اللاهوت واللغة
الثيؤلوجيا والفيلولوجيا
بقلم الاب اثناسيوس اسحق حنين - اليونان
مقدمة :
من المبادئ اللاهوتية الاساسية فى الكتاب المقدس وعند
علماء الكنيسة ان الله لم يراه احد قط الابن الوحيد الذى فى حضن الاب هو خبر(يو
1-18 ) اى اخبرنا عن الله وشرح لنا غوامض حكمة الله و محبته وجسد تنازله وتعطفه
فالله الذى قال لموسى انه لا يمكن للانسان ان يرانى ويعيش هو هو الذى جاء الينا
ولكن فى الجسد فى جسد اللوغوس لان (اللوغوس صار جسدا وحل بيننا وراينا مجده مجدا
كما لابن وحيد من الاب ) يو1 :14 وهذا ما يسميه علماء التفسير (الابوكاليبسيس ) اى
الاعلان او الكشف الالهى واعلان الله يتم من خلال الالفاظ فكما يقول اللاهوتى
اليونانى قسطنطينوس بابابتروس فى كتابه (ماهية ومعنى اللاهوت فى تفسير القديس
كيرلس الكبير لانجيل يوحنا ) فان الاعلان الالهى اى الابوكاليبسيس يعبر عن ذاته او
يحدث او يصل للبشر عن طريق الالفاظ ويعطى مثالا على كلمة (اللوغوس ) التى هى تعبير
يوحنائى وجد عند الحبيب يوحنا معناه اللاهوتى والانسانى ويلاحظ البروفسور بابابترو
ان كلمة لوغوس مثلها مثل الكثير من التعبيرات اللاهوتية الهامة موجودة فى اللغة
اليونانية من قبل كتابة الاناجيل ولكن تاريخ الكلمة وفحواها الفلسفى لا يشكل عقبة
امام استعمالها فى سياق لاهوتى لان الاعلان الالهى وان كان يعبر عن نفسه فى
الالفاظ الا انه اوسع من الالفاظ واعمق من الكلمات (ليس ذهن يستطيع ان يحد (او
يحدد او يصف ) محبتك للبشر )القداس الغريغورى. ويؤكد البروفسور ستليانوس
بابادوبلوس فى كتابه ( اللاهوت واللغة ) ان لغة الانسان مهما وصلت فى معرفة الله
فهى لغة غير وصف عنل الله (وليس شئ من النطق يستطيع ان يحد (او يصف او يستوعب
)محبتك للبشر ) القداس الغريغورى
ولكن الاعلان الالهى يعبر عن نفسه فى المعانى والبركات
والنعم التى توجد خلف الكلمة اى بتعبير بسيط ان المسيحية وهى تبشر العالم القديم
من اليونان الى مصر عمدت البشر ولغتهم وثقافتهم وحولتها الى رصيد لاهوتى روحى
وعلمى للكنيسة (مستأثرين كل فكر الى طاعة المسيح ) ففى مصر وقفت البشارة امام
الحضارة المصرية العريقة فادانت اوثانها وهزت عرش فرعونها (راجع تسبحة نصف الليل )
واخذ اجمل اصواتها وكونت اللغة القبطية واخذت موسيقاها وعمل الالحان (لحن اسبوع
الالام ) وفىاليونان اخذت اللغة التى كانت حصانا جامحا فى يد الفلاسفة وروضتها
للطافة الانجيل وخاطبت بها مثقفين العالم .
اللغة فى خدمة اللاهوتواللاهوت فى خدمة وحدة الكنيسة:
اذن اللغة فى خدمة اللاهوت والحرف فى خدمة الروح
والتاريخ فى خدمة الله والفيلولوجيا فى خدمة الالكلسيولوجيا اى ان علم اللغة هو
خادم بالمعنى الطيب لكلمة خادم للكنيسة وكم ضحى الكبار من الاباء بالفاظ عزيزة
عليهم وحفروها بالدموع ولكن ضحوا بها حينما رأوا انها تصنع (سجسا بين الاخوة )
بلغة البستان مثل القديس اثناسيوس فى (طومس الصلح الشهير ) مع الانطاكيين وكيرلس
الكبير فى المصالحة الكبرى مع يوحنا الانطاكى وضحى القديس كيرلس بالفاظ نحتها بحذق
لاهوتى بارع ولكن من اجل عظم محبته فى الملك المسيح لم يصر عليها ولم يستخدمها
ورقة لاتهام الاخرين بالجهل بلغة الالفاظ(بابادوبلوس القديس كيرلس الاسكندرى 2004
اثينا ص170 وبعدها.
التعبيرات كلها من البشر والنعمة والرؤية والروح كلها من
الله والمعنى الذى يحمله اللفظ يأتى نعمة الاعلان بكل تاريخه الفلسفى او الوثنى
فالمعنى اللغوى الذى ساد فى اليونان القديمة صار على يد الاباء علماء الكنيسة
وسيله لتكوين فكر لاهوتى حاز اعجاب العالم وجذب اليه المؤمنين
من كل حدب وثوب ويؤكد الباحثون ان الاباء دققوا فى
الالفاظ والقديس كيرلس يملك رؤية فى فلسفة اللغة يلخصها البروفسور بابابتروس فى
ثلاث نقاط
1 –مفهوم اللوغوس عند يوحنا الحبيب
2—شهادة الكتاب المقدس لصوت الكلمة المتجسد
3 - اللغة التى يستعملها الفكر اللاهوتى من اجل فهم
اعلان الله عن نفسه
وتشمل هذه المبادئ الثلاث مبادى تفسيرية او مبادئ عامة
فى كيفية استعمال الاباء للغات التى كتبوا بها من اجل شرخ الايمان فاللاهوت
الابائى يستعمل اللغة بكل مكوناتها الفلسفية او الحضارية او الثقافية بدون ان
يستعبد لها او يستعملها بدون فحص او يقبل ماضى الكلمة الوثنى او الفلسفى بدون فحص
بل يفحص كل شئ ويتمسك بالحسن و لكى يشرح الاعلان المسلم مرة للقديسين وكيرلس
الكبير لا يرى اختلافا بين صوت الرب ذاته وصوت الرب فى الكتاب المقدس والاباء
يستعملون الالفظ بتقوى وورع وخشوع لان اللغات القديمة وخاصة اليونانية لغة
ارستقراطية فلسفية (وعجب ) ويمكن ان تؤدى ان يشعر الذين يتكلمونها انهم وان نطقوا
الالفاظ فقد حققوا الامور المبتغاة من وراء اللفظ مع ان المسافة كبيرة بين ان نقول
الكلمات وان نحيى الكلمات بين رنين الكلمات وصليب الكلمات بين كلام الحكمةالمقنع
وبين قوة الروح
ولهذا فمن اروع ما قال كيرلس الكبير فى تفسير اية
(فىالبدء كان الكلمة ) انه قال خير كلام فى هذه الاية العميقة او خير رد على
مبادرة الكلمة هو الصمت
الكتب المقدس موحى به من الله ولقد كتبه اناس الله
القديسين مسوقين من الروح القدس ومن المبادئ التفسيرية الهامة ان اللغة الكتابية
هى لغة كل عصر فاناس الله القديسون كتبوا بكلمات بشرية اى لغة العصر الذى عاشوا به
فالوحى الهى واللغة بشرية وان عصم الله الكتاب الا ان اللغة بشرية تخضع لقواعد
اللغة واصول البلاغة ولهذا فالاباء الكبار استعملوا اللغات السائدة بحكمة تناسب
مستوى السامعين ومنهم من تنازل عن بعض الالفاظ من اجل شرخ ابسط للايمان كما حدث مع
القديس كيرلس مع يوحنا الانطاكى
واللاهوت الابائى يلفت النظر الى ان العمق اللاهوتى اكبر
من الالفاظ ومهما ارتقت التعبيرات اللاهوتية فانها غير قادرة على التعبير عن ذات
الحقائق الالهية .
اذا اللفظ فى خدمة الروح و التاريخ فىخدمة اللاهوت
والفيلولوجيا فى خدمة الاكليسيولوجيا اى اللغة فى خدمة الكنيسة والدليل ان الاباء
ركزوا كل طاقاتهم اللغوية فى تأليف تسابيح كنسية والحان وميامر تفيض بركة روحية
وتقنية لغوية رفيعة المستوى وذوق انسانى رفيع حتى ان الاباء وضعوا كل رصيدهم
اللاهوتى والروحى فى تسابيح الكنيسة ولم يعرف الاباء (لاهوت المكاتب ) الذى يميز
بعض اللاهوتيين المحدثين او دردشات الصالونات ورمى الالفاظ رميا بدون اكتراث
بمستوى السامعين بل لاهوت المذابح الذى يسكب سكيبا ويود ان يكون محروما من المسيح
لاجل احبائه واقربائه حسب الجسد وربما يفسر ذلك ان علماء الكنيسة كانو من
الاكليروس الملتصق بالمذبح والذى يعيش فى ضوابط الشركة مع االرياسة الكنسية ولا
يجرحها بل يقدم لها قرابين حبه وثمار ابحاثه بتواضع العلماء كما يقدم الطفل
الهدايا لامه وهى تستعملها فى حينها الحسن
التعبيرات اللاهوتية ومردوداتها الاكليسيولوجيا عند
الاباء :
هذه المقدمة ضرورية لنفهم استخدام الاباء للتعبيرات
اللاهوتيةمثل الفداء(ليتروسيس ) والكفارة(سيسيا ) والتأله (ثيؤسيس )والقداسة
(اجيوتيتا ) والخطية (امارتيا ) وغيرها من الالفاظ التى اذا خرجت من سياقها
اللاهوتى تحدث مشاكل لاهوتية ورعوية ولقد لاحظ الباحثون ان تعبير التأله(ثيؤسيس)
قد بداء يحدث فى الاوساط القبطية نقاشا لا يخلو من خطورة لاهوتية وارتباكا رعويا
بين الاقباط الغير معتادين على هذه الالفاظ وان عاشوها كخبرة ليتورجية يومية لان
اللاهوت القبطى لاهوت نسكى لا يميل الى الشغب الفكرى الذى يميز اللاهوت البيزنطى
وهنا تكمن المشكلة برمتها هل نحن نقف على ارضية تراثنا القبطى الناسك الليتورجى ام
على ارضية التراث الهلينى الفلسفى والنظرى والدليل ان القديس اثناسيوس لم يذكر
تعبير التأله فى سيرة القديس انطونيوس القبطى رغم ان انطونيوس قد وصل
الى درجات عالية من الرؤية الروحية والنسكية والاستنارة
اللاهوتية بينما ذكرتعبير التأله فقط عدة مرات فى كتاباته الى اليونانيين الثقافة
من الاريوسيين والعبارة التى انتشرت لاثناسيوس (لقد صار الله انساننا ليتاله
الانسان ) وردت فى (ضد الاريوسيين 1-39 ) ولقد ترجمها الروم الارثوذكس بطريقة
واقعية لانهم ربما ادركوا خطورة استعمال اللفظ بدون ضوابط فى منطقة الشرق الاوسط
الاسلامية التوجه والثقافة (ان ابن الله صلر اسنانا لكى يصير بنو البشر ابناء لله
) (انظر القديس اثناسيوس مجموعة من المؤلفين رقم 5منشورات النور 1985 ص 106-107
ويؤكد اثناسيوس نفسه التحفظ الكبير الذى يؤمده الاباء فى المرات التى يستعملو فيها
تعبير (الثيؤسيس ) (ولكن ليس حسب الطبيعة نكون ابناء لله بل سبب الابن الوحيد الذى
يكون فينا ولذلك الاب لا يكون لنا ابا بحسب الطبيعة (كأتا فيزين ) بل لانه اب
للكلمة اللوعوس الذى يكون فينا الذى به وفيه نصرخ يا ابا الاب وهكذا الاب لا يدعوا
ابنا الا الذين يرى فيهم نعمة وقداسة وروح وحياة ابه الوحيد (ضد الاريوسيين 59-2 )
وذلك لان القبطى وان عاش كل خبرات اللاهوت فى الانتصاب فى القداسات والاصوام وتحمل
الاضطهاد وحفظ ايات الكتاب من اجل المسيح الا انه لا ينسب لنفسه شئ ولقد كتب يوما
اح العلماء (ان داخل كل قبطى روح الرهبنة والنسك القبطى ) من هذا ولا يتكلم عن
اختبارات مع الله مع ان اصغر قبطى لديه من الاختبارات الروحية ما يملاء كتبا كثيرة
فالقديس اثناسيوس ذكر تعبير (التاله ) فى الرسالة الى اديلفيس (فاذا كان الله قد
ارسل ابنه مولودا من امراة فهذه الحقيقة لا تخجلنا بل على العكس تعطينا مجدا ونعمة
عظمى لان صار انسانا حى يستطيع ان يؤلهنا فى ذاته فنحن من الان جنسا مختارا وشركاء
فى الطبيعة الالهية كما يقول المغبوط بطرس (2بط1- ) ونلاحظ هنا ان يتكلم عن عمل
المسيح له المجد فى تجديد الانسان ورده الى رتبته الاولى وليس ان يتاله بمعنى ان
يصير شيئا اكبر من الانسان بل انسان الله الكامل الذى يتجدد بالنسك والجهاد الروحى
حسب صورة خالقه والتاله لفظة يونانية Θεωσις
تأتى من كلمة الله اى Θεος والكلمة لم ترد فى
الكتاب المقدس ولا فى العهد الجديد بل هى تعبير لاحق استخدمه بعض الاباء للاشارة
الى علاقة الانسان بالله فى العهد الجديد فقد استخدمها ديونيسيوس الاريوباغى
الهلينى الثقافة بمعنى سرى وروحى فهى عندة تعنى اتحاد مع الله وتلامس معه واندماج
فيه كشئ واقعى Ecclesistics Hierarachia
M< 3 -369 ويقول انسطاسيوس السينائى ايضا ان الثيؤسيس هر رفعة الانسان الى
اعلى ونلاحظ هنا ان الاريوباغى والسينائى (hodgus
sine viae dux M.89,36 ) لا يدخلا فى التفاصيل الدقيقة للكيفية التى يتم بها الاتحاد او
رفعة الطبيعة وهنا استعمال لفظ التأله لا يعنى ان الانسان صار من طبيعة الله او
كالله او اله بل هى نعمة كما يقول المعجم الابائى المعروف LAMPE وصفحة 649 -650 وايضا ص 1503-1496
على انه Work of grace ويسميها مكسيموس المعترف فى تفسير الامثال على انها نعمة
الروح القدس تقود سكان المدينة السماوية فنحن لا نملك القوة الروحية حسب الطبيعة
بل نحصل على قوة روحية بالنعمة فالتأله هو عمل صالح فوق الطبيعة ويربطها بعض
الاباء بالفضيلة فالثيؤسيس هى المعرفة والمحبة والسلام As a stste in next world de[ending on exercise of
virtue in this world .
ويؤكد عالم الاباء اليونانى وصديق الكنيسة القبطية ان فى
كتابه (الباترولوجيا 2 ص 609 ) بان اغريغوريوس النيسى نادرا ما يستعمل تعبير
الثيؤسيس ولكن يستعمل لفظ ανακρασις اى التداخل والاتحاد(باترولوجيا جريكا 45 -1152 سى )
وحتى هذا الاتحاد من الصعب ادراك ابعاده فالكنيسة دائما تشدد على الشركة فى طاقات
الله الصالحة وهذا الفكر هو امتداد لرؤية اغناطيوس الانطاكى للشركة مع الرب يسوع
فى الافخارستيا والشهادة والوحدة مع الاسقف وهى تشكل كمال الانثروبولوجيا
الارثوذكسية وهذه الواقعية تظهر فى الجهاد الروحى للتحرر من الاوجاع واقتناء
الفضائل (باترولوجيا جريكا 44 ) وفى المقدمة التى كتبها البروفسور بابادوبلوس
للتوموس 29 من الباترولوجيا جريكا والصادر باثينا عام 2002 ص κγ وتحت عنوان ( ماذانعرف من الله التمييز بين جوهر الله وطاقاته
الفاعلة ) يقول : ان القديس باسيليوس بعد عشرة سنوات من كتابته (ضد الافنوميين )
حوالى374 م اضطر للرد على السؤال مااذا نعرف عن الله فالافنوميون الذين ظنوا
انه بتعبير غير مولود يعرفون جوهر الله استفذوا
الارثوذكس قائلين لماذا تسجدون لله وانتم لا تعرفونه (الرسالة 234 ) فاعطى
باسيليوس شروحات كثيرة فلقد فرق بين جوهر الله الغير مدرك وخواص الجوهر المدركة (
رومية 1-20 )فحل السؤال يكمن فى التمييز بين الفيسيس فى الله والخواص فى الله
الايديوماتا اى الاقانيم وقام بشرح ذلك فى رسالته الى تلميذه امفلوخيوس فى الرسائل
233-235 والتى فيها يميز باسيليوس بدون فصل بين الجوهر الالهى والطاقات الالهية
الفاعلة وستشكل هذه الرؤية اى التمييز بين الجوهر والافعال فى اللاهوت الاساس
لمواجهة الكثير من القضايا الخرستولوجية والابنفاتولوجية والاكليسيولوجيا وغيرها
من القضايا اللاهوتية والرعوية مثل اتحاد الانسان بالله والتاله وكيفية عمل الله
فى الخلق فالله خلق العالم بجوهره او بكلمتهوبالتالى ماذا ناكل فى الافخارستيا
جوهر الله ام نعمة الله المتجسدة اى جسده ودمه ؟اى التداخل او الاتحاد ويؤكد
البروفسور بابادوبلوس ان فى كلتا الحالين لا يعننى التاله شركة فى الطبيعة الالهية
ولكن شركة فى اعمال الله او طاقات الله او نعمة الله الغير مخلوقة ونحن القباط لا
نستسيغ كثيرا تعبير (النعمة الغير المخلوقة ) الذى استهله اباء العصور الوسطى
البيزنطية للرد على تطرفاتن رهبان برلعام .
ولعل الشاهد الاساسى فى قضية التأله هو الاية الواردة فى
رسالة بطرس الرسول الثانية 1 -4 ( هناك دراسة علمية تبحث فى الفارق بين شركة الله
فى المسيحية والمفاهيم الهيلينستية المختلفة فى الديانات الوثنية التى تكلمت عن
تاله الانسان واتحاده بالالهةΟ
Θεος Ανηρ
) ويشرح الاباء اية بطرس الرسول بان الهدف من الحياة ان الله صنعنا لكى نصير شركاء
الطبيعة الالهية وشركاء ابديته ونصير مثله بالنعمة اىنتشبه به وهذا الامر لابد ان
يقودنا الى دراسة مستفيضة للفظ Φυσις
فالطبيعة ليست طبيعة الله الاب والا صرنا الهة بالطبيعة
على حد قول باسيليوس بل هى اقنوم الابن الكلمة الذى لبس جسدنا واخذ الذىلنا
واعطانا الذى له كما يقول اى قبطى بسيط وغير لاهوتى فى التسبحة هنا نقف على ارض
التقليد القبطى غير الهلينى الذى لا ياخذ مغرفة ويدخل الى احشاء الله حاشا بل يقف
بخشوع وياخذ النعمة ونحن نعرف ان اللفظ (تأله الانسان ) لم يرد الا قليلا ولنسمع
القديس اثناسيوس فى سيرة الانبا انطونيوس وهو يقول ( لقد اخذ جسدا اى المسيح له
المجد جسدا بشريا لكى يجعل البشر او الناس يدخلون فى شركة ذهنية مع الطبيعة
الالهية ( سيرة انطونيوس 74 ) فشركة الطبيعة الالهية معناها ان البشر سيكون لهم
سلطان على الشياطين وسيملكون فى السماوات وسيتحررون من الفساد وفى الرسالة الى
سيرابيون يقول انه حتى لو سمى بعض البشر الهة فليس حسب الطبيعة ولكن حسب الشركة مع
الابن وفى نغس المرجع يقول ننن نصير شركاء الطبيعة الالهية بشركتنا مع الروح القدس
.
ولعله من المفيد الرجوع الى العصور الوسطى البيزنطية حيث
دار نقاش كبير بين رهبان برلعام وريئس اساقفة تسالونيكى غريغوريوس بالاماس حول النزر
ال1ى رأه التلاميذ على جبل طابور وتمسك الرهبان بحرفية الرؤية اى اننهم يروا
الجوهر الالهى ورد بالاماس الراعى بان الجوهر الالهى لا يراه احد ونحن نرى طاقات
الله energies of God
ويؤكد البوفسور بابابتروس ان الشركة مع الله عند الاباء
ليست فقط وحدة ولكنها ايضا تمايز فالشركة مع الله ليست فقط وحدة بل تمايز مالانسان
يظل انسان واللاهوت يظل لاهوت فقط الابن الوحيد هو من طبيعة الاب وليس شريك فى
اللاهوت فقط الانسان شريك فى الابن الوحيد وشركة الانسان فى الله عند كيرلس هى
احسان الله ففى الاعلان الالهى الله يحتل طبيعة الانسان وفى التاله الانسان يشارك
فى طاقات الله وليس فى جوهره مع ان هذه الطاقات هى من الله فالله غير المدرك والله
المدرك بشكلون انسجاما فى الشركة معه وهذا يشكل فداء الانسا ن وهنا نشتم رائحة
الرد على افلاطون الذى حاول هو واتباعه افساد اللاهوت فافلاطون يقول ان الكل هو
الله اى طبيعة الله هى كل شئ واريوس قال ان يسوع انسان والكنيسة وهى تحارب
الانحرافات كانت تحذر من البانثيسموس الافلاطونى فالتاله ليس هو شركة مع الطبيعة
الالهية ذاتها بل شركة مع طاقات الله التى اعلنها بالنعمة ويظهر ذلك من استعمال
مثال النور فالاستنارة هى عمل طبيعة الله وهو اشتياق الطبيعة البشرية فالشركة فى
الطبيعة الالهية (الطاقة ) لا تشكل باى حال تاله الانسان حسب الطبيعة فالطبيعة
الالهية فى عز الشركة مع الانسان لا تتحول الى لاهوت فالطبيعة البشرية
والطبيعة الالهية حتى فى تاله الاولى يبقيان مختلفين فالتشبه
بالله هو حسب الطاقة وليس حسب الطبيعة فكيرلس فى تفسير يوحنا 15 -1 رغم قبوله ان
الاغصان ه من ذات الكرمة الا انه يرفض قطعيا اننا نصير اغصانا بالطبيعة اى الهة
بالطبيعة فالانسان فى عشرة الروح القدس يصبح ناقل للصفات الالهية وهو يرفض تماما
الاابانثيسموس اى الخلط او التطابق بين الله العاطى والانسان المستقبل العطايا .
فليفرح الابرار بالفرح والصديقون صرخوا الى الرب فسمع
لهم ونجاهم من جميع شدائدهم قريب هو الرب مستقيمى القلوب والمتواضعى القلوب يخلصهم
هلليلويا (التسبحة الهوس السنوى ).
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire