جرحت فى بيت
احبائى
الاب اثناسيوس
اسحق حنين ا باليونان
التاريخ يسجل
لنا الكثير من
الاحداث التى تشهد
بان البيت المنقسم
على ذاته يخرب
كما قال لنا
رب المجد يسوع
المسيح (لو 11 -17 ) وان البيت المتحد
يعمه السلام والوئام
ولكن الرب يستخدم
كل الخيانات والطعنات سواء
من الداخل او
من الخارج لاجل
خير شعبه ومختاريه
(لاننا نعلم ان
كل الاشياء تعمل
معا للخير للذين
يحبون الرب )رو 8 : 28
وعزاء شعب
الله انه موضع
اهتمام السماء وحنانها
وقديما شعر النبى
داود بثقل المؤامرات
التى تستهدف خلاص
الشعب وتحرير المأسورين
فقال قولا حكيما
وقاطعا ( ان الرب
لا يترك عصى
الخطاة تستقر على
نصيب الصديقين لكى
لا يمد الصديقون ايديهم الى
الاثم ) مز 25 --3 (حسب الاجبية
) اى
ان الرب يتدخل فى الوقت المناسب قبل ان
يزداد ظلم الاشرار لاولاده
لكى يخلص شعبه الصارخ
اليه نهارا وليلا
من يد الاشرارا
وبالاخص الاشرار من
الداخل وذلك لكى
لا يضطر اولاد
الله الى الرد بنفس الاساليب
الشريرة ويرتكبوا الاثم وهناك
من الاحداث فى
مسيرة شعب الله
ما يؤكد ان
الخطية التىمن الداخل
اكثر ضررا من
كل مؤامرات الاعداء
الذين هم من
خارج .
ونعود قليلا الى
احداث ما بعد خروج
الشعب من ارض
مصر بيد الرب
القوية وكيف انه
انتصر فى كل
جهاده بسبب طاعته
للرب وسلامة البيت
من الداخل ويحكى لنا
سفر الخروج ان الشعب
بعد خروجه من مصر وهو فى
طريقه الى ارض الموعد وصل الى اسوار
مدينة اريحا العريقة
وهنا امره الرب ان
يدور حول اسوار اريحا وحينما
اطاع الشعب اوامر الرب
سقطت الاسوار المنيعة
امام اتحاد الشعب
بالرب ومحبته لبعض (يشوع 6 ) واستمر الشعب فى مسيرته فى
ارض الغربة فى
برية سيناء فاستتهتر الشعب
وتساهلوا فى الامانة
ودخلت الخيانة والكذب (وخان
بنو اسرائيل خيانة
فى الحرام فاخذ
عخان بن كرمى
بن زبدى من الحرام
فحمى غضب الرب
على بنى اسرائيل )يشوع 7
وجأوا الى عاى من اريحا
ورغم صغر المدينة بالمقارنة باريحا الا انهم
انهزموا (وهربوا امام اهل عاى )
يشوع 7- 4 فمزق يشوع ثيابه وسقط امام
الرب فقال الرب ليشوع
(قد اخطاء اسرائيل
بل تعدوا عهدى
الذى امرتهم به
بل اخذوا من
الحرام بل سرقوا
بل انكروا بل
وضععوا فى امتعتهم ...قم قدس الشعب
لانه هكذا قال الرب فى وسطك
حرام يا اسرائيل فلا
تتمكن من الثبوت امام اعدائك حتى
تنزعوا الحرام من وسطكم ) يشوع 7 : 13 اى
ان الهزيمة فى
حياة شعب الله
جأت من الداخل وجاء
النبى زكريا ليبشر
بتحول الخيانات الى
انتصارات لشعب الله
ويصف لنا كيف
قبل الرب يسوع
جراحات وخيانات ولطمات
الاعداء وصمت الاحباء وحولها لنا
خلاصا كما تصلى
الكنيسة ( حولت لى
العقوبة خلاصا ).
ومن اروع
نصوص الكتاب المقدس بل
والادب العالمى تلك
الكلمات النبوية التى
نطق بها النبى
زكريا عن المسيح
له المجد الذى
علمنا كيف تتحول الخيانات
فى يده الى بركات
لشعبه لانهم قصدوا
به شرا والله الاب اراد
به خيرا كما يقول يوسف
الصديق الذى كاد
ان يقتل على
يد احبائه فرفعه
الرب ليحكم مصر
فى ذلك الزمان ويرى
المفسرون ان هذه
النبوة اى نبوة النبى
زكريا تنطبق على
السيد المسيح الذى
( صلب على يد
احبائه ) لان الذى
سلم الرب يسوع
للصليب هو احد
احبائه اى يهوذا الاسخريوطى (مخالف
الناموس او الخارج على
القانون حسب التعبير
القبطى واليونانى ) كما
تسميه الكنيسة فى
اسبوع الالام والجرح فى
بيت الاحباء تحول على
يد الرب يسوع
الى وسيلة لتمحيص الشعب
اذ ستؤدى هذه
الخيانة الى ابادة
الجانب الاعظم من
الشعب الذين انحازوا للخيانة
وصمتوا على الانبياء
الكذبة وابقاء البقية
الصادقة ويبدوا ذلك من بقية
نبوة النبى زكريا
(أستيقظ استيقظ يا
سيف على راعى
وعلى رجل رفقتى
يقول رب الجنود
اضرب الراعى فتتشتت الغنم
وارد يدى على
الصغار ويكون فى
كل الارض يقول
الرب ان ثلثين
منها يقطعان ويموتان
والثلث يبقى فيها
وادخل الثلث فى
النار وامحصهم كمحص
الفضة وامتهنهم امتحان
الذهب وهو يدعو
باسمى وانا اجيبه
اقول هو شعبى
وهو يقول الرب
الهى ) زكريا 13 :7—9 . فالرب
سوف يستيقظ كراعى
بعد الجراح اى
سيقوم ن بين
الاموات بعد الصليب
وبعد ان ظن
يهوذا وامثاله من
الخونة انهم قد
استتب لهم الامر وسكت
عنهم الرب وراق
لهم الجو فالسيف
سوف يستيقظ اى
سيف كلمة الحياة
والحق ليفرق بين
الاب وابنه والاخ
واخيه لان معيار
الصداقة والخدمة سيكون الحق
والحق وحده وليس رابطة
الدم او المجاملات
او الخوف او
المكاسب (الثلاثين من الفضة ) وسينقى
الرب شعبه من
الخيانات ومن الحرام
وكأن النبى زكريا
يطمئن يشوع النبى ان
وقت الخلاص قد
حان ويقول له
ان الذى سيرفع
الحرام من وسط الشعب
والذى سيحول خيانة
يهوذا الى خير
للكنيسة والذى سيمحص شعبه
بنار الروح القدس
فى يوم الخمسين هو حمل الله
الذى سيرفع خطايا
العالم كله وبعد ان ينقيهم
سيعرف الشعب الصادق
الرب ويعرف الرب
شعبه (هو يدعو
باسمى وانا اجيبه
اقول هو شعبى
وهو يقول الرب
الهى ) ولعلنا نلاحظ فى
هذه الايام كم
من الجراحات تصيب
الكنيسة على يد
احبائها او من
يظنون انهم احبائها
سواء من الذين
يتحالفون مع اعداء
الكنيسة او من
يسيئون الى تعاليم
الاباء ولاهوت الكنيسة
ويجرحون الكنيسة فى
عقائدها واسرارها ( الهراطقة )او
من لهم صورة
التقوى وينكرون قوتها
او من يبيعون
المسيح من اجل
مكاسب وقتية وزمنية
او وعود من
السلطة بمكاسب او مناصب
ولقد عبر الرسول
بطرس اصدق تعبير
عن المصير الذى
ينتظر من تسول
له نفسه ان
يستهين بمحبة الله
وطول اناة الكنيسة
وصمت الشعب الطيب
وابوة الكهنة من
يهوذا الاسخريوطى الى
كل ( يهوذا معاصر) فيقول (ايها
الرجال الاخوة كان
ينبغى ان يتم
المكتوب الذى سبق
الروح القدس فقاله بفم
داود عن يهوذا
الذى صار دليلا
للذين قبضوا على
يسوع اذ كان
معدودا بيننا وصار
له نصيب فى
هذه الخدمة فان
هذا اقتنى حقلا
من اجرة الظلم
واذ سقط على
وجهه انشق من
الوسط فانسكبت احشاؤه كلها
وصار ذلك معلوما
عند جميع سكان اورشليم حتى
دعى ذلك الحقل فى
لغتهم حقل دما اى
حقل دم لانه مكتوب
فى سفر المزامير
لتصير داره خرابا ولا يكن
فيها ساكن وليأخذ
وظيفته اخر )
اع 1 :16---26
وقديما قال احد
الحكماء ( يارب احمنى
من اصدقائى اما
اعدائى فانا كفيل
بهم ) ونحن نطلب
من الرب الذى
جرح فى بيت
احبائه ان يشف
كل المجروحين ويقيم الساقطين ويبنى كنيسته
على الاساس المتين
له المجد
فى كنيسته الى
الابد امين .
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire