mardi 29 mars 2016

تأنسن الله وتأله الانسان نقلها الى العربية الاب الدكتور اثناسيوس حنين –مطرانية بيرية-اليونان

  تأنسن الله وتأله الانسان
البروفسور ستافروس يوغازوغلوا
الدورية العلمية "الثيؤلوجيا" طومس 85 جزء3 يوليو –سبيتمبر 2014
¨
Ενανθρώπηση τοϋ Θεού και Θέωση τοϋ άνθρώπου
نقلها الى العربية الاب الدكتور اثناسيوس حنين –مطرانية بيرية-اليونان
يكشف تأنسن الله عن أعماق وأغوار سر الشخصية الانسانية المشخصنة الهوية والحرة الارادة والمبدعة ’ ذلك لأنه أى تأنسن الله ’ يكشف فى ذات الوقت عن الله الشخص ’ الله الوجه ’ الله الاطلالة ’ الله فى وجه الانسان. نحن ’ فى فى سر التأنسن "الانانثروبيسيس " ’ فى مواجه مع اعماق الحرية اللاهوتية فى وجهها الانسانى الخلاق فى شخص الكلمة الواحد. ان الله الذى لا بدء له والغير المخلوق والغير المحدود والغير المحصور ’ لا يقبل أن ينحصر فى طبيعته اللاهوتية ’ ولكنه بملء حريته وبحب خالص ’ يأخذ فى أقنومه الخاص طبيعة الانسان المخلوقة والمحدودة والمحصورة .ان سر حلول وسكنى اللوغوس فى الجسد الانسانى يكشف عن القصد الاول وراء الخليقة الاولى ويفسر العلاقة الصميمية والكيانية الخاصة التى نشأت وربطت منذ بدء الخليقة بين المسيح اللوغوس وبين الانسان من جهة وبين الانسان المتمسحن فى اللوغوس وبين الخليقة كلها من جهة ثانية.
لقد حمل الابن اللوغوس من بدء تأسيس الكون على عاتقه شخصيا أن يحقق وبشكل شخصى ومشخصن "سر التدبير الخفى والغير المعروف" ’وأن ينفذ ويحقق مشيئة ومسرة الاب العظيمة والكامنة منذ الدهور من اجل خلاص الخليقة وتأليه الانسان .أن حقيقة شخص المسيح لم تظهر فجأة وبشكل عشوائى على مسرح الاحداث الكونية ’ بل تم الاعداد لها والتأريخ لها من خلال أعمال الله-الثالوث القدوس فى الخليقة والتاريخ.كان لابد من أن يوجد الشخص الذى يقبل بملء حريته أن يشترك فى العمل مع الله من أجل تحقيق القصد الازلى والسابق لكل الدهور ’ وهو مشروع صيرورة الله انسانا مشخصنا بكل ما تحمل الكلمة من معانى وامكانيات وأشواق.
لقد استجابت الثيؤطوكوس للدعوة الالهية باسم سائر الجنس البشرى. اذا نعود ونؤكد أن الأمر لم يكن مصادفة تتعلق بارادة فرد ما او حقبة تاريخية ما او دين ما على الله أن يسدده نيابة عن الانسان ’ او حكم ما ينتظر القضاء ’ بل أن الأمر يتعلق باستجابة الطبيعة البشرية المخلوقة على "ايقونة الله ومثاله"’ فى ملء حريتها ’ استجابة ايقونة الله الانسانية القديمة ’ لدعوة ايقونة الله اللاهوتية الجديدة لتصير على "مثاله " فى المسيح.لقد حققت الطبيعة البشرية ذاتها وأطلقت امكانيات الصورة الالهية ’ وحررت الابداعات الانسانية الحرة ’ فى شخص مريم العذراء. لقد قرر الله ان يعطى الانسان امكانية أن يستوعبه ويحتويه ويحتضنه بكامل حريته .ان استجابة العذراء الحرة لدعوة اللاهوت تشكل فعل حرية فى حرية اخلاء اللوغوس لذاته أى استجابة وتقدمة البشرية وهو النصيب الذى يقع على الطبيعة البشرية فى سينيريجيتها "عملها المشترك" الحر فى قضية التأنسن.
لا يربط اللاهوت الارثوذكسى ربطا قدريا بين حقيقة التجسد والتأنسن وبين الخطيئة الاصلية ولا ينحصر فى اشكالية السقوط والفداءالعصر الاوسطية .لهذا فالتأنس ليس هو مجرد الانفكاك النفسانى من السقوط ’ ولكن هو تحقيق القصد الأول من الاتحاد بين المخلوق والغير المخلوق. .ان الخرستولوجيا الاصلية ’ بدون أن تغير فى توجهها الانسانى الاصلى ’ قد تأقلمت الأن فى ملء الزمان ’واضعة فى اعتبارها النتائج المأساوية لسقوط وفساد الجنس البشرى. لهذا فان سر تدبير التجسد هو الارادة السابقة للدهور ومسرة الله الغير المخلوقة.بتعبير أخر لقد تم فى طبيعة المسيح البشرية المؤلهة فى اتحادها باللاهوتية (عقيدة اتحاد اهلق بالانسان فى المسيح والتى وجدت تعبيراتها الدقيقة فى المجمع المسكونى الرابع 451 فى خلقيدونية )تحقيق تأله الانسان وصيرورته مثل الله كأفضل رد على قبول الانسان دعوة الحواء ان يصير مثل الله –بارادة منفردة و بالانقلاب على الله.
اذن يشكل التأنسن-اللوغوس القصد النهائى والمطلق والذى يعود الى فعل الخليقة الاولى. أن الجنس البشرى " الذى هو فى اصوله غير فاسد ’ قبل الفساد " يحمل فى داخله اشواق الكمال والاتحاد بالمثال الاصلى.ان التأنسن ليس هو فقط ومجرد ولادة المسيح كفعل الهى مستقل ومنفرد ’ ولكنه يحتوى على كل حقائق تدبير المسيح على الارض. ان معمودية وتعليم وموت والام المسيح تندمج بشكل عضوى فى سر التجسد. ان اكتمال عمل المسيح الخلاصى يتحقق بمجئ الروح القدس فى يوم الخمسين ’ ذلك حينما يظهر المسيح كالشخص الجامع والذى يحتوى قى شخصه – اقنومه وبشكل دائم الخليقة والانسانية فى وحدة جسده أى الكنيسة.
المؤمنون يقتربون من هذا السر العجيب والبارادوكسوس من خلال السنة الليتورجية فى الكنيسة .ان السيناكس والحياة الليتورجية ليست هى تكرار او تقليد او حتى رموز ’ بل هى شركة حيوية ومشاركة فعلية وواقعية فى جسد المسيح الذى يتشكل من جديد وويتأله و يتجلى ويلتئم فى كل فعل ليتورجى . ان الخبز والخمر كعناصر أساسية من مكوننا ووجودنا المادى ’ يتحولان بشكل افخارستى – شكرى الى جسد ودم المسيح فى ما يشكل تأنسنا جديد

Ως μία έκ νέου ένανθρώπωση
ا. لهذا تشكل الشركة فى الافخارستية اللاهوتية اصدق دليل وادمغ برهان على حقيقة وواقعية سر التأنسن. اذ يتم فى هذه الشركة اختبار جمع كل شئ فى جسد المسيح " الأناكيفاليوسيس". الكنيسة هى الافخارستيا حيث تتجدد الخليقة كلها وتصير افخارستية.
لقد خلق الله العالم لكى يتحد بالبشرية من خلال جسد العالم والذى يتحول على يد الانسان الى جسد افخارستى. ان حياة وخلاص العالم تعتمد وبشكل كبير على حياة وتأله الانسان. نحن نعرف معنى الخليقة واسباب وجود الكائنات من خلال من خلال تأنسن الكلمة كعملية أعادة خلق .ان الانسان كعالم صغير "ميكروكوزموس" يجمع فى كيانه ووجوده كل درجات الخليقة ’ لهذا ففى الافخارستيا يقوم الانسان باستحضار كل الكائنات والمخلوقات ليقدمها للوغوس الغير المخلوق كفعل شكر كافخارستيا. ان صيرورة الخليقة افخارستيا هو غاية السر الذى لأجله تم خلق كل شئ .ان المسيح الكونى كبداية ونهاية الكائنات ’وجامع كل شئ ’ وملء وكمال الخليقة ’ يحول مادة العالم الى جسده الممجد.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire