االليتورجيا الألهية و ثمارها الانسانية والكنسية والكونية والابدية ¨Η θεία Λειτουργία καί οί Καρποί αύτής الاب الدكتور أثناسيوس اسحق حنين
لليتورجيا
الألهية و ثمارها الانسانية والكنسية والكونية والابدية
¨Η
θεία Λειτουργία καί οί Καρποί αύτής
الاب
الدكتور أثناسيوس أسحق حنين
لاحظنا
ان الكثيرين من الاصدقاء قد أسعدهم مقالنا السابق حول (الليتورجيا الألهية رؤية
تاريخية ) مما يشجعنا على المضى قدما فى سبر غور هذا السر العظيم الذى
للتقوى(والتقوى
Μέγα
έστιν τό μυστήριο τής έυσέβίας
هنا
حسب النصوص الكتابية والليتورجية هى العشرة مع الثالوث وليست محاولات فريسية فاشلة
للتحلى بالاخلاق الحميدة بلا نعمة اللاهوت ولالاهوت النعمة كما هى واضحة فى
الرسالة الى تيموثاؤس الاصحاح الثالث والاية 16 فسر التقوى العظيم هو الله الذى
ظهر فى الجسد وتبرر فى الروح وتراءى لملائكة وكرز به بين الامم أومن به فى العالم
رفع فى المجد ) اى سر الثالوث و المؤمن فى الكنيسة والكنيسة فى العالم والعالم فى
تجلياته الانية والابدية(انجيل يوحنا يشرح لنا الابديات باستعمال كلمة الان ) ونحن
اذا درسنا التاريخ فليس لكى نجلس لنبكى على اللبن المسكوب بل لنعيد حفر الابار
القديمة التى طمسها تراب أعدائناواهمالنا وتكاسلنا كما فعل أبن الموعد اسحق(تك26
:12 )وليس لنقول ليس فى الامكان افضل مما كان أو نخدع أنفسنا بوهم أننا خير أمة
أخرجت للناس بل لنختبر انه هذا الذى كان قد صار جديدا فالتاريخ فى اللاهوت يصير
جديدا لان احسانات الله فى الابن الوحيد بالروح القدس جديدة فى كل صباح فى
الافخارستيا (لان تاريخ الكنيسة الحق .أعنى تاريخ القداسة يكتبه الروح القدس وأياه
يعرف واذا مس التاريخ القديسين فمن باب مقاومته لهم. الحدث شئ من الشريظهره وكأن
تقادم الزمان يمكننا أصلا من رؤية الجراح أما كيف تفور الحياة فى جسد المسيح وهو
دام فهذا ما يقذفه التاريخ فى جوف الابديةما كناه لا قيمة له الا بالنسبة لما نحن
مدعوون أن نكونهولذا غدت الاطلالات من نافذة الزمان على تجليات الاتى خيرا مما
عشناه فى كنيسة أبدا نازفة أضحى التنقيب التاريخى تشوقا الى القيامة.وأذا كانت لمسات
الروح استشرافا على عالم يتجلى فالروح يستخدم الحدث وينشى المخاض ولذلك لا نستطيع
فى تجاوزنا التاريخ أن نتجاهله )المطران جورج خضر: نظرة مسيحية الى التاريخ فى
كتاب الأرثوذكسية فى الكراسى الشرقية(1860 -1960 ) منشورات النور 1982 ص 9.راجع
أيضا مدخل الى القداس الالهى لكوستى بندلى منشورات النور 1961
ما
هى الليتورجيا ؟
هى
كلمة يونانية مثلها مثل معظم الكلمات التقنية اللاهوتية (ليتورجيا ) وهى تتكون من
مقطعين (لاؤس) و(أرجو) اى العمل الشعبى العام وهذا يضعنا على الطريق الصحيح لفهم
الليتورجيات فهى تقدمة الشعب وعمل الشعب وشركة الشعب واستنارة الشعب الذى ليس هو
اقل من شعب الله وحينما صارت المسيحية شعبوية بالمعنى السياسى صار شعب الله مهمشا
بالمعنى اللاهوتى فى الكنيسة ونحن سنسعى لسؤال الاباء الذين ذاقوا حلاوة العشرة
الالهية وبهاء الليتورجيا السماوية وحسن العبادة ولطافة النسك وحب القرأة وسكبوها
حبرا :
1
–الليتورجيا هى كمال التدبير الالهى
Ή συγκεφαλαίωσις τής όλης
οίκονομίας
التدبير
الالهى عند علماء وأباء الكنيسة الكبار هو كل الاعمال العجيبة والحقائق التاريخية
التى عملها الله بهدف ان يعيد الانسان الضال والعاصى الى بيت الاب ولكى يجعله مرة
أخرى من أهل بيت الله حسب تعبير القديس باسيليوس ( أن تدبير الله ومخلصنا للانسان
هو أنقاذه وأعادة دعوته مرة أخرى من السقوط واصعاده من حالة التغرب عن الله بسبب
عدم الطاعة الى العشرة الحميمة مع الله
(¨Η
τού Θεού καί Σωτήρος ήμών περί τόν άνθρωπον οίκονομία άνάκλησίς έστιν άπό τής
έκπτώσεως καί έπάνοδος είς οίκείωσιν Θεού άπό τής διά τήν παρακοήν γενομένης
άλλοτριώσεως)
ونحن
نحيا حقيقة خلاصنا فى المسيح فى الليتورجيا الألهية حيث نقدم الشكر لله وفى هذا
يقول الذهبى الفم (أن أسرار الخلاص العجيبة هى التى نشكر عليها فى السيناكس
الليتورجى لأنها تشكل تذكر أحسانات الله وهى دليل على وصول عناية الله بنا الى
قمتها ) فالليتورجيا الالهية اذن هى أعادة تذوق وأختبار التدبير الألهى فهى مكان
حضور كمال سر التدبير الألهى(هنا والأن) كما يقول القديس ثيؤدوروس
(Ή
Θεία Λειτουργία είναι ή συγκεφαλαίωσις τής όλης τής θείας Οίκονομίας )
ولهذا
ففى نهاية ليتورجيا الذهبى الفم يقول المتقدم فى الصلاة (قد أ كملت وتممت لنا ايها
المسيح سر تدبيرك ) وفى الخولاجى القبطى وفى صلاة شكر للاب بعد الشركة فى الاسرار
المقدسة للقديس كيرلس الكبير يقول(أيه بركة وأى تسبيح وأى شكر نستطيع أن نكافئك به
يا الله محب البشر ..أنعمت علينا بالحرية وأعطيتنا من هذا الطعام غير المائت
السمائى)ص409
ولقد
ظهر سر التدبير الألهى فى نفس الزمان الذى عصى فيه الانسان ويرى ذهبى الفم انه لا
توجد مصادفات عند الله وان الله رأى حجم الورطة التى وقع فيها الانسان وأسرع
بتقديم العلاج لانه لم يترك ابدا العالم بدون عناية وهناك بعض الافكار المعاصرة
تحول قضية صراع الانسان مع عصيانه الى صراع الله مع نفسه وارتباك اللاهوت امام
أزمة الانسان وهذا لا علاقة له بلاهوت الاباء التدبيرى والليتورجى ولهذا بدأ الله
منذ بداية الازمة أى أزمة الانسان الوجودية بأعمال عجيبة وأقوال نبوية لكى يعد
الانسان والانسانية للدخول مرة أخرى فى ملء الحياة وفى ملء الحب
2
–الليتورجيا هى كمال العهد القديم
لا
نجد عند اباء وعلماء الكنيسة الاولى اى قرأة للعهد القديم منفردة ومنعزلة عن العهد
الجديد وكلما حدث ذلك اى قرأة العهد القديم معزولا عن الجديد كلما اعتبرت الكنيسة
ان هذ السلوك هو هرطقة وأرتداد الى أركان العالم الضعيفة والمسيحيون ملتزمون
برؤية
العهد القديم فى وجه يسوع وفقط وجه يسوع ولقد بذل بولس جهدا كبيرا لتنبيه
الغلاطيين الأغبياء حسب وصفه (غلا 3 :1 ) الى خطورة الارتداد الى اعمال الناموس
لانه لو كان بالناموس وطقوسه واغتسالاته وتطهيراته برا فالمسيح مات بلا سبب (راجع
غلاطية 2 :22 و اعمال الرسل 15 وظاهرة التهود اى الارتداد الى العهد القديم بدون
العهد الجديد وخطورتها على الكنيسة الاولى مما ادى الى انعقاد مجمع مسكونى من
اجلها ) ولهذا بحث الاباء فى العهد القديم عن وجه يسوع وعن سر الحب حتى ان
العلامةأوريجينوس كان يرى فى كل قطعة خشب صغيرة ام كبيرة فى العهد القديم كان يرى
رمزا لعلامة الصليب وأما أول الاشارات الى الافخارستيا فى العهد القديم هى تقدمة
ملشيصادق للخبز والخمر (تك 14 :18 -20 )ويرى يوحنا الدمشقى ان ملشيصادق هو نمط
وايقونة المسيح رئيس الكهنة الحقيقى
(Τού άληθινού άρχιερέως Χριστός
τύπος ήν καί είκόνισμα )
وما
تقدمة ملشيصادق عن الامم الا أقتداء بتقدمة المسيح حسب الذهبى الفم الذى يرى ان
ملشيصادق اذ قد تحرك بروح النبوة لكى يقدم عن الامم الخبز والخمر متقلدا فى ذلك
بالمسيح الاتى . فبالروح القدس يعيش ملشيصادق المستقبل فى عز الحاضر ويقلد ذاك
الذى لم يتم بعد من وجهة نظر التاريخ الوضعى ثم نأتى الى حقيقة ذبيحة اسحق (تك 22
:1 -13 )فهى ايقونة مسبقة لذبيحة المسيح على الصليب وللذبيحة الافخارستية ونفس
الشئ ينطبق على ذبيحة النبى أيليا (2ملو 18 : 17 -40 ) ورؤية النبى أشعياء (أش 6
:1 -7 ) تمت فى جو ليتورجى فالسيد جالس على العرش محاطا بالسيرافيم يرنمون بالثلاث
التقديسات وهناك نبوة للبطريرك يعقوب (تك 49 :11 )وهناك نبوة أخرى للنبى ملاخى
(ملا 1 :11 )وكلها تشير حسب الاباء العلماء الى الافخارستيا
أن
عيد الفصح اليهودى وهو حقيقة من حقائق العهد القديم وهو صورة مسبقة للافخارستيا
الالهية وهذا العيد كان بمثابة تذكار دائم لخلاص الشعب العبرانى وهى تقدمة شكر
دائمة لله على أحساناته وبقول الذهبى الفم مقارنا الفصحين القديم والجديد( ان
الاحداث التى صاحبت خروج العبرانيين من مصر هى مليئة بالاسرار والعمق واذا كان
النمط والنموذج حافل بهكذا احداث رهيبة فكم وكم يكون الفصح الحقيقى والحقيقة هى
أننا نأكل فصح المسيح )
3 –
الليتورجيا و ملء الزمان
لقد
جهزت كل هذه الاحداث لمجئ (ملء الزمان) لانه فى ملئ الزمان ظهر الحق أى المسيح وفى
نفس الوقت استعلنت الابعاد الحقيقة لسر التدبير الالهى لان المسيح هو كمال سر
التدبير الالهى فكل لحظة وكل حدث من احداث حياته هو للبشر بركة سماوية فهذا يشكل
ولادة الانسان وتجديده ودخوله فى الخليقة الجديدة ونحن نحتفى ونحتفل بكل تفاصيل
حياة المسيح فى الليتورجيا الالهية فأن كل عمل الليتورجيا هو نمط لالام المسيح
الخلاصية ودفنه وقيامته بل وكل تفاصيل حياة المسيح تدخل فى تدبير خلاصنا من الحبل
به وولادته ونموه كانسان الى سن الثلاثين وقبله كانت ليتورجية يوحنا المعمدان
وأعلانه المسيح فى المعمودية واختيار التلاميذ ما تم من معجزات فى الثلاث السنين
فأمام عيوننا تجرى تفاصيل حياة يسوع (وهكذا فكل السر الالهى هو عبارة عن أيقونة
واحدة لجسد واحد وهو حياة المسيح ) يقول كابسيلاس ويقول الذهبى الفم ( أننا نرى
بعيون الأيمان الغير المرئيات) والدليل حسب رأى الذهبى الفم هو المؤمنين فى غلاطية
3 :1 الذين منذ زمن (أنتم الذين أمام عيونكم قد رسم يسوع المسيح بينكم مصلوبا )
.ويرى الاباء ان المكان الذى يتم فيه الاحتفاء بالليتورجية هو بيت لحم حيث نسرع الى
بيت لحم لان هناك بيت الخبز الروحانى ونحن نشارك مع الاثنى عشر فى العشاء وبعدها
يصير المذبح بمثابة الجلجثة وبعد الجلجثة نصل للقيامة فالافخارستيا الالهية هى فصح
الكنيسة الدائم
¨Η Θεία Ευχαριστία είναι τό άδιάκοπο
Πάσχα τής ¨Εκκλησίας
وهى
بداية وعربون ومذاق الدهر الاتى والذى أقتحم الدهر العتيق وحوله فى نور القيامة
وهى اى الافخارستيا هى الحضور الخاريسماتيكى للملكوت الاتى (أظهر فى نفوس عبيدك
مجد أسرارك المحيية......تتحول نفوسنا الى مشاركة مجدك وتتحد بألوهيتك)قسمة ياحمل
الله الخولاجى القبطى ص 459 .تحتوى الليتورجيا على القريب والبعيد الانى والاتى
الزمنى والابدى البداية والنهاية لان الليتورجيا الالهية هى هى سر المسيح كما أن
المسيح هو لالف والياء والاول والاخر والبداية والنهاية (رؤيا 22 :13 ) هكذا
الليتورجيا هى اجتماع الكل فى المسيح كل الزمان وكل المكان فى اجتماع المؤمنين
فبصخة الرب أتت واصطلحت الازمنة والكلمة تعلم القديسين والاب يتمجد الذى له المجد
الى دهر الداهرين )الرسالة الى ديوجينتيس
4 -الليتورجيا أستعلان للثالوث
أن
التدبير الالهى هو اظهار واعلان الثالوث أى محبة الله المثلث الاقانيم للانسان
ويتسأل القديس باسيليوس( ان كل الامور التدبيرية التى تخص الانسان والتى هى للاله
العظيم والمخلص يسوع المسيح هى نابعة من صلاح الله فمن يقدر ان يكملها غير الروح
القدس ؟)أن القوة الالهية التى تجدد الانسان تنبع من الاب وتعطى بالابن وتكمل فى
الروح القدس (أغريغوريوس النيصصى ) اذا كان رئيس خلاصنا ومتتمه هو كلمة الله فأن
الاب يسر بعمل الابن والروح القدس شريك فى العمل فالمسيح يقدم نفسه للاب فى الروح
القدس (فكم بالحرى يكون دم المسيح الذى بروح أزلى قدم نفسه لله بلا عيب يطهر
ضمائركم من أعمال ميته لتخدموا الله الحى )عب 9 :14 . أن سر التدبير الالهى هو
ظهور الهى ثالوثى
Θεοφάνεια Τριαδική
والليتورجيا
الالهية التى هى بمثابة عيش وأختبار
هذا
السر هى ايضا ثيؤفانيا ثالوثية فالمتقدم فى خدمة الليتورجية يعلن لنا الثالوث
الأقدس حسب القديس أغريغوريوس اللاهوتى.
نحن
فى الليتورجيا من البداية للنهاية نحيا فى سرحضور الثالوث وحضور سرالثالوث فالكاهن
يعلن منذ البدء وخاصة فى ليتورجية الذهبى الفم (مباركة هى مملكة الاب والابن
والروح القدس ) ومن ثم تسبحة التقديسات الثلاثة وبعد ان يتقدم الشعب فى الليتورجيا
ويصل الى اللحظة الرئيسية يصرخ الكاهن (نعمة ربنا يسوع المسيح ومحبة الله الاب
وشركة الروح القدس ) والان نقدر ان نشكر الله المثلث الاقانيم على عطاياه وبعد
الشكر نتجرأ ونطلب من اب الانوار ان يرسل الباراقليط لكى يقدس تقدمة الابن ويأتى
البارقليط كصوت ريح خفيفة (2ملو19 :12 )ويتمم معجزة الاسرار ويمنحنا المسيح ويمتلئ
الكل من نور الثالوث ونحن الذين كنا قبلا مرفوضين وبلا عهود صرنا الان مقبولين و
شركاء محبة الثالوث اذ نشترك فى جسد المسيح المقدس ونصير هيكل للثالوث القدوس لانه
حسب القديس اثناسيوس اذا كان احد الاقانيم قد حل فينا فأن الثالوث يصير فينا
Τού
¨Ενός όντος έν ήμίν,ή Τριάς έν ήμίν λέγεται
ويصير
جسد المؤمن المتحد بالمسيح مقرا للثالوث كما يقول الذهبى الفم
Τόν
Χριστόν καί τόν τούτου Πατέρα καί τόν Παράκλητον ίδρυμένον έν έατώ
وفى
نهاية الليتورجيا تتهلل النفس الحاملة المسيح مع جميع المؤمنين اذ (قد نظرنا النور
الحقيقى وأخذنا الروح السماوى ووجدنا الايمان الحق فلنسجد للثالوث الغير المنقسم
لانه خلصنا).
5 -الليتورجيا سينودوس السماء والارض
أن
حضور الثالوث فى الليتورجيا يعطيها وضعها الطبيعى كشركة بين السماء والارض لان
المكان الذى تقام فيه الليتورجيا يصير مسكن الله مع الناس (رؤ 21 :3 ) ومع الانسان
تمجد الله كل الخليقة فالكل يأتى الى مذبح الله أمام وجه الله (رؤ 8 :3 ) وفى هذا
يقول القاضى واللاهوتى وشفيع القضاء ببلاد اليونان ديونيسيوس الاريوباغى ( أن الله
هو الكلى الصلاح وهو الجمال المطلق وهو يدعو ويقود الجميع نحوه )الخليقة كلها تأتى
معا لتشكر الرب وتقدم له قرابينها مما له وتبثه أنينها ومخاضها وأشتياقها للتبنى
النهائى فداء للاجساد وثقتها أنها ستعتق من عبودية الفساد الى حرية مجد أولاد
الله(رومية 8 :21 ) وما هذا كله الا الليتورجيا الألهية التى هى أنجماع (سيناكسيس)
الكون برمته ومسيرته مثبتا وجه كسيده نحو ملكوت الله الثالوث ولهذا يحلو للاباء أن
يطلقوا على الليتورجيا صفة المسيرة معا (السينودوس) أى الشركة فى الطريق الواحد
نحو الله ويقول الذهبى الفم ( أننا نأكل الفصح ليس لكى ننظر الى الوراء الى ذكريات
أرض مصر بل نتطلع فيه الى الامام نحوالسماويات الى اورشليم العليا متغربين عن ارض
مصر وذكرياتها المرة) . الليتورجيا ما هى أيضا الا حضور المسيح (فحينما تقترب الى
المائدة المقدسة فعليك أن تؤمن أن ملك الكل هناك حاضرا) فالمسيح هو الذى يكنسن(أى
يجعل كنيسة) الخليقة(أغريغوريوس النيصصى) فالمسيح يجذب حول المذبح المقدس كل البشر
وكل المخلوقات حسب مكسيموس المعترف فى الميستاجوجيا. وبالطبع فالسيد ليس وحده بل
نجد معه الست العدرا ولان المسيح قبل ان يؤسس العشاء السرى كان قد صنع ليتورجيته
فى بطن العذراء بقوة الروح القدس أى سر خلاصنا وحسب أحد النصوص الليتورجية القديمة
(لقد صارت أحشائك يا مريم المائدة المقدسة التى عليها الخبز السماوى) ففى
الليتورجيا كما فى الايقونات توجد الملكة عن يمين الملك وفى هذا يقول أغريغوريوس
بالاماس (حيث يكون المسيح هناك تقف العذراء لانه من الطبيعى أن يوجد عرش الملك حيث
يوجد جلالته ).
ولا
يقتصر الحضور فقط على الست العدرا بل أن عالم الملائكة الغير المرئى أيضا حاضر
يحيط بالسيد الذى يتقدم نحو الجلجثة وهم يصلون معنا ( الشاروبيم يسجدون لك
والسيرافيم يسبحونك صارخين قائلين ) القداس الباسيلى. ويشارك أيضا مع الملائكة
خورس القديسين τών
άγίων ό χορός فحول المذبح يجتمع حول المسيح حشود
القديسين وذلك لأن السيناكسيس الافخارستى هى عيد أنتصار المسيح وكل الذين جاهدوا
معه يجتمعون معه . ولا يقتصر الحضور على الأحياء بل يحضر أخوتنا الراقدين لاننا
نطلب لهم الرحمة من لدن الله لان ذكرهم فى الليتورجيا هو حسب الذهبى الفم (كسب
كبير ونفع عظيم ).
السماء
والملائكة والارض والبشر الأحياء والراقدين يحتفون ويشكرون الرب على عظم محبته
(وكل خليقة مما فى السماء وعلى الأرض وما على البحر كل مافيها سمعتها قائلة :
للجالس على العرش وللخروف البركة والمجد والسلطان الى أبد الأبدين. وكانت
الحيوانات الأربعة تقول: أمين . والشيوخ الأربعة والعشرون خروا وسجدوا للحى الى
أبد الابدين )رؤ 5 :13-14
ثانيا
: ثمار الليتورجيا
Καρποί τής Θείας Λειτουργίας
1
–الليتورجيا تدمج المؤمن فى المسيح
¨Η
ένσωμάτωση τού πιστού στόν Χριστό
يقدم
المسيح فى سر الأفخارستيا المقدسة جسده ودمه لكى ما يصير الأنسان واحدا معه فى
جسده كما يقول كيرلس الأورشليمى
Σύσσωμος καί σύναιμος μέ Αύτόν
والمسيح
نفسه حينما تكلم ولاول مرة عن السر قال (من يأكل جسدى ويشرب دمى يثبت فى وأنا فيه
)يو 6 :56 فالأنسان يقبل فى داخله المسيح والمسيح يقبل الأنسسان أيضا فالمسيح فى
هذه الحال هو الساكن فينا وبنا وهو فى ذات الوقت صاحب البيت وهذا دليل محبة المسيح
للأنسان لابد من أن نتعلم ونستوعب معجزة الأسرار لأننا نصير أعضاء جسمه وعظم من
عظامه وهذا الأتحاد ليس مظهر من مظاهر المحبة الأدبية أ البلاغية بل هى الحقيقة
ذاتها والواقع عينه أى حقيقةألاتحاد الكيانى بالمسيح كما يقول الذهبى الفم فى شرحه
لأفسس 5 :30 فالمؤمن فى الأفخارستيا يصير واحد مع المسيح أى جسد واحد وخليط واحد
ومصير واحد وكل ذلك يتم ليس بشكل نظرى بل بشكل عملى
Όχι
θεωρητικά άλλά κατ,αύτό τό πράγμα
أن
محبة المسيح للبشر حسب تعبير الذهبى الفم لم تقتصر على الصلب والقبر بل أمتدت الى
تقدمة الأفخارستيا أى الى مسحنة الأنسان فلم يعد هناك شئ يفرق الأنسان عن المسيح
فكل شئ ذاب فى نار الحب لأننا نحن والمسيح واحد كما يقول الذهبى الفم
¨ημείς
καί ό Χριστός έν έσμέν
لقد
وصلت دالة القديسين وحبهم للرب الى قمتها فى الأفخارستيا ويقول اللاهوتى الجديد
سمعان ( من أكون أنا الشقى فكلما أحرك يدى فالمسيح
كله
يتحرك معى لأننا أعضاء فى جسد المسيح ولا يستعجل أحد ويقول أننى أجدف بل ليقبل هذه
الأعلانات و ليسجد معى للمسيح ) . أن كلام الأباء القديسين ليس لونا من البلاغة أو
محسنات الكلام أو كلام الحكمة المقنع بل هى انفجارات قلوب تقطر حبا وعشقا للرب
فالكل فى النور نور المسيح . الشئ الرائع فى الأفخارستيا ليس هو فقط ما سبق بل هو
البعد الكونى للأفخارستيا فنحن حينما نقدم الخبز والخمر فنحن نقدم العالم كله
والعالم يصير أفخارستيا (راجع الاب الكسندر شميمان : من أجل حياة العالم ) والقديس
أرينيؤس أسقف ليون يشرح كيف يتحول الكون الى أفخارستيا قائلا(بما أننا أعضاء جسده
ونحن نتغذى من خير هذه الخليقة وهو الذى يهب لنا هذه الخليقة لأن شمسه تشرق حيث
يشأ ومن الخليقة نأخذ الكأس الذى أعترف السيد بأنه دمه الخاص والذى دخل فى دمنا
ومن الخليقة نأخذ الخبز ومن هذه العناصر تصير الأفخارستيا جسد ودم المسيح ).الأنسا
ن يتقدس بالأفخارستيا ويصير مسيحا وبالتالى تتقدس الخليقة ويصير الأنسان بالنعمة
مسيحا والكون يصير بيت الله
¨Ο άνθρωπος γίνεται ,κατά
χάριν,Χριστός καί ό κόσμος οίκος Θεού
ويصير
السر (الميستيريون) الطريق الذى يسير فيه المسيح والباب الذى يدخل منه الى داخل
الأنسان والى داخل العالم(كابسيلاس ).
أن
العالم يتقدس من جديد وسط أفراح الأفخارستيا القيامية ويعود العالم ليقبل بركة
الله بعد زوال اللعنة وبالتالى نعيش بدايات الدهر الأتى الجديد أى بدايات اليوم
الأخير ( الأسخاتولوجيا) .
2
–الأفخارستيا تلم شمل الكنيسة
حينما
يجتمع المؤمنون فى مكان محدد وفى زمان معين لكى يقيموا الأفخارستيا فأن أجتماعهم
يعلن سر الكنيسة
¨Η Σϋναξις φανερώνει τό μυστήριο τής ¨Εκκλησίας الكنيسة والأفخارستيا هما جسد المسيح أى هما المسيح حسب الذهبى
الفم .
يشكل
العشاء السرى البداية التاريخية للأفخارستيا والكنيسة فى أن واحد ففى داخل الكنيسة
تتم الأفخارستيا ففى عشاء المسيح السرى نرى ذبيحة الصليب . لقد وصلت ذبيحة الرب
المصلوبة الى مداها اى الى (المنتهى) الذى هو الأساس الذى تأسست عليه
الكنيسة.والحبيب يوحنا(يو 19 :34 ) يصف لنا أن الماء والدم اللذان خرجا من جنب
السيد حينما طعنه الجندى بالحربة وهما عند الأباء يرمزان للمعمودية والأفخارستيا.
أن سرى المعمودية والأفخارستيا يبدأن من الصليب وهذان السران يشكلان الكنيسة
فالكنيسة تولد من المسيح وتتغذى على المسيح وهذا الغذء الألهى هو الذى يبنى
الكنيسة وهو الذى يجعلها تصير جسد المسيح
Τί
δέ έστιν ό άρτος ΣώμαΧριστού .Τί δέ γίνονται οί μεταλαμβάνοντες ,Σώμα Χριστού
يكتب
الرسول بولس الى الكورنثيين مؤكدا نفس المعانى (لأننا نحن الكثيرين خبز واحد جسد
واحد لأننا جميعا نشترك فى الخبزالواحد)1كو 10 :17 فالكثيرون من خلال جسد المسيح
يصيرون واحد وهكذا فكل أجتماع أفخارستى فى أىكنيسة مهما علا أو صغر شأنها هو سر
الكنيسة كلها وهذا يعرف فى اللاهوت الليتورجى بالكنيسة المحلية التى تحمل فى
داخلها ملء الكنيسة الجامعة وذلك لأن الأفخارستيا هى ملء سر المسيح وسر ملء المسيح
والمسيح الذى يملاء الكل فى الكل (أفسس 1 :22-23 ).فسر الأفخارستيا هو السر الذى
يملأ الكل فى الكل وهو تكميل للتدبير الألهى وفى هذا يقول يوحنا الدمشقى (أن تتميم
الأسرار الألهية هى تحقيق ملء تدبير تأنس كلمة الله )
¨Η
τελετή τών άγίων μυστηρίων πάσαν πληροί τήν πνευματικήν καί ύπερφυή οίκονομίαν
τής τού Θεού Λόγου σαρκώσεως
المسيح
بتجسده أخذ جسدا الذى هو الكنيسة وجاء الى بيتها ومر بها وراها مدوسة بدمها ويوم
ميلادها لم تقطع سرتها ولم تغسل بالماء للتنظيف ولم تملح تمليحا ولم تقمط تقميطا
ولم تشفق
عليها
عين بل طرحت على الحقل بكراهة نفسها فمر بها الرب واذ زمانها زمان الحب فبسط عليها
ذيل ثيابه وستر عورتها وحلاها بالحلى ووضع تاجا على رأسها وأعطاها السميذ والعسل
والزيت طعاماودخل معها فى عهدوجملت جدا جدا وصلحت للملكة
( و
قادها الى الأعالى حيث الليتورجيا السمائية حيث الملكوت السمائى وحيث ملكوت الله
(حزقيال 16 :1 - 18
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire