mardi 29 mars 2016

لاهوت التحرير بين الانجيل والواقع رؤية لاهوتية وابائية الاب الدكتور اثناسيوس اسحق حنين

لاهوت التحرير بين الانجيل والواقع

رؤية لاهوتية وابائية

الاب الدكتور اثناسيوس اسحق حنين

الحرية (اليفثيرياΕλευθερία ) مفهوم انجيلى بالدرجة الاولى والدعوة الى الحرية شوق انسانى دفين وعطية الهية مغروسة فى الانسان الباطن منذ البدء (ان حرركم الابن بالحقيقة تصيرون احرارا) العهد القديم يسجل اول معنى للحرية بدون ان يسميها لفظا فى الاختيار الحر لابوينا الاولين ان يعصوا وصايا الله فى عدم الاكل من شجرة معرفة الخير والشر (تك 2: 15-17 ) وواضع الليتورجيا القبطية حسب التقليد القديس اغريغوريوس اللاهوتى يشدد على حرية الانسان فى العصيان فيقول ( فأكلت بارادتى ) ولا يكتفى بالارادة عموما بل يحدد اكثر فى رؤية انثروبولوجيا وما اروع فيقول (وتركت عنى ناموسك برايئ ) ويستعمل النص القبطى كعادته التعبير اليونانى γνωμη΄) والمحصلة النهائية لسوء استعمال الارادة الحرة هى اتخاذ قرار الموت (انا اختطفت لى قضية الموت ) والترجمة الادق للنص القبطى انا اتخذت قرارا αποφασις بان اموت .[1]
العهد القديم يشيد باخراج الله لشعبه من ارض مصر التى ترمز الى ارض العبودية وحركة شعب الله هى مشروع حرية ثلاثية الافاق فالخروج من ارض العبودية الروحية الى ارض الحرية انتظارا لارض نمط Τύπος الميعاد وقدرائ بعض العلماء المعاصرين ان حدث الخروج من مصر يشكل بدايات اللاهوت السياسى [2]
العهد الجديد قدم للانسان حرية ثلاثية الحرية من الخطية (رو6 15-19 والحرية من الموت رو 6 :20-23 والحرية من اثقال الشريعة رو 7 :1-6 وغلاطية 5 :13 ينادىالرسول بولس
(فاثبتوا اذن فى الحرية التى حررنا بها المسيح ولا ترتبكوا بنير عبودية) العبودية هنا هى العودة الى حرفية الشريعة والتخلى عن الاتساع الروحى للنعمة و الرسول بولس يعقد مقارنة رائعة بين اولاد الجارية واولاد الحرة فالمسيحيون هم اولاد الحرية (غلا 4 :21 -31 )لموعد المقارنة بين قيودالجسد وحرية بين غموض الرؤية فى جبل سيناء ووضوح عمل النعمة فى اورشليم الحرة المقارنة هى بين نهجين فى الحياة النهج يوم الخمسين وحرية مجد اولاد الله ونهج جبل سيناء وقيودالشريعة لشعب غليظ الرقبة .
المتنيح البروفسور قسطنتينوس بابابتروس استاذ علم الاباء السابق فى كلية اللاهوت جامعة اثينا فى دراسة له عن اللاهوت والحرية او اللاهوت كحرية من واقع تفسيره لتفسير القديس كيرلس الكبير لانجيل القديس يوحنا يرى ان اساس الحرية هى الشركة مع الله
Η Κοινωία τού Θεού 'ως 'ελευθερία[3]. ويؤكد بان الحرية الشخصية هى السعى الحر لاستثمار الطاقات التى اودعها الله فى الطبيعة البشرية استثمارا صالحا وهذه هى القداسة والتراث الابائى يركزتارة على الانيرجيا الالهية وتارة على السينيرجيا الانسانية عمل الله وعمل الانسان Θειαν ένέργειαν και συνεργουσαν ανθρωπινη προσπαθεια القداسة فى الحرية والحرية المقدسة هى نتاج اتحاد عمل الله مع قبول الانسان الحر المريد والقديس كيرلس فى تفسيره للاية اليوحنائية 8 :32 (وتعرفون الحق والحق يحرركم )καί γνώσκεσθε τήν αλήθειαν,καί ή αλήθεια έλευθρώσει ύμάς يستعين بفكر بولس ليؤكد ان الخلاص هو ملء الحرية والتبرير هو الحرية ويرى كيرلس ان ابراهيم هو اول شخصيات الكتاب المقدس الذى تحقق فيه العبور من الى الايمان اى الى الحرية فاليمان هو فعل حر وليس اضطرارا او ارغاما فالايمان والحرية والدالة البنوية لله هى اوجه متعددة لحقيقة واحدة .[4]
المسيحيون الاوائل والعلاقة مع السلطات السياسية :
هل ثمة لاهوت سياسى فى العهد الجديد ؟ هل قال يسوع رأيا فى السياسة ؟ ما هوالمعنى الاصلى لاعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله ؟هل شكل العفو القسطنطينى بدايات اللاهوت السياسى فى تاريخ المسيحية ؟ المسيحية الاولى عاشت بعيدا عن الاضواء وركزت انظارها على الرب الاتى مرة اخرى من السماء لياخذهم متى اعد لهم مكانا (الشاهد ) ولهذا ركزوا على ان هيئة هذا العالم ستزول ويلاحظ الباحثون رؤيتان فى العلاقة بالعالم وشئونه فى المسيحية الاولى الاولى الرؤيا البولسية وهى تدوا الى احترام السلطات والوضع السياسى القائم وذلك من اجل عمل البشارة والخدمة وتفادى الصدام مع السلطات وهذا لم يمنع بولس نفسه من استخدام حقه السياسى فى اللجوء الى قيصر حينما شعر بالظلم وفى القابل نجد الرؤيا اليوحنائية التى تختار الصدام المباشر مع كل قوى ومحاور الشر التى تريد اقتلاع المؤمنين من جذورهم ويوحنا فى سفر الرؤيا يستعمل لغة الرموز لتعزية المؤمنين المحاصرين من قوات امن الدولة الرومانية فالرؤيا البولسية رعوية تسعى للسلام مع السلطات السياسة من اجل تكميل الكرازة وهى يمكن ان نسميها تدبير رعوى بدون الانزلاق للتفريط فى الحقوق السياسية للمؤمنين وحق الاعتراف العلنى باليامان والاحتجاج السلمى شفاهية او كتابة كما فى حالة الاباء المدافعين امتال اغناطيوس الاسقف الشهيد ويوستينوس المثقف العلمانى الشهيد واوريجينوس العالم [5] والرؤية اليوحنائية رؤية اخروية اسخاتولوجية تتنظر سماء جديدة وارض جديدة يسود فيها العدل بعد ما انعدم العدل او كاد من بنى البشر ويجب الا ننسى ان يسوع نفسه قد وبخ الحاكم الظالم المتربص بالمسيحيين حينما قال (اذهبوا قولوا لهذا الثعلب انى اكرزاليوم وغدا )
لاهوت التحرير ومصير المسيحيين فى العالم الثالث
يرى الباحثون ان لاهوت اللاتينو امريكانى يستمد اصوله من ما يسمى باللاهوت النبوى للكنيسة فى امريكا اللاتينية [6] وهوتوجه معاصر يستمد جذوره من المجمع الفاتيكانى الثانى وهو ظاهرة مركبة ويمكن حصر اهم ملامحه فى المراحل التالية :
1 –مرحلة الاستعداد 1962-1968 اى من بدء جلسات المجمع الفاتيكانى الثانى وطرح برنامج (تحديث ) الخطاب الكنسى الكاثوليكى فى العالم لملاحقة المتغيرات الكونية الى الجلسة الثانية للمجمع الاساقفة اللاتينوامريكان فى مندليين والذى قرر قبول توصيات الكنيسة اللاتينية الامريكية بخصوص عصرنة الخطاب الكنسى
2 –مرحلة وضع مسودة الفكر 1968-1975 وفيه عقد اجتماع عن (اللاهوت فى الامريكتين ) فى مدينة ديترويت 1975 وهنا التقى اللاهوتيين من امريكا اللاتينية بمظاهر اخرى من مظاهر لاهوت التحرير مثل لاهوت القارة السوداء واللاهوت تحررير المر\اة او اللهوت الانثوى واصبح اهوت التحرير عبارة عن مجموعة لاوتيات وليس لاهوتا منفردا
3 –مرحلة المنهجية اللاهوتية منذ 1976 وهنا ظهرت اشكالية المنهجية التى ستتبعها لاهوت التحرير على اسسا جديدة واعادة فهم وصياغة قضايا اللاهوت الكبرى مثل الخرستولوجيا والاكليسيولوجيا وحدث فى عام 1ذ976 ان تم تأسيس الرابطة المسكونية للاهوتيين العالم الثالث مما جعل حركة لاهوت التحرير تندرج فى المجال العام والاشمل للاهوت العالم الثالث
يعتبرجوستاف جوتييريز فى محاضرة له القاها فى مدينة تسيبوتى هواول من وضع تصورا للاهوت التحرير فى يوليو 1968 وتم نشرها فى 1969 بعنوان (Hacia una teologia de la liberacion) وبعددد حوارات ومناقشات كتب جوستاف كتابه (لاهوت التحرير ) الذى ظهر فى 1971والذى شكل اول بحث منهجى حول القضية اى قضية لاهوت التحرير وشكل كتاب جوستاف بداية الغيث ثم انهالت امطار الاراء والحماس حتى صار لاهوت التحرير حركة كنسية جديدة وفى مايو 1997931 صدر كتاب هيجو اسمان ((Oprecion –Liberacion وفى 1972JesusCristo Liberador يسوع المسيح المحرر وتعتبر هذه المؤلفات هى النصوص التاسيسية لهذا التيار اللاهوتى ويسمى العلماء لاهوت التحرير بلاهوت الجانب الغير المرئى من التاريخ ويقول هيجو اسمان ان ثلتى البشرية


[1] راجع االخولاجى المقدس الثلاث القداسات الناشر دير البراموس الطبعة الثانية 2002 ص 332
[2] انظر مقال الحرية فى الكتاب المقدس فى القموس الموسوعى للقتاب المقدس بالفرنسية Dictionnaire Encyclopedique de la Bible
[3] Κωνστ αααααααααααπαπαοετρου Η Ουσία της Θεολογ'ιας Αθηναι σελ 151
[4] نفس المرجع السابق ص 152
[5] انظر الاباء الرسوليون منشورات النور 1984 واباء الكنيسة لاسد رست فصل الاباء المناضلون

[6] انظر المرجع الهام حول اهم القضايا اللاهوتية وتطور الفكر اللاهوتى فى القرن العشرين للعالم الايطالى روسينوا جبلينى وقد ترجم الى اليونانية فى مؤسسة خبز الحياة برئاسة البروفسور التنيح سافاس اغوريديس Rosino Gibellini ,Η Θεολογια του Εικοστου Αιωνα ,Αρτος ζωης Αθηνα 2002 σελ429 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire