العك اللاهوتى ! العكولوجيا !
"لقد عك يومنا "زماننا" ’ يعك ’ عكا " معجم القاموس المحيط
خواطر لغوية وتسالى رمضانية !
مع تحياتى لاصدقائى المسلمين
الأب الدكتور أثناسيوس حنين – بيرية –اليونان
كتب الاستاذ الصديق أشرف بشير على موقعه الفيسبوكى يقول بأنه مبسوط جدا فى الفترة الأخيرة لأنه بقى يشوف أساقفة وكهنة ورهبان (أقباط طبعا!) أنقل النص ( ...كثير ما بيخافوش يتكلموا فى التعليم الصح ومبيخافوش يقولوا للعك اللاهوتى أنه عك فى وشه مهما كان اسم (أو أثم) اللى طارحه ) ’ وبينتهى الى نهاية متفائلة بعد هذا العك ويقول ( ....فيه أمل طالما لسه فيه أكليروس مثقفين ’ قارئين ’ دارسين ...شكرا لهم جميعا ).
ولقد راقتنى الفكرة وشجعتنى لكى ’ وحسب عادتى ’ أوثق لأنين الأخوة وأواكب شجون الأصدقاء وهم كثيرون وأفاضل ومنهم قسيسون ورهبان وهم لا يستكبرون ! ’ فهرعت الى أصدقائى من معاجم اللغة العربية الجميلة ’ لأنى شعرت أن العرب ’ لابد ’ وأن لا يتركون قضية العك والعكاكين بلا تعليق وبلا شرح .
قبل الخوض فى قضية العك ’ أتوفق لحيظة عند هذه الحفنة من الأصدقاء الصادقون والذين يحملون صليب وهموم أمة عظيمة يهددها سرطان فقدان الذاكرة ’ ولأنى أعرف الكثيرين منهم شخصيا وأتيقن من مدى صدقهم ’ وموضوعيتهم ’ على قدر طاقة البشر على الموضوعية ’ بعيدا عن شيطان الاوجاع والاسقاطات النفساوية ! ’ ولا أنكر دورهم فى شفائى من جراحاتى ’ أضاف على ذلك أنهم لا يعوزهم شئ فهم يتبوئون مناصبا اجتماعية كبيرة ولا يعوزهم شيئا من خيرات الدنيا ومن أشرف العائلات المصرية ’ وهم "هواة " لاهوت وفكر فى وقت باع فيه "المحترفون " القضية وعقدوا صلحا مع عكاكين هذه الدهر من كل حدب وصوب ! هم قلة عاهدت ربها على أن تحمل صليب العمق فى زمان السطحية ’ ونير التوثيق فى زمان العشوائية وميل الحب الثانى فى زمان الكراهية وفضيلة العطاء فى زمان الشح !’ لقد أكلنا فى بيوتهم وشربنا وواصلنا الليل بالنهار منسكبين ومصلين بالروح ’ مع أكابر الروح ’ لأجل نهضة تأخرت وطال انتظارهم لها مع حبقوق النبى ! هم منتشرون من الاسكندرية المدينة العظمى والدلتا ورأس البر والمنصورة ودمياط والمحلة وطنطا الى القاهرة بأحيائها الغنية من شبرا للشرابية لمصر الجديدة وللضاهر وبنى سويف وبياض وسدمنت الجبل وببا ومغاغة وأشنين النصارى وبنى مزار ومطاى وسمالوط والمنيا وسوهاج واسيوط .
ألعل هذه الحفنة من هواة العلم واللاهوت وأعداء العك ! هم علامة من علامات زماننا الردئ ’ لقد طال صمتهم توقيرا وبنوة وأوغلوا فى الصمت حتى كادوا أن يفقدوا النطق ’ وليس الحدس ’ اللاهوتى ! والأن سيعلوا صوتهم بتوقير أوفر !’ والكنيسة الذكية ’ نكرر الذكية ’ تستثمر هذه الطاقات وتوظفها وتسمعها وتتوب على ايديها "أن كبر أبنك روحيا ’ خاويه لاهوتيا ولا تقمعه جسديا !"’ الكنيسة الذكية لا توظف شبابا ضد شباب فى معارك وانقسامات يراها العالم أجمع ’ وهى كفيلة بأن تفرح " أبلة طاظة فينا " على رأى المسرحية ’ وقتها سيصير عهد "العك اللاهوتى" ماضى بلا رجعة وسيشرق النهار الجديد.
"العك اللاهوتى " تعبير كبير ’ قاله أكابر فاض بهم الكيل ! ونحن عملنا أن نوثق لكلام الكبار .
أصارحكم القول أنى قد فوجئت بمدى أسهاب العرب فى وصف حالة "العك" لغويا وثقافيا واجتماعيا . الكلمة "عك " تأتى ’حسب معجم القاموس المحيط – اصدار دار المعرفة – بيروت – لبنان –الطبعة الثانية 2007 والصفحة 900 ’ تأتى من الفعل " يعك " بفتح الياء وضم العين وضم الكاف . العكيك على وزن الأمير هو شدة الحر مع سكون الريح . تصور شدة الحر مع سكون الريح فى بلاد حارة ومناخ جاف !.ويأتى منها " عكاك" وهو الثقيل فى يوم حار ’ والأرض العكة هى الأرض ’ الأرض الحارة التى حميت عليها الشمس ’ ومنها "يوم عك وعكيك وليلة عكة " أى شديدة الحر مع لثق (الثياب فى الجسم ) واحتباس الريح ! وهنا يقدم لنا المعجم قولا مأثورا ’ لا يذكر قائله ولكنه معبر عن الحالة أذ يقول :
"وقد عك يومنا ... يعك عكا " ويستطيع المفكر المعاصر أن يقول "لقد عك زماننا ...وزاد عكه عكا " ’
ويقول العرب "لقد أعكت الناقة " أى تغير لونها عند لقاحها ! لأن العكك والعكاك هو لون يعلو جسم النوق عند لقاحها مثل كلف المرأة ’ ومن هنا نقول "لقد أعكت الناقة " ’ وكأنه يقول أن الناقة أى الحيوان اذا ما "أعكت أو عكت بالبلدى " تحس وتتأثر وتتشنج وتثور بينما البشر العكاكون لا يتأثرون ولا يحسون ولا يخجلون ’ بل ’ هنا الطامة الكبرى ’ يفتخرون كأنهم يقدمون خدمة لهأ !!! بينما هم يخدمون بلعزبول العكاك الأول ورب العكاكين ! ألعلهم نغول هم لا بنون ! يرد الكتاب المقدس .
ويصل العرب الى تطبيق العك على السلوك البشرى والمجتمع فيقولون (..وعكه عليه أى عطفه ’ وكعاكة ’ ونقول فلانا : حدثه بحديث فاستعاده منه مرتين أو ثلاثا ’ وماطله بحقه ’ وبشر ! كرزه عليه ’(بشر وكرز أى الح عليه وهدده وهو المعنى الذى تغير جذريا فى الكرازة والبشارة المسيحية المستقيمة الرأى ) وعن حاجته ’ صرفه ’ وحبسه ’ وبالحجة قهره بها ’ وبالأمر : رده حتى أتعبه ’ و: بالسوط ضربه ’ والكلام :فسره " . ويزيد بأن الرجل المعك هو مثل خصم ألد . والفرس المعك هو الفرس الذى يجرى قليلا ثم يحتاج الى الضرب ليستمر فى الجرى ! اذا صار العك عند الغرب ومن أستعرب معهم وبهم ’ تراثا !
قدمت هذه العجالة لايمانى بأن هذه الحفنة القليلة التى لا تؤمن " بالعك اللاهوتى" تستحق كل تقدير واحترام وأن ننحنى أمامهم ونمد لهد أيدينا من أجل أن تستعيد "أم الشهداء " على حد تعبير أستاذنا الدكتور جورج بباوى ’ أمجادها ’ هذه الكنيسة "الأم " التى كانت يوما " أم رؤؤم" ’ وهى اليوم "عاقر" تبكى على أولادها اللاهوتيين والمتألهين العقول ’ ولا تريد أن تتعزى ’ لأنهم ليسوا موجودون بل ومشتتون وتائهون فى بقاع الأرض ’ بسبب من تسلط العك اللاهوتى والعناد الفرعونى ’وهم يبكون دما على استمرار وتفحل وتوحش مسلسل " العك اللاهوتى " وينتظرون ساعة العودة للمشاركة فى النهضة المرجوة !
ألهى ’ الهى ’ أما لهذا الليل العكاك من أخر ! تحياتى القلبية لكل الرافضين للعك اللاهوتى كبار او صغار والمنتظرون الرب اذا هم يجددون قوة ويلبسون أجنحة كالنسور ’ ترفعهم وتباركهم وتقدسهم وتؤلههم ’ فى انتظار أن تدق ساعة "العمل اللاهوتى الثورى وكفاح الأحرار " كما كان ينشد أحرار جيلى من أبناء ثورة 1952 فى القرن الماضى .
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire