lundi 28 mars 2016

المسيح- الاله هو أنساننا الالهى الجديد نفلها الى العربية الاب الدكتور اثناسيوس حنين

المسيح- الاله هو أنساننا الالهى الجديد
الارشمندريت يوستينوس بوبو فيتش-استاذ اللاهوت فى جامعة بلغراد
من كتاب "طريق المعرفة اللاهوتية"
Αρχιμανδρίτης
Ιουστίνος Ποποβίτς
Οδός Θεογνωσίας

مكتبة غريغورى –أثينا -1992
نقلها الى العربية الاب الدكتور اثناسيوس حنين
  21/7/2014
مطرانية بيرية –اليونان
نبذة عن المؤلف
الاب يوستينوس بوبوبفيتش ولد فى صربيا فى بدايات القرن الماضى , تعلم اللاهوت فى اليونان , وهذا الفصل الذى نترجمه هو الفصل الثالث من رسالة الدكتوراة التى قدمها فى كلية اللاهوت -جامعة أثينا-عام 1926 والتى كتبها اللاهوتى الصربى باللغة اليونانية القديمة وقدمها فى كلية اللاهوت -جامعة أثينا ولقد عاش وكتب وتنسك وتقدس فى فترة ما بعد الحرب العالمية الاولى الدامية وهذا يؤكد أن القداسة والابداع العلمى واللاهوتى لا ترتبط بظروف ما بل بالقبول الجاد لعمل النعمة الجاد فى القلب الجاد والجهاد والسهر لاستثمار النعمة فى سبيل تقديم رسالة المسيح للانسان المعاصر هذا ولقد تم اعلان قداسة الاب بوبوفيتش رسميا فى الأونة الأخيرة وسنلاحظ من النص أن الاب يوستينوس على دراية بعلم النفس والاجتماع والفلسفة وأنه يستخدمها فى تجسيد وتجديد الخطاب اللاهوتى لكى يساهم فى صناعة الانسان الجديد المخلوق حسب الله الأب والمفدى حسب أيقونة المسيح الابن الوحيد والمقدس حسب الله الروح المقدس.
النص
نعلم من الانجيل وخبرات وكتابات وتفاسير الأباء وقرارات المجامع المسكونية والدراسات اللاهوتية المعاصرة أن الله الأب فى المسيح يعيد صياغة الشخصية الانسانية بنعمة الروح القدس صياغة كاملة ,وأن هذه الصياغة تتم فى الكنيسة جسده الخاص ,ولكى نفهم كيف يعيد الله صياغة وتشكيل وتجديد الشخصية الانسانية فى المسيح , لابد من التعرف على شخصية المسيح نفسه لأن قضية اعادة "تجميع" الشخصية الانسانية ترتبط ارتباطا وثيقا بعملية تحرير الانسان من "تفكك وانحلال "الخطيئةمن جهة ومن الجهة الأخرى ترتبط بشخص المسيج الذى سيتولى عملية اعادة صياغة الشخصية الانسانية .أن حل مشكلة "تفكك" الشخصية الانسانية و"انحلال" الانسان روحيا ونفسيا وذهنيا يكمن فى علاج السبب وراء هذا التفكك الذى أصاب الشخصية الانسانية وهذا التفكك يشهد له علماء النفس والاجتماع فى العالم اليوم .السبب المباشر الذى أدى الى تفكك الانسان وانحلال أخلاقياته وسلوكياته هى الخطيئة ,والكلمة لغويا تأتى من فعل (هامارتيا- هامارتانو ) Αμαρτάνω- Αμαρτίαأى
أن أفقد الهدف أثناء التصويب فى الميدان وأنحرف عن الطريق
.
.أى أن يفقد الانسان القدرة على التصوييب على الهدف أى أن يفقد صوابه وتوازنه .ان ابعاد الخطية من كيان الانسان أى من جوهر الشخصية الانسانية الميتافيزيقى , وبلغة اللاهوت من أيقونة الله فى الانسان , يعنى فيما يعنى عودة الانسان الى حالة نعمة ما قبل السقوط الى حالة النعمة الاصلية اى وبمعنى أدق لاهوتيا العودة بالانسان الى الطبيعته الثالوثية الاولى.هناك ارتباط وثيق بين الانثروبولوجيا(الانسان) والخرستولوجيا(المسيح) والثيؤلوجيا (الثالوث).
أن العلاج الحاسم والجازم لقضية اعادة صياغة الشخصية الانسانية يوجد وبشكل حاسم وجازم فى شركة الثالوث(الثيؤلوجيا) .ان جوهر الانسان الثالوثى اى المصنوع على صورة الثالوث لا يرتاح الا فى الثالوث القدوس.لهذا فأن مهمة اعادة صياغة شخصية الانسان تقع على عاتق الثالوث اى أنها من صميم عمل وتدبير الثالوث القدوس ,ومن هنا يأخذ مجئ المسيح (الخرستولوجى) معناه اللاهوتى والانسانى , لأن مجئ المسيح هو الدليل على أن اعادة "تجميع" الشخصية الانسانية "المفككة" كيانيا ووجوديا لا يمكن أن يتم ويتحقق ويصير واقعا بدون الشركة الشخصية والمشخصنة فى أحد أقانيم –أشخاص اللاهوت المثلث الأقانيم ومن خلال هذا الاقنوم يدخل فى شركة مع كل الثالوث.أن صيرورة الاقنوم الثانى فى الثالوث شخصا تاريخيا يشكل المبادرة الثالوثية لاعادة شخصنة الانسان .يرى الأباء أن شخص الانسان لن يجد معنى وجودى لوجوده الا بتعمق الشخصية الانسانية فى الثالوث لانها الانسان متجذر فى سر الثالوث ومخلوق على أيقونة الثالوث(تك 1 :26 ) .أن القصد من مجئ المسيح هو اعادة الانسان الى حضن الثالوث أى لكى يعيد للطبيعة الانسانية مقام أدم الأول .الانسان فى المسيح وبنعمة المسيح وبفضل المسيح وبالشركة الكيانية فى المسيح , يعود الى الله ,كأصل وجوده وبالتالى يرجع الى نفسه(رجع مثال الابن الشاطر-بشارة لوقا 15 :17 ) ,اى يستعيد اكتشاف ذاته ,لأن وفى المسيح نالت طبيعتنا هبة وعطية العودة الى أصلها اللاهوتى-الثالوثى. صار الانسان يقدر ,ومن خلال شخص يسوع المسيح الالهى-الانسانى ,يقدر أن يعاين جوهر طبيعته المسيحيانى والمخلوقة على صورة ابن الله يسوع المسيح لأن الانسان فى ايقونة المسيح "يرى الاصل المقدس والغير الخاطئ لشخصيته ",لأن فى المسيح الاله-الانسان أى فى المسيح الانسان الحقيقى والكامل والمكمل والمتكامل "ابن الانسان", وجد الانسان أو أعلن لكل انسان وأعلن فى كل انسان ملء شخصيته ,وبكلام أخر لقد قام المسيح الانسان – الاله باعلان , بالاعلان عن الشخصية الانسانية الحقيقية والمتكاملة فى داخل كل انسان حسب رأى الاب اللاهوتى الروسى المهاجر جورج فلورفسكى.المسيح وحسب هذه الرؤية الانجيلية والابائية والتراثية والليتورجية والتاريخية والواقعية ...هو هو ايقونة الجمال اللاهوتى الأول .بلا تغيير ولا تبديل (غريغوريوس اللاهوتى-باترولوجيا جريكا 36 ,325 بى), فى هذه الايقونة الاصلية يقدر كل انسان –حرا ومريدا- أن يعثر على ايقونته الاصلية والتى بلا خطية. لقد تم فى المسيح ومع المسيح منح كل انسان الامكانيات والتسهيلات بأن يصير شريك كامل فى ايقونة الله وذلك لكى يقتنع و يتأكد ويذوق ويختبر ملء اصله الثالوثى أى ملء طبيعته المخلوقة على صورة الثالوث ,ولكى يصدق قول الكتاب من أن الله قد خلق الانسان فى غير فساد وخلقه على شكل ايقونته الخاصة (حكمة سليمان 2 :23 ).ان ملء المسيح ونقاوة شخصه الالهى -الانسانى يجعلاه نموذج الشخصية الانسانية الكاملة.ان المعنى والقصد من وراء مجئ المسيح أى تأنسه وتجسده ,يكمن فى عمل تخليص وتنقية الانسان , كل انسان , وكل الانسان "كل انسان من اليهود أو من اليونانيين , يحب النقاوة ولا يقدر أن ينقى نفسه ".لقد تم منح الانسان ملء كمال الشخصية الانسانية كواقع نفسو- جسمانى واحد , فى المسيح الاله المتشخصن .كان الله , قبل مجئ المسيح , يعلن عن نفسه فقط فى الجانب النفسانى من الشخصية الانسانية , اى أن قبول الانسان لاعلان الله عن نفسه فى زمان ما قبل المسيح و لم يكن يتم كيانيا ووجوديا , بل كان يقتصر على الجانب النفسى من شخصية الانسان ’ هذا لا يمنع من ظهور اشخاص تعدو المستوى النفسى الدينى وقبلوا الله كيانيا وهم الانبياء الذين عاشوا مسيح العهد القديم وبصدق شديد, ومن ناحية أخرى هذا القبول النفسانى يفسر اسباب التدين النفسانى-العاجز والذى كثيرا ما انتقده السيد !لكن وبعد مجئ المسيح وصيرورته انسانا كاملا ومكملا ومتكاملا واتحاده اقنوميا بكل الانسان وبكل انسان أى اتحاده بالجانب النفسى والجسدى لشخصية الانسان .لقد صار المسيح- الاله انسانا لكى يؤله كل محتويات الشخصية الانسانية النفسية والجسدية ,لم يتردد المسيح وهو ايقونة اللاهوت أن يسكن الجسد أى أن يصير انسانا ,وهذا الجسد أى الانسان الكامل "أخذه من العذراء". أن الشئ الجديد والفريد تحت الشمس , شمس تاريخ البشرية هو هذا الاتحاد الاقنومى العجيب بين الله والانسان فى شخص يسوع المسيح (القديس يوحنا الدمشقى باترولوجيا جريكا 94 :981 بى).لقد تم فى شخص المسيح اعادة تحقيق فردوس التوازن الروحى والنفسى والجسدى المفقود بين الله والانسان
Paradise lost ,Paradise regained
.السبب وراء هذا أن المسيح هو الشخصية الوحيدة والشخص الوحيد الذى فيه اجتمع الهوموسيؤوس مع الله الأب والروح القدس والهوموسيؤس مع الطبيعة البشرية ,أى أن المسيح هو الله الحقيقى والانسان الحقيقى , اله كامل وانسان كامل أى الاله المتأنس (الثيأنثروبوس )
Ο Θεάνθρωπος
لقد تم فى شخص الاله-الانسان يسوع المسيح ظهور هدف وأصل وبرنامج الوجود الانسانى برمته ,ولم يظهر خلال خطاب ميتافيزيقى غامض بل ظهر فى الجسد , فى جسد البشرية الجديد (يوحنا 1 :14 ),هذا البرنامج –المشروع هو تحويل كل شخصية الانسان ووجوده تحويلا جذريا ,وصار الانسان الحقيقى يحيا ويوجد ليس حسب انسان ,حسب الناس بل حسب الله أى حسب الله –الانسان وفى هذا يقول لنا القديس باسيليوس العظيم "أن تعبير المسيحية معناه التشبه بالمسيح الاله الانسان ليس حسب طاقتنا نحن بل حسب عطاياه هو ".لقد شكل سر شخص المسيح الاله الانسان فى بعده اللاهوتى وواقعيته الانسانية , شكل دائما نقول :"حجر صدمة وصخرة عثرة "1بطرس 2 :8 وعلى هذه الصخرة – الخرستولوجية تعثر معظم الهراطقة.ان الهرطقات والبدع تشكل فى مجملها قائمة تحوى الانحرافات البشرية فى فهم شخص المسيح .ان الانحرافات اللاهوتية تنبع من العجز الكيانى والوجودى للوعى الانسانى لكى ما يحدد ويختبر العلاقة الشخصية التى بين المسيح وبين الله الأب وبين الله الروح القدس ,وأيضا علاقة الثالوث بالانسان وبالطبيعة الانسانية .السبب وراء هذا العجز هو أن الهرطقات يقيسون شخصية الله-الانسان بمعايير ومقاييس ناسوتية فقط وليس بمقاييس ناسوتو-لاهوتية .أن جميع الانحرافات المتعلقة بشخص المسيح والمعروفة بالبدع الخرستولوجيا –المسيحيانية ,تقوم بالمبالغة فى التشديد سواء على الطبيعة اللاهوتية للمسيح أو الطبيعة الناسوتية .ان السبيل الوحيد لتحقيق التوازن يكمن فى التعليم الابائى "فى طبيعتين "
«Έν δύο φύσεσιν»
أى شخص واحد وأقنوم واحد للمسيح الاله –المتأنس "فى طبيعتين ", أن الرابط "فى " لا يشكل فذلكة لغوية أو تعنت بيزنطى بل هى اساس وجودنا "فى" طبيعة المسيح البشرية المتحدة بطبيعته اللاهوتية أى القائمة (فى) الطبيعة اللاهوتية فى شخص المسيح الاقنوم الواحد , هى تخص وجودنا "فى " المسيح وهذا الرابط يستخدمه كثرا الرسول بولس فى الرسائل للتأكيد على واقعية الاتحاد فى شخص المسيح وفاعلية حضوره فينا ,هذا التعليم نجده فى الكنيسة الارثوذكسية المستقيمة الرأى ,والتى وعن طريق ضميرها المسكونى –الجامع والمنقاد بنعمة الروح القدس , هذا الضمير تكلم فى المجامع المسكونية وهو , أى هذا التعليم ,يشكل المعيار الوحيد للرؤية المستقيمة لشخص المسيح الاله ولعلاقته بالانسان ولابد أن نعرف أن علاقتنا بالمسيح هى علاقة شركة روحية واختبارية ,نحن شركاء ناسوت المسيح المتحد باللاهوت بكل ما يعنى هذا من نتائج عملية وانسانية وليتورجية واجتماعية ولهذا نرتل له فى ليتورجية القديس يوحنا الذهبى الفم "لقد كنت فى القبر بالجسد ,وفى الجحيم بالروح كاله , وفى الفردوس مع اللص ,وعلى العرش مع الأب والروح مالئا الكل ,أيها المسيح غير المحصور " .أن تعليم الاباء عن الخرستولوجيا هى بالدرجة الاولى خرستولوجيا كنسية وخلاصية ومصيرية لأن القضية ليست مجرد تعبيرات بل هى فى الاثار الانسانية والكنسية والكونية المترتبة على وحدة الله والانسان فى شخص المسيح الواحد ’ لأنه وبدون هذه الرؤية الخرستولوجية ,’ لا يمكن أن نفهم ونختبر الاتحاد بالمسيح فى صلبه وقيامته لأنه اذا ما عرفنا من هو الذى صلب على الصليب سنفهم ما هو مكاننا فى صليب المسيح وقيامته؟, وفى الافخارستيا ’ ماذا نأكل فى الافخارستيا ؟ وما هى مفاعيل ومواهب الروح فينا ؟وما هو معنى التوبة ؟ وقيمة الاعمال ؟ ودور المواهب الروحية ؟ وما قيمة الحياة المسيحية ؟ ما هى علاقة المسيحى بالتاريخ والواقع والبيئة ؟ ما هى الصلاة ؟ هذه اسئلة قليلة من الاسئلة التى يطرحها المسيحيون الذى لم تتاح لهم فرصة التعمق فى سر الوحدة بين الله والانسان فى المسيح .صار المسيح الذى هو ايقونة النور الغير المرئى , صار مرئيا فى شخص يسوع , فى جسد يسوع ونحن فى يسوع المسيح صار لنا القدرة على ,كما حل (فيه) ملء اللاهوت جسديا , صار فى قدرة المسيحى اذا ما اراد بالتوبة والنسك والحب والدراسة بأن يصير هو ايضا مطرحا لحلول ملء اللاهوت فى جسده وهذا هو المعنى العملى لعطية (التأله ) التى يراها الأباء من خلال تأله ناسوتنا فى ناسوت المسيح المتأله من خلال اتحاده باللاهوت وهدا هو معنى الافخارستيا وهدا هو معنى قول الدهبى الفم(أننا نخرج من القداس كالأسود) .أن ظهور الله المتأنس بلا خطية فى العالم هو أول ظهور , فى تاريخ الناس , لشخصية انسانية متكاملة , الشخصية التى يتحد فيها الطبيعى والفوق الطبيعى , أى الفيزيكو والميتافيزيكو, لقد ردم الاله –الانسان الهوة الى حفرتها الخطية بين الله والانسان ,لأنه وبحسب طبيعته الالهية هو مساو للاب فى الجوهر وهو مساو لنا حسب طبيعه الانسانية .لقد عرفت الخليقة , فى شخص المسيح , حقا خالقها وصانعها وليس معرفة فقط بل صارت المعرفة اتحادا وشركة.لقد تم فى المسيح ملء الفراغ القاتل بين "الأنى" و " الأتى " لان فى المسيح قد حل ملء الزمان والمعرفة والانسجام التام بين النفسانى والجسدانى وهكذا تحقق التوازن فى الشخصية الانسانية .لقد تم فى جسد الاله الصلح بين المادة والروح , أى بين الروحانية والواقعية .لقد صار فى امكانية المادة –الجسد أن تعود الى طهارتها الاولى وهذا يتحقق من الشركة الحقيقة والواقعية والروحية والتاريخية والافخارستية مع الذى بلا خطية وحده . ان كون المسيح بلا خطية ليس للافتخار به لانه بلا خطية بل لكى نقدر نحن ان نقتنى عدم الخطيئة وهذا يتحقق تاريخيا فى حياة القديسين والاباء حتى اليوم الذين قرروا قبول شخص الذى بلا خطية فى اتحاد مصيرى وكيانى أى قبول اختبارى مشخصن للذى بلا خطية , وهذا بكلام أخر هو القداسة أى قبول قداسة المسيح .لقد غلب المسيح الشيطان فى جسده الغير المغلوب والحامل الخلاص والغالب والذى خرج به من حضن الأب ولكى يغلب لنا وفينا وبنا ,لقد أخرج المسيح كل قوته و حججه ضد الشيطان من جعبة جسده الخاص الذى لا يعرف خطية والمتحد بنفسه ولاهوت بلا انفصام ولا ضياع للواحد فى الأخر ولم يكن حوارا ذهنيا بل حوارا وجوديا , نقصد جسده المصلوب والقائم والذى فيه يسكن الحياة والفداء والنور ويرى الاباء أن الحية المميتة التى رفعها موسى فى الصحراء وبها غلب الاحياء انما كانت نمطا لجسد السيد لأن السيد أخذ جسد ه من العذراء وعلقه على الصليب وسمرمعه على الخشبة سم الحية المميت الذى يسكن القلب البشرى وغلب فينا بجسده المائت –المحيي.أن كل قوة وفحوى سر الخلاص تكمن فى جسد المسيح الذى بلا خطية وحتى يحقق "البارادوكسون" أى يحقق الغير محقق بشريا او التناقض بالذهن البشرى وهو أن جسدا ميتا يغلب حية حية .هذا التناقض الواقعى هو " المعجزة الكبرى"والتى بفضلها يخلصنا جسد السيد الذى بلا خطيئة والتى هى جزء عضوى لا يتجزاء من لحم وعظام شخص الاله –الانسان والمخلص .وهذه العجيبة صارت عثرة لليهود وجهالة لليونانيين .ان هذا التناقض فى شخص المسيح شكل عثرة للمتدينيين لليهود وجهالة للمثقفين اليونانيين وهذا العثرة لا يمكن عبورها الا بالايمان , أى بفعل الايمان .لان الايمان هو العيون الوحيدة القادرة على أن تعاين وتسبر غور سر شخصية المسيح وهكذا ترى بوضوح أنه هو بالحقيقة حكمة الله وقوة الله.(1كو 1 :24 ).ان المسيح الذى هو بالفعل حكمة الله الغير المحدودة , يظهر كمعيار على الحكمة والنور والذى أى النور يشرق على الحدود بين الحياة والموت ولأنه هو قوة الله الغير المحدودة وهو فى الواقع ,الحياة والفداء ولهذا فان لقاء المسيح مع الشيطان أمره السيد بأن يطلق النفوس من الجحيم وأن يسلمهم للسيد .ان لقاء المسيح مع الشيطان يمثل اهمية قصوى لانها تمثل اللقاء الشخصى بين شخص المسيح الذى بلا خطية والشخصى وبين الخطية المشخصنة فى الشيطان , ولقد اندهش الشيطان من شخصية المسيح التى بلا خطية وبلا ميول لها ,وأصابه الهلع لأنه ولاول مرة فى تاريخ البشرية يلتقى انسانا حقيقيا وبلا خطية ! وقام بأمر خدامه أن يخرجوا المستندات (الصك) الذى يحوى اسماء النفوس التى خضعت له وسمعت كلامه وقال للمسيح:" هذه هى القوات والنفوس التى خصعت لى وأصغت لكلامى وسجدوا لى" ولكن الله العادل والذى اراد تزكية عبده قال :" لقد سمع لك أدم وأطاعك ...وبه سمعت لك كل البشرية وأطاعتك ...ولكن هذا الأدم الجديد هو بلا خطية ...ان جسد أدم الاول قد خضع لك وكتبته وعن حق فىى الصك ولكن هذا أدم الثانى وبشهادة الجميع لم يخطئ ولا يدين لك بشئ " ثم يتكلم السيد فيقول " ولانى ابن الله فالكل يشهد لى وانا أشترى وأفدى الجسد الذى باعه لك أدم الاول ...وألغى لك صكك لأنى قد وفيت ديون أدم الأول ...بصليبى ونزولى الى الجحيم وأنا أمرك أيها الجحيم وظلال الموت ...أطلق نفوس اولاد أدم المحبوسين .."وهكذا اصابت الرعدة والخوف والهلع القوات الشريرة قامت بتسليم أدم السجين حرا الى المسيح لأن المسيح قد احتمل الكثير وسلم جسده الخاص للموت لكى يشترينا من العبودية ...يشهد لشخص المسيح الاله فى الجسد و الذى بلا خطيئة ثلاثة شهادات ,الشهادة الالهية ((لوقا 9 :35 )والشهادة الانسانية (يوحنا 1 :29 -1بطرس 2 :22 –يوحنا 14 :30 )وشهادة الشيطان (مرقص 1 :24 –متى 8 :29 –يوحنا 5 :7 ).وسط أجواء الخطيئة الخانقة والتى تمسك اليوم بتلابيب الانسانية جمعاء (نذكر أن الكاتب يكتب ومازالت أثار الحرب العالمية الاولى ظاهرة), يقف الاله المتأنس أى الانسان الجديد شامخا رافع الرأس لأنه بلا خطيئة بفضل لاهوته الظاهرفى انسانه الجديد ,لأنه بلا اوجاع وفوق الكل ,لأنه الصلاح المطلق , الصلاح الذى لا يفسد ولا يمسه ظلام ويقول احد الاباء "أنه وبفضل سر اللاهوت الحال فى الانسان الجديد يسوع و لا يمكن لهذا الانسان الجديد أن يشارك فى أعمال الظلام لأن الشر لا يمكن أن يشترك فى العمل مع النقاوة ...المسيح هو الشخصية الانسانية الاولى التى بطبيعها لا تخضع للاوجاع بالمعنى الابائى للكلمة , لأنه شاركنا الامنا وبكى معنا وفرح معنا ولكنه تحمل أوجاعنا الخاطئة ..هناك فارق بين الوجع الطبيعى المقدس والذى بالنعمة يصير "فى يد الساجدين "مصدر للابداع وبين الاوجاع الساقطة والتى فى يد "المتذاكين" تصير مصدر للبدع والاوهام !هذه الامكانيات الانسانية الجديدة سببها أن الاوجاع لم تعد تقف بين الله والانسان والسبب هو ان الله قد اتحد بالانسان فى المسيح فى اتحاد كيانى ووجودى لا يترك مسافات لدخول الاوجاع الساقطة ...بولس حينما كان حزينا وفى قلبه وجعا لا ينقطع , لم يكن بسبب الخطيئة بل بسبب اتحاده بالكامل واحساسه الكامل باخوته المحرومون من جمال الاتحاد باللاهوت ....نخلص من هذا أنه وفى هذا النموذج الانسانى الرائع اى فى شخص المسيح الانسان الكامل اتحدت انسانيتنا جسديا لأن فيه أى فى شخصيته الكاملة "سر أن يحل ملء اللاهوت جسديا "انسانيا "كولوسى 2 :9 .لقد خلص المسيح بشخصه الالهى-الانسانى كل شخصية الانسان .المسيح اذى هو الخلاص ..الانسان لا يقدر أن يخلص بدون يسوع لانه لا يوجد خلاص وراحة (انابافسيس )فى شخص أخر سواه (اعمال 4 :12 ).لقد أخذ الاله –الانسان (الثيأنثروبوس) فى ذاته كل طبيعة الانسان بلا خطيئة ...وصار ما على الانسان الا أن يبحث يتبع ويصطلح مع نبض طبيعته الجديدة والتى تبحث عن مضمون برائتنا وتبريرنا من كل نواحيه.صار المسيح وبفضل شخصيته الالهية والانسانية فى أن واحد قادرا على أن يجذب شخصية الانسان ذات الجوهر الالهى والذى لم ينمحى ,تماما,حتى بعد السقوط.صار المسيح قادرا بنفسه التى بلا خطيئة والحرة من أوجاعها , قادرا على أن يجذب اليه نفس الانسان الخاطئ والتى هى ايقونة الله .صار المسيح بعقله الانسانى الكامل (المتحد باللوغوس-العقل الالهى)قادرا على أن يجذب اليه العقل الخاطئ.صار المسيح بارادته الانسانية الحرة(المتحدة بارادته اللاهوتية ) قادرا على أن يجذب اليه ارادتنا ...صار المسيح وبجسده الانسانى الذى بلا خطية ’ قادرا على جذب جسد الانسان الخاطئ ليتحد به روحيا وجسديا ولاهوتيا .هكذا نفهم وبشكل عملى وتطبيقى أن تأنس لوغوس الله كان ضروريا لتدبير الفداء والخلاص , ليس خلاص جزء من الانسان , بل كامل وملء الخلاص لكل الانسان , أى وبلغة علم النفس خلاص كل الانسان فى ابعاد شخصيته النفسوجسمية .ويؤكد ذلك الدمشقى يوحنا بأن الله فى تجسده اى فى تجسد احد اقانيم الثالوث الله اللوغوس اتحدت كل الطبيعة اللاهوتية الكاملة مع كل الطبيعة الناسوتية الكاملة وليس قسم منها (باترولوجيا جريكا 94 ).لقد بشر الثالوث القدوس العالم و عن طريق تجسد الكلمة , العالم بنهج وخطة الخلاص ولقد ارسل اللوغوس الى العالم ولبس جسدا وأخفى لاهوته لكى يخلص بالشبيه الشبيه " ولقد جاء المسيح الى العالم لكى يخلص بنفسه الانسان لأن الانسان هو الكائن الوحيد الذى هو شبيه بالله.لقد حمل اللوغوس الانسان كله نفسا وجسدا لكى ما يجعلهما قادرين على القداسة وعدم الخطيئة.عظمة عطية الله للانسان فى المسيح هو أن يجعل نفسه بلا خطيئة.يتضح أن القصد النهائى من تأنس الله وبناء على كل ما سبق هو "تأليه" الانسان اى العودة به وهو "ايقونة الله"الانسانية الى التشبه بالله من خلا ل اتحاده بشخص يسوع المسيح , الذى هو أيقونة الله الانسانية الجديدة وذلك بالاتحاد على المثال الابائى اللاهوتى والفلسفى "اتحاد الشبيه بالشبيه أو بالعربية الدارجة أن" الطيور على أشكالها تقع".(راجع القديس ايرينيؤس ضد الهراطقات )باترولوجيا جريكا 7 ).ان الله الكلى القدرة والغير المدرك وبفضل وصلاحه وحبه للبشر ,(صغر نفسه) ولبس أعضاء جسدنا المنظور هذا وتخلى طوعا عن المجد الأسنى وبحب لبشر لا يحصى قام بتجسيد نفسه وأختلط بالنفوس المخلصة والمقدسة والمؤمنة وصار معهم روحا واحدا ونفسا واحدة حسب كلام بولس (1كو 6 :17 )ونفس من نفس وأقنوم من أقنوم وذلك حتى تقدر النفس البشرية أن تعيش فى شركة مع اللاهوت وتختبر الحياة الدائمة والمجد الذى لا يعتريه فساد ....أن عمل المسيح الخلاصى مع أنه غير قابل أن نحتويه بعقولنا بالكامل الا أنه واقعى وحقيقى .الواقعية الافخارستية هى الدليل على واقعية التجسد اذ أن السيد يجعل نفسه مأكل ومشرب حسب المكتوب (يوحنا 6 :58 ).هذا معناه أن تجسد السيد المسيح من العذراء مريم هو حقيقة ينتج عنها سكنى ابن الله فى نفوس القديسين.ان مسيرة اعادة صياغة وصناعة شخصية الانسان تتم بالتدريج بفضل اتحاد الانسان بالمسيح ,هذا يحدث حينما يتجسد المسيح من جديد فى الانسان حينما يؤمن وينال الانسان الجديد فى المعمودية وممارسة التوبة والنسك والقرأة واقتناء المواهب والفضائل من الروح القدس ,من خلال عطية الروح القدس فى الايمان والمعمودية ينمو الانسان ويزداد فى تحقيق تكامل شخصيته . يتم النمو فى تحقيق الشخصية المتكاملة روحيا ونفسيا وجسديا فى المسيح و انساننا الجديد, ويتخلص الانسان من الانانية والفساد والتى تسببهما الخطية , وذلك عن طريق الاتحاد بالذى لا يخطئ والذى يتم بدوره بفعل النعمة الالهية وقبول ثالوث الفضائل الذى للثالوث القدوس والتى هى الايمان والحب والرجاء وكذلك من خلال الشركة مع جسد السيد المتحد باللاهوت فى الافخارستيا , وحينما تجلى النعمة فى شخصية الانسان الجديدة عن طريق ظهور الثمار الواضحة لثالوث الفضائل والمواهب , تصل الشخصية الانسانية الى أن تجد حلا لمشكلتها الاساسية وهى الوصول الى ملء النضوج والثبات فى عالم الثالوث القدوس والتمتع بشركة الثالوث ,هذا هو القصد النهائى من الوجود الانسانى.ولقد لخص أحد الاباء البسطاء والنسالك (الغير اللاهوتيين!) بالعقل واللاهوتى بالقلب ’لخص خبرة الاتحاد بالميح فى لاهوته وناسوته فى صلاة يسوع وحقق المنهج الابائى (قاعدة الايمان هى قاعدة الصلاة) ودلك حينما قال"حينمت نصلى صلاة يسوع نقول "ياربى يسوع المسيح ارحمنى أنا الخاطئ) نحن نقر بالايمان كاملا فيارب تعنى اللاهوت ويسوع تشير الى الناسوت والمسيح الى اقنوم الكلمة الواحد.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire