الخراف الأخر !
"ولى خراف أخرليست من هذه الحظيرة ..... " يوحنا 10 :16
Και άλλα πρόβατα έχω
خواطر فى اناجيل قداسين القديس سبيريدون وأحد الأجداد
الاب اثناسيوس حنين – بيرية – اليونان
"شرعت أكلم المولى وأتحاور مع النصوص وأنا تراب ورماد"
ضبطت نفسى متلبسا بالشروع فى تفسير بعض مقاطع وايات العهد الجديد فى أثناء الاحتفاء بعيد القديس سبيريدون العجائبى وأحد أبطال المجمع المسكونى الأول (325) وهو حامى وشفيع ميناء ومدينة بيرية ’ الميناء الذى ساهم فى انتشار الرسالة المسيحية الاولى (راجع أعمال الرسل) ’ ويتم الاحتفال بشكل رسمى وكنسى وشعبى ’ اذا يتم زياح ايقونة القديس كما يقول الشوام (الزفة بالمصرى) ويتقدم الموكب فرقة الموسيقى العسكرية ويتوسط الموكب ايقونة القديس سبيريدون يحملها ضباط الجيش اليونانى ويتبع الايقونة موكب رؤساء الكهنة يتقدمهم سيادة المطران سيرافيم مطران بيرية ’ وخلف المطران رجال الدولة اليونانية وهم ممثل الحكومة ووزير البحرية وقادة الاسطول والبوليس والجيش وممثلوا الاحزاب ومحاقظ بيرية ونواب الشعب ويتبعهم جموع الشعب وعلى جانبى الموكب يصطف الكهنة بلباسهم الليتورجى الذهبى والزاهى الرسمى ’ ويطل علينا المؤمنون من شرفات المنازل يرشوننا بمياه الورد ويمسكون بالمباخر ويرشمون علامة الصليب والدموع فى عيونهم ورجال الصحافة من كل جانب يسجلون تاريخ اللحظة ولحظات التاريخ ’ وبينما نحن نسير فى المركب كنت أفكر فى المقطع الانجيلى الذى قرأناه فى قداس اليوم نفسه وهو الخاص بالمسيح الراعى الصالح (يوحنا 10 : 9 – 16 )وتوقفت أمام الاية "ولى خراف أخر ...." ’ وسألت هامسا لصديقى الكاهن اليونانى ونحن نسير فى الموكب عن معنى الأية ’ فأجابنى بتفسير تاريخى وحرفى وهو أن الاية تشير الى الوثنيين من غير اليهود ’ سألت كاهن أخر كرر نفس التفسير ’ قلت لهم بشكا استفزازى ’ ألا يمكن أن يقصد النص المسلمين ’ أجابوا بحدة و( وبعد اللى عملوه فينا العثمانيون زمان و اللى بيعملوه الدواعش النهاردة فى أخوتنا فى الشرق ’ ممكن يكونوا من الخراف الأخر!!!). شعرت أن تفسير أصدقائى الكهنة اليونانيين لم يشفى غليلى ولهم عذرهم أذا طرحت السؤال فى وقت غير مناسب وبشكل استفزازى ووعدونى بالبحث الأعمق . غير أننى لم أصبر وبالرغم أننى لست متخصصا فى التفسير الكتابى (الهرمونوطيقا) ’ ألا أن الأباء علموننا أن نرى النصوص الكتابية فى اطار التدبير الالهى الشامل (الايكونوميا) ’ الاباء بحثوا عن المعنى الوجودى ’ الليتورجى والكونى للايات ولو تمسكوا بحرفية النص وتاريخيته .رأى الأباء كلمات الكتاب المقدس من خلال الكلمة ’ ومادام الكلمة قد قدم حياته لحياة العالم ’ فلا قصد أخر للكلمات سوى حياة العالم وما كلمات الكتاب المقدس من التكوين للرؤيا الا محطات للكلمة ومطارح حوار وسجود وعبادة . السيد بؤكد ان هناك خراف اخر ليست من هذه الحظيرة اى حظيرة خراف بيت اسرائيل وينبغى ان يقودها الى الحظيرة والفعل "ينبغى أن أتى " قد يوحى بالجبرية والقدرية ولا دور لحرية الخراف الأخر ’ الفعل "ينبغى" باليونانية يعنى القيادة و التهذيب والتربية وتعليم السلوك القويم ومن نفس الجذر تأتى كلمة السلوك أى ينبغى أن أقودها وأعلمها وأهذبها وأثقفها . لقد اختصر فاندايك هذه كله بكلمة " أتى"
Κάκείνα με δεί άγαγείν
ويبدوا من النص ان السيد على يقين من ان هذه الخراف الاخر سوف تسمع صوته وهكذا تتوحد الرعية تحت قيادة وتوجيه وارشاد راع واحد
Και γενήσεται μία ποίμνη , είς ποιμήν
لقد قامت معظم الحركات التبشرية المعاصرة على أساس هذه الأية ومع ذلك لم نفرأ عنها بحثا شاملا ولاهوتيا . نحن لا ندعى أننا فى هذه العجالة سوف نحل الاشكالية ’ ولكننا سوف نلقى بعض الضوء والجميع مدعوون الى أن يلقوا بدلوهم المبارك فى البحث . الأساس اللاهوتى والخرستولوجى لمكانة "الخراف الأخر " فى التدبير الألهى هو ما يقوله القديس كيرلس فى شرحه لانجيل يوحنا وخاصة كلامه حول الكرمة والأغصان ’ اذ يرى كيرلس أن جميع البشرية وبعد تأنسن الكلمة ’ صارت البشرية كلها أعضاء وأغصان فى الكرمة بحكم النعمة والعطية والكرامة الالهية والامكانية الكامنة فى كل غصن ’ ويجيب على السؤال ما هو الفارق اذن بين المؤمن والغير المؤمن ’ ويجيب اللاهوتى الاسكندرانى أن الفارق بين المؤمن والغير المؤمن (أى بين الخروف القائم داخل الحظيرة وبيبن أخر خارجها) ’ هو نظرية (الفائدة الأوفيليا ) ’ أى أن كل غصن يقرر الاستفادة من عصارة الكرمة وقبولها بحرية ’ يتحول الى غصن حقيقى ومتفاعل بعد أن كان غصنا غير متفاعل ’ هذا الفهم لعمل المسيح وعلاقته بالبشرية يعطينا الحق فى أن نطبق نفس الرؤية على "الخراف الأخر " ’ هم خراف فى الحظيرة ولكن حسب الطاقة وليس حسب الفعل ’ حسب الطبيعة وليس حسب السلوك ’ عليهم أن يقرروا أن يصيروا خرافا فعلية فى الحظيرة .
جاء المقطع الانجيلى فى الاحد التالى وهو أحد الأجداد (يواقيم وحنة جدى المسيح) مباشرة حول الانسان الذى صنع عشاء (لوقا 14 : 16 – 24 ) مائدة والمدعوين وارسل السيد خدامه للدعوة للعشاء واعتذر البعض بسبب ظروف العمل والتجارة والأخرون بسبب ظروف العائلة ’ وأعاد السيد ارسال خدامه لدعوة العجزة والفقراء من المهمشين والمستعدون داخليا لقبول الدعوة ....وقال الخدام ...مازال هناك أماكن على المائدة
Και έτι τόπος έστί
وهنا جاء صوت المعلم للخدام ان يذهبوا الى الأزقة و"والزمهم بالدخول .... " . من السهل أن يفهم الالزام هنا على أنه اجبار لا دور للمدعوين فيه وهذا لا يليق بعشاء المسيح ’ وهنا ليس أمامنا الا اللجوء الى معاجم اللغة اليونانية وخاصة القاموس اليونانى الانجليزى للعهد الجديد والادب المسيحى الاول
Greek – English lexicon of New Testament and Early Christian Literature , Page 51.
الفعل هو
Αναγκάζω
"ولى خراف أخرليست من هذه الحظيرة ..... " يوحنا 10 :16
Και άλλα πρόβατα έχω
خواطر فى اناجيل قداسين القديس سبيريدون وأحد الأجداد
الاب اثناسيوس حنين – بيرية – اليونان
"شرعت أكلم المولى وأتحاور مع النصوص وأنا تراب ورماد"
ضبطت نفسى متلبسا بالشروع فى تفسير بعض مقاطع وايات العهد الجديد فى أثناء الاحتفاء بعيد القديس سبيريدون العجائبى وأحد أبطال المجمع المسكونى الأول (325) وهو حامى وشفيع ميناء ومدينة بيرية ’ الميناء الذى ساهم فى انتشار الرسالة المسيحية الاولى (راجع أعمال الرسل) ’ ويتم الاحتفال بشكل رسمى وكنسى وشعبى ’ اذا يتم زياح ايقونة القديس كما يقول الشوام (الزفة بالمصرى) ويتقدم الموكب فرقة الموسيقى العسكرية ويتوسط الموكب ايقونة القديس سبيريدون يحملها ضباط الجيش اليونانى ويتبع الايقونة موكب رؤساء الكهنة يتقدمهم سيادة المطران سيرافيم مطران بيرية ’ وخلف المطران رجال الدولة اليونانية وهم ممثل الحكومة ووزير البحرية وقادة الاسطول والبوليس والجيش وممثلوا الاحزاب ومحاقظ بيرية ونواب الشعب ويتبعهم جموع الشعب وعلى جانبى الموكب يصطف الكهنة بلباسهم الليتورجى الذهبى والزاهى الرسمى ’ ويطل علينا المؤمنون من شرفات المنازل يرشوننا بمياه الورد ويمسكون بالمباخر ويرشمون علامة الصليب والدموع فى عيونهم ورجال الصحافة من كل جانب يسجلون تاريخ اللحظة ولحظات التاريخ ’ وبينما نحن نسير فى المركب كنت أفكر فى المقطع الانجيلى الذى قرأناه فى قداس اليوم نفسه وهو الخاص بالمسيح الراعى الصالح (يوحنا 10 : 9 – 16 )وتوقفت أمام الاية "ولى خراف أخر ...." ’ وسألت هامسا لصديقى الكاهن اليونانى ونحن نسير فى الموكب عن معنى الأية ’ فأجابنى بتفسير تاريخى وحرفى وهو أن الاية تشير الى الوثنيين من غير اليهود ’ سألت كاهن أخر كرر نفس التفسير ’ قلت لهم بشكا استفزازى ’ ألا يمكن أن يقصد النص المسلمين ’ أجابوا بحدة و( وبعد اللى عملوه فينا العثمانيون زمان و اللى بيعملوه الدواعش النهاردة فى أخوتنا فى الشرق ’ ممكن يكونوا من الخراف الأخر!!!). شعرت أن تفسير أصدقائى الكهنة اليونانيين لم يشفى غليلى ولهم عذرهم أذا طرحت السؤال فى وقت غير مناسب وبشكل استفزازى ووعدونى بالبحث الأعمق . غير أننى لم أصبر وبالرغم أننى لست متخصصا فى التفسير الكتابى (الهرمونوطيقا) ’ ألا أن الأباء علموننا أن نرى النصوص الكتابية فى اطار التدبير الالهى الشامل (الايكونوميا) ’ الاباء بحثوا عن المعنى الوجودى ’ الليتورجى والكونى للايات ولو تمسكوا بحرفية النص وتاريخيته .رأى الأباء كلمات الكتاب المقدس من خلال الكلمة ’ ومادام الكلمة قد قدم حياته لحياة العالم ’ فلا قصد أخر للكلمات سوى حياة العالم وما كلمات الكتاب المقدس من التكوين للرؤيا الا محطات للكلمة ومطارح حوار وسجود وعبادة . السيد بؤكد ان هناك خراف اخر ليست من هذه الحظيرة اى حظيرة خراف بيت اسرائيل وينبغى ان يقودها الى الحظيرة والفعل "ينبغى أن أتى " قد يوحى بالجبرية والقدرية ولا دور لحرية الخراف الأخر ’ الفعل "ينبغى" باليونانية يعنى القيادة و التهذيب والتربية وتعليم السلوك القويم ومن نفس الجذر تأتى كلمة السلوك أى ينبغى أن أقودها وأعلمها وأهذبها وأثقفها . لقد اختصر فاندايك هذه كله بكلمة " أتى"
Κάκείνα με δεί άγαγείν
ويبدوا من النص ان السيد على يقين من ان هذه الخراف الاخر سوف تسمع صوته وهكذا تتوحد الرعية تحت قيادة وتوجيه وارشاد راع واحد
Και γενήσεται μία ποίμνη , είς ποιμήν
لقد قامت معظم الحركات التبشرية المعاصرة على أساس هذه الأية ومع ذلك لم نفرأ عنها بحثا شاملا ولاهوتيا . نحن لا ندعى أننا فى هذه العجالة سوف نحل الاشكالية ’ ولكننا سوف نلقى بعض الضوء والجميع مدعوون الى أن يلقوا بدلوهم المبارك فى البحث . الأساس اللاهوتى والخرستولوجى لمكانة "الخراف الأخر " فى التدبير الألهى هو ما يقوله القديس كيرلس فى شرحه لانجيل يوحنا وخاصة كلامه حول الكرمة والأغصان ’ اذ يرى كيرلس أن جميع البشرية وبعد تأنسن الكلمة ’ صارت البشرية كلها أعضاء وأغصان فى الكرمة بحكم النعمة والعطية والكرامة الالهية والامكانية الكامنة فى كل غصن ’ ويجيب على السؤال ما هو الفارق اذن بين المؤمن والغير المؤمن ’ ويجيب اللاهوتى الاسكندرانى أن الفارق بين المؤمن والغير المؤمن (أى بين الخروف القائم داخل الحظيرة وبيبن أخر خارجها) ’ هو نظرية (الفائدة الأوفيليا ) ’ أى أن كل غصن يقرر الاستفادة من عصارة الكرمة وقبولها بحرية ’ يتحول الى غصن حقيقى ومتفاعل بعد أن كان غصنا غير متفاعل ’ هذا الفهم لعمل المسيح وعلاقته بالبشرية يعطينا الحق فى أن نطبق نفس الرؤية على "الخراف الأخر " ’ هم خراف فى الحظيرة ولكن حسب الطاقة وليس حسب الفعل ’ حسب الطبيعة وليس حسب السلوك ’ عليهم أن يقرروا أن يصيروا خرافا فعلية فى الحظيرة .
جاء المقطع الانجيلى فى الاحد التالى وهو أحد الأجداد (يواقيم وحنة جدى المسيح) مباشرة حول الانسان الذى صنع عشاء (لوقا 14 : 16 – 24 ) مائدة والمدعوين وارسل السيد خدامه للدعوة للعشاء واعتذر البعض بسبب ظروف العمل والتجارة والأخرون بسبب ظروف العائلة ’ وأعاد السيد ارسال خدامه لدعوة العجزة والفقراء من المهمشين والمستعدون داخليا لقبول الدعوة ....وقال الخدام ...مازال هناك أماكن على المائدة
Και έτι τόπος έστί
وهنا جاء صوت المعلم للخدام ان يذهبوا الى الأزقة و"والزمهم بالدخول .... " . من السهل أن يفهم الالزام هنا على أنه اجبار لا دور للمدعوين فيه وهذا لا يليق بعشاء المسيح ’ وهنا ليس أمامنا الا اللجوء الى معاجم اللغة اليونانية وخاصة القاموس اليونانى الانجليزى للعهد الجديد والادب المسيحى الاول
Greek – English lexicon of New Testament and Early Christian Literature , Page 51.
الفعل هو
Αναγκάζω
ويعنى حسب علماء
العهد الجديد
Compel , force of inner and outer compulsion
اى قوة الاقناع الداخلى والخارجى ولقد وردت بهذا المعنى فى كتاب أعمال الرسل حينما يقول بولس "لما قاوم اليهود اضطررت أن أرفع دعواى الى قيصر " أع 28 :19(حسب الترجمة الفانداكتية) . رفع الدعوة الى قيصر هو حق من حقوق المواطنة وبولس ليس مضطرا أن يقتنع بذلك ’ لكن حينما أستفزته الظروف الخارجية ’ أطلق العنان لقناعاته الداخلية ’ هنا الالتزام اللاهوتى الوطنى صار الزاما اجتماعيا –سياسيا من أجل الرسالة (راجع ايضا اع 26 :11 ’ غلاطية 2 :14 ’ 2كورنثوس 12 :11 ).
هذا كله يقودنا الى أن السيد صاحب المأدبة لم يجبر أدا على الدخول رغما عنه ’ بل أن الدعوة الخارجية للمهمشين وللغير المدعوين رسميا ( ومن منا كان مدعوا رسميا ألسنا من الامم !) ’ كما هو واضح من النص ’ قد لاقت قبولا داخليا عندهم وهذا يمكن حسب مبدا الأنالوجيا أى التناسب بين المواقف ’ يمكن أن ينطبق على "الخراف الأخر " هذه الخراف الأخر موجودة اليوم فى كل مكان فى العالم وهى مهيأة داخليا لقبول نعمة الحياة الجديدة فى المسيح والجلوس على مائدة العشاء ’ ولكنها تحتاج الى "زقة " بالمصرى أو الى "دفشة " بالشامى أو أجواء مواتية وصحية لكى ما تحول القناعة الصامتة الداخلية الى مبادرة شجاعة بالقبول خارجيا لدعوة العشاء . وعلى سبيل المثال من المعروف أنه يوجد اليوم عدد كبير من الروم الارثوذكس فى القنسطنطينية – استانبول تركيا الذين تم اجبارهم قديما على أن يحملوا اسماء اسلامية فى العلن وهم فى الواقع مسيحيون ارثوذكس فى الباطن وغيرها من الامثلة فى العالم كله هناك ارثوذكس "من الباطن - كريبتوارثوذكس " وتمنعهم ظروف كثيرة خارجة عن ارادتهم من اعلان ارثوذكسيتهم والشهادة بها ولها ! أليس من حق هؤلاء أن يكونوا من "الخراف الأخر" . الخراف الأخر " واقع موجود فى أماكن كثيرة من عالمنا ’ وتحتاج هذه الشريحة من البشر الى خدام مبشرين على مستوى الدعوة التى دعا المسيح اليها هذه الخراف الأخر . يحتاجون الى خطاب لاهوتى غير دينى وغير تقليدى ’ خطاب حياتى ووجودى ودنيوى يتكلم لغة العصر فى عمق تراثى وأبائى ولاهوتى ’ خطاب جرئ يقدر أن يحول القناعة الداخلية المترددة عندهم الى قرار جرئ خارجى . الجالسون خارجا هم من لديهم الاستعداد الداخلى لقبول الدعوة وربما هم يشعرون بانهم غير مؤهلون لهذا الشرف الكبير لأنهم لم يلبسوا بعد لباس العرس أى العمادة المقدسة ومسحة الروح القدس ’ كما تصلى الكنيسة فى صلاة المطالبسى التى تسبق مائدة السيد":
" فى بهاء(عشاء) قديسيك كيف ادخل انا غير المستحق لانى اذا تجرات الدخول معهم الى الخدر يبكتنى لباسى لانه ليس هو لباس العرس واطرد من الملائكة مغلولا فطهر يارب دنس نفسى وخلصنى بما انك محب البشر ". أميل الى الاعتقاد الى أن "الخراف الأخر " هم من الموعوظين بلا واعظ والذين يتذوقون الخطاب المسيحى الغير الدينى والغير المتدروش المستنير فى ثوبه الأدبى والثقافى والفنى والحياتى ويتفهمون الكثير من خصال المسيح السامية بينما يكرهون خصال المسيحيين الغير السامية ’ والذين تصلى من أجلهم الكنيسة ’ سواء عرفتهم أو لم تعرفهم ’ سواء تم تسجيلهعم فى سجلات الموعظين أو لم يتم ’ بأن يرحمهم الرب ويعظهم ’ بطرقه الخاصة ’ بكلمة الحق ويعلن لهم ’ باساليبه العجيبة ’ بشارة العدل ويضمهم الى كنيسته المقدسة الجامعة الرسولية .... لكى يمجدوا هم ايضا معنا اسمك الكلى الاكرام والعظيم الجلال ايها الاب والابن والروح القدس الان وكل اوان والى دهر الداهرين . ينتظر منا هؤلاء الخراف الأخر ان نقدم لهم المسيح الموجود فى نصوص الكتاب المقدس والمحبوب فى تاريخ الكنيسة والمشهود له من مفكريها وشهدائها ومبشريها وايضا المسيح القائم فى نسيج الكون (الرؤيا 3 :14 ) . قال الفريد أدلر عالم النفس اليهودى ’ جوابا عن سؤال وجهه اليه احد القسوس فى لوس انجيلوس عن رأيه فى المسيح ؟ فكان جواب ادلر " كلما ذكر اسم المسيح على مسمعى اقف احتراما لاعظم شخصية فى تاريخ الانسانية ’ ولكن لماذا هو عظيم وعظمته لم تستنفذ مع مرور الاجيال والاجيال ؟ لاننا نرى فيه معنى اه و ومعنى الانسان ومعنى الحياة ومعنى الترتيب الكونى كله انه عظيم لانه مشحون بالمعانى العظيمة والمعانى ( ستانلى جونز : الطريق - لبنان 1990 ص 52) .
الخراف الاخر ’ هم من قال فيهم ’ القديس نيقولا كابسيلاس قؤلا نبويا جريئا يحتاج دراسة خاصة وهو أن " من لم تعمدهم الكنيسة ’ عمدهم رب الكنيسة " .
Compel , force of inner and outer compulsion
اى قوة الاقناع الداخلى والخارجى ولقد وردت بهذا المعنى فى كتاب أعمال الرسل حينما يقول بولس "لما قاوم اليهود اضطررت أن أرفع دعواى الى قيصر " أع 28 :19(حسب الترجمة الفانداكتية) . رفع الدعوة الى قيصر هو حق من حقوق المواطنة وبولس ليس مضطرا أن يقتنع بذلك ’ لكن حينما أستفزته الظروف الخارجية ’ أطلق العنان لقناعاته الداخلية ’ هنا الالتزام اللاهوتى الوطنى صار الزاما اجتماعيا –سياسيا من أجل الرسالة (راجع ايضا اع 26 :11 ’ غلاطية 2 :14 ’ 2كورنثوس 12 :11 ).
هذا كله يقودنا الى أن السيد صاحب المأدبة لم يجبر أدا على الدخول رغما عنه ’ بل أن الدعوة الخارجية للمهمشين وللغير المدعوين رسميا ( ومن منا كان مدعوا رسميا ألسنا من الامم !) ’ كما هو واضح من النص ’ قد لاقت قبولا داخليا عندهم وهذا يمكن حسب مبدا الأنالوجيا أى التناسب بين المواقف ’ يمكن أن ينطبق على "الخراف الأخر " هذه الخراف الأخر موجودة اليوم فى كل مكان فى العالم وهى مهيأة داخليا لقبول نعمة الحياة الجديدة فى المسيح والجلوس على مائدة العشاء ’ ولكنها تحتاج الى "زقة " بالمصرى أو الى "دفشة " بالشامى أو أجواء مواتية وصحية لكى ما تحول القناعة الصامتة الداخلية الى مبادرة شجاعة بالقبول خارجيا لدعوة العشاء . وعلى سبيل المثال من المعروف أنه يوجد اليوم عدد كبير من الروم الارثوذكس فى القنسطنطينية – استانبول تركيا الذين تم اجبارهم قديما على أن يحملوا اسماء اسلامية فى العلن وهم فى الواقع مسيحيون ارثوذكس فى الباطن وغيرها من الامثلة فى العالم كله هناك ارثوذكس "من الباطن - كريبتوارثوذكس " وتمنعهم ظروف كثيرة خارجة عن ارادتهم من اعلان ارثوذكسيتهم والشهادة بها ولها ! أليس من حق هؤلاء أن يكونوا من "الخراف الأخر" . الخراف الأخر " واقع موجود فى أماكن كثيرة من عالمنا ’ وتحتاج هذه الشريحة من البشر الى خدام مبشرين على مستوى الدعوة التى دعا المسيح اليها هذه الخراف الأخر . يحتاجون الى خطاب لاهوتى غير دينى وغير تقليدى ’ خطاب حياتى ووجودى ودنيوى يتكلم لغة العصر فى عمق تراثى وأبائى ولاهوتى ’ خطاب جرئ يقدر أن يحول القناعة الداخلية المترددة عندهم الى قرار جرئ خارجى . الجالسون خارجا هم من لديهم الاستعداد الداخلى لقبول الدعوة وربما هم يشعرون بانهم غير مؤهلون لهذا الشرف الكبير لأنهم لم يلبسوا بعد لباس العرس أى العمادة المقدسة ومسحة الروح القدس ’ كما تصلى الكنيسة فى صلاة المطالبسى التى تسبق مائدة السيد":
" فى بهاء(عشاء) قديسيك كيف ادخل انا غير المستحق لانى اذا تجرات الدخول معهم الى الخدر يبكتنى لباسى لانه ليس هو لباس العرس واطرد من الملائكة مغلولا فطهر يارب دنس نفسى وخلصنى بما انك محب البشر ". أميل الى الاعتقاد الى أن "الخراف الأخر " هم من الموعوظين بلا واعظ والذين يتذوقون الخطاب المسيحى الغير الدينى والغير المتدروش المستنير فى ثوبه الأدبى والثقافى والفنى والحياتى ويتفهمون الكثير من خصال المسيح السامية بينما يكرهون خصال المسيحيين الغير السامية ’ والذين تصلى من أجلهم الكنيسة ’ سواء عرفتهم أو لم تعرفهم ’ سواء تم تسجيلهعم فى سجلات الموعظين أو لم يتم ’ بأن يرحمهم الرب ويعظهم ’ بطرقه الخاصة ’ بكلمة الحق ويعلن لهم ’ باساليبه العجيبة ’ بشارة العدل ويضمهم الى كنيسته المقدسة الجامعة الرسولية .... لكى يمجدوا هم ايضا معنا اسمك الكلى الاكرام والعظيم الجلال ايها الاب والابن والروح القدس الان وكل اوان والى دهر الداهرين . ينتظر منا هؤلاء الخراف الأخر ان نقدم لهم المسيح الموجود فى نصوص الكتاب المقدس والمحبوب فى تاريخ الكنيسة والمشهود له من مفكريها وشهدائها ومبشريها وايضا المسيح القائم فى نسيج الكون (الرؤيا 3 :14 ) . قال الفريد أدلر عالم النفس اليهودى ’ جوابا عن سؤال وجهه اليه احد القسوس فى لوس انجيلوس عن رأيه فى المسيح ؟ فكان جواب ادلر " كلما ذكر اسم المسيح على مسمعى اقف احتراما لاعظم شخصية فى تاريخ الانسانية ’ ولكن لماذا هو عظيم وعظمته لم تستنفذ مع مرور الاجيال والاجيال ؟ لاننا نرى فيه معنى اه و ومعنى الانسان ومعنى الحياة ومعنى الترتيب الكونى كله انه عظيم لانه مشحون بالمعانى العظيمة والمعانى ( ستانلى جونز : الطريق - لبنان 1990 ص 52) .
الخراف الاخر ’ هم من قال فيهم ’ القديس نيقولا كابسيلاس قؤلا نبويا جريئا يحتاج دراسة خاصة وهو أن " من لم تعمدهم الكنيسة ’ عمدهم رب الكنيسة " .
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire