dimanche 27 mars 2016

رسالة كيرلس الكبير الى رهبان مصر (429 م) تعريب الاب الدكتور اثتاسيوس حنين



رسالة كيرلس الكبير الى رهبان مصر (429 م)

تعريب الاب الدكتور اثتاسيوس حنين

كبرلس الى الكهنة والدياكونيين والى الاباء بين الرهبان والى كل الذين يسلكون معكم فى حياة التوحد والمتأسسين فى ايمان الله المحبوبين والذين اشتاق اليهم سلام وتحيات لكم فى الرب

1 –لقد أتى البعض منكم الى الاسكندرية -حسب العادة- وحينما سألتهم عن الرهبان السائرين على خطى الاباء واذا ما كان لديهم الهاجس لكى يميزوا انفسهم بايمان ارثودكسى بلا لوم واذا ما كانوا يحفظون طريق الحياة الرهبانية القويم وهل هم فخورون بنجوم النسك الذين يضيئون البرية لانكم قد اخترتم بمحض ارادتكم ان تتألموا بشجاعة من اجل الحق ولقد قال لى الاخوة الذين جأوا لزيارتنا كعادة رهبان البرية اكدوا لى انكم تسلكون بامانة على هذا الدرب وانكم تستثمرون انجازات اسلافكم بلا تحزب ولقد قفز قلبى داخلى من الفرح حينما جال بخاطرى الفكر ان انجازات اولادى هى أنجازاتى .

وهذا امر حقيقى نلاحظه فى حياة المدربين فى الجيمنازيوم حينما يفرحون بانجازات لاعبيهم الشباب ويقومون بانفسهم بوضع التيجان على رؤؤس اللاعبين فلماذا لا نعمل نحن الاباء الروحيين نفس الشئ ونكللكم بكلمات التشجيع الالهية لكى تحصلوا على المكافأة بضبط شهوات الجسد ورفض الخضوع لاغرأأت الشيطان ولهذا اشعر انى مملوء بالسعادة الحاملة محبة الله تماما مثل المدربين فى الجيمنازيوم

2 –وهذا يتماشى مع ما اعلنه تلميذ مخلصنا(الذين بهما قد وهب لنا المواعيد العظمى والثمينة لكى تصيروا بها شركاء الطبيعة الالهية هاربين من الفساد الذى فى العالم بالشهوة ولهذا عينه وانتم باذلون كل اجتهاد قدموا فى ايمانكم فضيلة وفى الفضيلة معرفة وفى المعرفة تعففا وفى التعفف صبرا وفى الصبر تقوى وفى التقوى مودة اخوية وفى المودة الاخوية محبة لان هذه اذا كانت فيكم وكثرت تصيركم لا متكاسلين ولا غير مثمرين لمعرفة ربنا يسوع المسيح )2بط1 :5-8 ومن جانبى اضيف ان اولئك الذين يسلكون فى الطريق المجيد للحياة الروحية فى المسيح يجب عليهم وعلينا ان نحب هذا الطريق وان نتزين بايمان بسيط وان نضيف الى ذلك فضيلة ومتى تم ذلك نجاهد لنجمع ونقتنى كنوز معرفة سر المسيح ونجاهد بحرارة ومثابرة لكى تقتنى الفهم الكامل وهذا هو على ما اعتقد هذا هو معنى (ان نصل الى انسان كامل الى قياس قامة ملء المسيح )أف 4 :13 حينما تعاش فى مجتمع يليق برهبان فشمروا اذن عن سواعدكم وناضلوا برجولة ضد اوجاع الجسد والروح وبهذا الشكل ستصيرون مصابيح مضيئة محفوظين وساهرين ومتأسسين للرجاء السعيد المعد للقديسين ولكن اولا وقبل كل شئ ليكن لكم وفيكم وبينكم الايمان الارثوذكسى الغير الدنس والذى بلا لوم مطلقا لانه وبهذا الشكل سوف تسيرون على طريق التقوى والورع الذى للاباء القديسين وسوف تسكنون فى المنازل السماوية و فى المظال الابدية والتى يذكرنا بها اللاهوتى أشعياء حينما يقول (عيناك تريان أورشليم مسكنا مطمئنا خيمة لا تنقلع أوتادها الى الابد )اش 33 :20

3 – وبناء على ذلك فان اهتمامى الاول هو ان تكون حياتكم مشعة وجديرة بالاعجاب وان يتأسس أيمانكم كأيمان ارثوذكسى عديم الفساد والدنس ولكنى قد انزعجت جدا حينما سمعت ان هناك بعض الاشاعات الخطيرة قد وصلت اليكم وان هناك بعض الناس يروجون لها وهكذا يهدمون ايمانكم البسيط بتقيؤهم الفاظا قليلة ينشرون بها شكوكا كثيرة فى احاديثهم عن اذا ما كان لابد ان تدعى العذراء مريم ام الله(ثيؤتوكوس) ام لا .وكان الاجدر بكم ان تبتعدوا عن التعاطى مع هذه الاسئلة الصعبة وعسرة الفهم والتى يتعاطى معها المستعدة أذهانهم واللامعين فى ذكائهم (فاننا ننظر الان فى مراة فى لغز )1كو13: 12 لان الحجج المصاحبة للموضوع تفوق طاقات البسطاء العقلية ولكن بما انكم قد سمعتم بهذه الحجج الواهية وبما انه لم يكتفى البعض بالسمع بل قاموا بصنع انقسامات وبهذا يجرحون اصحاب العقول الضعيفة بنفس الضرر الذى اصابهم رأيت من الواجب على ان اقول بعض الاشياء فى الموضوع ولا ابغى من كلامى ان تدخلوا انتم طرفا فى الجدال اللفظى والمعارك الكلامية بل جل قصدى هو انه اذا جأكم احد هؤلاء الناس المنحرفين يمكنكم ان تصدوا افكارهم الغبية المجنونة بنور الحق وهكذا تنجون من اذى اقاصيصهم وبهذا الشكل يمكننا ان نساعد الاخرين كأخوة وان نقنعهم ان يستمروا حاملين فى قلوبهم الايمان السماوى المسلم الى الكنائس من الرسل الالهيين مثل جوهرة نفيسة غالية الثمن

4 –انى حقا اندهش جدا من ان هناك بعض الناس يتشككون بطريقة او باخرى عن اذا ما كان يجب ان نسمى العذراء القديسة ام الله (ثيؤتوكوس) ام لا يجب لانه وبكل بساطة اذا كان ربنا يسوع المسيح هو الله فكيف لا تكون العذراء التى ولدته أم الله ؟ولقد سلم لنا التلاميذ القديسين هذا الايمان حتى ولو لم يذكروا التعبير (ثيؤتوكس ) علانية ولقد تعودنا ان نفكر بهذا الشكل اللاهوتى من ابائنا على يد ابائنا القديسين فأبينا أثناسيوس الطيب الذكر كان جوهرة كبيرة فى تاج عرش كنيسة الاسكندرية لمدة ستة واربعين سنة ولقد واجه سوفوسطائيات الهراطقة الاشرار بالحكمة الرسولية التى لا تقهر وأنعش المسكونة كلها بكتاباته التى صارت بلسما شافيا ذو عبير رجراج لان الجميع قد قبلوا واقروا بارثوذكسيته وورعه وتقواه وصلاحه فلقد ألف لنا كتابا هاما عن الثالوث القدوس المساوى والذى فيه وخاصة فى الجزء الثالث لقب العذراء القديسة (ثيؤتوكس ) وسوف استخدم نفس اقواله وادق كلماته وهى :(ان هذا هو القصد والمعنى الاصيل للاسفار المقدسة وكما قلنا مرات كثيرة وهذا المعنى هو بخصوص المخلص(سوتيراس) فالاسفار المقدسة تحتوى حقيقة واحدة ذات وجهان : الاول انه من جهة الابدية والازلية فهو الله وأنه الابن الكلمة وهو شعاع وحكمة الاب والوجه الثانى هو انه فيما بعد أخذ جسدا من أجلنا من العذراء مريم ام الله الثيؤتوكس وصار انسانا) (ضد الاريوسيين 3 :29) ويضيف قائلا (ولكن يوجد رجال كثيرون انقياء من الخطية فأرمياء تقدس وتطهر من البطن ويوحنا قفز من الفرح فى بطن امه عند سماع صوت العذراء مريم ام الله (ارم 1 :5 لو1: 44 ضد الاريوسيين 3: 33) وهذا الرجل (اثناسيوس) هو جدير بالثقة ويجب علينا ان نعتمد عليه لانه لا يقول ابدا شيئا لا يتفق مع النص الالهى لانه كيف يمكن لهذا الرجل اللامع والبارز والذى حاز على تقدير كل احد من المجتمعين فى المجمع المقدس والعظيم (أعنى هذا المجمع المجتمع فى نيقية ) كيف يمكن أقول ان يحيد عن الحق ؟ ونلاحظ انه فى ذاك الزمان لم يكن يجلس على عرش الاسقفية بل كان اكليريكيا بسيطا ومع ذلك وبسبب حذقه ونقاوة حياته وعقله المتقد الثاقب الذى قلما نجد له نظير فلقد اخذه معه فى هذه المناسبة الاسقف الكسندر الطيب الذكر وصار هذا الاكليريكى الشاب بمثابة الابن للرجل الطاعن فى السن الكسندروس والدليل النافع له فى كل شئ يقوله ويعمله .

5 – هناك بعض الناس يرون ان هذه الامور والحوارات يجب ان توثق من الاسفار المقدسة الموحى بها وهؤلاء الناس يرون ان المجمع المقدس والعظيم فى نيقية لم يسمى ام الرب ام الله ولم يحدد شيئا من هذا القبيل ولهذا يجب علينا ان نعرض الان -حسب الطاقة- كيف اعلن لنا سر التدبير الروحى فى المسيح من خلال الاسفار المقدسة وهذا الامر تكلم عنه الاباء القديسون ووضعوا ا ساس وماهية الايمان العديم اللوم ملهمين بحق الروح القدس لانهم لم يكونوا يتكلمون من انفسهم كما قال المخلص ولكن كان روح الله هو المتكلم فيهم (مت 10 : 20 )وما دمنا قد اظهرنا بالدليل والبرهان ان المولود من مريم العذراء هو الله بالطبيعة فبالتالى فانى اعتقد جازما ان لن يتردد احد فى القول اننا يجب ان نعتبر ونعترف انها يجب ان تدعى ام الله وهذا هو القول الحق وقانون أيماننا يضع الامر هكذا :

6 :أؤمن بألله الاب الكلى القدرة الخالق كل شئ ما يرى وما لا يرى وبرب واحد يسوع المسيح ابن الله الوحيد المولود من الاب اى من جوهره الله من الله نور من نور الله الحق من الله الحق المولود غير المخلوق مساوى للاب فى الجوهر والذى به صنع كل شئ الاشياء التى على الارض والاشياء التى فى السماء والذى من أجلنا نحن البشر ومن أجل خلاصنا نزل الى الارض وصار جسدا وصار انسانا وتألم وقام ثانية فى اليوم الثالث وصعد الى السموات والذى يأتى ليحاسب الاموات والاحياء وأومن بالروح القدس .

7 –ولكن جاء مخترعوا البدع الذين يحفرون لانفسهم وللاخرين خنادق الخراب وسقطوا فى السخافة والحماقة فى أذهانهم لكى يفكروا ويقولوا أن الابن ليس قديم الايام وانه قد جاء الى الوجود من الله الاب بنفس الطريقة وعلى نفس المستوى مع المخلوقات الاخرى(الاريوسية) ولم يستحى هؤلاء الملاعين ان يحسبوا ان له بداية ذاك الذى قبل الدهور وصانع الازمنة ولم يكتفوا بذلك بل ذهبوا الى انه وسيط بين الله والانسان وانه لم يحصل على الرتبة العلوية كاملة كما انه ليس على مستوى الحدود البشرية ونحن نتسأل من يكون هذا اذن الذى الذى لم يرقى الى مستوى العزة الالهية ولكنه يفوق الرتب البشرية فالامر كله غير مفهوم بالمرة ولا يستطيع احد ان يجد مكانا او هدفا لمثل هذا الوسيط بين الخالق والخليقة وهؤلاء الهراطقة بعد أن قاموا بأنزال الابن من عرش الله (لان هذا بالضبط ما فعلوه ) لقبوه (ابن ) و (الله ) وأعتقدوا أنهم من الممكن أن يعبدوه (منفصلا عن الاب )رغم ان الشريعة تحذر صارخة (للرب الهك تسجد وأياه وحده تعبد )(تث 6 :13 ) ولقد حذر الله الاسرائيليين على لسان داود (اسمع يا شعبى فاحذرك يا اسرائيل ان سمعت لى لا يكن فيك اله غريب ولا تسجد لاله اجنبى )مز 81 :10

8 – ولكن الحقيقة ان هؤلاء الناس قد أنحرفوا على ما يبدوا عن طريق الحق القويم واندفعوا نحو حفر وخنادق من الصخر وهذا ما سبق وقاله سليمان بالضبط (قد انحرفوا عن حقلهم ويجمعون العقم فى اياديهم ) امثال 9 :12 ولكن نحن الذين استنارت عقولنا بالنور الالهى والذين اخترنا المفاهيم الافضل من حماقاتهم نحن الذين نتبع ايمان الاباء القديسين فنحن نقول ان الابن قد ولد بشكل الهى يليق بالله من جوهر الله الاب ويجب ان نراه فى اقنومه الخاص ولكن متحدا فى وحدة الجوهر مع والده ونحن نقول ان الابن فى الاب وهو يملك الاب فى داخله ونعترف انه نور من نور الله من الله بالطبيعة ومساوى فى المجد والقدرة وهو بهاء مجده (عب 1 : 3 )ومساوى له فى كل شئ ولا يقل عنه باى شكل من الاشكال واذا اكملنا وشملنا فى حديثنا الروح القدس فنجد الثالوث المقدس المساوى فى الجوهر فى وحدة لاهوتية

9 – ولكن الاسفار المقدسة الموحى بها من الله تقول أن اللوغوس الكلمة قد صار جسدا وهذا معناه انه اتحد بلحم وجسد ذو نفس عاقلة وحسب الاعلانات الانجيلية فقد قام المجمع المقدس العظيم(فى نيقية 325 م) بالقول انه الابن الوحيد المولود ذاته والذى ولد من جوهر الله الاب أنه هو الذى ( به ومن خلاله يقوم كل شئ ) كو 1 :17 وهو الذى جاء من السماء من اجلنا نحن البشر ومن اجل خلاصنا والذى صار جسدا وصار انسانا وتألم وقام ثانية وفى الوقت المحدد سيعود كقاضى ولقد دعى المجمع المقدس كلمة الله (رب واحد يسوع المسيح )ولاحظوا هنا ايها الاباء الموقرين كيف انه هنا بقوله انه يوجد ابن واحد وبتسميته رب والمسيح يسوع فلقد أكدوا فى نفس الوقت أنه قد ولد من الله الاب وانه المولود الوحيد اله من اله نور من نور مولود غير مخلوق مساو للاب فى الجوهر .

10 – ولكن قد يقول احدهم ان اسم ( المسيح) لا ينطبق فقط على عمانوئيل لاننا نجده يطلق على اخرين لانه فى مكان ما فى الكتاب المقدس يقول الله بخصوص الذين اختارهم وقدسهم فى الروح (لا تمسوا مسحائى ولا تسيئو الى انبيائى ) مز 105 :15 فما معنى هذا الكلام ؟حقا انه لما مسح شاؤل كملك لله على يد صموئيل فلقد دعاه داود المتأله (مسيح الرب )1صمو 24 :7 فما معنى هذا الكلام ؟ الا يبدو الامر واضحا تماما لكل من يريد ان يرى ان هؤلاء الذين تبرروا بالايمان بالمسيح وتقدسوا بالروح قد تم تكريمهم بهذا اللقب ؟ على اى حال فلقد اكد النبى حبقوق واعلن سر المسيح والخلاص الذى جاء معه وبه ومن خلاله وذلك قبل حدوثه بزمن حينما قال ( خرجت لخلاص شعبك لخلاص مسيحك ) حبق 3 : 13 وهكذا فان اسم المسيح لم يطلق كما قلت بشكل حصرى على عمانوئيل ولكن على كل واحد مسح بنعمة الروح القدس لان الاسم يأتى من المعنى الذى يشير اليه لان التعبير (مسيح ) يأتى من فعل (يمسح خريزوا)والحكيم يوحنا يؤكد اننا نحن ايضا قد اغتنينا بهذه النعمة العجيبة والمرغوبة حينما قال (واما انتم فلكم مسحة من القدوس )1يو 2 :20 وأيضا يقول (ولا حاجة لكم ان يعلمكم احد بل كما تعلمكم هذه المسحة عينها ) 1يو 2 : 27 ولكن وفى ذات الوقت قيل وكتب عن عمانوئيل ( يسوع الذى من الناصرة كيف مسحه الله بالروح القدس والقوة ) اع 10 : 38 ويؤكد دواد الالهى قائلا (احببت العدل وابغضت الظلم ولهذا مسحك الله الهك بزيت البهجة اكثر من رفقائك )مز 44 :8 وفى هذه الحالة ما هو التفوق الذى يراه المرء فى القديسة العذراء اكثر من باقى النساء حتى ولو قال المرء انها قد ولدت عمانوئيل ؟

لانه سيكون من السخف ان نسمى كل امهات الاشخاص الذين مسحوا (ام المسيح ).

11 –ولكن هناك فارق رهيب يفصل بشكل لا يقبل المقارنة بين مجد وتعالى وتسامى مخلصنا وبين حالتنا البشرية لاننا نحن خدام وهو السيد والرب والله بالطبيعة ولا يمس هذه الحقيقة من بعيد او من قريب انه جاء حسب التدبير الى حالتنا ولهذا فقد سماه بولس المبارك بالمسيح حينما قال (فانكم تعلمون هذا ان كل زان او نجس او طماع الذى هو عابد للاوثان ليس له ميراث فى ملكوت المسيح والله )اف 5 : 5 ولهذا وكما سبق وقلت فكما يمكن ان يسمى اخرون وعن حق بالمسحاء بسبب انهم مسحوا الا ان عمانوئيل هو المسيح الوحيد الذى هو الله الحقيقى ولهذا وعلى نفس القياس فالانسان لا يخطئ اذا قال عن امهات اولئك الممسوحين انهم امهات المسيح ولكنهم وبكل تأكيد ليسوا امهات الله لانه بالمقارنة بهم فان العذراء مريم فقط يمكن ان تسمى ام المسيح وام الله لانها اى العذراء لم تلد مجرد انسان مثلنا بل ولدت لوغوس الله الاب الذى صار جسدا واصبح انسانا ونحن وحتى لو كنا ندعى الهة بالنعمة ولكن الابن ليس الها بهذا الشكل ولكنه الها بالطبيعة وبالحق حتى ولو صار جسدا .

12 –ربما تقولون قل لنا اذن هل صارت العذراء ام اللاهوت ؟ وهكذا نجيب انه وبدون ادنى شك ان الكلمة الحى والمساوى فى الجوهر قد ولد من ذات جوهر الله ابيه واخذ وجوده بدون بداية زمانية اى انه موجود ازليا مع الذى ولده ونحن ندركه كموجود فيه ومعه ولكن فى هذه الزمان الاخير صار جسدا اى انه اتحد بلحم ودم ذو نفس عاقلة وقيل عنه انه قد ولد من امراة بشكل بشرى وهذا السر الخاص بولادة الكلمة يشبه الى حد كبير-مع الفارق بالطبع- سر ولادتنا نحن البشر فان الامهات الارضيات يساعدون الطبيعة فى عملية الولادة حينما يحملون الجنين فى ارحامهم والذى فى وقت قصير وبعمل الهى عجيب يزداد حجمه ويصير كائنا حيا وهكذا الله يعطى الروح للمخلوق الحى بطريقة يعرفها هو وحده لانه هو ( جابل روح الانسان داخله )زك 12 :1 كما يقول النبى . ولكن الكلمة اللوغوس يختلف عن الجسد وعن النفس ولكن حتى ولو ولدت اولئك الامهات الاجساد الارضية فقط الا اننا نقول انهم قد ولدوا كل الكائن الحى اعنى الجسد والنفس ولا نقول انهن قد ولدن جزء من الانسان ولنأخذ مثلا فلا اعتقد ان احدنا سيقول ان اليصابات هى ام جسد يوحنا فقط وليست ام يوحنا نفسه للسبب البسيط انها قد ولدت المعمدان والذى الى جانب جسده يحمل نفسا حية وتعال لنأخذ المثل ونقول انه شئ مثل هذا قد حدث فى ولادة عمانوئيل وكما سبق وقلت واكرر ان اللوغوس المولود قد ولد من جوهر الله الاب ولكنه بما انه اخذ جسدا وجعله جسده الخاص فقد دعى ابن الانسان وصار مثلنا ولهذا لا يوجد غرابة فى ان نقول (فى الواقع من الضرورى الاعتراف بذلك ) انه قد ولد من امرأة حسب الجسد وفى الواقع فان نفس اى انسان تتشكل مع جسده وتصير واحدة معه وفى نفس الوقت هى مختلفة عنه بحكم تكوينها اما اذا اصر احدهم على ان ام هذا الشخص او ذاك هى ام الجسد وليست ام النفس فهذا هذيان ممل وكما قلت واكرر ان الام تلد مخلوق حى مكون من عوامل وعناصر متعددة وهذه العناصر تكون انسان واحد مكون من عنصرين وكل عنصر يبقى على خصوصيته بينما يتحدان فى اتحاد طبيعى وكل عنصر يقبل باختلاط خواصه الخاصة مع العنصر الاخر (اتحاد الخواص )communicatio idiomatum

13 – الامر سهل ولا يحتاج لجهد ان نظهر انه فى حالة المسيح الوحدة مقررة ومحددة ودعونا نفحص اذا اردتم أقوال بولس المغبوط ويجب ان نعطى هذه الاقوال الاهتمام اللازم فهو يقول بخصوص الابن المولود الوحيد (الذى اذ كان فى صورة الله لم يحسب خلسة أن يكون معادلا لله لكنه أخلى نفسه اخذا صورة عبد صائرا فى شبه الناس واذ وجد فى الهيئة كانسان وضع نفسه )فى 2 : 6-8 من هو اذن الذى فى صورة الله ؟ومن هو الذى لم يحسب اختلاسا ان يكون مساويا لله ؟ وبأى شكل أخلى ذاته ؟وكيف نزل الى مستوى التواضع والاذلال حتى فى شكل العبد ؟هناك البعض يقسمون الرب يسوع المسيح الى اثنين اى الى انسان جنبا الى جنب مع كلمة الله الاب ومع ان هؤلاء الناس يؤكدون ان الذى أخلى ذاته هو الذى جاء من العذراء القديسة وهكذا يفصلون بينه وبين كلمة الله ولو كان الامر هكذا ليتهم يشرحون كيف قبل ذلك يكون فى صورة ومساوى للاب وكيف يخلى ذاته لامر لم يكن يتمتع به قبلا ؟لانه لا يوجد شئ من المخلوقات يرقى الى مرتبة المساواة مع الاب كيف يقال انه اخلى نفسه اذا كان مجرد انسانا بالطبيعة وانه قد ولد من امراة مثلنا ؟ وكيف نفهم انه قد اخذ شكل العبد (وهذا يعنى انه لم يكن عبدا من البدء )اذا كان بالطبيعة يحسب فى عداد الخدام وتحت نير العبيد ؟

14 –ولعلهم سيجاوبون قائلين نعم ان الابن بالطبيعة وبالحقيقة هو الابن الحر اى كلمة الله الاب والذى هو على صوره والده ومساوى له وسكن فى انسان مولود من امراة وهذا هو معنى انه اخلى ذاته وهذا هو جوهر التواضع والمجئ فى شكل العبد ؟ جيد يا اصدقائى هل يكفى حقيقة ان كلمة الله يسكن فى لكى يفيد ذلك ضمنا انه اخلاء الذات ؟ هل يكفى ان نطمئن الى القول بانه هكذا اخذ شكل العبد او ان ذلك يفسر كيف جازالتواضع حتى الاذلال حتى ولو سمعته يقول لرسله القديسين (الذى يحبنى يحفظ وصاياى ويحبه ابى واليه ناتى ونصنع مسكنا )يو 14 :23 هل تسمعون قوله فهو يقول لنا انه هو وابيه سيسكنون فى الذين يحبونه فهل نستنتج من ذلك ان الاب نفسه قد اخلى ذاته وانه قد شارك فى نفس اخلاء الابن لذاته واخذ شكل العبد لانه هو نفسه يصنع مسكنه فى النفوس التى تحبه ؟ وماذا عن الروح القدس الذى يحل فينا ايضا ؟هل هو ايضا تمم تدبير التجسد الذى نقول انه تم بواسطة الابن فقط من اجل حياتنا وخلاصنا كلنا ؟فلنبتعد عن هذه السخافات والحماقات التى بلا معنى

15 –ان الكلمة اذن هو الذى هو فى صورة الله الاب والمساوى له وهو الذى وضع نفسه وصار جسدا كما يقول يوحنا وولد من أمرأة ولكنه يملك ميلادا من الله الاب والذى ارتضى ان ياخذ حالتنا ويتحد بنا من اجلناوليتفضل هؤلاء الناس ان يعلموننا كيف نفهم او ندعو كلمة الله الاب مسيحا ؟فلو كان يدعى المسيح لانه مسح فهل الاب مسحه بالزيت او بالروح القدس ؟فلو قالوا ان الكلمة الالهية المولود من الله هو الذى مسح ولكنهم فى جهلهم أخطأوا فى طبيعة الابن المولود وخلطوا سر التدبير بالجسد لان الكلمة هو الذى مسح بالروح وهكذا يعترفون ارادوا او لم يريدوا ان الكلمة وجد فى اوقات سابقة (قبل ان يمسح ) كما لو كان تعوزه القداسة ولم يكن مشاركا فى الهبة التى وهبت له لاحقا ولكن اى شئ تعوزه القداسة هو متغير بالطبيعة ولا يمكن ان يعتبر بلا خطية او فوق مستوى التعدى وهذا معناه انه قابل للتغير للافضل وفى هذه الحالة كيف يكون دائما هو نفسه ولا يتغير ؟ واذا كان الكلمة (وهو الله وعلى صورة الاب ومساوى له ) قد مسح وتقدس وهنا قد قد يقول قائل وقد انحرف من الواقع الى المفاهيم الغبية ان الاب نفسه يحتاج الى التقديس او ان الابن هنا يظهر انه اعظم من الاب مادام هو قد تقدس مع انه قبل التقديس كان مساويا للاب وفى صورة الله بينما بقى ابوه فى الحالة التى هو عليها دائما وسيظل عليها ولم يحصل على هذا النمو نحو الاشياء الافضل من خلال التقديس كما صار للابن وهنا لابد للروح ان يصير أعظم من الاب والابن لانه هو الذى يقدس وذلك لو كان الاتى صحيحا (وبدون كل مشاجرة الاصغر يبارك من الاكبر )عب 7 : 7 ولكن كل هذه الحجج عبارة عن خداع وتصفيق فى الهواء وضجيج اناس مسهم الجنون وذلك لان الثالوت القدوس المساوى هو قدوس بالطبيعة فالاب قدوس وبنفس الطريقة فالابن قدوس فى الجوهر وهكذا الروح وفيما يتعلق بطبيعة الابن الخاصة فان كلمة الله من حيث طبيعته الخاصة لا يتقدس ابدا

16 –فأذا اعتقد احدهم بان ذاك الذى ولد من القديسة العذراء قد مسح و تقدس بشكل منفصل ولهذا السبب سمى مسيحا فليقل لنا اذا ما كانت هذه المسحة كافية لتكشف لنا هذا الممسوح كممجد ومتوج على العرش مع الله الذ هو فوق الكل ؟واذا كانت المسحة كافية وقالوا لنا ان هذا هو الحال اذن فلتلاحظوا اننا نحن ايضا قد مسحنا كما قال يوحنا الالهى وشهد قائلا (واما انتم فلكم مسحة من القدوس )1يو 2 :20 فهل نستنتج من ذلك اننا نحن ايضا نكون على نفس المستوى مثل الله ؟لانه فى هذه الحال وفى وجهة نظرى لا يكون هناك سبب يمنع من ان نجلس مع الله مثل عمانوئيل نفسه فالله قال له (أجلس عن يمينى واضع اعدائك موطئا لقدميك )مز110 :1 وهل فى هذه الحالة يجب على الارواح السمائية ان تقدم لنا السجود ؟لانه قيل ايضا (ومتى ادخل البكر الى العالم فلتسجد له كل ملائكة الله )عب 1 :6 ولكن الحقيقة انه فى حالتنا فحتى لو كنا قد مسحنا بالروح القدس واغتنينا بنعمة البنوة وحتى لو دعينا (الهة ) فنحن رغم كل هذه النعم لا نجهل محدوديات طبيعتنا نحن من الارض وننتسب لطبقة الخدام ولكنه هو لا يقع فى المحدودية التى تنطبق علينا لانه ابن بالطبيعة وبالحق وهو رب الكل وهو من السماء

17 –وما دمنا قد اخترنا ان نفكر بشكل سليم فأننا وبكل تأكيد لا نقول ان الله قد صار اب للجسد ولا نقول ان طبيعة اللاهوت قد ولدت من أمرأة قبل ان تأخذ الحالة البشرية فنحن نسجد ونعبد رب واحد يسوع المسيح لان الكلمة مولود من الله والانسان الذى ولد ولادة كاملة من العذراء قد اتحد به فنحن لا نعزل الابن من دائرة اللاهوت بسبب الجسد ولا نخفضه الى مستوى مجرد انسان بسبب مشابهته لنا وهذه هى الطريقة التى يجب ان تفكروا بها ان الكلمة مولود من الله وقد جاز طوعا عملية الاخلاء وهكذا اخلى ذاته بهذا الشكل الذى اخذ فيه شكل العبد بالرغم من انه وحسب طبيعته الخاصةحر من كل عبودية(لانه يمسك نسل ابراهيم )عب 2 :17 لان القانون الفلسفى يقول ان الشئ الذى صنع مشابها لشئ اخر يجب ان ينتقل من حالة اللاشبه الى الشبه(الشبه يالشبيه يعرف)

18 –لقد انحدر كلمة الله من نسل ابراهيم وشارك فى اللحم والدم وصنع له جسدا خاصا من أمرأة وذلك حتى من خلال الاتحاد يفه انه كاله صار انسانا مثلنا فبكل تأكيد فان عمانوئيل يتكون من حقيقتين اللاهوت والناسوت وبكل تأكيد فان الرب يسوع المسيح الواحد والذى هو الابن الوحيد الحقيقى هو فى نفس الوقت الله وانسان فهو لم يصير الها بنفس الطريقة التى صار بها الاخرون اى بالنعمة ولكنه هو الله الحقيقى وقد اعلن لنا فى فى هيئة بشرية وبولس الالهى يؤكد ذلك قائلا ( لما جاء ملء الزمان ارسل الله ابنه مولودا من امراة تحت الناموس ليفتدى الذين تحت الناموس لننال التبنى )غلا 4 :4-5 اذن من هو الذى ارسل خاضعا للناموس وولد من امرأة حسب ما قلت مادام صار انسانا وخضع للناموس حتى يصير مشابها لاخوته فى كل شئ (عب 2 :17 )وعلى حال فقد دفع الجزية مع بطرس حسب شريعة موسى ولكنه علمنا انه حر كأبن واعظم من الشريعة كاله حتى ولو كان قد قبل الخضوع للناموس كانسان لانه قال (.ممن يأخذ ملوك الارض الجباية او الجزية امن بنيهم ام من الاجانب فاجاب بطرس من الاجانب قال له يسوع اذا البنون احرار ........)مت 17 :25-26 اذن من الواضح جدا ان كلمة الله لم يكن ممكنا ان يدعى (مسيح) مادام كان موجودا خارج الجسد اى مستقلا بينما صارت هذه التسمية وهذا التعيين ملائما له حينما صار انسانا.

تعالوا اذن يا احبائى دعونا نعرض للامر غير لاجئيين لاى مصدر اخر غير الاسفار المقدسة لاثبات حقيقة انه الله بالطبيعة ولقد اتحد بجسده الخاص ومادام قد ثبت صحة هذا الكلام مما سبق وشرحناه لإاننا اذن نقدر ان وتبعا لما سبق وكنتيجة طبيعة أن القديسة العذراء هى أم الله

19 –ولهذا السبب اعلن النبى أشعياء قبل الاحداث بزمن بأن وقبل ان يصير الابن انسانا ولكنه كان قد قارب على الظهور فى هئية انسان حينما قال (شددوا الايادى المسترخية والركب المرتعشة ثبتوها قولوا لخائفى القلوب تشددوا هوذا الهكم الانتقام ياتى جزاء الله هو ياتى ويخلصكم حينئذ تتفتح عيون العمى واذان الصم تتفتح حينئذ يقفز الاعرج كالايل ويترنم لسان الاخرس لانه قد انفجرت فى البرية مياه وانهار فى القفر ) اش 35 :3- 4 لاحظوا كيف وهو يتكلم بالروح يسمى عمانوئيل رب ويدعوه الله لان اشعياء علم بالروح انه انسان حاملا الله ولا هو يحسب فى عداد الالات او كالة ولكنه الله الحقيقى الذى صار انسانا لانه حينئذ فتحت اعين العميان وانفتحت اذان الصم وقفز الاعرج كالايل وانفك لسان الصم هذه هى الكيفية التى علم بها الروح القدس الانجيليين القديسين لكى يعلنوا الحق ( على جبل عال أصعدى يا مبشرة صهيون أرفعى صوتك بقوة يا مبشرة أورشليم ارفعى لا تخافى قولى لمدن يهوذا هوذا الهك هو ذا السيد الرب بقوة يأتى وذراعه تحكم له هوذا اجرته معه وعملته قدامه كراع يرعى قطيعه بذراعه يجمع الحملان وفى حضنه يحملها ويقود المرضعات )اش 40 :9-11والحقيقة ان ربنا يسوع قد ظهر لنا ملكا قوة الله والملك والسلطان فى يمينه اى السلطة والسيادة ولهذا السبب قال للابرص (اريد فاطهر )مت 8 :3 ولمس الكفن واقام الميت ابن الارملة ) لو 7 : 14

20 –ولقد جمع الحملان معا لانه هو الراعى الصالح الذى يبذل نفسه عن الخراف ولهذا السبب قال (كما ان الاب يعرفنى واعرف الاب وانا اضع نفسى عن الخراف ولى خراف اخر ليست من هذه الحظيرة ينبغى ان اتى بتلك ايضا ) يو 10 :15-16 وحينما بدأ يوحنا الالهى المعمدان البشارة بيسوع لم يعلنه كمجرد الة فى يد اللاهوت ولا كانسان حامل الله كما يدعى البعض بل اعلنه وبشر به كالله فى الجسد وبالجسد (اى صار انسانا ) وذلك لكل سكان اليهودية حينما قال (أعدوا طريق الرب اصنعوا سبله مستقيمة ) مت 3 :3 عن اى طريق يقصد ان نعد له ان لم يكن طريق المسيح اى الكلمة الظاهر فى هيئة انسان وفى رأيئى فان بولس الالهى كان شاهدا مقتدرا للايمان حينما قال (فماذا نقول اذا كان الله معنا فمن علينا فالذى لم يشفق على ابنه الوحيد بل بذله لاجلنا كيف لا يهبنا معه (رو 8 :31 -32 )ولكن ارجوكم اخبرونى كيف يمكن للذى ولد من القديسة العذراء ان يفهم كابن الله الخاص ؟ هل هى مثل اى انسان يدعو انسانا اخر ابنا له ؟ او هو نتاج اى كائن حى اخر ليس شئ من ذلك بل انه ابن الله اى من كيانه ووجوده فكيف يسمى وباى معنى يدعى المسيح ابن الله الخاص هو الذى اعطاه الله الاب ووهبه من اجل حياة وخلاص الكل ؟ فهو (الذى اسلم لاجل معاصينا ) رو4 :25 وهو الذى حمل خطايا الكثيرين فى جسده على الخشبة كما يقول النبى اشعياء (اش 53 :12 و 1بط 2 :24 ) اذن من الواضح انه بمجرد حدوث الوحدة فقد كشفت عمانوئيل(المولود من القديسة مريم ) كابن الله الخاص لان الجسد الذى ولد منه ليس اى جسد ولكنه الجسد الخاص لذاك الذى يدعى الكلمة كلمة الاب

21 –اذا لو تجرأ احد ونسب له انه مجرد الة اى وظيفة الية فهو ينكر اراد ام لم يريد انه ابن الحق دعونا نتصور من اجل اقامة الحجة اننا سنحضر انسانا وليكن لهذا الانسان ابنا موهوب فى العزف على القيثارة وانع يغنى بشكل جميل فهل يقبل هذا الرجل ان يعتبر ان القيثارة ووظيفة الغناء على نفس مستوى ابنه ؟لان القيثارة لها وظيفة وهى اظهار الموهبةلان الابن وبدون الالة هو هو ابن ابيه واذا جادل احدهم بان المولود من امراة له وظيفة وخدمة فلابد ان يجرى المجزات بواسطته وايات الانجيل تضئ من خلاله فبالتالى علينا ان نعتبر كل واحد من الانبياء الة فى يد اللاهوت فهل لا يقف هنا الكاهن السرائرى موسى امام الجميع هنا لانه رفع عصاه وحول الانهار الى دم لقد قسم النهر واخبر شعب اسرائيل ان يعبروا وسط النهر وبضربه الصخرة جعلها ينابيع ماء وصار اول وسيط بين الله والناس وكان خادما للناموس ومعلم للشعب ولكن هناك شئ اكثر من ذلك فى حالة المسيح ؟فلو كان مثل الباقين الذين اتوا قبله ولو انه اخذ فقط درجة ووظيفة مجرد الة فبالتالى لا يكون له الحق فى ان يتفوق عليهم بالمرة وسيبدوا ان ما يقوله الالهى داود كلاما غير معقول حينما يقول عنه (لانه من فى السماء يعادل الرب من يشبه الرب بين ابناء الله )مز89 :6

22 –ولكن الحكيم بولس يضع موسى فى مصاف الخدام ويدعو الذى ولد من امراة حسب التدبير اى المسيح يدعوه الله والرب فى ان واحد ويقول (من ثم ايه الاخوة القديسون شركاء الدعوة السماوية لاحظوا رسول اعترافنا ورئيس كهنته المسيح يسوع حال كونه امينا للذى اقامه كما كان موسى ايضا فى كل بيته فان هذا قد حسب اهلا لمجد اكثر من موسى بمقدار ما لباقى البيت من كرامة اكثر من البيت لان كل بيت يبنيه انسان ما ولكن بانى الكل هو الله وموسى كان امينا فى كل بيته كخادم شهادة للعتيد ان يتكلم به واما المسيح فكابن على بيته وبيته نحن ان تمسكنا بثقة الرجاء وافتخاره ثابتة الى النهاية)عب 3 :1-6 لاحظوا هنا كيف وازن الرسول بولس بين محدود ية انسانيته وايضا نسب اليه تفوق مجده السماوى والكرامات التى تليق باللاهوت فالقول بانه (رئيس كهنة ورسول ) والقول انه (امينا لمن اقامه ) فهو يقول بانه مكرم بدرجة اعلى من موسى بنفس الدرجة التى عليها بانى البيت له كرامة اكثر من البيت نفسه ويضيف قائلا ( ان كل بيت بناه انسان اما الله فهو بانى كل شئ ) فموسى الالهى قد ادرج من ضمن الامور التى بنيت او صنعت بينما المسيح اظهر انه بانى كل شئ وبما انه بقول ان كل شئ قد بنى من الله فمن الضرورى اذن ان يكون المسيح الله حقيقى فموسى كان امينا فى بيته كخادم ولكن المسيح كان امينا على بيته وبيته نحن وكما قال الله من خلال اقوال الانبياء (انا اسير معهم واسكن فى وسطهم واكون لهم الها ويكونون لى شعبا )لا 26 : 12 و2كو 6 :16 )

23 –وربما يقول قائل : وكيف نفهم الفارق بي موسى ووالمسيح اذا كان كل منهم قد ولد من امرأة ؟ كيف يكون الواحد خادما وامينا فى كل بيته والاخر رب بالطبيعةوكابن فى بيته الذى هو نحن ؟فى رأيى ان كل شئ واضح والقضية واضحة لكل واحد اذا ما اقتنوا الحس الرفيع والذوق وشاركوا فى فكر المسيح كما يقول المبارك بولس فالاول هو انسان تحت نير العبودية والاخر حر وبالطبيعة الله وصانع كل شئ والذى اخلى ذاته بارادته من اجلنا وهذا الاخلاء لم ينزع عنه امجاد الله اللائقة به ولا تحرفه عن تعاليه على كل شئ فكما اننا اغتنينا بروحه (لانه يسكن فى قلوبنا )ونعد من بين الاطفال ولم نتغرب عن حالتنا الواقعية لاننا بشر بالطبيعة بالرغم اننا نقول لله (يا اب الاب يا بابا ) بنفس الطريقة هو كلمة الله الذى ولد من كيان الله الاب وكرم طبيعتنا باخذه الواقع البشرى ولكنه لم ينحرف عن تساميه وعلوه ولكنه بقى الله حتى فى انسانيته ولهذا السببب نحن لا نقول ان الهيكل الجسد الذى اخذ من العذراء القديسة قد اخذ كالة كمجرد الة ولكننا نتبع فا ايماننا الاسفار المقدسة واقوال القديسين ونتمسك بان الكلمة صار جسدا بالمعانى التى سبق وعرضناها ةوشرحناها ولقد قدم حياته عنا الان موته سيكون خلاصا للعالم من اجل ذلك (احتمل الصليب مستهينا بالخزى ) عب 12 :2 ورغم ذلك فكالله فهو الحياة بالطبيعة فكيف نقول ان الحياة تموت ؟ لان الحياة قد ذاقت الموت فى جسدها الخاص لكى تعلن كحياة حينما تحضر الجسد للحياة مرة اخرى

24 –تعالوا الان لنفحص بتمعن كيفية موتنا نحن فى رايى ان هذا الامر يفوق اسئلة البشر ولكن جل ما يحدث لنا نسميه (موت انسان )وهذه هى الطريقة التى تفهم بها فى حالة عمانوئيل لانه وهو الكلمة الا انه من ناحية جسده مولود من امراة وسلمته للموت فى الوقت المعين ولكنه لم يعانى الموت فى طبيعته الخاصة لانه هو الحياة وواهب الحياة ولكنه جعل امور الجسد امورا خاصة به حتى يقال ان الالام هى الامه والامر يصدق على قيامته من اجل الجميع لانه مات من اجل فداء الجميع لكى يفدى كل ما تحت السموات بدمه ولكى يقتنى لله الاب كل ما موجود على وجه الارض ولقد اعلن المبارك اشعياء الحقيقة حينما قال بالروح (لذلك اقسم له بين الاعزاء ومع العظماء اقسم له ومع العظماء يقسم غنيمة من اجل انه سكب للموت نفسه واحصى مع اثمة وهو حمل خطايا كثيرين وشفع فى المذنبيين )اش 53 :12

25 –المستحق وحده اكثر من اى احد وضع حياته من اجل كل احد من اجل الجميع ولفترة زمنية محددة وقصيرة وحسب التدبير سمح للموت بان ياخذ جسده ولكنه كحياة دمر الموت ورفض ان يعانى من اى شئ يتناقض مع طبيعته الخاصة وفعل ذلك لكى يضمحل الفساد من اجساد الجميع وهكذا ينهدم ملكوت الموت ( لانه كما فى ادم يموت الجميع هكذا فى المسيح يحيا الجميع )1كو 15 :22 لانه لو لم يعانى الالام لاجلنا كانسان ما كان قد استطاع ان يحقق خلاصنا كألله ولهذا فاولا قيل انه مات كانسان ولكنه عاد للحياة مرة اخرى لانه الله بالطبيعة لانه لو لم يكن قد خضع للموت حسب الجسد كما تشهد الكتب لما كان قد صار حيا فى الروح من ناحية ولانه لم يكن قد عاد الى الحياة بعد الموت واذا كان الامر هكذا (فباطل ايماننا نحن بعد فى خطايانا )1كو 15 : 17 لاننا اعتمدنا لموته كما يقول السعيد بولس وحصلنا على غفران خطايانا من خلال دمه (رو 6 :3 )

26 –اما اذا كان المسيح لا هو ابن حقيقى ولا هو الله بالطبيعة ولكنه مجرد انسان مثلنا والة فى يد اللاهوت فى هذه الحالة وبالتأكيد نحن لم نخلص فى الله وبالله بل قد خلصنا بشخص مثلنا والذى مات من اجلنا واقيم بواسطة بعض القوى الابدية والسؤال فى هذه الحالة هو كيف يكون الموت قد دمر فى المسيح او كيف يكون المسيح قد اباد الموت ؟(1كو 15 :54 )ومع ذلك فقد سمعته يقول عن حياته الخاصة (لا احد ياخذها منى لانى اضعها بارادتى لانه لى سلطان ان اضعها وان اخذها )يو 10 : 18 لان الذى لم يعرف الموت قد نزل الى مستوى الموت معنا ومن خلال جسده الخاص حتى نقوم نحن معة للحياة وحينما عاد الى الحياة سلب الجحيم ليس كانسان مثلنا بل كالله معنا ولاجلنا فى الجسد وهكذا اغتنت وتزينت طبيعتنا فيه اولا بعدم الفساد وسحق الموت بعد ان قام بهجوم عدوانى ضد جسد الحياة ذاتها وكما هزم الموت فى ادم هكذا فقد دمر فى المسيح ولقد خصص المغنى السماوى اناشيد النصرة للذى قام من بين الاموات من اجلنا لاجلنا وبالنيابة عنا لله الاب فى السماء وذلك لكى يجعل السماء فى متناول كل الساكنين على الارض وقال (رنموا لله رنموا رنموا لملكنا رنموا لان الله قد ملك على كل الارض كلها رنموا قصيدة)مز 46 : 6-8 والمبارك بولس قال عنه فى موضع اخر (الذى نزل هو الذى صعد لكى يملاء الكل فى الكل )اف 4 :10

27 –اذا وفى الاجمال فان المصلوب هو الله الحقيقى والملك بالطبيعة فقد دعى ملك المجد (1كو 2 :8 )فكيف يكون لدى اى احد شكوكا ولو مقدار ذرة حول تسمية القديسة العذراء (ام الله ) فلنعبده كواحد ونسجد له كواحد ولا نمزقه الى اثنين بعد الاتحاد وهنا سيسخر منا اليهودى الغير التقى لانه وقتها سيعرف ويقتنع انه لم يخطئ الى انسان مثلنا بل اخطأ الى الله نفسه مخلص الجميع دعوه اذن يصغى الى الاتى (ويل للامة الخاطئة الشعب الثقيل الاثم نسل فاعلى الشر اولاد مفسدين )اش :4:1 وبنفس الشكل فان اولاد الاغريق لن يستطيعوا مرة اخرى ان يسخروا من ايمان المسيحيين لاننا لم نعبد ولم نسجد لمجرد انسان حاشا لكن لله بالطبيعة لاننا رأينا مجده بالرغم انه جاء كما نحن بشرا وبقى كما هو الها ليكن المجد لله الاب بالابن ومن خلال الابن مع الروح القدس واهب الحياة من جيل الى جيل امين (تم ترجمة هذه الرسالة من كتاب

Saint Cyril of Alexandria and the Christological Controversy by John Mcgckin edited by by St

Vladimir s Seminary Press Crestwood ,New York 10707,2004 pp 245- 261

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire