samedi 7 mai 2016

عظة فى يوم أحد الفصح للاسقف اأغسطينوس كانتيوتيس - اليونان ترجمة وتقديم الأب أثناسيوس اسحق حنين- مطرانية بيرية المقدسة – اليونان







                                            الحب دواء الوجود

حياة المسيح هى رسالة الحب ايا كانت ركائبه 


                                            عظة فى يوم أحد الفصح


للاسقف الارثوذكسى الأنجيلى صاحب الخطاب اللاهوتى النارى

أغسطينوس كانتيوتيس ( أسقف فلورينوس- مكدونيا) - اليونان 

ترجمة وتقديم الأب االدكتور أثناسيوس حنين- مطرانية بيرية                                المقدسة – اليونان 


(سيادة الاسقف أغسطينوس من أكابر اللاهوتيين اليونانيين وهو اسقف رسولى وواعظ انجيلى مفوه وبليغ وضليع فى ربط كلمة الانجيل بالكنيسة وبالواقع ’ لا يفوتنا أن نقول أنه رومى بيزنطى حتى العظم ’ ولقد حاز على أعجاب الجميع فى اليونان كأحد أعمدة الارثوذكسية ولقد رأينا أن نقدم للأصدقاء محبى الكلمة الحلوة عظة لسيادته فى عيد الفصح ’ ولقد رقد فى الرب عن مائة وخمس عاما ليكن ذكره أبديا ) . .
المسيحية بين الأعمال والأقوال
" هذا هو الخطاب الأول الذى قمنا بوضعه ’ يا ثأؤفيلوس ’ بخصوص كل ما أبتدأ يسوع يعمله ويعلم به ..." أعمال الرسل 1 :1
«Τον μέν πρώτον λόγον έποιησάμην περί πάντων, ώ Θεόφιλε,ών ήραξατο ό Ιησούς ποιείν τε και διδάσκειν…».

(اللاهوت الحق والتفسير الرصين الكتابى ليسا مجرد دروس فى الراس بل معاناة وفصح فى الكيان) .
)Η Αληθινή Θεολογία και η Αυθεντική Ερμηνεία δεν είναι μόνον μάθημα , αλλά και πάθημα, Πάσχα και περάσμα( !

يا أحباء
ان المسيح هو مؤسس كنيستنا وهو المعلم الذى ما فتئ يعلم . لقد علم المسيح بالكلام الالهى ’وقد قال بما لم يقله أحد قبله . بل ولتكزنوا على ثقة بأنه ولا فى المستقبل سوف يوجد من يعلم بكلمات أسمى من الكلمات الذى بشر بها المسيح. ان تعليم المسيح هو قمة التعاليم . ان كل الذين سبق لهم ’ بلا أحكام مسبقة ونوايا غير حسنة ’ نقول كل من سبق لهم وقرأوا الانجيل ’ يعترفون ويقرون بأن كل التعاليم التى سبق أن سمعها البشر ودغدغت مشاعرهم النفسية وأحاسيسهم الجسدية ’ لا تقارن بما علم به المسيح والذى يخاطب الوجود الانسانى برمته ’ هذه التعاليم ’ بالمقارنة بتعاليم المسيح ’ توجد فى مستوى أدنى من مستوى تعاليمه اللاهوتية الشاهقة الارتفاع والسمو .
أرجوكم يا أخوتى .
..أفتح أنت الانجيل وأقرأ ’ أترجاك ’ صفحة واحدة أى صفحة تختارها ! ستجد أنك وحيثما فتحت الانجيل ’ سيتدفق أمامك نهر من الذهب الصافى والنقى. أترجاك ’ أقرأ على سبيل المثال مثل الأبن الشاطر (لوقا 15 : 11 ’ 32 ). أقرأ المثل بأهتمام وتمعن ’ وسوف تقتنع كم كان على حق ذلك الفيسلوف الذى قال يوما بأنه اذا لم يقل المسيح شيئا غير هذا المثل ’ فهذا المثل وحده يكفى لكى يظهر بما لا يدع مجالا للشك أن قائله ليس فقط انسان بل اله . لأنه الله الذى خلق الانسان ’ هو يعرف ما فى قلب الانسان ’ هو يعرف كيف يفكر الانسان’ هو علم ما بالانسان’ وهو يعرف كيف يحيا الانسان ويوجد ويتحرك. هذا كله يبين كيف أن تعاليم المسيح ’ وبالرغم من ظاهرها القاسى ’ هى تلتقى وأنقى وأسمى أعماق وأشواق الوجود الانسانى ’ ’ وهى ’ فى ذات الوقت ’ تقدم للانسان المتألم والموجوع ’ ما لا تقدر أن تقدمه له سائر فلسفات العالم . يقدم المسيح ’ من خلال ما يعمل ويعلم ’ الفرح والسلام وراحة القلب وهدوء العقل.
يشكل الحب أيا كانت ركائبه ’ أول وأكبر تعاليم المسيح ’ الحب كلمة وفعل لم يكن معروفا عند القدماء .
"أه يا ايها الحب (الأغابى) يا عطية الهية ’ يا ملاك بأجنحة من ذهب ’ أه يا أيها الحب ’الشعلة الألهية ’ الشعلة التى أشعلها وأضرمها المسيح فى قلوب البشر ’ والتى ترتفع أحيانا الى السماء وتصل الى أن تنطح النجوم بل وتعبر فوق النجوم وتقتربى من عرش الله وترتلين له هلليليويا ...!’"
«Ω άγάπη , Θείκη δώρο, άγγελε με τά χρυσά φτερά ! Ω άγάπη , Θείκή φλόγα , φλόγα πού άναψε ό Χριστός στις καρδιές των άνθρὠπων , και πού άλλοτε μέν ύψώνεσαι προς τά πάνω και φτάνεις μέχρι τά άστρα και περνάς τά άστρα και άγγίζεις το Θεό και ψάλλεις ¨Αλληλούία … »
"أه يا أيها المحبة والتى تنزل ’ أحيانا أكثر ’ الى تواضعنا ’ وتحتضن مخلوقات الله ’ وخاصة الانسان ’ وتخلق معه أى مع الانسان ومع المخلوقات ’ أواصر الصداقة والمودة المقدستين ’ وتوسسسئ العائلة والأخوة ! .
لقد علم الله المتأنسن المحبة نحو الله والحب نحو أخيه الانسان . لقد أحتوت المحبة كل الوصايا وحى الحب كل الأوامر والنواهى ! أحبب وأفعل ما شئت لأنك ’ وبالارادة الحرة المتحدة بالنعمة ’ ستعمل كل شئ بحب !
لقد علم المسيح الحب وبشر بالمحبة . علم المسيح أن نحب الله الأب السماوى ’ علم أن نحب ذوينا ’ علم أن نحب بقية الناس كأخوة ’ علم أن نحب حتى ما يناصبونا العداء ويضمرون لنا الشر ’ بل وعلم أن نصلى لأجلهم .
المسيح لم يعلم فقط تعليما ساميا ’ بل العجيبة الكبيرة هى أن حول ما علم الى رصيد حياة ’ عاش ما علم وعلم ما عاش . العجيبة الكبرى ليست هى تعاليم المسيح ’ بل هى حياته . أن يعلم الانسان ’ هذا أمر هين ’ بينما أن يطبق ما يعلم فى ثنايا حياته ’ لأمر صعب ! لقد نفذ المسيح وعمل ما علم به . لقد علم المسيح أن نحب الله . قل لى من هو الذى أحب الله الأب أكثر من المسيح ’ ! قل لى من هو الذى صلى بحرارة لله الأب مثل المسيح ’ خبرنى من هو الذى قضى الليالى الطوال يصلى ويتضرع الى الله بدون أن يغمض له جفن مثل المسيح ’ فى حديث طويل وحار مع الأب السماوى. لقد علم المسيح أن نحب ذوينا ’ وهو نفسه وهو فوق الصليب لم ينسى أمه القديسة بل أعتنى بها . لقد علم المسيح أن نحب أعدائنا ’ وهو نفسه أحب أعدائه ’ أعدائه الذين كرهوه كرها شديدا وحقدوا عليه حقدا مريرا بأسم العقيدة والشريعة ! لقد علمنا المسيح أن نغفر للأعداء وأن نصلى لأجلهم ’ وهو نفسه صلى من أجل أعدائه وغفر لهم ’ حينما سمعناه يقول وقبل أن يسلم الروح للأب السماوى بلحظات معدودة " يا أبتاه ’ أغفر لهم لأنهم لا يعرفون ماذا يعملون " (الجهل المقدس).’
«Πάτερ , άφες αύτοίς . ού γἀρ οίδασι τι ποιούσι »
"لوقا 23 ’ 34 " .
يجب علينا أن نتبع مثال المسيح ’ يجب علينا أن نطبق ما علم وعاش .
ولكن ’ سيعترض الكثيرون ’ كيف نقدر نحن أن نطبق ما علم به المسيح ! المسيح علم وعمل وعمل وعلم لأنه لم يكن فقط انسان بل اله ’ وكأله متأنس يقدر ’ بما له من قوة ’ أن ينفذ ما يعلم به وينفذ اصعب الوصايا ويقوم بأصعب الأعمال . بينما نحن ’ سيقولون ’ لسنا ألهة ! نحن بشر بما للبشر من ضعفات وعيوب وشرور! نحن بشر ونريد فعل الخير ونعجب بما عمله المسيح ’ ولكن ! كيف نحياها ؟ ان الاخلاق التى يعلم بها المسيح ’ تعلو على هامات البشر وتتعدى طاقتهم ! ان تعاليمه لصعبة التنفيذ وخاصة فى ايامنا هذه !
ماذا تقولون يا أيها الناس ! تقولون بأن تعاليم المسيح صعبة التنفيذ ’ بل مستحيلة فى أيامنا ! لكن التاريخ يقدم لنا بشرا مثلنا ’ فى نقائصهم وضعفاتهم ’ وقد نجحوا فى أن يعيشوا ما قاله المسيح نجاحا منقطع النظير ’ ماذا ستقولون عن هؤلاء ؟
لقد صدق من قال أنه وحتى لو أنوجد شخص واحد يحيا ويعيش ويختبر ويذوق ما قاله المسيح وما عاشه ’ هذا كاف لاثبات أن تعليم المسيح ممكن التنفيذ. لكن التاريخ والوقع لا يكلمنا عن شخص واحد ة بل عن الالاف بل الملايين ممن نجحوا فى أن يلبسوا المسيح ويحيوا به وفيه تعاليمه وحياته ’ القضية كلها تكمن فى أن نترك المسيح يعلم ويعمل فينا ’ كيف ؟ باتحادنا بناسوته المتأله فى لاهوته ’ هنا نصير نحن شركاء فى التعليم والعمل معه ! حينما رأى الناس المسيحيين المتألهون تعجبوا وأنعقدت ألسنتهم ’ وقالوا أننا لم نرى هذا قط لا فى دين ولا فى فلسفة !
هل تريدون ’ أيها الأحباء ’ التعرف على أولئك البشر المتألهون العقول ’ أفتحوا معى الكتاب الذى يوجد فى العهد الجديد ونسميه ( كتاب أعمال الرسل ) ’ اليوم وفى قداس عيد الفصح العظيم ’ نقرأ الأنجيل من بداية بشارة يوحنا ’ ونقرأ الابوستولوس من سفر أعمال الرسل(حسب نظام القرأأت فى الكنيسة البيزنطية فأن الكنيسة تقرأ سفر الأعمال خلال فترة الخماسين ويسمى (الابوستولوس) الى يوم العنصرة ومن ثم تبدأ فى قرأة بشارة يوحنا بعد العنصرة ) .
الانجيل يقدم لنا حياة المسيح بينما كتاب اعمال الرسل يقدم لنا حياة الرسل تلاميذ المسيح والمسيحيين الأوائل . يحتوى كتاب الأعمال ’ ليس فقط على ما علم الرسل ’ بل يحوى أيضا ما عاشوه ’ وما واجهوه من تحديات دينية وثقافية ولاهوتية ’ لقد طبق الرسل تعاليم المسيح .لقد أحبوا الله الأب فى وجه المسيح بالروح ’ كما أحبوا القريب وفى سبيل تحقيق هذه المحبة تركوا كل شئ . جالوا عريانون وجائعون ومضطهدون ومطرودون ’ وجالوا فى العالم يعلمون فى كل مكان ويصنعون العجائب ’ وربما وارجوا أن لا تتعثروا ’ صنعوا عجائب أعظم من التى صنعها المسيح نفسه ! لكنهم لم يعلموا ويعملوا بقوتهم الذاتية بل قدموا كل واحد منهم مواهبه وطاقاته الطبيعية ومهنته ’ للمسيح والذى حولها بقوته ومن خلال شركتهم معه الى عمل رسولى وهكذا تحقق القول الالهى القائل بأنهم لم يفعلوا فقط الذى يفعله هو بل سوف يعملون أعظم منها ( يوحنا 14 ’ 12 ).
يا أحبائى
ان كلمات المسيح التى نسمعها فى الكنيسة ’ يجب أن نعيشها فى المجتمع الذى نعيش فيه ’ وأن نحولها الى نهج حياة أو الى معرفة حياتية وتطبيقية كما يقول الفرنسيون
Savoir Vivre
هذه الأعمال التى سوف يراها أولادنا وأحفادنا من الجيل الجديد ’ لكى نثبت لهم أن ايماننا ليس قضية ميتة ’ بل هو ايمان حى وخلاق ويتواكب مع العصر وقادر على أن يستأثر كل ثقافة الى طاعة المسيح ’ ايمان يلمع أكثر من الشمس . يلمع ويضى بالتعليم المستقيم . ويلمع بالأكثر من خلال الأعمال الخلاقة والمبدعة ’ وليست مجرد ألأعمال الخيرية ! الأعمال الخلاقة والشجاعة التى يقوم بها النساء والرجال ’ على السواء ’ الأكليريكيين من الاساقفة والكهنة والمؤمنين من الشعب. .
هلموا ’ اذن أيها الأحباء ’ الى الأمام ! كلنا معا الى العمل ! الأعمال الصالحة ’ المسيحية ’ مثل أعمال المسيحيين الأوائل ’ مثل أعمال المسيح الذى " عمل وعلم " (أعمال 1 ’ 1 ).

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire