mercredi 30 mars 2016

أنى حامل فى جسدى سمات الرب يسوع(غلاطية 6 :17 ) العلاقة بين اللاهوت والسياسة فى الكنيسة الأولى الاب اثناسيوس اسحق حنين- دكتوراة فى التاريخ

         أنى حامل فى جسدى سمات الرب يسوع(غلاطية 6 :17 ) العلاقة بين اللاهوت والسياسة فى الكنيسة الأولى ¨Εγώ τώ γάρ τά στίγματα τού Ιησο
أنى حامل فى جسدى سمات الرب يسوع(غلاطية 6 :17 )
العلاقة بين اللاهوت والسياسة فى الكنيسة الأولى
¨Εγώ τώ γάρ τά στίγματα τού Ιησού έν τώ σώματί μου Βαστάζω
Θεολογία καί πολιτική στήν άρχαία ¨εκκλησία
http://www.fatherathanasioshenein.com/articles-of-father-athanasios-5/
تأليف ديمتريوس بانايوتوبولوس- دكتوراة فى اللاهوت                                         
ترجمة  الاب اثناسيوس اسحق حنين- دكتوراة فى التاريخ

تم نشر هذه الدراسة الشيقة والجديدة فى العدد الاخير(طوموس 82 يناير- فبراير – مارس 2011 ص 111 -129 ) من الدورية العلمية واللاهوتية (ثيؤلوجيا) والتى تصدر من المجمع المقدس للكنيسة اليونانية اربع مرات فى العام ’وذلك باشراف نخبة من الاساتذة والاكاديميين والاكليروس. ونحن نتابع ما يجرى فى بلادنا المحبوبة والمباركة مصر’ كان يدور فى ذهننا ’ كما فى ذهن الكثيرين ’ السؤال حول كيفية المشاركة فى النقاش الدائر الان فى بلادنا عن الدولة الحديثة او الدولة المدنية أوالدولة الدينية وعن دور الكنيسة فى هذا الحوار المفصلى اى العلاقة بين اللاهوت و السياسة ’ الى أن اكرمنا الرب كالعادة وارسل لنا الروح من يقوم بهذا العمل الشاق من خلال كلمة الكتاب المقدس والدراسة الواعية لتاريخ كل كلمة الهية فى تاريخ الناس (الا اذا كان المسيحيون يعترفون بالتنزيل!!!)وخاصة رسالة المحبوب رسول يسوع بولس الى سكان غلاطية الاسيوية.
ونحن نهدى هذه الدراسة الى كل المصريين وخاصة الى هؤلاء الذين يعنيهم خلاص الناس وحريتهم من عبودية شكليات الامور ’الدينية او الزمنية ’ الى جوهر الحب والحرية المعلنة فى النصوص المقدسة ’ فالقصد من النصوص هو خلاص وحرية النفوس من اللصوص وهم للأسف أخوة ’ولكن اخوة كذبة (ولكن بسبب الاخوة الكذبة المدخلين خفية الذين دخلوا اختلاسا(والاختلاس اسواء من السرقة) ليتجسسوا حريتنا التى فى المسيح ويستعبدوننا).غلاطية 2 :3-4 .                    
يقوم المؤلف ’والذى قدم هذه الدراسة كرسالة نال عليها درجة الدكتوارة فى اللاهوت ’بعرض تاريخ تفسير الاية البولسية التى يقوم بدراستها وهى جأت فى خاتمة الرسالة الى الغلاطيين (فى ما بعد لا يجلب على احد اتعابا لانى حامل فى جسدى سمات الرب يسوع ).ويذهب معظم المفسرين من القدامى والمحدثين الى القول ان (سمات) بولس هى الامه واتعابه التى تحملها من اجل المسيح وشهادته .                                                                                           
يميل اغلب الشراح الى ان السمات التى يشير اليها بولس فى الاية انما هى الضربات والاوجاع التى عاناها خلال اسفاره ورحلاته التبشيرية والتى نال فيها الكثير من الاضطهاد من قبل المتدينيين اليهود .وقد وصلوا الى هذه الشرح بربط الاية المذكورة بما ورد قبلها (فيما بعد لا يجلب على احد اتعابا)غلاطية 6 : 17                                                                                      
يرى المفسرون ان بولس يترجى الغلاطيين الاشقياء ان لا يتعبوه بامورهم الكثيرة ومشاكلهم الشكلية وأسئلتهم السطحية لانه قد تعب ولديه قضايا اهم ويرى الذهبى الفم ان هذه السمات هى علامات الصليب ولكى يؤكد بها بولس استعداده للجهاد الروحى والسلمى من اجل المسيح’ويشير الى ان قضايا الغلاطيين الفرعية والشكلية والدينية تعطل صليب المسيح .(كلمات ضد اليهود باترولوجيا جريكا 48 :843 -942 ).البعض الاخر من المفسرين يرى ان بولس يتكلم عن المعاملات السيئة والضربات التى تلقاها وانه يماثل بين حياته الخاصة وحياة المسيح المصلوب وان هذه الالام هى شركة فى شهادة واستشهاد الا له المتأنس. وهناك رأى يقول أن بولس يتبع تقليدا قائما تقليدا قائما عند الجنود فى الجيش اذ يقومون بعمل لون من الوان (التتواج) اى الكتابة على اجزاء من جسدهم ويكتبون عليها اسمائهم واسماء وحدات الجيش التى ينتموا اليها واسماء قادتهم. وهناك من يذهب الى انه اثناء ظهور المسيح لشاؤول على طريق دمشق قد اصابه بالام جسدية ظل يعانى منها فى جسده والتى يشار اليها بالشوكة .                                                                               
يقوم الكاتب بنقد كل هذه التفسيرات السابقة والتى نعفى منها القارئ لكى نقدم ما يريد ان يقدمه فى تفسير سمات يسوع من رؤية جديدة لواقع البشارة المسيحية فى الواقع الدينى اليهودى المسيس ونعتقد انها هى التى تهم القارئ المصرى والعربى .                                                 
1 - ماذا يريد ان يقول بولس بانه يحمل سمات الرب يسوع فى جسده ؟ نحن نرى ان رسول الامم يشير الى حقيقة صليب الاله المتأنس وان العلامات هى علامات صليب المسيح وبالتالى عمل الاله المتأنس الخلاصى . ان صليب المسيح يحتل المكانة الاولى فى فكر وبشارة الرسول بولس وخاصة فى رسالتة أهل غلاطية.وها هو يذكر الغلاطيين بانه (امام عيونكم قد رسم المسيح بينكم مصلوبا) غلاطية 3 :1 . يجب ان نؤكد على ان تعبير (سمات) لا يشير فقط الى صليب المسيح بل الى قيامته وذلك لان علامات القيامة انما جأت لتؤكد للتلاميذ صدق علامات الصليب وأن القائم من القبر هو هو معلمهم المصلوب.لقد كرس وخصص بولس حياته لهذا العمل ولهذه الرسالة كعبد للمسيح (غلا 1 :10 ) وهذا واضح من تعبير (كيريوس ) الذى يأتى فى الاية اللاحقة أذا ان يحمل سمات الرب يسوع معناها انه قد ارسل من قبل السيد ليحمل سماته اى يحمل اسمه امام امم ملوك وبنى اسرائيل كما يشير فى كتاب اعمال الرسل (اعمال 9 :15 ).السؤال الهام هو لماذا اختار بولس ان يختم رسالته ’ على غير العادة ’ بهذه الاية ؟الامر ليس مصادفة بل هو يندرج فى جوهر الهدف من الرسالة الى الغلاطيين ’وهو الرد على دعاية اليهود ضد رسالته وبشارته وكرازته وارائه اللاهوتية الرصينة والجريئة بل وحياته الخاصة . وهنا نصل الى بيت القصيد وهو البعد السياسى فى القضية فحسب رأى المفسرين للكتاب المقدس وحسب علماء العهد الجديد فأن خصوم بولس من اليهود قد انطلقوا فى عداوتهم لبشارة بولس من منطلقات سياسية تتعلق بمصالح الامة اليهودية السياسية والقومية .لقد فهموا ان مقاومة وتشويه بشارة بولس (العابر)تشكل ضمان ضد مخاطر انهيار القومية اليهودية السياسية امام الانتشار السريع للمسيحية الروحانية واللاهوتية. ونلاحظ ان اعداء رسالة بولس لم يكونوا من لون واحد من الفكر الدينى اليهودى بل تنوعوا وتعددوا ليشملوا الفريسيين المنغلقين الى الاحرار المتحررين بتطرف !!!والذى جمع بين هذه الاطياف المتناقضة وفجأة هو مصلحة الامة الاسرائيلية وهذه المصلحة تتركز فى ان تظهر الامة اليهودية انها خير الامم الاخرى وافضلها واذكاها وانقاها واتقاها ’ومن هنا يظهر ان الذين وقفوا ضد بولس من اليهود على اختلاف اطيافهم ’ قد اجتمعوا واتفقوا على الرؤية السياسية والدوافع القومية ويجب ملاحظة ان هؤلاء المقاومين لبولس ولبشارته المسيحية لم يكونوا من المسيحيين المتهودين ولكنهم يهود متهودين يسعون الى مصالح قومية وسياسية(لا يحتاج القارئ لجهد كبير ليفهم ان تاريخ اليهودية كله قائم على ذلك ). لقد وضع قادة اليهودية نصب أعينهم ان يزيفوا الانجيل وان يستغلوا الانجيل وانتشاره فى العالم لمصلحتهم ولذلك لانهم ادركوا خطورة انتشار المسيحية فى بلاد الشتات اى المهجر ’على التجمعات اليهودية المهاجرة المثقفة والغنية و المؤثرة(كان يهود الاسكندرية وقتها اى فى القرن الول والثانى الميلادى فى مقام يقترب من يهود امريكا اليوم).لقد تحرك مجمع اليهود على مستويين :
المستوى الاول: المحاولات المستميتة للتخاص من قيادات الكنيسة فى اورشليم بكافة الطرق من التصفية النفسية والدعائية حتى التصفية الجسدية(وفى ذلك الوقت مد هيرودس الملك يديه ليسئ الى أناس من الكنيسة (القادة) فقتل يعقوب اخا الرب واذ رأى ان ذلك يرضى اليهود عاد فقبض على بطرس ايضا)اع 12 :1                                                                                 
المستوى الثانى :التشويه المنهجى والمنظم ضد رسالة وشخصية بولس وذلك باستخدام معلمين كذبة لتشويه انجيله الى الامم ولقد استخدم قادة اليهود كل الوسائل المشروعة والغير المشروعة لكى يعزلوا بولس ويحدوا من اثره ’ وفى سبيل هذا الهدف وصلوا الى ان يقدموا الكنيسة المسيحية وقتها للسلطات الرومانية على انها شيعة(الكلمة اليونانية هيريسيس اى هرطقة ) يهودية(اع 25 :5 ) وليس ذلك فقط بل قدموا المسيحيين من الامم فى الكنيسة على انهم اسرائيليون وانهم جزء من الكيان القومى لاسرائيل(راجع قضية التهود اع 15 ) وهم بهذا يطلبون ليس خلاص الامم الروحى ونموهم ووعيهم اللاهوتى بل تهويد الامم وعرقتنهم . اذا فحصنا موقف اعداء بولس (تلميذ المسيح لا يعادى احد بل هم اختاروا العداوة نهجا وطريقا وبشروا بالحقد والبغضة والدسائس )من خلال الرسالة الى الغلاطيين سنجد الاتى:                                                                              
1 –يريدون التقليل من شأنه الرسولى ومكانته بالمقارنة بباقى التلاميذ الرب الاثنى عشر.وقوموا بولس على انه لا علاقة له تاريخية بشخص المسيح التاريخى لانه جاء الى الكنيسة متأخرا ومن ثم تعلم عن المسيح من التلاميذ وقام بعمل منهج تبشيرى خاص له مختلف.وقاموا بانتقاد تحوله الى المسيحية واتهموه بانه مرتد عن اليهودية الديانة الافضل وانه قد سعى الى المسيحين لمصالح شخصية .                                                                                             
2 –حاولوا ان يستغلوا صدام بولس مع بطرس فى انطاكية وصوروا القضية على هواهم ’وهى ان بولس الذى يعلم بحفظ الختان والناموس ينطلق من خلاف شخصى مع بطرس التلميذ الافضل منه والمختار شخصيا من المسيح وكذلك مع يعقوب الذى ارسل مندوبه لكى يهدئ الامور فى الكنيسة المحلية.                                                                                                 
3 –حاولوا ان يفرضوا الختان ونظام مواعيد الاعياد ووصايا الناموس لكى ينظموا حياة الغلاطيين حول المركز اورشليم وذلك حتى يندمجوا كلية فى مجرد رموز دينية وقومية للامة اليهودية.
ونخلص الى ان هولاء العملاء المستأجرين للعمل لحساب البرنامج اليهودى القومى لم يكونوا يهتمون بخلاص نفوس الغلاطيين بل لتشويه رسالة بولس وتحطيمه شخصيابهدف الحفاظ على استمرارية اليهودية كأمة وكقومية ’جل همهم هو تضليل الغلاطيين بخصوص ايمانهم بالمسيح حتى يظهروا امامهم انهم يمتلكون الصورة الافضل (يغارون لكم ليس حسنا بل يريدون ان يصدوكم لكى تغاروا لهم )غلا4 :17 وهكذا يتولوا قيادتهم روحيا ودينيا لكى يحققوا بهم مصالح الامة اليهودية القومية والسياسية العليا                                                                                 
قام بولس ’ من جهته’ بالرد على اليهود من خلال الرسالة الى الغلاطيين واظهر الخلفية السياسية لادعائاتهم وكشف الطابع العالمى والغير الروحى والغير الاخلاقى لارائهم . ان اليهود يدعون الغلاطيين الى التمسك بالختان وحفظ بعض متطلبات الناموس بينما بولس يؤكد لهم صعوبة الالتزام بالناموس (اشهد لكل انسان مختتن انه ملتزم ان يعمل بكل الناموس)غلا 5 :3 وانتقد نفاق اعدائه وانهم لا يحفظون الناموس كما يدعون(غلا 6 :13 )وكشف عن وجود مجموعة صغيرة من (الاخوة الكذبة) الذين خدعهم اليهود واستغلوهم بل ولم يهدفوا الى خيرهم الروحى بل الى (سحرهم - من رقاكم) غلا3 :1 ,2 :4 ’ ولقد تحولوا الى (الغلاطيون الاغبياء )اى انحرافهم عن الحقيقة اى ابتعادهم عن الحق الذى فى المسيح ووصلوا الى ان يقبلوا (انجيل اخر)غلا 1 : 6 .وبالمقابل مع فئة المتكبرين (لا تكن معجبين نغاضب بعضنا بعضا ونحسد بعضنا بعضا )غلا 5 :26 والذين لم يخضع لهم بولس ابدا ’بل واظب على ان الحق الانجيلى سوف يعينه على ان يميز بين اولاده الروحيين.غلا 2 :5 لقد اهتم بولس بجوهر الرسالة اللاهوتى وليس بالبروباجندا لكى يكون محبوبا من الناس وله صيت جماهيرى كما يفعل وعاظ اليوم (أفأستعطف الأن الناس أم الله أم أطلب أن أرضى الناس فلوا كنت بعد ارضى الناس فلست عبدا للمسيح ) غلا 1 :10 ويسهب فى تحليل حقيقة اختباره وتحوله من اليهودية الى المسيح(فانكم سمعتم بسيرتى قبلا فى الديانة اليهودية انى كنت أضطهد كنيسة الله بافراط وكنت اتقدم فى الديانة اليهودية على كثيرين من اترابى فى جنسى اذ كنت اوفر غيرة على تقليدات ابائى ولكن لما سر الله الذى أفرزنى من بطن أمى ودعانى بنعمته ان يعلن ابنه في لابشر به بين الامم للوقت لم استشر لحما ودما ......)غلا 1 : 13 -14 ويركز على البعد والاطار اللاهوتى لتحوله ومسيرته الجديدة فى كنيسة الله ويقدم عناصر الايمان بالمسيح وعمله الفدائى الذى تجاوز حدود الختان والناموس والتى تحررنا منها فى المسيح (ولكن الناموس ليس من الايمان ....... ) غلا 3 :13 و(فأثبتوا اذن فى الحرية التى حررنا بها المسيح ولا ترتبكوا بنير عبودية(الختان والناموس والقوميات والنعرات الطائفية)5 :1 و(فانكم انما دعيتم الى الحرية ايها الاخوة غير انه لا تصيروا الحرية فرصة للجسد(هنا وحسب السياق الجسد يقصد به عبودية وصايا الناموس والختان والتعصب والطائفية وعبادة الاشخاص وليس الجسد بالمعنى السائد فى الوعظ الاخلاقى المرسل والمجرد الذى نجح فى تفريغ الانجيل من ابعاده اللاهوتية والتاريخية والواقعية )5 :13 و2(لانى مت بالناموس للناموس لاحيا لله )2 :19 ولانه فى اى حال اخر لن يكون لعمل المسيح اى فائدة جوهرية(لست ابطل نعمة الله لانه ان كان بالناموس عدل وبرأة ’فالمسيح مات بلا سبب )غلا                                                                                               
2 :21 ويؤكد انه لا يكرز بحفظ الناموس والختان موضحا ان من يتبع هذين النهجين هو مقطوع من المسيح ومن جسد الكنيسة( ها انا بولس اقول لكم انه ان اختتنتم لا ينفعكم المسيح شيئا ....قد تبطلتم عن المسيح ايها الذين تتبررون بالناموس .سقطتم من النعمة لأنه فى المسيح لا الختان ينفع شيئا ولا الغرلة بل الايمان العامل بالمحبة) غلا 5 :2 -4 ويقابل بين حرية الايمان وعبودية الناموس والتعليم عن الايمان بالصليب بالتعليم اليهودى عن امتلاك الختان وحفظ الناموس غلا 6 :14 أن بشارة بولس اللاهوتية هذه قد سببت زلزالا فى الكيان اليهودى القومى والعرقى والطائفى ’ ولانه قد تمسك المتهودون اليهود بالختان وقدموه على انه المعيار الاساسى للانتماء الى وتحقيق الوحدة القومية للامة الاسرائيلية’ وذلك ضد عثرة الصليب والذى هو رمز لوحدة المؤمنين بالمسيح واتباعه أى أن بولس يقوم ويصصح مسار السياسة باللاهوت.ويصرخ بولس ’ولكى يؤكد البعد الكنسى للايمان ووحدة جسد الكنيسة على الصليب قائلا (أيها الاخوة انما دعيتم للحرية )غلا 5 : 13
من ناحية اخرى نرى بولس يؤكد على مركزه ومكانته فى الكنيسة امام الغلاطيين ويدافع بشراسة عن مركزه الرسولى ويؤكد بفخر انه هو نفسه تلميذ للمسيح وليس تلميذا لانسان ما(اعرفكم ان الانجيل الذى بشرت به ليس بحسب انسان لأنى لم أقبله من عند انسان ولا علمته بل باعلان يسوع المسيح ) غلا 1 :14 و2 : 7-8 .وهذا معناه ان بولس يؤكد ان عمله ذو ابعاد لاهوتية فى مقابل اعدائه الذين اخذوا تعليمهم من انسان كما حدث معه هو قبل ان يتحول و يعترف بان ارساليته هى من المسيح وليس من التلاميذ يعقوب ويوحنا وبطرس وانهم يعترفون بان اختياره هو من الله ( فاذ علم بالنعمة المعطاة لى يعقوب وصفا ويوحنا المعتبرون انهم اعمدة اعطونى وبرنابا يمين الشركة لنكون نحن للامم اما هم للختان )غلا 2 :9 ويؤكد ان انجيله لم ياخذه من انسان ولكن من المسيح ولا يتردد فى ان يذكر ملامح من اختباره الشخصى وتاريخه وكذلك احداث المجمع الرسولى الاول غلا 1 :11 -12 و2 :10 وتحوله من اليهودية القومية والسياسية والعرقية والطائفية والبغضوية الى المسيحية اللاهوتية والسماوية والكونية والانسانية’ ويؤكد انسجام رسالته مع رسالة الكنيسة الجامعة والتى لا مكان فيها للناموس او للختان (غلا 2 :7 )ويؤكد ان انجيله لا يحوى اى تحريف او اضافات او نقصان عن الخطاب الرسولى العام كما يدعى اليهود و يوضح ملابسات اختلافه مع بطرس فى انطاكية ’والاسباب التى ادت اليه والمناخ الروحى واللاهوتى المحيط بالحادث (ولكن لما جاء بطرس الى انطاكية قاومته علانية لانه كان ملوما .....)غلا 2 :11- يؤكد بولس أن الخلاف بين الكبار ليس خلافا نفسيا لا روح له بل خلافا موضوعيا لبنيان الكنيسة ’جسد المسيح2 : 14ولا يفوته ان يؤكد وحدة القصد والمحبة التى تربطهما فى المسيح وسط تعدد الاراء والاجتهادات والابداعات وذلك فى اطار الوحدة فى العمل الرسولى والجو الحوارى والديمقراطى الذى ساد المجمع الاورشليمى الاول غلا 2 :9 واعمال 15 .                                                      
هكذا نرى ان بشارة بولس تستند على لاهوت صليب المسيح وليس على المطامع السياسية لليهود وهو يؤكد أن بولس وعلى عكس ’ مقاوميه فانه قد خصص وكرس حياته للعمل الروحى وهو ان يبشر بعمل المسيح الفادى والذى بلغ ذروته فى الصليب’ والذى يشكل تخطى الناموس والختان’وهو فخر المؤمنين وذلك على عكس الافتخار اليهودى. ولقد شكل الصليب عثرة لليهود على اساس قدرته على تجاوز الناموس ’ فلقد شكل الصليب عثرة لليهود ’كما ان بولس نفسه كان عثرة لليهود لأنه كمرتد عن اليهودية وكارز بالصليب .والشئ الهام جدا هو ان بولس يؤكد انه رسول المسيح مخصص ومكرس للبشارة بعلامات المصلوب. ونلاحظ ان هذه العلامات قد بشر بها بطرس ايضا والذى كان شاهدا عيانا للقائم من الاموات وباقى الرسل والذى شهد المتهودين كذبا انهم ضد رسول الامم . وبولس يؤكد انه لا يتناقض مع باقى هامات الرسل ولكنه ينادى بنفس الخطاب اللاهوتى والرسولى حول سمات المسيح وعمل الاله المتأنس الفدائى.                                         
الرسول يتمسك بسند صليب المسيح لتعضيد بشارته وتأكيد سلطانه الرسولى.فسمات المسيح هى ختم مقامه الرسولى والذى اخذه من المسيح نفسه وبالتالى يتمتع بسلطان رسولى اى سلطان المسيح .لهذا السبب فهو يضيف الاية القائلة (فى بعد لا يجلب احد على أتعابا )غلا 6 :17 اى انه ليس مضطرا ان يقدم وبشكل متواصل دفاعا وتبريرا لمواقفه وافكاره واختباراته لان هذه الافكار والمواقف هى ثابتة ونهائية ومسلمة مرة ’ فهى الخطاب المشترك للكنيسة والذى يخدمه بولس نفسه كرسول للمسيح.                            

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire