mercredi 27 juillet 2016

بين القلاية والمخدع ! الأب الدكتور أثناسيوس حنين –مطرانية بيرية –اليونان



بين القلاية والمخدع !
بين الروح والجسد وبين اللاهوت والتاريخ وبين الاعتكاف والشهادة
خواطر فى مسألة أنات الروح والحب الالهى وأفرازات وتساؤلات الجسد والعشق الانسانى
الأب الدكتور أثناسيوس حنين –مطرانية بيرية –اليونان
الحب (الاريوس) فى الحضارة الرو مانية والثقافة الهيللينية ’ التى ظهرت ونشأت وترعرعت فيهما المسيحية وتفاعلت معها سلبا أم أيجابا ’ هو الالتحام الروحى والجسدى بين الزوجين ووصول الدم الى درجة الغليان بينما الروح النارى يسود سائر الأعضاء والاعصاب والنفس لكى ما يحول الدم الى السائل المنوى ’ الذى هو مصدر الحياة ’ وهى عملية تتم فى انسجام بين سائر أعضاء الجسد ’ مثل الخورس المنسجم ’ يشارك فيها كل أعضاء الجسد وبينما الأعضاء التناسلية تمثل مناطق عبور طاقة الحب والحياة ’لا يقتصر’ الحب ’ فقط على الأعضاء التناسلية بل على كل الجسد والروح والنفس ’ الجنس فى شموله ومعناه الانسانى كما قال طيب الذكر الدكتور كوستى بندلى ’ هى التى تؤدى الى كمال مشروع الحب ’ فى الحب الزيجى لا يقتصر على الجسد بل تشارك الروح والنفس ’ قال بهذا القدماء وسار على خطاهم الأباء مثل ترتليانوس (Terttulienm ,De anima 27 , Peter Brown ,Le renoncement la chair , Gallimard ,Pris 1988 page40).
ويرى المؤرخون أن ظهور الرهبنة فى صحارى مصر ’ وان كان استجابة لدعوة روحية سماوية ’ الا أنها ’ لها من اسباب النزول الكثير ! كما يقول الأخوة العرب ’ الرهبنة منتج عوامل اجتماعية وثقافية سائدة فيما يتعلق بالجسد والحب والجنس ’ ولا يجب أن ننسى أن العزوبية كانت ظاهرة قائمة فى العالم الوثنى وكانت تهدف الى خدمة الألهة . يرى المؤرخون من خلال النصوص والمصادر أن ظهور الرهبنة والتحفظ تجاه المعاشرات الجنسية جأئت نتيجة الفلتان الجنسى السائد فى الامبراطورية ابان ظهور المسيحية ’ كانت اللذة والفلتان الجنسى هو النشيد الوطنى للامبراطورية الرومانية ! . الر هبنة ’ فى أعماقها ’ كانت حركة استجابة لصوت روحى عميق ونسمة خفيفة التقطتها أذان المدعوون مع ايليا وسط صخب الجسد وهياج الشهوات ’ نسمة أتية من فوق من عند أبى الأنوار ’ وهى استعداد للمقاومة حتى الدم لقيم ومفاهيم تتفنن فى استهلاك الجسد واهانة المرأة واعتبارها وعاء لللذات الرجل ونزواته . الرهبنة المسيحية ’ فى أعماقها ’ كانت فى بداياتها حركة نصرة لعفة المرأة وسلامة بيتها ومقاومة ’ على سبيل المثال ’ لموقف الحكومة الرومانية والذى يقيس بمقياسين ويزن بميزانين حينما يعاقب المرأة على جريمة الزنى ولا يعاقب الرجل ! (بيتر بروان ’ ص 47). لقد سعى الأباء المسيحيون والرهبان والنساك الى تحقيق ما كان يسعى اليه الطب فى العالم القديم وهو ايجاد حالة من التعايش بين الجسد والنفس . يرد اكليمنضس الاسكندرى بأن سعى المسييحيين ليس هو سعى الفلاسفة اليونانيين وليس هو فى الوقوف ضد الرغبات وقمعها ’ بل هو السعى للمصالحة مع الرغبات والطاقات حتى يصل الانسان الى درجة القداسة والتجلى والتأله والتسامى عن الرغبات فى القلاية أو احتضان الرغبات والسمو بها وصنع صلحا معها فى المخدع ! ان سعى المسيحيين ’ عند الأباء والنساك واللاهوتيين ’ ليس هو قمع طاقات الحب وأنات الجسد ’ بل هو أن لا يكون لهم شهوة خاصة ’ ولهذا ففى الزواج المسيحى لا يوجد شهوة منفردة أو مزاج خاص وثنى النية بل رغبات مشتركة ’ يلقتى فيها الروحان ويككللان فى السر المدقس ويئن فيها الجسدان بالروح فيصيران جسدا واحدا واحدا ونفسا واحدة فى المخدع الواحد المقدس والغير الدنس على حد قول بولس لاهوتى السعادة الزوجية والبتولية الراقية والشهادة اللاهوتية .
