عيد البشارة
سيادة المطران ايريثيؤس مطران نافباكتوس وأجيوس فيليثيؤس باليونان
مقدمة المعرب :
يعد المطران ايريثيؤس من أهم اللاهوتيين المعاصرين ليس فى اليونان فقط بل فى العالم وهو من الاباء النساك واللاهوتيين ولقد سعد مترجم هذه الرسالة بمعرفته شخصيا والصلاة معه فى قداس سيامة مطارنة يونانيين اصدقاء وسيادته معروف فى الاوساط الانطاكية الرومية العربية ولا أظن أنه معروف كثيرا فى مصر فالى أحباء اللاهوت وذواقة الكلمة وعشاق الروح ومحبى العذراء-الثيؤطوكوس ,الى الساجدين للرب فقط بالروح والحق نهدى هذه الدراسة وهذا النوع من الكتابات يتطلب قارئ ينسكب بدوره على ذبيجة الكاتب وعلى طلاب وهواة التسلية الدينية وعباد الأشخاص والاصنام أن يمتنعون عن قرائتها !ولهذا المقال قصة عجائبية فقد كنت مشغولا بكتابة مقال بسيط عن السيدة الاولى والأخيرة فى التاريخ البشرى وهى ست الكل ووجدت أمامى العشرات من المراجع بلغات كثيرة وأصابتنى حيرة ماذا أكتب والناس صيام ولا وقت للدراسات اللاهوتية المعمقة والمثيرة والتى قد تبعث على الشروع فى ارتكاب جريمة التفكير فى هذا الزمان العاطل عن التفكير!!! , وسط هذه الهواجس تدخل سيدة يونانية الى كنيستى الأثرية –كنيثسة المخلص (بضم الميم وفتح الخاءوكسر اللام)(تأسست عام 1867 )ومعها مجموعة من الكتب وقدمتها لى قائلة أنها قد قرأئتهم وتريد أن يقرأئها أخرون عن طريق الكنيسة وتصفحت الكتب ووقع نظرى على نشرة شهرية تصدر من مطرانية نيقية بجوار بيرية أسمها (الامولوجيا أى الاعتراف والشهادة العلنية بالايمان وللايمان – شهر مارس 2014 والعدد 129 ) وهنا شكرت السيد الذى يرسل للصادقين من قرائى طعامهم فى حينه ولمحبى اللغة اليونانية تكتب اسم النشرة والمقال باللغة اليونانية :
Ομολογία
Ο Ευαγγελισμός της Θεοτόκου
Του Σεβασμιωτάτου Μητροπολίτου Ναυπά;κτου και Αγίου Βλασίου κ.Ιεροθέου
سيادة المطران ايريثيؤس مطران نافباكتوس وأجيوس فيليثيؤس باليونان
مقدمة المعرب :
يعد المطران ايريثيؤس من أهم اللاهوتيين المعاصرين ليس فى اليونان فقط بل فى العالم وهو من الاباء النساك واللاهوتيين ولقد سعد مترجم هذه الرسالة بمعرفته شخصيا والصلاة معه فى قداس سيامة مطارنة يونانيين اصدقاء وسيادته معروف فى الاوساط الانطاكية الرومية العربية ولا أظن أنه معروف كثيرا فى مصر فالى أحباء اللاهوت وذواقة الكلمة وعشاق الروح ومحبى العذراء-الثيؤطوكوس ,الى الساجدين للرب فقط بالروح والحق نهدى هذه الدراسة وهذا النوع من الكتابات يتطلب قارئ ينسكب بدوره على ذبيجة الكاتب وعلى طلاب وهواة التسلية الدينية وعباد الأشخاص والاصنام أن يمتنعون عن قرائتها !ولهذا المقال قصة عجائبية فقد كنت مشغولا بكتابة مقال بسيط عن السيدة الاولى والأخيرة فى التاريخ البشرى وهى ست الكل ووجدت أمامى العشرات من المراجع بلغات كثيرة وأصابتنى حيرة ماذا أكتب والناس صيام ولا وقت للدراسات اللاهوتية المعمقة والمثيرة والتى قد تبعث على الشروع فى ارتكاب جريمة التفكير فى هذا الزمان العاطل عن التفكير!!! , وسط هذه الهواجس تدخل سيدة يونانية الى كنيستى الأثرية –كنيثسة المخلص (بضم الميم وفتح الخاءوكسر اللام)(تأسست عام 1867 )ومعها مجموعة من الكتب وقدمتها لى قائلة أنها قد قرأئتهم وتريد أن يقرأئها أخرون عن طريق الكنيسة وتصفحت الكتب ووقع نظرى على نشرة شهرية تصدر من مطرانية نيقية بجوار بيرية أسمها (الامولوجيا أى الاعتراف والشهادة العلنية بالايمان وللايمان – شهر مارس 2014 والعدد 129 ) وهنا شكرت السيد الذى يرسل للصادقين من قرائى طعامهم فى حينه ولمحبى اللغة اليونانية تكتب اسم النشرة والمقال باللغة اليونانية :
Ομολογία
Ο Ευαγγελισμός της Θεοτόκου
Του Σεβασμιωτάτου Μητροπολίτου Ναυπά;κτου και Αγίου Βλασίου κ.Ιεροθέου
أن عيد بشارة
الثيؤطوكوس لهو عيد الهى سيدى وأمومى .وهو عيد سيدى لأنه يشير الى السيد المسيح
–الاله الذى حبل(بضم الحاءوكسر الباء ) به فى أحشاء الثيؤطوكوس وهوعيد الهى أمومى
لأنه يشير الى شخص تلك التى قبلت, بخشوع وخضوع وطاعة مطلقة , الحبل وتأنس اللوغوس
الالهى أى الفائقة القداسة.
تحتل الثيؤطوكوس ماريا مكان ومكانة كبيرة فى الكنيسة وذلك لانها الشخص الذى أنتظرته جميع الأجيال وهى التى أعطت لكلمة الله طبيعته البشرية والناسوتية ,لهذا يرتبط شخص الفائقة القداسة بشخص المسيح . أن أهمية الثيؤطوكس الفائقة القداسة لا تكمن فقط فى فضائلها فهذه نتائج وليست أسباب ولكن تكمن وبالدرجة الاولى فى ثمرة بطنها يسوع ,لهذا هناك عروة وثقى بين الثيوتوكولوجيا(علم المريميات) والخرستولوجيا (المسيحيانية كما يعربها الاخوة الروم العرب فى لبنان)أى بين شخص العذراء وشخص المسيح, ونحن حينما نتكلم عن المسيح لا نقدر أن نتجاهل تلك التى أعطته جسدا أى لحما ودما(ساركا ) والعكس صحيح فكلما تكلمنا عن الباناجيا
ΠΑΝΑΓΙΑ
أى الفائقة القداسة نجد أنفسنا وبشكل عفوى وتلقائى نتكلم عن المسيح مصدر القداسة ,لأن به و منه تأخذ العذراء النعمة والقيمة.يظهر هذا من صلوات التسبيح (الشيريتيسمى) اى مدائح العذراء والتى فيها نمدح السيدة ولكن نمدحها دائما على أنها (أم المسيح) نقول :
"السلام عليك يا من وجدت عرشا للملك , السلام عليك يا من حملت من يحمل كل شئ".يعد عيد البشارة أول الأعياد السيدية الكبرى (هنا التكريم الحقيقى للمرأة أن عيدا سيداتيا صار عيدا سيديا )ونحن نصلى فى (طروبارية العيد) ) فى العيد (اليوم صار رأس خلاصنا وظهور السر منذ الدهور لان ابن الله يصير ابن البتول وجبرائيل بالنعمة يبشر ,فلذلك ونحن معه نهتف نحو والدة الاله,افرحى ا ممتلئة نعمة الر معك ....) ان مضمون عيد البشارة يشير الى حقيقة أن أول الملائكة غبرائيل وهو الملاك الذى أرتبطت به كل حقائق الوقائع التى ترتبط بتأنس المسيح , ولقد قام هذه الملاك بزيارة العذراء وذلك حسب وصية الله- الأب وأخبرها بأنه قد (حل ملء الزمان) الذى فيه يتجسد ابن الله وأخبرها أيضا بأنها ستصير أمه (راجع لوقا 1 :26 -56 ).
كلمة (بشارة –أيفانجيليزموس) كلمة يونانية قديمة وثنية الوجدان وعمدها الاباء فى دموعهم لتصير تعبيرا لاهوتيا (ليس المجال للاشارة الى معنى الكلمة فى التراث الهيللينى القديم وأقل معناها أنها تعنى توصيل رسائل الحروب وغيرها ) مكونة من مقطعين , المقطع الاول (أيف
Ευ
) وتعنى السار والطيب والثانى (اعلان أنجيليا)
Αγγελία
وتعنى الخبر او الاعلان او البشرى وبالتالى يصير المعنى (الخبر السار والبشرى الجالبة الفرح,هذا الاعلان السار هو الخبر الذى صارت الينا من الملاك الأول
ِΑρχάγγελος
Αρχή ----Αγγελώ
تحتل الثيؤطوكوس ماريا مكان ومكانة كبيرة فى الكنيسة وذلك لانها الشخص الذى أنتظرته جميع الأجيال وهى التى أعطت لكلمة الله طبيعته البشرية والناسوتية ,لهذا يرتبط شخص الفائقة القداسة بشخص المسيح . أن أهمية الثيؤطوكس الفائقة القداسة لا تكمن فقط فى فضائلها فهذه نتائج وليست أسباب ولكن تكمن وبالدرجة الاولى فى ثمرة بطنها يسوع ,لهذا هناك عروة وثقى بين الثيوتوكولوجيا(علم المريميات) والخرستولوجيا (المسيحيانية كما يعربها الاخوة الروم العرب فى لبنان)أى بين شخص العذراء وشخص المسيح, ونحن حينما نتكلم عن المسيح لا نقدر أن نتجاهل تلك التى أعطته جسدا أى لحما ودما(ساركا ) والعكس صحيح فكلما تكلمنا عن الباناجيا
ΠΑΝΑΓΙΑ
أى الفائقة القداسة نجد أنفسنا وبشكل عفوى وتلقائى نتكلم عن المسيح مصدر القداسة ,لأن به و منه تأخذ العذراء النعمة والقيمة.يظهر هذا من صلوات التسبيح (الشيريتيسمى) اى مدائح العذراء والتى فيها نمدح السيدة ولكن نمدحها دائما على أنها (أم المسيح) نقول :
"السلام عليك يا من وجدت عرشا للملك , السلام عليك يا من حملت من يحمل كل شئ".يعد عيد البشارة أول الأعياد السيدية الكبرى (هنا التكريم الحقيقى للمرأة أن عيدا سيداتيا صار عيدا سيديا )ونحن نصلى فى (طروبارية العيد) ) فى العيد (اليوم صار رأس خلاصنا وظهور السر منذ الدهور لان ابن الله يصير ابن البتول وجبرائيل بالنعمة يبشر ,فلذلك ونحن معه نهتف نحو والدة الاله,افرحى ا ممتلئة نعمة الر معك ....) ان مضمون عيد البشارة يشير الى حقيقة أن أول الملائكة غبرائيل وهو الملاك الذى أرتبطت به كل حقائق الوقائع التى ترتبط بتأنس المسيح , ولقد قام هذه الملاك بزيارة العذراء وذلك حسب وصية الله- الأب وأخبرها بأنه قد (حل ملء الزمان) الذى فيه يتجسد ابن الله وأخبرها أيضا بأنها ستصير أمه (راجع لوقا 1 :26 -56 ).
كلمة (بشارة –أيفانجيليزموس) كلمة يونانية قديمة وثنية الوجدان وعمدها الاباء فى دموعهم لتصير تعبيرا لاهوتيا (ليس المجال للاشارة الى معنى الكلمة فى التراث الهيللينى القديم وأقل معناها أنها تعنى توصيل رسائل الحروب وغيرها ) مكونة من مقطعين , المقطع الاول (أيف
Ευ
) وتعنى السار والطيب والثانى (اعلان أنجيليا)
Αγγελία
وتعنى الخبر او الاعلان او البشرى وبالتالى يصير المعنى (الخبر السار والبشرى الجالبة الفرح,هذا الاعلان السار هو الخبر الذى صارت الينا من الملاك الأول
ِΑρχάγγελος
Αρχή ----Αγγελώ
(الأدق أن نقول
الملاك الاول وهذه هى الترجمة الادق لان كلمة (أرشى)تعنى البداية كما وردت فى
يوحنا 1 :1 فى البدء كان الكلمة وليس فى الرئاسة ..ترجمة .رئيس الملائكة تعكس
اوجاعا بشرية فى حب الرئاسة تنعكس سلبا على اللفظ ونفس المعنى فى رئيس الاساقفة
وهى الاسقف الاول بين اخوة متساويين ورئيس الدير هو الراهب الاول بين اخوة لان
رئيسنا واحد وهو السيد والكل خدامين عنده واللى مش عاجبه كده يلملم خلقاته ويروح
وحسب شعبنا الطيب فأن الملافظ سعد ) بأن كلمة الله سوف يتأنس من أجل خلاصنا,الأمر
يتعلق ’ موضوعيا ’ بتحقيق وعد الله الذى أعطى بعد سقوط أدم وحواء (تك 3 :15 ),
وهذه الوعد يسميه الأبا ء(البشارة الاولى والانجيل الاول ), ولهذا فأن خبرية تأنس
كلمة الله هى أكبر خبرية فى تاريخ البشرية .
«Γι,αυτό ή πληροφορία τής ένανθρωπήσεως του Λόγου του Θεού είναι ή μεγαλύτερη είδηση στην ίστορία»
«Γι,αυτό ή πληροφορία τής ένανθρωπήσεως του Λόγου του Θεού είναι ή μεγαλύτερη είδηση στην ίστορία»
يقول القديس
مكسيموس المعترف بان الله قد بادر بالشفاعة فى الانسانيه
Πρεσβεία του Θεού
ورجائه للبشر عن طريق ابنه المتأنس (الشفاعة أساسا هى شفاعة المسيح عنا لدى الأب واللى مالوش خير فى شفاعة الله ما لوش غير فى شفاعة البشر وتبقى الشفاعة شغل موالد ورزق كدابين الزفة زى ما بنقول فى اليونان ) وهى المصالحة بين الناس والله الاب والذى يقدم للذين يطيعون المسيح عطية التأله الغير المخلوق .ان التأله عند الأباء هو الثمرة المباشرة لتأنس الله فى المسيح وهذا التأله (ثيؤسيس) هو غير مولود ولكنه معلن فى القديسين (هنا والأن) ..ان تأله الانسان بالنعمة والجهاد والطاعة للمسيح هى عطية مقدمة من خلال تأنس المسيح وهى ليست ولادة بل اعلان يتم فى اتحادنا الحقيقى بالمسيح المتحد اقنوميا باللاهوت , هو اعلان للمستعدين وللمستحقين (أبوكاليبسيس) .
أن عيد البشارة هو ثورة تصحيح لكل الوقائع التى جرت فى بداية الخليقة و الانسان فى الفردوس المحسوس فى عدن.هناك جاء البلايا والسقوط عن طريق أمرأة وما تبعه من نتائج مأساوية ’ بينما هنا فى البشارة جأت الصالحات والهدايا عن طريق امرأة ...صارت الفائقة القداسة هى حواء الجديدة ..هناك الفردوس المادى هنا الكنيسة ,هناك أدم هنا المسيح ,هناك حواء هنا مريم ,هناك الحية هنا غفرائيل ,هناك وشوشة الحية فى أذن حواء ,هنا بشارة الملاك الى مريم, بهذا الشكل تم تصحيح خطأ اأدم وحواء .
قام القديس نيقوديموس الأثوسى بتناول قضية البشارة من زاوية خبرة شخصية ووجودية وكيانية لأنه لا يكفى أن تحتفل خارجيا ومظهريا بحقائق التأنسن الألهى ولكن علينا أن نقترب منها داخليا وكيانيا وروحيا ولاهوتيا ولهذا قام القديس الأثوسى نيقوديموس بالبحث وتجميع أقوال أباء قديسين تتناول هذه الشركة الشخصية والوجودية مع سر الاسرار واعلان الاعلانات .ويخص بالذكر قول النبى القديس أشعياء "قبل أن يأخذها الطلق ولدت .قبل ان ياتى عليها المخاض ولدت ذكرا..من سمع مثل هذا .من رأى مثل هذه .هل تمخض بلاد فى يوم واحد . أو تولد أمة دفعة واحدة .فقد مخضت صهيون بل ولدت بنيها .هل أنا أمخض ولا أولد يقول الرب .وأنا المولد هل اغلق الرحم قال الهك " 66 :7 وحسب تفسير الاباء القديسين فأن البذار هى كلمة الله والرحم الذى يلد رغم العقم الروحى هو ذهن وقلب الانسان .هنا المخاض يعبر عن الخوف من أن يبتعد الانسان عن الله ويظل بلا ثمر , نفس عاقر .وهنا يبدأ الجهاد الروحى الحقيقى بمخافة وورع وتقوى وخشوع من أجل تطهير القلب وأقتناء الفضائل , بهذا الشكل يولد روح الخلاص فى النفس العاقر بعد مخاض الجهاد الروحى ويأتى الطلق أى هذا الروح الخلاصى هو الذى يسميه الأباء "الثيؤسيس " اى عودة النفس البشرية لتصير ايقونة الله بالقداسة والتأله.أن تشكل المسيح فينا يصير بالام ومخاض روحى كبيرين , الرسول بولس يقول "يا أولادى الذين أتمخض بهم لكى يتجلى المسيح فيهم"غلاطية 4 :19 .المخاض هو الجهاد النسكى والتجلى هو التأله والقداسة والتجديد.وحسب الأباء ومنهم القديس غريغوريوس النيصصى ومكسيموس المعترف وسيمون اللاهوتى الجديد ونيكيتاس الاستيثاتى , فان الذى تم جسديا فى الفائقة القداسة مريم , يمكن أن يتم وبنفس القوة فى كل نفس تبتلت لله أى تحررت من (الأوجاع),أن المسيح الذى ولد مرة حسب الجسد من العذراء , يريد أن يولد بالروح فى الذين يريدون ويتبتلون بالروح وهكذا يصير رضيعا فيهم اى فى الذين يسعون للقداسة والفضائل.ان أهم علامات الحبل الروحى فى النفس هو أن يتوقف نزيف الدم أى أن يتوقف الخضوع للشهوات والرغبات التى تؤدى الى الخطية , التى تعمل فى الانسان من تلك الساعة , ساعة الحبل بابن الله الكلمة ,لا تعمل فى النفس العروس الخطية بل شهوة تحقيق مشيئة الله .أن هذا الحبل بالله فى داخل النفس يتحقق بتنفيذ الوصايا أى بعودة الذهن من الكورة البعيدة الى بيت الاب اى الى القلب وبالصلاة الدائمة والقلبية ,وقتها يصير الانسان هيكلا للروح القدس الكلى قدسه.أن بشارة الثيؤطوكس هى بشارة للجنس البشرى كافة وهى الخبر السار بأن ابن الله ولوغوس الله قد صار انسانا.ان هذا العيد الكونى لابد أن يتماهى مع العيد الشخصى ويزكيه ويصير بشارة شخصية مشخصنة لكل شخص منا , لابد من أن نقبل عربون خلاصنا الذى هو أكبر خير وأسعد خبر فى حياتنا.
Πρεσβεία του Θεού
ورجائه للبشر عن طريق ابنه المتأنس (الشفاعة أساسا هى شفاعة المسيح عنا لدى الأب واللى مالوش خير فى شفاعة الله ما لوش غير فى شفاعة البشر وتبقى الشفاعة شغل موالد ورزق كدابين الزفة زى ما بنقول فى اليونان ) وهى المصالحة بين الناس والله الاب والذى يقدم للذين يطيعون المسيح عطية التأله الغير المخلوق .ان التأله عند الأباء هو الثمرة المباشرة لتأنس الله فى المسيح وهذا التأله (ثيؤسيس) هو غير مولود ولكنه معلن فى القديسين (هنا والأن) ..ان تأله الانسان بالنعمة والجهاد والطاعة للمسيح هى عطية مقدمة من خلال تأنس المسيح وهى ليست ولادة بل اعلان يتم فى اتحادنا الحقيقى بالمسيح المتحد اقنوميا باللاهوت , هو اعلان للمستعدين وللمستحقين (أبوكاليبسيس) .
أن عيد البشارة هو ثورة تصحيح لكل الوقائع التى جرت فى بداية الخليقة و الانسان فى الفردوس المحسوس فى عدن.هناك جاء البلايا والسقوط عن طريق أمرأة وما تبعه من نتائج مأساوية ’ بينما هنا فى البشارة جأت الصالحات والهدايا عن طريق امرأة ...صارت الفائقة القداسة هى حواء الجديدة ..هناك الفردوس المادى هنا الكنيسة ,هناك أدم هنا المسيح ,هناك حواء هنا مريم ,هناك الحية هنا غفرائيل ,هناك وشوشة الحية فى أذن حواء ,هنا بشارة الملاك الى مريم, بهذا الشكل تم تصحيح خطأ اأدم وحواء .
قام القديس نيقوديموس الأثوسى بتناول قضية البشارة من زاوية خبرة شخصية ووجودية وكيانية لأنه لا يكفى أن تحتفل خارجيا ومظهريا بحقائق التأنسن الألهى ولكن علينا أن نقترب منها داخليا وكيانيا وروحيا ولاهوتيا ولهذا قام القديس الأثوسى نيقوديموس بالبحث وتجميع أقوال أباء قديسين تتناول هذه الشركة الشخصية والوجودية مع سر الاسرار واعلان الاعلانات .ويخص بالذكر قول النبى القديس أشعياء "قبل أن يأخذها الطلق ولدت .قبل ان ياتى عليها المخاض ولدت ذكرا..من سمع مثل هذا .من رأى مثل هذه .هل تمخض بلاد فى يوم واحد . أو تولد أمة دفعة واحدة .فقد مخضت صهيون بل ولدت بنيها .هل أنا أمخض ولا أولد يقول الرب .وأنا المولد هل اغلق الرحم قال الهك " 66 :7 وحسب تفسير الاباء القديسين فأن البذار هى كلمة الله والرحم الذى يلد رغم العقم الروحى هو ذهن وقلب الانسان .هنا المخاض يعبر عن الخوف من أن يبتعد الانسان عن الله ويظل بلا ثمر , نفس عاقر .وهنا يبدأ الجهاد الروحى الحقيقى بمخافة وورع وتقوى وخشوع من أجل تطهير القلب وأقتناء الفضائل , بهذا الشكل يولد روح الخلاص فى النفس العاقر بعد مخاض الجهاد الروحى ويأتى الطلق أى هذا الروح الخلاصى هو الذى يسميه الأباء "الثيؤسيس " اى عودة النفس البشرية لتصير ايقونة الله بالقداسة والتأله.أن تشكل المسيح فينا يصير بالام ومخاض روحى كبيرين , الرسول بولس يقول "يا أولادى الذين أتمخض بهم لكى يتجلى المسيح فيهم"غلاطية 4 :19 .المخاض هو الجهاد النسكى والتجلى هو التأله والقداسة والتجديد.وحسب الأباء ومنهم القديس غريغوريوس النيصصى ومكسيموس المعترف وسيمون اللاهوتى الجديد ونيكيتاس الاستيثاتى , فان الذى تم جسديا فى الفائقة القداسة مريم , يمكن أن يتم وبنفس القوة فى كل نفس تبتلت لله أى تحررت من (الأوجاع),أن المسيح الذى ولد مرة حسب الجسد من العذراء , يريد أن يولد بالروح فى الذين يريدون ويتبتلون بالروح وهكذا يصير رضيعا فيهم اى فى الذين يسعون للقداسة والفضائل.ان أهم علامات الحبل الروحى فى النفس هو أن يتوقف نزيف الدم أى أن يتوقف الخضوع للشهوات والرغبات التى تؤدى الى الخطية , التى تعمل فى الانسان من تلك الساعة , ساعة الحبل بابن الله الكلمة ,لا تعمل فى النفس العروس الخطية بل شهوة تحقيق مشيئة الله .أن هذا الحبل بالله فى داخل النفس يتحقق بتنفيذ الوصايا أى بعودة الذهن من الكورة البعيدة الى بيت الاب اى الى القلب وبالصلاة الدائمة والقلبية ,وقتها يصير الانسان هيكلا للروح القدس الكلى قدسه.أن بشارة الثيؤطوكس هى بشارة للجنس البشرى كافة وهى الخبر السار بأن ابن الله ولوغوس الله قد صار انسانا.ان هذا العيد الكونى لابد أن يتماهى مع العيد الشخصى ويزكيه ويصير بشارة شخصية مشخصنة لكل شخص منا , لابد من أن نقبل عربون خلاصنا الذى هو أكبر خير وأسعد خبر فى حياتنا.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire