خواطر مشرقة وسط
ضباب لندن .. الاب د. أثناسيوس حنين*
الأب/الدكتور اثناسيوس حنين
"البعض يغيرون مبادئهم حبا فى أوطانهم أما أنا فأغير وطنى
أنطلاقا من حبى لمبادئى"
ونستون تشرتشل – رئيس وزراء بريطانيا العظمى- 1874- 1965
دارس التاريخ مثلى يحزن من أن الامبرطورية التى لم تكن تتجرأ الشمس أن تغيب يوما عنها ، تقبع اليوم فى ضباب كثيف ، لندن مدينة الضباب ، ارتضت الضباب ثوبا تتألق فيه جمالا ورقة وعذوبة ، الشرقى ،مثلى ، لا يرى الشمس فى العاصمة البريطانية الا قليلا لكنه يرتاح الى غموض مدينة لندن وهى تتغطى بمخمل الضباب و لا تكشف انوثتها الحضارية ودلالها الثقافى وقوامها الممشوق الملوكى الا للعاشقين والساجدين المتواضعين فى محراب الحب والجمال والعلم.
هذه المرة جاءت الدعوة من صديق عالم فى مقتبل العمر جميل الاطلالة وديع الطبع،حاد الذكاء، متعدد المواهب، قطع شوطا كبيرا فى دروب العلم والثقافات واللغات ،’ نموذجا للتحدى فى أرقى معانيه ، لم يورثه أهله مالا أو عقارا بل قلبا منسكبا فى ذهن متقد وطموحات وطاقة تحدى ، وسموه يوسف وذكروه دائما أن الايمان بنعمة الله هو سر نجاح كل يوسف "وكان الرب مع يوسف فكان رجلا ناجحا" صديقى يتخرج من واحدة من أرقى المؤسسات العلمية فى العالم، من الكوليج الملكى فى لندن London Imperial College
قال يوما أحد رؤساء الكوليج عن العلم وقيمته ودوره فى الحياة وتاريخ الناس :
"ٍScience ,like all arts , gives expression to the innermost yearnings of the human spirit and thereby enriches our lives. It changes profoundly our comprehension of the world around us and of our place in it “( A Hundred Years of Civil Engineering At South Kensington – The Origins and History of the Department of Civil Engineering of Imperial College 1884 -1984 , London 1985 ).
وبالعربية "أن العلم مثله مثل كافة الفنون يطلق العنان لتجلى أعمق أشواق الفكر الانسانى وهكذا يغنى حياتنا ’ ويغير فهمنا للكون حولنا تغييرا عميقا ويعيدنا الى مكانتنا الحقيقة فيه".
آخر لقاء لى بلندن كان مؤتمر علوم اللاهوت فى مدينة أكسفورد العريقة فى 1983 من القرن الماضى . لندن مدينة الجمال الملوكى ’ اذا كانت باريس قد بناها فنانون ’ لندن بناها ملوك ’ كل شبر فيها ينطق بمجد وأبهة ملوكية ’ حتى اللغة الانجليزية فى هذه البلاد لها موسيقة خاصة كما علمنا استاذ "علم الفونيطيقا " فى كلية الأداب –قسم اللغة الانجليزية بجامعة المنيا (مستر بهج)، والذى كان عائدا لتوه من لندن حاصلا على الدكتوراة فى علم نطق الانجليزية .وصلنا لندن وهى تحتفل باعياد عديدة ’ الانتخابات البرلمانية فى هذه البلاد عيد ’ أخذنى صديقى يوسف فى تاكسى لندنى ومزحنا مع السائق قائلين : اليوم السفرة مجانا بسبب فوز كاميرون فقال ضاحكا : لا اليوم الاجرة الضعف لاننى لم انتخب كاميرون !...أعتقد أن الرجل قد نام فى بيته ليلتها أمنا ! يحب البريطانيون الأم الملكة حتى العبادة وينتخبون حكومة ديمقراطية علمانية حتى الالحاد ...هذا تراه’ فقط’ فى بريطانيا العظمى !!! انشغل الاعلام الانجليزى بالاحتفاء بمرور ستون عاما على نهاية الحرب الكونية الثانية وشاهدت على شاشة التلفاز الانجليزى الكثير من الافلام الوثائقية عن الحرب العالمية الثانية وعن شخصية هتلر الخاريسماتيكية فى الخراب ’ الحدث الكبير الذى غطى على كل الأحداث هو ولادة ولى عهد جديد فى العائلة الملكية "شارلوت اليزابيث ديانا" الامير وليم والاميرة كيتى اعطوا للحفيدة الملوكية اسما خاصا بها "شارلوت" ولقبين الام "ديانا"والجدة "اليزابيث".طغت أخبار الولادة الملوكية على كل ما عداها ....
هذا كله اضفى على حفل تخرج صديقى يوسف جوا ملوكيا ...سمعت كثرا عن قاعة البرت هول الملكية الا أن رأتها عيونى ، قاعة اوبرالية ملوكية تفوق الوصغ فى رونقها وجمالها ’ تسع لالفي شخص جلس الطلاب والطالبات الخريجون وسط القاعة والضيوف واهالى الخريجين على الجوانب ....القى رئيس الجامعة خطابا ختمه (الله يحفظ الملكة God Save The Queen )...........قامت الفرقة الموسيقة الملكية بعزف موسيقى كلاسيكية ثم بدأ الطلاب فذى الخروج لاستلام الشهادات وهم يرتدون الزى الجامعى الزاهى الفضفاض...الشئ الرائع والمبشر بالخير لبلدنا الثانى اليونان ’ أنه من ضمن الف خريج ونيف يمثلون مائة واحد عشر دولة ’ كان هناك أكثر من مائنين خريج يونانى .كما تم منح جائزة التفوق لطالبة يونانية .هذا يفند خرافة أن اليونانى كسول وأكول وشريب ومرتشى ! الا أذا كانت الطيور على أشكالها تقع !
لقد أزال العلم وحده الحواجز بين الالوان والثقافات والاديان حيث أجتمعت عصارة العقول من كل الأمم ومن كل القبائل ومن كل الشعوب ’ أمام عرش العلم والرقى وقوف صفوف صفوف ’ لا يحملون بين ضلوعهم الا علما وحبا يبشر بالخير للبشرية ’ فى هذه الأجواء يشعر الانسان بالفرح ويتذكر قول التوراة عن رضى الله على خليقته بعد ما صنع الانسان وتنازل له عن الكون ليضع فيه لمساته الأخيرة ’ وقتها "ورأى الله أن كل شئ حسنا جدا ". يا اما يكون الانسان هيك يا بلاه
قالها صديق لبنانى متفوق ! كان عرس تحرج صديقى ملوكيا بكل المقاييس وقد حصل على الماستر فى الهندسة المدنية من الكوليج الملكى بلندن ’ هذه المؤسسة العلمية يخرج منها علماء العالم وكوادره العلمية وتتخاطفهم الشركات الكبرى والحكومات ’ صديقى تألق فى كل شئ ’ أخذنى قى اليوم التالى لرؤية لندن فى قلبها النابض ساعة بيج بين التى كان ينضبط عليها كل زمان العالم يوما ونهر التيمز والبرلمان ...أخذنى الى دوان ستريت 10 مقر رئيس الوزراء البريطانى والى القصر الملكى والذى انحرم الناس من دخولها والتجول فى أروقتها بسبب حفنة أخرى من الشباب قررت ’ بايحاء من الشيطان وحلفائه’’ أن تحمل ’ بدلا من القلم والكتاب ’ قررت أن تحمل المدفع والحزام الناسف بين ضلوعها !!! وعشنا طقس تغيير الحرس الملكى ورأينا الخيول الملكية ..بهاء الملوك والامبراطورية لا يضيع من بريطانيا العظمى "ميغالى بريتانيا" حتى وان قبلوا استقلال المستعمرات وتركوها فى بهاء ملوكى ’ فى ساحة البرلمان وقفت ’ متأملا ’ أمام تمثال ونستون تشرشل الضخم والذى خصصت له مجلة "لوبوان" الفرنسية عددا خاصا ولقبته "أسد الحرب "(لوبوان 20 مارس 2015 )’ وتذكرته يوم ’والقصة حقيقية ’ ان زار الولايات المتحدة وأقام فى البيت الأبيض وذات صباح واذا هو خارج من الحمام مثلما ولدته أمه ...تفاجأ به الرئيس روزفلت وأصابته الدهشة ...وهنا قال تشرتشل للرئيس الامريكى قولا صار نهجا " ان انجلترا ليس لديها ما تخفيه !" ...فعلا ليس لديهم ما يخفونه عن العالم ’ يعطوا حتى الوجع . لفتنى فى ميدان البرلمان مجموعة من أتباع هيئة "الجرين بيس" تجمع التبرعات للاجئين السوريين !
خنت حبى الأول هذه المرة اذا لم ازر عالم الكتب ولا المتحف البريطانى ’ولكنى قرأت لندن كتابا مفتوحا ولقد اسكننى صديقى فى فندق فخم بجوار حديقة الهايد بارك الشهيرة وأنا أتمشى فى الحديقة التقيت بمجموعة من طلاب المدارس طلبوا أن يلتقطوا صورة معى التقطت منهم الفرح . هنا ، الثقافة فى متناول الجميع ، بمجرد خروجك من مترو انفاق لندن الفخم ، يعترض طريقك من يعطيك ’ بأدب جم ’ جريدة ضخمة مجانا ويقول لك "شكرا". ذهب بى صديقى الى كنيسة "الأجيا صوفيا " اليونانية فى أرقى أحياء لندن ’ فى مدخل الكنيسة لوحة رخامية تذكر أسماء من قاموا ببناء الكنيسة ’ اليونانيون ’ أنما ذهبوا ’ يحملون ترائهم اللاهوتى وكنائسهم ومطاعمهم ولا ينسون "الأجيا صوفيا " والقنسطنطينية ! أهدانى قس الكنيسة كتاب الصلوات باليونانية والانجليزية ’ وجدته أكثر شمولا من نفس الكتاب الذى أهدانى اياه قس وعالم لاهوت يونانى –امريكى فى زيارتى الأخيرة لمدينة بوسطن الامريكية.
يغلب على الطبعة الانجليزية الرزانة والهدوء والشمول بينما يسود النسخة الأمريكية السرعة واللهوجة (نفسية الفاست فود حتى فى كتب اللاهوت). خرجنا من الكنيسة اليونانية ’ واذ أمامنا مطعم ومقهى "بيزانطيون" وأكلنا سوفلاكى على الطريقة الانجليزية .
لفتنى فى صالة السفر فى طريق العودة كتابين تحت اسم "الخوف " و"أغنية الاشباح" ’ تشعر أن الانسان الغربى قد تعقلن حتى الجفاف وتهيكل حتى صمت عفوية الشعر ودالة الوجود وهرم حتى فارقته بساطة الطفولة ’ يمطرك بوابل من التشكرات والباردونات والانحنأأت لكى يقول لك (خليك فى حالك وأنا فى حالى),’ يبدو لى أن الانسان الغربى قد استنفذ حواره مع الوجود بعد أن أمطره بوابل من الأسئلة المصيرية ...يبختر الانسان الغربى مزهوا على مسرح الوجود ’ ولعله فى يوم الحساب الأخير سيفتخر أنه يسلم الى الخالق عالما مليئا بالابداعات والانجازات وهل لوجود الانسان على هذه البسيطة من هدف أخر !!!تحياتى وتشكراتى لصديقى يوسف ودعائى له ولرفاقه فى دروب العلم بالبركة وأن يصيروا نورا للعالم وملحا للأرض.
* مطرانية بيريه
ونستون تشرتشل – رئيس وزراء بريطانيا العظمى- 1874- 1965
دارس التاريخ مثلى يحزن من أن الامبرطورية التى لم تكن تتجرأ الشمس أن تغيب يوما عنها ، تقبع اليوم فى ضباب كثيف ، لندن مدينة الضباب ، ارتضت الضباب ثوبا تتألق فيه جمالا ورقة وعذوبة ، الشرقى ،مثلى ، لا يرى الشمس فى العاصمة البريطانية الا قليلا لكنه يرتاح الى غموض مدينة لندن وهى تتغطى بمخمل الضباب و لا تكشف انوثتها الحضارية ودلالها الثقافى وقوامها الممشوق الملوكى الا للعاشقين والساجدين المتواضعين فى محراب الحب والجمال والعلم.
هذه المرة جاءت الدعوة من صديق عالم فى مقتبل العمر جميل الاطلالة وديع الطبع،حاد الذكاء، متعدد المواهب، قطع شوطا كبيرا فى دروب العلم والثقافات واللغات ،’ نموذجا للتحدى فى أرقى معانيه ، لم يورثه أهله مالا أو عقارا بل قلبا منسكبا فى ذهن متقد وطموحات وطاقة تحدى ، وسموه يوسف وذكروه دائما أن الايمان بنعمة الله هو سر نجاح كل يوسف "وكان الرب مع يوسف فكان رجلا ناجحا" صديقى يتخرج من واحدة من أرقى المؤسسات العلمية فى العالم، من الكوليج الملكى فى لندن London Imperial College
قال يوما أحد رؤساء الكوليج عن العلم وقيمته ودوره فى الحياة وتاريخ الناس :
"ٍScience ,like all arts , gives expression to the innermost yearnings of the human spirit and thereby enriches our lives. It changes profoundly our comprehension of the world around us and of our place in it “( A Hundred Years of Civil Engineering At South Kensington – The Origins and History of the Department of Civil Engineering of Imperial College 1884 -1984 , London 1985 ).
وبالعربية "أن العلم مثله مثل كافة الفنون يطلق العنان لتجلى أعمق أشواق الفكر الانسانى وهكذا يغنى حياتنا ’ ويغير فهمنا للكون حولنا تغييرا عميقا ويعيدنا الى مكانتنا الحقيقة فيه".
آخر لقاء لى بلندن كان مؤتمر علوم اللاهوت فى مدينة أكسفورد العريقة فى 1983 من القرن الماضى . لندن مدينة الجمال الملوكى ’ اذا كانت باريس قد بناها فنانون ’ لندن بناها ملوك ’ كل شبر فيها ينطق بمجد وأبهة ملوكية ’ حتى اللغة الانجليزية فى هذه البلاد لها موسيقة خاصة كما علمنا استاذ "علم الفونيطيقا " فى كلية الأداب –قسم اللغة الانجليزية بجامعة المنيا (مستر بهج)، والذى كان عائدا لتوه من لندن حاصلا على الدكتوراة فى علم نطق الانجليزية .وصلنا لندن وهى تحتفل باعياد عديدة ’ الانتخابات البرلمانية فى هذه البلاد عيد ’ أخذنى صديقى يوسف فى تاكسى لندنى ومزحنا مع السائق قائلين : اليوم السفرة مجانا بسبب فوز كاميرون فقال ضاحكا : لا اليوم الاجرة الضعف لاننى لم انتخب كاميرون !...أعتقد أن الرجل قد نام فى بيته ليلتها أمنا ! يحب البريطانيون الأم الملكة حتى العبادة وينتخبون حكومة ديمقراطية علمانية حتى الالحاد ...هذا تراه’ فقط’ فى بريطانيا العظمى !!! انشغل الاعلام الانجليزى بالاحتفاء بمرور ستون عاما على نهاية الحرب الكونية الثانية وشاهدت على شاشة التلفاز الانجليزى الكثير من الافلام الوثائقية عن الحرب العالمية الثانية وعن شخصية هتلر الخاريسماتيكية فى الخراب ’ الحدث الكبير الذى غطى على كل الأحداث هو ولادة ولى عهد جديد فى العائلة الملكية "شارلوت اليزابيث ديانا" الامير وليم والاميرة كيتى اعطوا للحفيدة الملوكية اسما خاصا بها "شارلوت" ولقبين الام "ديانا"والجدة "اليزابيث".طغت أخبار الولادة الملوكية على كل ما عداها ....
هذا كله اضفى على حفل تخرج صديقى يوسف جوا ملوكيا ...سمعت كثرا عن قاعة البرت هول الملكية الا أن رأتها عيونى ، قاعة اوبرالية ملوكية تفوق الوصغ فى رونقها وجمالها ’ تسع لالفي شخص جلس الطلاب والطالبات الخريجون وسط القاعة والضيوف واهالى الخريجين على الجوانب ....القى رئيس الجامعة خطابا ختمه (الله يحفظ الملكة God Save The Queen )...........قامت الفرقة الموسيقة الملكية بعزف موسيقى كلاسيكية ثم بدأ الطلاب فذى الخروج لاستلام الشهادات وهم يرتدون الزى الجامعى الزاهى الفضفاض...الشئ الرائع والمبشر بالخير لبلدنا الثانى اليونان ’ أنه من ضمن الف خريج ونيف يمثلون مائة واحد عشر دولة ’ كان هناك أكثر من مائنين خريج يونانى .كما تم منح جائزة التفوق لطالبة يونانية .هذا يفند خرافة أن اليونانى كسول وأكول وشريب ومرتشى ! الا أذا كانت الطيور على أشكالها تقع !
لقد أزال العلم وحده الحواجز بين الالوان والثقافات والاديان حيث أجتمعت عصارة العقول من كل الأمم ومن كل القبائل ومن كل الشعوب ’ أمام عرش العلم والرقى وقوف صفوف صفوف ’ لا يحملون بين ضلوعهم الا علما وحبا يبشر بالخير للبشرية ’ فى هذه الأجواء يشعر الانسان بالفرح ويتذكر قول التوراة عن رضى الله على خليقته بعد ما صنع الانسان وتنازل له عن الكون ليضع فيه لمساته الأخيرة ’ وقتها "ورأى الله أن كل شئ حسنا جدا ". يا اما يكون الانسان هيك يا بلاه
قالها صديق لبنانى متفوق ! كان عرس تحرج صديقى ملوكيا بكل المقاييس وقد حصل على الماستر فى الهندسة المدنية من الكوليج الملكى بلندن ’ هذه المؤسسة العلمية يخرج منها علماء العالم وكوادره العلمية وتتخاطفهم الشركات الكبرى والحكومات ’ صديقى تألق فى كل شئ ’ أخذنى قى اليوم التالى لرؤية لندن فى قلبها النابض ساعة بيج بين التى كان ينضبط عليها كل زمان العالم يوما ونهر التيمز والبرلمان ...أخذنى الى دوان ستريت 10 مقر رئيس الوزراء البريطانى والى القصر الملكى والذى انحرم الناس من دخولها والتجول فى أروقتها بسبب حفنة أخرى من الشباب قررت ’ بايحاء من الشيطان وحلفائه’’ أن تحمل ’ بدلا من القلم والكتاب ’ قررت أن تحمل المدفع والحزام الناسف بين ضلوعها !!! وعشنا طقس تغيير الحرس الملكى ورأينا الخيول الملكية ..بهاء الملوك والامبراطورية لا يضيع من بريطانيا العظمى "ميغالى بريتانيا" حتى وان قبلوا استقلال المستعمرات وتركوها فى بهاء ملوكى ’ فى ساحة البرلمان وقفت ’ متأملا ’ أمام تمثال ونستون تشرشل الضخم والذى خصصت له مجلة "لوبوان" الفرنسية عددا خاصا ولقبته "أسد الحرب "(لوبوان 20 مارس 2015 )’ وتذكرته يوم ’والقصة حقيقية ’ ان زار الولايات المتحدة وأقام فى البيت الأبيض وذات صباح واذا هو خارج من الحمام مثلما ولدته أمه ...تفاجأ به الرئيس روزفلت وأصابته الدهشة ...وهنا قال تشرتشل للرئيس الامريكى قولا صار نهجا " ان انجلترا ليس لديها ما تخفيه !" ...فعلا ليس لديهم ما يخفونه عن العالم ’ يعطوا حتى الوجع . لفتنى فى ميدان البرلمان مجموعة من أتباع هيئة "الجرين بيس" تجمع التبرعات للاجئين السوريين !
خنت حبى الأول هذه المرة اذا لم ازر عالم الكتب ولا المتحف البريطانى ’ولكنى قرأت لندن كتابا مفتوحا ولقد اسكننى صديقى فى فندق فخم بجوار حديقة الهايد بارك الشهيرة وأنا أتمشى فى الحديقة التقيت بمجموعة من طلاب المدارس طلبوا أن يلتقطوا صورة معى التقطت منهم الفرح . هنا ، الثقافة فى متناول الجميع ، بمجرد خروجك من مترو انفاق لندن الفخم ، يعترض طريقك من يعطيك ’ بأدب جم ’ جريدة ضخمة مجانا ويقول لك "شكرا". ذهب بى صديقى الى كنيسة "الأجيا صوفيا " اليونانية فى أرقى أحياء لندن ’ فى مدخل الكنيسة لوحة رخامية تذكر أسماء من قاموا ببناء الكنيسة ’ اليونانيون ’ أنما ذهبوا ’ يحملون ترائهم اللاهوتى وكنائسهم ومطاعمهم ولا ينسون "الأجيا صوفيا " والقنسطنطينية ! أهدانى قس الكنيسة كتاب الصلوات باليونانية والانجليزية ’ وجدته أكثر شمولا من نفس الكتاب الذى أهدانى اياه قس وعالم لاهوت يونانى –امريكى فى زيارتى الأخيرة لمدينة بوسطن الامريكية.
يغلب على الطبعة الانجليزية الرزانة والهدوء والشمول بينما يسود النسخة الأمريكية السرعة واللهوجة (نفسية الفاست فود حتى فى كتب اللاهوت). خرجنا من الكنيسة اليونانية ’ واذ أمامنا مطعم ومقهى "بيزانطيون" وأكلنا سوفلاكى على الطريقة الانجليزية .
لفتنى فى صالة السفر فى طريق العودة كتابين تحت اسم "الخوف " و"أغنية الاشباح" ’ تشعر أن الانسان الغربى قد تعقلن حتى الجفاف وتهيكل حتى صمت عفوية الشعر ودالة الوجود وهرم حتى فارقته بساطة الطفولة ’ يمطرك بوابل من التشكرات والباردونات والانحنأأت لكى يقول لك (خليك فى حالك وأنا فى حالى),’ يبدو لى أن الانسان الغربى قد استنفذ حواره مع الوجود بعد أن أمطره بوابل من الأسئلة المصيرية ...يبختر الانسان الغربى مزهوا على مسرح الوجود ’ ولعله فى يوم الحساب الأخير سيفتخر أنه يسلم الى الخالق عالما مليئا بالابداعات والانجازات وهل لوجود الانسان على هذه البسيطة من هدف أخر !!!تحياتى وتشكراتى لصديقى يوسف ودعائى له ولرفاقه فى دروب العلم بالبركة وأن يصيروا نورا للعالم وملحا للأرض.
* مطرانية بيريه
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire