بين مسيح القرأن ومسيح المطران !
الأب الدكتور أثناسيوس حنين – مطرانية بيرية المقدسة – اليونان
(ليس كل المسلمون أشرارا ’ كما أن ليس كل المسيحيون أبرارأ !) قول حكيم
كتب الاستاذ الفاضل فؤاد نجيب تعليقا على تعليق لنا فى حوار طويل مع المعلم بيشوى ’ على الفيس ’ ولم يعجبه رأينا قائلا وبدالة كبيرة "
(بزعل أوي أوي من قديسين روم وقديسين أقباط!!! خلقيديوني موحد بالله وألا مونوفزيتي كافر!!! ... الحق المسيحي واحد لا يفرق !!!)
ولم يكن يدرى الاستاذ فؤاد وهو من جيل الكبار والذين عانوا كثيرا ليستنيروا ولينيروا ’ أنه يتبنأ أى يعلم حقيقة حسب معنى التنبؤ فى العهد الجديد وهى ’ وحسب قرارات المجامع المسكونية السبعة وتاريخ العقيدة لمدة الفين سنة كاملة وشاملة هذا بدون حساب زمان العهد القديم والتراث الفلسفى القديم والثقافة المصرية ’ أن الخلقيدونى المستقيم الرأى هو فعلا موحد بالله فى المسيح الواحد والغير المنقسم والكامل فى لاهوته والكامل فى ناسوته ’ ليس للمنظرة أو لتعقيد الأمور أو للسفسطة البيزنطية حتى من يأتى الينا فى أواخر الدهور من يبشر بمسكونية تلفيقية لا طائل من ورائها غير الضحك على الدقون ! ’ بل لأجلنا ولأجل خلاصنا وتقديسنا وتأليهنا ’ ونسى صديقنا أو تناسى أن المجامع المسكونية من الرابع الى السابع قد أطلقت تعبير (الكفرة ) على الهراطقة والمونوفيزيتيين ! .
لقد ألهمنى هذا الحوار لكى ما أهدى للقارئ المصرى والعربى ايا كانت ركائبهم دراسة بسيطة فى حجمها ولكنها كبيرة فى معانيها وتحتاج لابحاث أعمق ووقت أوفر ’ وهى حول السؤال كيف أدت الهرطقة المونوفيزيتية ’ أى التنكر الكامل لكامل ناسوت المسيح فى كمال اتحاده بكامل اللاهوت فى كماله وكمال جماله ! نقول كيف ادت الى كوارث لاهوتية وانتكاسات انسانية وردات حضارية وتجليات وانتصارات عربية- اسلامية –عسكرية !. نعم لقد تصدى القرأن ’ فى ظروفه التاريخية وحسب طاقته وقتها ’ للهرطقة المنوفيزيتية ولهرطقة الثيؤباسخيتوس وهى البنت البكر للمونوفيزيتية أى انكار حقيقة جسد المسيح بل تبعات هذا الانكار على الانسان وحياته ومصيره الزمنى والأبدى ’ وكما سيؤدى الفكر المنو فيزيتى بالضرورة الى نسبة الام الصليب ليس الى ناسوت يسوع المتحد باللاهوت بل يتم نسبة الألم الى اللاهوت نفسه وهذا هو السبب وراءو رفض القران ارتباك العقل الاسلامى أمام موت المسيح واحتمال صلب اللاهوت كما هو واضح فى القرأن والتفاسير اللاحقة !!
لقد تسببت هذه الهرطقات فى انقسام المسيحيين وسقوط الامبراطوريات وانتصار العرب وتسليم المونوفيزيتيين واليعاقبة والنساطرة الشرق ومصر للعرب انتقاما من البيزنطيين ويذكر المؤرخون الثقاة أن البطريرك اليعقوبى ميخائيل السريانى (تنيح 1126 م) قد أحتفل بالاحتلال العربى كتحرر من نير البيزنطيين !. وقال وكتب "ان اله الانتقام او الاله المنتقم !!! قد خلصنا من نير الرومان أى البيزنطيين ’على يد الاسماعيليين " ولقد تكررت العبارة على لسان اسقف قبطى معاصر وهو الأنبا موسى اسقف الشباب !. هنا نعود الى واحد من أهم المراجع العلمية والتاريخية وهو كتاب القديس يوحنا الدمشقى اللاهوتى الهيللينى الثقافة والعربى اللسان
حول(أراء فى الاسلام ) باليونانية مع ترجمة فرنسية والذى أصدرته دار النشر الفرنسية سيرف :
Sources Chretiennes
No 383
Jean Damascene
ECRITS SUR L,ISLAM
Par
Raymond Le Coz
Les Edidtions Du CERF
Paris 1992
والقديس يوحنا الدمشقى ’ وان كان قد وضع كلامه عن الاسلام فى كتابه حول المائة هرطقة أو شيعة مسيحية الا أنه يعامل المسلمين معاملة خاصة اذ يقول " ويوجد ايضا ديانة الاسماعيليين والتى تنتشر وتسود فى ايامنا هذه" وهذا بحكم التعايش بينهم وليت كل المشغولون بالحوار مع الاسلام والجدل مع المسلمين الرجوع الى اسلوب الدمشقى الراقى والعلمى فى الحوار. يؤكد الباحث الفرنسى أن الصراعات الخرستولوجية فى القرن السادس ’ قد سهلت استيلاء العرب على سوريا ومصر 632 –661 م .
ما هو وضع المسيحيين وقت ظهور وانتشار الاسلام ؟
لقد أنقسم المسيحيون منذ مجمع أفسس 431 الى ثلاث كنائس وهى :
الكنيسة الخلقيدونية
الكنيسة المنوفيزيتية او اليعقوبية
الكنيسة النسطورية او كنيسة فارس
جاء عام 628 ليرى الخلقيدونيين منتصرين وذلك بعد معارك ضارية مع الفرس وأصبحت الكنيسة الخلقيدونية هى الكنيسة الامبراطورية البيزنطية الرسمية أو ما تبقى من المملكة . وتوالت الصراعات الخرستولوجية ولا نحتاج للتذكير بأن ظهور الاسلام ونبى الاسلام (570 – 632 ميلادية ) قد تزامن مع الأثار والتداعيات الكبيرة للمجمع المسكونى الرابع فى خلقيودنية 451 وما تبعه من رد فعل وتشدد المصريين والحكم على البطريرك ديوسقوروس (راجع مجموعة الشرع الكنسى ’ منشورات النور –بيروت 1984).
وهنا نأتى الى المطران وكيف فشل فلا ذريعا فى الدفاع عن مواقف الغير الخليقدونيين فى الحوارات اللاهوتية بين الكنيستين ’ ولقد حدث أن سأله اللاهوتيون البيزنطيون فى أحد جلسات الحوار عن الترنيمة الشهيرة بالثلاث التقديسات والتى تمت
هنا تمت اضافتها اى الثلاثة التقديسات وبحسن نية غير لاهوتية ! التى تنسب الولادة والصليب والقيامة الى الثالوث والالم الى اللاهوت على يد بطرس القصار والتى لا يزال يرتلها الاقباط الى اليوم وهى (قدوس الله قدوس القوى قدوس الحى الذى لا يموت الذى ولد عنا أرحمنا ’ الذى صلب عنا ارحمنا .الذى قام من الأموات ارحمنا .) ’ الترتيلة تبشر بولادة الثالوث وبصلب الثالوث كله وبقيامة وتخلط خلطا كبيرا بين الطبيعتين فى المسيح وتشوش الخلاص ’ وأذكر للتاريخ أن اللاهوتيون البيزنطيون قد طرحوا القضية على ممثل الكنيسة القبطية فى الحوار اللاهوتى وهو سيادة المطران بيشوى فحاول بذكائه المعتاد أن يهرب من الموقف قائلا ( اننا نقول قدوس الله قدوس القوى قدوس الحى الذى لا يموت ...للاشارة فى كل مرة الى اقنوم من الاقانيم .....جه يكحلها عماها مما أضحك اللاهوتيون البيزنطيون على كم السذاجة اللاهوتية التى يتمتع بها المطران !!!). وهنا نحن نرى أن القرأن قد قدم خدمة ليصحح أخطاء المطران وأسلافه ومن أهم الأخطاء نسبة الألم لله للاهوت للوغوس !
هنا ووقتها جأء الرد من القرأن وليس من المطران ووقف الفكر الاسلامى وقفة كبيرة وقفة كبيرة ضد المناداة بصلب اللاهوت وقال قولته الشهيرة والتى لم يبذل المطران ولا الباحثون والكهان المسيحيون جهدا كافيا وموضوعيا لفهمها فى سياقها التاريخى والرد فعلى بل وأنطلقوا فى مظاهرة دفاعية وتليفزيونية أصولية وغير لاهوتية وفواصل من الردح والدفاع الرخيص ضد الاسلام والمسلمين لا تشبع باحث ولا تغنى مؤمن بل تهيج المتعصبين وتثير غرائز الحاقدين من كل لون وتشعل فتيل الفتن بين جيران الحى الواحد(راجع رد القمص سرجيوس على الشيخين الطنيخى والعدوى : حول تجسد الله ولاهوت المسيح ’ وأيضا يسى منصور لكى لا ننكر المسيح وابو بشارة المقدسى (ما بين النور والظلمة) وغيرها من المؤلفات الدفاعية بلا منهجية لاهوتية وكما يستطيع القارئ أن يراجع الكم الهائل من الفضائيات التبشيرية الأسم والحقودة النية ! لا يمكن التبشير بدون حب !).
نحن نطرق باب الاجتهاد المسيحى ونقرع بخشوع على باب القرأن ونستسمح الفقهاء والمفسرين ونقول أن هذه العقيدة التى تنزه المسيح عن الموت فى لاهوته وتحترم ناسوته ’ بالرغم من موضوع الشبه’ واضحة فى القرأن الكريم وهى أن المسيح ’ فى لاهوته ’ لم يقتل ولم يصلب بل وقع الشبه على الذين قالوا بذلك أى’ أتباع المسيح المتخاصمون حول شخصه ! ’اتباع عيسى الذين لم يفهموا هل صلبوا اللاهوت أم صلبوا الناسوت وهذا انعكاس واضح للخلافات بيين اتباع الطبيعتين واتباع الطبيعة الواحدة مع العلم وحسب شهادة سيادة المطران جورج خضر فان العرب لم يتعرفوا على الارثوذكسية المستقيمة الرأى والتى تعلم بالطبيعتين لأنهم لو عرفوها فى صفائها لكان للقرأن رايا أخر أكثر وضوحا . بل تعرفوا على المسيحية الهرطوقية بسبب من الجوار والعراك مع النساطرة واليعاقبة والمونوفيزيتيين فى مصر وسوريا وبلاد ما بين النهرين وايضا وبسبب العداء المشترك للبيزنطيين ! يقول القرأن (وقولهم انا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله ’ وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وان الذين اختلفوا فيه لفى شك منه ما لهم به من علم الا اتباع الظن وما قتلوه يقينا بل رفعه الله اليه وكان الله عزيزا حكيما ) سورة النساء 157 -158 ( وقولهم مفتخرين انا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله ) فى زعمهم أى بمجموع ذلك عذبناهم ’ قال تعالى فى تكذيبه لهم فى قتله ( وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم ) المقتول والمصلوب وهو صاحبهم عيسى اى القى الله عليه شبهه فظنوه اياه ’ (وان الذين اختلفوا فيه ) أى فى عيسى (لفى شك منه ) من قتله حيث قال بعضهم لما رأوا المقتول الوجه وجه عيسى والجسد ليس بجسده فليس به ’ وقال أخرون : بل هو هو (ما لهم به ) بقتله (من علم الا اتباع الظن ) استثناء منقطع ’ أى لكن يتبعون فيه الظن الذى تخيلوه (وما قتلوه يقينا ) حال مؤكد لنفى القتل). راجع تفسير الجلالين ويؤكد الاب دره الحداد فى كتابه( شخصية المسيح فى القران ص 22) حقيقة هامة وهى أنه ( ...يجنح اكثر المفسرين المتاخرين من المسلمين على قصر الموقف السلامى من قتل أوة موت المسيح أو عن عن اخرة المسيح على سورة النساء والأية 156 وهذا التعبير ( وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم ...)قد اثارت جدلا طويلا عقيما وانقسم القوم حول الموضوع فرقا : هل قتل احد بدل المسيح أم لا ؟ وعند من قالوا بمقتول بدل المسيح هل القى على المقتول شبه عيسى أم لا ؟ وبعد ان يسرد الرازى برصانته المعهودة روايات الشبه يختم بقوله "وهذه الوجوه متعارضة متدافعة ’ والله اعلم بحقائق الامور ".
يذهب بنا الظن أن القرأن يعرض للمشاحنات بين المسيحيين اصحاب الطبيعة وأصحاب الطبيعتين واصل قضية الشبه هى قضية مسيحية تنسب الى طائفة الدوكتيون والذين هم امتداد للقضية الشهيرة حول طبيعتان المسيح والتى كانت لا تزال تشغل العالم المسيحى بشهادة القرأن والتى لم يفهمها الكتاب المسلمون ولديهم العذر فى ذلك ’ هم قرروا أمرا مقضيا بخصوص القضية التى لم يفهموا أبعادها اللاهوتية بسبب الصراعات الدائرة حولها ! (وان الذين اختلفوا فيه لفى شك ) وهنا الاشارة واضحة الى المعارك الخرستولوجية فى القرون الخامس والسادس والسابع ’ السؤال الذى يطرحه القرأن ’ فى الأعماق ’ هو فى النهاية من هو الذى علق على الصليب مع التشديد على تنزيه اللاهوت من أن يصلب !
وهنا ننتقل من القرأن الى المطران ’ وهو الأنبا بيشوى مطران دمياط والذى يصول ويجول هذه الأيام لكى يوهم السذج بأنه بطل الحوارات المسكونية وأنه قد قهر اللاهوتيين البيزنطيين فى عقر دارهم وأن الوحدة الوهمية القائمة فى دماغة هو فقط ! والتى هو صانعها على الأبواب ’ لعله يحارب أخر معاركه بدلا من أن يذوق حلاة التوبة ويستنير عقله ويتأله كيانه ويصمت لعل مراحم الرب تدركه ! حسب تعبير صديق مشترك بيننا!!! والذى ’ أى المطران الدمياطى حسب تعبير صديقى ماجد منصور ’ سأله أحد كبار اللاهوتيون فى الجبل المقدس أثوس هذا السؤال ( من هو الذى صلب على الصليب ؟ )
ΠΟΙΟΣ ΣΤΑΥΡΩΘΗΚΕ ΠΑΝΩ ΣΤΟ ΣΤΑΥΡΟ ?
’ ونقولها شهادة للتاريخ وضميرى شاهد على بالروح ’ وكاتب هذه السطور ليس لديه ما يكسبه ولا من دول ولا من دوكهم !!! وليس لديه ما يخسره لأنه قرر أن يعيش فقيرا لله ومكرسا للبحث ومقاومة التلفيق والملفقين وبعد أن صبرنا عليهم كثير ’ وظنوا وهنا كل الظن أثم ’ أن صبرنا رضا وأن تواضعنا خنوعا أو أن ذوقنا خوفا ونحن نعتقد أننا لسان حال الكثيرين فى مصر الطيبة من الأغلبية الصامتة على حد قول طيب الذكر المستشار وليم سليمان والذى ناله هو الدكتور سليمان نسيم من الحب الحقود والمريض جوانب !! ولكن يبدوا أنه اللى أختشوا ماتوا فى هذا الزمان الردئ جدا كما يقول العرب وكما يبدو أن الخطيئة الحقيقية تكمن فى انعدام الحس كما يقول باسليوس الكبير ! كان يجب أن نذكر أنه قد قامت احتجاجات كبيرة على ما وصل اليه الحوار اللاهوتى بين الخلقيدونيين وبين الغير الخليقيدونيين من كافة أرجاء اليونان وروسيا وقبرص ’ من نتائج متسرعة وبلا تأصيل لاهوتى (قيل نفس الكلام فى المجمع الارثوذكسى الأخير فى كريت ) وعلى أثر ذلك قام البطريرك المسكونى برثوليماؤس هذا الانسان العظيم والذى يحب الشرق والشرقيين والاقباط ويكفى أن أذكر انه حينما رأى مدى تعبى فى تجديد الاقامة وانا كاهن قبطى فى اليونان ’ قام براسل ر اسلة الى وزير الداخلية اليونانى الذى قام بمنحى الجنسية اليونانية تكريما لى على جهودى فى دعم العلاقات بين مصر واليونان ووبين الكنيستين ’ بطريرك خلقيدونى يسعى لكى ما يحصل كاهن قبطى على الجنسية اليونانية! ’ نقول قام البطريرك بتوجيه الدعوة الى لقاء بين اللاهوتيين من الجبل المقدس اثوس وبين رؤساء لجان الحوار من الجانب البيزنطى المطران دمسكينوس ومن جانب العائلة الشرقية المطران بيشوى والذى أنفرد بالرئاسة عنوة وفتونة ولم يعطى فرصة لأى لاهوتى أثيوبى أو أرمنى للمشاركة فى الرئاسة حسب شكوى شخصية بثها لى شخصيا مطران أرمنى ولاهوتى معروف وبيفهم أحسن من مطراننا ! ’ وقد تم اللقاء بناء على طلب البطريرك المسكونى كيريوس كيريوس بارثوليماؤس وكان كاتب هذه السطور حاضرا بصفتىه كاهن الاقباط فى اليونان و مترجم وكما كان حاضرا كل من الدكتور اللاهوتى والمؤرخ ماجد صبحى (الاب باسليوس صبحى) والدكتور الدياكون الليتورجولوجى رشدى واصف وبعد أن عرض المطران القبطى لنتائج الحوار اللاهوتى من وجهة نظره ’ بادره اللاهوتى الاثوسى الأرشمندريت جيوروجيوس كابسانيس بالسؤال :
من هو الذى صلب على الصليب ؟
ΠΟΙΟΣ ΣΤΑΥΡΩΘΗΚΕ ΠΑΝΩ ΣΤΟ ΣΤΑΥΡΟ ?
هنا نرى العجب العجاب ’ نفس السؤال الذى حير المسيحيين وأدى بالمسلمين أن يلوا بدلوهم فى الحوار القائم لينقذوا ما يمكن أنقاذه من كرامة اللاهوت الواحد الأحد والذى لا يتألم ولا يصلب ! يتم طرحه على المطران القبطى وهنا قام سيادة المطران القبطى بالرد ردا عاما وعائما بلا أية شروحات لاهوتية أو توضيحات خرستولوجية ولم يبدوا أن اللاهوتى الأثوسى قد أقتنع بالاجابة ! لأنه وان قال المطران ان الذى صلب هو الله فسيقع فى بدعة صلب اللاهوت وان قال ان الذى صلب هو المسيح سيقع فى الخلط لأن السؤال سيكون أى مسيح هو الانسان أم الاله ’ فأستعمل الاسقف ذكائه كالعادة وقال :أن الذى صلب على الصليب هو اللوغوس ؟ ولكن أى لوغوس ؟ لم تسعف الاجابة المطران القبطى لأن المخرج الوحيد من هذه الأزمة هو الطبيعتان فى المسيح الواحد ’ لقد صلب اللوغوس فى طبيعته الانسانية مع استمرار اتحادها باللاهوت اللوغوس الذى لا يموت بدون اختلاط ولا امتزاج ولا انفصال ولا تغيير حسب قرار مجمع خلقيدونية الرابع 451 ميلادية ! لقد أختلط الأمر على الاسقف القبطى ووقع تحت الحكم القرأنى بأنه قد شبه له ’ شبه له لأنه لو كان يعرف المسيح فى ملئ لاهوته وناسوته لأمكنه الاجابة !! لقد شبه (بضم الشين وكسر الباء وفتح الهاء ) المسيح لسيادة المطران ولم يدرك عمق المسيح الذى يدعى أنه يحبه وكم أضطهد ابرياء وشتت علماء من أجل أسم المسيح الذى لا يعرفه فى أعماق لاهوته وناسوته ! كان القرأن أذكى من المطران ! ومن هنا نخلص الى الفكر الاسلامى قد نزه اللاهوت عند الألم بينما المطران لم يقدر أن يفسر المسيح تفسيرا مستقيما وأتهم اتباع المسيح ’ ومنهم المطران ’ بالخلط الخطير فى شخص المسيح حسب تفسير الجلالين .
الشئ الخطير حقا هو أن المطران الذى لم يرتفع فهمه الى مستوى القرأن يفتخر ويتفشخر بارثوذكسيته !!! وفى ذات الوقت يهاجم وبشراسة أهم عقائد المسيحية مثل شركة الطبيعة و التأله ومن أين له أن يفهم التأله وهو يرفض الطبيعتان فى المسيح قبل الاتحاد وبعده فى المسيح الواحد حسب كيرلس الذى يدعى المطرانه أنه يفهمه ! ويوهم ويخدع ويورط البسطاء من الشباب والصبايا بأنه حامى حمى الايمان وأنهم هم حماة الايمان ويوقع الشباب الطيب فى بعض وهو نايم فى قصر السلطان !!!
لقد قمت ششخصيا فى جلسة مودات مع المطران بمحاولة لشرح الأية البطرسية من النص الأصلى (2 بطرس 1 ’ 4 )’ وقلت له أن كلمة (الفيسيس) فى الأية ليس بها أداة تعريف ومن هنا نحن شركاء فى طبيعة الهية وليس فى الطبيعة الالهية ’ كما ترجمها المرحوم فاندايك البرتستانتى ! وهى أى الطبيعة أو طبيعة ’ قلت ’ الطبيعة الناسوتية المتحدة باللاهوت ’ وهنا نحن نشارك الطبيعة الناسوتية للمسيح والمتألهة فى شركتها باللاهوت ’ وفرح المطران بالكشف ولكن فرحه كان وقتيا ’ و لم يحوله الى موقف لاهوتى وتوبة لاهوتية وعلمية ! . كما كنا قد قمنا بترجمة مقال للمطران تم نشره فى الكرازة ونشرناه على موقعنا فى الفيس بوك يتسأل (لماذا التجربة ؟ مجلة الكرازة يوم الجمعة 30 يناير 2015 ) وهو فى هذه المقالة يعترف بالايمان المونوفيزيتى فى أسواء صوره وينأى بالمسيح عن قبول التجربة كأنسان كامل وحر الارادة ويبشر بالقدرية الكئيبة ويلوى عنق الأيات بشكل يحسده عليه أعتى الهراطقة ’ ’ ولقد قمنا بترجمة المقال للغة اليونانية ’ وهنا أصابت الصدمة الكبرى اللاهوتيين والأباء وقاموا بنشر تعليقات على أن أوطاخى نفسه الى جانب المطران القبطى ’ سيشعر ’ أى أوطاخى ’ أنه بطل وأرثوذكسى !
لقد كأن القرأن أرحم بالمسيحيين من المطران الذى لم يسلم أحد من بطشه الا المنافقون والأفاكون والمرتشون ! ألم يتم رسامته اسقف فى سن غير قانونى وأرتقى السلالم الاسقفية فى لمح البصر لأن النقيب خاله ! أما يفيق القبط ’ أهلى وأقربائى حسب الجسد ’ من الغيبوية ! العالم ينتظر نهضتكم !
أنا حقا ممنون وشاكر وعارف بالجميل مرة للقرأن ومرات للمطران ’ للقرأن لأنه أنارنى فى حقيقة تاريخية كنت أجهلها ولا أفقه كنهها ولا أدرك معناها وهى حقيقة عدم صلب اللاهوت ’ فله منى الشكر ’ وأنا ممنون وعارف بالجميل للمطران لأنه حينما كتب قرار شلحى فى ورقة من بضعة سطور ’كان يصلبنى صليبا وثنيا بلا قايمة ’ هكذا ظن ! فى انسانى الضعيف وظن أنه لا قيامة لجسدى الا بعد بوس القدم وابداء الندم أمام الباب العالى ! وقد قمت بترجمة القرار باللغة اليونانية ’ لتكريم المطران ’ وحينما قرأئه الأباء واللاهوتيون فى اليونان وقبرص والأديرة وغيرها ’ أدركوا أن المطران القبطى رئيس لجنة الحوار اللاهوتى يحتاج الى تعليم اساسى فى اللاهوت والحق الكنسى والانسانى وأنه فعلا يمثل المونوفيزيتية الهرطوقية فى أوسخ صورها لأنه لا يتورع عن يلغى الانسان بجرة قلم ’ لن أنسى ما حييت عبارته حينما علم بموت الاب الدكتور اللاهوتى صموئيل وهبة وكنا فى اليونان ووقتها قال له الأب ماركوس ناشد تلميذى النجيب (دريت يا سيدنا أن ابونا صموئيل وهبة مات ؟ فرد المطران ردا يصير بجانبه القرأن صانع سلام " أنا عمرى ما شفت سيدنا البابا فرحان زى فرحه لما سمع بموت صمؤئيل وهبة " !!!!!!!!!!!!!!! أذا لم يكن المطران ومن يسكت عليه هم قتلة الرسل والأنبياء ’ فمن يكونوا ’ على أى حال ليكونوا ما يشأؤن وأن يتقوفوا أن يدعون أنهم ارثوذكس ومستقيموا الرأى وهم قوم لا يفقهون !!! ولم يهتم ’ المطران ’ بأية مبررات انسانية ولا لا هوتية تبرر فرحه بموت الاب صمؤئيل ولا بقرار شلحى ’ ولم يوثق قراره أمام العالم اللاهوتى وأمام الكنائس التى يريد الاتحاد بها !!!’ أى أنكر جسد الحقيقة اللاهوتية وبعهدها الناسوتى وشتت عائلات كثيرة وعلماء لا ذنب لهم الا أنهم أعطوا كل شئ ’ للكنيسة ’ أم الشهداء ’ حتى الثمالة ’ يعنى مصر بخير بمجالس برضة بمجالس العائلة التى تصلح بين المصريين الطيبيين بينما السلطان العثمانى المطران بيشوى لم يعترف بوسائط ولا صلح ولا تسامح ولا توسلات العائلات ! اليس من يزرع بالحقد بالحقد يحصد !! قانون الهى !! وكم ادميت أيادى الصادقون من كل أرجاء العالم وهم يكتبون الرسائل يشحتون الرحمة ويتوسلون العطف من أردوغان الكنيسة القبطية العثمانى !!! ولا حياة ولا حياء لمن ينادى !!!.
أنا ممنون للقرأن وللمسلمين لأنهم قد أوضحوا لى موقفا تاريخيا ينير على واقع معاصر وأعتذر له وللمفسرين المسلمين أننى قد تأخرت فى الفهم ,ادعو الكتاب والمفكيرن لقتل هذا الموضوع بحثا لأنه مساهمة اسلامية كبيرة فى سلام فكر المسيحيين .’ كما أننى ممنون للمطران لأنه حررنى وأطلقنى لكى مأ أخدم الرب فى كل انسان ’ وخاصة فى مصرنا الحبيبة ’ فى ملء حرية الانجيل وشروحات الأباء وعلامات الزمان الثقافى . ورب ضارة نافعة جدا .
الأب الدكتور أثناسيوس حنين – مطرانية بيرية المقدسة – اليونان
(ليس كل المسلمون أشرارا ’ كما أن ليس كل المسيحيون أبرارأ !) قول حكيم
كتب الاستاذ الفاضل فؤاد نجيب تعليقا على تعليق لنا فى حوار طويل مع المعلم بيشوى ’ على الفيس ’ ولم يعجبه رأينا قائلا وبدالة كبيرة "
(بزعل أوي أوي من قديسين روم وقديسين أقباط!!! خلقيديوني موحد بالله وألا مونوفزيتي كافر!!! ... الحق المسيحي واحد لا يفرق !!!)
ولم يكن يدرى الاستاذ فؤاد وهو من جيل الكبار والذين عانوا كثيرا ليستنيروا ولينيروا ’ أنه يتبنأ أى يعلم حقيقة حسب معنى التنبؤ فى العهد الجديد وهى ’ وحسب قرارات المجامع المسكونية السبعة وتاريخ العقيدة لمدة الفين سنة كاملة وشاملة هذا بدون حساب زمان العهد القديم والتراث الفلسفى القديم والثقافة المصرية ’ أن الخلقيدونى المستقيم الرأى هو فعلا موحد بالله فى المسيح الواحد والغير المنقسم والكامل فى لاهوته والكامل فى ناسوته ’ ليس للمنظرة أو لتعقيد الأمور أو للسفسطة البيزنطية حتى من يأتى الينا فى أواخر الدهور من يبشر بمسكونية تلفيقية لا طائل من ورائها غير الضحك على الدقون ! ’ بل لأجلنا ولأجل خلاصنا وتقديسنا وتأليهنا ’ ونسى صديقنا أو تناسى أن المجامع المسكونية من الرابع الى السابع قد أطلقت تعبير (الكفرة ) على الهراطقة والمونوفيزيتيين ! .
لقد ألهمنى هذا الحوار لكى ما أهدى للقارئ المصرى والعربى ايا كانت ركائبهم دراسة بسيطة فى حجمها ولكنها كبيرة فى معانيها وتحتاج لابحاث أعمق ووقت أوفر ’ وهى حول السؤال كيف أدت الهرطقة المونوفيزيتية ’ أى التنكر الكامل لكامل ناسوت المسيح فى كمال اتحاده بكامل اللاهوت فى كماله وكمال جماله ! نقول كيف ادت الى كوارث لاهوتية وانتكاسات انسانية وردات حضارية وتجليات وانتصارات عربية- اسلامية –عسكرية !. نعم لقد تصدى القرأن ’ فى ظروفه التاريخية وحسب طاقته وقتها ’ للهرطقة المنوفيزيتية ولهرطقة الثيؤباسخيتوس وهى البنت البكر للمونوفيزيتية أى انكار حقيقة جسد المسيح بل تبعات هذا الانكار على الانسان وحياته ومصيره الزمنى والأبدى ’ وكما سيؤدى الفكر المنو فيزيتى بالضرورة الى نسبة الام الصليب ليس الى ناسوت يسوع المتحد باللاهوت بل يتم نسبة الألم الى اللاهوت نفسه وهذا هو السبب وراءو رفض القران ارتباك العقل الاسلامى أمام موت المسيح واحتمال صلب اللاهوت كما هو واضح فى القرأن والتفاسير اللاحقة !!
لقد تسببت هذه الهرطقات فى انقسام المسيحيين وسقوط الامبراطوريات وانتصار العرب وتسليم المونوفيزيتيين واليعاقبة والنساطرة الشرق ومصر للعرب انتقاما من البيزنطيين ويذكر المؤرخون الثقاة أن البطريرك اليعقوبى ميخائيل السريانى (تنيح 1126 م) قد أحتفل بالاحتلال العربى كتحرر من نير البيزنطيين !. وقال وكتب "ان اله الانتقام او الاله المنتقم !!! قد خلصنا من نير الرومان أى البيزنطيين ’على يد الاسماعيليين " ولقد تكررت العبارة على لسان اسقف قبطى معاصر وهو الأنبا موسى اسقف الشباب !. هنا نعود الى واحد من أهم المراجع العلمية والتاريخية وهو كتاب القديس يوحنا الدمشقى اللاهوتى الهيللينى الثقافة والعربى اللسان
حول(أراء فى الاسلام ) باليونانية مع ترجمة فرنسية والذى أصدرته دار النشر الفرنسية سيرف :
Sources Chretiennes
No 383
Jean Damascene
ECRITS SUR L,ISLAM
Par
Raymond Le Coz
Les Edidtions Du CERF
Paris 1992
والقديس يوحنا الدمشقى ’ وان كان قد وضع كلامه عن الاسلام فى كتابه حول المائة هرطقة أو شيعة مسيحية الا أنه يعامل المسلمين معاملة خاصة اذ يقول " ويوجد ايضا ديانة الاسماعيليين والتى تنتشر وتسود فى ايامنا هذه" وهذا بحكم التعايش بينهم وليت كل المشغولون بالحوار مع الاسلام والجدل مع المسلمين الرجوع الى اسلوب الدمشقى الراقى والعلمى فى الحوار. يؤكد الباحث الفرنسى أن الصراعات الخرستولوجية فى القرن السادس ’ قد سهلت استيلاء العرب على سوريا ومصر 632 –661 م .
ما هو وضع المسيحيين وقت ظهور وانتشار الاسلام ؟
لقد أنقسم المسيحيون منذ مجمع أفسس 431 الى ثلاث كنائس وهى :
الكنيسة الخلقيدونية
الكنيسة المنوفيزيتية او اليعقوبية
الكنيسة النسطورية او كنيسة فارس
جاء عام 628 ليرى الخلقيدونيين منتصرين وذلك بعد معارك ضارية مع الفرس وأصبحت الكنيسة الخلقيدونية هى الكنيسة الامبراطورية البيزنطية الرسمية أو ما تبقى من المملكة . وتوالت الصراعات الخرستولوجية ولا نحتاج للتذكير بأن ظهور الاسلام ونبى الاسلام (570 – 632 ميلادية ) قد تزامن مع الأثار والتداعيات الكبيرة للمجمع المسكونى الرابع فى خلقيودنية 451 وما تبعه من رد فعل وتشدد المصريين والحكم على البطريرك ديوسقوروس (راجع مجموعة الشرع الكنسى ’ منشورات النور –بيروت 1984).
وهنا نأتى الى المطران وكيف فشل فلا ذريعا فى الدفاع عن مواقف الغير الخليقدونيين فى الحوارات اللاهوتية بين الكنيستين ’ ولقد حدث أن سأله اللاهوتيون البيزنطيون فى أحد جلسات الحوار عن الترنيمة الشهيرة بالثلاث التقديسات والتى تمت
هنا تمت اضافتها اى الثلاثة التقديسات وبحسن نية غير لاهوتية ! التى تنسب الولادة والصليب والقيامة الى الثالوث والالم الى اللاهوت على يد بطرس القصار والتى لا يزال يرتلها الاقباط الى اليوم وهى (قدوس الله قدوس القوى قدوس الحى الذى لا يموت الذى ولد عنا أرحمنا ’ الذى صلب عنا ارحمنا .الذى قام من الأموات ارحمنا .) ’ الترتيلة تبشر بولادة الثالوث وبصلب الثالوث كله وبقيامة وتخلط خلطا كبيرا بين الطبيعتين فى المسيح وتشوش الخلاص ’ وأذكر للتاريخ أن اللاهوتيون البيزنطيون قد طرحوا القضية على ممثل الكنيسة القبطية فى الحوار اللاهوتى وهو سيادة المطران بيشوى فحاول بذكائه المعتاد أن يهرب من الموقف قائلا ( اننا نقول قدوس الله قدوس القوى قدوس الحى الذى لا يموت ...للاشارة فى كل مرة الى اقنوم من الاقانيم .....جه يكحلها عماها مما أضحك اللاهوتيون البيزنطيون على كم السذاجة اللاهوتية التى يتمتع بها المطران !!!). وهنا نحن نرى أن القرأن قد قدم خدمة ليصحح أخطاء المطران وأسلافه ومن أهم الأخطاء نسبة الألم لله للاهوت للوغوس !
هنا ووقتها جأء الرد من القرأن وليس من المطران ووقف الفكر الاسلامى وقفة كبيرة وقفة كبيرة ضد المناداة بصلب اللاهوت وقال قولته الشهيرة والتى لم يبذل المطران ولا الباحثون والكهان المسيحيون جهدا كافيا وموضوعيا لفهمها فى سياقها التاريخى والرد فعلى بل وأنطلقوا فى مظاهرة دفاعية وتليفزيونية أصولية وغير لاهوتية وفواصل من الردح والدفاع الرخيص ضد الاسلام والمسلمين لا تشبع باحث ولا تغنى مؤمن بل تهيج المتعصبين وتثير غرائز الحاقدين من كل لون وتشعل فتيل الفتن بين جيران الحى الواحد(راجع رد القمص سرجيوس على الشيخين الطنيخى والعدوى : حول تجسد الله ولاهوت المسيح ’ وأيضا يسى منصور لكى لا ننكر المسيح وابو بشارة المقدسى (ما بين النور والظلمة) وغيرها من المؤلفات الدفاعية بلا منهجية لاهوتية وكما يستطيع القارئ أن يراجع الكم الهائل من الفضائيات التبشيرية الأسم والحقودة النية ! لا يمكن التبشير بدون حب !).
نحن نطرق باب الاجتهاد المسيحى ونقرع بخشوع على باب القرأن ونستسمح الفقهاء والمفسرين ونقول أن هذه العقيدة التى تنزه المسيح عن الموت فى لاهوته وتحترم ناسوته ’ بالرغم من موضوع الشبه’ واضحة فى القرأن الكريم وهى أن المسيح ’ فى لاهوته ’ لم يقتل ولم يصلب بل وقع الشبه على الذين قالوا بذلك أى’ أتباع المسيح المتخاصمون حول شخصه ! ’اتباع عيسى الذين لم يفهموا هل صلبوا اللاهوت أم صلبوا الناسوت وهذا انعكاس واضح للخلافات بيين اتباع الطبيعتين واتباع الطبيعة الواحدة مع العلم وحسب شهادة سيادة المطران جورج خضر فان العرب لم يتعرفوا على الارثوذكسية المستقيمة الرأى والتى تعلم بالطبيعتين لأنهم لو عرفوها فى صفائها لكان للقرأن رايا أخر أكثر وضوحا . بل تعرفوا على المسيحية الهرطوقية بسبب من الجوار والعراك مع النساطرة واليعاقبة والمونوفيزيتيين فى مصر وسوريا وبلاد ما بين النهرين وايضا وبسبب العداء المشترك للبيزنطيين ! يقول القرأن (وقولهم انا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله ’ وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وان الذين اختلفوا فيه لفى شك منه ما لهم به من علم الا اتباع الظن وما قتلوه يقينا بل رفعه الله اليه وكان الله عزيزا حكيما ) سورة النساء 157 -158 ( وقولهم مفتخرين انا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله ) فى زعمهم أى بمجموع ذلك عذبناهم ’ قال تعالى فى تكذيبه لهم فى قتله ( وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم ) المقتول والمصلوب وهو صاحبهم عيسى اى القى الله عليه شبهه فظنوه اياه ’ (وان الذين اختلفوا فيه ) أى فى عيسى (لفى شك منه ) من قتله حيث قال بعضهم لما رأوا المقتول الوجه وجه عيسى والجسد ليس بجسده فليس به ’ وقال أخرون : بل هو هو (ما لهم به ) بقتله (من علم الا اتباع الظن ) استثناء منقطع ’ أى لكن يتبعون فيه الظن الذى تخيلوه (وما قتلوه يقينا ) حال مؤكد لنفى القتل). راجع تفسير الجلالين ويؤكد الاب دره الحداد فى كتابه( شخصية المسيح فى القران ص 22) حقيقة هامة وهى أنه ( ...يجنح اكثر المفسرين المتاخرين من المسلمين على قصر الموقف السلامى من قتل أوة موت المسيح أو عن عن اخرة المسيح على سورة النساء والأية 156 وهذا التعبير ( وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم ...)قد اثارت جدلا طويلا عقيما وانقسم القوم حول الموضوع فرقا : هل قتل احد بدل المسيح أم لا ؟ وعند من قالوا بمقتول بدل المسيح هل القى على المقتول شبه عيسى أم لا ؟ وبعد ان يسرد الرازى برصانته المعهودة روايات الشبه يختم بقوله "وهذه الوجوه متعارضة متدافعة ’ والله اعلم بحقائق الامور ".
يذهب بنا الظن أن القرأن يعرض للمشاحنات بين المسيحيين اصحاب الطبيعة وأصحاب الطبيعتين واصل قضية الشبه هى قضية مسيحية تنسب الى طائفة الدوكتيون والذين هم امتداد للقضية الشهيرة حول طبيعتان المسيح والتى كانت لا تزال تشغل العالم المسيحى بشهادة القرأن والتى لم يفهمها الكتاب المسلمون ولديهم العذر فى ذلك ’ هم قرروا أمرا مقضيا بخصوص القضية التى لم يفهموا أبعادها اللاهوتية بسبب الصراعات الدائرة حولها ! (وان الذين اختلفوا فيه لفى شك ) وهنا الاشارة واضحة الى المعارك الخرستولوجية فى القرون الخامس والسادس والسابع ’ السؤال الذى يطرحه القرأن ’ فى الأعماق ’ هو فى النهاية من هو الذى علق على الصليب مع التشديد على تنزيه اللاهوت من أن يصلب !
وهنا ننتقل من القرأن الى المطران ’ وهو الأنبا بيشوى مطران دمياط والذى يصول ويجول هذه الأيام لكى يوهم السذج بأنه بطل الحوارات المسكونية وأنه قد قهر اللاهوتيين البيزنطيين فى عقر دارهم وأن الوحدة الوهمية القائمة فى دماغة هو فقط ! والتى هو صانعها على الأبواب ’ لعله يحارب أخر معاركه بدلا من أن يذوق حلاة التوبة ويستنير عقله ويتأله كيانه ويصمت لعل مراحم الرب تدركه ! حسب تعبير صديق مشترك بيننا!!! والذى ’ أى المطران الدمياطى حسب تعبير صديقى ماجد منصور ’ سأله أحد كبار اللاهوتيون فى الجبل المقدس أثوس هذا السؤال ( من هو الذى صلب على الصليب ؟ )
ΠΟΙΟΣ ΣΤΑΥΡΩΘΗΚΕ ΠΑΝΩ ΣΤΟ ΣΤΑΥΡΟ ?
’ ونقولها شهادة للتاريخ وضميرى شاهد على بالروح ’ وكاتب هذه السطور ليس لديه ما يكسبه ولا من دول ولا من دوكهم !!! وليس لديه ما يخسره لأنه قرر أن يعيش فقيرا لله ومكرسا للبحث ومقاومة التلفيق والملفقين وبعد أن صبرنا عليهم كثير ’ وظنوا وهنا كل الظن أثم ’ أن صبرنا رضا وأن تواضعنا خنوعا أو أن ذوقنا خوفا ونحن نعتقد أننا لسان حال الكثيرين فى مصر الطيبة من الأغلبية الصامتة على حد قول طيب الذكر المستشار وليم سليمان والذى ناله هو الدكتور سليمان نسيم من الحب الحقود والمريض جوانب !! ولكن يبدوا أنه اللى أختشوا ماتوا فى هذا الزمان الردئ جدا كما يقول العرب وكما يبدو أن الخطيئة الحقيقية تكمن فى انعدام الحس كما يقول باسليوس الكبير ! كان يجب أن نذكر أنه قد قامت احتجاجات كبيرة على ما وصل اليه الحوار اللاهوتى بين الخلقيدونيين وبين الغير الخليقيدونيين من كافة أرجاء اليونان وروسيا وقبرص ’ من نتائج متسرعة وبلا تأصيل لاهوتى (قيل نفس الكلام فى المجمع الارثوذكسى الأخير فى كريت ) وعلى أثر ذلك قام البطريرك المسكونى برثوليماؤس هذا الانسان العظيم والذى يحب الشرق والشرقيين والاقباط ويكفى أن أذكر انه حينما رأى مدى تعبى فى تجديد الاقامة وانا كاهن قبطى فى اليونان ’ قام براسل ر اسلة الى وزير الداخلية اليونانى الذى قام بمنحى الجنسية اليونانية تكريما لى على جهودى فى دعم العلاقات بين مصر واليونان ووبين الكنيستين ’ بطريرك خلقيدونى يسعى لكى ما يحصل كاهن قبطى على الجنسية اليونانية! ’ نقول قام البطريرك بتوجيه الدعوة الى لقاء بين اللاهوتيين من الجبل المقدس اثوس وبين رؤساء لجان الحوار من الجانب البيزنطى المطران دمسكينوس ومن جانب العائلة الشرقية المطران بيشوى والذى أنفرد بالرئاسة عنوة وفتونة ولم يعطى فرصة لأى لاهوتى أثيوبى أو أرمنى للمشاركة فى الرئاسة حسب شكوى شخصية بثها لى شخصيا مطران أرمنى ولاهوتى معروف وبيفهم أحسن من مطراننا ! ’ وقد تم اللقاء بناء على طلب البطريرك المسكونى كيريوس كيريوس بارثوليماؤس وكان كاتب هذه السطور حاضرا بصفتىه كاهن الاقباط فى اليونان و مترجم وكما كان حاضرا كل من الدكتور اللاهوتى والمؤرخ ماجد صبحى (الاب باسليوس صبحى) والدكتور الدياكون الليتورجولوجى رشدى واصف وبعد أن عرض المطران القبطى لنتائج الحوار اللاهوتى من وجهة نظره ’ بادره اللاهوتى الاثوسى الأرشمندريت جيوروجيوس كابسانيس بالسؤال :
من هو الذى صلب على الصليب ؟
ΠΟΙΟΣ ΣΤΑΥΡΩΘΗΚΕ ΠΑΝΩ ΣΤΟ ΣΤΑΥΡΟ ?
هنا نرى العجب العجاب ’ نفس السؤال الذى حير المسيحيين وأدى بالمسلمين أن يلوا بدلوهم فى الحوار القائم لينقذوا ما يمكن أنقاذه من كرامة اللاهوت الواحد الأحد والذى لا يتألم ولا يصلب ! يتم طرحه على المطران القبطى وهنا قام سيادة المطران القبطى بالرد ردا عاما وعائما بلا أية شروحات لاهوتية أو توضيحات خرستولوجية ولم يبدوا أن اللاهوتى الأثوسى قد أقتنع بالاجابة ! لأنه وان قال المطران ان الذى صلب هو الله فسيقع فى بدعة صلب اللاهوت وان قال ان الذى صلب هو المسيح سيقع فى الخلط لأن السؤال سيكون أى مسيح هو الانسان أم الاله ’ فأستعمل الاسقف ذكائه كالعادة وقال :أن الذى صلب على الصليب هو اللوغوس ؟ ولكن أى لوغوس ؟ لم تسعف الاجابة المطران القبطى لأن المخرج الوحيد من هذه الأزمة هو الطبيعتان فى المسيح الواحد ’ لقد صلب اللوغوس فى طبيعته الانسانية مع استمرار اتحادها باللاهوت اللوغوس الذى لا يموت بدون اختلاط ولا امتزاج ولا انفصال ولا تغيير حسب قرار مجمع خلقيدونية الرابع 451 ميلادية ! لقد أختلط الأمر على الاسقف القبطى ووقع تحت الحكم القرأنى بأنه قد شبه له ’ شبه له لأنه لو كان يعرف المسيح فى ملئ لاهوته وناسوته لأمكنه الاجابة !! لقد شبه (بضم الشين وكسر الباء وفتح الهاء ) المسيح لسيادة المطران ولم يدرك عمق المسيح الذى يدعى أنه يحبه وكم أضطهد ابرياء وشتت علماء من أجل أسم المسيح الذى لا يعرفه فى أعماق لاهوته وناسوته ! كان القرأن أذكى من المطران ! ومن هنا نخلص الى الفكر الاسلامى قد نزه اللاهوت عند الألم بينما المطران لم يقدر أن يفسر المسيح تفسيرا مستقيما وأتهم اتباع المسيح ’ ومنهم المطران ’ بالخلط الخطير فى شخص المسيح حسب تفسير الجلالين .
الشئ الخطير حقا هو أن المطران الذى لم يرتفع فهمه الى مستوى القرأن يفتخر ويتفشخر بارثوذكسيته !!! وفى ذات الوقت يهاجم وبشراسة أهم عقائد المسيحية مثل شركة الطبيعة و التأله ومن أين له أن يفهم التأله وهو يرفض الطبيعتان فى المسيح قبل الاتحاد وبعده فى المسيح الواحد حسب كيرلس الذى يدعى المطرانه أنه يفهمه ! ويوهم ويخدع ويورط البسطاء من الشباب والصبايا بأنه حامى حمى الايمان وأنهم هم حماة الايمان ويوقع الشباب الطيب فى بعض وهو نايم فى قصر السلطان !!!
لقد قمت ششخصيا فى جلسة مودات مع المطران بمحاولة لشرح الأية البطرسية من النص الأصلى (2 بطرس 1 ’ 4 )’ وقلت له أن كلمة (الفيسيس) فى الأية ليس بها أداة تعريف ومن هنا نحن شركاء فى طبيعة الهية وليس فى الطبيعة الالهية ’ كما ترجمها المرحوم فاندايك البرتستانتى ! وهى أى الطبيعة أو طبيعة ’ قلت ’ الطبيعة الناسوتية المتحدة باللاهوت ’ وهنا نحن نشارك الطبيعة الناسوتية للمسيح والمتألهة فى شركتها باللاهوت ’ وفرح المطران بالكشف ولكن فرحه كان وقتيا ’ و لم يحوله الى موقف لاهوتى وتوبة لاهوتية وعلمية ! . كما كنا قد قمنا بترجمة مقال للمطران تم نشره فى الكرازة ونشرناه على موقعنا فى الفيس بوك يتسأل (لماذا التجربة ؟ مجلة الكرازة يوم الجمعة 30 يناير 2015 ) وهو فى هذه المقالة يعترف بالايمان المونوفيزيتى فى أسواء صوره وينأى بالمسيح عن قبول التجربة كأنسان كامل وحر الارادة ويبشر بالقدرية الكئيبة ويلوى عنق الأيات بشكل يحسده عليه أعتى الهراطقة ’ ’ ولقد قمنا بترجمة المقال للغة اليونانية ’ وهنا أصابت الصدمة الكبرى اللاهوتيين والأباء وقاموا بنشر تعليقات على أن أوطاخى نفسه الى جانب المطران القبطى ’ سيشعر ’ أى أوطاخى ’ أنه بطل وأرثوذكسى !
لقد كأن القرأن أرحم بالمسيحيين من المطران الذى لم يسلم أحد من بطشه الا المنافقون والأفاكون والمرتشون ! ألم يتم رسامته اسقف فى سن غير قانونى وأرتقى السلالم الاسقفية فى لمح البصر لأن النقيب خاله ! أما يفيق القبط ’ أهلى وأقربائى حسب الجسد ’ من الغيبوية ! العالم ينتظر نهضتكم !
أنا حقا ممنون وشاكر وعارف بالجميل مرة للقرأن ومرات للمطران ’ للقرأن لأنه أنارنى فى حقيقة تاريخية كنت أجهلها ولا أفقه كنهها ولا أدرك معناها وهى حقيقة عدم صلب اللاهوت ’ فله منى الشكر ’ وأنا ممنون وعارف بالجميل للمطران لأنه حينما كتب قرار شلحى فى ورقة من بضعة سطور ’كان يصلبنى صليبا وثنيا بلا قايمة ’ هكذا ظن ! فى انسانى الضعيف وظن أنه لا قيامة لجسدى الا بعد بوس القدم وابداء الندم أمام الباب العالى ! وقد قمت بترجمة القرار باللغة اليونانية ’ لتكريم المطران ’ وحينما قرأئه الأباء واللاهوتيون فى اليونان وقبرص والأديرة وغيرها ’ أدركوا أن المطران القبطى رئيس لجنة الحوار اللاهوتى يحتاج الى تعليم اساسى فى اللاهوت والحق الكنسى والانسانى وأنه فعلا يمثل المونوفيزيتية الهرطوقية فى أوسخ صورها لأنه لا يتورع عن يلغى الانسان بجرة قلم ’ لن أنسى ما حييت عبارته حينما علم بموت الاب الدكتور اللاهوتى صموئيل وهبة وكنا فى اليونان ووقتها قال له الأب ماركوس ناشد تلميذى النجيب (دريت يا سيدنا أن ابونا صموئيل وهبة مات ؟ فرد المطران ردا يصير بجانبه القرأن صانع سلام " أنا عمرى ما شفت سيدنا البابا فرحان زى فرحه لما سمع بموت صمؤئيل وهبة " !!!!!!!!!!!!!!! أذا لم يكن المطران ومن يسكت عليه هم قتلة الرسل والأنبياء ’ فمن يكونوا ’ على أى حال ليكونوا ما يشأؤن وأن يتقوفوا أن يدعون أنهم ارثوذكس ومستقيموا الرأى وهم قوم لا يفقهون !!! ولم يهتم ’ المطران ’ بأية مبررات انسانية ولا لا هوتية تبرر فرحه بموت الاب صمؤئيل ولا بقرار شلحى ’ ولم يوثق قراره أمام العالم اللاهوتى وأمام الكنائس التى يريد الاتحاد بها !!!’ أى أنكر جسد الحقيقة اللاهوتية وبعهدها الناسوتى وشتت عائلات كثيرة وعلماء لا ذنب لهم الا أنهم أعطوا كل شئ ’ للكنيسة ’ أم الشهداء ’ حتى الثمالة ’ يعنى مصر بخير بمجالس برضة بمجالس العائلة التى تصلح بين المصريين الطيبيين بينما السلطان العثمانى المطران بيشوى لم يعترف بوسائط ولا صلح ولا تسامح ولا توسلات العائلات ! اليس من يزرع بالحقد بالحقد يحصد !! قانون الهى !! وكم ادميت أيادى الصادقون من كل أرجاء العالم وهم يكتبون الرسائل يشحتون الرحمة ويتوسلون العطف من أردوغان الكنيسة القبطية العثمانى !!! ولا حياة ولا حياء لمن ينادى !!!.
أنا ممنون للقرأن وللمسلمين لأنهم قد أوضحوا لى موقفا تاريخيا ينير على واقع معاصر وأعتذر له وللمفسرين المسلمين أننى قد تأخرت فى الفهم ,ادعو الكتاب والمفكيرن لقتل هذا الموضوع بحثا لأنه مساهمة اسلامية كبيرة فى سلام فكر المسيحيين .’ كما أننى ممنون للمطران لأنه حررنى وأطلقنى لكى مأ أخدم الرب فى كل انسان ’ وخاصة فى مصرنا الحبيبة ’ فى ملء حرية الانجيل وشروحات الأباء وعلامات الزمان الثقافى . ورب ضارة نافعة جدا .