطاء مخرج للقضية والقديس كيرلس يميز وبوضوح بين السمو الالهى المطلق من ناحية وبين اعلان الله عن نفسه وظهوره فى العالم وفى التاريخ فالجوهر الالهى فى حد ذاته غير مرئى وغير مدرك وغير معروف والظهورات الكتابية الواردة فى تاريخ تعاملات الله مع البشرية لا تعنى ظهورات للجوهر الالهى فالله لا يعلن عن نفسه كما هو فى جوهره ولكنه (يأخذ شكل ) فيليبى 2 وهذا الشكل يتناسب مع (ملء الزمان ) غلا فالانبياء رأؤوا الله وتكلموا عنه بطرق مختلفة (عب 1 ) وهذا التعدد لا يلغى انهم كلهم انبياء وان الرؤى المتعددة اتية من الله الواحد فاللاهوتى السكندرانى ينسب للجوهر الالهى التعالى التام وهو قد سبق النساك فى العصور الوسطى ومهد الطريق لبالاماس
ولد اغريغوريوس بالاماس فى القسطنطينية عام 1296 من ابويين تقيين وهو واخوته الخمس نالوا نعمة الكهنوت بدرجاته المختلفة (اغريغوريوس ومكاريوس وثيؤدوسيوس وابيخاريتوس وثيودوتيس ) ولقد تصدى بالاماس لقضية هامة جدا فى عصره وهى العلاقة بين الجوهر الالهى والطاقات الالهية واكد ان وجود الله له بعدان الاول هو الجوهر الالهى وهو غير مدرك والطاقات الالهية والتى يمكن للبشر الشركة فيها والسبب فى تناول بالاماس هذه القضية هى تعليم الرهبان البلعاميين نسبة الى الراهب اليونانى بلعام (1920-1350 ) وكان متمكنا من الفلسفة الارسطاطيلية ولكنه لم يكن يعرف التراث الرهبانى الشرقى والهدوئية الشرقية والنسك ولهذا فقد اهمل قيمة الايمان وعمل النعمة وتمسك بالعلم والحكمة اليونانية كوسيلة للوصول الى الحقائق الالهية عن طريق العقل فقط وهكذا وصل الى مفاهيم غريبة عن الارثوذكسية ولقد امن الرهبا ن بانهم بامكانهم ان يروا النور الالهى حسب الاية الكتابية (مت 5-8 ) وانهم بمكانهم ان يصلوا الى رؤية الله ورد بالاماس ان الهدوء واللاهم والصلاة الصادقة بلا انقطاع تقود الى الاتحاد بالرب بالروح بطريقة سرية تفوق العقل والرد السماوى على النسك والتواضع والصلاة الدائمة هى رؤية النور الالهى الذى ينيرالقلب ويملائه بالفرح وهذا النور ليس هو نور مخلوق بل نور غير مخلوق اى طاقة من طاقات الله والتى لا ترى بالعيون الجسدية ولكن بالعيون الروحية النقية اى بعيون القلب
ولقد درس برلعام فى ايطاليا العلوم الوضعية والفلسفة واللاهوت وجاء الى القسطنطينية بين عامى 1328 و 1330 وذلك بهدف ان يدرس فلسفة ارسطوا من النصوص الاصلية وكتب كتبا عن معرفة اللة ولقد كتب بالاماس (طوموس اجيواريتكون للدفاع عن الهدوئيين باترولوجيا جريكا 150 ) وقد اصر برلعام على ان نور جبل طابور لم يكن نورا غير مخلوقا ولا الهيا ولكن نور طبيعى ورمز للاهوت
علموا ان النور الذى رأه الرسل على جبل طابور هو نور مخلوق وفسروا النور على انه نور مادى محسوس ومخلوق وليس نور سماوى يفوق العقل والحس كما علم لاهوتيو الكنيسة وكما علم الرسل والمسيح نفسه الذى سمى هذا النور (ملكوت الله ) حسب تعبير بالاماس فى عظته على التجلى رقم 34 باترولوجيا جريكا 151 عمود 432 . والهرطقة الكبرى وصلت الى درجة انهم لا يكتفون بمجرد الانكار ان هذا النور هو المجد الالهى والنعمة الالهية ولكن يقولون ان هذا النور هو هو الجوهر الالهى اى انهم يعتبرون جوهر الله كشئ ملموس ومخلوق فى ان واحد وهذا معناه ان جوهر الله والنور المخلوق شئ واحد اى ان الله له جوهران (بالاماس حوار بين الارثوذكس والبلعاميين) ويرى البلعاميون ان النور هذا يوجد مرات ويختفى مرات اى انه مخلوق والاباء لم يروا فى نور طابور لا نور محسوس ولا هو جوهر الله ولا هو نور رمزى والقديس باسيليوس يرى ان الله الذى نسجد له ثلاث اقانيم فى نور واحد وهذا النور يسميه النور الذى لا يدنى منه (1تيمو 6 : 16 ) ويستخدم تعبير (لا يدنى منه ΑΠΡΟΣΙΤΟΣ ) مؤكدا ان كل ما لا يدنى منه هو حقيقى وهذا يؤدى الى النتيجية ان نور جبل طابور هو بان واحد نور لا يدنى منه ونور حقيقى وهو نور لاهوتى حقيقى وهو ليس نور المسيح فقط بل نور الاب ايضا والروح القدس ( باسيليوس الكبير , ضد الافنوميين 29 باترولوجيا جريكا 29 عمود 640 -641 ) والاباء يرون ان المسيح قد اظهر حقيقته للتلاميذ على الجبل وليس شيئامكتسبا او منضافا اليه ويرى بالاماس ان الاباء يرون ان هذا النور هو نور اقنومى وذلك للرد على الانحراف الذى يرى ان الاستنارة الروحية هى مجرد معارف عقلية ولبيان نور الله الحقيقى وليس النور الخيالى ويستشهد بالاماس بالقديس مكاريوس الذى يرى النور هو نور الروح القدس ليس كشف لمجموعة معانى عقلانية بل نور ابدى ونور اقنومى (2كو 4 --6 مز 12-4 مز 42 --3 مز 4-7).
وقد تسبب الخلاف بين برلعام وبالاماس فى عقد مجمع عام 1341 ولقد قبل المجمع اراء بالاماس والرهبان الهدوئيين ( الطوموس المجمعى باترولوجيا جريكا 151 ---688 ) وهى ان هناك تمييز بين الجوهر الالهى والطاقات الالهية وان ما يراه الرهبان فى اختبارهم النسكى والروحى هو النور الالهى الغير المخلوق اى الطاقة الالهية الغير المخلوقة وليس جوهر النور الالهى وحكم المجمع على برلعام .
التمييز بين الجوهر والطاقات وقضية تأليه الانسان :
ان التمييز بين الجوهر الالهى والطاقات الالهية لا يهدف فقط الى تاكيد هذه العقيدة بل يهدف الى تحديد مكانة ودور الانسان فى علاقته بالله فالانسان يتأله بالشركة مع الله فان التأله هو الشركة ولكن هل هذه الشركة مع الله هى شركة فى الجوهر ام فى الطاقات الالهية ؟ وهنا فان تعليم بالاماس هامة جدا وهو يرى ان موقف بلعام بان النعمة هى اما جوهر الهى او مخلوقة يؤدى الى مشاكل كبيرة فاذا قبلنا ان النعمة هى جوهر الله فاننا حينما نشترك فى النعمة نشترك فى الجوهر الالهى وفى هذه الحالة نصير الهة
واحد مع الله فى الجوهر(ΓΙΝΩΜΕΘΑ ΘΕΟΙ ΟΜΟΟΥΣΙΟΙ ΤΩ ΘΕΩ )
وهنا يحدث خلط وبلبلة فى علاقة الله بالعالم فالعالم كخليقة الله سوف يبدوا كأنه يأتى من جوهر الله ويتحد مع الله وهكذا لو قبلنا ان النعمة مخلوقة فان الله سيكون مخلوق لانه لا يمكن ان تاتى نعمة مخلوقة من جوهر غير مخلوق وهكذا لا نشترك فى الجوهر الالهى بل نشترك فى الطاقات الالهية الغير المخلوقة والتى بها نتأله ونكمل سر التدبير الالهى فنحن نتحد بالله حسب الطاقة وليس حسب الجوهر ولكن هذه الطاقة هى طاقات جوهر الله المندفعة بحب نحونا نحن البشر فالاعلان الالهى هو الوسيلة التى ينفتح الله بها على الكون وهو الشعاع الالعى المنبثق من شمس البر فالله باعلانه يمتد بالسر معرفة داخل الانسان               


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire