زكا بين الشئ
والشخص
رؤية جديدة لقصة قديمة!
الأب الدكتور أثناسيوس حنين – بيرية - اليونان
حينما أستمع المؤمنون ’ اليوم ’ فى كنيستى الى المقطع الانجيلى من لوقا 19 والخاص بمتى جابى الضرائب أو العشار فى التعبير الشعبى ’ تكون بوادر الصوم العظيم قد بدأت فى دق الأبواب اذ بعد أحدين أثنين ’ يأتى أحد الفريسى والعشار والذى فيه وبه تبدأ فترة الصوم الكبير المقدس والتى تسمى فى التراث الرومى الارثوذكسى "التريودى" . بالرغم من أن الصوم يبدأ رسميا وطقسيا بفترة الاستعداد الكبيرة والتى تنطلق مع صرخة العشار والتى صارت طريقا للصلاة الدائمة "يا ربى يسوع المسيح ارحمنى أنا الخاطئ" ’ الا أن رواية زكا الواردة فى انجيل لوقا 19 :1 -10 تهيئنا بشكل غير مباشر لاتخاذ موقف جديد من روتين الحياة الطاغى للافلات من هذه الكأبة الكونية التى تمسك بالبشرية اليوم عن طريق الصوم والصلاة كما يرنم الشعب ! . نحن نعتقد أن موقف زكا قد هيأ الطريق أمام صرخة العشار وكلاهما من الأغنياء –اللصوص - الجدد . زكا ’ فى لقائه بيسوع ’ هو مثال على التمرد على الروتين حتى لو كان روتين الغنى والوفرة والمنصب الرفيع ’ التمرد على طغيان المعدة ’ التمرد على عبادة السجود الدائم للقديس "دولاريوس" نسبة الى الدولا "والتسمية من تأليفى" القديس دولاريوس الذى لن يرى وجه أى قديس أخر حقيقى معه سواء فى سنكسار الدنيا أو فى سنكسار الأخرة !!! وهل للصوم قصد أخر غير التمرد الايجابى على كل هذه الحتميات ! ’ هذا ما يراه الاب الليتورجولوجى واللاهوتى الروسى المهاجر ابدا الكسندر شميمان ’ يرى الاب شميمان فى موقف زكا الصغير اعلان موقف وانتهاز فرصة للقاء يسوع فى زحمة الحياة اليومية استعدادا للصوم العظيم (مقال الاب شميمان بعنوان " الاشتياق الى شئ مختلف عن المالوف " منشورة باليونانية فى جريدة "الديمقراطية " الأثينية وفى ملحق عن "الديموقراطية والارثوذكسية " 30 يناير 2016 ص 22 . هذا الرجل المعوق ’ جسديا ’ نوعا ما "القصير القامة" ووالمعوق نفسيا لأنه صاحب المنصب المتسلط على مقدرات الناس لحساب الدولة الرومانية ’ كان زكا قصير القامة فى نظر نفسه وقصير القيمة فى نظر الناس . لقد أحب زكا المال حبا ملك عليه خلجات نفسه ’ ولكن بقيت هناك بعض الأنات فى داخل النفس تطلب شيئا أخر ! أنات تطلب الوجه بعد أن ملت من الشئ ! صرخة تطلب المختلف ! تطلب الحياة بشكل أخر
La Vie Autrement
كما يقول الفرنسيون . زكا صاحب السلطة والسطوة والشهرة والمال ’ يطلب أن يرى "يسوع ....من هو؟"
Έζήτει ίδείν τον Ιησούν τίς έστι !
الفعل اليونانى "زيتوووا.." تحمل معانى أعمق من مجرد الطلب أولا افعل فى زمن الماضى المستمر أى أن الطلب كان شوقا استمر وقت طويل ’ كما يعنى البحث الدؤؤب والمشغولية والقلق الثورى الوجودى فى سبيل رؤية شخص جديد ووجه مختلف واستكشاف أفاق جديدة فى حياة أضحت قصة سخيفة يكررها أبله !!!! يقف هذا الشوق وراء كل الانجازات الحضارية والعلمية والابداعات الثقافية ’ هذه الرغبة التى الحت على زكا لكى ما يطلب شئ جديد ’ لقاء جديد ’ وجه جديد وهو وجه يسوع ’ يسوع الذى قدم ويقدم صورة أخرى عن ألله غير الصورة المعتادة ! ’ قد ملكت الرغبة علي كيانه ’ حتى أنه بدأ فى اتخاذ مبادرات جديدة تخرج عن المألوف وتتمرد على المعتاد . لقد ملكت على قلب زكا الذى صار عرشا للمال ’ رغبة أخرى ! لقد تسللت الى هذا القلب رغبة جديدة ’ شهوة جديدة ’ شوق جديد لرؤية شخص أخر مختلف عن من أعتاد على الرؤية من الاشباح ! شخص يسوع من هو ؟
يبحث زكا عن شئ جديد ’ لهذا اتخذ مبادرات جديدة . مبادرات ضد المنطق والعادات والمألوف ’ يوجد فى قلب الانسان طاقات كامنة تشتاق للابداع والتجديد. هذه فرصة لا تتكرر ’ لن يمر كل يوم معلم جديد فى شوارعنا ’ هذه لحظة لا تعوض ’ لن تجد يسوع أمامك كل يوم ! يلتقى هذا الجديد مع شوق ورغبة داخل النفس للخروج من الروتين والمعتاد والمألوف ’ الى رحاب شئ جديد . لقد واجه زكا ما يهرب منه الجميع فى الزحام والضوضاء والتسلية واللذة . الرغبة التى سبق والقتها السماء فى تربة كيان الانسان ’ تلك الرغبة لرؤية شخص يسوع . اذا ما توقفنا لحيظة فى وسط الزحام ’ سوف نشعر بهذه الرغبة التى تقودنا ’ اذا ما تبعناها ’ الى رؤية وجه مختلف عن الوجوه التى اعتدنا على رؤيتها ’ وهو وجه يسوع. انها الدعوة الكامنة فى انساننا الباطن ’ تنتظر لحظة الانطلاق . ان المبادرات الشجاعة لا تجلب الخير للشخص صاحب المبادرة فقط ’ بل تبشر بالخلاص لأهله وبلده وعالمه "اليوم حصل خلاص لهذا البيت" . بادر الرجل المهوب والمتمدين باختيار وسيلة مهتورة وبدائية لرؤية يسوع ’ صعد الى شجرة وتحدى قصر قامته ونظرات وكلام الناس ! أه من اسطورة كلام الناس ! ’ تحدى المعوقات ’ بحث عن حلول غير تقليدية ’ فجأئه الصوت " أسرع وأنزل .....ينبغى أن أقضى يومى فى بيتك " ’ سعى للقليل فنال الكثير ’ بادر وكسر الروتين ’ تجرأ وتحدى الاعراف الاجتماعية البالية ’ فنال التقدير وكسب الدعوة العليا . أصغى الى صوت الصرخة الكامنة فى باطنه ’ فاستحق أن يسمع الدعوة العلنية من خارجه "أسرع وأنزل ...." . الشئ الرائع وربما لم يلتفت اليه المفسرون بشكل كاف هو ربط السيد المسيح بين رغبة زكا فى رؤية يسوع من هو ؟ وبين ايمان ابراهيم ! ما هو معنى هذا الربط ؟ ’ نذكر حوار اليهود مع المسيح وسؤالهم "العلك أعظم من أبينا ابراهيم الذى مات ؟ من تجعل نفسك ؟" يوحنا 8 : 53. اشارة يسوع الى ان زكا وبيته هو قد نال الخلاص لأنه ابن ابراهيم (لوقا 19 :9 ) هذا دليل على ان الرب يسوع يرى فى رغبة فرد(زكا) صراحة ايمان أكثر من أنكار أمة (الامة اليهودية) ! ’ لأن ابراهيم حسب شهادة الرب عنه فى حواره المذكور مع اليهود "قد اشتهى أن يرى يومى فرأى وفرح "يوحنا 8 :56 .زكا ابن ابراهيم ’ شريك تحقيق رؤية ابراهيم ’ لأنه اشتاق أن يخرج من ظلال الرمز فى القديم الى رؤية الحقيقة فى الجديد ’ من العابر الى الدائم من الشئ الى الوجه وهذا يضع العهد القديم فى سياقه اللاهوتى الابائى التاريخى المستقيم ’ مبادرة شخص جريئة تحقق أمال أمة تعيسة ! مبادرة شخص جرئ تنقل شعب من الصدام بقسوة الشريعة والناموس الى طراوة وحلاوة لقاء يسوع .وهل للصوم الكبير من قصد أخر سوى رغبة مضطرمة لمعاينة شخص "وجه" السيد ! فهل من مبادر وهل من ثوار روحيين !
رؤية جديدة لقصة قديمة!
الأب الدكتور أثناسيوس حنين – بيرية - اليونان
حينما أستمع المؤمنون ’ اليوم ’ فى كنيستى الى المقطع الانجيلى من لوقا 19 والخاص بمتى جابى الضرائب أو العشار فى التعبير الشعبى ’ تكون بوادر الصوم العظيم قد بدأت فى دق الأبواب اذ بعد أحدين أثنين ’ يأتى أحد الفريسى والعشار والذى فيه وبه تبدأ فترة الصوم الكبير المقدس والتى تسمى فى التراث الرومى الارثوذكسى "التريودى" . بالرغم من أن الصوم يبدأ رسميا وطقسيا بفترة الاستعداد الكبيرة والتى تنطلق مع صرخة العشار والتى صارت طريقا للصلاة الدائمة "يا ربى يسوع المسيح ارحمنى أنا الخاطئ" ’ الا أن رواية زكا الواردة فى انجيل لوقا 19 :1 -10 تهيئنا بشكل غير مباشر لاتخاذ موقف جديد من روتين الحياة الطاغى للافلات من هذه الكأبة الكونية التى تمسك بالبشرية اليوم عن طريق الصوم والصلاة كما يرنم الشعب ! . نحن نعتقد أن موقف زكا قد هيأ الطريق أمام صرخة العشار وكلاهما من الأغنياء –اللصوص - الجدد . زكا ’ فى لقائه بيسوع ’ هو مثال على التمرد على الروتين حتى لو كان روتين الغنى والوفرة والمنصب الرفيع ’ التمرد على طغيان المعدة ’ التمرد على عبادة السجود الدائم للقديس "دولاريوس" نسبة الى الدولا "والتسمية من تأليفى" القديس دولاريوس الذى لن يرى وجه أى قديس أخر حقيقى معه سواء فى سنكسار الدنيا أو فى سنكسار الأخرة !!! وهل للصوم قصد أخر غير التمرد الايجابى على كل هذه الحتميات ! ’ هذا ما يراه الاب الليتورجولوجى واللاهوتى الروسى المهاجر ابدا الكسندر شميمان ’ يرى الاب شميمان فى موقف زكا الصغير اعلان موقف وانتهاز فرصة للقاء يسوع فى زحمة الحياة اليومية استعدادا للصوم العظيم (مقال الاب شميمان بعنوان " الاشتياق الى شئ مختلف عن المالوف " منشورة باليونانية فى جريدة "الديمقراطية " الأثينية وفى ملحق عن "الديموقراطية والارثوذكسية " 30 يناير 2016 ص 22 . هذا الرجل المعوق ’ جسديا ’ نوعا ما "القصير القامة" ووالمعوق نفسيا لأنه صاحب المنصب المتسلط على مقدرات الناس لحساب الدولة الرومانية ’ كان زكا قصير القامة فى نظر نفسه وقصير القيمة فى نظر الناس . لقد أحب زكا المال حبا ملك عليه خلجات نفسه ’ ولكن بقيت هناك بعض الأنات فى داخل النفس تطلب شيئا أخر ! أنات تطلب الوجه بعد أن ملت من الشئ ! صرخة تطلب المختلف ! تطلب الحياة بشكل أخر
La Vie Autrement
كما يقول الفرنسيون . زكا صاحب السلطة والسطوة والشهرة والمال ’ يطلب أن يرى "يسوع ....من هو؟"
Έζήτει ίδείν τον Ιησούν τίς έστι !
الفعل اليونانى "زيتوووا.." تحمل معانى أعمق من مجرد الطلب أولا افعل فى زمن الماضى المستمر أى أن الطلب كان شوقا استمر وقت طويل ’ كما يعنى البحث الدؤؤب والمشغولية والقلق الثورى الوجودى فى سبيل رؤية شخص جديد ووجه مختلف واستكشاف أفاق جديدة فى حياة أضحت قصة سخيفة يكررها أبله !!!! يقف هذا الشوق وراء كل الانجازات الحضارية والعلمية والابداعات الثقافية ’ هذه الرغبة التى الحت على زكا لكى ما يطلب شئ جديد ’ لقاء جديد ’ وجه جديد وهو وجه يسوع ’ يسوع الذى قدم ويقدم صورة أخرى عن ألله غير الصورة المعتادة ! ’ قد ملكت الرغبة علي كيانه ’ حتى أنه بدأ فى اتخاذ مبادرات جديدة تخرج عن المألوف وتتمرد على المعتاد . لقد ملكت على قلب زكا الذى صار عرشا للمال ’ رغبة أخرى ! لقد تسللت الى هذا القلب رغبة جديدة ’ شهوة جديدة ’ شوق جديد لرؤية شخص أخر مختلف عن من أعتاد على الرؤية من الاشباح ! شخص يسوع من هو ؟
يبحث زكا عن شئ جديد ’ لهذا اتخذ مبادرات جديدة . مبادرات ضد المنطق والعادات والمألوف ’ يوجد فى قلب الانسان طاقات كامنة تشتاق للابداع والتجديد. هذه فرصة لا تتكرر ’ لن يمر كل يوم معلم جديد فى شوارعنا ’ هذه لحظة لا تعوض ’ لن تجد يسوع أمامك كل يوم ! يلتقى هذا الجديد مع شوق ورغبة داخل النفس للخروج من الروتين والمعتاد والمألوف ’ الى رحاب شئ جديد . لقد واجه زكا ما يهرب منه الجميع فى الزحام والضوضاء والتسلية واللذة . الرغبة التى سبق والقتها السماء فى تربة كيان الانسان ’ تلك الرغبة لرؤية شخص يسوع . اذا ما توقفنا لحيظة فى وسط الزحام ’ سوف نشعر بهذه الرغبة التى تقودنا ’ اذا ما تبعناها ’ الى رؤية وجه مختلف عن الوجوه التى اعتدنا على رؤيتها ’ وهو وجه يسوع. انها الدعوة الكامنة فى انساننا الباطن ’ تنتظر لحظة الانطلاق . ان المبادرات الشجاعة لا تجلب الخير للشخص صاحب المبادرة فقط ’ بل تبشر بالخلاص لأهله وبلده وعالمه "اليوم حصل خلاص لهذا البيت" . بادر الرجل المهوب والمتمدين باختيار وسيلة مهتورة وبدائية لرؤية يسوع ’ صعد الى شجرة وتحدى قصر قامته ونظرات وكلام الناس ! أه من اسطورة كلام الناس ! ’ تحدى المعوقات ’ بحث عن حلول غير تقليدية ’ فجأئه الصوت " أسرع وأنزل .....ينبغى أن أقضى يومى فى بيتك " ’ سعى للقليل فنال الكثير ’ بادر وكسر الروتين ’ تجرأ وتحدى الاعراف الاجتماعية البالية ’ فنال التقدير وكسب الدعوة العليا . أصغى الى صوت الصرخة الكامنة فى باطنه ’ فاستحق أن يسمع الدعوة العلنية من خارجه "أسرع وأنزل ...." . الشئ الرائع وربما لم يلتفت اليه المفسرون بشكل كاف هو ربط السيد المسيح بين رغبة زكا فى رؤية يسوع من هو ؟ وبين ايمان ابراهيم ! ما هو معنى هذا الربط ؟ ’ نذكر حوار اليهود مع المسيح وسؤالهم "العلك أعظم من أبينا ابراهيم الذى مات ؟ من تجعل نفسك ؟" يوحنا 8 : 53. اشارة يسوع الى ان زكا وبيته هو قد نال الخلاص لأنه ابن ابراهيم (لوقا 19 :9 ) هذا دليل على ان الرب يسوع يرى فى رغبة فرد(زكا) صراحة ايمان أكثر من أنكار أمة (الامة اليهودية) ! ’ لأن ابراهيم حسب شهادة الرب عنه فى حواره المذكور مع اليهود "قد اشتهى أن يرى يومى فرأى وفرح "يوحنا 8 :56 .زكا ابن ابراهيم ’ شريك تحقيق رؤية ابراهيم ’ لأنه اشتاق أن يخرج من ظلال الرمز فى القديم الى رؤية الحقيقة فى الجديد ’ من العابر الى الدائم من الشئ الى الوجه وهذا يضع العهد القديم فى سياقه اللاهوتى الابائى التاريخى المستقيم ’ مبادرة شخص جريئة تحقق أمال أمة تعيسة ! مبادرة شخص جرئ تنقل شعب من الصدام بقسوة الشريعة والناموس الى طراوة وحلاوة لقاء يسوع .وهل للصوم الكبير من قصد أخر سوى رغبة مضطرمة لمعاينة شخص "وجه" السيد ! فهل من مبادر وهل من ثوار روحيين !
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire