samedi 9 avril 2016

بين الممارسات الطقسية واللاهوت الليتورجى الكسندر شمميمان الأب الدكتور أثناسيوس حنين



بين الممارسات الطقسية واللاهوت الليتورجى

الأب الدكتور أثناسيوس حنين-مطرانية بيرية-اليونان

"الانسان كائن افخارستى"

الكسندر شمميمان

يلاحظ الباحث فى شئون الادبيات اللاهوتية وخاصة باللغة العربية أن الباحثين الصادقين من الشباب وغير الشباب لا يدرك الفارق بين الحركات الطقسية من جهة ومعانيها اللاهوتية وأبعادها الليتورجية وتوابعها الثقافية والكونية والحضارية من جهة ويتكرر نفس الخكطأ الذى يتكرر مع ايات الك...تاب المقدس حينما نفصلها عن سياقها الروحى واللاهوتى وننفرد بها فى غزل المراهقين بلا شركة مع القديسين والشراح والمختبرين والنصوص الاصلية والسياق التاريخى والفين قرن من التفسير تصير لا قيمة لها امام تنهدات نفسانية لا روح لها ولا اصل ولا فصل ’ نفس الماساة تحدث مع اللييتورجية التى هى بالدرجة الاولى شركة ’ ورؤية ’ وتتحول الى فردية وعزلة وخوف وتربص وتعلق باشخاص وتسلط وتعلق بحركات لا معنى لها لا فى سياقها اللاهوتى وحضنها التاريخى وافقها الاخروي !!! ’ والذنب ليس ذنبهم ’ لأن الدراسات الليتورجية بمعناها التقنى العلمى هى دراسات حديثة ’ لاسباب عديدة أهمها الانفصال والانفصام الكبير بين الليتورجية والحياة الروحية فى العصور الوسيطة الكاثوليكية الغربية والتى كان الشرق يرزح فيها تحت الاحتلال الاسلامى العثمانى ’ مما أدى الى ظهور الاصلاحيون (السولا اسكريبتورا) ’ وانشغال الجميع بجدال عقلانى-بيزنطى مما ادى الى اتساع الهوة بين الممارسة الطقسية والحس اللاهوتى والرؤية الليتورجية –الكونية ’ أى الانفصام بين الليتورجية والحياة الروحية وبين الليتورجيا والانسان.
أن نهضة التجديد الليتورجى أى اخراج الليتورجيا من نطاقها الدينى –التقوى الشكلى الى أن تصير نبع حياة لاهوت ولاهوت حياة أى عبادة بالروح (التقوى) والحق (الفكر ) ’ لهو أمر جديد على الكنيسة فى العالم ’ بالطبع بعد الانقطاع عن الاصول الاباائية’ ولقد قام اساتذة معهد القديس فلاديمير اللاهوتى بنيويورك بعمل كتاب لتخليد ذكرى طيب الذكر وقائد حملة التجديد الليتورجى فى العالم الاب الكسندر أشميمان واسم الكتاب(كان هذا الكتاب وبعض المراجع الأخرى من ضمن البركات الوحيدة لرحلتى الى أمريكا يوم نصحنى الاحباء أن أذهب وسيقوم قداسة البابا شنودة الثالث فورا بانهاء موضوع شلحى الغير المبرر والغير الموثق حسب تعبير العلماء واللاهوتيين وقد كانت أخر رحلة لقداسته ولى لامريكا !!! )
Liturgy and Tradition
Theological Reflections of Alexander Schmemann ,edited by Thomas Fisch
St Vladimir,s Seminary Press ,Crestwood ,New York
2003
كان الهدف من حركة التجديد الليتورجى والتى بدات على يد الروس المهاجرين الى امريكا ثم أنتقلت الى أوروبا فى نهايات القرن الثامن عشر هو ما عبر عنه أحد رواد النهضة (نحن حينما نقول بحركة التجديد الليتورجى لا نعنى مجرد محاولة تحسين الشكليات الدينية والطقوس الخارجية .....ولكنا نعنى اعادة اكتشاف العمق الداخلى لليتورجيا ’ كقوة روحية ’ وكحياة الكنيسة الجديدة التى تأتى من الصلاة بالروح والحق ’ الكنيسة التى هى جسد المسيح السرائرى (وليس السرى) ’ الجسد الذى يضخ فيه الروح القدس الحياة الأتية من الأب بالمسيح فى الروح القدس ’ثالوث الطريق والحق والحياة وطريق وحق وحياة الثالوث الحياة ومعطى الحياة والتى تنسكب على المؤمنين أعضاء جسده"1كو 12 ".(المرجع السابق ص 3 ).ونرى اليوم نتائج هذه النهضة الليتورجية والتى لم يقتصر أثرها فقط على الكنائس القديمة بل تعداها الى الكنيسة الكاثوليكية والتى ظهرت فى اصلاحات مجمع الفاتيكان الليتورجية ’ بل وفى الكنائس البروتستانتية والتى قامت بالكثير من المراجعات الليتورجية .
قام الغرب الارثوذكسى فى روسيا واليونان وقبرص وأمريكا واوروبا الشرقية ووصلت الى الروم العرب متأخرا على يد حركة الشبيية الارثوذكسية فى سوريا ولبنان’ بخطة اعادة اكتشاف لمركزية الحياة الليتورجية فى حياة المؤمنين وفى شهادة الكنيسة فى العالم من كل جوانبها اللاهوتية والتاريخية والروحية ’ بل والثقافية .
لاحظ الاب شميمان"نقول للقارئ العزيز أننا قد التقينا الاب شميمان فى اثناء زيارته لمصر ولقد زار الاب البطريرك وبيت التكريس والاب متى المسكين فى دير الانبا مقار ’ ولقد جلست اليه مع الاب الدكتور نصحى عبد الشهيد وترك هذا اللقاء بصماته فى حياتى ’ وأفضى اليه الدكتور نصحى باشواقه فى نهضة لاهوتية وليتورجية فى مصرعن طريق ارسال بعثات للخارج للمعاهد اللاهوتية فى اوروبا وامريكا فرد الاب شميمان انهم فقراء لا يملكون منحا دراسية ولكن يمكنهم استقبال طلاب على أن يتولى الصرف جهات أخرى ولو كان الاخوة اقباط المهجر قد استثمروا طاقاتهم واموالهم وجهدهم فى اعداد كوادر قبطية لاهوتية وثقافية وعلمية لطان قد تغير اليوم شكل المحروسة ’للأسف غيرهم كان أذكى !!!سبق وذكرت أن احد (كبار كهنة المهجر) قال لى وان طالب دكتوراة فى الاباء وبعنجهية وجهل وصفاقة منقطعى النظير :جاى تعمل ايه هنا ما كل ده عندنا فى مصر !!!) نقول أنه بالرغم من ايجابيات النهضة الليتورجية الا انها لم تدخل الى اعماق الفهم اللاهوتى لليتورجية وللحركات الطقسية والتى ان لم ندركها فى ابعادها الاكليسيولوجية واللاهوتية ’ فسوف نقوم بتفسيرها تفسيرات تقوية ساذجة لا ترقى الى ما اراده من وضعوا بالروح هذه العبادات مثل القديسين باسيليوس الكبير والذهبى الفم يوحنا وغيرهم كتب القديس كيرلس الكبير عشرة اجزاء من الباترولوجيا مينى ليشرح السجود بالروح والحق .أصر الاب شميمان على البحث عن العمق اللاهوتى للنهضة الليتورجية ’ لابد من أعادة الاكتشاف التناسق-السيمفونية اللاهوتى
The Inherent theological semfonia
الذى يجعل الليتورجية حياة الكنيسة .ذلك اللاهوت نفسه الذى سبق مرة شكل حياة الكنيسة برمتها من خلال كتابت وارهاصات وتمخصات الاباء قادة العصر الأبائى الذهبى للكنيسة فى القرون السبع الاولى على الأقل .
Father Alexander Schmemann has intuitively grasped and insisted upon the essentially theological character of the liturgical renewal.He recognized that the renewal of the churches requires a rediscovery of the liturgy,s own inherent theology ,that same theology which once informed the whole of the church,s life as well as the teachings and writings of the leaders of the Patristic age ) ibid ,page 4 .
هكذا ولد اللاهوت الليتورجى كتوجه بدأ نسكيا بسيطا على يد حفنة من الشباب الساجدين بالروح والحق ’ ثم تحول الى حركة علمية أكاديمية علمية وبات علم اللاهوت الليتورجى يدرس فى كليات اللاهوت ولا غنى عنه لمن يخدمون المسيح ’نقول لقد تلقى الاب شميمان علوم اللاهوت على يد رواد النهضة فى باريس فى الاربعينيات من القرن الماضى ’على يد حفنة من الشباب الروسى المهاجر من جحيم الاضطهاد الدينى والذى صنع من الهجرة القسرية رؤية لاهوتية ! وهم سرجيوس بولغاكوف وانطون كاراتشيف وكبريان كيرن ’ولم يقتصر على الجانب الارثوذكسى بل تتلمذ على يد علماء الكانيوليكية الذين عادوا الى ينابيع الاباء الصافية مثل الاب الكاردينال عالم الاباء المبدع جان دانييلوا ولويس بويير ولقد كان شميمان من الذكاء والبصيرة الروحية والتكريس العقلى حتى أنه ’ حسب شهادة الاب جان مايندورف ’ تعلم اللاهوت الليتورجى من هذا الوسط وأدرك فلسفة الزمان الليتورجى الجديد وسبر غور سر الفصح ’ سر اليوم الثامن ’ سر الخليقة الجديدة فى المسيح .
لقد ظهر تعبير (اللاهوت الليتورجىLiturgical Theology--- Λειτουργική Θεολογία ) ولأول مرة فى عام 1937 ولقد عرف العلماء اللاهوت الليتورجىTheologie Liturgique على أنه (العلم الذى يبدأ بدراسة اليتورجية نفسها بهدف اعطاء التفسير اللاهوتى لماهية الليتورجية ومعنى الحركات الطقوسية ومدلولات العبارات والكلمات الليتورجية.ويجب أن نتجنب الشروحات السابقة التجهيز والتى تتكلم بشكل مجرد ونظرى عن الليتورجيات ولا تفسر نفس الحدث الليتورجى لا لاهوتيا ولا ناسوتيا .دور علم الليتورجيا هو كشف اللاهوت المنسكب فى العبارات والحركات والقرأأت والاعياد الليتورجية وأثرها الروحى والكنسى والانسانى (نحن نخرج من الليتورجيا كالاسود ) يقول الذهبى الفم ’ ومن أهم اسهامات اللاهوتيين الروس هو اعادة اكتشاف البعد الاسخاتولوجى للحدث الليتورجى ’ الليتورجية هى الاجتفال باليوم الثامن ’ يوم الخليقة الجيدة وليست هى على الاطلاق ترقيع دينى لشخصيات مهللة تريد الليتورجيا خادمة لاطماعها وشهواتها الدنيوية والدينية! .الليتورجيا هى استمرارية و تجسيد للوعى الكنيسة الاولى ولهذا فهى لا تعزل عن كتابات الاباء واختبارات القديسين والنساك.
لكى تكون دراستنا عملية تطبيقية سنأخذ القارى العزيز فى رحلة مع القديس يوحنا الذهبى الفم فى ليتورجيته المعروفة والمحبوبة سائر الكنائس البيزنطية فى العالم ’وهى باللغة العربية فى كتاب (خدمة الكهنة)اعداد الاسقف يوحنا يازجى عام 2000 .تشكل خدمة تهيئة القرابين الخلاصة اللاهوتية لليتورجية الذهبى الفم ’(يلبس الكاهن والشماس حلتيهما ويغسلا ايديهما بعد صلوات أخذ (الكيرون) والكيرون حرفيا معناها فى غاية الأهمية (ملء الزمان) وهى صلاة خاصة بالكاهن قبل أن يفعل أى شئ يقف أمام المذبج ساجدا ويطلب الحل (بكسر الحاء) من السماء ويصلى صلاة الروح القدس’ ثم يسجد أمام ايقونات السيدة والسيدة وشفيع الكنيسة ويقبلها بفمه .
(أيها الملك السماوى ’ المعزى ’ روح الحق ’ الحاضر فى كل مكان ’ والمالئ الكل ’ كنز الصالحات ورازق الحياة ’ هلم وسكن فينا ودهرنا من كل دنس ’ وخلص أيها الصالح نفوسنا)’ الكيرون اى الحل اللاهوتى هو أن الليتورجيا هى تحقيق ملء الزمان على الارض زمان الملكوت ’ ولهذا يأخذ الكاهن من الرب مباشرة وفى حضور الاسقف يطلب الكيرون الاسقف والكهنة معه بروح واحد.
ويأخذ القربانة ويسجد أمام المذبح ويقول :
يا الله اغفر لى أنا الخاطئ (ثلاثا)
ويضع الحربة على القربانة ويرفعها بوقار الى مستوى وجهه ويقول:
(اشتريتنا من لعنة الناموس بدمك الكريم ’ لما سمرت على الصليب .ولما طعن جنبك بحربة ’ أينعت للبشر الحياة الخالدة ’ فيا مخلص المجد لك ).
ثم يضع الكاهن القربانة(الختم الرسمى على قربانة الحمل مكون من حروηωφθμ يسوع المسيح الغالب
Ι «Ιησούς» Χ»Χριστός» Νικά Ν Κ
على الصينية ويرسم بيده اليمنى بالحربة ثلاث مرات ل صليبا فوق القربانة قائلا كمرة :
(لتذكار ربنا والهنا وخلصنا يسوع المسيح )
يغرز الكاهن الحربة من الجهة اليمنى لختم القربانة عند الحرف الاول من اسم المسيح الذى على الختم (يسوع المسيح الغالب ) ثم يقول :
مثل شاه سيق الى الذبح
ويغرز الحربة فى الجهة اليسرى
وكحمل برئ من العيب ’ صامت أمام الذى يجزه ’ هكذا لم يفتح فاه
ويغرزها فى الجانب الاعلى من الختم ويقول:
بتواضعه الغى قضائه
وفى الجانب الاسفل ويقول:
وأما أصله فمن يجده
يقوم الكاهن بادخال الحربة تهت اختم الحمل ويرفع الحمل قائلا :
لان حياته ترفع من الارض
ويقلب الختم بشكل صليب من غير أن يفصل ويقول
يذبح حمل الله الرافع خطيئة العالم ’ لأجل وحياة العالم وخلاصه
ثم يغرز الحربة فى اسفل كلمة (يغلب ) ويقول :
وان واحد من الجند طعن جنبه بحربة ’ فخرج للوقت دم وماء ’ والذى عاين شهد ’ وشهادته حق .
ثم يبارك على الاتحاد بين الدم والماء قائلا :
مبارك اتحاد قديسيك كل حين الأن وكل أوان والى دهر الداهرين.
بعد أن ينتهى من حمل الله ’ يأتى الى السيدة العذراء ولها قطعة مميزة فى القربانة ’ ويضعه الى يمين الحمل قائلا :جلست الملكة عن يمين الملك
ثم يبدأ فى تقكيع ادزاء على اسماء الانبياء (النبى الكريم السابق المجيد يوحنا المعمدان والاباء القديسين المجيدين موسى وهارون وايليا واليشع وداوود ويسى والفتية الثلاثة القديسين ودانيال النبى )
بعد ذكر الاباء الكبار واللاهوتيين ’ يبدأ فى ذكر المؤمنين ويكون امامى قصاصات من الورق بها اسماء قدمها المؤمنون مع عطاياهم للذكرى من المرضى والراقدين ويذكرها الكاهن ىواضعا لكل اسم قطعة من القربانة تحت قطعة اسم الاسقف ’ويضير كنظر الصينية عبارة عن الكنيسة كلها حول المسيح وفى المسيح وبالمسيح وهذا كله فى صلاة السحرية ثم تبدا الليتورجيا بالاعلان الكبير (مباركة هى ممكلة الاب والابن والروح القدس الأن وكل اوان والى دهر الداهلرين ) الليتورجيا هى دخول ملكوت الله فى العالم ’ وهى شركة القديسين حول يسوع حمل الله ’ وهى تحقيق للنبوات ’ لاحظنا كيف نقرأ نبوات اشعياء 53 فى اعداد المسيح للافخارستيا وهنا لاالذبيحة لا تكرر بل نستحضرها واقعا افخارستيا وهنا المغزى اللاهوتى للذكرى والتذكار والتذكر.والححضور الكثيف للقديسين والمؤمنين حول الجمل ’ هو حضور للانمسانية كلها فى ناسوت المسيح الحمل –القربان الذى يتحد باللاهوت وهنا يصير لدى الانسان امكانية التأله (الثيؤسيس)من خلال الاتحاد بجسد المسيح المتأله
وهذا هو القصد النهائى من الافخارستيا التى هى دواء الخلود حسب الانطاكى اغناطيوس الاسقف الذى اذ جرد نفسه من العالم صار قمحا تطحنه الاسود ليصير خبزا نقيا للرب ولنعيش ما يقوله الاسقف اللاهوتى والشهيد والذى بموته غير خريطة العالم المسيحى والوثنى يومها أى فى القرن الاول المسيحى وبدايات القرن الثانى (فاذا كنتم تجتمعون كواحد(الشركة) ’ متشددين بنعمته وبالايمان الواحد بيسوع المسيح ابن داود حسب الجسد ’ ابن الانسان وابن الله (العقيدة الخرستولوجية ) فأنكم متحدون قلبيا بطاعة غير متزعزعة للاسقف وللكهنة . تكسرون الخبزة الواحدة التى هى دواء الخلود ’ تقدمة معدة لتحفظنا من الموت وتؤمن لنا الحياة الدائمة فى المسيح )( راجع :الاباء الرسوليون –منشورات النور -بيروت 1982 ص 114 ).هذه كله استعداد للليتورجيا وسنتكلم ى مرة أخرى عن ليتورجيا الذهبى الفم والحياة يوحنا والتى هى بالحق قطعة فنية وموسيقى سماوية ولاهوتية أتية من فوق من عند أبى الأنوار تنقلنا الى صفاء الليتورجية –السماوية الاولى بلا حواشى ولا اضافات .
للمزيد حول الموضوع راجع :
1 –كوستى بندلى- مدخل الى القداس الالهى منششورات النور 1961
2 –الاب الكسندر شميمان الافخارستيا سر الملكوت تعريب سامر عبود منشورات النور 1993
3 –التفسير المسيحى القديم للكتاب المقدس –العهد الجديد 3 الانجيل كما دونه لوقا نقله الى العربية من اللغات الاصلية الاب الدمتور ميشال نجم –منشورات جامعة البلمند
Alexander Schmemann For the Life of The World ,New York 1973

Ο Ιερομόναχος Γρηγορίος Αγίον Ορος ,Η Ορθόδοξη Πίστη ,Λατρεία καί Ζωή , Σχεδίασμα Ορθοδόξου Κατηχήσεως ,2012



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire