dimanche 27 mars 2016

القيامة والدخول الى الراحة


القيامة والدخول الى الراحة

الاب اثناسيوس اسحق حنين ---اليونان

لقد مات الرب يسوع يوم الجمعة اى يوم الاستعداد (باراسكيفى ) ووضعوا جسد الرب فى قبر جديد والذى كان بالقرب من البستان حيث صلب (يو 19 : 41 ) والذى كفن جسد يسوع هو يوسف الرامى الذى حسب رواية ق. لوقا (كان هو ايضا ينتظر ملكوت الله )لو 23 :51 وحسب عادات اليهود فلقد اخذ الجسد المصلوب ودفنه فى نفس اليوم (تث 21 : 23 ) واستمر الجسد فى القبر يوم السبت اى اليوم السابع وهذا يرمز الى حقبة من التاريخ قد انتهت وبدأت حقبة جديدة ويمثل يوم الجمعة العهد القديم وهو اليوم الذى خلق الله فيه الانسان فى سفر التكوين واليوم الذى دفن فيه الرب يشير الى بداية العهد الجديد عهد الكنيسة ودفن جسد يسوع يشير الى الراحة ويرى الاباء ان موسى قد تكلم رمزيا عن هذا اليوم السابع الذى باركه الرب واستراح فيه (تك 2 :2 ) فلقد دفن الرب السبت فى جسده فى القبر حيث استراح وحوله بالقيامة الى يوم الاحد محققا فى نفسه سر التدبير الالهى كما نصلى فى الكنيسة (واكملت التدبير بالجسد ).

وهنا تأخذ الراحة (انابافسيس ) معناها الجديد ويشير القديس ذهبى الفم الى ان (راحة ) المسيح له المجد هى ثالث راحة وهى تحقيق لرمزين من الراحة فى العهد القديم الاولى راحة الله فى يوم السبت بعد ان خلق الانسان (تك 2 :2 ) والثانية هى راحة شعب الله فى بقيادة يشوع (يش 4 : 6---8 ) والراحة الثالثة هى راحة المسيح فى القبر وبينما يعتبر الاباء الراحتين الاولتين راحات مؤقته ورموز فان الراحة الثالثة راحة المصلوب تسير بنا الى الراحة الابدية والتى دخل فيها شعب الله والتى تحتاج الى جهاد كبير وتوبات ونعمة (لانه لو كان يشوع قد اراحهم لما تكلم عن بعد ذلك عن يوم اخر(يوم الرب بعد القيامة ) اذ بقيت راحة لشعب الله ....فلنجتهد ان ندخل تلك الراحة لئلا يسقط احد فى عبرة العصيان هذه عينها ) عب 4 : 1—10 ولقد سبق واعطى الله لداود رؤية لذلك اليوم الذى سيريحه فيه من جميع اعدائه (2صمو 7 ---11 ) وهذه اشارات رمزية وسرية للراحة الكبرى راحة الملكوت التى ادخلنا فيها ابن الله بتجسده وصلبه ووقيامته .

وهناك اشارات كثيرة فى الكتاب المقدس الى ان ( يسوع ) هو الذىاعطى راحة السبت معناها الحقيقى فمقدمة بشارة ق. متى والتى تذكر نسب يسوع من داود والتى قسمت الى ست مجموعات كل منها من سبع اشخاص وبهذا الشكل يكون المسيح قد حققق عصرين العدد السادس الذى انتهى بالامه واليوم السابع يوم دفنه اى يوم الراحة الابدية واما ق. لوقا فيؤسس انساب المسيح على العدد سبعة ويعطى سبعة وسبعين اسما من ادم للمسيح والمسيح اشار الى نفسه على انه رب السبت (مر 2 : 28 ) وهنا تاخذ دعوة الرب يسوع معناها اللاهوتى والاكلسيولوجى الروحى والاسخاتولوجى ( تعالوا الى يا جميع المتعبين والثقيلى الاحمال وانا اريحكم احملوا نيرى عليكم لانى نيرى هين وحملى خفيف فتجدوا راحة (انابافسيس ) لنفوسكم ) مت 11 : 28 .

ان راحة الرب فى القبر هى بداية امر قديم وبداية امر جديد وهذا الجديد ليس هو مجرد عهد النعمة والاعمال الصالحة والتوقف عن الشرور فقط بل هو الى جانب ذلك وبشكل خاص بداية عهد الخليقة الجديدة وهنا يقول القديس اثناسيوس فى شرحه للرسالة الى العبرانيين ( انه حينما ظهر شعب الله الخليقة الجديدة الجديد بالقيامة لم يطلب منه ان يحتفل بسبت الخليقة القديمة بل ان يطلب بداية الخليقة الجديدة وهو الاحد وما هى هذه البداية الجديدة غير اليوم الذى قام فيه ربنا من بين الاموات ففى هذه اللحظة بدأت الخليقة الجديدة كما يؤكد لنا الرسول بولس ( ان كان احد فى المسيح فهو خليقة جديدة الاشياء العتيقة قد مضت هو ذا الكل قد صار جديدا )2كو 5 : 17 فالخليقة الجديد ليس لها نهاية فالله لم يتوقف عن العمل ولهذا فنحن المسيحيون لا نحفظ السبت ولا نستريح فى هذا اليوم لكى نصنع منه ذكرى ولكننا ننظر سبت السبوت الاتى اليوم الذى لن ترى فيه الخليقة الجديدة نهاية بل احتفال دائم فلقد دبر الله السبت الاول لكى نعرف نهاية سبت وبداية السبت الجديد ولكن نحن الذين ننتمى للخليقة الجديدة لا نحفظ السبت القديم فنحن نعرف بداية جديدة وهى يوم الرب (رؤ 1 : 10 ) ونعمة يوم الاحد ليس لها نهاية ) واليوم الذى بعد السبت هو يوم الاحد (كيرياكى ) اى يوم الرب وهذا اليوم هو يوم الرب لانه يوم القيامة الاحد الكبير واليوم الذى قام فيه الرب من الفى عام هو ( ايقونة ) اليوم الواحد والذى سوف يأتى بعد سبع اايام التاريخ وهذا الاحد الفصحى هو شركة فى يوم الثامن العتيد وهذا اليوم الثامن سيكون يوم الراحة الكبرى يوم تجلى الخليقة اليوم الذى وصفه هيلاريوس اسقف بواتييه على انه الاحتفال باليوم الثامن ككمال يوم السبت والفصح فى العهد الجديد هو احد الاحاد وهو حسب القديس باسليوس ( صورة الدهر الاتى الابدى ) كما انه قيامة المسيح هى صورة لقيامتنا ولهذا فالمسيح هو البكر من الاموات (رؤ 1 : 5 و كو 1 : 18 ) وهو ايضا (والان قد قام المسيح وصار باكورة الراقدين ) ويقول القديس اغريغوريوس اللاهوتى ( ان احد الفصح هو يوم الخلاص وهو يوم الخليقة الجديدة )

والكنيسة الام تعلمنا فى طقوسها تعاليم لاهوتية وروحية نافعة وبخصوص موضوع الراحة فالكنيسة تقراء المزمور الثالث والعشرين ( الرب راعى فلا يعوزنى شئ فى مراع خضر يربضنى الى مياه الراحة يوردنى ) فى صلوات الساعة الثالثة التى حل فيها الروح القدس على التلاميذ فالراحة حسب المزمور الحافل بالاشارات الليتورجية والطقسية الرائعة هى راحة يوم الاحد حيث يقودنا الرب الى مراع خضر ويهيئ امامنا مائدة الافخارستيا والى مياه الراحة يوردنا حيث عمل الروح القدس الذى بمواهبه وعطاياه والهاماته يريح النفس المتعبة ويحولها الى ينبوع راحة للاخرين ولهذا تحرص كنيستنا على طقس رش المياه عند صرف الشعب لانه تحقيق لنبوة حزقيال عن نهر السباحة الذى لا يمكن عبوره(حز 47 :5 ) وعلامة على ان الروح القدس قد غمر الكنيسة والمصلين بالعطايا والبركات والتعزيات والراحات فى يوم الرب يوم الراحة والذى هو صورة للراحة الابدية كما نراها فى سفر الرؤيا حيث يكون المؤمنون مع الرب فى يوم الراحة الابدية وحيث النهر الصافى من ماء الحياة والمدينة المقدسة اورشليم نازلة من السماء قائلا هوذا مسكن الله مع الناس وهوسيسكن معهم وهم يكونون له شعبا والله نفسه يكون معهم الها لهم وسيمسح الله كل دمعة من عيونهم والموت لا يكون فيما بعد ولا يكون حزن ولا صراخ ولا وجع فيما بعد لان الامور الاولى قد مضت وقال الجالس على العرش ها انا اصنع كل شئ جديدا ( رؤ 21 :1-5 و22 :1 )


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire