أتبعنى أنت !
تأملات فصحية للقديس غريغوريوس اللاهوتى
نقلها الى اللغة العربية الأب الدكتور أثناسيوس حنين
مطرانية بيرية –اليونان
اذ كنت سمعان القيروانى ’ فأحمل صليبك وأتبعه . أما اذا كنت قد صلبت معه كلص ’ فتعرف على الرب كعبد عارف بالجميل. أذا كان هو قد حسب مع الخارجين عن الشريعة (اليهودية!) بسبب من خطاياك , لاتزم أنت اشريعة من أجله .أسجد لذاك الذى علق على الصليب من أجلك ’ حتى ولو علقت أنت على الصليب معه! أربح قليلا من الشروالمكايد وشهادة الزور التى أحاطت به (مرقس 14’56 ).أربح الخلاص بالموت معه . أدخل مع يسوع الى الفردوس ’ حتى تعرف من أين سقطت .شاهد بنفسك جمالات الفردوس. أترك اللص الذى يتذمر ويتفذلك ليموت وحده خارجا مع كفره . ولو كنت يوسف الذى من الرامة (متى 27 :59 )’ فأطلب جسد يسوع من صالبه . ليكن لك الذى طهر العالم . وفى حالة اذا ما كنت نيقوديموس ’ الخائف الله والتقى ليلا (يوحنا 3 :2 )’ فأدفنه بالاطياب .وأذا كنت أحد المريمات ’ أو سالومى ’ أو يأنا ’ فأزرف الدموع باكرا جدا . شاهد أولا الحجر مرفوعا ’ ربما تشاهد الملائكة ويسوع نفسه. قل شيئا وأستمع للصوت . ,اذا ما سمعت (لا تلمسينى( يوحنا 20 :17 ) ’ قف بعيدا ’ أحترم كلمة الكلمة ’ ولكن لا تحزن ’ لأنه يعرف لمن سوف يظهر نفسه أولا . لقد حدد هو معالم قيامته . حاول أن تساعد حواء (وبناتها) التى سقطت أولا ومن حقها وحقهن علينا أن يكن أول من يقدمن التحية للمسيح(متى 27 :55 ) ’ وأن تعلنه للتلاميذ. كون بطرس أو يوحنا . أسرع الى القبر ’ راكضين معا ’أو سابقا فى طريق التنافس الحسن . وأذا ما سبقك يوحنا فى الركض ’ فأغلب ’ أنت ’ بغيرتك وحماسك ’ ولا تكتفى بالانحناء على القبر ’ بل أدخل الى داخل القبر (يوحنا 20 :4 ).
أما أذا كنت توما ’ ولم تكن مع التلاميذ المجتمعين (يوحنا 20 :24 )’ والذين أظهر لهم المسيح نفسه ’ حينما تراه لا تكن غير مؤمن (يوحنا 20 :27 ). وأذا حدث وشككت ’ صدق اولئك الذين يخبرونك (يوحنا 20 :25 ).أما اذا لم تصدق حتى الذين رأوا وعاينوا ’ فصدق وثق بأثار المسامير . واذا ما نزلت الى الجحيم ’ لا تنزل وحدك ’ بل أذهب معه ! لكى ما تتعرف ’ هناك ’ على أسرار المسيح .وما هى خطة النزول وسببه ؟ بببساطة لكى ما يخلص الجميع ’ بدون استثناء ’ بظهوره المحيى ’ و الذين يؤمنون به ’ بقيامته .
هنا لابد لنا من تلخيص ما نذهب اليه فى كلامنا ’ بالقول أننا قد خلقنا ’لكى ما نسعد بالحياة ’ ونحن سعداء لأننا مخلوقون .لقد وهب لنا الفردوس ’ لكى ما نصير سعداء. لقد سبق وأستلمنا وصية ’ لكى ما نسر ونسعد ونهنأ بحفظها وتطبيقها والعمل بها (تكوين 2 : 15 -17 )’ وليس لأن الله كان يجهل ماذا سيحدث ’ بل لأنه وهبنا الحرية ’ حرية الاختيار و القرار . لقد أنخدعنا ’ لقد حسدونا بسبب سعادتنا . سقطنا لأننا تجاوزنا الوصية . صار علينا أن نصوم الأن ’ لأننا لم نصوم يومها ’ اذا قد أخذنا سلطانا ’ ليس لنا ’ من شجرة المعرفة (تكوين 3 : 8 -19 ).لأن الوصية كانت وقتها قديمة وأما الأن فهى جديدة لنا ’ كنوع من تدريب النفس وتعالى على الملذات والمتعة المفرطة والشبع الزائد . لقد قبلنا وصية الصوم برضى ’ لكى ما نتمتع ونكسب بحفظها ’ الذى سبق وخسرناه بعدم حفظها. صرنا نحتاج ’ من أجل استرداد هذا كله ’ الى أله تجسد ومات ’ لكى ما نعيش ونحيا .لقد متنا معه ’ لكى ما نتنقى . لقد قمنا معه ’ لأننا معه قد متنا . تمجدنا معه لأننا قد قمنا معه .
كثيرة وعظيمة هى عجائب تلك الفترة ’ اله يصلب ’ شمس تظلم ’ ومن ثم تشرق (لأنه يجب أن تتألم المخلوقات مع الخالق ) ’ حجاب هيكل ينشق ’ خروج دم وماء من جنبه ’ (الدم لأنه كان انسا ’ والماء لأنه كان فوق الانسان ) . أرض تتزلزل ’ صخور تتشقق من أجل الصخرة التى هى المسيح ’ موتى يقومون ’ كشهود ودليل وتأكيد ’ للقيامة العامة والأخيرة . العلامات فى القبر ’ وبعد القبر ’ من يقدر أن يسبح لها ويتل باستحقا ق لكل هذه العجائب ؟ ولكن لا يوجد عجيبة ومعجزة أعظم من خلاصى ! بضعة قطرات دم كفيلة بأن تطهر العالم أجمع ’ وتصير كشراب طيب فى فم كل البشر الذين يرتبطون ويعيشون معنا فى اتحاد واحد.
ولكن ’ يا أيها الفصح ’ الفصح العظيم والمقدس ’ الذى يطهر العالم أجمع ! لماذ أخاطبك كشئ أصم . يا كلمة الله ’ يا أيها النور ’ والحياة ’ والحكمة والقوة ’ ! لأننا نفرح بكل مسمياتك ! يا مولود وخاتم العقل الأعظم .
يا أيها اللوغوس – الكلمة الذى يحوى ويعى ويشرح كل الكلمات ’ يا أيها الأله الظاهر فى الانسان ’ والذى يمسك كل الأشياء بقوتك ! أقبل كلماتنا ’ ليس كأنها البداية ’ لأنك أنت أيها اللوغوس ’ بداية كل لوغوس ’ بل كتقدمة ثمارنا وأبداعاتنا ’ وشكرنا ’ وتوسلنا ’ لكى لا نتعب نحن أكثر من التعب اللازم ’ أى التعب المقدس والالام المقدسة ’ التى تلازم وصاياك والتى عشناه الى تلك اللحظة. ولتوقف ’ سيدى ’ جماح الأهواء الثائرة ضدنا ’ ودكتاتورية الجسد ’ (انت تعلم سيدى كم عظيمة وكيف تعذبنا ! )’ لكى ما نتطهر.
أذا لم ننجح ’ باستحقاق ’ وبعزم أن نصير مقبولين فى الخيام السماوية ’ فسوف ومن هنا ’ وسف نقدم لك التقدمات مقبولة على مذبحك السماوى المقدس ., يا أيها الأب والروح القدس . لأنه لك يليق كل مجد ’ وكرامة ’ وسلطان الى دهر الدهور أمين .
تأملات فصحية للقديس غريغوريوس اللاهوتى
نقلها الى اللغة العربية الأب الدكتور أثناسيوس حنين
مطرانية بيرية –اليونان
اذ كنت سمعان القيروانى ’ فأحمل صليبك وأتبعه . أما اذا كنت قد صلبت معه كلص ’ فتعرف على الرب كعبد عارف بالجميل. أذا كان هو قد حسب مع الخارجين عن الشريعة (اليهودية!) بسبب من خطاياك , لاتزم أنت اشريعة من أجله .أسجد لذاك الذى علق على الصليب من أجلك ’ حتى ولو علقت أنت على الصليب معه! أربح قليلا من الشروالمكايد وشهادة الزور التى أحاطت به (مرقس 14’56 ).أربح الخلاص بالموت معه . أدخل مع يسوع الى الفردوس ’ حتى تعرف من أين سقطت .شاهد بنفسك جمالات الفردوس. أترك اللص الذى يتذمر ويتفذلك ليموت وحده خارجا مع كفره . ولو كنت يوسف الذى من الرامة (متى 27 :59 )’ فأطلب جسد يسوع من صالبه . ليكن لك الذى طهر العالم . وفى حالة اذا ما كنت نيقوديموس ’ الخائف الله والتقى ليلا (يوحنا 3 :2 )’ فأدفنه بالاطياب .وأذا كنت أحد المريمات ’ أو سالومى ’ أو يأنا ’ فأزرف الدموع باكرا جدا . شاهد أولا الحجر مرفوعا ’ ربما تشاهد الملائكة ويسوع نفسه. قل شيئا وأستمع للصوت . ,اذا ما سمعت (لا تلمسينى( يوحنا 20 :17 ) ’ قف بعيدا ’ أحترم كلمة الكلمة ’ ولكن لا تحزن ’ لأنه يعرف لمن سوف يظهر نفسه أولا . لقد حدد هو معالم قيامته . حاول أن تساعد حواء (وبناتها) التى سقطت أولا ومن حقها وحقهن علينا أن يكن أول من يقدمن التحية للمسيح(متى 27 :55 ) ’ وأن تعلنه للتلاميذ. كون بطرس أو يوحنا . أسرع الى القبر ’ راكضين معا ’أو سابقا فى طريق التنافس الحسن . وأذا ما سبقك يوحنا فى الركض ’ فأغلب ’ أنت ’ بغيرتك وحماسك ’ ولا تكتفى بالانحناء على القبر ’ بل أدخل الى داخل القبر (يوحنا 20 :4 ).
أما أذا كنت توما ’ ولم تكن مع التلاميذ المجتمعين (يوحنا 20 :24 )’ والذين أظهر لهم المسيح نفسه ’ حينما تراه لا تكن غير مؤمن (يوحنا 20 :27 ). وأذا حدث وشككت ’ صدق اولئك الذين يخبرونك (يوحنا 20 :25 ).أما اذا لم تصدق حتى الذين رأوا وعاينوا ’ فصدق وثق بأثار المسامير . واذا ما نزلت الى الجحيم ’ لا تنزل وحدك ’ بل أذهب معه ! لكى ما تتعرف ’ هناك ’ على أسرار المسيح .وما هى خطة النزول وسببه ؟ بببساطة لكى ما يخلص الجميع ’ بدون استثناء ’ بظهوره المحيى ’ و الذين يؤمنون به ’ بقيامته .
هنا لابد لنا من تلخيص ما نذهب اليه فى كلامنا ’ بالقول أننا قد خلقنا ’لكى ما نسعد بالحياة ’ ونحن سعداء لأننا مخلوقون .لقد وهب لنا الفردوس ’ لكى ما نصير سعداء. لقد سبق وأستلمنا وصية ’ لكى ما نسر ونسعد ونهنأ بحفظها وتطبيقها والعمل بها (تكوين 2 : 15 -17 )’ وليس لأن الله كان يجهل ماذا سيحدث ’ بل لأنه وهبنا الحرية ’ حرية الاختيار و القرار . لقد أنخدعنا ’ لقد حسدونا بسبب سعادتنا . سقطنا لأننا تجاوزنا الوصية . صار علينا أن نصوم الأن ’ لأننا لم نصوم يومها ’ اذا قد أخذنا سلطانا ’ ليس لنا ’ من شجرة المعرفة (تكوين 3 : 8 -19 ).لأن الوصية كانت وقتها قديمة وأما الأن فهى جديدة لنا ’ كنوع من تدريب النفس وتعالى على الملذات والمتعة المفرطة والشبع الزائد . لقد قبلنا وصية الصوم برضى ’ لكى ما نتمتع ونكسب بحفظها ’ الذى سبق وخسرناه بعدم حفظها. صرنا نحتاج ’ من أجل استرداد هذا كله ’ الى أله تجسد ومات ’ لكى ما نعيش ونحيا .لقد متنا معه ’ لكى ما نتنقى . لقد قمنا معه ’ لأننا معه قد متنا . تمجدنا معه لأننا قد قمنا معه .
كثيرة وعظيمة هى عجائب تلك الفترة ’ اله يصلب ’ شمس تظلم ’ ومن ثم تشرق (لأنه يجب أن تتألم المخلوقات مع الخالق ) ’ حجاب هيكل ينشق ’ خروج دم وماء من جنبه ’ (الدم لأنه كان انسا ’ والماء لأنه كان فوق الانسان ) . أرض تتزلزل ’ صخور تتشقق من أجل الصخرة التى هى المسيح ’ موتى يقومون ’ كشهود ودليل وتأكيد ’ للقيامة العامة والأخيرة . العلامات فى القبر ’ وبعد القبر ’ من يقدر أن يسبح لها ويتل باستحقا ق لكل هذه العجائب ؟ ولكن لا يوجد عجيبة ومعجزة أعظم من خلاصى ! بضعة قطرات دم كفيلة بأن تطهر العالم أجمع ’ وتصير كشراب طيب فى فم كل البشر الذين يرتبطون ويعيشون معنا فى اتحاد واحد.
ولكن ’ يا أيها الفصح ’ الفصح العظيم والمقدس ’ الذى يطهر العالم أجمع ! لماذ أخاطبك كشئ أصم . يا كلمة الله ’ يا أيها النور ’ والحياة ’ والحكمة والقوة ’ ! لأننا نفرح بكل مسمياتك ! يا مولود وخاتم العقل الأعظم .
يا أيها اللوغوس – الكلمة الذى يحوى ويعى ويشرح كل الكلمات ’ يا أيها الأله الظاهر فى الانسان ’ والذى يمسك كل الأشياء بقوتك ! أقبل كلماتنا ’ ليس كأنها البداية ’ لأنك أنت أيها اللوغوس ’ بداية كل لوغوس ’ بل كتقدمة ثمارنا وأبداعاتنا ’ وشكرنا ’ وتوسلنا ’ لكى لا نتعب نحن أكثر من التعب اللازم ’ أى التعب المقدس والالام المقدسة ’ التى تلازم وصاياك والتى عشناه الى تلك اللحظة. ولتوقف ’ سيدى ’ جماح الأهواء الثائرة ضدنا ’ ودكتاتورية الجسد ’ (انت تعلم سيدى كم عظيمة وكيف تعذبنا ! )’ لكى ما نتطهر.
أذا لم ننجح ’ باستحقاق ’ وبعزم أن نصير مقبولين فى الخيام السماوية ’ فسوف ومن هنا ’ وسف نقدم لك التقدمات مقبولة على مذبحك السماوى المقدس ., يا أيها الأب والروح القدس . لأنه لك يليق كل مجد ’ وكرامة ’ وسلطان الى دهر الدهور أمين .