هذه القضية لا تشغلنى ’ فقط ’ كباحث يداعب الكلمات ويغازل التاريخ وينتظر الحدث على الناصية ’ كما كنا نفعل وشباب جيلى مع بنات حاراتنا ’ بل يقلقنى قلقا وجوديا كانسان وكخادم للكلمة يسمع أنين الناس ليلا ونهارا ’ ولا تقتصر هذه الاشكالية على عرب أو اجانب بل هى قضية كونية بخصوصيات محلية بالطبع. وهذا السؤال يعترض طريقى ليل نهار(بيطلعلى فى الدرة زى ما بيقول الصعايدة ! )’ ويقض مضجعى كلاهوتى مشغول بمصير الناس ’ كل الناس وكل ما فى صدور وقلوب وأجساد الناس ’ هكذا يقول أكابرنا فى التعليم ’ بأن الخدمة هى خدمة مسيرة ومصير الناس الروحى والجسدى والأتى والأنى فى أن واحد .
ما أعطانى الفرصة أن أفتح باب القلب لتخرج بعض هذه الخواطر’ أكرر’ بعض’ لأن القضية كبيرة وسوف يغنيها ذكاء القراء وحبهم وخبراتهم المتعددة والمتنوعة ’ هو أننى اليوم قد قدست ’ بل ’ قل ’ قد تقدست فى القداس الالهى(قداس الذهبى الفم يوحنا) ’ فى كنيستى ’ كاتدرائية تجلى المخلص بالمدينة الرسولية وشاطئ الكرازة بيرية ’ مع راهب عالم وباحث فى الدين ’ يعنى لاهوتى متخصص ’ وعالم وطبيب ومتعمق فى هموم الناس وشئون الدنيا ’ الأب الأرشمندريت الدكتور خريسوستوموس (الذهبى الفم) القائم بأعمال الوعظ والتعليم فى مطرانية تسالونيكى باليونان . أتى صدفة ’ وهل فى حياة أولاد الله ورجال الروح صدف ! . راهب ولاهوتى (أولا ) وطبيب (ثانيا) ومشغول لاهوتيا بخلاص الروح وطبيب مهموم ’ جسديا ’ مشغول بعلاج الأطفال الذين يعانون من "سوء النطق" وهم كثرة ’ فى الزمان الردئ الذى ما أن تبادر بطرح سؤال على طفل حتى يتسربع الأهل الأذكياء بالرد عنه !!! ينطق منين المسكين او المسكينة !!! وقرر ’ الراهب اللاهوتى والطبيب ’ أن يعالجهم بتعليمهم لغة العهد الجديد باللغة اليونانية لأنها حسب قوله لى ’ أن اللغة الكتابية أى اللهجة الكوينية اليونانية ’ والتى جمعت بين جمالات وبلاغات اليونانية الكلاسيكية وبين طراوة ولاهوت ورسالة العهد الجديد ’ وبين الموسيقى الجميلة ’ ’ نقول ’ ان اللغة العد الجديدية لديها القدرة الموسيقية والروحية على علاج و تصحيح قدرة الأطفال على استعادة نطق الكلمات بشكل صحيح . راهب يبحث عن سلامة الأطفال وجمال العائلة من خلال استعادة التراث اللغوى والغنى الثقافى واللاهوتى للأمة اليونانية وبالتالى هو راهب يبحث عن سعادة الأسرة ولا يدخل البيت لتيجسس حرية الزوجين التى فى المسيح . زاد حماسه وكادت تفوته السفينة الى كريت ’ حينما علم أن العبد الغلبان الصعيدى ’ على حد تعبير صديقى الأب الدكتور باسيليوس صبحى ’ قد درس فى السوربون بباريس أصول اللغات ومعانى الكلمات ومخارج ومداخل الألفاظ وأنه رب عائلة وله من الاولاد ثلاث ’ توطدت بيننا بدايات صداقة . هو أتى من قلايته النقية ’ وأنا أتى من المخدعى الزيجى الغير الدنس ’ هل من لقاء ؟ هذه هى قضيتى بل قضيتنا وهى قضية لاهوتية وانسانية بالدرجة الاولى . هو يناجى السماء والسماويين ويستحضر’ الحياة الأتية’ لحنا عذبا جميلا ’ خجولا وممعنا فى التواضع حتى الأمحاء على حد تعبير المطران جورج خضر ’ وأنا أناجى وأحاور ( وبما أناقر وأشاكس )الأخت الزوجة ومعا ’ ومن خلال طموحات وهموم الحياة الدنيا ودوشة العيال ’ نحاول مناجاة ’ بل وأحيانا كثيرة الخناق مع الله ومشاكسة السماويين من أجل خدمة الأرضيين .
يوجد طريقان ونهجان للخوض فى غمار قضايا الروح وتاريخ الفكر وأنات الجسد وهما نهجان ثقافيان ’ وهما المونوفيزية والنسطورية فى شكلهما وتطبيقاتهما الحياتية والعائلية اليومية ’ المغالاة فى روحنة ودروشة الامور الحياتية والشجون الدنيوية مما يعزل الناس عن حياتهم ويغربهم عن واقعهم وأجسادهم وأنينها ويجرهم سبايا فى يد اله جبار و تقوى سماوية قدرية بلا أرجل على الأرض وبلا حب وهنا نحن أمام أخطر أشكال المونوفيزية الحياتية والانفصام اللاهوت والناسوت ’ بل وابتلاع اللاهوت للناسوت ’ مما ينشئ الفصام النفسى والصدام الحتمى بين الروح والجسد ’ بين القلاية والمخدع والمذبح أى بين التنهدات الروحية والأنات الجسدية والأشواق السماوية ’ أى بين الراهب والكاهن ’ وبين البتولية والزواج ’ وبشكل أوسع بين الدين والثقافة وبين اللاهوت والتاريخ ’ يصير هناك صراع وهمى بين المخدع والقلاية وينتقل الصراع الى حياة الناس ويزيد الطينة بلة ’ كما يقول العرب ’ الأمعان فى القرأة الخاطئة والمنحرفة والانفصامية لمواقف المسيحيين الأوائل وخاصة بولس ( رسالة كورنثوس الاولى ’ الاصحاح السابع) طبعا نحن لا نجهل مأسى التاريخ المسيحى الذى يقول لنا أن هناك حفنة من المسيحيين الأتقياء زيادة قد أمتنعوا عن التناول من يد الكهنة المتزوجين ! ونعرف أيضا أن العظيم أنطونيوس كان يخجل من النظر الى جسده حسب اثناسيوس العظيم ! وكأن الراهب لم يأت من علاقة حب حميمية فى المخدع بين زوجين أسلما أجسادهم وأرواحهم ليد سر الزيجة المقدس ولأنات الجسد الواحد التى لا ينطق بها(البعض يظن أن الراهب قد أتى (ديلفيرى سماوى)وربما لم يخرج من رحم أثنى ولم يتكئ على صدر أمرأة ولم يداعب شعر أمه ! والمأساة تكمن فى ما اذا صدق الراهب نفسه هذه الاوهام !!! وصار من حقهم أى الزوجين ’ كما يئن الروح بأنات لا ينطق بها فى القلاية الرهبانية ’ هكذا وبنفس القوة يئن الجسد الواحد بأنات لا ينطق بها فى مخدع الزوجية !’ و فى حالة أنكار هذا كله ’ يصير الزواج غلطة وعمر ضايع يحسبوه ازاى علينا زى ما بتقول الست أم كلثوم ! ويقف الكاهن المتزوج أو أى متزوج والخارج من مخدع الزوجية أمام الراهب العابد والعازب والخارج من هدوء القلاية ’ وهذه للأسف ظاهرة عامة ’ يقف خجولا ومطاطئ الرأس ومكسوف ومتنيل على عينه ويبدى الندم ويبوس القدم على عملته السودة أنه عملها والتصق بأمرأة وقرر أن يستخدم حقه فى أن يجول بأخت زوجة كباقى الرسل وأخوة الرب وصفا (1كورنثوس 9 ’5 ).! الطامة الكبرى هى أن يبنى الأب الراهب كل رصيد أبوته الروحية ! فى استثمار هذه الخيبة الزوجية فى روحانية مزيفة ولت وعجن ’ مع الستات اللتاتات والرجالة القرفانين ’ كم أودى هذا بحياة أنقى الرهبان وخرب أمخاخ من كان يتوقع منهم أن يصيروا من أعظم اللاهوتيين الواعدين !!! حكى مرة شيخ روحانى كبير وطاعن فى السن من أنه فيما يقبل اعترافات الراهبات الصبايا ’ لم يسمع من أحدهن الى اية اشارة من قريب أو من بعيد الى حياتها العاطفية ومشاعرها الجسدية لا فى الماضى ولا فى الحاضر ’ وهنا تسأل أما أن يكن ملائكة بلا جسد أو يكذبن فى أقدس الأسرار ! الجسد لا يدخل ’ عند الأخوات ’ فى حسابات الحياة الروحية !
النهج الأخر هو فصل المخدع عن القلاية ’ الجسد عن الروح ’ الدهش الروحى عن الشبق الجسدى ’ بل وأنكاره والتنكر له فى سبيل المزيد من الروحانية الانفصامية ! النسطورية السلوكية ’ كتب يوما أحد الأكابر ’ لا تقبل أن يكون لله أما تحبه ويحبها ’ لأن مخها كله فى الجنس وبس "كيف يكون له ولد وليس له أمرأة!!! " . يتولد عندى أحساس بأنه كان لدى نسطوروتلاميذه القدامى والمحدثون عقد نفسية ومشكلات مع الجنس والحب والولادة والرضاعة !!! ’ ومن هنا وحينما فشل النسطوريون فى فهم الولادة الجسدو - روحية ’ رفضوا أن تكون العذراء النقية والدة الله بالروح القدس الثيؤطوكوس ’ البدع لها أصل جسدى وضيع ونفسى مريض !’ولهذا قلنا ونكرر ان من لا يصنع صلحا بين نصه التحتانى ونصه الفوقانى لا يمكن أن يفهم ويتمتع ببركات وخيرات تأنسن ابن الله وتجسدن المسيح. وبنفس الدرجة ’ كل من يجرم المخدع ويفصله عن الله ’ لا يبدع أولادا لله بل يبتدع جيلا انفصاميا وهنا يصدق قول أحد الحكماء بأنه لن يقدر على فهم تأنسن الله وتجسدن المسيح ’ كل من كان يعيش خصاما وفصاما بين نصفه الفوقانى ونصفه التحتانى! . تخيلوا راهب مثل هذا أو كاهن متزوج مثل ذاك مونوفيزيا أكان أم نسطوريا ! يصير أبا روحيا لخيرة الشباب وأحلى الصبايا من المتزوجين أوالمقبلون على الزواج و الحياة أو حتى من الذين يريدون سلوك سبيل الملائكة الارضيين والبشر السماويين كما كانوا يسموا قديما الرهبنة ! ’ وهنا نحن أمام كارثة نسطورية جديدة وخيبة ثقافية واراتداد اجتماعى ’ ينفرد فيها الزمان الحاضر بالانسان (الناسوت) أى بالمخدع وبالحب وبالجنس ’ ويفصله عن اللاهوت ’ أى عن القلاية ’ ويحشره فى مخدع (متدين جدا ) يأس وبائس وفاشل بلا حب وبلا تنهدات ’ ويستكثر عليه أن يتحد باللاهوت فى عش الزوجية والمخدع الغير النجس حسب تعبير المغبوط بولس ’ وهنا يتطوع الرهبان ’ بالطبع ’ أن يقوموا بواجب الاجابة على اسئلة الناس المصيرية ويدخلوا بالنيابة عنهم غرف النوم ويخرج علينا رهبان واساقفة يقومون بدور رجال الفتوى فى شرح كيفية تناول البنت وطول بنطلونها وقصر تنورتها او فتحة صدرها وحيض المرأة وبول البعير قريبا انشالله !!!. النسطورية السلوكية التى لا تقبل أن يكون لله أم’ نكرر ’ لأن مخها كله فى الجنس "كيف يكون له ولد وليس له أمرأة" . يتولد عندى أحساس بأنه كان لدى نسطور مشكلة مع الجنس والحب والولادة والرضاعة !!! يوجد فى تاريخنا بطاركة عظام قامت بارضاعهم ’ بعد موت امهاتهم ’ امهات المسلمين ’ وكانوا بذلك يفتخرون !!!’ ومن هنا وحينما فشل فى فهم الولادة الروحية ’ رفض أن تكون العذراء والدة الله ’ وبنفس الدرجة ’ كل من يجرم المخدع ويفصله عن الله ’ لا يبدع أولادا لله. ’ تكمل خطوط الماساة حينما يقرربعض أباء القلاية أو حتى بعض الأباء المتزوجون من (التاسونى ) وعايشين بتوليين !!!(بتلوا دا واسمعموا ده زى ما كان بيقول الاب خفيف الظل اللاهوتى البرسفيتيروس جورج عزيز ’ لا أفهمها بالمرة ! هذه بدعة حديثة على حسب تعبير طيب الذكر قداسة البابا شنودة !!! نقول قرروا أن يدخلوا وراء الناس الى غرف النوم ومعاهم كتالوجات عن تفاصيل الحياة الزوجية ’ كتالوجات مضروبة وصناعة صينية وليست مسيحية ارثوذكسية (داخل ...أودة النوووووووم ) كما يقول عبد الغنى النجدى فى فيلم الفانوس السحرى ! ويقرروا لهم وعنهم متى وكيف !!! فى كتاب جنسى من النوع الردئ والمريض !!! أسألوا محكمة الأسرة وأفحصوا ملفات الأحوال الشخصية وأسمعوا أعترافات الناس مع الكهنة الغلابة والمعذبون من الجذف مع تلاميذ السيد ينتظرون من يهدئ لهم الريح ! ’ بلاش لا دا ولا دا أسألوا هنية زوجة مأمون فى المسسلسل الرمضانى للفنان الرائع عادل أمام !
لقد شكلت العلاقة الجدلية بين الرهبنة (القلاية بمعناها اللاهوتى والروحى الشامل) والزواج (المخدع بمعناه السرائرى الشامل الكامل) أى ’ عمليا ’ بين الروح والجسد ’ أى بين روح وجسد الكنيسة الواحدة أى بين اللاهوت والتاريخ أى بين روح الله وجسد التاريخ وبين الانسان كله وحضارته كلها ’ نقول ’ شكلت ومازالت تشكل تاريخ الفكر المسيحى بل وتاريخ الفكر الانسانى برمته ’ ألم يقل أصدقائنا الفرنسيون أذا ما أرادوا البحث فى اسباب أى حدث جلل (أبحثوا عن المرأة ! ).
Cherchez La FEMME الجسد وما أدراك ما الجسد وأسراره وتعرجاته ومنعطفاته ومنخفضاته وأناته وتطلعاته ’ والروح وما أدراك ما للروح من سلطة وسلطان وقوة والهام وأنات والهامات وخاصة حينما يقرروا أن يوحدوا قواهم بشكل خرستولوجى مستقيم أى بدون أختلاط للادوار ولا أنفصال للنوايا ولا أمتزاج للاهواء والخصوصيات ولا تغيير فى القصد الواحد أى بدون خلط الأدوار والحجر على الطاقات ! وحينما أطبق اليأس على رؤؤس الجميع ’ ترك الروحانيون ’أهل القلاية وأرباب اللاهوت ’ الجسد للجسدانيين وأكتفوا بالهجوم عليهم كبتا وحقدا وليس توجيههم نصحا وحبا فى أسخف حرب أهلية بين الروح والجسد وبين القلاية والمخدع وبين الزواج والعذراوية. والمكتبات حافلة بهذا الأدب أو قلة الأدب التى يريدها أصحابها دروسا فى العفة وسبلا الى السماء !!! نحن نؤمن بأن مشاكلنا فى مصر ومشاكل المسحيين فى العالم العربى هى بالدرجة الأولى مشاكل لاهوتية ووناسوتية ’ وأنه لا يصح ولا يجب على من يحملون سراج النور الحقيقى أن يخافوا ويخفونه تحت مكيال التواكل والجهل والخجل والمجاملات وتحويل المشكلات عن أصولها الابائية واللاهوتية وتطبيقاتها الانسانية . المشكلة لاهوتية لا تعالج بالبكاء على حوائط المبكى ايا كان مصدرها ’ بل بالتوبة أمام الرب الذى هو واقف يقرع على ابواب المحروسة ينتظر من يفتح له ويشترك معه فى العمل !
كم من مخادع نقية قررت مصائر شعوب وكم من قلالى لاهوتية أصحلت أحوال نفوس ! كم يشتاق أهل المخادع الى أن تأتى ساعة وهى ألأن حينما يقرر سكان القلالى أن يقولوا لهم قولا به يخلصون ومنه يتذوقون حلاوة سر الزيجة ونعمة المخدع الغير النجس وأن تتو قف الحرب الخفية حينا والعلنية أحيانا بين القلاية والمخدع ’ بين الدير وغرفة النوم وبين اللاهوت والناسوت ’ أى بين الرهبان والاسرة !
هذه مقدمة لبحث نريده متكاملا شاملا وسنسعد باضافات الأصدقاء ة وسوف يكون رفيقنا فى هذه الرحلة واحد من أهم المراجع لواحد من أهم المؤرخين فى حياة المسيحيين الأوئل وهو لواحد من أهم المكؤرخين المعاصرين فى تاريخ المسيحية فى علاقتها بحضارات وثقافات العالم اليونانى والرومانى ووثقافة الصحراء المصرية (العزوف عن الجسد ’ العذراوية والبتويلة والامتناع عن الجنس فى المسيحية الاولى ’ باريس 1988 ). وللحديث بقية

Peter Brown
The Body and Society
Men , women , and Sexual Renunciation in Early Christianity
Cambridge University Press 1988
الرجال والنساء والاحجام والامتناع عن الجنس فى المسيحية الأولى
مطبوعات جامعة كمبردج 1988
وأنا أقرأء هذا البحث الهام والضخم من الترجمة الفرنسية لصعوبة الحصول على ألأصل الانجليزى
Le renoncement a la chair
Virginite ,celibat, et continence
dans le christianisme primitive
Editions Gllimard 1995
الى اللقاء مستودعين بعضنا بعضا وكل حياتنا للمسيح الأله .

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire