ما هى النعمة ؟ الاب اثناسيوس اسحق حنين
18 /7/2010
لعل هذا السؤال هو
السؤال الاول والاخير فى البشارة المسيحية اليوم وكل يوم ويحتاج مفهوم النعمة
اليوم الى شرح يليق بالانسان المعاصر الذى حقق نضوجا كبيرا من خلال سيطرته على
الطبيعة وانجازاته العلمية والرفاهية والراحة المادية التى يعيش فيها وقبل تعريف
النعمة لابد من تعريف النقمة او الجحيم فالجحيم هو الانفصال عن عمق اعماق وجودنا
اى الله الكلمة يسوع المسيح بينما السماء او النعيم هو الاتحاد بالحب مع عمق اعماق
كياننا كما نراها ونختبرها فى المسيح وهذه الحياة هى هبة هبة الحياة الجديدة والتى
فى عمقها الالهى تستطيع ان تقهر الغربة والانحراف من حياتنا اليوميةوالتى يسميها
العهد الجديد (الحياة الجديدة )وهذه الحياة الجديدة او واقع الحياة الجديدة او حياة
الواقع الجديد تفوق مداركنا لاننا لسنا نحن الذين نديرها او نوجهها بل هى التى
تأتى الينا وتقتحمنا بملء ارادتنا والشئ المؤكد اننا نختبرها ونستطعمها كما الابن
الضال حينما نعود الى عمق اعماق بيت الاب داخل نفوسنا لاننا هكذا ندخل بيت الاب
البيت الابوى او بالاحرى يتم استقبالنا فيه بحفاوة لكى نجد فيه كل الذى لاجله
خلقنا نجد الجواب على السؤال لماذا نحن هنا ؟ما هدف خلقتنا ؟ ما معنى الوجود ؟
هذا كله يسميه العهد
الجديد (النعمة )والنعمة واقع أقرب لنا من انفسنا لانها هى (وجودنا الجديد) ولانها
عطية فعلينا انتظارها ساهرين وقبولها شاكرين وتقديمها للاخرين خادمين وهى لا ـاتى
فرضا او شطارة منا او ذكاء وهى لا تأتى للمكتفين بذواتهم والمنكفين على طموحاتهم
فالنعمة تأتينا حينما
نكون فى ملء الالم والمعاناة ولا نعطى راحة لعيوننا ولا نعاسا لاجفاننا
والنعمة تأتينا حينما
نقرر السير فى الوادى المظلم الذى لحياتنا الفارغة والتى بلا معنى
والنعمة تأتينا حينما
نصدق ان عزلتنا قد صارت اقسى من اى وقت مضى لاننا أغتصبنا حياة افضل كنا نحبها ولم
نحنافظ على عذريتها فلفظتنا هذه الحياة العذراوية والقت بنا فى غياهب الزنى الروحى
والنفسى والحضارى
النعمة تأتينا حينما
يكون قرفنا من انفسنا ومن لامبالاتنا ومن ضعفنا وعدوانيتنا وعدم قدرتنا على اتخاذ
اى قرار قد وصل الى ذروته
والنعمة تأتينا حينما
تمضلى السنين وتتوالى وكمال الحياة المنشود والسعادة الموعودة لا تأتى ابدا ولا
تتحقق
والنعمة تأتينا حينما
تستمر عاداتنا القديمة وانساننا العتيق فى السيطرة علينا اليوم كالامس وكل يوم
والنعمة تأتينا حينما
يدمر اليأس كل فرح وكل شجاعة واقدام
وفى هذه الحظات او
الايام او السنين يشرق نور خافت مقتحما ليل حياتنا المظلم ويسمع همس او صوت او او
او يقول
(انت مقبول عند من اكبرمنك والذى ربما لم تعرف بعد أسمه !!!لا تطلب
ان تعرف اسمه الان !ربما تكتشفه فيما بعد !
لا تبحث عن عمل ما
تقوم به الان فربما ستعمل الكثير والكثير فيما بعد
لا تبحث عن شئ لا تفعل
شئ بل بكل بساطة أقبل الان حقيقة انك قد صرت مقبولا عنده !
اذا حدث هذا معنا فنحن
فى ملء اختبار النعمة
ربما بعد هذا الاختبار
لا نصير افضل مما كنا وربما لا نصير مؤمنين احسن مما كنا
ولكن المؤكد ان كل شئ
قد تغير وتحول
فى هذا الوقت تسود
النعمة الخطية والصلح يسود الانفصال
المؤكد ةاننا سنذوق
حلاوة النعمة فى علاقاتنا مع الاخرين ومع اننفسنا
سنتعرف على النعمة
كلما نظرنا مباشرة فى عيون الاخرين
انه الصلح بين الحياة
والحياة انها النعمة العجيبة
ستختبر النعمة فى تعدى
النفصال المأساوى بين الاجناس والامم والاجيال وسنقضى على هذا الطلاق المريع بين
الانسان والطبيعة
النعمة هى عودة الحياة
الى احضان الحياة الافضل امين
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire