الجسد اذا ما حكى
!
رؤية فى أنات الجسد بين الانجيل واللاهوت قديما والفلسفة وعلم النفس حديثا
الاب الدكتور اثناسيوس حنين – مطرانية بيرية –اليونان
أهدتنى أبنتى- سارة - التى تدرس الفلسفة وعلم النفس فى جامعة رينيه ديكارت بالعاصمة الفرنسية باريس والى حضرت الى أثينا فى أجازة قصيرة ’العدد الأخير من دورية "الفلسفة" الذائعة الصيت عند الخاصة من أهل العلوم الانسانية والمثقفين
’ لفتنى أن هذا العدد الخاص يكرس جل صفحاته للقضية القديمة
والجديدة والمتجددة وهى قصة الانسان مع جسده مع ذاك الصديق اللدود والعدو الالصق من الأخ ’ الجسد وّأناته وحركاته وسكناته وخلجاته وثوراتهّ وافرازاته ومخاضه الروحى والنفسى والبيولوجى وما التاريخ البشرى كله الا تاريخ علاقة الانسان بجسده !أن الافكار الثورية التى اجتاحت اوروبا منذ عصر التنوير والنهضة قد أصابت الروح وحررته مثلما ما أثارت الجسد وشيطنته ’ فبين الروح والجسد لون من المراسلات العلنية تارة والخفية تارات ويرى الفلاسفة وعلماء النفس والجنس أن الثورة التى حدثت فى رؤية الانسان لجسده لا تقل قيمة فى أرثارها وتبعاتها من الناحية الروحية والانسانية والوجودية وما صاحبها من تحولات علمية ثقافية ونفسية وروحية لا تقل’نقول’ عن اكتشاف كوبرنيكوس لدوران الارض حول الشمس. ولقد تجلت هذه الثورة فى بداياتها فى الفنون مثل النحت وصار الموضوع المفضل فى الاتيليهات هو تصوير كافة تفاصيل الجسم عريانا كما خرج من رحم أمه وصار النحاتين علماء تشريح وعلماء التشريح رسامين ’ حتى أن فيلسوفا ورائدا من رواد النهضة الفكرية الحديثة ’ بحجم مونتاين ’ أصابه الذعر حينما قرر أن ينظر بامعان الى جسده أى أن يقوم باكتشاف جغرافية هذا العالم الجديد ’ عالمه الجديد ’ أى جسده بنفس حب الاستطلاع التى اكتشف بها الانسان جغرافية العالم الجديد لأن تضاريس العالم الأول لا تقل وعورة وتعقيدا عن تضاريس العالم الثانى’ ذلك لأن الانسان ’حسب علماء اللاهوت الانسانى ’ هو عالم صغير "ميكروس كوسموس" !يساورنى الشك فى أن يكون الفيلسوف الفرنسى قد قرأ مقدمة كتاب اثناسيوس الرسولى "تأنسن الكلمة " (وهذه هى الترجمة الادق وليس تجسد الكلمة التى قام بترجمتها القمص مرقص داود من الانجليزية) ’حينما قال اللاهوتى –الانسان الاسكندرانى اثناسيوس "ان الانسان وبعد السقوط والابتعاد عن ربه بحث بحثا مضنيا عن أقرب مخبأ فوجد جسده وأختباء فيه من وجه الرب" وهذا يفسر كل التاريخ المأساوى من قتل وزنا وتدين جسدى ولنا عودة ’ ربما يفسر هذا تلك الهبة فى الافلام-البورنو والدوريات العارية والتى لم تكن علامة انحلال كما فهمناها وتلصصنا عليها نحن الشرقيون المتحفظون ! بل اعراض وارهاصات ثورة لاكتشاف اسرار تضاريس جسد هذا الانسان "ذلك المجهول " على حد تعبير عالم الفيزياء توماس كارليل’ فى عقر داره أى هو بعينه بلخمه وشخمه كما كان يقول الخواجة بيجو . ويرى مونتاين انه يوجد لون من الوان المراسلات بين الجسد والروح وان للجسد كلمته الاولى والاخيرة فى وضع شروط لعبة الحياة وضوابطها.الحقيقة هى اننا لسنا نفسا ولا جسدا بل انسانا ولا يجب علينا ولا يحق لنا أن نعاملهم مفترقين بل وكما يقول افلاطون لا يجب ان نعلم الواحد دون الاخر ولكن يجب قيادتهما بشكل متوازن مثل حصانان سباق مهرة ومترابطين بلجام واحد ’ وأنه يجب على النفس التى تسكن فيها الفلسفة أن تنعكس على الجسد صحة وعافية ونضوجا .أن كل محاولات الفصل بين النفس والجسد عبر تاريخ البشرية قد أصابها الفشل وعادت بالخراب والكواراث ليس فقط على النفس بل على الجسد وعلى البشرية جمعاء ولعل هذا يفسر مأساوية هذا الفصل حينما رأى المفكر الفرنسى التاريخ السياسى والعسكرى من خلال جسد المرأة وليس من خلال جسدها وعقلها ونبه انه لفهم كل هذا التاريخ الكارثى "ابحثوا عن المرأة" ونحن نحدد "ابحثوا عن مفاتن جسم المرأة بلا عقلها ".ابحثوا عن جسد المرأة اذا ما حكى ولم يجد من يبوح له واشتكى ولم يجد من يجيبه بحب !يجب على النفس او الروح أن لا تترك الجسد وشأنه بل أن تتحد به ’يجب أن تعمل النفس على ان لا تنشغل بنفسها وتنطوى على همومها وان لا تحتقر الجسد وتتركه ولكن عليها ان تحبه وتحتضنه وتفرح به وتعينه وتضبطه وتنصحه وتضعه على الطريق المستقيم وتعيده اليها اذا ما انحرف يجب على النفس ان تعقد قرانها على الجسد مرة والى الابد وتخدمه كزوجها حتى لا تصير اعمالهما متناقضة بل متفقة ومنسجمة.
ان السبب وراء توتر العلاقة بين الروح والجسد منذ التاريخ القديم هو مشكلة الالم وما تتحمله النفس من معاناة ليس لانها تتألم بل لأنه تتسأل مع تى أس اليوت "لماذا الألم ؟" ولا تجد جوابا .ذاك الزمان الذى عرف فيه المثقفون الصحة على أنها "صمت الأعضاء" بمعنى أنه حينما يتكلم الجسد فهذا معناه الالم وتوابعه ’ بينما ترى الفلسفة المعاصرة أن صحة الجسد هى فى ثورة الاعضاء وشغبها وأن الصحة هى أن نتعلم فن الانصات لانات الجسد ولعله لم يشهد التاريخ البشرى كما من الاسئلة المصيرية مثل تلك الاسئلة التى طرحها الجسد فى أنينه على النفس فى أثيرها !الفلسفة اليوم وبالتالى علم النفس تنادى بالمصالحة بين أنين الجسد وأشواق الروح.لعل هذا يفسر الانفجار الجنسى الذى اصاب الانسان الغربى (علنا) والشرقى (خفية) (اذكر فى السبعينات من القرن الماضى فى المدرسة الثانوية وقع فى ايدى شلتنا ’ كلهم صبيان قطعا ’كتاب عن الجنس وبه بعض الصور ابيض واسود ! لاعضاء الرجل والمرأة وبعض اوضاع التى تتكلم فيها النفس مع الجسد ..اذكر اننا لم نقرأ بل كنا نحدق فى الصور ونهربه لبعضينا زى المخدرات....جيلى نصه تم الحبل به من تحت الجلاليب بل حب ولا رقة ولا مداعبات بزمتكم مش باين علينا ولعل هذا يفسر أن جيلى لا يطيق لاهوت الجسد والتجسد ويكره الواقعية والتاريخ ويستعذب الذل ويفلسف المهانة ويروحن الدكتاتورية وكل هذه خطايا جسدية بلا روح !!! الكارثة على البلاد والعباد اذا ما تبوأ (على رأى عادل امام ) هذا الجيل مناصب قيادية دينية أكانت أم سياسية او ثقافية !!!) خلونا فى موضوعنا نقول أن فى محاولتيهما الحديث مع الجسد بعد سنين طالت من الاهمال والكبت والتجاهل والاستهبال النفسانى !
لقد وحد العالم القديم فى ثقافته بين الجسد والنفس ورأى الطب القديم الانسان فى شموله وفى شموخ جسده وهذا وجدته فى المرجع الرائع والذى يبحث فى قضية الحب والجنس والبتولية والزواج بشكل اكاديمى وعلمى ولاهوتى وتاريخى لم يعتاد عليه ليس فقط القارئ العربى المكبوت بل والقارئ الغربى الفلتان والكتاب اصله باللغة الانجليزية وقد قرائته فى الترجمة الفرنسية وهى "
Le renoncement la chair
Virgnite,celibate et continence dans le christianisme primitive 1995
Par PETER BROWN
وعنوان الكتاب باللغة الانجليزية هو اكثر دلالة
The Body and Society
Men women and sexual renunciation in Early Christianity ,Colombia University Presss 1988
وبالعربية (الرجال والنساء والترفع عن الجنس فى المسيحية الاولى )
رؤية فى أنات الجسد بين الانجيل واللاهوت قديما والفلسفة وعلم النفس حديثا
الاب الدكتور اثناسيوس حنين – مطرانية بيرية –اليونان
أهدتنى أبنتى- سارة - التى تدرس الفلسفة وعلم النفس فى جامعة رينيه ديكارت بالعاصمة الفرنسية باريس والى حضرت الى أثينا فى أجازة قصيرة ’العدد الأخير من دورية "الفلسفة" الذائعة الصيت عند الخاصة من أهل العلوم الانسانية والمثقفين
’ لفتنى أن هذا العدد الخاص يكرس جل صفحاته للقضية القديمة
والجديدة والمتجددة وهى قصة الانسان مع جسده مع ذاك الصديق اللدود والعدو الالصق من الأخ ’ الجسد وّأناته وحركاته وسكناته وخلجاته وثوراتهّ وافرازاته ومخاضه الروحى والنفسى والبيولوجى وما التاريخ البشرى كله الا تاريخ علاقة الانسان بجسده !أن الافكار الثورية التى اجتاحت اوروبا منذ عصر التنوير والنهضة قد أصابت الروح وحررته مثلما ما أثارت الجسد وشيطنته ’ فبين الروح والجسد لون من المراسلات العلنية تارة والخفية تارات ويرى الفلاسفة وعلماء النفس والجنس أن الثورة التى حدثت فى رؤية الانسان لجسده لا تقل قيمة فى أرثارها وتبعاتها من الناحية الروحية والانسانية والوجودية وما صاحبها من تحولات علمية ثقافية ونفسية وروحية لا تقل’نقول’ عن اكتشاف كوبرنيكوس لدوران الارض حول الشمس. ولقد تجلت هذه الثورة فى بداياتها فى الفنون مثل النحت وصار الموضوع المفضل فى الاتيليهات هو تصوير كافة تفاصيل الجسم عريانا كما خرج من رحم أمه وصار النحاتين علماء تشريح وعلماء التشريح رسامين ’ حتى أن فيلسوفا ورائدا من رواد النهضة الفكرية الحديثة ’ بحجم مونتاين ’ أصابه الذعر حينما قرر أن ينظر بامعان الى جسده أى أن يقوم باكتشاف جغرافية هذا العالم الجديد ’ عالمه الجديد ’ أى جسده بنفس حب الاستطلاع التى اكتشف بها الانسان جغرافية العالم الجديد لأن تضاريس العالم الأول لا تقل وعورة وتعقيدا عن تضاريس العالم الثانى’ ذلك لأن الانسان ’حسب علماء اللاهوت الانسانى ’ هو عالم صغير "ميكروس كوسموس" !يساورنى الشك فى أن يكون الفيلسوف الفرنسى قد قرأ مقدمة كتاب اثناسيوس الرسولى "تأنسن الكلمة " (وهذه هى الترجمة الادق وليس تجسد الكلمة التى قام بترجمتها القمص مرقص داود من الانجليزية) ’حينما قال اللاهوتى –الانسان الاسكندرانى اثناسيوس "ان الانسان وبعد السقوط والابتعاد عن ربه بحث بحثا مضنيا عن أقرب مخبأ فوجد جسده وأختباء فيه من وجه الرب" وهذا يفسر كل التاريخ المأساوى من قتل وزنا وتدين جسدى ولنا عودة ’ ربما يفسر هذا تلك الهبة فى الافلام-البورنو والدوريات العارية والتى لم تكن علامة انحلال كما فهمناها وتلصصنا عليها نحن الشرقيون المتحفظون ! بل اعراض وارهاصات ثورة لاكتشاف اسرار تضاريس جسد هذا الانسان "ذلك المجهول " على حد تعبير عالم الفيزياء توماس كارليل’ فى عقر داره أى هو بعينه بلخمه وشخمه كما كان يقول الخواجة بيجو . ويرى مونتاين انه يوجد لون من الوان المراسلات بين الجسد والروح وان للجسد كلمته الاولى والاخيرة فى وضع شروط لعبة الحياة وضوابطها.الحقيقة هى اننا لسنا نفسا ولا جسدا بل انسانا ولا يجب علينا ولا يحق لنا أن نعاملهم مفترقين بل وكما يقول افلاطون لا يجب ان نعلم الواحد دون الاخر ولكن يجب قيادتهما بشكل متوازن مثل حصانان سباق مهرة ومترابطين بلجام واحد ’ وأنه يجب على النفس التى تسكن فيها الفلسفة أن تنعكس على الجسد صحة وعافية ونضوجا .أن كل محاولات الفصل بين النفس والجسد عبر تاريخ البشرية قد أصابها الفشل وعادت بالخراب والكواراث ليس فقط على النفس بل على الجسد وعلى البشرية جمعاء ولعل هذا يفسر مأساوية هذا الفصل حينما رأى المفكر الفرنسى التاريخ السياسى والعسكرى من خلال جسد المرأة وليس من خلال جسدها وعقلها ونبه انه لفهم كل هذا التاريخ الكارثى "ابحثوا عن المرأة" ونحن نحدد "ابحثوا عن مفاتن جسم المرأة بلا عقلها ".ابحثوا عن جسد المرأة اذا ما حكى ولم يجد من يبوح له واشتكى ولم يجد من يجيبه بحب !يجب على النفس او الروح أن لا تترك الجسد وشأنه بل أن تتحد به ’يجب أن تعمل النفس على ان لا تنشغل بنفسها وتنطوى على همومها وان لا تحتقر الجسد وتتركه ولكن عليها ان تحبه وتحتضنه وتفرح به وتعينه وتضبطه وتنصحه وتضعه على الطريق المستقيم وتعيده اليها اذا ما انحرف يجب على النفس ان تعقد قرانها على الجسد مرة والى الابد وتخدمه كزوجها حتى لا تصير اعمالهما متناقضة بل متفقة ومنسجمة.
ان السبب وراء توتر العلاقة بين الروح والجسد منذ التاريخ القديم هو مشكلة الالم وما تتحمله النفس من معاناة ليس لانها تتألم بل لأنه تتسأل مع تى أس اليوت "لماذا الألم ؟" ولا تجد جوابا .ذاك الزمان الذى عرف فيه المثقفون الصحة على أنها "صمت الأعضاء" بمعنى أنه حينما يتكلم الجسد فهذا معناه الالم وتوابعه ’ بينما ترى الفلسفة المعاصرة أن صحة الجسد هى فى ثورة الاعضاء وشغبها وأن الصحة هى أن نتعلم فن الانصات لانات الجسد ولعله لم يشهد التاريخ البشرى كما من الاسئلة المصيرية مثل تلك الاسئلة التى طرحها الجسد فى أنينه على النفس فى أثيرها !الفلسفة اليوم وبالتالى علم النفس تنادى بالمصالحة بين أنين الجسد وأشواق الروح.لعل هذا يفسر الانفجار الجنسى الذى اصاب الانسان الغربى (علنا) والشرقى (خفية) (اذكر فى السبعينات من القرن الماضى فى المدرسة الثانوية وقع فى ايدى شلتنا ’ كلهم صبيان قطعا ’كتاب عن الجنس وبه بعض الصور ابيض واسود ! لاعضاء الرجل والمرأة وبعض اوضاع التى تتكلم فيها النفس مع الجسد ..اذكر اننا لم نقرأ بل كنا نحدق فى الصور ونهربه لبعضينا زى المخدرات....جيلى نصه تم الحبل به من تحت الجلاليب بل حب ولا رقة ولا مداعبات بزمتكم مش باين علينا ولعل هذا يفسر أن جيلى لا يطيق لاهوت الجسد والتجسد ويكره الواقعية والتاريخ ويستعذب الذل ويفلسف المهانة ويروحن الدكتاتورية وكل هذه خطايا جسدية بلا روح !!! الكارثة على البلاد والعباد اذا ما تبوأ (على رأى عادل امام ) هذا الجيل مناصب قيادية دينية أكانت أم سياسية او ثقافية !!!) خلونا فى موضوعنا نقول أن فى محاولتيهما الحديث مع الجسد بعد سنين طالت من الاهمال والكبت والتجاهل والاستهبال النفسانى !
لقد وحد العالم القديم فى ثقافته بين الجسد والنفس ورأى الطب القديم الانسان فى شموله وفى شموخ جسده وهذا وجدته فى المرجع الرائع والذى يبحث فى قضية الحب والجنس والبتولية والزواج بشكل اكاديمى وعلمى ولاهوتى وتاريخى لم يعتاد عليه ليس فقط القارئ العربى المكبوت بل والقارئ الغربى الفلتان والكتاب اصله باللغة الانجليزية وقد قرائته فى الترجمة الفرنسية وهى "
Le renoncement la chair
Virgnite,celibate et continence dans le christianisme primitive 1995
Par PETER BROWN
وعنوان الكتاب باللغة الانجليزية هو اكثر دلالة
The Body and Society
Men women and sexual renunciation in Early Christianity ,Colombia University Presss 1988
وبالعربية (الرجال والنساء والترفع عن الجنس فى المسيحية الاولى )
الكتاب يقع فى
597 وكم تمنيت أن أنقله بالكامل الى العربية لانى أشتهيه للقارئ العربى الباحث عن
معنى وجوده انسانيا ولاهوتيا والجديد ان الباحث يضع اللاهوت فى اطاره الثقافى
والاجتماعى فى القرون الاولى ويقدم لنا رؤية لاوهوتو-ناسوتية للحم والدم ومن خلال
التاريخ القديم وعلمائه ومفكريه ثم يقرأ المسيحية الاولى فى هذا الاطار
هل للاهوت من كلمة سواء فى هذه القضية ؟
يتتبع الباحث بيتر براون رؤية المسيحيين للجسد من بولس الى انطونيوس ثم يخصص فصلا عن العلاقة بين النساك المسيحيين والمجتمع فى الامبراطورية الشرقية والفصل الثالث يخصص للقضية من امبروسيوس الى اوغسطينوس ويختم بالعصر الوسيط وتقع قائمة المراجع من صفدة 535 الى 579 .
جأت البشارة المسيحية فى عالم غنى فى تعدادته الثقافية وناضج ومبدع فى فنونه العسكرية وصريح ومتنوع وجرئ فى علاقاته الانسانية والاجتماعية والجنسية والعاطفية ومتعصب فى انتمائاته الدينية .وناقد وثائر فى تداعياته الفلسفية ...........يكفى أن نتابع تحركات يسوع التاريخ لنتعرف على هذا التنوع الكبير بين من التقى من الناس على اختلاف اهوائهم النفسية واوجاعاهم واحتاياجاتهم الجسدية ومراكزهم الاجتماعية ومستواهم العلمى والثقافى ...وأنا شخصيا أتفهم عدم اشارة الفلاسفة المعاصرين والنهضويين العرب لرؤية يسوع وبولس والاباء الكبار فى وحدة النفس مع الجسد لتحقيق الانسان المشروع الافخارستى لانه ومنذ الغزو الاسلامى للعقل الشرقى وتفريغه من تراثه الثقافى واللاهوتى المتأنسن وذلك بالقضاء على اللغات اليونانية وروافدها المحلية فى الشرق أدى الى ألقطيعة بين التر اث الفكرى المسيحى الاول وبين المسيحيين المستعربين وظهرت هذه القطيعة فى أجلى صورها فى صورة الانسان وامتدت ونحن نعتقد أنه وقبل أن يقوم داعش المعاصر بهذا التهجير البربرى للمسيحيين من بيوتهم فقد سبقه قديما دواعش كثر قاموا بتهجير المسيحيين وبشكل أكثر بربرية من تراثهم اللاهوتى والانسانى والتاريخى والثقافى ولعل التهجير الثانى أكثر مأساوية من التهجير الاول.
المسيحية هى اول رؤية تستمع للجسد فى أرقى أناته لأنه صار جسد الله –الكلمة وهذا الاله لم يكتف فقط بالكلام مع جسدنا بلا حل فى جسد البشرية وصار لنا اذا اردنا ان نعاين مجده (يوحنا 1 :14 ).....هذا يفسر أن كل المذاهب الدينية والفلسفية التى تبنى مصالحها على الانفصام بين النفس والجسد لكى يمارس كل منهما أهوائه ’ نقول كل هذه المذاهب ومن اعتنقها وخدمها من الكبار والصغار عبر التاريخ ’ نكرر وقفت وقفة جسد واحد ضد جسد المسيح ’ وما صرخة أصلبه اصابه الا صرخة جسد بشرية تهرب من عطية اتحاد الجسد بالروح فى شخص المصلوب لكى يعيد لهما حبهما الاول وجمالهما الفردوسى ...الصليب هو الحل لمأساة الانفصام بين النفس والجسد وبدون جحيم التدين النفسانى وفتاويه!!!هناك تجارة رائدة قائمة على خلق انفصام وهمى وحرب خفية بين الروح والجسد وبين النفس واللحم والدم’ لهذا فالذين هم فعلا للمسيح قد صلبوا أهواء الجسد النفسية وليس الجسد فى مصالحة حقيقة تحت بدرشيل التوبة والشفاء فى كنيسة المسيح
لقد شكلت الر ؤية المسيحة للزواج وللبتولية اروع انجاز انسانى فى حب الانسان لجسده ونفسه ’ كما شكلت خطرا على البشرية لانها فى البتولية وفى الزواج تشجع على الحب والجسد الواحد والزوجة الواحدة هذا فى مجتمع القرون الاولى المسيحية والذى وحسب شهادة براون كان معرضا للانقراض مثله مثل اية بلد فى العالم الثالث وهذا هو الاتهام الذى وجه ضد بولس لقد كان متوسط الاعمار فى هذا المجتمع هو 25 سنة ومن بين المائة رجل كان الاربعة يصلون الى سن الخمسين وهذا يفسر الحاجة الى اناس يعتزون بحياتهم النفسوجنسية حتى يعطون نسل للامبراطورية ولقد اصدر الامبر اطور اوغسط قرارا يعاقب البتولية ويجرم الامتناع عن الزواج وبكافى المتزوجين وكان متوسط عمر الزواج عند الرومان 14 سنة والهدف الوحيد هو التناسل وكان سر الرجولة هو فى تلك الطاقة الحية والحارة التى يقذفها الذكر فى الانثى ولهذا كانت النظرة الى المرأة أنها رجل ناقص لانها وبسبب الدورة الشهرية وعدم امتلاكها طاقات ومبادرات الرجل الجنسية صارت اكثر رقة ونعومة وخضوعا وتفهما ’ لم يكن اليونانيون يوافقون الرومان على تزويج الاولاد مبكرا بل لابد ان يكملوا درساتهم وكانوا يزوجون البنات بينن 14 و20 سنة ويرى الاطباء فى العالم القديم ان ممارسة الحب فى الجنس هى الوصول بالدم الى درجة الغليان بينما يسرى فى الاعصاب نفس الحياة حتى يتحول الدم الى سائل ابيض وهو الاسبرما وهذه العملية يجب أن تتم فى انسجام كورالى بين كل اعضاء الجسمين الدماغ والااطراف والمعدة ولا تشكل الاعضاء التناسلية الا قنوات عبور لطاقات الحياة المتدفقة من الرجل والتى تستقبلها المرأة بنفس الحماس والتفاعل ويشبه الباحث بروان تدفق طاقة الحياة من الرجل للمرأة ببخار ماكينة القهوة الاكسبريسوا ولكن هذا الانفجار هو انسانى هذا هو الجسد فى تكامله العضوى وليس فقط الاعضاء التناسلية وفى هذا كتب ترتليانوس فى كتاب (الكائنات الحية)يقول "
"فى هذا اللقاء الحيوى بين كائنين حيث يسلم الرجل نفسه كاملا للمرأة ويقوم بقذف طاقة الحياة الجسدية الاسبرما الذى هى مادة الروح وهذا الاسبرم ليس هو فقط مادة بل يخرج معها شئ من روح الرجل ونفسه.." لهذا كان العالم الرومانى واليونانى يدقق فى العلاقات من أجل تحسين النسل لان النسل الاتى من علاقة قرفانة ها يطلع قرفانين وها يقرفونا !!!هل دور المرأة سلبى ؟ حسب اطباء العالم القديم فان دور المرأة ليس سلبيا بالمرة بل يجب على المرأة أن تشعر بالامان الذى يجعلها تستسلم وتطلق طاقاتها الحيوية والتى تحتضن طاقة الرجل وبمعنى أخر يجب على الرجل أن يساعد امراته على لقائه نفسيا وروحيا وجسميا حتى تنطلق هى ايضا طاقاتها الطبيعية لتلتقى طاقات الرجل ومن هذه الانسجام يخرج نسل سليم ومتعافى وفى الغالب وارث لملامح الام والاب ’الحب هو الذى يحول المخدع الى مذبح ’ بينما الزنا والاغتصاب هو انتهاك لقدسية هيكل جسد المرأة’(حكى لى شاب متغرب أنه دخل مرة لبت دعارة وحينما التقى بالفتاة حاول ان يخلق جوا رومانسيا ويقول كلام حب فقالت له الفتاة انت جى تحب هنا خلص با روح امك علشان نشوف غيرك وهنا هرب الشاب تاركا قميصه وسجد تحت بدرشيل الاب الروحى ).الجنس فى التراث المسيحى الاصيل هو مشروع حياة متكامل والمخدع ليس هو الهدف بل هو مطرح من مطارح سجود الحب للرب ’
لقد اطلق الاغريق اسم (افروديت ) على الهة الحب لان الاسم يدل على القصد (الأفرروا) هو تلك الرغوة اللزجة التى تعبر عن قمة الحب ولقد كان يتم نصح العرسان الجدد بأن يدخلوا الى مخدع الزوجية بهذه الافكار عن رقى عملية الحب وابعادها لسلامة العائلة والمجتمع .
هذه هى الخلفية الثقافية والحياتية والنفسية والتى عاش فيها المسيحيون الاوائل والذين ابدعوا فى ربط هذا الارث الحضارى بالاعلان الانجيلى لانهم افتخروا بأن ديانتهم هى رؤية جديدة للانسان كله وأنه تحقيق لاشواق الانسان خلال التاريخ والتى يتلخص فى أن يتصالح مع جسده ونفسه ’ لقد تم الصلح فى تأنسن الله فى شخص يسوع الانسان والذى هو حلول طاقات الله الحيوية فى احشاء البشرية المستعدة فى لحظة فاصلة فى التاريخ (ملء الزمان) ليتحقق الانسان الجديد وما الحديث عى سر الزواج والجسد الواحد عند بولس الا لونا من التحدى للواقع الجنسى والنفسى الساءد فنجن المسيحيون لا نرفض كل ترتث العالم القديم بخصوص الجنس والجسد ولكننا نسلمه الى روح الله العامل فى المخدع الغير الدنس فالروح الواحد هو الذى يدعو الزوجين الى سر الحب فى المخدع وهو الذى يقود التوازنات والانفعالات والانات هذا اذ ما استسلم الطرفان الى أنات الروح الواحد فى الجسد الواحد والمخدع الواحد ’ والمثال العملى هنا ضرورى فقد كان العالم القديم وما يزال يشتكى من أن المرأة لا تصل الى (الاورجازم ) بسهولة وأن الرجل غالبا ما يصل الى قمة سعادته الجنسية قبل المرأة (وكم من المشاكل تنتج عن غياب الانسجام فى المخدع والعقلية القبلية تمنع المرأة من الكلام ويشعر الرجل انه فحل يؤدى عمله بنجاح والخطاب الكنسى العربى ’فى الغالب ’ خطاب ميتافيزيقى غيبيوى وداعشى وينكر ظهور الله فى الجسد اى فى جسد الزوجين المؤمنين فى المخدع الواحد ولا يعلم الناس دقائق اسرار المخدع العير النجس بل احيانا ينجس المخدع بخطاب وعظى تافه ويترك الساحة للمجلات الاباحية وافلام البورنو والفتاوى النفسية !!! )وهنا يتصدى الطب النفسى والجنسى للعلاج بينما الحل هو فى فى سر الزيجة المسيحى حيث يحل و يسود روح الحب والصراحة والفهم فى الجسد الواحد وحسب بولس فى انه ليس للرجل سلطان على جسده بل المرأة والعكس يسعى كل طرف بالروح الحب الواحد الى الصبر بحب على حب الاخر حتى يصل الاثنان الى قمة الفعل الجنسى معا لان ما جمعه الله لا يفرقه شهوة فى هذا الاطار لا معنى ’ فى هذا السياق ’للحديث عن طلاق فى المسيحية ولا قيمة سرائرية للزواج المدنى (مرة جاء زوجان غاضبان الى احد الشيوخ الروحيين المختبرين يطلبون الانفصال فطلب منهم الجلوس وذهب واحضر سكينا كبيرا وسألهم أفصل من اى جهة اى اقطع الجسد الواحد من اية حتة وهنا ذكرهم بسر الحب وحينما ابدو الندم صالحهم وباركهم ) لان احد شروط السعادة الجنسية فى سر الحب هو الامان والاستمرارية .هذا هو جديد المسيحية فى مخدع الزوجية كما كان انطونيوس وثكلا جديدها فى صومعة البتولية(يجب ان لا ننسى دور تفاسير سفر نشيد الاناشيد فى اضرام نار الحب الالهى البتولى لمن فهموه روحيا ورمزيا والحب الزيجى لمن قرأووه واقعيا وتاريخيا وحرفيا ونحن لا نخجل من وصف سفر النشيد لجمال المرأة لانها فعلا جميلة كلما سلمت نفسها جسدا وروحا ونفسا للرب المسيحة لا تفرغ المرأة من جمالها ولا المخدع من اهاته بل تخضعها جميعا للروح النارى ) حاول كتاب عصر النهضة وسار ورائهم بعض المثقفين والوعاظ واللاهوتيين ’ نقول جاولوا النفريق بين العشق (الايروس) والحب (الاغابى ) ونسبوا العشق للوثنية والحب للمسيحية ولكن فى الحقيقة هذه نسطورية جنسية لانه بفصل حسد الايروس عن روح الاغابى بينمما فى تجسد الحب صار العشق والحب واحدا وفى الفكر اللاهوتى البولسى لا يحتقر احد جسد العشق بل يقوته بالحب ويربيه ...هذه هى خبرة المسيجيين الاوائل الذين نجحوا فى لهوتة وأنسنة اللحم والدم فى سر الزيجة وحتى حينما اسلموه الى البتولية ابدعوا لانهم عاشوا زيجة روحية مع جسد البشرية(مرة سألوا راهبة جميلة ماذا انت جالسة فى صومعتك تعملين فاجابت انا لست جالسة انا مسافرة فى حب الله والناس ) فالنسك والحب والاستعداد للسير فى الميل الثانى والقرأة ورؤية الطبيعة هى التى تحول مخدع الزوجية الى فردوس جديد يخرج للبشرية وللكنيسة اولاد وبنات اصحاء وينتفى التناقض بين المخدع والمكتب والمذبح وقتها لن يحتاج اولادنا الى الجرى وراء كتب الجنس الرخيص والبلاى بوى وافلام البورنو كما لهث جيلنا ولن يهربوا الى تدين مريض احادى الطبيعة دكتاتورى اللاهوت بلا ناسوت ولا حياة ينتظر الفتوى من تجار الدين المعقدين روحيا ونفسيا وجنسيا .واتمنى عمل دراسة عن الكبت والقهر الجنسى عند شباب الجهاديين القتلة تلاميذ داعش وكل داعش زانى وقتال للناس !.لهذا حينما نتكلم عن رؤية الاباء للانسان من خلال الكتاب الالهى فنحن نشاركهم ثقتهم فى دعوة الله للانسان للقداسة والنضوج الشامل فى مكتب العمل وفى مخدع الزوجية وفى مذبح الكنيسة بغير انفصال ولا اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير وهذا لان العقيدة هى اساس السلوك هذا يفسر القلق الشديد الذى كان يصيب المسيحيين المستقيمى الراى والسلوك لان اى انحراف فى العقيدة اى انحراف فى رؤية اللاهوت سيؤدى الى تخريب فى رؤية الناسوت اى الانسان وعلى من يحملون هموم الناس الجنسية والنفسية ان يبحثوا عن عقيدتهم المستقيمة فى المسيح .هنا يحلو الكلام ويضئ الانجيل ويفرح المبشرون ويتهلل الساجدون فى صوامعهم والمتعانقون فى سرايرهم ويصير المسيح هو الكل فى الكل ونحيا حقيقة اننا من لحمه ومن عظامه وتمتلئ بيوتنا وصوامعنا من الروح القدس ونتأله فى الافخارستيا ونذوق الابدية فى مخدع الزوجية مع كل راهب تقى ساجد فى البرية وكل راهبة تقية ساجدة فى البرية ومع كل زوجة ذكية تحول مخدعها الى مذبح ’ هنا سينتهى زمان العقد وندم الرجال الذين يتتلمذون على ايدى رهبان وشعورهم بالدونية والتقصير والذنب او تحرق الراهب وحسده للمتزوجين وحبه للسلاوة واللت مع الستات ’ هنا فقط سيبدأ زمان الحب .
هل للاهوت من كلمة سواء فى هذه القضية ؟
يتتبع الباحث بيتر براون رؤية المسيحيين للجسد من بولس الى انطونيوس ثم يخصص فصلا عن العلاقة بين النساك المسيحيين والمجتمع فى الامبراطورية الشرقية والفصل الثالث يخصص للقضية من امبروسيوس الى اوغسطينوس ويختم بالعصر الوسيط وتقع قائمة المراجع من صفدة 535 الى 579 .
جأت البشارة المسيحية فى عالم غنى فى تعدادته الثقافية وناضج ومبدع فى فنونه العسكرية وصريح ومتنوع وجرئ فى علاقاته الانسانية والاجتماعية والجنسية والعاطفية ومتعصب فى انتمائاته الدينية .وناقد وثائر فى تداعياته الفلسفية ...........يكفى أن نتابع تحركات يسوع التاريخ لنتعرف على هذا التنوع الكبير بين من التقى من الناس على اختلاف اهوائهم النفسية واوجاعاهم واحتاياجاتهم الجسدية ومراكزهم الاجتماعية ومستواهم العلمى والثقافى ...وأنا شخصيا أتفهم عدم اشارة الفلاسفة المعاصرين والنهضويين العرب لرؤية يسوع وبولس والاباء الكبار فى وحدة النفس مع الجسد لتحقيق الانسان المشروع الافخارستى لانه ومنذ الغزو الاسلامى للعقل الشرقى وتفريغه من تراثه الثقافى واللاهوتى المتأنسن وذلك بالقضاء على اللغات اليونانية وروافدها المحلية فى الشرق أدى الى ألقطيعة بين التر اث الفكرى المسيحى الاول وبين المسيحيين المستعربين وظهرت هذه القطيعة فى أجلى صورها فى صورة الانسان وامتدت ونحن نعتقد أنه وقبل أن يقوم داعش المعاصر بهذا التهجير البربرى للمسيحيين من بيوتهم فقد سبقه قديما دواعش كثر قاموا بتهجير المسيحيين وبشكل أكثر بربرية من تراثهم اللاهوتى والانسانى والتاريخى والثقافى ولعل التهجير الثانى أكثر مأساوية من التهجير الاول.
المسيحية هى اول رؤية تستمع للجسد فى أرقى أناته لأنه صار جسد الله –الكلمة وهذا الاله لم يكتف فقط بالكلام مع جسدنا بلا حل فى جسد البشرية وصار لنا اذا اردنا ان نعاين مجده (يوحنا 1 :14 ).....هذا يفسر أن كل المذاهب الدينية والفلسفية التى تبنى مصالحها على الانفصام بين النفس والجسد لكى يمارس كل منهما أهوائه ’ نقول كل هذه المذاهب ومن اعتنقها وخدمها من الكبار والصغار عبر التاريخ ’ نكرر وقفت وقفة جسد واحد ضد جسد المسيح ’ وما صرخة أصلبه اصابه الا صرخة جسد بشرية تهرب من عطية اتحاد الجسد بالروح فى شخص المصلوب لكى يعيد لهما حبهما الاول وجمالهما الفردوسى ...الصليب هو الحل لمأساة الانفصام بين النفس والجسد وبدون جحيم التدين النفسانى وفتاويه!!!هناك تجارة رائدة قائمة على خلق انفصام وهمى وحرب خفية بين الروح والجسد وبين النفس واللحم والدم’ لهذا فالذين هم فعلا للمسيح قد صلبوا أهواء الجسد النفسية وليس الجسد فى مصالحة حقيقة تحت بدرشيل التوبة والشفاء فى كنيسة المسيح
لقد شكلت الر ؤية المسيحة للزواج وللبتولية اروع انجاز انسانى فى حب الانسان لجسده ونفسه ’ كما شكلت خطرا على البشرية لانها فى البتولية وفى الزواج تشجع على الحب والجسد الواحد والزوجة الواحدة هذا فى مجتمع القرون الاولى المسيحية والذى وحسب شهادة براون كان معرضا للانقراض مثله مثل اية بلد فى العالم الثالث وهذا هو الاتهام الذى وجه ضد بولس لقد كان متوسط الاعمار فى هذا المجتمع هو 25 سنة ومن بين المائة رجل كان الاربعة يصلون الى سن الخمسين وهذا يفسر الحاجة الى اناس يعتزون بحياتهم النفسوجنسية حتى يعطون نسل للامبراطورية ولقد اصدر الامبر اطور اوغسط قرارا يعاقب البتولية ويجرم الامتناع عن الزواج وبكافى المتزوجين وكان متوسط عمر الزواج عند الرومان 14 سنة والهدف الوحيد هو التناسل وكان سر الرجولة هو فى تلك الطاقة الحية والحارة التى يقذفها الذكر فى الانثى ولهذا كانت النظرة الى المرأة أنها رجل ناقص لانها وبسبب الدورة الشهرية وعدم امتلاكها طاقات ومبادرات الرجل الجنسية صارت اكثر رقة ونعومة وخضوعا وتفهما ’ لم يكن اليونانيون يوافقون الرومان على تزويج الاولاد مبكرا بل لابد ان يكملوا درساتهم وكانوا يزوجون البنات بينن 14 و20 سنة ويرى الاطباء فى العالم القديم ان ممارسة الحب فى الجنس هى الوصول بالدم الى درجة الغليان بينما يسرى فى الاعصاب نفس الحياة حتى يتحول الدم الى سائل ابيض وهو الاسبرما وهذه العملية يجب أن تتم فى انسجام كورالى بين كل اعضاء الجسمين الدماغ والااطراف والمعدة ولا تشكل الاعضاء التناسلية الا قنوات عبور لطاقات الحياة المتدفقة من الرجل والتى تستقبلها المرأة بنفس الحماس والتفاعل ويشبه الباحث بروان تدفق طاقة الحياة من الرجل للمرأة ببخار ماكينة القهوة الاكسبريسوا ولكن هذا الانفجار هو انسانى هذا هو الجسد فى تكامله العضوى وليس فقط الاعضاء التناسلية وفى هذا كتب ترتليانوس فى كتاب (الكائنات الحية)يقول "
"فى هذا اللقاء الحيوى بين كائنين حيث يسلم الرجل نفسه كاملا للمرأة ويقوم بقذف طاقة الحياة الجسدية الاسبرما الذى هى مادة الروح وهذا الاسبرم ليس هو فقط مادة بل يخرج معها شئ من روح الرجل ونفسه.." لهذا كان العالم الرومانى واليونانى يدقق فى العلاقات من أجل تحسين النسل لان النسل الاتى من علاقة قرفانة ها يطلع قرفانين وها يقرفونا !!!هل دور المرأة سلبى ؟ حسب اطباء العالم القديم فان دور المرأة ليس سلبيا بالمرة بل يجب على المرأة أن تشعر بالامان الذى يجعلها تستسلم وتطلق طاقاتها الحيوية والتى تحتضن طاقة الرجل وبمعنى أخر يجب على الرجل أن يساعد امراته على لقائه نفسيا وروحيا وجسميا حتى تنطلق هى ايضا طاقاتها الطبيعية لتلتقى طاقات الرجل ومن هذه الانسجام يخرج نسل سليم ومتعافى وفى الغالب وارث لملامح الام والاب ’الحب هو الذى يحول المخدع الى مذبح ’ بينما الزنا والاغتصاب هو انتهاك لقدسية هيكل جسد المرأة’(حكى لى شاب متغرب أنه دخل مرة لبت دعارة وحينما التقى بالفتاة حاول ان يخلق جوا رومانسيا ويقول كلام حب فقالت له الفتاة انت جى تحب هنا خلص با روح امك علشان نشوف غيرك وهنا هرب الشاب تاركا قميصه وسجد تحت بدرشيل الاب الروحى ).الجنس فى التراث المسيحى الاصيل هو مشروع حياة متكامل والمخدع ليس هو الهدف بل هو مطرح من مطارح سجود الحب للرب ’
لقد اطلق الاغريق اسم (افروديت ) على الهة الحب لان الاسم يدل على القصد (الأفرروا) هو تلك الرغوة اللزجة التى تعبر عن قمة الحب ولقد كان يتم نصح العرسان الجدد بأن يدخلوا الى مخدع الزوجية بهذه الافكار عن رقى عملية الحب وابعادها لسلامة العائلة والمجتمع .
هذه هى الخلفية الثقافية والحياتية والنفسية والتى عاش فيها المسيحيون الاوائل والذين ابدعوا فى ربط هذا الارث الحضارى بالاعلان الانجيلى لانهم افتخروا بأن ديانتهم هى رؤية جديدة للانسان كله وأنه تحقيق لاشواق الانسان خلال التاريخ والتى يتلخص فى أن يتصالح مع جسده ونفسه ’ لقد تم الصلح فى تأنسن الله فى شخص يسوع الانسان والذى هو حلول طاقات الله الحيوية فى احشاء البشرية المستعدة فى لحظة فاصلة فى التاريخ (ملء الزمان) ليتحقق الانسان الجديد وما الحديث عى سر الزواج والجسد الواحد عند بولس الا لونا من التحدى للواقع الجنسى والنفسى الساءد فنجن المسيحيون لا نرفض كل ترتث العالم القديم بخصوص الجنس والجسد ولكننا نسلمه الى روح الله العامل فى المخدع الغير الدنس فالروح الواحد هو الذى يدعو الزوجين الى سر الحب فى المخدع وهو الذى يقود التوازنات والانفعالات والانات هذا اذ ما استسلم الطرفان الى أنات الروح الواحد فى الجسد الواحد والمخدع الواحد ’ والمثال العملى هنا ضرورى فقد كان العالم القديم وما يزال يشتكى من أن المرأة لا تصل الى (الاورجازم ) بسهولة وأن الرجل غالبا ما يصل الى قمة سعادته الجنسية قبل المرأة (وكم من المشاكل تنتج عن غياب الانسجام فى المخدع والعقلية القبلية تمنع المرأة من الكلام ويشعر الرجل انه فحل يؤدى عمله بنجاح والخطاب الكنسى العربى ’فى الغالب ’ خطاب ميتافيزيقى غيبيوى وداعشى وينكر ظهور الله فى الجسد اى فى جسد الزوجين المؤمنين فى المخدع الواحد ولا يعلم الناس دقائق اسرار المخدع العير النجس بل احيانا ينجس المخدع بخطاب وعظى تافه ويترك الساحة للمجلات الاباحية وافلام البورنو والفتاوى النفسية !!! )وهنا يتصدى الطب النفسى والجنسى للعلاج بينما الحل هو فى فى سر الزيجة المسيحى حيث يحل و يسود روح الحب والصراحة والفهم فى الجسد الواحد وحسب بولس فى انه ليس للرجل سلطان على جسده بل المرأة والعكس يسعى كل طرف بالروح الحب الواحد الى الصبر بحب على حب الاخر حتى يصل الاثنان الى قمة الفعل الجنسى معا لان ما جمعه الله لا يفرقه شهوة فى هذا الاطار لا معنى ’ فى هذا السياق ’للحديث عن طلاق فى المسيحية ولا قيمة سرائرية للزواج المدنى (مرة جاء زوجان غاضبان الى احد الشيوخ الروحيين المختبرين يطلبون الانفصال فطلب منهم الجلوس وذهب واحضر سكينا كبيرا وسألهم أفصل من اى جهة اى اقطع الجسد الواحد من اية حتة وهنا ذكرهم بسر الحب وحينما ابدو الندم صالحهم وباركهم ) لان احد شروط السعادة الجنسية فى سر الحب هو الامان والاستمرارية .هذا هو جديد المسيحية فى مخدع الزوجية كما كان انطونيوس وثكلا جديدها فى صومعة البتولية(يجب ان لا ننسى دور تفاسير سفر نشيد الاناشيد فى اضرام نار الحب الالهى البتولى لمن فهموه روحيا ورمزيا والحب الزيجى لمن قرأووه واقعيا وتاريخيا وحرفيا ونحن لا نخجل من وصف سفر النشيد لجمال المرأة لانها فعلا جميلة كلما سلمت نفسها جسدا وروحا ونفسا للرب المسيحة لا تفرغ المرأة من جمالها ولا المخدع من اهاته بل تخضعها جميعا للروح النارى ) حاول كتاب عصر النهضة وسار ورائهم بعض المثقفين والوعاظ واللاهوتيين ’ نقول جاولوا النفريق بين العشق (الايروس) والحب (الاغابى ) ونسبوا العشق للوثنية والحب للمسيحية ولكن فى الحقيقة هذه نسطورية جنسية لانه بفصل حسد الايروس عن روح الاغابى بينمما فى تجسد الحب صار العشق والحب واحدا وفى الفكر اللاهوتى البولسى لا يحتقر احد جسد العشق بل يقوته بالحب ويربيه ...هذه هى خبرة المسيجيين الاوائل الذين نجحوا فى لهوتة وأنسنة اللحم والدم فى سر الزيجة وحتى حينما اسلموه الى البتولية ابدعوا لانهم عاشوا زيجة روحية مع جسد البشرية(مرة سألوا راهبة جميلة ماذا انت جالسة فى صومعتك تعملين فاجابت انا لست جالسة انا مسافرة فى حب الله والناس ) فالنسك والحب والاستعداد للسير فى الميل الثانى والقرأة ورؤية الطبيعة هى التى تحول مخدع الزوجية الى فردوس جديد يخرج للبشرية وللكنيسة اولاد وبنات اصحاء وينتفى التناقض بين المخدع والمكتب والمذبح وقتها لن يحتاج اولادنا الى الجرى وراء كتب الجنس الرخيص والبلاى بوى وافلام البورنو كما لهث جيلنا ولن يهربوا الى تدين مريض احادى الطبيعة دكتاتورى اللاهوت بلا ناسوت ولا حياة ينتظر الفتوى من تجار الدين المعقدين روحيا ونفسيا وجنسيا .واتمنى عمل دراسة عن الكبت والقهر الجنسى عند شباب الجهاديين القتلة تلاميذ داعش وكل داعش زانى وقتال للناس !.لهذا حينما نتكلم عن رؤية الاباء للانسان من خلال الكتاب الالهى فنحن نشاركهم ثقتهم فى دعوة الله للانسان للقداسة والنضوج الشامل فى مكتب العمل وفى مخدع الزوجية وفى مذبح الكنيسة بغير انفصال ولا اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير وهذا لان العقيدة هى اساس السلوك هذا يفسر القلق الشديد الذى كان يصيب المسيحيين المستقيمى الراى والسلوك لان اى انحراف فى العقيدة اى انحراف فى رؤية اللاهوت سيؤدى الى تخريب فى رؤية الناسوت اى الانسان وعلى من يحملون هموم الناس الجنسية والنفسية ان يبحثوا عن عقيدتهم المستقيمة فى المسيح .هنا يحلو الكلام ويضئ الانجيل ويفرح المبشرون ويتهلل الساجدون فى صوامعهم والمتعانقون فى سرايرهم ويصير المسيح هو الكل فى الكل ونحيا حقيقة اننا من لحمه ومن عظامه وتمتلئ بيوتنا وصوامعنا من الروح القدس ونتأله فى الافخارستيا ونذوق الابدية فى مخدع الزوجية مع كل راهب تقى ساجد فى البرية وكل راهبة تقية ساجدة فى البرية ومع كل زوجة ذكية تحول مخدعها الى مذبح ’ هنا سينتهى زمان العقد وندم الرجال الذين يتتلمذون على ايدى رهبان وشعورهم بالدونية والتقصير والذنب او تحرق الراهب وحسده للمتزوجين وحبه للسلاوة واللت مع الستات ’ هنا فقط سيبدأ زمان الحب .
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire