jeudi 7 avril 2016

يهوذا الاسخريوطى بين البطريرك الأنبا شنودة الثالث والأب الدكتور اللاهوتى صموئيل(مجدى) وهبة صموئيل الاب أثناسيوس اسحق حنين





يهوذا الاسخريوطى بين البطريرك الأنبا شنودة الثالث والأب الدكتور اللاهوتى صموئيل(مجدى) وهبة صموئيل

أعداد الأب المتقدم فى الكهنة الدكتور أثناسيوس حنين –مطرانية بيرية –اليونان

احتفل الأقباط بمرور عام على رحيل البطريرك الأنبا شنود ة الثالث ’ولاشك أن حياة البطريرك الراحل (1971 -2012 ) تحتاج الى
مراجع كثيرة وكتب لأنه أراد ونجح فى أن يكون علامة ’ لقيام وسقوط ’كثيرين فى أرض مصر’ 

’ علامة لقيام أهل الحظوة والثقة وعلامة لسقوط أهل النخبة والعلم . عرفنا الرجل عن قرب ولقد شجع الكثيرين منا فى البداية على البحث والدرس وكم كان سعيدا حينما حضر الى مصر البروفسور ستليانوس بابادوبلوس استاذ علم الباترولوجى فى كلية اللاهوت –جامعة أثينا’ وربما كانت تلك المرة الأولى التى يتكلم فيها لاهوتى بيزنطى بهذه الدرجة العلمية الرفيعة فى كاتدرائية قبطية وبحضور بطريرك بحجم البابا شنودة منذ المجمع الخلقيدوني المسكونى الرابع فى 451 م أى منذ الانفصال المأساوى بين الأقباط والبيزنطيين لأسباب غير لاهوتية فى البدايات ’ أدت الى مأسى لاهوتية لاحقا ولقد أعجبنى المؤرخ القبطى ’ الذى ينتمى الى جيل الباشاوات الحقيقيين ’ يعقوب باشا نخلة الذى لم يرى سببا لمأساة الانقسام بين القبط والروم غير العناد !!!(راجع تاريخ الامة القبطية يعقوب بك نخلة الطبعة الاولى روفيلة الطبعة الأولى عام 1898 والثانية عام 2000 ص 27) . القى البروفسور اليونانى محاضرة لاهوتية فى الكاتدرائية الكبرى وقام وقتها بالترجمة الأب الدكتور صموئيل وهبة. ليس القصد من هذا المقال نبش القبور ولا فحص الماضيات بل أولا وقبل كل شئ عرفان بالجميل للرجلين البطريرك وعالم اللاهوت اللذان شاركا فى صنعى كل على طريقته ’ الثانى دعانى الى الكنيسة وأنا طالب فى الجامعة(من أجل خلاص نفسك ) حسب تعبيره الجميل والذى أحاول الى اليوم أن أفهمه وأحققه وأتحقق منه والأول طردنى من الكنيسة وأنا كاهن قديم الأيام ليحررنى’ بارك الله فيه ’ من نير أثقل كاهلى وعطل توبتى الروحية والعلمية واللاهوتية!!! القصد الثانى من وراء هذه السطورهو التطلع الى الأتيات والقياميات للأخذ بأسباب النهضة والانبعاث من القبور ’لأن الكتابة فى اللاهوت هى كلام فى القياميات وليس فى الأموات ’ ومن حق كل عظيم علينا أن نتأمل فى سيرته ونستخلص العبر ’ يزيد الأمر تعقيدا أن الشعب فى مصر’ منذ أن قرر ترك صالونات بيزنطة وفكرها الارستقراطى الحر والراقى خلق لنفسه مجتمع الفلاحين والمزارعين وأنعزل فيه ’ يقول حسام عيتانى فى كتابه الهام جدا(الفتوحات العربية فى رواية المغلوبين ) دار الساقى –بيروت 2011 ص 53) وهو يدرس العلاقة بين الشعب القبطى والبيزنطيين ويشير الى أن المصريين الأقباط لم يقلوا ثقافة عن البيزنطيين فى مصر ’ ويصل الى أن يحمل القيادة الكنسية للاقباط مسئولية عزلهم –أنذاك والأن -عن مسيرة الحضارة الهللينية والثقافة الكونية ويقول (أمكن فى مصر للكنيسة القبطية الاستحواذ على هيمنة راسخة ثقافية وروحية ’ رعاها الرهبان – الفلاحون المنتشرون فى أديرة تمتد الى عمق الصعيد ومجاهل الصحراء جعلت منها ’أى من الكنيسة ’سلطة سياسية موازية لسلطة روما ومن ثم للقسطنطينية...أن القوام الفكرى للكنيسة القبطية لم يكن فلسفة صيغت فى الاسكندرية الكوزموبوليتية ’ بل جلافة فلاحية ’كان كيرلس أخر لاهوتى مهم وكان يوحنا فيلوبونوس الفيلسوف الأخير ) القيادات القبطية فى خلقيدونية لم تدافع عن ايمان كيرلس بل عن مصالح قومية ضيقة يدفع ثمنها الشعب القبطى الى اليوم !!! ’ هذا المجتمع –الفلاحين على العكس من المجتمع المثقفين الهيللينيين الثقافة ’ لم يعتاد على طرح الأسئلة المصيرية على الحياة واللاهوت وهو يتلقى القدر مستسلما له’ ولقد اعتاد على حكم الفرد وعلى ترك مصيره للقدر سواء كان هذا الفرد فرعونا أو رئيسا أو أسقفا أو بطريركا أو هذا القدر فيضانا أو أوبئة أو جهل عميم . ربما يفسر هذا أنه من ناحية لا يوجد تاريخ فكرى وفلسفى للاقباط كشعب بل تاريخ للبطاركة كأفراد كما شرح لى يوما الانبا اثناسيوس مطران بنى سويف فى حديث مودات ’ ومن الناحية الأخرى يمكن أن نفهم لماذا تمسك القبط بعقيدة (الطبيعة الواحدة) لأنها تريح من عناء وتعب البحث فى الناسوتيات والانسانيات وتسلم المصير للاهوت أصم لا يمشى معنا على الأرض فى ناسوت كامل ولا يؤله طبيعتنا ولا يعطى لنا ذاته فى الافخارستيا ولا يحل فينا بالروح القدس ’ كما علم (بفتح العين واللام والميم) باصرار شديد البطريرك الراحل.
فى هذا المناخ اللاهوتى فى السماء بدون الناسوت على الأرض أى بدون الانسان (المونوفيزيتى) والفردى الفرعونى فى القصر بدون الشعب فى الحكم (المونارخيا) ’ لا يوجد مجال للحوار أو للحياد فانت’ فى نظرهم ’ معهم او عليهم ’ ربما يفسر هذا قلة الحوارات و ندرة الدراسات الانسانية العلمية التاريخية فى مصر لا عند المسيحيين ولا عند المسلمين ’ لأن الجميع يؤمن بضرورة أن نذكر فقط محاسن موتانا ونستسلم لالوهة لا ندرك كنهها ولا فحواها ولا نواياها ’ الوهة لا وجه انسانى لها ’ الوهة غامضة حتى المكر ! . هذا بغض النظر عن اذا كان موتانا قد لعبوا دورا كبيرا فى تشكيل مستقبل البلد أو طائفة من طوائفه’ لم يعتاد العقل العربى أو المستعرب (والقبطى عربى بالفعل حتى لو أنكر بالقول)على أن يفحص سير موتاه فحصا نقديا ’علميا’ موضوعيا وموثقا ولا يرى فى ذلك تكريما بل ربما يرى فيه اهانة فالجميع فى مصر –ونؤكد الجميع - يؤمنون أنهم (خير أمة أخرجت للناس ) رغم أنف كل الناس ’ ومع هذا النوع من البشر أى شروع فى تفكير أو نقد علمى هو جريمة تكفير واهانة للمقامات وأولياء الأمر مع سبق الاصرار والتلصص!!! .

جل قصدنا من هذه العجالة هو تكريم البطريرك الأنبا شنودة واللاهوتى الدكتور صموئيل وهبة ’ البطريرك شنودة أب الفلاحيين المصريين (كان قداسته يفتخر بأنه تربى على يد فلاحة مسلمة ورضع من لبنها بعد موت أمه ) واللاهوتى صموئيل سليل الثقافة الهلينية واللاهوت العلمى الاكاديمى ’ نريد أن يتم هذا التكريم بشكل علمى ولاهوتى يليق بالقامات العالية ’ بعيدا عن الشعارات والديماجوجيات والتشجنات التى هى بلغة أباء الكنيسة النساك اللاهوتيين تعبير صارخ عن (الأوجاع
ΤΑ ΠΑΘΗ
) ويرى الأباء أنه فى الجهاد للخلاص من الأوجاع أى الأمراض النفسية بلغة اليوم , تكمن الخطوة الاولى والحاسمة للكلام فى الالهيات بشكل موضوعى.
Ο Ορθοδόξος Χριστιανισμός δεν εϊναι παθολογία αλλά θεολογία.
بدا لجيلى الذى درس اللاهوت فى جامعات اليونان وفرنسا والمانيا أن الأب البطريرك سعيد بهذه الدراسات ’ وكان الاب الدكتور صموئيل من أول الدارسين ولقد نجح الاب صموئيل فى مزج بساطة الانجيل بعمق البحث اللاهوتى التقنى وهذا فرادة تحسب له ولهذا أحبه البطريرك حبا خاصا لأنه بسيط ولأنه عالم بسيط وغير مشاغب فكريا ’ وترجينا خيرا لأنه منذ صدام البطريرك ديميتريوس بالعلامة اللاهوتى الأفندى اوريجينوس فى القرن الثالث الميلادى ’ لم نجد بطريركا قبطيا يرتاح الى علماء اللاهوت الأفندية ويأنس اليهم ويستأنس بأرائهم فى ادارة شئون الأمة العظيمة’ الشئون الزمنية والابدية بدون اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير ولا تحول كما قال الأباء فى المجمع المسكونى الرابع 451 م
(راجع
راجع مجموعة الشرع الكنسى او قوانين الكنيسة المسيحية الجامعة منشورات النور 1985 فصل المجمع المسكونى الرابع ص 370 -445) . قام الأب صموئيل بالتعليم فى الاكليريكية مادة "العهد الجديد واللغة اليونانية
Κοινή Διαθήκη καί Ελληνική Γλώσσα

’ونحن نشفق على كل صادق يريد معرفة خبايا العهد الجديد ولا يعرف اللغة اليونانية وخاصة من الاكليروس والخدام ونهمس فى أذانهم أن لا يكونوا مغالين فى الثقة أن النص يقول باللغة العربية كل شئ وأن يسألوا أهل العلم أن كانوا لا يفقهون. ظن الدياكون الدكتور ’ وهنا فعلا أن كل الظن أثم وليس بعضه ’ ظن الأب الدكتور’ نقول ’ وظننا معه أن الساعة جأت وهى الأن لكى تستعيد مصر دورها اللاهوتى وريادتها العلمية على يد جيل من الشباب زرع وحده بالدموع وها هو يحصد’ للكنيسة كلها ’ بالابتهاج ’ ووقف صموئيل وهبة فى قاعة الدرس يشرح و يسلم ما أستلمه من أباء الكنيسة العظام ومن أحفادهم علماء اللاهوت الارثوذكس’ نقصد ما استلمه فى اثناء مناقشة رسالة الدكتوراة التى قدمها الأب صموئيل الى كلية اللاهوت فى جامعة تسالونيكية ولقد قدمها فى عام 1999 وكتب لى اهداء على النسخة التى قدمها لى نصه (الى أبى الحبيب القس اثناسيوس مع تمنياتى القلبية بتعزية ألام المسيح وبقوة وفرح قيامته فى خدماتكم لكنيسته

أخوك مجدى وهبة تسالوينكى 10 -5 -2000) .

كانت المسيحية كلها عند مجدى أفندى ’ كما كان يحب أن يسميه والدى فى سمالوط ’هى قلب مشتعل بحب المسيح’ أحب الحميع فأحبه الجميع فى سمالوط حيث مسقط رأسه والمنيا حيث درس فى كلية الزراعة وفى القاهرة حيث خدم الرب وفى اليونان حيث تخصص فى العلوم اللاهوتية وفى سوريا ولبنان بل ورومانيا لأنه حقا كان يسعى ليكون انسان كامل فى ملء معرفة المسيح ’ كان لا يكف عن أن يمطرنا بالدعوات والابتهالات للرب الذى بدا لكل من تعامل معه أنه كان يراه عن قرب وله معه صلة ما ’ لم تختف الابتسامة النابعة من فرح قلبى من وجهه قط ’ كان حقا مجدى(ذوكسا باليونانية) وسكن فى الأمجاد من هنا على الأرض ’ أهدى الدكتور مجدى رسالة الدكتوراة (الى كنيستى القبطية التى حفظت الايمان المستقيم وتحيا فى الام المسيح وفرح قيامته ) ’ كان يكرر ’ ربما عن غير قصد ’ قولة الاستاذ الدكتور طه حسين (الكنيسة القبطية مجد مصرى قديم ). ان من يعرف العالم الارثوذكسى البيزنطى فى العالم وفى اليونان ’ يدرك قدر الصعوبة التى تكمن فى أن تحاول أن تقنع 400 مليون ارثوذكسى روم فى العالم ’ أن الكنيسة التى تركت مسيرة الكنيسة الجامعة منذ 451عام ميلادية الى اليوم ’ هى كنيسة مستقيمة الرأى ارثوذكسية حتى ولو كانت الثلاث القرون الاولى عظيمة ومجيدة كما يرى البعض من اللاهوتيين القبط الصادقين! ولكن مجدى ورفاقه قالوها ’ قالوها وهم يعرفون أنها ليست حقيقة تاريخية ! ولكنهم يترجون أن تصير واقعا بعد النهضة العلمية واللاهوتية والتاريخية التى سعوا الى صنعها فى مصر والشرق .لقد أنفقت الحكومة اليونانية والكنيسة اليونانية أموالا طائلة على المبعوثين الأقباط أولا لأنهم يحبون هذه الجماعة المظلومة وثانيا لأنهم أمنوا أن القيادات الكنسية القبطية والشعب سوف يستقبلون علمائهم’ حديثا ’ استقبال الابطال النهضويين بعد أن استقبلوا ’العرب ’ قديما استقبال الابطال المحررين من النير البيزنطى كما كتب احد أساقفة القبط ’ منذ أيام ’ و بعد استتاب الأمور للحكم الاسلامى-الاخوانى فى مصر! وقال الراجون نهضة القبط أنه اذا كان البطريرك كيرلس الخامس قد استقبل مطبعة صماء بالتهليل ’ فلابد أن البابا شنودة سوف يستقبل العلماء الذين سيزودون المطابع بالابداعات العلمية واللاهوتية بتهليل أكبر(همس لى مرة الاستاذ الدكتور موريس تاوضروس استاذ العهد الجديد واللغة اليونانية بأنه لا يقدر أن يطبع كتابا فى مطبعة الانبا رويس لأن المطبعة لا تطبع الا كتب البابا) ! بدأ الدكتور مجدى التدريس فى الاكليريكية وأراد الرجل أن يسلم ما سبق وأستلمه من اساتذة كبار مشهود لهم فى العالم أجمع ’ وصدق وصدقنا معه أن القبط يعيشون عصر النهضة والعلم ’ وكان رحمه الله وكنا معه نقف ضد كل من تسول له نفسه من كبار القبط أن ينتقد من بعيد أو قريب الصرح البطريركى أوالجالس عليه ’ قام بتعليم ’ نقول ’ ما تعلم وقد فاتنا أن نورد عنوان رسالة الدكتوراة وهى ( الأم وقيامة المسيح وما يتعلق بها من قضايا ومشاكل تفسيرية كما وردت فى شروحات وتفاسير الشراح والمفسرين الاسكندرانيين والاقباط ) ’ العنوان حافل بالمعانى فالشراح الاسكندرانيين هم الهيللينى الثقافة وكانت الثقافة السائدة فى الشرق حتى الغزو العربى فى القرن السابع الميلادى والأقباط هم الشراح المتأخرين فى العصور الوسطى بعد أن أستتب للعرب حكم وتعريب مصر ونسى الأقباط أو كادوا أخر صلة لهم بالتراث الأغريقى وهى اللغة القبطية ’ذكر الباحث أولا الأباء الكبار أغريغوريوس اللاهوتى (القرن الثالث ) ويوحنا الذهبى الفم (القرن الرابع)أبيفانيوس أسقف قبرص (القرن الرابع)’يوحنا الدمشقى (القرن التاسع)ثيؤفيلاكتوس البالغارى (القرن الحادى عشر) أغريغوريوس يالاماس (القرن الر ابع عشر)’ ومن الأسكندرانيين ذكر أوريجينوس (القرن الثالث)’وديونيسيوس الاسكندرى (القرن الثالث) ’ أثناسيوس (القرن الرابع)’ديديموس الأعمى(القرن الرابع)’ كيرلس الاسكندرى(القرن الخامس)’أمونيوس الاسكندرى (القرن الخامس)’ثيؤدوسيوس الاسكندرى(القرن السادس) .نلاحظ فى هذه القائمة الدالة التى يتعامل بها الباحث القبطى مع تاريخ الأباء فمنهم أباء ما قبل مجمع خلقيدونية ومنهم أباء ما بعد المجمع وهذا أدى الى أن يقول البعض أنه لو تناسينا الجانب السياسى وأحزان هذه الفترة وخلاف الأخوة فأن المجمع المسكونى الرابع يعتبر اضافة كبيرة للاهوت المصرى . ذكر أيضا الأب صموئيل من الاقباط المستعربين كل من حاول أن يكتب تفسيرا علميا كان أو روحيا ’ شعبيا كان أو أكاديميا الى أن جأ الى الأنبا شنودة الثالث فقال عنه (هو البطريرك الحالى للكنيسة القبطية منذ 1971 وو البطريرك المائة والسابع عشر وهو الأب الروحى لعشر ملايين قبطى وهو شخصية خاريسماتيكية ومتكلم بارع ونشيط وكتب مئة مؤلف وكتب عن الفصح والخميس العظيم ويغلب على كتابات وشروحات البطريك التفسير الرمزى بهدف بنيان المؤمنين).ما لم يقله الأب صمؤئيل أن التفسير الرمزى ’ نعم يدغدغ مشاعر المؤمنين الروحية ’ ولكنه يفرغ اللاهوت من التاريخ أى من الناسوت ’ نسطورية جديدة’ ولهذا يجد اتباع التفسير الرمزى أنفسهم فى أزمة مع التاريخ فيهربون منه أو يصطدمون به ’ ونعلم أن اللاهوت الرسمى للكنيسة الجامعة هو لاهوت تاريخ التجسد وتجسد التاريخ ’ وأن الكنيسة وقفت أمام التطرف فى التفسير الرمزى ولم تستقم مسيرة الكنيسة الا حينما اصطلحت الرمزية الاسكندرانية مع التأريخية الانطاكية على يد الأباء الكبار كيرلس الاسكندرى ويوحنا الانطاكى ’ ولعل الصدام فى المجمع المسكونى الرابع الخلقيدونى هو صدام بين الافراط فى الرمزية الاسكندرانية التى فرغت التجسد من الناسوت (المونوفيزية)التى تزعمها ديوسقوروس والواقعية التاريخية الشرقية التى قادها كيرلس الكبير مع الانطاكيين ومع روما والقسطنيطنية ’ الاصرار على ناسوت المسيح الكامل هو اصرار على تاريخية المسيحية وواقعيتها ومن هذا الناسوت المؤله فى اتحاده باللاهوت فى شخص أقنوم الكلمة الواحد’ من أجلنا ستخرج الكنيسة جسد الكلمة الى التاريخ فى مسيرة أفخارستية شاهدة وشهيدة لتستأثر كل فكر الى طاعة المسيح-فكر الله المتأنس (لم يكن الانبا شنودة يحب هذه التعبيرات ولا مضمونها وهذا هو السبب الأساسى وراء كرهه للاب متى المسكين والدكتور جورج حبيب بباوى). بدأ الأب صموئيل فى شرح الام السيد وقيامته الى أن جأ الى العشاء الأخير وما عرف "بخيانة يهوذا" وهنا نزل العالم اللاهوتى على الارض من سماء الرمزية وعلم ما علمه الأباء الكبار وما يعلمه اللاهوت المستقيم الرأى فى العالم أجمع وهو باختصار أن العشاء الأخير ليس هو الفصح اليهودى بل هو الافخارستيا وأن يهوذا وبحسب شهادة كل أباء الكنيسة الجامعة وتراثها عاش مع التلاميذ كل مراحل الرحلة الأخيرة للسيد المسيح وشارك فى كل شئ وفى العشاء الأخير, نقرأ فى كتاب "التريودى" وهو كتاب العبادة فى الصوم الاربعينى فى الكنيسة الرومية الارثوذكسية وفى فصل "ترتيب الالام المقدسة" – يوم الخميس الكبير المقدس حوارا لاهوتيا وعتابا انسانيا راقيا بين الكنيسة المرنمة والساجدة ويهوذا:
(أى سبب جعلك يا يهوذا أن تسلم المخلص وهل أفصلك من صف الرسل وهل أعدمك موهبة الأشفية .هل تعشى مع أولئك وأقصاك عن المائدة ’ هل رحض أرجل البقية وأعرض عنك ’ فيا لكم من الصالحات صرت ناسيا واما عزمك الغير شكور فقد فضح ’ وأما طول أناته التى لا تقدر فيشاد بها وبمراحمه العظمى) ص 376 ومن أروع الأثار العملية لخيانة يهوذا بعج تناوله العشاء السرى ’ نجد هذه الصرخة التى تطلقها الكنيسة كلها المقبلة على العشاء السرى قائلة (اقبلنى اليوم شريكا لعشائك السر يا ابن الله لانى لست اقول سرك لاعدائك’ولا اعطيك قبلة غاشة مثل يهوذا ولكن كاللص اعترف لك اذكرنى يارب اذا أتيت فى ملكوتك ) راجع القداس الالهى لابينا الجليل فى القديسين يوحنا الذهبى الفم أفشين قبل المناولة.
وصل الى علم الأب البطريرك من بعض الطلبة أهل الثقة والحظوة البطريركية الذين تم وضعهم ليتجسسوا حريتنا التى فى المسيح ’وهذا تراث قبطى عريق’ ولقد وصل من مارسه باتقان الى أرفع المناصب الكهنوتية !!!.نقول وصل الى علم البطريرك أن....الاستاذ مجدى( بيقول أن يهوذا أتناول ).قال الجواسيس ..هكذا بكل بساطة وبدون أى فهم للاطار العلمى واللاهوتى لرسالة الدكتوراة التى سكبها الراحل دما فى اربعمة وثلاثة واربعين صفحة من القطع الكبير ......وهنا أوكل البابا الى الاسقف بيشوى الذى لا يحمل شهادة فى اللاهوت ليحقق مع الدكتور اللاهوتى وأعادوا الينا غيرة وحسد البطريرك ديميتريوس من علم أوريجينوس الأفندى’ وكنا قد قررنا أن ننسى هذه الفترة ’أن ننساها ونفتح صفحة جديدة ....صدم الاستاذ مجدى من أساليب الاسقف الالتوائية على الناس والحق ولأن الاسقف من أهل الثقة والحظوة فهو على استعداد أن يسحق كل من يغضب البطريرك’ كان يقولها علنا بكل فخر وبلا خجل ’ وتم اذلال الاستاذ مجدى ومنعه من التدريس واهانة الدرجة العلمية التى يحملها بل واهانة الذين منحوه الدرجة وفى ذات الوقت احتقار الشعب الذى أحب علم الرجل ’ ولاذ الاستاذ مجدى بالصمت مثل يوحنا الذهبى الفم امام حيل واضطهاد البطريرك ثيؤفيلوس وحاشيته فى القرن الخامس ’ لاذ بالصمت احتراما وذهولا حتى أن زوجتى ’ وهى سورية انطاكية ارثوذكسية رومية شكلا وموضوعا ’قالت له فى مكالمة تليفونية وباللهجة الشامية( يضرب يهوذا ما لك ومال يهوذا ..وليه تزعل سيدنا.منك..)كانت زوجتى على استعداد أن تتناسى التاريخ وهى الانطاكية من أجل خاطر سيدنا و سلامة خدمة الاستاذ مجدى الذى أحببناه بالحق .قرر الاستاذ مجدى الذهاب الى بيت العائلة فى سمالوط للهدوء والكل مذهول ولم يخرج أحد من القامات الروحية العالية ولا الياقات المنشأة فى الكاتدرائية ’ لا ليحتج على الظلم هذا أمر غير وارد فى القاموس القبطى المعاصر ’بل أقله ليشرح للناس وللطلبة تلامذة الدكتور وللشعب القبطى فى الكرازة التى جال بها من الاسكندرية الى أسوان الاستاذ مجدى لينادى بكلمة الله ...لم ينشغل أحدهم ’ كالعادة ’ ان يفسر لماذا ؟ تم منع الاستاذ مجدى من التدريس فى الكلية الاكليريكة بلا أسباب علمية أو مواجهات الا هذا الاذلال من الاسقف بيشوى الذى كنا نترجى أن يتعاطى اللاهوت ويشارك فى صنع النهضة (راجع الدكتور جورج حبيب : رسالة الى المرتدين عن المسيحية الأرثوذكسية الذين يتزعمهم احد المرشحين لكرسى ما مرقس
www.coptology.org ’ ناهيك عن الانتظار على الأبواب وسيدنا
مشغول مع اصحاب وصاحبات الحظوة واذا فكرت أن تكتب مذكرة للبطريرك تشرح فيها قضيتك وتتسول الرحمة فتأكد أنها رسالتك ستمر بكل الايادى الأمينة ما عدا أيادى قداسته . .....................حزن الاب صموئيل حزنا شديدا وحزن معه كل الأخوة العائدين من اليونان للمشاركة فى النهضة اللاهوتية والعلمية وحزن الشعب والشباب القبطى الجائع الى البر والفكر اللاهوتى الراقى’ وارتعد الجميع ...... وأدركوا أنه لا يوجد مكان للبحث ولا للتاريخ ولا للرؤية العلمية للنصوص .لأن...اللاهوت والبحث العلمى يحتاجا الى أهل الخبرة ولا يجد موضعا له وسط الحاشية من أهل الحظوة وأصحاب المنافع الدينية والنفسية ....الفكر السائد هو لاهوت المزاج والأهواء حتى ولو كانت صادقة ’(غيرة ليست حسب المعرفة) البعض ذهب الى مقارنة ومطابقة ما حدث للاستاذ الدكتور مجدى وهبة على يد قيادات الكنيسة القبطية ’ بما حدث للاستاذ الدكتور نصر حامد أبو زيد على يد الجماعات الاسلامية ’ لأن المشترك علميا وتقنيا ’و بالطبع ليس لاهوتيا ’ بين العالمين مجدى وأبو زيد هو فحص النصوص من اللغات الاصلية وتدريس علم التأويل والتفسير!..................فاتنا أن نقول أن الاستاذ مجدى كان شماسا انجيليا(دياكون) وهى رتبة كهنوتية أختفت من الكنيسة القبطية وهو الشماس المتبتل والذى يكرس وقته وصحته وجسده وقلبه للعلوم الروحية واللاهوتية ولقد كان القديس أثناسيوس شماسا بهذا المعنى ’ ولهذا كان له الحق أن يتواجد فى المجمع المسكونى النيقاوى لأن الشماس الانجيلى رتبة كهنوتية ولا علاقة بينها وبين ما ألت اليه هذه الرتبة الجليلة اليوم فى مصر ’ وحينما التقى شماسنا اسقف سمالوط الانبا بفنوتيوس الذى كان قد سبق فرسم مجدى دياكونا ......وعلم الاسقف ما حدث مع مجدى اراد أن يهون على مجدى فقام بعمل ’سيخلق عداوة بينه وبين البطريركية’ و مع أن القوانين الكنسية الارثوذكسية تعطى الاسقف الحق أن يقوم بشئون ايبارشيته ولكن الانبا شنودة خلق جيلا من الاساقفة يدينون له بالولاء وهذا جيد وواجب ولكنه الولاء القاتل لكل المبادرات اللاهوتية والروحية والرعائية وهذا ضد قوانين الكنيسة ’ قام الاسقف بسيامة الدياكون الدكتور مجدى قسا وأهداه سيارة بمناسبة الحصول على الدكتوراة وبدلا من أن يفرح البطريرك وسكرتير المجمع (المجمع الغير الموجود عمليا لأن السكرتير الملهم يوفر على الاساقفة التعب ويقوم بتقرير و بتنفيذ ما يراه أنه يرضى البطريرك .لازم توقع يا سيدنا على القرارات ..لحسن سيدنا يزعل ...لاهوت الخواطر !!!) نقول بدلا من الفرح بان احد اخوتهم الاساقفة قام بمبادرة حل خلاف كبير ورأب صدع جديد بين الكنيسة القبطية والكنيسة والدولة اليونانية التى صرفت على اعداد هذا العالم ’ولقد كان اسقف سمالوط بعيد النظر ’ صارت العداوة مع الاسقف أكثر شراسة وأندهس اللاهوتى الأب صموئيل تحت أقدام الكبار التى لا تدوس بعز على الشيطان والجهل كما قالت دبورة بل تدوس بغل على الناس والعلماء !!! ونذكر أن أسقف سمالوط قد لجأ الى التراث البيزنطى الارثوذكسى لتفنيد اراء قيادات الكنيسة القبطية فى مكانة البطريرك كرئيس للكهنة ورأى أسقف سمالوط ’ كما يرى الروم ’ ’أن المسيح هو رئيس الكهنة الحقيقى وأن أى بطريرك هو رئيس أعمالالكهنوت حسب تعبير اسقف سمالوط والأدق لاهوتيا أن نقول أن الكهنوت هو مواهب الروح المنسكبة من كهنوت المسيح.على كهنوت الاكليروس .والتى أدت الى أعادة الكرامة لرئاسة كهنوت المسيح وان كل رئيس كهنة ( مأخوذ من الناس فيما لله )وهو خادم لكهنوت المسيح ولهذا لا تضع كنائس الروم الارثوذكسية على عرش الاسقف صورة قديس أو رسول حتى لا يخشر الناس سلكان البشر بل ايقونة المسيح رئيس الكهنة الأعظم حتى يرى الناس حنان الله الأب ويعلم اى اسقف انه انما يستمد رئاسة كهنوته من كهنوت المسيح وتم كتابة الكتب والمقالات التى نسميها فى علم اللاهوت
La Mauvaise Apologetique ولجأ الاسقف سكرتير المجمع "بلا
مجمع" الى دكاترة اللاهوت حتى يوثق هرطاقته حول علاقة كهنوت الاسقف بكهنوت المسيح وجعلوا بعض النصوص المنتقاة بمكر تقول ما لا تقوله فى سياقها اللاهوتى العام (راجع الصدام بين بولس واليهود حول كهنوت المسيح فى الرسالة الى العبرانيين التى نساها الشعب القبطى فى العصر السابق) أين القس صموئيل وهبة صموئيل من كل هذا ؟ ’ زاده الكهنوت بهاء وتواضعا وفرح وجال فى البلاد والقرى التى انتشر فيها الفكر البروتستانتى والخمسينى يحاجج ويشرح ويفند ويزرع الحب ويكتب فى اللاهوت مع أخوة له لاهوتيين فى القاهرة ’ ولكن كانت فى نفسه غصة النفى والاقامة الجبرية فى سمالوط والمنع البطريركى من دخول كنائس القاهرة وحرمانه من الاحباء القاهريين والاسكندرايين والصعايدة الذين يطربون لسماع عظاته اللاهوتية على بساطتها والبسيطة فى لاهوتها ..زد على ذلك أن البطريرك والحاشية من أهل الثقة قاموا بحملة تطهير كبرى من كل أثار هذا التعليم العلمى الاكاديمى واللاهوتى الغريب الوارد الى مصرمن بلاد اليونان على يد حفنة من الشباب تلاميذ الدكتور نصحى عبد الشهيد رئيس بيت التكريس الذى هو بيت بلا تكريس كما سبق وذكر الانبا شنودة فى أول اعداد الكرازة عام 1976 ’ والذى هو أى نصحى عبد الشهيد بدوره تلميذ الراهب المارق الخارج عن طاعة الكنيسة متى المسكين !!! ماذا فعل البطريرك الراحل ’ لم يخرج عيلنا وهو الكاتب الكبير بدراسة موثقة عن قضية يهوذا فى التاريخ الكنسى ولاهوت الاباء العلماء والبطاركة الذين سبقوه..’ بل قام بالتأكيد عن أن يهوذا لم يتناول هكذا مختصرا كل قضية الفداء فى جملتين ’ ولم يكتفى بذلك بل قرن الفعل بالقول وقام باعطاء الاوامر ’ وهنا أترجى كل من له احاسيس روحية مرهفة وحس تاريخى رقيق ووعى لاهوتى-انسانى أرق أن يمتنع عن متابعة القراءة ......!!!! قاموا بحذف صورة يهوذا من ايقونة العشاء الأخير وصار التلاميذ بقدرة قادر 11 أى والله.... أحد عشر تلميذا. صورة العشاء السرى لها من العمر مئات السنين والعالم كله يعرف ويرى التلاميذ اثنى عشر تلميذا ويقوم الكثيرون من رسامى الايقونات بتغميق صورة يهوذا تعبيرا عن الحزن عليه ’ ولم يتجرأ أحد لا بطريرك ولا بابا ولا مجمع مسكونى أن يحذف يهوذا من الايقونة ’جاء البابا شنودة ليقرر فى اجتماع اربعاء حذف يهوذا من الصورة التاريخية وسط الزغاريد والتصفيق بالفتح اللاهوتى الجديد!!! لقد شارك البابا شنودة بعمله هذا فى الحرب على الايقونات ووقع تحت حرمانات المجمع المسكونى السابع الذى أدان (المخالفين الشريعة الذين حاولوا القضاء على الصور الموقرة ...صور المسيح وقديسيه) (راجع الشرع الكنسى ص 830 ) .عملت مطابع مكتبة المحبة ليل نهار لاصدار الصورة الجديدة وقامت الدنيا ولم تقعد فى مصر والمهجر حتى تم فى ساعات احلال صورة الاثنى عشر تلميذا بصورة الاحد عشر تلميذا!!!. فى واحدة من أكبر الفتوحات اللاهوتية القبطية التى اذهلت العالم وما زالت !!!.المأساة أن هذه المأساة لم تحرك مشاعر أى قامة قبطية عالية كانت أو واطية !! الأباء يقولون أن الخطية الأساسية هى أنعدام الاحساس !أتذكر فى ايامى الأخيرة كخادم للكنيسة القبطية فى اليونان أن قام الاخوة بتركيب صورة العشاء الربانى فى الكنيسة الجديدة ضواحى أثينا ونظر اليها مجموعة أطفال اقباط يتعلمون فى المدارس اليونانية أصول الدين المسيحى ويرون الايقونات الارثوذكسية ليس فقط فى الكنائس بل فى المصالح الحكومية والشوارع ’ استوقفنى أحدهم وسألنى لماذا التلاميذ احدى عشر وليسوا اثناعشر؟ نظرت الى الايقونة واذ هم بالفعل احدى عشر ولم أجد جوابا الا بعد أن مات الاب الدكتور صموئيل وعدت الى رسالة الدكتوراة التى حازت اعجاب العلماء والى الفصل الخاص بدور يهوذا فى التدبير الالهى والفداء’ومع ذلك ككل المصريين المنهزمين والمهمشين والمسبحين بفضائل من يستعبدهم ويحرمهم نعمة الحرية ونسيم العلم النقى ’شكرنا الله أن صموئيل مات عند اسقف حر واستطعنا أن ندفنه فى جنازة مهيبة خرجت فيها سمالوط المدينة وقراها عن بكرة ابيها بمسلميها ومسيحييها ’ والا لكانوا ’ فى الباب العالى ’ فى القاهرة قد منعوا الصلاة عليه كما فعلوا مع القمص ابراهيم عبد السيد الذى كانت كل جريمته أنه كتب بحثا عن ضرورة الرقابة على أموال الكنيسة التى هى أموال الشعب ’ وداخت زوجته واولاده السبع دوخات لايجاد مكان للصلاة عليه !!! وكادوا يفعلونها مع الاستاذ الفاضل الدكتور سليمان نسيم لولا أن كهنة الفجالة سارعوا بدفنه قبل أن يصل الخبر الى العباسية !!!؟.كان الجميع يتسأل فى الجنازة ’ بعد ارادة الله والتسليم لمشيئته على الطريقة المصرية ’ لماذا مات صموئيل ومن الذى قتله فى ريعان الشباب(مواليد 1953 - 2009) ؟ فى البلاد الراقية يفتحون تحقيقا لان هذه الجرائم الفاشية لا تسقط بالتقادم!!!..الأدهى من ذلك أننا التقينا الاسقف بيشوى فى أثينا فى أحد زياراته وكنا فى طريقنا الى فولوس لحضور أحد المؤتمرات وتوقفنا فى الطريق للراحة وهنا بادر احد الحاضرين الانبا بيشوى سائلا بخباثة استفزازية كمن يتوقع الاجابة او ينتظرها أو يريدنى أن اسمعها لارهابى لأنى صديق الاب صموئيل ( هل عرفت يا سيدنا أن أبونا صموئيل وهبة مات ؟) السؤال رائع وكأن سيدنا لا يعرف ( بالمناسبة الذى سأل السؤال وصل الى أرفع المناصب) !!! فرد الانبا بيشوى بالحرف الواحد وهو ينظر الى بابتسامة ذات مغزى وكأنه يوجه لى رسالة شخصية
( أنا لم أرى البابا فرحان فى حياته مثل فرحه حينما علم بموت القس صموئيل وهبة !!!).

رأيت الأب الدكتور اللاهوتى أخر مرة بالجسد حينما أنتقل والدى وكان شخصا غريبا يعترى وجهه الحزن الدفين لم استطع أن ارى فى وجهه كل كيانه كما عودنا فصموئيل كان وجها وأيقونة للسيد الذى أحبه حبا ملك عليه وجدانه ’ أحببت أن استمع عظة له فى الجنازة لنتعزى بالايمان المشترك ’ أعتذر بأدب حزين على غير العادة وهو الواعظ الملهم بالروح والحق ’ دعوته لزيارة اليونان لتغيير الجو ورؤية الأحباء فأعتذر وقال لى ما ذا سأقول لليونانيين من اساتذتى واحبائى وللعرب والمصريين اذا ما سألونى عن أخبارى والأحوال وعلاقتى بالاكليريكية والبطريرك ؟ كان لأخر لحظة ورغم الظلم الواقع عليه ’يحافظ على سمعة كنيسة لا يعنيها شئ الا ذاتها!!! غادرت سمالوط واحساس غريب يجتاحنى حول أحوال الأب صموئيل أنستنى الحزن على والدى بعد جنازة والدى باسبوع اتصل بى أحد الاقرباء ليعزينى فى انتقال الاب الدكتور صموئيل كيف ؟ تسألت .أجاب محدثى : بينما كان يعظ فى أحد الجنازات اشتكى من الم فى صدره وسقط وسقط معه الكثيرون ولن يكون أخرهم كاتب هذه السطور الذى أقامته نعمة الرب وحدها وانفتاح قلب وعقل الاسقف اللاهوتى سيرافيم مطران ميناء بيرية العظيم باليونان والوارد ذكرها فى سفر أعمال الرسل!!!
أيها الحبيب صموئيل لقد عبرت بارض مصر وكنيستها عبورا سريعا لأنها ليست مهيأة لاقدام أمثالك المبشرين بالسلام وأحببت أن توجه قلوبهم الى أدب الرب وأذانهم الى كلمات المعرفة ولكنهم لهم أذان ولا يسمعون وأعين ولا يرون ’ فسر الى وجه الحبيب أيها الرأى وقل للسيد المسيح الذى أحببت أن يرسم نوره على مصر وشعبها وعلى من أحبوك فيها ويذكرونك دائما ’يرسم نور وجهه ليدخل الجميع فى فرح الترنيم وقوة العطاء وينتهى السبى ويتحرر الشعب . لقد صدق عليك ’ يا أخى صموئيل ’ ما قاله سيادة المطران جورج خضر فى تأبين الارشمندريت ليف جيلليه (اذا اردت أن أختذل الأب صموئيل بكلمة أو كلمتين أقول أنه كان مذهلا فى تواضعه ونسكه ووادا لاصدقائه’ يذكرهم بأسمائهم كاملة ولو ابتعد عنهم سنوات مديدة . لم يسكره علمه وما كان يعرضه الا عند الحاجة............بخفة العصافير طار الى السماء ’ سلم لنا على الأباء الكبار) ليكن تذكارك أبديا أمين.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire