ثمار الروح القدس
عند اباء الكنيسة
الاب اثناسيوس
اسحق حنين -الكنيسة باليونان
مقدمة
الروح القدس هو
الرب المحيى المنبثق
من الاب المسجود
له وممجد والواحد مع الاب فى الجوهر والناطق فى
الانبياء وصانع التاريخ الالهى ومرسل
الخدام وهو الماء
الحى الذى يطفئ
الرغبات الارضية ويقول تعال الى
الاب (اغناطيوس الانطاكى رومية 7 : 2
) فالروح القدس هو
الفرح المشترك بين
الاب والابن وهذا
الفرح قبل الدهور
هو الروح القدس
وهو لهما معا
وهو عطيتهم للقديسين( وانا اطلب
من الاب فيعطيكم
معزيا اخر ليمكث
معكم الى الابد (يو 14 :16 ) (بالاماس
) والروح القدس
يهيئ القلب لاستقبال
المسيح فى الكنيسة
التى هى جسده
ومجتمع الوحدة بين
السمائيين والارضيين ذلك
الجسد الممتلئ بالاسرار الالهية الاسرار
التى تجعل الكنيسة ام ولود
بالروح القدس والذى يملاء
الكل فى الكل
(اف1 : 23 ) والروح
هو الذى يشفع
فى المؤمنين بانات
لا ينطق بها
ويعلمهم اوليات حياة
الصلاة (رو 8 :26 ) وهو روح الوحدة
وروح الاقتداء بيسوع المسيح والروح
هو الذى يفحص
كل شئ حتى
اعما ق الله (1كو 2
: 10 ) وهو
روح السجود (يو4)وهو
النار الالهية التى تنالها
النفوس المؤمنة فى
انسانها الداخلى وهم
يعيشون فى هذا
العالم وهذه النار
اى نار وحرارة
وشهادة الروح القدس
سوف لا تظل
حبيسة النفوس بل
سوف تنطلق الى
الخارج لتصير ظاهرة
(عظات ق مكاريوس
-مركز الاباء ص 102
)
أولا :الروح القدس هو روح الثالوث :
لقد شدد علماء
تاريخ العقيدة على ان
مفهوم الخلاص عند
الاباء لا ينفصل
عن الثالوث الاب والابن والروح القدس [1]
فان عمل
الخلاص الذى تممه ابن الله الوحيد يظهر
جليا فى ايمان
الكنيسة الاولى كأعلان
الثالوث الازلى والابوكاليبس
ِΑποκαλυψις يستمد اصوله من الثالوث وفيه
يجد كماله وهذا البعد
الثالوثى للخلاص والايمان
يظهر بوضوح فى
الاختبار الاول والاساسى
فى الخلاص وهو
المعمودية فى موت
وقيامة يسوع المسيح
وهذا المعمودية ترتبط
منذ البدايات الاولى بالايمان بالاب
والابن والروح القدس
والعهد الجديد يشهد
لهذه الرابطة بين
الله وبين خلاصنا
فى يسوع المسيح
(ان كان روح
الذى أقام يسوع من
بين الاموات ساكنا
فيكم فالذى أقام
المسيح من الاموات سيحيى
اجسادكم المائتة بروحه
الساكن فيكم ) رو 8 :11 فالرسول
بولس يلخص فحوى
الحياة الجديدة التى
سيحصل عليها الذين
يضعون كل ثقتهم
فى الله الواحد ونفس
الرسالة يلخصها القديس يوحنا
فى بعدها المعرفى
الاختبارى(لكى يعرفوك انت الاله الحقيقى
ويسوع المسيح الذى
ارسلته ) يو 17 :3
أن اكثر ما
يفرح قلب الاب
هو ان نتمعن
فى وجه النور
اى وجه ابنه
الحبيب الذى به
سر واكثر ما
يبهج الروح القدس هو
ان يشهد فى
قلوبنا وفى الكنيسة
وفى العالم والتاريخ
للمسيح وهذا هو
فحوى لاهوت الاباء الرسل
والاباء الرسوليين والدارس
لتاريخ العقيدة الثالوثية
وعلاقتها بالتجسد والفداء الذى
لابن الله لا
يملك الا ان
يتسأل عن تلك
اليقظة الروحية والحس
اللاهوتى المرهف الذى
اوصل الكنيسة فى القرون
الاولى الى الاعتراف
بالايمان بيسوع المسيح
ربنا ومخلصنا من
ناحية ومن ناحية
اخرى وبنفس القوة
والروح تعلن ايمانها
بالله مثلث الاقانيم
ولنطرح السؤال بشكل
محدد اكثر وهى
كيف وصل المسيحيون
الاوائل الى تجسيد
هذا الايمان فى
المعمودية وذلك ان كل
مؤمن بالثالوث وبالتجسد والفداء يجب
ان يعتمد ليس
فقط لموت المسيح حسب
شهادة بولس (ام تجهلون
اننا كل من
اعتمد ليسوع المسيح اعتمدنا
لموته فدفنا معه
بالمعمودية للموت حتى
كما اقيم المسيح
بمجد الاب هكذا
نسلك نحن ايضا فى
جدة الحيوة ) رو 6 :1-4 . ولكن
وبنفس الدرجة باسم
الاب والابن والروح
القدس حسب وصية الرب
(فاذهبوا الى جميع الامم
وعمدوهم باسم الاب والابن
والروح القدس)مت 28 :19 [2]
وهنا يرى الباحثون
ان لدى الاباء
بعدان لسر الثالوث
القدوس فى عمله
فى تاريخ الخلاص
البعد الازلى والدائم
والكامن Immanente وهذا
يكشف ما كان
عليه الثالوث منذ
الازل والبعد التدبيرى economique وهذا يكشف
عن عمل الثالوث فى ملء الزمن
والتدبير معروف فى لاهوتنا القبطى
(اكملت التدبير بالتجسد
ντοικονομια γεν τσαρξ)(ودبر حياتنا كما يليق
)[3] ولدينا
اعترافات بالايمان من
النوعين الثالوثى ووالخرستولوجى [4] وعقيدة
الله الثالوث وعقيدة
الخلاص الممنوح لنا
فى شخص ابن الله
الذى صار انسانا
يحتل مركز الصدارة
فى الحياة المسيحية
وهنا يأتى دور
وعمل الروح القدس
فالفداء هو الشركة
فى الحياة الابدية
حياة الثالوث والممنوحة
لنا فى يسوع
المسيح بالروح القدس
فالله فى تواضعه ورغبته
ان يقترب من
البشر لكى يخلصهم
اعلن الله عن
نفسه كالاب الذى
يوجد فى حياة
الابن فى شركة
الروح القدس وهذا
السر العظيم الذى
للتقوى اى سر الثالوث
حسب تعبير بولس (تيمو 3 :16 ) هو
مركز الحياة المسيحية
واساس كل الابداعات
والانات اللاهوتية والمخاض الروحى
الصادق وللاسف فان
هذا السر العظيم الذى
للتقوى يبدوا انه
لا ياخذ حقه
من الاهتمام عند بعض
اللاهوتيين المعاصريين وسط تيارات
تقوية لا تقوم
ولا تتأسس على
محبة الله الاب
ونعمة الابن الوحيد
وشركة الروح القدس
بل على واجبات
دينية ثقيلة ومثاليات
اخلاقية تعجيزية يقف
امامها الانسان يأسا
محبطا له صورة
التقوى ولا يذوق
قوتها ويأسف الراصد
للحركة الروحية
المعاصرة اذ يجد
ان الناس يسعون
بجهد ذاتى لا
يخلو من صدق
من اجل التمتع
بالحياة فى الله
ولكنهم لا يتعاملون
مع روح الرب
تارة بسبب التواضع والاحساس بعدم
الاستحقاق وتارة بسبب
عدم المعرفة وتارة
بسبب تشتت الجهد الانسانى
فى متاهات دينية
تترك الانسان اسير الذات او الاشخاص او
الاحوال او الالوان
او الانقاض (انظر
رومية 7 )
ثانيا :الاطار الثقافى والروحى
للبشارة المسيحية قبل
نيقية :
لكى نفهم الظواهر
اللاهوتية والروحية يجب ان نضعها
فى اطارها الروحى و الثقافى
ولكى نفكر لاهوتيا
يجب ان ندرس معانى
الالفاظ كما Η ΑΡΧΗ
ΠΑΙΔΕΥΣΕΩΣ Η ΤΩΝ ΟΝΟΜΑΤΩΝ ΕΠΙΣΚΕΨΗΣ اى ن
بداية التربية الصحيحة
والتفكير العلمى التمعن فى
معنى الالفاظ اى
دراسة تاريخ الكلمات
والتعبيرات اللاهوتية ومن
ضمن التعبيرات التى
تحتاج الى دراسة نجد الكلمة
التى تعنينا بالدرجة الاولى
فى موضوعنا وهى كلمة
روح ولكى نعرف
ماهية الكلمات لابد
لنا من المعاجم
والموسوعات ويرد فى المعجم
الانجليزى اليونانى للعهد
الجديد وللادب المسيحى الاول [5] بخصوص
كلمة روح ΠΝΕΥΜΑ انها
وردت فى الكتابات
اليونانية القديمة بمعنى هبوب
الريح وهكذا جأت
فى يوحنا 3
وعب 1 :7
وتعنى ايضا الروح اى
سر الحياة التى تعطى
حيوية للجسد وهى الحياة
الروحية اى اليقظة
العقلية والفكرية ويرى الاباء
ان هناك فارقا
بين الروح الانسانية والروح
القدس لان الروح
الانسانية ليست هى جز
من الله فى
الانسان بل هى
روح الانسان ويعلق
ذهبى الفم على
اتس 5 : 23
بقوله (ان هذا الروح الانسانى
ليس هو جزء من الله
فى الانسان بل
هو احد مكونات
الكيان الانسانى Τουτο το
πνευμα ουκ εστι
το αγιο πνμευμα αλλα μερος
της του ανθρωπου
συστασεως )[6] وهى
تاخذ حياتها من الروح القدس
ان
الوسط الذى نشأت فيه
الرسالة المسيحية فى
القرون الاول وجدت
امامها عالمين او
ولدت فى بيئتين مختلفتين الاولى
هى البيئة اليهودية
والتى تميزت بالثنائية
بين العالم الحاضر
والعالم الاتى وصار
الخلاص فى اليهودية
هو انتظار العالم
الاتى واحتمال الام الزمان
الحاضر بالصبر ولقد رأى
المسيحيون ان هذا
الانتظار للعالم الاتى
قد تم فى
قيامة المسيح ونلاحظ
انه بين عام
66 و135 بدأت
الجماعة المسيحية فى
الاستقلال عن الوسط
اليهودى الرؤى الاخروى وحينما
تأخر المجئ وتكاثرت
وانتشرت الكنائس شعر
المسيحيون بحاجتهم الى العلوم
الفلسفية والانسانية لمواجهة
الواقع الرعوى الجديد
وهنا وقعت الرسالة
المسيحية تحت تأثير الرؤية الفلسفية الهلينية
للعالم وهى الثنائية
بين عالم خاضع
للحواس والملموس وعالم
المثل وهو العالم الحقيقى
والخلاص هو التخلص
من عالم الحواس
والعالم المادى الذى
هو سجن النفس
والعودة الى الوطن
الحقيقى و الرؤية المسيحية
هى ان المسيح
هو وسيطنا فى
الصعود الى الى
العالم الحقيقى وهو
الذى جمع كل
البشر وكل شئ
فى تعددهم الى
الوحدة بالروح القدس
(اف 2 :
11-22 ورسائل اغناطيوس
الشهيد والرؤية الابائية
الشهيرة Ανακεφαλαιωσης ) اى
جمع كل شئ فى
المسيح يسوع اف
1 :10 .
ثالثا : محطات فى
مسيرة الفكر اللاهوتى :
لقد مر الفكر
المسيحى عبر تاريخه
بفترات متنوعة ومتعددة
وفى كل حقبة
كان اللاهوتيون والاباء
والعلماء والخدام يوحهون
طاقاتهم الى ناحية
من نواحى الايمان
المسيحى ففى الفترات المسيحية
الاولى شدد الاباء على الثيؤلوجيا
اى على وحدة اللاهوت
فى ابعاد الميتافيزيقيا
والاعلانية وبعدها اهتموا
بالخرستولوجيا فى ابعادها
اللاهوتية(واحد مع الاب فى الجوهر )
والخلاصية(لاجلنا ولاجل خلاصنا
) ثم وصلت الحوارات اللاهوتية الى
الابنفماتولوجيا فى بعديها
اللاهوتية (الروح القدس من
جوهر الاب )
وبعدها الخلاصى ( الرب
المحيى الناطق فى
الانبياء )
فى حديثنا عن
ثمار الروح القدس
عند اباء الكنيسة
نريد ان نتأمل
او ندرس بامعان
(الكلمة واحدة فى
اليونانية(σπουδη ثمار
الروح فى ابعادها
الكنسية (الاكلسيولوجي ) والتاريخية والانسانية نريد
ان نلتقى بالروح
القدس وهو يتمخض
بالكنيسة ليلدها ويؤسسها
فى يوم الخمسين واحدة
متعددة المواهب على
صور الثالوث وهو
يوحد المسيحين فى
الافخارستيا وهو يجعل
شخصان من بيئة
مختلفة وبدون معرفة
سابقة يصيران جسدا
واحدا فى سر
الزيجة المقدس ويشهد
فى قلبيهما ان
ما جمعه الله
لا يفرقه انسان
ويجعلهما يذوقان بصدق
وتواضع وحب ما
يقوله الروح للزوجين
فى سر الاكليل
(اف 5 : 22
--33 ) ويحملان صليب
الشهادة للمسيح ويجعلان من
بيتهما كنيسة تستريح فيها
احشاء القديسين (1كو
16 : 19) وايضا
الروح القدس وهو
يتنهد صامتا فى
الاباء وهو يجاهد
لينسكب حبرا فى
مؤلفات العلماء وهو
يقود الكلمة من
على المنابر ليحول
المنابر الى مذابح
للكلمة حيث لا
يوجد فارق ولا
تناقض ولا تضاد بين
قوة المنبر The Alter and The
Pulpit وشركة
المذبح ذلك التناقض
الذى ظهر لاحقا
فى عصر الاصلاح
نريد ان نرى
عمل الروح فى
الكنيسة والمؤمنين وهو
يصنع تاريخا ويمهد
الهضاب امام شعب
الله ويصير المعوجات
سهلا عمل الروح
فى اباء البرية
حيث اخرجهم ليلاطفهم
فى البرية ويفتح
اذهانهم ليفهموا الكلمة
فيخضعوا لها ويصنعوا
بها تاريخ للكلمة
فالرهبنة فى اصولها الاولى
هى تاريخ عمل
الكلمة فى النفوس
ليصنعوا بها تاريخ
فى اللاهوت والعبادة
والطقوس حتى ان
جورج فلورفسكى رأى
ان (الراهب المملوء
بالروح فى القرون الاولى كان
يقود ضمائر الناس
من قلايته اكثر من الامبراطور
من قصره ) .
رابعا : الاسبرماتيكوس لوغوس :
ومع كل ذلك
الالتزام العقائدى واللاهوتى بمصير
الانسان الا ان الروح
لا يقيد ولا
يعرف حارة النصارى
ولا حارة اليهود
بل يهب حيث
يشاء (يو 3 :
8 --2تيمو 2 : 9) وهذا
الفهم المتسع والحاضن
للبشرية جميعا عبر
عنه اباء القرن
الثانى بسبب من
هاجس التواصل مع
واقعهم الدينى والفلسفى
المختلف بما عرف
لاحقا بنظرية (Σπερματικος Λογος ) ويترجمها
قاموس لامبى الابائى [7]
(Seminal Words , Universal
Reason --Generative Principal اى
الكلمات المزروعة او العقل الكونى
او مبداء الخصوبة العقلية والحضارية
عند البشر التى
يبعث بها الله
فى حرية محبته
الى هذا او ذاك من
البشر بسبب من
اشواق كامنه وجهاد
صادق لخير الانسانية
ولا يعنى ذلك
ابدا ما عرف
لاحقا فى اللاهوت
الغربى وخاصة بعد
المجمع الفاتيكانى الثانى
بخلاص غير المؤمنين والذى يحاول
بعض اللاهوتيين الكاثوليك
تأسيسه على اساس
ابائى وفى هذا
يقول القديس يوستينوس الشهيد فى
القرن الثانى الميلادى
بان الاسبركاتيكوس لوغوس هو المعرفة الجزئية
والحق الكامن فى كل انسان
(Δια το εμφυτον
παντι γενει ανθρωπων σπερμα
του λογου Innate Right
Reason , Immanent revelation ) ولكن
المعرفة الحقيقية تتم
فقط فى الايمان بالمسيح Though Full Knowledge comes only
through Christian Revelation ) وباليونية
يقول النص (Εκασστος γαρ τις (of philosophers ) απο μερους
του σπερματικου Θειου
λογου το συγγενες
ορων καλως εφεθεγξατο
(2 apol.13 .2 ), ου κατα σπερματικου λογου μερος
αλλα κατα την
του παντος λογου
, ο εστι Χριστου
, γνωσιν )) ولهذا
فلم يتجاوز الحقيقة
كثيرا من قال
يوما (ان المسيح
له المجد نائم
فى سفينة الامم
)
خامسا :
العلاقة بين الخاريسما
والادارة :
ان اضعاف عمل
الروح القدس ودوره
فى اى مرحلة
من مراحل تاريخ
الكنيسة ادى الى
غياب عمل الروح
من تاريخ البشرية
وتهميش دور الروحيين
فى صنع تاريخ
الحضارة والثقافة ولعل
احد اسباب هذا التهميش
لعمل الروح تلك الازدواجية
بين الروحيين والاداريين
فى الكنيسة وهناك دليل
تاريخى وهوان غالبية ما
رأته الكنيسة انه
بدع ضد الروح
القدس فى بداياته
كان فى بدايته
نقول فى بدايته
فقط تعبيرا عن
الملل من تمأسس
الكنيسة وتحكم الغير الروحيين
فى الادراة وحجب
دور الروح القدس
وتلك الظاهرة اطلق
عليها العلماء (روتنة )
الخاريسمتا The
Routinasation of Charisma ويرجع
الباحثون هذه الظاهرة
الى انسحاب الخاريزماتيكيين فى
الكنيسة الاولى امام الوظائف
الكنسية الاكثر استقرارا والاكثر
استعدادا لمقاومة البدع
والمجادلات الى جانب القدرة
على الاستمرارية (1كو
12 : 28 –اف 2 –20 – الراعى
لهرماس 111 ,5 _1 ) [8]
ويرى هارناك استنادا
على نص الدياكى
انه وجد فى
الكنيسة الاولى نوعان من
الخدمة الاولى مواهبية
نبوية عفوية منطلقة والثانية
مؤسساتية تقوم على
التنظيم والادارة ولكن هذا
الرأى لا يقبل
به اللاهوتيون الارثوذكس [9]والدارس لعظات
مكاريوس يرى ان
الروح القدس يحتل
مركز الصدارة ردا
على من شعروا
بالضيق من تحجيم
دور الروح القدس من
المساليين ويرى الباحثون ان
قضية (اهل روح
الله ) فى
تاريخ الكنيسة من
الميساليين الى المونتانيين والخمسينيين
انهم فى انخرافاتهم
كانوا قد ضاقوا
ذرعا بالقنوات الادارية
التى __فى نظرهم
_ حجمت عمل
الروح القدس ولقد وقفوا
ضد ما اعتبروه
مأسسة الخاريسما والسؤال
الواقعى هو هل
فعلا لا تحتاج
المواهب الى قنوات
تنظمها وتضبطها ؟ وما هى
المعيير اللاهوتية والكنسية
لانطلاق موخبة ما
فى الكنيسة بلا
ضابط وفى تاريخ
عمل الروح القدس
فى اول تاريخ
للكنيسة وهو سفر
اعمال الرسل نجد
انه لا مكان
للازدواجية بين عمل الاداريين
وعمل الروحانيين ولقد
وجد لها الاباء
الرسل الحل فان
خدام الادارة والشئون
الاقتصادية والمالية مملوئيين
بالروح مثلهم مثل
خدام الكلمة ( اع 6
: 3 )
ونحن نعلم من شهادة يوستينوس
الشهيد ان الليتورجيا
كانت فى الاصل
الصلاة على الخبز
والخمر حسب الطاقة
اى حسب ما
يعطى الروح القدس
للمتقدم الصلاة سواء
الاسقف او الكاهن
ثم انتظمت الصلوات
وصارت نصوصا طويلة
ويتسأل اللاهوتيون اليوم
والليتورجيون وخاصة فى اليونان
عن امكانية القيام
باصلاحات ليتورجية تعود
بالعبادة الارثوذكسية الى روحانيها
ورصانتها بساطتها وعفويتها
الاولى وتلتقى مع
نمط الحياة المعاصرة السريعة الايقاع
!
ولقد حاول
بعض لاهوتيو عصر الاصلاح
وما بعده ايجاد
تناقض بين النبى
المنقاد بالروح والكاهن
المقيد فى الطقوس
ولكن الحقيقة ان
الامور لم تكن
بهذه الدرجة فهناك
كهنة ممسحون بالروح
كما ان هناك
انبياء كذبة فالادارة والكرازة
كلاهما خاريسمتا ولقد
ظلت هذه الازدواجية
قائمة حتى فى
عصر النهضة الروحية
المعاصر فى الكنيسة
حيث كنا نلاحظ
صراعا روحيا وازدواجية
وتصارع الانتماء فى
داخل خادم الكلمة
وخادم المذبح وخادم
النادى وامين الصندوق
وهذا يكشف عن
(افنومية سلوكية )
تنكر لاهوت وفعل
الروح القدس فى
الحياة وان كانت
لا تمل عن
الدفاع عن لاهوته
نظريا !
سادسا : اللاهوت
الدفاعى والروح القدس
:
وهذا ادى الى ايجاد
بدائل كثيرة اضعفت العلاقة
المباشرة بين المؤمنين
والاقنوم الثالث مثل ما
حدث بالغرب المسيحى وبعد
اضافة عقيدة (الفيليوكوفى )
اى الانبثاق من
الاب والابن مما جعل اقنوم
الروح القدس تابعا
للابن وهذا قاد الى حجب
الروح وعمل الروح
مما جعل العلماء
يتسالون عن السبب
وراء التاكيد الضخم فى
الروحانية الغربية على
ناسوتية يسوع وهذا
التواصل المبالغ فيه
مع يسوع البشارة
والطفل يسوع وقلب
يسوع والعائلة المقدسة
وهل كنا سنضطر
الى كل هذه
البدائل لو كانت مكانة الروح
القدس واضحة فى
اللوحة الثالوثية وفى الشرق
ايضا مبالغات فى
التركيز عى وسائط كثيرة
اضعفت علاقة المسيحيين
بالروح القدس [10]
ولعل من الاسباب التى
ادت الى تهميش
عمل الروح القدس
هو ما ساد تاريخنا
الطويل من لاهوتى
دفاعى واللاهوت الدفاعى
يقف فى ركن
من اركان الحقيقة
ويرجع العلماء نشأة
اللاهوت الدفاعى الى التطور
الكبير فى العلوم
الطبيعية والانسانية وازدياد وعى
الانسان المعاصر بذاته
وتاريخه مما جعله
يطرح اسئلة كثيرة
وجديدة على رجال
الدين وهذا وضع
المتدينون فى وضع
حرج وذلك حينما
فسروا اسئلة الانسان
المعاصر على انها
احتجاجات وليست تسأولات
صادقة تخرج من
تجربته التاريخية الجديدة
وهنا ظهر اللاهوت
الدفاعى العنيف والذى
يرد على الاسئلة
الجديدة النابعة من
تجارب الانسان الجديدة
بطرق ووسائل واحيانا
عبارات مسجلة لا
يبذل اى جهد
فى شرحها وربما
هذا هو السبب
وراء فتور محبة
الكثيرين والالحاد المعاصر
[11] وهذا
المنهج ارهق اجيال
وبدد طاقات واقلام
وبدلا من ان
يكون منهجا مؤقتا
طائا لمواجهة ظروف
طارئة صار نهجا
ثابتا حتى بعد
اختفاء مبرراته وذهاب
اسبابه وصار طريقة
تفكير يومية عند
الكثيرين وهكذا اوجد
اللاهوت الدفاعى فجوة
غير مقبولة ولا
مبرر روحى او
لاهوتى لها بين
تاريخ الكنيسة وتاريخ
العالم بين اسئلة
الناس وانات الروحيين
اى بين الفلسفة
واللاهوت او بين
الثقافة العامة والفكر
الدينى بين اعلانات
الله وحضارة البشر
وبكلمات اخرى بين
السماء والارض !!!! (
من الامثلة حين
تتكلم بعفوية مع احدهم عن
حلاوة وبركة التعامل
بدالة مع الرب
فاذ به يهب
ليسألك يعنى ما
اعترفش لابونا ويقدم لك
سلسلة من الادلة الدفاعية عن
قيمة سر الاعتراف
وبالمناسبة هو اسمه
سر التوبة والاعتراف
وهذه الادلة النظرية قد لا
تفيده كثيرا فى نموه الروحى
وفى الغالب تدخل
النفس فى جدل
عقلانى يعطل تمتعها
ببركات سر التوبة
وخاصة اذا كان
الشخص مؤمن بسيط
يبحث عن خلاصه
وابديته وليس مسئولا
عن سلامة التعليم
وصحة العقيدة بينما
لو انه سلم
نفسه بجهاد صادق لروح
الرب فسيصلح الروح
فى داخله بين
توبته للرب واعترافه
للكاهن واسترشاده بمرشد
او كتاب او
استقراء حدث يومى
واستخلاص الدروس الالهية
) وغيرها من طرق
التفكير الثنائية القائمة
على الفعل ورد الفعل
و الفكر ورد الفكر
الخالية من اى
محاولة روحية للرؤية
الشاملة اى خالية من التعامل
مع روح الوحدة والشمول والتى
يعوزها التأمل الكثير
فى الصلاة الربانية
(كما فى السماء
كذلك على الارض
) وان تستخلص النتائج
اللاهوتية والاثثروبولوجية والروحية
والتاريخية والواقعية وراء
هذه الاية البسيطة !!
سابعا : ما هى العوامل التى شكلت
رؤية الاباء لعمل وثمار الروح
القدس ؟
لقد شكلت عوامل
كثيرة تفكير الاباء
حول عمل ودور وثمار
الروح القدس ومنها
ان الكتب المقدسة
هى من ثمار
عمل الروح القدس
فالروح القدس هو الملهم والمفسر
والشارح للكتب المقدسة
فالروح القدس الناطق
فى الانبياء هو هو الناطق
فى الرسل الاطهار فالروح
عند الاباء هو نفسه فى
العهدين القديم والجديد
ويرى القديس باسيليوس
انه وفى اقصى
حالات التجلى والانخطاف
الروحى لا يفقد
الانسان السيطرة على
ملكاته وطاقاته الطبيعية(His operation
in ecstatic prophecy
does not necessitate suspension
of human faculties )
قاموس لامبى الابائى
ص 1103 وهذه
هى النظرية الديناميكية
الابائية فى الوحى
الالهى فى الكنيسة الاولى التى ترى ان
الكتاب الالهيون يظلوا
اناس الله القديسون
وهم موحى لهم
بالروح القدس( 1بط
1:1 2--2 تيمو 3 :16 )
ولهذا فالاباء لا
يميلون الى قبول
المبالغات النسكية التى
ترى الانسان مجرد
الة فى يد
الروح يعزف عليها
ما يشاء او
قلما يكتب به ما يشاء
الا اذا كان
الغرض من هذه
المبالغات هو التركيز
على التسليم الكامل
والواعى فى يد الروح
(انظر الباراكليت الروح
القدس فى حياة
الناس اصدار دير القديس انبا
مقار ص 35 )
.
فواقعية عمل
الوحى تاتى من واقعية
التجسد الكلمة وواقعية
عمل الروح القدس
ولهذا لم توافق
الكنيسة على حرمان
المعمدين والمؤمنين من
قرأة وتفسير الكلمة
كما حدث فى
حقبات تاريخية لاحقة ولم
تلق دعوة اكليمنضس
الاسكندرى الى حصر
قرائة الكلمة وتفسيرها على
الغنوسيين اى العارفيين
فى الجماعة وذلك لان
فيها امورا عسرة
تتطلب ايمانا كبيرا
نقول ان هذه
الدعوة لم تلق
قبولا حماسيا (ستروماتا 1
:9 ) ويرى الاورشليمى
فى عظاته للموعوظين
ان المعمدين يقدرون
ان ان يحصلوا
على موهبة النبوة
اذا كانوا اهلا
لها و شهادة
بولس الرسول عن
ازلية شخص المسيح
ودور الروح القدس (تعين
ابن الله من
جهة روح القداسة
بقيامته من الاموات
)رو1 : 4 ومما
ساعد على تشكيل
رؤية الاباء لعمل
الروح القدس الهرطقات
التى نادت بان
الروح القدس هو
(مخلوق Κτισμα )
والذى ازعج الاباء
ليس الجانب اللاهوتى
فقط اى لاهوت
الروح القدس لكن
بالاكثر التوابع الانثروبولوجية للبدعة
فمعنى ان الروح
القدس ليس (الرب
المحيى ) هو عدم امكانية
سكنى الروح فى
قلب المؤمنين ومن النتائج الخطيرة
عدم امكانية حضور
الروح القدس فى
الكنيسة وغياب الرب بروحه
عن تاريخ البشرية
وانتهاء عمل المسيح
بالصعود وكأن الامر
لا يعدوا ان
يكون زيارة خاطفة
من السماء لرجل
من رجال الله
ووقتها كان العالم
كله سيصير يتيما
!!!! والذى رد علية
الاباء بردود اختبارية
خلاصية (متذكرين انكم
حجارة لهيكل الرب
معدة للبناء الذى
يشيده الله الاب
و ترتفع الى الاعالى
بالة يسوع المسيح
بصليبه مستعملة فى
ذلك حبال الروح
القدس ) اغناطيوس الانطاكى افسس
9 : 2 والى
اهل سميرنا يقول (
كونوا اقوياء بفضيلة
الروح ) وهذا
الاحساس القوى بحضور
الروح القدس وان
ادى الى دحض
البدع من الخارج الا
انه ادى ادى
الى ظهور تيارات
نسكية متشددة من
الداخل بين جماعات
(الانكراتيين ) وبعض
الغنوسيين والذين اطلق عليهم
احد خدام الكلمة
(ارستقراطيو الحياة الروحية
) الذين يعرفون ان
يصفوا لك طرق
السماء المعقدة ولا
يعرفون كيلو الطماطم
بكام اى لا يدرون
بابسط هموم الانسان اليومية ؟
ويظهر دور الروح
القدس العملى فى السلوك اليومى
وثماره عند الراعى
لهرماس (اذا كنت
طويل الاناة فالروح
القدس الذى يقطن
فيك يبقى نقيا
ولن يزورك فكر
شرير قط اذا كان قلبك
نقيا فالروح الذى
فيك يبتهج ويتهلل
لانه يعمل فى
سعة بيتك الذى
تحكمه البساطة بصفاء
) هرماس 5 : 2
ويرى هرماس ان
الغضب هو العدو
الاول لعمل وثمار
الروح فى النفس
( اما اذا
دخل الغضب القلب
فان الروح المقدس الحساس
بطبيعته ينزعج لان
المكان الذى يعيش
فيه غير نقى
ويعمل للخروج منه
لا يوافق ان
يكون الروحان معا
اذا القيت قليلا
من العلقم فى
قصعة من العسل
الا تفسد بعملك
هذا طعم العسل
وتجعله غير صالح
للاكل فيخسره صاحبه
ولا يستفيد منه ؟ ان
طول الاناة هى
اكثر حلاوة من
العسل وصالحة لسيدها
وفيه تسكن )
روحانية هذه الفترة
كانت تدور حول
ابعاد جسد الانسان
عن اى تلوث
بحكم علاقته الحميمة
بالروح القدس ونعرف من
تاريخ الكنيسة موقف
رهبان افستاثيوس باسيا
الصغرى الذين كانوا
يحرضون الناس على
عدم التناول من يد كاهن
متزوج وغيرها من
المبالغات النسكية مما ادى
بالقديس باسيليوس لقطع
علاقته مع افستاثيوس
.
تحديد العلاقة بين
والابن وقانون الايمان النيقاوى
والحكم على اريوس
والافنوميين فى نيقية
225 والقسطنطينية 381 على يد اثناسيوس
وباسيليوس شكل القاعدة
الجديدة لتحديد الوضع
اللاهوتى للروح القدس
وبينما يرى العلماء
ان الصيغة النيقاوية
الخاصة بالروح القدس
كانت محدودة ( وبالروح
القدس ) و قد بداء الحديث
عن الروح لقدس
بعدعام 360 م حينما ظهرت
تيارات اريوسية جديدة
وافنومية ضد لاهوت الروح القدس
وتصدى لها اثناسيوس فى
رسائله الى سرابيون وباسيليوس فى
(حول الروح القدس )
والملاحظ ان لاهوت
الروح القدس قد
فرض نفسه على
اللاهوتيين من حضوره
وثماره فى الكنيسة
فلاهوت الروح القدس
كان ظاهرا فى
ثماره النسكية والروحية
والرعوية اكثر من
التأملات النظرية والتنظيرات
وهذا يوضح قاعدة
هامة من قواعد
المسيرة اللاهوتية للكنيسة
وهى ان المفاهيم
اللاهوتية تتبلور انطلاقا
من واقع معاش
بالروح فى الكنيسة
وليس انطلاقا من
تنظيرات سكولاستيكية سابقة
التجهيز بدون اثر
واقعى فى الحياة
والامثلة نجدها عند
كيرلس الاورشليمى وديدموس
الضرير والنساك الاقباط
ثامنا : ثما ر الروح
القدس عند القديسين اثناسيوس الرسولى و كيرلس
الكبير :
الروح القدس حامل
الخليقة ملهم الانبياء
الذى حول الصيادين
الى كارزين الذى جعل
الزناة بتوليين صانع
الجسور مع المثقفين
والمخلصين الذين هم من خارج
والقديس اثناسيوس يرى ثمار
الروح هى تصوير
المسيح اى ان الابنفماتولوجيا عند
اثناسيوس هو فى
حقيقته خرستولوجيا كما يرى
اثناسيوس ان الهدف من وراء التجسد
هو نوال الروح
القدس (لقد حمل الله الجسد
لكى نؤهل نحن
ان نحمل الروح
) تجسد الكلمة 8
وعند كيرلس نرى
خلاصة اللاهوت الابائى لعمل
وحضور الروح القدس
فى التاريخ ويرى
الباحثون ان القديس
كيرلس لا يعد
فقط لاهوتى الخرستولوجيا
بل ايضا هو
لاهوتى الابنفماتولوجيا [12] ايضا
ويرى القديس كيرلس
ان الصعود لا
يشكل نهاية عمل الرب
الخلاصى نحو العالم
(باترولوجيا جريكا 74 :
453 D و 456 ِA ) اعلان
اللوغوس المتجسد يستمر
فى عمل الروح
القدس الخلاصى فان
صعود المخلص الى
السموات هو زمان
نزول الروح القدس(
ان قول الرب
بانه خير لكم ان
انطلق الى السموات ( Συμφερει
υμιν )
هو قول حق
لان قد حان
زمان نزول الروح القدس Εκεινος
γαρ ην ο
Καιρος της Καθοδου
Του Πνευματος ) باترولوجيا
جريكا 74 : 436 A) ويلاحظ
القديس كيرلس ان
الاستنارة التى يهبها ا لروح القدس ليست هى
اعلانا جديدا ولكنها
نور اللوغوس فهى
اعلان الابن الوحيد
اللوغوس ممتدة ومستمرة
بغير انقطاع الى
ابد الدهور ويتابع
القديس كيرلس تاريخ عمل
الروح القدس وثماره
فى تاريخ البشرية فيرى
ان تاريخ البشرية
والعالم قد بداء
بنفخة او نفس
الروح القدس فبداية
الوجود الانسانى تزامنت
مع عطية الروح
القدس فبنفخة الروح
القدس صارت اخر
خلائق الله انسانا
(Καθαπερ τινα σφραγιδα
της εαυτου φυσεως
ενεπηξεν ο Δημιουργος
το Πνευμα το
Αγιον , τουτεστι
, την Πνοην
της ζωης ,
δι,ης προς το Αρχετυπον
διεπλαττετο καλλος ,
απετελειτο δε κατ,εικονα
του κτισαντος , προς
πασαν ιδεαν αρετης β
δυναμει του ενοικισθεντος αυτω
διακρατουμενος Πνευματος )
فالروح
القدس هو عطية
الله الخالق الاولى
للانسان (Το Αρχαιον της
Ανθρωποτητος Δωρον ) ,
وهنا
نجد كيرلس فى
اتفا ق مع اثناسيوس الذى
يرى ان الاب
يخلق كل شئ
باللوغوس فى الروح [13]
القدس ويذكر القديس كيرلس
السبب وراء ان
الله اعطى للانسان
عند خلقه عطية
الروح القدس وذلك
لانه بدون الروح
القدس فا الكائن
الذى خلقه من العدم
سوف ينتهى الى
العدم وهذا معناه
ان الروح القدس
حاضر بعمله وثماره
فى بداية التاريخ
البشرى ومن اول ثماره
وعمله الاعلان الاول
لله فى التاريخ ومن
هنا يرى انه
بالسقوط خسر العالم
الروح القدس فلقد
تعرت الطبيعة البشرية
من النعمة الاولى وحرم الانسان من الروح القدس
وتحول من انسان منطقى عقلانى
الى انسان لا
منطقى وبدون عقل ΑΛΟΓΟΣ يعرف
الخالق ويرى كيرلس
ان النفخة فى
يوحنا 20 :
22 تتوازى مع
نفخة التكوين 2
: 7 اى
الفداء فى اعادة
الخلق وهذا لا
يعنى عند كيرلس
ان العهد القديم
كان يخلو من عمل
وثمار الروح القدس
والدليل الانبياء فى شهادتهم
للحق الالهى ويرى
كيرلس ان تمزق
حجاب الهيكل عند
الصليب تعنى قدرة
الانسان بالروح ان
يعرف خبايا الاعلان
الالهى اكثر من
قدرة انسان العهد
القديم فمن ثمار
الروح القدس ازدياد
المعرفة فالتلاميذ بعد
ان حصلوا على الروح القدس بعد
القيامة ( صاروا
اكثر معرفة مما
سبق Αμεινους η Προτερον
κατα την γνωσιν
γεγονασι )
الروح
القدس يقود المؤمنين
الى مجتمع جديد
مجتمع الناس الجدد
وتاسيس المجتمع الجديد
هو القصد الاسخاتولوجى من
التاريخ البشرى (رؤ 21 : 1 )
والانسان الجديد الذى
يعيش بالروح يمتلك
صفات كيانية جديدة
وهى مواهب وعطايا
الروح القدس ومن
بين هذه الصفات
الجديد ة التى هى ثمار
الروح القدس فى
الانسان الجديد يذكر القديس كيرلس
الشجاعة واللااضطراب ανδρειαν
και αταραξιαν والانتصار على
الجبن الساكن فى
الطبيعة الساقطة والجرأة
والاقدام على المبادرات الجديدة
Δειλιας ,
ανδρειας και ευτολμιας وهذه
كلها تشكل ثمار
تفوق الطبيعة
القديمة لانها ثمار
حضور الروح القدس
والروح القدس يشهد
بكلمات حكمة ويخبر
كل ذهن مفتوح
ان اللوغوس المتجسد
والذى اخذ جسد
هو هو الله
بالحق(1كو12 : 3 ) وهو
ثمرة من ثمار جوهر
الله الاب وبفعل
الروح القدس تعلن
وتتمجد الوهية اللوغوس
المتجسد والروح القدس
يعطى للخلاص بصماته
الانية والمعاصرة فى
تاريخ الناس ويحقق
الوحدة بين (
الزمان الماضى والزمان
الحاضر اى بين
الاعلان الالهى والكيان
المؤمن وبلغة الليتورجيا
القبطية بين
(كما كان )
وبين (هكذا يكون
) من جيل
والى جيل والى
دهر الدهور وهكذا
بالروح القدس يصير
فعل الفداء بكل
بركاته اللاهوتية والكنسية
والروحية والانسانية والتاريخية
افعالا حاضرة (الان
وهنا ) وليست
مجرد ظواهر صوتية
ومعارك كلامية ويطرحها
احد اللاهوتيين المعاصريين
بطريقة لغوية معبرة
بقوله ( ان
الفعل الماضى الذى
يعبر عن تجسد
الكلمة فى الماضى
يصير بالروح القدس
فعل مضارع تام
فى حياة المؤمنين
والكنيسة ) [14]
وهنا لابد من سؤال
يطرح نفسه كيف
يتم هذا التجسيد
بالروح لافعال التجسد
التى تمت يوما
وكيف يختبر المؤمن
فعلا ويذوق عطايا
الروح وهنا يتكلم
العلماء عن الكنيسة
او الكائن الكنسى
على حد تعبير
يوأنس زيزيولاس والذى
يرى ان الوحدة بين
البشر هى سعى
كيانى واشتياق وجودى
وان الكنيسة هى
مكان تحقيق هذه
الوحدة الانسانية والافخارستيا هى
فعل هذه الوحدة
بالروح القدس واستدعاء
الروح القدس (الابيكليسيس Επικλησις )
الذى يعنى حضور
الروح القدس فى الافخارستيا اى
فى الواقعية الليتورجية
وهذا يخلص الكنيسة
من الفردية التقوية
والنفسانية التى لا
تتعاون مع الروح
لتحقيق الكنيسة كجماعة
وتجعل الاشخاص فى
الكنيسة وليس الافراد
يتجاوزون اوجاعهم البيولوجية
وفرديتهم الطبيعية ليعيشوا
سر الشركة بالروح
وهذاا هو المغزى الاكليسيولوجى و الابنفماتولوجى من
التحاليل الجماعية فى
القداسات ومن الاعتراف
على الشورية اثناء
القداس )) وهنا تذوق
الجماعة طعم الحياة
الحياة الدائمة التى
هى فى شركة على
صورة الثالوث وهذه
هى فرادة الرسالة
المسيحية وهى انها
قدمت الوجود فى
شركة بالروح القدس
فى الافخارستيا وهنا
يتحقق الانسجام المفقود
بين البعد الادارى
للكنيسة والبعد الخاريسماتيكى اى
بين خدمة الموائد
والادارة وخدمة الكلمة والكرازة
فالافخارستيا ليست هى
فعل مواز للوعظ
والكرازة بل هى
تحقق الاسخاتا فى الزمان
الحاضر اى اعطاء
البعد الانى والتاريخى للكلمة
اللوغوس الابدى [15] .
اذا الكنيسة
هى كنيسة ا لروح القدس
ويطلق عليه العالم
المعاصر الاب نيقولا
افاناسيف فى كتابه
الهام لموضوعنا يطلق عليها
اسم (الاكليسيولوجيا الافخارستيا
)[16] والسبب
وراء هذا التعبير
ان سر الشكر
هو سر الاسرار
وهو سر الكنيسة
اى السر الذى به
تتكون الكنيسة بالروح
القدس وفيه تصير
الكنيسة (كنيسة الله
فى المسيح )
لان المسيح يحضر
بملء جسده فى كل
افخارستيا تقيمها الكنيسة
فيتحد به المؤمنون
بالروح القدس ويتحقق
ملكوت الله منذ
الان عربونا للخيرات
المقبلة ويرى الاب
نيقولا اللاهوتى الروسى
المهاجر ان يمكن
انطلاقا من سر
الشكر التحرك بحرية
تاريخية وواقعية كبيرة
اى انه من الممكن
اكمال المعطيات التاريخية
فى حالة نقصانها
(لا نقص السر
نفسه ) بمعطيات
افتراضية تناسب الواقع
المعاش واحتجاجات الناس
شرط ان تتفق
مع جوهر سر
الشكر وايضا
يمكن رفض اى
تجديد تاريخى اذ
كان متعارضا مع
مضمون سر الشكر
وبنيته وفى هذه
الحالة فالكنيسة هى
التى تقبل التجديد
او ترفضه بناء
على دراسات متعمقة
يقوم بها اللاهوتيون
المتخصصون فالكنيسة هى
عطية الروح القدس
ومكان عمله ولا
توجد خدمة دون
مواهب ولا موهبة
من الروح بدون
خدمة وبهذا المعنى
فالروح يجعل كل
المؤمنين ملوك وكهنة (رؤ
1 : 6 ) ويقيم كهنة
خصوصيين من بين
كهنوت المؤمنين العام لخدمة
كهنوت المؤمنين ويرى
الاب نقولا ان
هذا المبداء يوضح
ملء النعمة فى
الكنيسة فالكل يقدسون
فى الاجتماع الافخارستى
ولكن الذى يعبر
عن ذلك هو
واحد اى المتقدم
كما يسميه يوستينوس
(بروستوس ) وفى
كتبنا الليتورجية القبطية
نجد هذا الحضور
الواضح للشعب فى
سر الكنيسة اذ
يقول الشعب فى
كل المردات حتى
فى التقديس وفى
اوشية استدعاء وحلول
الروح القدس يقول الكاهن [17] ( ليحل
روحك القدوس علينا
وعلى هذه القرابين
الموضوعة ويطهرها وينقلها
ويظهرها قدسا لقديسيك)
.
يرى
الباحثون فى تاريخ
العقيدة المسيحية ان
على الباحث الذى
يريد ان يتعرف
على فكر المسيحيين الاوائل العقائدى
وطبيعة علاقتهم بالرب
يسوع والروح القدس
لا يكفى ان
يكتفى بنصوص الايما ن
ووثائق بل يجب
ان يبحث فى
مجالات الروحانية العملية
ومنهج الحياة العملى
الذى سلكه هرلاء
الناس امام التحديات
السياسية والعسكرية والفكرية
التى واجهتهم و كيف قدموا
اجابات على اسئلة مصيرية
كان الانسان فى
زمانهم يطرحها وينتظر
اجابات وكيف انهم
انشغلوا بكل اسئلة الناس
سواء كانوا منا
او ليسوا منا
لانهم ادركوا انهم
قد استؤمنوا على
كنز الروح فكبف
لا يجد كل
انسان وكل الانسان
عندهم الراحة
تاسعا :ثمار الروح
القدس عند بعض
الاباء الاقباط
نقصد بالاباء
الاقباط اباء البرية
وحصرا القديس انطونيوس
ولدينا نصان لانطونيوس
وهما حياة انطونيوس للقديس
اثناسيوس ورساءل انطونيوس
وبينما النص الاول
(خرستوسنترك ) اى
يتمحور حول شخص
المسيح والتشبه به
نجد ان الرسائل
تتكلم كثيرا عن (
الابنفماتولوجيا ) اى
عن حضور الروح
القدس فى جهادات
الراهب اليومية ولقد
صدر النص العربى
لرسائل القديس انطونيوس
[18] ةلقد
قام العلماء الغربيون
بدراسة الرسائل ولاحظوا
اختلافا بينه وبين
بقية كتابات انطونيوس
ولاحظوا ارتفاع مستواها
اللاهوتلى فهل يعود
ذلك الى كثرة
حضور الروح [19] ونلاحظ
ان الحديث عن
الروح القدس فى
التراث القبطى لا
يستعمل كثيرا التعبيرات
الفلسفية ولا يدخل
فى جدل نظرى
حول ماهية الروح
بل يتكلم مباشرة
عن فعله وواثره
وثماره العملية ويلجاء
الى الكتاب المقدس
ويتكلم عن شخصيات
الكتاب كحقيقة واقعة
امامه متخطيا الحواجز
التاريخية فنجده وهو
يتكلم عن تبعية
المسيح والخروج ورائه
يتحدث عن ابراهيم
ودعوة ابراهيم ليخرج
ويتبع الرب وينتقل
من ابراهيم الى
لذين يتبعون الرب
ليوم ( فان الروح القدس
يدعيهم ويهون عليهم
كل الامور حتى
يحلا لهم الدخول
والتوبة ويوريهم طرقها
على الحقيقة ليتوبوا
بارواحهم واجسادهم ) [20] وحينما
يتناول قضية العلاقة
بين الروح والجسد
فان الروح يضع
(قوانين الطهارة )
والروح يعطى للقدمين
ايضا طهارتهما فقد
كانتا قبلا لا
تسعيان مستقيما كارادة
الله اما الان
فالعقل اذ قد
اتحد بالروح خاضعا
لسلطانه يحقق طهارتهما
لكى يتحركا وفقا
لارادته ليذهبا ويخدما
فى الاعمال الصالحة الى
ان يتغير الجسد
كله ويصير تحت
سلطان الروح )
ص 25 ويذهب
القديس انطونيوس الى
ابعد من ذلك
اذ يرى فى
الانتصارات التى يخققها
اتخاد الجسد بالروح
فى الجهاد غلروحى
الان عربونا للجسد
الروحى المزمع ان
يقوم فى قيامة
الصديقين ويتحدث القديس
انطونيوس عن روح
البنوة والسجود بالروح
ويقدم لنا انطونيوس
تاريخ عمل الروح
القدس من بداية
الخليقة بالناموس (لان
الاناموس روحى )
الى حضور الرب
فى النفس بالروح
القدس ( حقا ايها الاخباء
بالرب انه ليس
فى وقت واحد
فقط يفتقد الل
خليقته بل منذ
بداية العالم فان كل
من ياتى
الى خالق الكل
بناموس عهده المغروس
فيهم يكون الله
حاضلرا مع كل
واحد منهم بصلاخه
ونعمته بالروح القدس
) ويربط بين
البنوة بالروح والتعلم
من الروح والسجود
بالروح ( الذين
استحقوا هذه النعمة
وسعوا بكل قوتهم
ونيتهم قبلوا روح
البنوة وتعلموا من
روخ القدس استطاعوا ى ان
يسجدوا للحالق كما
يجب )ص 28
ويقدم
لنا القديس انطونيوس
صورة رائعة لتاريخ
الخلاص من وجهة
نظر ابنفماتولوجية وكأنه
اراد ان يعوضنا
عن ندرة ذكر
الروح القدس فى
سيرته الذاتية (ويشبه
الكنيسة بالبيت الذى
وضع اساسه الله
وبسبب محبته اقام
موسى على البيت
ووضع لنا اساس
البيت التى هى
الكنيسة الناطقة الواحدة
ومشيئته ان يرد
الخليقة الى الخلقة
الاولى فبنا موسى
البيت ولم يكمله
واقام الله بعده
جماعة الانبياء بهذا
الروح الواحد فبنوا
هم ايضا الاساس
الذى وضعه موسى
ولما رأى هولاء
الاباء المتسربلين بالروح
ان لا يقدر
احد ان يشفي-ه الخليقة
سوى الابن الوحيد
)ص 30
عاشرا : ثمار
الروح القدس عند القديس
مكاريوس :
1-سماء
اللاهوت واحدة وناصعة وارض
المواهب خصبة ومتعددة الثمار :
من ثمار الروح
القدس الواضحة فى حياة
الكنيسة الاولى كنيسة
الرسل وعند الاباء
سواء اللاهوتيين او النساك
نجد ثمرة الوحدة
فى اللاهوت والتعدد
فى المواهب فالنعمة
تظلل الجميع والفرادات والمواهب تزين
الكنيسة والكل يخدم
والكل يثمر
(فانواع مواهب موجودة ولكن
الروح واحد وانواع
خدم موجودة ولكن
الرب واحد وانواع
اعمال موجودة ولكن
الله واحد الذى
يعمل الكل فى
الكل ولكنه يعطى
اظهار الروح للمنفعة ( Το
Συμφερον ) اى ان
نتحد معا من
اجل المصلحة المشتركة
للمصلحة العامة المشتركة 1كو
12 :1—31 . ويعبر القديس
مكاريوس عن هذه
الوحدة قائلا (فكما تحدثنا
عن انواع من
البذور وان كثير
منها يزرع فى
نفس الارض وينتج
انواعا مختلفة من الثمار
وهكذا نفس الامر
بالنسبة للاشجار فالبعض
منها كبير والبعض
صغير ولكن ارض
واحدة تجمع جذورها
جميعا هكذا ايضا
الكنيسة السماوية فهى
واحدة ولكن بها
اعداد لا تحصى
وكل فرد فيها
يتزين بمجد الروح
بطريقة فريدة خاصة
به .........هكذا ايضا
القديسون فأنهم متاصلون
فى سماء واحدة
هى سماء اللاهوت
ولكن بطرق متنوعة
وهم متأصلون أيضا
فى الارض غير
المنظورة هكذا الافكار
التى تأتى الى البشر
فهى محتلفة ولكن
الروح اذ يأتى
الى القلب فانه
يصنع فكرا واحدا
فان الذين هم من
فوق والذين هم
ن اسفل هم
تحت تدبير وقيادة
روح واحد ) [21]
2 : الشركة
الاخوية :
الترجمة
العملية للوحدة فى
اللاهوت والتعدد فى
المواهب هو الشركة الاخوية
او العيش المشترك
والمدينة السماوية (عظة 12 ) والعائلة السماوية (عظة 23 ) وان
هذه الشركة تستوعب
كل الطاقات من
المصلين البسطاء الى
القراء والعلماء حسب
تعبير خادم الروح
القدس مكاريوس الكبير
( ينبغى ان يسكن
الاخوة معا فى
محبة كثيرة وسواء
كانوا يصلون او
يطالعون الكتب المدسة
او يمارسون اى نوع من
العمل يتاسسون على
أساس المحبة المقدسة
المتبادلة وبهذ الطريقة
فان الميول المتنوعة
تكون مقبولة فالذين
يصلون والذين يقراون
والذين يعملون يستطيعون
ان يعيشوا معا
جميعا فى اخلاص
وبساطة بعضعم مع
بعض لاجل منفعتهم
) الامر الازم
لتحقيق هذا التعدد
وهذه الشركة الاخوية
فى خدمة المواهب
هى ( ان
يحصل الانسان فى
داخل نفسه على
كنز وعلى الحياة
فى عقله هذه
الحياة التى هى
الرب نفسه حتى
انه سواء كان
يشتغل او يصلى
او يقرأ فلا
يزال حاصلا على ذلك
النصيب الذى لا
يزول الذى هو
الروح القدس )
والذى يحصل على
الكنز فى داخله
سيقتنى روح التمييز
ليعرف قيمة الاخ
وجهاد الاخ ) عظات مكاريوس ص 43
3 – الروح القدس
بين تاريخ الكنيسة وتاريخ
العالم :
الاباء
يرون عمل الروح
القدس فى بعديه
الشخصى والكونى اى فى
عمله فى
تاريخ النفس البشرية
وعمله فى تاريخ
العالم والقديس مكاريوس
يرى تطابقا بين
خروج النفس من
ظلمة الخطية وبين خروج
شعب الله من
ظلم فرعون ويصنع
لنا ما يسميه
العلماء المعاصرين (تاريخ
الخلاص ) فيقول
( وفى ظلال الناموس سمى موسى
مخلصا لاسراشيل لانه
احرجهم من مصر
وكذلك الان فان
المسيح المخلص والمحرر
الحقيقى يدخل الى
مكامن النفس الخفية
ويخرجها من ظلمو
مصر ومن النير
الثقيل والعبودية القاسية
المرة ) وبعد
هذه الرؤية الكونية
والتاريخية لتاريخ الخلاص
يتحول مكاريسوس الى
تطبيق الرؤية على
الانسان ويدعوه الى
اليقظة والسهر والاستعداد
الدائم لترك ارض
العبودية والذكريات الاليمة
وكما ارسل الله
موسى ليخلص الشعب
من العبودية فان
الرب سوف ينظر
الى صبرنا ويفتح
القلوب المغلقة (الاشارة
هنا الى الابواب
المغلقة والخوف من
اليهود يو 20 : 19 )
ويسكب علينا موهبة
الروح القدس وهكذا
نرى ان الفكر
الابائى لا يتأمل
فى علاقة الانسان
بالروح القدس من
فراغ تاريخى وكونى
بل يجعل من
مواهب الروح علامات
فى الزمان الحاضر
والاتى اى ان تاريخ
العالم بالروح يصير
تاريخ الروح فى
العالم ونذكر القول الابائى
( ان لم تكن
روحيا فى جسدياتك
فستصير جسديا فى روحياتك )
اى ان الروح
يعمل فى الجسد
وعلاقاته اى فى
الواقع وامتداداته ولا
يكون هناك فجوة
بين هموم العالم
ومسيرة الكنيسة وبين انين
النفس الساجدة وامال
الانسان المعاصر فالانسان
الروحى يحكم فى
كل شئ ولا
يحكم فيه من احد
الاصل اليونانى يحمل
كالعادة معانى روحية
ولاهوتية ادق (Ο Πνευματικος Ανακρινει μεν
Παντα , Αυτος δε
υπ, ουδενος Ανακρινεται )
والفعل
(اناكرينوا ) ينقسم
مثل الكثير من
الافعال والكلمات اليونانية
الى مقطعين (أنو
) اى فوق
و (كرينوا ) اى
يصدر حكما او
يبدى رأيا وتستخدم
نفس الكلمة (Κρισις )
فى العهد الجديد وعند
الاباء [22]
للتعبير عن الدينونة
فاذا الانسان الروحى
يملك من البصيرة
والوعى والثقافة الروحية
والكنسية والكونية ما
يجعله مستعدا فى
كل وقت ليس
لمجاوبة كل من يسأله
عن سبب الرجاء
الذى فيه فقط (1بط
3 : 15 )
بل ليصدر حكما
ويقول رأيا يجعله
يسيطر على الاحداث
ويوجه الامور وذلك
حسب موقعه ومواهبه
(Χαρισματα ) ويصير
بركة (تك 12 :
2 )
ولا تستطيع الاحداث
مهما كانت تاريخية
او شخصية ان
تبدى فيه رأيا نهائيا
(لانه قد يتأثر
مؤقتا بسبب جوع ما فى
الارض تك
12 :10 )
او تهدد مصيره
الزمنى او الابدى(
رو 8 :
35 ) او
تتحكم فى مسيرته مادامت
تلك المسيرة فى
الرب بالروح القدس
ولبنيان جسد المسيح
الذى هو الكنيسة
ملأ الذى يملاء
الكل (اف 1 : 17
---23 ) .
4 النمو فى
الروح هو شركة بين الانسان والروح :
النمو
الروحى هو من
صميم عمل الروح
القدس وعمل الانسان هو القبول
الطوعى والمتواضع والصابر
على التدريب الروخى
فى معسكر الروح
القدس وما المعسكر
الا البرية والافكار
عند المسيحيين المتوحدين
وهو الحياة والتاريخ
والاحداث عند المسحيين
الملتزمين بالعالم مصيرا
وخدمة الاهتمام والاشتياق
والترك اى ما
اعتدنا ان نسميه
الجهاد الروحى والجهاد
الروحى عند الاباء
هو الايجابية فى
السعى الروحى وهذه
الايجابية يقدمها لنا
القديس مكاريوس فى
صورة كتابية رائعة
تجمع بين جهاد
الانسان وعمل النعمة
بشكل عملى بعيد
عن المناظرات الكثيرة
اللاحقة وفى هذا النص
يشرح كيفية نمو
النفس فى الروح
من خلال احداث
يومية محددة تعاملات
الهية واضحة ( لقد امر
الله موسى _ فى
الشريعة --ان يصنع حية
من نحاس ويرفعها ويثبتها على
رأس سارى فكان كل
من لدغته الحيات
ينال الشفاء بمجرد
تثبيت نظره على
الحية النحاسية ولقد
صنع موسى هذا
بتدبير وفصد الهى
حتى ان اولئك
المعوقين بالاهتمامات الارضية
وعبادة الاصنام ولذات الشيطان
وكل انواع الشر
(هذه الاشياء هى
سم الحيات ) –فانهم
بهذه الوسائل يتطلعون
الى اعلا الى
ما هو فوق
الى الامور السمائية
.....ويتقدمون رويدا رويدا
....ويتعلموا ...وهكذا ننمو
فى الروح ) العظة
11 ص 105 اذا
النمو الروحى عند
الاباء هو التأمل
فى احداث الحياة
من خلال عمل
الروح اى ان
الحياة واحداثها تصير
(وسائل ايضاح مسموعة
ومرئية ) تقود
النفس الى رؤية
السماويات والنمو فى الروح
وسط المعطيات الواقعية
اى الارضيات بالمعنى
الاننثروبولوجى للكلمة فالتجسد
وعمل الروح القدس
جعل من الارضيات
طريقا الى السماويات والعلاقة بالروح
القدس هنا على
الارض والان فى
الزمان الحاضر تحدد
مسيرة الانسان فى
ابعادها الاخروية ( لذلك فأى
انسان لا يطلب
الحياة بينما هو
على الارض ولا
ينال حياة لنفسه
التى هى نور
الروح الالهى فانه
حينما يخرج من
الجسد ينقل بعيدا
الى مناطق الظلمة
التى على اليسار
ولا يدخل الى
ملكوت لسماوات اذ
تكون نهايته فى
الجحيم مع ابليس
وملائكته (مت 25
:41 ) العظة الثلاثون ص 272
ونختم
بحثنا المتواضع بنبزة
عن مؤلف هام وعنوانه
( الاربع دقائق
الاولى فى اللقاء
الحميم ) [23] وفيه
يتناول الباحث وهو
عالم نفس ومؤسس
المعهد الاستشارى للعلاقات الانسانية بلوس
انجيلوس ومعهد العلاج
النفسى من خلال
الواقع اليومى و
يتناول قضية الانسان
المعاصر ولقائه بالاخرين
فى الحياة اليومية
ويرى الكاتب ان
اللقاء بين الناس
اصبح فى مجتعمنا
المعاصر مأساة كبيرة
نشارك جميعا فى
صنعها سواء كنا
معروفين لبعضنا او
غير معروفين وان
افضل لقاء بين الناس
بعضهم ببعض لا
يتعدى ان يكون
شكليا ومظهريا ولقد
لاحظ الباحثون فى العلاقات الانسانية بان
الناس اليوم يخافون
من الوحدة والجوع
وعدم القدرة على
النوم باستغراق وعدم
الشبع الجنسى ويقدم
الحل فى اللقاء
الصادق والصريح بين
الناس وهذا يتطلب
اربع اساسات او
كما يسميهم بالانجليزية
The Four C
وهم
الثقة والابداع والتجديد
والتركيز والانتباه والاعتبار
والاحترام
Confidence -Creativite
__Concentration
--Consideration العل علماء
اليوم يشتاقون الى
عمل وفعل وثمار
وحضور الروح القدس
القادر ان يعطى
للبشر الثقة المطلقة
والتجديد الباطنى والواقعى
والتركيز واليقظة النفسية
والذهنية والكيانية والاحترام
والكرامة لكل انسان
ولكل الخليقة .
وشكرا لكم
الحوار
اللاهوتى بين الكنائس البيزنطية الأرثوذكسية والكنائس الشرقية
بين الواقع
والامنيات
تعريب الاب
الدكتور اثناسيوس اسحق حنين
مقدمة
للمترجم
تسببت
زيارة قام بها موخرا رئيس جهمورية أرمينيا الى اليونان فى فتح ملف ماضى وحاضر
ومستقبل الحوار اللاهوتى ين الكنائس الارثوذكسية البيزنطية والمعروفة بالخلقيدونية
وبين الكنائس الشرقية المعروفة بالغير الخلقيدونية.بدأت القصة حينما قام رئيس
جمهورية أرمينيا بزيارة غبطة رئيس الاساقفة اليونانى أيرونيموس الثالث فى مقره
بأثينا . قام الرجلان كالمعتاد فى مثل هذه المناسبات بتبادل الخطب الرسمية .جاء فى
خطاب رئيس الاساقفة عبارات تتحدث عن أن اليونان والأرمن كنائس ارثوذكسية قديمة
جمعهم دم واحد فى مواجهة المذابح التى قام بها الأتراك عام 1915 ضد الأرمن و
1920-1922 ضد اليونانيين سكان اسيا الصغرى. تم وقتها قتل وذبح السكان العزل
وتهجيرهم الى اليونان بعد اتفاقية تبادل السكان المعروفةوالتى تمت باشراف الدول
الكبرى فى لوزان بسويسرا.
تلقت الأوساط
اللأهوتية خبر اعلان المسئول الكنسى اليونانى رفيع المستوى بقبوله ارثوكسية الأرمن
بدهشة كبيرة وصلت الى حد الصدمة فلا يمكن أن تكون العبارت التى نطق بها رئيس
الأساقفة زلة لسان أو لون من المجاملات.الكنائس الأرثوذكسية ذات النظام المجمعى
الرصين والرسولى لا تؤمن بعصمة الرؤساء ولا بحقهم فى التدخل فى أى قضايا بدون رأى
أباء المجمع اللاهوتيين ويمكن اللجوء الى دكاترة فى اللاهوت وقت اللزوم .لهذا قام
اللاهوتيون الاثينيون وعلى رأسهم المطران أيروثيؤس والتسالونيكيين وعلى رأسهم الاب
البروفسور زيزيس والاباء رهبان جبل أثوس وعلى رأسهم الأب جورج كبسانيس باتهام رئيس
الاساقفة اليونانى بالتنازل عن الايمان ايمان الأباء والمجامع بخصوص القضايا
العالقة مع الكنائس الغير الخلقيدونية وأهمها القضية الخرستولوجية وعدم قبول هذه
الكنائس المجامع المسكونية الرابع والخامس والسادس والتى قررت هذه العقيدة
الخرستولوجية أى ما يتعلق بشخصية السيد المسيح له المجد.قام اللاهوتيون اليونانيون
مثل المطران ايروثئوس والاب البروفسور ثيؤدوروس زيسيس استاذ اللاهوت بجامعة
تسالونيكى بالدعوة الى عقد مجمع مقدس لمناقشة تصريحات رئيس الاساقفة وفتح ملف
الحوارات اللاهوتية مع الكنائس المذكورة. المطران ايروثيؤس وهو من اللاهوتيين
المعتبرين والنساك فى الكنيسة الارثوذكسية قاطبة وله من المؤلفات اللاهوتية المائة
والثمانين وأخرها أنه قام بتجميع المحاضرات والكاسيتات والكلمات التى القاها
اللاهوتى الكبير وأستاذ العقائد فى كلية اللاهوت بتسالونيكى والصليب المقدس
بالولابات المتحدة الاب جون رومانيدس وأصدرها فى جزئين تحت عنوان (العقيدة
الاختبارية للكنيسة الارثوذكسية).
Μητροπολιτου
Ναυπάκτου καί Αγ.Βλασίου
Ιεροθέου
Εμπειρική
Δογματική της Ορθοδόξου Καθολικής Εκκλησίας
Κατά τις
Προφορικές Παραδόσεις του Π.Ιωάννου Ρομανϊδου 2011.
وسوف نعود فى مبحث أخر الى هذا المرجع الهام الذى يعيد العقائد الارثوذكسية
الى الاختبار الروحى والأبائى الأصيل بالشركة فى النور الالهى والنقاوة والاستنارة
للوصول الى التأله عن طريق الاسرار والصلاة الدائمة والشركة مع الكلام الالهى
وتفاسير الاباء .
قام المطران ايروثيئوس والبروفسور زيسيس بكتابة دراسة هامة حول تاريخ
ومستقبل الحوار اللاهوتى بين الكنائس الارثوذكسية والكنائس الشرقية .تم نشرهذه
الدراسات فى جريد لاهوتية روحية اسبوعية تسمى (الأرثوذوكسوس تيبوس- 4 فبراير 2011)
.ان ظاهرة رؤية الدراسات اللاهوتية العميقة والموثقة والهامة على صفحات الجرائد
اليومية انما هو أمرا لا نراه الا فى اليونان الأرثوذكسية.
جل قصدنا من تقديم هذه الدراسة الموثقة –وقد قمنا بالترجمة الدقيقة على قدر
الطاقة بدون مجاملات لأحد-هو المشاركة فى نشر الوعى اللاهوتى بين الشعوب وذلك بعد
أن أمسكت الشعوب بمصيرها السياسى والزمنى فلابد أن تبحث عن مصيرها الأبدى. ليس فقط
الشعوب بل بين القادة هذا من ناحية. من الناحية الأخرى تعربف القارئ الشرقى
المحروم من قرأة اللاهوت الأبائى والأكيريكى الباحث والخادم الأمين والباحث المتخصص
والقارئ العادى -الذين يعنيهم أمر الحوار اللاهوتى وتاريخ العقائد والفكر الأبائى-
بأراء كبار اللاهوتيين فى الكنيسة اليونانية الارثوذكسية الرسمية اليوم. أن هذه
الدراسات تؤكد أن القضايا اللاهوتية هى قضايا مصيرية وخلاصية ويجب التعاطى معها
بقدر كبير من النسك العقلى والوعى الذاتى والدراسة الموضوعية العميقة وقبول النقد
العلمى والاستعداد دائما لفحص الامور فى شركة الروح القدس والأهم الرجوع الى أياء
وعلماء الكنيسة.لقد حاولنا تبسيط النص الأصلى الصعب على قدر الطاقة لأننا ندرك أن
القارئ المسيحى العربى اللسان لم يعتاد على هذا النوع من الدراسات المتعمقة
والتقنية طوعا أو قهرا.أننا نعلم أن الانفصال الذى حدث فى الكنيسة الشرقية بين
الواقع الروحى والتراث الابائى اللاهوتى قد أدى الى انتشار التعليم المسيحى الذى
يركز على الاخلاقيات بدون العقيدة وعلى الجهاد بدون النعمة وعلى البساطة بدون
العلم .هذا جعل العقل العربى المسيحى لا يميل ولا بستمتع بقرأة اللاهوت وأحيانا
يقاومه عن عدم معرفة أو نتيجة معلومات سابقة التجهيز.من أجمل ما قرأت للبروفسور
الاب جون رومانيدس فى المرجع السابق ذكره هو تفسيره لصلاة السيد الوداعية فى
الاصحاح السابع عشر من انجيل يوحنا(وأنا أعطيتهم المجد الذى أعطيتنى ليكونوا واحدا
كما اننا نحن واحد )يو 17 :20 -26 والتى يفسرها أتباع الحركة المسكونية على
الكنائس المتفرقة اليوم .يرى الاب رومانيدس انه وحسب رؤية الاباء لم يكن التلاميذ
مختلفين أو متفرقين لكى يطلب الرب ان يكونوا واحدا بل يطلب ان يكونوا واحدا فى
المجد الذى اعطاه الاب له واعطاه هو للتلاميذ وهذا المجد هو مجد شركة البشرية فى
طبيعة المسيح الانسانية المتحدة باللاهوت أى رؤية النور الالهى والاستنارة والتأله
فى الافخارستيا ويربط بين هذا المجد ومجد التجلى على جبل طابور الذى شارك فيه
أنبياء العهد القديم وتلاميذ العهد الجديد. ان العقبدة والروحانية والحياة الكنسية
رؤبة واحدة عند أباء الكنيسة.
النصوص
وضعت الجريدة الارثوذكسية عنوانا ضخما على صفحتها الاولى وهو:
Ο
Αρχιεπϊσκοπος Αθηνών κ. Ιερωνύμος (Εβαπτίσεν)Ορθοδόξους τους Μονοφυσίτες .
Οταν αυτοι
άρνούνται τήν Ορθόδξον διδασκαλία είς τό χριστολογικόν δόγμα περί τών φύσεων
τού Χριστού.
والترجمة تقول :
رئيس أساقفة أثينا يعمد( بضم الياء وفتح العبن وكسر الميم أى يعتبر أو
يعترف ) المونوفيزيتيين كأرثوذكس بينما هم الذين ينكرون العقيدة الخرستولوجية
المتعلقة بالطبيعتين فى شخص المسيح.
أن الغموض اللاهوتى الذى يسود العلاقات بين الأرثوذكس والأرمن يعود الى
أيام الحوار اللاهوتى الذى بدأ فى القرن الماضى بين الكنيستين باشراف البطريركية
المسكونية.لقد شغل هذا الحوار المطارنة أعضاء المجمع المقدس فى الكنيسة اليونانية
فى شهر أكتوبر عام 2004 وهو تاريخ توقف الحوار بلا نتيجة جوهرية.لقد أنتشرت وقتها
أخبار عن أن هناك اتفاقا قد تم بين الكنائس الأرثوذكسية الخلقيدونية والكنائس
الشرقية المونوفيزيتية.لقد اكتشفنا من خلال الأبحاث فى الحوارات أن هناك خلافا وخلافا
جوهريا وذلك لان المونوفيزيتيين اى أصحاب عقيدة الطبيعة الواحدة بالمعنى الأوطاخى
- لم يقبلوا المجامع المسكونية التى جأت بعد المجمع المسكونى الثالث .السؤال هو هل
من الممكن لرئيس المجمع المقدس فى أثينا أن يجهل (مبادئ أساسية)تتعلق بالايمان
وتاريخ الحوار اللاهوتى وأن يقوم بالاعتراف بارثوذكسية المونوفيزيتيين الهراطقة
لمجرد أنهم يحتفظون ببعض التقاليد الأرثوذكسية الأولى؟ أم أن هذا الجهل هو تجاهل
مقصود لارضاء وتحقيق أهداف استراتيجية للبطريركية المسكونية والتى تقوم بتزعم
الحركة المسكونية التى تهدف الى تحقيق الوحدة بين الكنائس بأى ثمن و بغض النظر عن
الخلافات الكبيرة فى العقائد. ولقد أكد المطران أيروثيؤس(2004 ) بأنه ليس هناك
اتفاقا نهائيا بين الكنائس الارثوذكسية وبين الكنائس المونوفيزيتية فيما يتعلق
بقضية الخرستولوجيا بل هناك خلافا كبيرا بسبب رفض الكنائس الغير الخلقدونية
الاعتراف وقبول المجامع المسكونية التى جأت بعد المجمع المسكونى الثالث . هذا
الأمر يشكل تناقضا كبيرا فكيف يكون هناك اتفاقا خرستولوجيا مع رفض المجامع
المسكونية والاباء الكبار الذين قرروا هذه العقيدة؟
لابد قبل الخوض فى تفاصيل هذه الدراسة وحتى يكون البحث موضوعيا من عرض ما
قاله رئيس الأساقفة اليونانى عند استقباله الرئيس الأرمنى فى 19 يناير 2011 وذلك
فى مقر رئاسة الاساقفة فى اثينا:
(ان حياة شعبينا تتلاقيان فى امور كثيرة . ان الشعبين يملكان حضارة واحدة
تعود الى الأزمنة القديمة ولقد عانوا من الالام على يد نفس البشر وواجهوا نفس
المشاكل وقاموا بنفس الحهاد .لقد قرأنا جميعا وتابعنا مأساة الشعب الأرمنى وكيفية
خلعه من أراضيه وأنى على يقين أنكم تعرفون أيضا ما عاناه اليونانيون ولقد عاملتكم
الدولة الجارة(تركيا) بنفس الأسلوب . هذا هو التاريخ ويجب علينا ان نتعمق فيه
ونخرج منه بالحكمة والعبرة .أول ما يراه المرء ويقدر أن يقوله هو أن هذا الشعب
الأرمنى قد واجه تلك الصعوبات وتجاوزها بفضل استناده على ايمانه الارثوذكسى.
لقد عاش شعبكم زمنا بلا دولة وقامت بهذا الدور الكنيسة والتى صارت قائدة
وحافظة لهذا الشعب .لقد حدث نفس الشئ فى هذا البلد (اليونان) على حدى قرون حينما
قامت الكنيسة باحتضان ورعاية ومساندة هذا الشعب .
السيد الرئيس
لقد مضى هذا كله واليوم نحن نعيش فى أوقات أخرى مختلفة والتى بدورها لاتخلو
من المشاكل والصعوبات. أنا على يقين بأن العروة الوثقى التى تجمعنا فى الايمان
الارثوذكسى ومحاولاتنا أن نتحد نحن الارثوذكس تشكل معيارا كبيرا سوف يساعدنا على
تجاوز الازمات المعاصرة.
السيد الرئيس
لقدأشرتم سابقا الى أن القيم الارثوذكسية كانت ومازالت وستظل ثابتةوراسخة
بيننا.اننا حينما نسمع هذا الكلام من أناسا بسطاء سوف نشعر بقيمة وقوة هذا الكلام
وكم وكم حينما يخرج هذا الكلام على شفاه رئيس دولة صديقة كأرمينيا.حينئذ يكون
للكلام وزنا كبيرا .أننى أترجاكم رجاء أبويا بأن تجاهدوا أنتم أيضا لكى تضعوا
حجركم الخاص فى بنيان وحدة كل الأرثوذكس حيثما وجدوا ).
أولا :تعليق المطران ايروثيؤس :
لقد تم بحث أمر الحوارات اللاهوتية بين الكنائس الارثوذكسية وبقية الكنائس
وتم التأكيد على الرأى بأن الحوار مع الكنائس التى اصطلح على تسميتها بالغير
الخلقيدونية(المونوفيزيتية) لم يصل الى اتفاق حول القضية الخرستولوجية بل الى خلاف
. ذلك بسبب ان المدعوين بالغير الخلقيدونيين رفضوا قبول المجامع المسكونية أى
المجمع الرابع والخامس والسادس والتى قررت عقيدة الخرستولوجيا أى العقيدة التى
تتعلق بوحدة الطبيعتين الألهية والأنسانية فى المسيح وبالتلى نتائجها الخلاصية
والكنسية والانسانية. وأريد فى هذه العجالة أن أقدم وبشكل بسيط كلما أمكن بعض
النقاط الهامة :
1 – حول نظرية الخلقيدونية الجديدة:
Η θεωρία τού
Νεοχαλκηδονισμού
يبدوا ان بعض اللاهوتيين اليوم يرون أن الأباء فى المجامع المسكونية
اللاحقة للمجمع المسكونى الثالث فى أفسس عام 431 لم يفهموا العقيدة الأرثوذكسية
كما يجب!!! وهم أى اللاهوتيين المعاصرين يتكلمون عن نظرية جديدة تنادى بقبول فكرة
حدوث تطور فى فهم الكنيسة للعقائد الأساسية . يرى أصحاب هذه النظرية -المتناقضة مع
فكر الاباء -أن المجمع المسكونى الثالث فى أفسس والذى قاده القديس كيرلس الاسكندرى
كان فعلا مجمعا مونوفيزيتيا وجاء المجمع المسكونى الرابع فى خلقيدونية وصحح الوضع
على يد البابا ليون بابا روما بالاتفاق مع كيرلس الاسكندرى .هم يرون أيضا أن
المجمع المسكونى الخامس قد عاد ليؤكد ما جاء فى المجمع الثالث .ان قبول مثل هذه
التناقضات انما يقوض اساس الكنيسة الارثوذكسية ويشكك فى عمل الروح فى انارة أساقفة
المجامع .ان هذا الرأى يقدم لنا اباء الكنيسة كمجرد عقلانيين يفكرون فى الامور
بشكل عقلانى وبترددون ويصححون مواقفهم ولا يخضعون لانارة الروح القدس ولاختباراتهم
الروحية واللاهوتية فى علاقتهم بالاعلان الالهى عن الحق او بالحقيقة المعلنة
بالروح القدس.ان أباء المجامع لم يتبعوا نهج ارسطوا فى التفكير فى قضايا اللاهوت
التى هى قضايا خلاصية بالدرجة الاولى.ان الاباء القديسين فى المجامع اتبعوا نهج
الأنيباء و الاباء الرسل المتألهين بالنعمة وليس نهج ارسطو,يقول القديس أغريغوريوس
بالاماس ان الاباء القديسين فى المجامع قد عاشوا الحقيقة كيانيا وفى شركة الروح
القدس ولم يكتشفوها عقلانيا .نحن لا نستطيع ان نقبل هذا الكلام ونعتبر ان عدم قبول
الغير الخليقدونيين لقرارات المجامع الرابع والخامس والسادس هو خطأ لاهوتى كبير
كما لا نقبل نظرية بعض اللاهوتيين الارثوذكس فى اليونان او خارجها عن نظرية
الخلقيدونية الجديدة أو تطور فهم الأباء للعقيدة لكى يبرروا عدم قبول الغير
الخلقيدونيين للمجامع المذكورة. لهذا السبب وبكل تأكيد لا نستطيع نحن الارثوذكس
تسمية هذه الكنائس بالغير الخلقيدونية بل هى كنائس مونوفيزيتية. أن الغير
الخلقيدونيين يؤمنون بأن الاتحاد بين فى المسيح تم بين طبيعتين ولكن بعد الاتحاد
صارت الطبيعتان طبيعة واحدةأى أقنوما واحدا . ويقول بعض الغير الخلقيدونيين انه
بعد الاتحاد فى طبيعة واحدة ليس هناك ذكر للطبيعة البشرية وهذا كلام متناقض لانه
كيف يوجد طبيعة واحدة فى المسيح بعد الاتحاد بدون ان يؤدى ذلك الى انكار الطبيعة
الانسانية وكيف تبقى هذه الطبيعة البشرية وحدها الا يعد ذلك نسطورية جديدة والتى
يحاربها الغير الخلقيدونيون.هذا هو السبب الذى يجعلنا نسميهم مونوفيزيتيين وليس
مجرد غير او ضد خلقيدونية.
2 –ما هى الفوارق الخرستولوجية الاساسية بيننا؟
أن الدليل على عدم الوصول الى اتفاق بين الارثوذكس والمونوفيزتيين حول
العقيدة الخرستولوجية يظهر من الخلاف على منهجية التفسير لعبارات خرستولوجية
مفصلية والتى تشكل لب وأساس الخلاف .
ان العبارة الاولى التى يظهر فيها الخلاف بين الاباء القديسين
والمونوفيزيتيين هى عبارة القديس كيرلس الاسكندرى (طبيعة واحدة لكلمة الله
المتجسدةΜία φύσις τού Θεού Λόγου Σεσαρκωμένη). نلاحظ ان
هناك تطابق بين التعبيرين طبيعة واقنوم فى الفكر الفلسفى وذلك لان كلمة طبيعة تأتى
من فعل πεφυκέναιيثمر ثمرا
وكلمة اقنوم تاتى من فعل يظهر الى الوجود ύφεστάναι. يستخدم
أباء الاسكندرية الكلمة بمعنى الوجود بينما ميز الاباء الكبدوك بين الطبيعة
والاقنوم وطابقوا الطبيعة مع الجوهر والاقنوم مع الشخص ولهذا قالوا بطبيعتين فى
شخص المسيح الاقنوم الواحد. لاحظ الكثيرون من اللاهوتيين ان القديس كيرلس يستعمل
التعبيرين طبيعة Φύσις واقنوم Υπόστασις بالتبادل فمرة يطلق على الطبيعة معنى الاقنوم ومرة يطلق عليها معنى الجوهر
او الوجود . كتب القديس كيرلس فى رسالته الى ثيؤدوريتوس (ان طبيعة اللوغوس هى
الاقنوم والذى هو هو اللوغوس )هنا يظهر ارتباط الطبيعة بالاقنوم وبهذا المعنى
استعمل عبارة طبيعة واحدة للكلمة المتجسدة .لم يتكلم كيرلس اطلاقا عن جوهر
متجسد.هذا معناه انه استخدم العبارة طبيعة واحدة للكلمة المتجسدة بمعنى اقنوم
الكلمة المتجسد وذلك لمواجهة بدعة نسطور والذى يرى ان فى المسيح يوجد طبيعتان اى
اقنومان وان هذه الوحدة تؤلف-عند كبرلس- شخص واحد حسب التدبير بينما عند نسطور
تكون شخصان منصلان وبينهما علاقة تماسσυνάφεια.هكذا استعمل
كيرلس التعبيرين لكى يواجه نسطور ولا يجب عزل العبارة الكيرلسية عن سياقها
التاربخى واللاهوتى.ان اقنوم كلمة الله قد اتحد بالطبيعة البشرية وذلك لانه لا
يمكن ان تكون الطبيعة البشرية فى المسيح بلا قوام وبلا اقنوم ولكنها متحدة
بالطبيعة الالهية ولهذا تسمى الطبيعة المتأقنمةΥποστατική
Φύσις .ان
استعمال القديس كيرلس للتعبيرين بشكل متبادل لا يعنى انه يطابق بينهم بل كما قلنا
يستخدمهم تدبيريا لمقاومة نسطور ولم يفعل كيرلس ما فعله ساويرس الانطاكى الذى طابق
بين التعبيرين فالقديس كيرلس لم يطابق بينهم كاشياء مختلفة بل كحالة وجود .هناك
شهادات تؤكد ان القديس كيرلس كان يرى ان الاقنوم غير الطبيعة وهناك شهادات من
كتابات كيرلس تؤكد كلامه عن وجود طبيعتين فى المسيح وعن الاتحاد الاقنومى بين
الطبيعتين .هذا واضح من ان الاباء فى المجمع المسكونى الرابع قد قاموا بدراسة
الفصول الاثنى عشر لكيرلس فى علاقتها بطومس لاون وتأكدوا من اتفاق النصين
جوهريا.ان اباء الكنيسة قد قاموا سواء على المستوى الشخصى او المستوى المجمعى
بالتفسير الصحيح لعبارة كيرلس (طبيعة واحدة لكلمة الله المتجسدة).يقول القديس
يوحنا الدمشقى اننا لا نخطئ اذا قلنا ان هذه العبارة تعنى اقنوم واحد ويمضى الى
ابعدمن ذلك ليؤكد ان كيرلس بهذه العبارة لا يتكلم عن شئ مشترك بين الطبيعتين بل
يتكلم عن الاقنوم وحده بل يتكلم عن الطبيعة المشتركة للاهوت المتجسد المتواجدة فى
اقنوم الكلمة .ان القديس كيرلس الاسكندرى لا يصر على طبيعة واحدة بل ايضا على جوهر
واحد ويرى مكسيموس المعترف ان هذه العبارة تعنى الطبيعتين فبكلمة الطبيعة يعنى
الطبيعة الالهية وبكلمة المتجسدة يعنى الطبيعة الانسانية.على هذا الاساس نجد ان
عبارة كيرلس تستخدم ضد النساطرة بمعنى طبيعة واحدة اى اقنوم واحد للكلمة المتجسد
وذلك لكى يمنع ظهور فكرة الشخصين فى المسيح واستعملها ضد المونوفيزيتيين
الاوطاخيين بمعنى اتحاد الطبيعة المشتركة بالطبيعة البشرية فى اقنوم الكلمةبدون ان
يحدث اختلاط او امتزاج وذلك كما كتب فى رسالته الى يوحنا الانطاكى (يبقى الذى هو
ابدى ولا يتغير )وفى رسالته ىالى نسطور يؤكد(ان المسيح الابن الوحيد واحد من اثنين
ليس بمعنى تناقض الطبائع والذى زال بالاتحاد بدون امتزاج).
لقد فسر المونوفيزيتيون عبارة كيرلس حسب تقاليدهم هم والتى تطابق فى المعنى
بين الطبيعة والاقنوم وهم هنا يختلفون تماما مع تراث الاباء الكبادوك ومع كيرلس
الاسكندرى.هكذا وصلوا الى عقيدة الطبيعة الواحدة والى المونوفيزيتية وهذا ما فنده
القديس كيرلس فى كتاباته .القديس مكسيموس المعترف يتهم ساويرس الانطاكى بانه قد
خلط بشكل سئ بين معنى الطبيعة والاقنوم ويؤكد القديس يوحنا الدمشقى ان من خلط
الطبيعة بالاقنوم هو من عمل الضلال. سوف يتضح هذا الامر اكثر فى السطور التالية
ولكننا يجب ان نؤكد على ضرورة الحرص الشديد والنباهة اللاهوتية والعلمية عند قرأة
نصوص كيرلس الكبير
2 –نظرية الطبيعتان فى الفكر فقط
Δύο φύσεις έν
τή θεωρία μόνη
يتعلق الفارق الثانى بين الارثوذكس والمونوفيزيتيين بقضية الجملة التى
قالها القديس كيرلس بان الاتحاد بين الطبيعتين فى المسيح قد تم فقط على مستوى
الثيؤريا اى انه فى المسيح يوجد طبيعتان على مستوى الفكر التنظيرى فقط. نعود ونؤكد
ان القديس كيرلس قد استخدم هذه العبارة ضد نسطور والذى اى نسطور كان يؤكد على
واقعية تمايز الطبيعتين بدون انفصال.ان اباء الكنيسة يفسرون هذه العبارة على اساس
انه فى المسيح قد اتحدت الطبيعتان بدون اختلاط ولا امتزاج ولااختلاط ولا تغيير.لكن
اقنوم الطبيعتين الالهية والانسانية هو اللوغوس اى انه استخدمها ليقاوم الفصل بين
الطبيعتين ولهذا فبعد الاتحاد لا يمكن ان تكون الطبائع اقانيم منفصلة .لأن الطبيعة
البشرية لم تكن بدون اقنوم بعد الاتحاد.لهذا فالطبيعتان بعد الاتحاد لا توجدان
منفصلتان لان اقنومهم الواحد هو الكلمة وبهذا المعنى تم الكلام عن طبيعتين فى
الفكر فقط . الفكر المونوفيزيتى اخذ هذه العبارة ليعنى بها انه بعد الاتحاد لا
يمكن الحديث عن طبيعتين بشكل واقعى وأسأوا فهم كلمة (ثيؤريا) لانهما كونا طبيعة
واحدة ولهذا فعبارة فى الذهن فقط تعنى ان الطبيعة البشرية ليس لها وجود بعد
الاتحاد الا نظريا أى فى الثيؤريا فقط والثيؤريا عند الاباء تعنى الرؤية والبصيرة
الروحية التى هى واقعية جدا ولا تشرح بالعقل فقط بل بالحدس الروحى المستنير ولا
تعنى ابدا الكلمة الانجليزية theory.
الاباء فهموا اذن من هذه العبارة ان الطبيعتين لا يمكن ان يتمايزوا فيما بينهم
بسبب الاتحاد الاقنومى ولا يوجد اقنومان بينما يرى المونوفيزيتيون ان هذه العبارة
تعنى انه لا وجود ولا كيان للطبيعة البشرية بعد الاتحاد.
3 –الطبيعة المركبة والاقنوم المركب
Σύνθετος
φύσις ,σύνθετος ύπόστασις
ٍ
الامر الثالث الذى يتعلق بالخلاف بين الارثوذكس والمونوفيزيتيين هى
العبارات (طبيعة مركبة )و(أقنوم مركب ). حسب تفسير الاباء نستطيع ان نتكلم عن انه
فى المسيح يوجد (اقنوم مركب)اى ان اقنوم الالكلمة هو اقنوم الطبيعتين اى الالهية
والانسانية هذا معناه الحفاظ على خصائص الطبيعتينΙδιώματα وان
الطبيعتين يعملان ένεργούνمن داخل الاقنوم الواحد للكلمة .
لا يقبل المونوفيزيتيون عبارة الاقنوم المركب ويتكلمون عن طبيعة مركبة اى
انه من اتحاد الطبيعتين نتجت طبيعة واحدة , لا يمكن ان يقبل الارثوذكس هذا الكلام
لانه حسب الاباء والقديس الدمشقى فان عبارة الطبيعة المركبة تعنى ان الطبيعتين
تفقدان خواصهم لان الطبيعتين فى اتحادهم يشكلون بهذا الشكل طبيعة ثالثة وهكذا لا
يكون المسيح مساويا للاب فى الجوهر اللاهوتى ولا مساوى للام العذراء أى للبشرية فى
الجوهر الناسوتى
¨οποτε ό Χριστός δέν θά ήταν ούτε όμοούσιος μέ τόν Πατέρα ,ούτε
όμοούσιος μέ τήν Μητέρα
ونقدم مثال اتحاد عنصرين من الطبيعة مثل الماء والزيت ويصير منها طبيعة
جديدة ثالثة ولهذا فلا يمكن ان تتكون طبيعة واحدة من طبيتعين .
4 –من طبيعتين او فى فى طبيعتين
Εκ δύο φύσεων
,.εν δύο φύσεσιν
الفارق الرابع بين الارثوذكسي والمونوفيزيتيين فى قضية الخرستولوجيا هى
العبارتين (من طبيعتين) او (فى طبيعتين).لقد اكد اباء الكنيسة بالاجماع على انه فى
المسيح يوجد طبيعتان اتحدتا فى شخص الكلمة وان الاتحادقد تم من طبيعتين ولكن
المسيح فى نفس الوقت يعمل فى طبيعتين وذلك لان كل طبيعة وخواصها لا تلغى بعد الاتحاد
وان كل طبيعة تعمل فى اتحاد فى اقنوم الكلمة وفى شركة .لا يقبل المونوفيزيتيون هذا
التعليم الارثوذكسى ويصرون على ان الطبيعتين اتحدتا فى المسيح فى طبيعة واحدة. هذا
الكلام يغير تماما العقيدة الخرستولوجية ويرى بعض المونوفيزيتين بانه بالرغم من
القول بطبيعة واحدة لا يلغون الطبيعة البشرية وهذا غير مقبول لانه يقود الى
النسطورية وهذا يودى الى عدم نجاح الحوار ولا نستطيع الكلام عن اتفاق بين
الارثوذكس والمونوفيزيتيين فى الحوار اللاهوتى . يجب ملاحظة ان الأمر يرتبط بحرف
جر قد يظن البعض أنه لا قيمة له فى اللاهوت ولكننا نقول ان الأمر خطير جدا ولدينا
دلائل من تاريخ الكنيسة على أن الهراطقة قد استخدموا اللعب بحروف الجر لكى يغيروا
عقائد الارثوذكسية مثلما حدث مع القديس باسيليوس ومحاربى لاهوت الروح القدس من
الأفنوميين.
3 –العقيدة ا لابائية الاختبارية
Εμπειρική
Δογματική
ان من يقرأ هذه النصوص التى تحلل العقائد الارثوذكسية قد يخرج بالانطباع ان
الارثوذكس يتفلسفون كما فعل اللاهوتيون المونوفيزيتيون ولهذ يجب ان نتخلص من هذه
التفاسير الفلسفية لكى نصل الى الوحدة فى المسيح وفى الافخارستيا أى الا شفاء
الانسانية .هذا الكلام لا اساس له من الصحة لان الاباء حينما صاغواالعقائد لم
يكونوا يتفلسفون بل ساروا على درب الانبياء والرسل فى اختبار الحقائق الالهية
ورؤيه المجد الالهى. هذا الاختبار هو الرؤية الالهية لاشعاعات انوار الثالوث
القدوس وذاقوا خبرة ان الاقنوم الثانى من الثالوث قد تأنس وان هذه الطبيعة البشرية
للمسيح بكل مكوناتها الانسانية(جسد ونفس وعقل ومشيئة وارادة )قد تألهت بالاتحاد
باللاهوت وصارت ينبوع لافعال النعمة الالهية الغير المخلوقة وهنا يمكن لليشرية أن
تأخذ ما للاهوت فى المسيح المتجسد.رأوا النور الواحد المتجسد والذى هو ينبوع
للانوار الاخرى والذى هو الاب الغير المتجسد ورأوا النور الثانى الذى هو المسيح
المتجسد واختبروا النور الثالث الذى هو الروح القدس المنبثق من الأب.ظهرت
ارثوذكسية الاباء فى الاختبار العملى فى الليتورجيات والتسابيح والتماجيد حيث
يشتركون فى شركة جسد ودم المسيح ويشعرون بالروح بحضور جسد المسيح المتأله اى
الطبيعة الانسانية فى شركتها مع الطبيعة الالهية ولما كانت الطبيعتا ن لهما كل
الخواص الخاصة فى وحدة الاقنوم الواحد الكلمة فان ارثوذكسية الاباء قد أشركتهم فى
سر التأله اى سر الافخارستيا حيث يأكل المؤمن بالحقيقة جسد المسيح ويشرب دمه ويكون
الجميع معا الكنيسة الواحدة المقدسة الجامعة الرسولية. هنا يظهر الفارق مع
المونوفيزيتيين الذين يعلمون بان الافخارستيا لا تمثل الحضور الحقيقى للمسيح فى
الخبز والخمر وبرفضون عقيدة تأله الانسان ورئاسة كهنوت المسيح وهنا يتحول جسد
المسيح الى مجرد خبز تحل عليه البركة والكهنوت الى سلطةوليس خدمة والتوبة الى
تقوية للأرادة (لان المسيح حسب المونوفيزيتيين ليس له ارادة انسانية)وليس التغيير
والتجديد الشامل للطبيعة البشرية فى طبيعة المسيح المتحدة باللاهوت . عاش الاباء
الارثوذكس الافخارستيا كقوة غيرت حياتهم وجددت لاهوتهم وصيرتهم شبيهين بابن الله
حتى ان ذهبى الفم قد قال اننا نخرج بعد الافخارستيا كالأسود . نفس القوة ذاقوها
حينما صلوا باسم يسوع الصلاة الدائمةνοεράν προσευχήν التى تنير
الذهن لانه ليس اسما عاديا بل هو الاسم الحسن الذى للكلمة كلمة الله .هذه الحالات
الاختبارية الثلاثة اى رؤية الله بالاستنارة والتأله والافخارستيا كجضور واقعى
وحقيقى للمسيح وصلاة اسم يسوع الدائمة بانزال العقل فى القلب جعلت الاباء يحيون فى
شركة النور الغير المخلوق والفعل الالهى المتأنقم. لهذافان معرفتهم بسر الثالوث
وبتأنس الابن ووحدة الطبيعة الانسانية مع الطبيعة الالهية انما كانت معرفية
اختبارية وكيانية وليست عقلانية.لقد ذاقوا معرفة الثالوث فى اختبار افعاله الاتية
نحونا فى طبيعة الابن الانسانية المتحدة باللاهوت وفى عمل الروح القدس المحيى وفى
شركة المؤمنين مع الأسقف المستنير بمواهبهم الروحية واللاهوتية المتعددة فى
الوحدة.لقد ساعدت هذه الاختبارات الاباء على ان يجدوا التعبيرات اللاهوتية
والانسانية المناسبة فى عصرهم وعلى أن يعمدوا فى الروح اللغة اليونانية صعبة
المرأس لكى يفندوا اراء الهراطقة والذين لم يكونوا متمتعين بالاعلانات الالهية
وهذا هو الفارق الجوهرى بين الاباء الارثوذكس والهراطقة.
4 -النصوص الثلاث
Τρία κείμενα
ان هذه الرؤية التى قدمناها بشكل مختصر لهى قضايا جادة ومصيرية وتحتاج الى
دراسات متعمقة وتأمل واف ولهذ نقدم للذين يقررون التعمق فى دراسة هذه القضايا أهم
النصوص التأسيسية للعقيدة الخرستولوجيا :
أولا: الفصول الاثنى عشر للقديس كيرلس الكبير والواردة فى رسالة كيرلس
الثالثة الى نسطور والنص الثانى هو رسالة المصالحات بين كيرلس الكبير الى يوحنا
الانطاكى والنص الثالث هو نص طومس لاون بابا روما . توجد وحدة لاهوتية بين هذه
النصوص الثلاثة لا يلغى احد هذه النصوص الاخر بل يكمله لان الثلاثة نصوص تمت
كتابتها لاسباب مختلفة أثناء الازمة الخرستولوجية.ترتبط هذه النصوص الثلاثة بنصوص
ايمان مجمع خلقيدونية بل وترتبط بنصوص المجامع اللاحقة الخامس والسادس . نفهم من
هذه كله انه لا يمكن القول بان هناك اتفاقا قد تم بين الارثوذكسيين والمونوفيزتيين
حول موضوع الخرستولوجيا وان الخلاف فقط كما يدعون يدور حول قبول المجامع المسكونية
. هذا الكلام متناقض فكيف يتم الاتفاق على العقيدة الخرستولوجية بينما لا يتم قبول
المجامع المسكونية التى قررتها , لهذا نحن نرى ان التسمية الحقيقية لهؤلاء الناس هى
المونوفيزيتيين وليس غير خلقيدونيين لانهم يقبلون نظريا ان المسيح يتكون من
طبيعتين ولكنهم لا يقبلون عمليا وليتورجيا التعاليم الارثوذكسية بان المسيح يعمل
فى الطبيعتين كأقنوم واحد .
ثانيا :أراء البروفسور الاب ثيؤدوروس زيزيس
انفصال المونوفيزيتيين عن الايمان الارثوذكسى
يطرح البروفسور زيزيس قضية ارثوذكسية الأرمن ويقارن عقائدهم بكتابات القديس
فوتيوس البطريرك المسكونى ويصل الى نفس النتائج التى وصل اليها المطران ايروثيؤس .
يقول الاب زيزيس ( ساد فى السنين الاخيرة من القرن الماضى رأيا غريبا مضادا لأراء
الأباء فى المجامع المسكونية وعند القديس فوتيوس .يقول هذا الرأى أن الأرمن ومعهم
الكنائس التى فى شركة معها مثل الاقباط والاحباش واليعاقبة هم ليسوا مونوفيزيتيين
ولكنهم لديهم نفس الايمان معنا نحن الارثوكس .يذهب هذا الرأى ان الانفصال
الذىقاموا به ضد الكنيسة الارثوذكسية لا يعود الى اسباب لاهوتية ولكن الى اسباب
سياسية وايضا الى الاختلاف فى فهم التعبيرات الخرستولوجية, السبب كما يرون هو موقف
السياسة البيزنطة من هذه الشعوب وعدم قدرة اللاهوتيين من الجانبين على تعدى الخلاف
فى التعبيرات الخرستولوجية للوصول الى جوهر القضية الخرستولوجية).
1 -مجلس الكنائس العالمى
ونظرية الفروع
حينما يتابع الباحث هذه الافكار يلاحظ ان قضية العوامل التاريخية والسياسية
لم تكن فى الماضى بل فى الحاضر لانه فى ايام المجمع فى ايام الامبراطورية المسيحية
كانت الدولة تحافظ على الايمان الارثوذكسى لان وحدة الكنيسة كانت اساسا لوحدة
الدولة ولم يكن الاميراطور يتدخل فى قرارات المجامع اللاهوتيةبل كان حاميا لها
وضامنا لتنفيذها .نحن نعيش اليوم فى عالم مترامى الاطراف وغير موحد ولكن عالم
اليوم يميل الى الوحدة فى السياسة والوحدة على مستوى المسيحيين ولهذا ظهر مجلس
الكنائس العالمى والذى يدعو الى وحدة المسيحيين ليس على أساس الحق والعقيدة بل على
أساس نظرية الجذر الواحد والفروع المتعددة. ترى هذه النظرية انه ليس من حق اى
كنيسة قائمة الأن ولا حتى الأرثوذكسية أن تتدعى بانها الكنيسة الواحدة المقدسة
الجامعة الرسولية بل أن كل الكنائس هى فروع فى شجرة واحدة.ان الفلاح البسيط يعرف
أكثر من اصحاب نظرية الفروع فهو يعرف ان الفرع هومن أصل الشجرة وانه اذا سقط من
الشجرة الأم ولم يتغذى على غذائها فانه ييبس ويقع وهذه هى الهرطقات.
يعتبر البعض ان التمسك بالاصول الايمانية والقواعد العقائدية اليوم هو ردة
الى العصور الوسطى لان روح العصر لا تحتمل مثل هذه التوجهات فالافضل ان لا نترك
االأرمن للأتراك والاخوة الاقباط ضحية لتعصب الاسلاميين والأحياش للفقر والتخلف
وانه يمكن ان يكون المونوفيزيتيين لنا سندا فى مجلس الكنائس ضد الاغلبية الغير
الارثوذكس .
2 -الأنانية اللاهوتية
Θεολογικός
έγωισμός
نضيف الى هذه الحجج الغير اللاهوتية والعلمانية والتى تحاول فرض ذاتها على
الفكر اللاهوتى الابائئ والتى تأتى من فكر لاهوتى متعلمن ومسيس نقول نضيف لونا من
الوان ما نستطيع ان نسميه الانانية اللاهوتية والتى هى غريبة تماما عن طباع وخصال
الاباء القد يسين. كان الاباء القديسون يسيرون على نهج وتعاليم المسيح يسوع وخطى
الرسل وكان احترامهم للثراث والتقليد الكنسى كبيرا ويتم بانكار للذات كبير. كان كل
مجمع مسكونى او غير مسكونى يبدأ بدراسة ما قاله وعلم به الاباء القديسون والذين
جاهدوا الجهاد الحسن لكى يحولوا الخبرة الروحية والنسكية الى صياغات لاهوتية. لم
يستخدم الأباء معارفهم اللاهوتية وحكمتهم الا لكى يخدموا الحقيقة المسلمة مرة
للقديسين . ان الانانية اللاهوتية تكمن فى ان بعض اللاهوتيين المعاصرين يحاولون
القول بان الاباء الكبار فى مجمع خلقيدونية 451 لم بفهموا تعبيرات المنوفيزيتيين
ولا يعلقون على اتهام المونوفيزيتيون لهذا المجمع العظيم انه مجمع هراطقة وان
الاباء الكبار لم يفهموا تعبيرات المونوفيزيتيين وهذا هراء لاهوتى وادعاء اننا
نفهم اكثر من ليون بابا روما وكيرلس الاسكندرى وبوحنا الانطاكى وغيرهم من عظام
الأباء وكل الذين انشغلوا ببدعة المونوفيزيتية مثل يوحنا الدمشقى ومكسيموس المعترف
والعظيم فوتيوس .
ان الحوار اللاهوتى المعاصر بين الارثوذكس والمونوفيزيتيين يضر بالتقليد
الارثوذكسى.
3 -التشويش العقائدى
ΔογματικηνΣύγχυση
لقد أثار الحوار اللاهوتى بين الكنائس الارثوذكسية والأرمن والمونوفيزيتين
ردود أفعال شديدة فى الأوساط اللاهوتية وفى الجبل المقدس أثوس بل وفى أوساط
المؤمنين البسطاء. ذلك لأن المونوفيزيتيين يتمسكون بنفس الأسباب التى تمسكوا بها
اثناء مجمع خلقيدونية وبعده وهى رفض مجمع خلقيدوينة وعدم الاعتراف يوجود طبيعتين
فى المسيح بعد الاتحاد . هذه الامور تكفى وحدها لكى يكونوا فعلا مونوفيزيتيين
وهراطقة .لقد نجح ممثلوهم فى الحوار اللاهوتى فى استعمال بعض الحجج اللاهوتية
العقلانية والتى لا تصمد امام الفكر اللاهوتى للاباء ومنهم فوتيوس.لقد نجحوا فى
اقناع أعضاء لجنة الحوار الارثوذكسيين بان هذه الكنائس المونوفيزيتية هى كنائس
ارثوذكسية وان الكنيستين الارثوذكسيتين قد ورثتا تراثا ارثوذكسيا واحدا وانهم
يشكلون عائلتين ارثوذكسيتين . لقد رفض المونوفيزيتيون فى بداية جلسات الحوار ان
تسمى كنائسهم بالغير الخلقديونة أو بالكنائس الشرقية بل أصروا على ان تسمى كنائسهم
بالكنائس الارثوذكسية . لقد قبلوا فى المرحلة الاولى ان تسمى كنائسهم بالكنائس
الشرقية وبعدها طلبوا ان يسموا بالكنائس الارثوذكسية ولم يقبلوا الحل التوفيقى
الذى عرضه الارثوذكس وهو ان يدعو بالكنائس الشرقية الارثوذكسية الغير الخلقيدونية
. لقد أحدثت هذه الخطوات لونا مما نسميه التشويش العقائدى فكيف يعقل أن يطلق اسم
ارثوذكس على من لا تشترك فى الايمان الواحد ولا فى الادارة الواحدة ولا فى الكأس
الواحدة المقدسة .هذه هى مشكلة مجلس الكنائس العالمى الذى يجمع المونوفيزيتيين مع
الارثوذكس فى لجان واحدة تحت اسم ارثوذكس. الشئ المحزن هو ان نقوم نحن الارثوذكس
بعمل بيانات مشركة مع المونوفيزيتيين ونطلق عليها بيانات ارثوذكسية. لقد صار هذا
التشويش العقائدى واقعا فى بعض اوسا طنا اللاهوتية ومعاهد اللاهوت . هناك اتجاه
للقول بان طومس لاون لا يمثل المجمع بل وكان هناك تناقضا بين القديسين كيرلس
ولاون. اننا لا ننكر ان الارمن شعب عريق وانهم عانوا ما عانينا على يد الاتراك وان
الاقباط يتعرضون للاضطهادات ولكن هذه لا علاقة له بالقضايا الايمانية واللاهوتية
التى تتحرك فى نطاق الابدية لا الدنيوية واللاهوتية والروحية لا العاطفية
والنفسية. ان الدخول فى هذه الايمانيات يؤدى الى نشوء وتكوين الكنيسة الواحدة
المقدسة الجامعة الرسولية كما يقول القديس فوتيوس .
ثالثا :نداء الى المجمع المقدس
اننا نوجه ندأ الى رئيس الاساقفة بان يدعو الى عقد مجمع مقدس يناقش فيه
ارائه بالاعتراف بارثوكسية الارمن والمونوفيزيتيين الذين لا يقبلون العقيدة
الخرستولوجية ولا المجامع المسكونية التى قررتها .أن الرباط بين العقيدة
الارثوكسية والروحانية انما هو رباط خضوى وكل اضطراب او تشويش فى العقيدة يجلب
اضطرابا فى الحياة المسيحية برمتها.(الاب جون رومانيدس).
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire