dimanche 31 juillet 2016

بين مسيح القرأن ومسيح المطران ! الأب الدكتور أثناسيوس حنين – مطرانية بيرية المقدسة – اليونان

بين مسيح القرأن ومسيح المطران !
الأب الدكتور أثناسيوس حنين – مطرانية بيرية المقدسة – اليونان
(ليس كل المسلمون أشرارا ’ كما أن ليس كل المسيحيون أبرارأ !) قول حكيم

كتب الاستاذ الفاضل فؤاد نجيب تعليقا على تعليق لنا فى حوار طويل مع المعلم بيشوى ’ على الفيس ’ ولم يعجبه رأينا قائلا وبدالة كبيرة "
(بزعل أوي أوي من قديسين روم وقديسين أقباط!!! خلقيديوني موحد بالله وألا مونوفزيتي كافر!!! ... الحق المسيحي واحد لا يفرق !!!)

ولم يكن يدرى الاستاذ فؤاد وهو من جيل الكبار والذين عانوا كثيرا ليستنيروا ولينيروا ’ أنه يتبنأ أى يعلم حقيقة حسب معنى التنبؤ فى العهد الجديد وهى ’ وحسب قرارات المجامع المسكونية السبعة وتاريخ العقيدة لمدة الفين سنة كاملة وشاملة هذا بدون حساب زمان العهد القديم والتراث الفلسفى القديم والثقافة المصرية ’ أن الخلقيدونى المستقيم الرأى هو فعلا موحد بالله فى المسيح الواحد والغير المنقسم والكامل فى لاهوته والكامل فى ناسوته ’ ليس للمنظرة أو لتعقيد الأمور أو للسفسطة البيزنطية حتى من يأتى الينا فى أواخر الدهور من يبشر بمسكونية تلفيقية لا طائل من ورائها غير الضحك على الدقون ! ’ بل لأجلنا ولأجل خلاصنا وتقديسنا وتأليهنا ’ ونسى صديقنا أو تناسى أن المجامع المسكونية من الرابع الى السابع قد أطلقت تعبير (الكفرة ) على الهراطقة والمونوفيزيتيين ! .
لقد ألهمنى هذا الحوار لكى ما أهدى للقارئ المصرى والعربى ايا كانت ركائبهم دراسة بسيطة فى حجمها ولكنها كبيرة فى معانيها وتحتاج لابحاث أعمق ووقت أوفر ’ وهى حول السؤال كيف أدت الهرطقة المونوفيزيتية ’ أى التنكر الكامل لكامل ناسوت المسيح فى كمال اتحاده بكامل اللاهوت فى كماله وكمال جماله ! نقول كيف ادت الى كوارث لاهوتية وانتكاسات انسانية وردات حضارية وتجليات وانتصارات عربية- اسلامية –عسكرية !. نعم لقد تصدى القرأن ’ فى ظروفه التاريخية وحسب طاقته وقتها ’ للهرطقة المنوفيزيتية ولهرطقة الثيؤباسخيتوس وهى البنت البكر للمونوفيزيتية أى انكار حقيقة جسد المسيح بل تبعات هذا الانكار على الانسان وحياته ومصيره الزمنى والأبدى ’ وكما سيؤدى الفكر المنو فيزيتى بالضرورة الى نسبة الام الصليب ليس الى ناسوت يسوع المتحد باللاهوت بل يتم نسبة الألم الى اللاهوت نفسه وهذا هو السبب وراءو رفض القران ارتباك العقل الاسلامى أمام موت المسيح واحتمال صلب اللاهوت كما هو واضح فى القرأن والتفاسير اللاحقة !!
لقد تسببت هذه الهرطقات فى انقسام المسيحيين وسقوط الامبراطوريات وانتصار العرب وتسليم المونوفيزيتيين واليعاقبة والنساطرة الشرق ومصر للعرب انتقاما من البيزنطيين ويذكر المؤرخون الثقاة أن البطريرك اليعقوبى ميخائيل السريانى (تنيح 1126 م) قد أحتفل بالاحتلال العربى كتحرر من نير البيزنطيين !. وقال وكتب "ان اله الانتقام او الاله المنتقم !!! قد خلصنا من نير الرومان أى البيزنطيين ’على يد الاسماعيليين " ولقد تكررت العبارة على لسان اسقف قبطى معاصر وهو الأنبا موسى اسقف الشباب !. هنا نعود الى واحد من أهم المراجع العلمية والتاريخية وهو كتاب القديس يوحنا الدمشقى اللاهوتى الهيللينى الثقافة والعربى اللسان
حول(أراء فى الاسلام ) باليونانية مع ترجمة فرنسية والذى أصدرته دار النشر الفرنسية سيرف :
Sources Chretiennes
No 383
Jean Damascene
ECRITS SUR L,ISLAM
Par
Raymond Le Coz
Les Edidtions Du CERF
Paris 1992
والقديس يوحنا الدمشقى ’ وان كان قد وضع كلامه عن الاسلام فى كتابه حول المائة هرطقة أو شيعة مسيحية الا أنه يعامل المسلمين معاملة خاصة اذ يقول " ويوجد ايضا ديانة الاسماعيليين والتى تنتشر وتسود فى ايامنا هذه" وهذا بحكم التعايش بينهم وليت كل المشغولون بالحوار مع الاسلام والجدل مع المسلمين الرجوع الى اسلوب الدمشقى الراقى والعلمى فى الحوار. يؤكد الباحث الفرنسى أن الصراعات الخرستولوجية فى القرن السادس ’ قد سهلت استيلاء العرب على سوريا ومصر 632 –661 م .
ما هو وضع المسيحيين وقت ظهور وانتشار الاسلام ؟
لقد أنقسم المسيحيون منذ مجمع أفسس 431 الى ثلاث كنائس وهى :
الكنيسة الخلقيدونية
الكنيسة المنوفيزيتية او اليعقوبية
الكنيسة النسطورية او كنيسة فارس
جاء عام 628 ليرى الخلقيدونيين منتصرين وذلك بعد معارك ضارية مع الفرس وأصبحت الكنيسة الخلقيدونية هى الكنيسة الامبراطورية البيزنطية الرسمية أو ما تبقى من المملكة . وتوالت الصراعات الخرستولوجية ولا نحتاج للتذكير بأن ظهور الاسلام ونبى الاسلام (570 – 632 ميلادية ) قد تزامن مع الأثار والتداعيات الكبيرة للمجمع المسكونى الرابع فى خلقيودنية 451 وما تبعه من رد فعل وتشدد المصريين والحكم على البطريرك ديوسقوروس (راجع مجموعة الشرع الكنسى ’ منشورات النور –بيروت 1984).
وهنا نأتى الى المطران وكيف فشل فلا ذريعا فى الدفاع عن مواقف الغير الخليقدونيين فى الحوارات اللاهوتية بين الكنيستين ’ ولقد حدث أن سأله اللاهوتيون البيزنطيون فى أحد جلسات الحوار عن الترنيمة الشهيرة بالثلاث التقديسات والتى تمت
هنا تمت اضافتها اى الثلاثة التقديسات وبحسن نية غير لاهوتية ! التى تنسب الولادة والصليب والقيامة الى الثالوث والالم الى اللاهوت على يد بطرس القصار والتى لا يزال يرتلها الاقباط الى اليوم وهى (قدوس الله قدوس القوى قدوس الحى الذى لا يموت الذى ولد عنا أرحمنا ’ الذى صلب عنا ارحمنا .الذى قام من الأموات ارحمنا .) ’ الترتيلة تبشر بولادة الثالوث وبصلب الثالوث كله وبقيامة وتخلط خلطا كبيرا بين الطبيعتين فى المسيح وتشوش الخلاص ’ وأذكر للتاريخ أن اللاهوتيون البيزنطيون قد طرحوا القضية على ممثل الكنيسة القبطية فى الحوار اللاهوتى وهو سيادة المطران بيشوى فحاول بذكائه المعتاد أن يهرب من الموقف قائلا ( اننا نقول قدوس الله قدوس القوى قدوس الحى الذى لا يموت ...للاشارة فى كل مرة الى اقنوم من الاقانيم .....جه يكحلها عماها مما أضحك اللاهوتيون البيزنطيون على كم السذاجة اللاهوتية التى يتمتع بها المطران !!!). وهنا نحن نرى أن القرأن قد قدم خدمة ليصحح أخطاء المطران وأسلافه ومن أهم الأخطاء نسبة الألم لله للاهوت للوغوس !
هنا ووقتها جأء الرد من القرأن وليس من المطران ووقف الفكر الاسلامى وقفة كبيرة وقفة كبيرة ضد المناداة بصلب اللاهوت وقال قولته الشهيرة والتى لم يبذل المطران ولا الباحثون والكهان المسيحيون جهدا كافيا وموضوعيا لفهمها فى سياقها التاريخى والرد فعلى بل وأنطلقوا فى مظاهرة دفاعية وتليفزيونية أصولية وغير لاهوتية وفواصل من الردح والدفاع الرخيص ضد الاسلام والمسلمين لا تشبع باحث ولا تغنى مؤمن بل تهيج المتعصبين وتثير غرائز الحاقدين من كل لون وتشعل فتيل الفتن بين جيران الحى الواحد(راجع رد القمص سرجيوس على الشيخين الطنيخى والعدوى : حول تجسد الله ولاهوت المسيح ’ وأيضا يسى منصور لكى لا ننكر المسيح وابو بشارة المقدسى (ما بين النور والظلمة) وغيرها من المؤلفات الدفاعية بلا منهجية لاهوتية وكما يستطيع القارئ أن يراجع الكم الهائل من الفضائيات التبشيرية الأسم والحقودة النية ! لا يمكن التبشير بدون حب !).
نحن نطرق باب الاجتهاد المسيحى ونقرع بخشوع على باب القرأن ونستسمح الفقهاء والمفسرين ونقول أن هذه العقيدة التى تنزه المسيح عن الموت فى لاهوته وتحترم ناسوته ’ بالرغم من موضوع الشبه’ واضحة فى القرأن الكريم وهى أن المسيح ’ فى لاهوته ’ لم يقتل ولم يصلب بل وقع الشبه على الذين قالوا بذلك أى’ أتباع المسيح المتخاصمون حول شخصه ! ’اتباع عيسى الذين لم يفهموا هل صلبوا اللاهوت أم صلبوا الناسوت وهذا انعكاس واضح للخلافات بيين اتباع الطبيعتين واتباع الطبيعة الواحدة مع العلم وحسب شهادة سيادة المطران جورج خضر فان العرب لم يتعرفوا على الارثوذكسية المستقيمة الرأى والتى تعلم بالطبيعتين لأنهم لو عرفوها فى صفائها لكان للقرأن رايا أخر أكثر وضوحا . بل تعرفوا على المسيحية الهرطوقية بسبب من الجوار والعراك مع النساطرة واليعاقبة والمونوفيزيتيين فى مصر وسوريا وبلاد ما بين النهرين وايضا وبسبب العداء المشترك للبيزنطيين ! يقول القرأن (وقولهم انا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله ’ وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وان الذين اختلفوا فيه لفى شك منه ما لهم به من علم الا اتباع الظن وما قتلوه يقينا بل رفعه الله اليه وكان الله عزيزا حكيما ) سورة النساء 157 -158 ( وقولهم مفتخرين انا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله ) فى زعمهم أى بمجموع ذلك عذبناهم ’ قال تعالى فى تكذيبه لهم فى قتله ( وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم ) المقتول والمصلوب وهو صاحبهم عيسى اى القى الله عليه شبهه فظنوه اياه ’ (وان الذين اختلفوا فيه ) أى فى عيسى (لفى شك منه ) من قتله حيث قال بعضهم لما رأوا المقتول الوجه وجه عيسى والجسد ليس بجسده فليس به ’ وقال أخرون : بل هو هو (ما لهم به ) بقتله (من علم الا اتباع الظن ) استثناء منقطع ’ أى لكن يتبعون فيه الظن الذى تخيلوه (وما قتلوه يقينا ) حال مؤكد لنفى القتل). راجع تفسير الجلالين ويؤكد الاب دره الحداد فى كتابه( شخصية المسيح فى القران ص 22) حقيقة هامة وهى أنه ( ...يجنح اكثر المفسرين المتاخرين من المسلمين على قصر الموقف السلامى من قتل أوة موت المسيح أو عن عن اخرة المسيح على سورة النساء والأية 156 وهذا التعبير ( وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم ...)قد اثارت جدلا طويلا عقيما وانقسم القوم حول الموضوع فرقا : هل قتل احد بدل المسيح أم لا ؟ وعند من قالوا بمقتول بدل المسيح هل القى على المقتول شبه عيسى أم لا ؟ وبعد ان يسرد الرازى برصانته المعهودة روايات الشبه يختم بقوله "وهذه الوجوه متعارضة متدافعة ’ والله اعلم بحقائق الامور ".
يذهب بنا الظن أن القرأن يعرض للمشاحنات بين المسيحيين اصحاب الطبيعة وأصحاب الطبيعتين واصل قضية الشبه هى قضية مسيحية تنسب الى طائفة الدوكتيون والذين هم امتداد للقضية الشهيرة حول طبيعتان المسيح والتى كانت لا تزال تشغل العالم المسيحى بشهادة القرأن والتى لم يفهمها الكتاب المسلمون ولديهم العذر فى ذلك ’ هم قرروا أمرا مقضيا بخصوص القضية التى لم يفهموا أبعادها اللاهوتية بسبب الصراعات الدائرة حولها ! (وان الذين اختلفوا فيه لفى شك ) وهنا الاشارة واضحة الى المعارك الخرستولوجية فى القرون الخامس والسادس والسابع ’ السؤال الذى يطرحه القرأن ’ فى الأعماق ’ هو فى النهاية من هو الذى علق على الصليب مع التشديد على تنزيه اللاهوت من أن يصلب !
وهنا ننتقل من القرأن الى المطران ’ وهو الأنبا بيشوى مطران دمياط والذى يصول ويجول هذه الأيام لكى يوهم السذج بأنه بطل الحوارات المسكونية وأنه قد قهر اللاهوتيين البيزنطيين فى عقر دارهم وأن الوحدة الوهمية القائمة فى دماغة هو فقط ! والتى هو صانعها على الأبواب ’ لعله يحارب أخر معاركه بدلا من أن يذوق حلاة التوبة ويستنير عقله ويتأله كيانه ويصمت لعل مراحم الرب تدركه ! حسب تعبير صديق مشترك بيننا!!! والذى ’ أى المطران الدمياطى حسب تعبير صديقى ماجد منصور ’ سأله أحد كبار اللاهوتيون فى الجبل المقدس أثوس هذا السؤال ( من هو الذى صلب على الصليب ؟ )

ΠΟΙΟΣ ΣΤΑΥΡΩΘΗΚΕ ΠΑΝΩ ΣΤΟ ΣΤΑΥΡΟ ?
’ ونقولها شهادة للتاريخ وضميرى شاهد على بالروح ’ وكاتب هذه السطور ليس لديه ما يكسبه ولا من دول ولا من دوكهم !!! وليس لديه ما يخسره لأنه قرر أن يعيش فقيرا لله ومكرسا للبحث ومقاومة التلفيق والملفقين وبعد أن صبرنا عليهم كثير ’ وظنوا وهنا كل الظن أثم ’ أن صبرنا رضا وأن تواضعنا خنوعا أو أن ذوقنا خوفا ونحن نعتقد أننا لسان حال الكثيرين فى مصر الطيبة من الأغلبية الصامتة على حد قول طيب الذكر المستشار وليم سليمان والذى ناله هو الدكتور سليمان نسيم من الحب الحقود والمريض جوانب !! ولكن يبدوا أنه اللى أختشوا ماتوا فى هذا الزمان الردئ جدا كما يقول العرب وكما يبدو أن الخطيئة الحقيقية تكمن فى انعدام الحس كما يقول باسليوس الكبير ! كان يجب أن نذكر أنه قد قامت احتجاجات كبيرة على ما وصل اليه الحوار اللاهوتى بين الخلقيدونيين وبين الغير الخليقيدونيين من كافة أرجاء اليونان وروسيا وقبرص ’ من نتائج متسرعة وبلا تأصيل لاهوتى (قيل نفس الكلام فى المجمع الارثوذكسى الأخير فى كريت ) وعلى أثر ذلك قام البطريرك المسكونى برثوليماؤس هذا الانسان العظيم والذى يحب الشرق والشرقيين والاقباط ويكفى أن أذكر انه حينما رأى مدى تعبى فى تجديد الاقامة وانا كاهن قبطى فى اليونان ’ قام براسل ر اسلة الى وزير الداخلية اليونانى الذى قام بمنحى الجنسية اليونانية تكريما لى على جهودى فى دعم العلاقات بين مصر واليونان ووبين الكنيستين ’ بطريرك خلقيدونى يسعى لكى ما يحصل كاهن قبطى على الجنسية اليونانية! ’ نقول قام البطريرك بتوجيه الدعوة الى لقاء بين اللاهوتيين من الجبل المقدس اثوس وبين رؤساء لجان الحوار من الجانب البيزنطى المطران دمسكينوس ومن جانب العائلة الشرقية المطران بيشوى والذى أنفرد بالرئاسة عنوة وفتونة ولم يعطى فرصة لأى لاهوتى أثيوبى أو أرمنى للمشاركة فى الرئاسة حسب شكوى شخصية بثها لى شخصيا مطران أرمنى ولاهوتى معروف وبيفهم أحسن من مطراننا ! ’ وقد تم اللقاء بناء على طلب البطريرك المسكونى كيريوس كيريوس بارثوليماؤس وكان كاتب هذه السطور حاضرا بصفتىه كاهن الاقباط فى اليونان و مترجم وكما كان حاضرا كل من الدكتور اللاهوتى والمؤرخ ماجد صبحى (الاب باسليوس صبحى) والدكتور الدياكون الليتورجولوجى رشدى واصف وبعد أن عرض المطران القبطى لنتائج الحوار اللاهوتى من وجهة نظره ’ بادره اللاهوتى الاثوسى الأرشمندريت جيوروجيوس كابسانيس بالسؤال :

من هو الذى صلب على الصليب ؟
ΠΟΙΟΣ ΣΤΑΥΡΩΘΗΚΕ ΠΑΝΩ ΣΤΟ ΣΤΑΥΡΟ ?

هنا نرى العجب العجاب ’ نفس السؤال الذى حير المسيحيين وأدى بالمسلمين أن يلوا بدلوهم فى الحوار القائم لينقذوا ما يمكن أنقاذه من كرامة اللاهوت الواحد الأحد والذى لا يتألم ولا يصلب ! يتم طرحه على المطران القبطى وهنا قام سيادة المطران القبطى بالرد ردا عاما وعائما بلا أية شروحات لاهوتية أو توضيحات خرستولوجية ولم يبدوا أن اللاهوتى الأثوسى قد أقتنع بالاجابة ! لأنه وان قال المطران ان الذى صلب هو الله فسيقع فى بدعة صلب اللاهوت وان قال ان الذى صلب هو المسيح سيقع فى الخلط لأن السؤال سيكون أى مسيح هو الانسان أم الاله ’ فأستعمل الاسقف ذكائه كالعادة وقال :أن الذى صلب على الصليب هو اللوغوس ؟ ولكن أى لوغوس ؟ لم تسعف الاجابة المطران القبطى لأن المخرج الوحيد من هذه الأزمة هو الطبيعتان فى المسيح الواحد ’ لقد صلب اللوغوس فى طبيعته الانسانية مع استمرار اتحادها باللاهوت اللوغوس الذى لا يموت بدون اختلاط ولا امتزاج ولا انفصال ولا تغيير حسب قرار مجمع خلقيدونية الرابع 451 ميلادية ! لقد أختلط الأمر على الاسقف القبطى ووقع تحت الحكم القرأنى بأنه قد شبه له ’ شبه له لأنه لو كان يعرف المسيح فى ملئ لاهوته وناسوته لأمكنه الاجابة !! لقد شبه (بضم الشين وكسر الباء وفتح الهاء ) المسيح لسيادة المطران ولم يدرك عمق المسيح الذى يدعى أنه يحبه وكم أضطهد ابرياء وشتت علماء من أجل أسم المسيح الذى لا يعرفه فى أعماق لاهوته وناسوته ! كان القرأن أذكى من المطران ! ومن هنا نخلص الى الفكر الاسلامى قد نزه اللاهوت عند الألم بينما المطران لم يقدر أن يفسر المسيح تفسيرا مستقيما وأتهم اتباع المسيح ’ ومنهم المطران ’ بالخلط الخطير فى شخص المسيح حسب تفسير الجلالين .
الشئ الخطير حقا هو أن المطران الذى لم يرتفع فهمه الى مستوى القرأن يفتخر ويتفشخر بارثوذكسيته !!! وفى ذات الوقت يهاجم وبشراسة أهم عقائد المسيحية مثل شركة الطبيعة و التأله ومن أين له أن يفهم التأله وهو يرفض الطبيعتان فى المسيح قبل الاتحاد وبعده فى المسيح الواحد حسب كيرلس الذى يدعى المطرانه أنه يفهمه ! ويوهم ويخدع ويورط البسطاء من الشباب والصبايا بأنه حامى حمى الايمان وأنهم هم حماة الايمان ويوقع الشباب الطيب فى بعض وهو نايم فى قصر السلطان !!!
لقد قمت ششخصيا فى جلسة مودات مع المطران بمحاولة لشرح الأية البطرسية من النص الأصلى (2 بطرس 1 ’ 4 )’ وقلت له أن كلمة (الفيسيس) فى الأية ليس بها أداة تعريف ومن هنا نحن شركاء فى طبيعة الهية وليس فى الطبيعة الالهية ’ كما ترجمها المرحوم فاندايك البرتستانتى ! وهى أى الطبيعة أو طبيعة ’ قلت ’ الطبيعة الناسوتية المتحدة باللاهوت ’ وهنا نحن نشارك الطبيعة الناسوتية للمسيح والمتألهة فى شركتها باللاهوت ’ وفرح المطران بالكشف ولكن فرحه كان وقتيا ’ و لم يحوله الى موقف لاهوتى وتوبة لاهوتية وعلمية ! . كما كنا قد قمنا بترجمة مقال للمطران تم نشره فى الكرازة ونشرناه على موقعنا فى الفيس بوك يتسأل (لماذا التجربة ؟ مجلة الكرازة يوم الجمعة 30 يناير 2015 ) وهو فى هذه المقالة يعترف بالايمان المونوفيزيتى فى أسواء صوره وينأى بالمسيح عن قبول التجربة كأنسان كامل وحر الارادة ويبشر بالقدرية الكئيبة ويلوى عنق الأيات بشكل يحسده عليه أعتى الهراطقة ’ ’ ولقد قمنا بترجمة المقال للغة اليونانية ’ وهنا أصابت الصدمة الكبرى اللاهوتيين والأباء وقاموا بنشر تعليقات على أن أوطاخى نفسه الى جانب المطران القبطى ’ سيشعر ’ أى أوطاخى ’ أنه بطل وأرثوذكسى !
لقد كأن القرأن أرحم بالمسيحيين من المطران الذى لم يسلم أحد من بطشه الا المنافقون والأفاكون والمرتشون ! ألم يتم رسامته اسقف فى سن غير قانونى وأرتقى السلالم الاسقفية فى لمح البصر لأن النقيب خاله ! أما يفيق القبط ’ أهلى وأقربائى حسب الجسد ’ من الغيبوية ! العالم ينتظر نهضتكم !
أنا حقا ممنون وشاكر وعارف بالجميل مرة للقرأن ومرات للمطران ’ للقرأن لأنه أنارنى فى حقيقة تاريخية كنت أجهلها ولا أفقه كنهها ولا أدرك معناها وهى حقيقة عدم صلب اللاهوت ’ فله منى الشكر ’ وأنا ممنون وعارف بالجميل للمطران لأنه حينما كتب قرار شلحى فى ورقة من بضعة سطور ’كان يصلبنى صليبا وثنيا بلا قايمة ’ هكذا ظن ! فى انسانى الضعيف وظن أنه لا قيامة لجسدى الا بعد بوس القدم وابداء الندم أمام الباب العالى ! وقد قمت بترجمة القرار باللغة اليونانية ’ لتكريم المطران ’ وحينما قرأئه الأباء واللاهوتيون فى اليونان وقبرص والأديرة وغيرها ’ أدركوا أن المطران القبطى رئيس لجنة الحوار اللاهوتى يحتاج الى تعليم اساسى فى اللاهوت والحق الكنسى والانسانى وأنه فعلا يمثل المونوفيزيتية الهرطوقية فى أوسخ صورها لأنه لا يتورع عن يلغى الانسان بجرة قلم ’ لن أنسى ما حييت عبارته حينما علم بموت الاب الدكتور اللاهوتى صموئيل وهبة وكنا فى اليونان ووقتها قال له الأب ماركوس ناشد تلميذى النجيب (دريت يا سيدنا أن ابونا صموئيل وهبة مات ؟ فرد المطران ردا يصير بجانبه القرأن صانع سلام " أنا عمرى ما شفت سيدنا البابا فرحان زى فرحه لما سمع بموت صمؤئيل وهبة " !!!!!!!!!!!!!!! أذا لم يكن المطران ومن يسكت عليه هم قتلة الرسل والأنبياء ’ فمن يكونوا ’ على أى حال ليكونوا ما يشأؤن وأن يتقوفوا أن يدعون أنهم ارثوذكس ومستقيموا الرأى وهم قوم لا يفقهون !!! ولم يهتم ’ المطران ’ بأية مبررات انسانية ولا لا هوتية تبرر فرحه بموت الاب صمؤئيل ولا بقرار شلحى ’ ولم يوثق قراره أمام العالم اللاهوتى وأمام الكنائس التى يريد الاتحاد بها !!!’ أى أنكر جسد الحقيقة اللاهوتية وبعهدها الناسوتى وشتت عائلات كثيرة وعلماء لا ذنب لهم الا أنهم أعطوا كل شئ ’ للكنيسة ’ أم الشهداء ’ حتى الثمالة ’ يعنى مصر بخير بمجالس برضة بمجالس العائلة التى تصلح بين المصريين الطيبيين بينما السلطان العثمانى المطران بيشوى لم يعترف بوسائط ولا صلح ولا تسامح ولا توسلات العائلات ! اليس من يزرع بالحقد بالحقد يحصد !! قانون الهى !! وكم ادميت أيادى الصادقون من كل أرجاء العالم وهم يكتبون الرسائل يشحتون الرحمة ويتوسلون العطف من أردوغان الكنيسة القبطية العثمانى !!! ولا حياة ولا حياء لمن ينادى !!!.
أنا ممنون للقرأن وللمسلمين لأنهم قد أوضحوا لى موقفا تاريخيا ينير على واقع معاصر وأعتذر له وللمفسرين المسلمين أننى قد تأخرت فى الفهم ,ادعو الكتاب والمفكيرن لقتل هذا الموضوع بحثا لأنه مساهمة اسلامية كبيرة فى سلام فكر المسيحيين .’ كما أننى ممنون للمطران لأنه حررنى وأطلقنى لكى مأ أخدم الرب فى كل انسان ’ وخاصة فى مصرنا الحبيبة ’ فى ملء حرية الانجيل وشروحات الأباء وعلامات الزمان الثقافى . ورب ضارة نافعة جدا .



mercredi 27 juillet 2016

بين القلاية والمخدع ! الأب الدكتور أثناسيوس حنين –مطرانية بيرية –اليونان



بين القلاية والمخدع !
بين الروح والجسد وبين اللاهوت والتاريخ وبين الاعتكاف والشهادة
خواطر فى مسألة أنات الروح والحب الالهى وأفرازات وتساؤلات الجسد والعشق الانسانى
الأب الدكتور أثناسيوس حنين –مطرانية بيرية –اليونان
الحب (الاريوس) فى الحضارة الرو مانية والثقافة الهيللينية ’ التى ظهرت ونشأت وترعرعت فيهما المسيحية وتفاعلت معها سلبا أم أيجابا ’ هو الالتحام الروحى والجسدى بين الزوجين ووصول الدم الى درجة الغليان بينما الروح النارى يسود سائر الأعضاء والاعصاب والنفس لكى ما يحول الدم الى السائل المنوى ’ الذى هو مصدر الحياة ’ وهى عملية تتم فى انسجام بين سائر أعضاء الجسد ’ مثل الخورس المنسجم ’ يشارك فيها كل أعضاء الجسد وبينما الأعضاء التناسلية تمثل مناطق عبور طاقة الحب والحياة ’لا يقتصر’ الحب ’ فقط على الأعضاء التناسلية بل على كل الجسد والروح والنفس ’ الجنس فى شموله ومعناه الانسانى كما قال طيب الذكر الدكتور كوستى بندلى ’ هى التى تؤدى الى كمال مشروع الحب ’ فى الحب الزيجى لا يقتصر على الجسد بل تشارك الروح والنفس ’ قال بهذا القدماء وسار على خطاهم الأباء مثل ترتليانوس (Terttulienm ,De anima 27 , Peter Brown ,Le renoncement la chair , Gallimard ,Pris 1988 page40).
ويرى المؤرخون أن ظهور الرهبنة فى صحارى مصر ’ وان كان استجابة لدعوة روحية سماوية ’ الا أنها ’ لها من اسباب النزول الكثير ! كما يقول الأخوة العرب ’ الرهبنة منتج عوامل اجتماعية وثقافية سائدة فيما يتعلق بالجسد والحب والجنس ’ ولا يجب أن ننسى أن العزوبية كانت ظاهرة قائمة فى العالم الوثنى وكانت تهدف الى خدمة الألهة . يرى المؤرخون من خلال النصوص والمصادر أن ظهور الرهبنة والتحفظ تجاه المعاشرات الجنسية جأئت نتيجة الفلتان الجنسى السائد فى الامبراطورية ابان ظهور المسيحية ’ كانت اللذة والفلتان الجنسى هو النشيد الوطنى للامبراطورية الرومانية ! . الر هبنة ’ فى أعماقها ’ كانت حركة استجابة لصوت روحى عميق ونسمة خفيفة التقطتها أذان المدعوون مع ايليا وسط صخب الجسد وهياج الشهوات ’ نسمة أتية من فوق من عند أبى الأنوار ’ وهى استعداد للمقاومة حتى الدم لقيم ومفاهيم تتفنن فى استهلاك الجسد واهانة المرأة واعتبارها وعاء لللذات الرجل ونزواته . الرهبنة المسيحية ’ فى أعماقها ’ كانت فى بداياتها حركة نصرة لعفة المرأة وسلامة بيتها ومقاومة ’ على سبيل المثال ’ لموقف الحكومة الرومانية والذى يقيس بمقياسين ويزن بميزانين حينما يعاقب المرأة على جريمة الزنى ولا يعاقب الرجل ! (بيتر بروان ’ ص 47). لقد سعى الأباء المسيحيون والرهبان والنساك الى تحقيق ما كان يسعى اليه الطب فى العالم القديم وهو ايجاد حالة من التعايش بين الجسد والنفس . يرد اكليمنضس الاسكندرى بأن سعى المسييحيين ليس هو سعى الفلاسفة اليونانيين وليس هو فى الوقوف ضد الرغبات وقمعها ’ بل هو السعى للمصالحة مع الرغبات والطاقات حتى يصل الانسان الى درجة القداسة والتجلى والتأله والتسامى عن الرغبات فى القلاية أو احتضان الرغبات والسمو بها وصنع صلحا معها فى المخدع ! ان سعى المسيحيين ’ عند الأباء والنساك واللاهوتيين ’ ليس هو قمع طاقات الحب وأنات الجسد ’ بل هو أن لا يكون لهم شهوة خاصة ’ ولهذا ففى الزواج المسيحى لا يوجد شهوة منفردة أو مزاج خاص وثنى النية بل رغبات مشتركة ’ يلقتى فيها الروحان ويككللان فى السر المدقس ويئن فيها الجسدان بالروح فيصيران جسدا واحدا واحدا ونفسا واحدة فى المخدع الواحد المقدس والغير الدنس على حد قول بولس لاهوتى السعادة الزوجية والبتولية الراقية والشهادة اللاهوتية .
هذه القضية لا تشغلنى ’ فقط ’ كباحث يداعب الكلمات ويغازل التاريخ وينتظر الحدث على الناصية ’ كما كنا نفعل وشباب جيلى مع بنات حاراتنا ’ بل يقلقنى قلقا وجوديا كانسان وكخادم للكلمة يسمع أنين الناس ليلا ونهارا ’ ولا تقتصر هذه الاشكالية على عرب أو اجانب بل هى قضية كونية بخصوصيات محلية بالطبع. وهذا السؤال يعترض طريقى ليل نهار(بيطلعلى فى الدرة زى ما بيقول الصعايدة ! )’ ويقض مضجعى كلاهوتى مشغول بمصير الناس ’ كل الناس وكل ما فى صدور وقلوب وأجساد الناس ’ هكذا يقول أكابرنا فى التعليم ’ بأن الخدمة هى خدمة مسيرة ومصير الناس الروحى والجسدى والأتى والأنى فى أن واحد .
ما أعطانى الفرصة أن أفتح باب القلب لتخرج بعض هذه الخواطر’ أكرر’ بعض’ لأن القضية كبيرة وسوف يغنيها ذكاء القراء وحبهم وخبراتهم المتعددة والمتنوعة ’ هو أننى اليوم قد قدست ’ بل ’ قل ’ قد تقدست فى القداس الالهى(قداس الذهبى الفم يوحنا) ’ فى كنيستى ’ كاتدرائية تجلى المخلص بالمدينة الرسولية وشاطئ الكرازة بيرية ’ مع راهب عالم وباحث فى الدين ’ يعنى لاهوتى متخصص ’ وعالم وطبيب ومتعمق فى هموم الناس وشئون الدنيا ’ الأب الأرشمندريت الدكتور خريسوستوموس (الذهبى الفم) القائم بأعمال الوعظ والتعليم فى مطرانية تسالونيكى باليونان . أتى صدفة ’ وهل فى حياة أولاد الله ورجال الروح صدف ! . راهب ولاهوتى (أولا ) وطبيب (ثانيا) ومشغول لاهوتيا بخلاص الروح وطبيب مهموم ’ جسديا ’ مشغول بعلاج الأطفال الذين يعانون من "سوء النطق" وهم كثرة ’ فى الزمان الردئ الذى ما أن تبادر بطرح سؤال على طفل حتى يتسربع الأهل الأذكياء بالرد عنه !!! ينطق منين المسكين او المسكينة !!! وقرر ’ الراهب اللاهوتى والطبيب ’ أن يعالجهم بتعليمهم لغة العهد الجديد باللغة اليونانية لأنها حسب قوله لى ’ أن اللغة الكتابية أى اللهجة الكوينية اليونانية ’ والتى جمعت بين جمالات وبلاغات اليونانية الكلاسيكية وبين طراوة ولاهوت ورسالة العهد الجديد ’ وبين الموسيقى الجميلة ’ ’ نقول ’ ان اللغة العد الجديدية لديها القدرة الموسيقية والروحية على علاج و تصحيح قدرة الأطفال على استعادة نطق الكلمات بشكل صحيح . راهب يبحث عن سلامة الأطفال وجمال العائلة من خلال استعادة التراث اللغوى والغنى الثقافى واللاهوتى للأمة اليونانية وبالتالى هو راهب يبحث عن سعادة الأسرة ولا يدخل البيت لتيجسس حرية الزوجين التى فى المسيح . زاد حماسه وكادت تفوته السفينة الى كريت ’ حينما علم أن العبد الغلبان الصعيدى ’ على حد تعبير صديقى الأب الدكتور باسيليوس صبحى ’ قد درس فى السوربون بباريس أصول اللغات ومعانى الكلمات ومخارج ومداخل الألفاظ وأنه رب عائلة وله من الاولاد ثلاث ’ توطدت بيننا بدايات صداقة . هو أتى من قلايته النقية ’ وأنا أتى من المخدعى الزيجى الغير الدنس ’ هل من لقاء ؟ هذه هى قضيتى بل قضيتنا وهى قضية لاهوتية وانسانية بالدرجة الاولى . هو يناجى السماء والسماويين ويستحضر’ الحياة الأتية’ لحنا عذبا جميلا ’ خجولا وممعنا فى التواضع حتى الأمحاء على حد تعبير المطران جورج خضر ’ وأنا أناجى وأحاور ( وبما أناقر وأشاكس )الأخت الزوجة ومعا ’ ومن خلال طموحات وهموم الحياة الدنيا ودوشة العيال ’ نحاول مناجاة ’ بل وأحيانا كثيرة الخناق مع الله ومشاكسة السماويين من أجل خدمة الأرضيين .
يوجد طريقان ونهجان للخوض فى غمار قضايا الروح وتاريخ الفكر وأنات الجسد وهما نهجان ثقافيان ’ وهما المونوفيزية والنسطورية فى شكلهما وتطبيقاتهما الحياتية والعائلية اليومية ’ المغالاة فى روحنة ودروشة الامور الحياتية والشجون الدنيوية مما يعزل الناس عن حياتهم ويغربهم عن واقعهم وأجسادهم وأنينها ويجرهم سبايا فى يد اله جبار و تقوى سماوية قدرية بلا أرجل على الأرض وبلا حب وهنا نحن أمام أخطر أشكال المونوفيزية الحياتية والانفصام اللاهوت والناسوت ’ بل وابتلاع اللاهوت للناسوت ’ مما ينشئ الفصام النفسى والصدام الحتمى بين الروح والجسد ’ بين القلاية والمخدع والمذبح أى بين التنهدات الروحية والأنات الجسدية والأشواق السماوية ’ أى بين الراهب والكاهن ’ وبين البتولية والزواج ’ وبشكل أوسع بين الدين والثقافة وبين اللاهوت والتاريخ ’ يصير هناك صراع وهمى بين المخدع والقلاية وينتقل الصراع الى حياة الناس ويزيد الطينة بلة ’ كما يقول العرب ’ الأمعان فى القرأة الخاطئة والمنحرفة والانفصامية لمواقف المسيحيين الأوائل وخاصة بولس ( رسالة كورنثوس الاولى ’ الاصحاح السابع) طبعا نحن لا نجهل مأسى التاريخ المسيحى الذى يقول لنا أن هناك حفنة من المسيحيين الأتقياء زيادة قد أمتنعوا عن التناول من يد الكهنة المتزوجين ! ونعرف أيضا أن العظيم أنطونيوس كان يخجل من النظر الى جسده حسب اثناسيوس العظيم ! وكأن الراهب لم يأت من علاقة حب حميمية فى المخدع بين زوجين أسلما أجسادهم وأرواحهم ليد سر الزيجة المقدس ولأنات الجسد الواحد التى لا ينطق بها(البعض يظن أن الراهب قد أتى (ديلفيرى سماوى)وربما لم يخرج من رحم أثنى ولم يتكئ على صدر أمرأة ولم يداعب شعر أمه ! والمأساة تكمن فى ما اذا صدق الراهب نفسه هذه الاوهام !!! وصار من حقهم أى الزوجين ’ كما يئن الروح بأنات لا ينطق بها فى القلاية الرهبانية ’ هكذا وبنفس القوة يئن الجسد الواحد بأنات لا ينطق بها فى مخدع الزوجية !’ و فى حالة أنكار هذا كله ’ يصير الزواج غلطة وعمر ضايع يحسبوه ازاى علينا زى ما بتقول الست أم كلثوم ! ويقف الكاهن المتزوج أو أى متزوج والخارج من مخدع الزوجية أمام الراهب العابد والعازب والخارج من هدوء القلاية ’ وهذه للأسف ظاهرة عامة ’ يقف خجولا ومطاطئ الرأس ومكسوف ومتنيل على عينه ويبدى الندم ويبوس القدم على عملته السودة أنه عملها والتصق بأمرأة وقرر أن يستخدم حقه فى أن يجول بأخت زوجة كباقى الرسل وأخوة الرب وصفا (1كورنثوس 9 ’5 ).! الطامة الكبرى هى أن يبنى الأب الراهب كل رصيد أبوته الروحية ! فى استثمار هذه الخيبة الزوجية فى روحانية مزيفة ولت وعجن ’ مع الستات اللتاتات والرجالة القرفانين ’ كم أودى هذا بحياة أنقى الرهبان وخرب أمخاخ من كان يتوقع منهم أن يصيروا من أعظم اللاهوتيين الواعدين !!! حكى مرة شيخ روحانى كبير وطاعن فى السن من أنه فيما يقبل اعترافات الراهبات الصبايا ’ لم يسمع من أحدهن الى اية اشارة من قريب أو من بعيد الى حياتها العاطفية ومشاعرها الجسدية لا فى الماضى ولا فى الحاضر ’ وهنا تسأل أما أن يكن ملائكة بلا جسد أو يكذبن فى أقدس الأسرار ! الجسد لا يدخل ’ عند الأخوات ’ فى حسابات الحياة الروحية !
النهج الأخر هو فصل المخدع عن القلاية ’ الجسد عن الروح ’ الدهش الروحى عن الشبق الجسدى ’ بل وأنكاره والتنكر له فى سبيل المزيد من الروحانية الانفصامية ! النسطورية السلوكية ’ كتب يوما أحد الأكابر ’ لا تقبل أن يكون لله أما تحبه ويحبها ’ لأن مخها كله فى الجنس وبس "كيف يكون له ولد وليس له أمرأة!!! " . يتولد عندى أحساس بأنه كان لدى نسطوروتلاميذه القدامى والمحدثون عقد نفسية ومشكلات مع الجنس والحب والولادة والرضاعة !!! ’ ومن هنا وحينما فشل النسطوريون فى فهم الولادة الجسدو - روحية ’ رفضوا أن تكون العذراء النقية والدة الله بالروح القدس الثيؤطوكوس ’ البدع لها أصل جسدى وضيع ونفسى مريض !’ولهذا قلنا ونكرر ان من لا يصنع صلحا بين نصه التحتانى ونصه الفوقانى لا يمكن أن يفهم ويتمتع ببركات وخيرات تأنسن ابن الله وتجسدن المسيح. وبنفس الدرجة ’ كل من يجرم المخدع ويفصله عن الله ’ لا يبدع أولادا لله بل يبتدع جيلا انفصاميا وهنا يصدق قول أحد الحكماء بأنه لن يقدر على فهم تأنسن الله وتجسدن المسيح ’ كل من كان يعيش خصاما وفصاما بين نصفه الفوقانى ونصفه التحتانى! . تخيلوا راهب مثل هذا أو كاهن متزوج مثل ذاك مونوفيزيا أكان أم نسطوريا ! يصير أبا روحيا لخيرة الشباب وأحلى الصبايا من المتزوجين أوالمقبلون على الزواج و الحياة أو حتى من الذين يريدون سلوك سبيل الملائكة الارضيين والبشر السماويين كما كانوا يسموا قديما الرهبنة ! ’ وهنا نحن أمام كارثة نسطورية جديدة وخيبة ثقافية واراتداد اجتماعى ’ ينفرد فيها الزمان الحاضر بالانسان (الناسوت) أى بالمخدع وبالحب وبالجنس ’ ويفصله عن اللاهوت ’ أى عن القلاية ’ ويحشره فى مخدع (متدين جدا ) يأس وبائس وفاشل بلا حب وبلا تنهدات ’ ويستكثر عليه أن يتحد باللاهوت فى عش الزوجية والمخدع الغير النجس حسب تعبير المغبوط بولس ’ وهنا يتطوع الرهبان ’ بالطبع ’ أن يقوموا بواجب الاجابة على اسئلة الناس المصيرية ويدخلوا بالنيابة عنهم غرف النوم ويخرج علينا رهبان واساقفة يقومون بدور رجال الفتوى فى شرح كيفية تناول البنت وطول بنطلونها وقصر تنورتها او فتحة صدرها وحيض المرأة وبول البعير قريبا انشالله !!!. النسطورية السلوكية التى لا تقبل أن يكون لله أم’ نكرر ’ لأن مخها كله فى الجنس "كيف يكون له ولد وليس له أمرأة" . يتولد عندى أحساس بأنه كان لدى نسطور مشكلة مع الجنس والحب والولادة والرضاعة !!! يوجد فى تاريخنا بطاركة عظام قامت بارضاعهم ’ بعد موت امهاتهم ’ امهات المسلمين ’ وكانوا بذلك يفتخرون !!!’ ومن هنا وحينما فشل فى فهم الولادة الروحية ’ رفض أن تكون العذراء والدة الله ’ وبنفس الدرجة ’ كل من يجرم المخدع ويفصله عن الله ’ لا يبدع أولادا لله. ’ تكمل خطوط الماساة حينما يقرربعض أباء القلاية أو حتى بعض الأباء المتزوجون من (التاسونى ) وعايشين بتوليين !!!(بتلوا دا واسمعموا ده زى ما كان بيقول الاب خفيف الظل اللاهوتى البرسفيتيروس جورج عزيز ’ لا أفهمها بالمرة ! هذه بدعة حديثة على حسب تعبير طيب الذكر قداسة البابا شنودة !!! نقول قرروا أن يدخلوا وراء الناس الى غرف النوم ومعاهم كتالوجات عن تفاصيل الحياة الزوجية ’ كتالوجات مضروبة وصناعة صينية وليست مسيحية ارثوذكسية (داخل ...أودة النوووووووم ) كما يقول عبد الغنى النجدى فى فيلم الفانوس السحرى ! ويقرروا لهم وعنهم متى وكيف !!! فى كتاب جنسى من النوع الردئ والمريض !!! أسألوا محكمة الأسرة وأفحصوا ملفات الأحوال الشخصية وأسمعوا أعترافات الناس مع الكهنة الغلابة والمعذبون من الجذف مع تلاميذ السيد ينتظرون من يهدئ لهم الريح ! ’ بلاش لا دا ولا دا أسألوا هنية زوجة مأمون فى المسسلسل الرمضانى للفنان الرائع عادل أمام !
لقد شكلت العلاقة الجدلية بين الرهبنة (القلاية بمعناها اللاهوتى والروحى الشامل) والزواج (المخدع بمعناه السرائرى الشامل الكامل) أى ’ عمليا ’ بين الروح والجسد ’ أى بين روح وجسد الكنيسة الواحدة أى بين اللاهوت والتاريخ أى بين روح الله وجسد التاريخ وبين الانسان كله وحضارته كلها ’ نقول ’ شكلت ومازالت تشكل تاريخ الفكر المسيحى بل وتاريخ الفكر الانسانى برمته ’ ألم يقل أصدقائنا الفرنسيون أذا ما أرادوا البحث فى اسباب أى حدث جلل (أبحثوا عن المرأة ! ).
Cherchez La FEMME الجسد وما أدراك ما الجسد وأسراره وتعرجاته ومنعطفاته ومنخفضاته وأناته وتطلعاته ’ والروح وما أدراك ما للروح من سلطة وسلطان وقوة والهام وأنات والهامات وخاصة حينما يقرروا أن يوحدوا قواهم بشكل خرستولوجى مستقيم أى بدون أختلاط للادوار ولا أنفصال للنوايا ولا أمتزاج للاهواء والخصوصيات ولا تغيير فى القصد الواحد أى بدون خلط الأدوار والحجر على الطاقات ! وحينما أطبق اليأس على رؤؤس الجميع ’ ترك الروحانيون ’أهل القلاية وأرباب اللاهوت ’ الجسد للجسدانيين وأكتفوا بالهجوم عليهم كبتا وحقدا وليس توجيههم نصحا وحبا فى أسخف حرب أهلية بين الروح والجسد وبين القلاية والمخدع وبين الزواج والعذراوية. والمكتبات حافلة بهذا الأدب أو قلة الأدب التى يريدها أصحابها دروسا فى العفة وسبلا الى السماء !!! نحن نؤمن بأن مشاكلنا فى مصر ومشاكل المسحيين فى العالم العربى هى بالدرجة الأولى مشاكل لاهوتية ووناسوتية ’ وأنه لا يصح ولا يجب على من يحملون سراج النور الحقيقى أن يخافوا ويخفونه تحت مكيال التواكل والجهل والخجل والمجاملات وتحويل المشكلات عن أصولها الابائية واللاهوتية وتطبيقاتها الانسانية . المشكلة لاهوتية لا تعالج بالبكاء على حوائط المبكى ايا كان مصدرها ’ بل بالتوبة أمام الرب الذى هو واقف يقرع على ابواب المحروسة ينتظر من يفتح له ويشترك معه فى العمل !
كم من مخادع نقية قررت مصائر شعوب وكم من قلالى لاهوتية أصحلت أحوال نفوس ! كم يشتاق أهل المخادع الى أن تأتى ساعة وهى ألأن حينما يقرر سكان القلالى أن يقولوا لهم قولا به يخلصون ومنه يتذوقون حلاوة سر الزيجة ونعمة المخدع الغير النجس وأن تتو قف الحرب الخفية حينا والعلنية أحيانا بين القلاية والمخدع ’ بين الدير وغرفة النوم وبين اللاهوت والناسوت ’ أى بين الرهبان والاسرة !
هذه مقدمة لبحث نريده متكاملا شاملا وسنسعد باضافات الأصدقاء ة وسوف يكون رفيقنا فى هذه الرحلة واحد من أهم المراجع لواحد من أهم المؤرخين فى حياة المسيحيين الأوئل وهو لواحد من أهم المكؤرخين المعاصرين فى تاريخ المسيحية فى علاقتها بحضارات وثقافات العالم اليونانى والرومانى ووثقافة الصحراء المصرية (العزوف عن الجسد ’ العذراوية والبتويلة والامتناع عن الجنس فى المسيحية الاولى ’ باريس 1988 ). وللحديث بقية

Peter Brown
The Body and Society
Men , women , and Sexual Renunciation in Early Christianity
Cambridge University Press 1988
الرجال والنساء والاحجام والامتناع عن الجنس فى المسيحية الأولى
مطبوعات جامعة كمبردج 1988
وأنا أقرأء هذا البحث الهام والضخم من الترجمة الفرنسية لصعوبة الحصول على ألأصل الانجليزى
Le renoncement a la chair
Virginite ,celibat, et continence
dans le christianisme primitive
Editions Gllimard 1995
الى اللقاء مستودعين بعضنا بعضا وكل حياتنا للمسيح الأله .

mardi 19 juillet 2016

بين المجاملات الدينية والحقائق اللاهوتية الاب الدكتور اثناسيوس حنين- مطرانية بيرية المقدسة- اليونان


    البروتوبرسفيتيروس اثناسيوس حنين
    (بأسم الأله الواحد الذى نعبده جميعا !)
    بين المجاملات الدينية والحقائق اللاهوتية
    الاب الدكتور اثناسيوس حنين- مطرانية بيرية المقدسة- اليونان
    تبدأ النهضات الكبرى ب...الوعى الروحى والوعى الروحى يجئ بالثقافة اللاهوتية’ والثقافة اللاهوتية هى فلاحة للكيان كله فى الروح وبالروح القدس والنسك والكلمة-الليتورجيا وهى تبنى مع الناس القائمين عليها واذا كان الايمان حيا فأنه يتمثلها حسب تعبير سيادة المطران جورج خضر (لينانيات –دار النهار-1997 –بيروت ص232 ), ويمكن الاضافة بنفس الروح والقول بأن الايمان اذا كان حيا فأنه يتمثل الثقافة لاهوتا كما فعل الاباء الكبار مع الثقافات فى العالم القديم سواء دينية او فلسفية.ما هو الطريق لتمثل الايمان أو الوسيلة ’ هى اللغة ’أى الكلام الذى هو فى أعماقه لا يجب أن يكون شيئا أخر سوى محطات للكلمة-اللوغوس .أن بداية التربية السليمة والثقافة الرشيدة هى التمعن فى مخارج ومداخل الكلمات كما قال الفلاسفة اليونانيون قديما وعلماء اللغة حديثا, لهذا رأى الأقدمون علاقة مفصلية بين الثيؤلوجيا (اللاهوت)والفيلوسوفيا (عشق الحكمة)والفيلولوجيا(دراسة فقه اللغة)’فلا فكر لاهوتى رصين بدون الامساك بتلابيب اللغة ’ولا فكر فلسفى عميق بدون دراسة معنى كل لفظ ’ ولا فكر لاهوتى رصين بدون الاثنين أى فلسفة اللغة ولغة الفلسفة ’ اللغة هى وعاء اللاهوت ’ ألا نقول ’ نحن المسيحيون’ أن الكلمة صار جسدا (يوحنا) ’ وفى هذا يقول استاذنا استاذ اللاهوت الموسوعى قسطنطينوس باببتروس فى مولفه (هوية اللاهوت
    Η Ουσία της Θεολογίας
    ) وفى فصل (اللاهوت كلوغوس اى كلغة وكفهم الغة من قبل الانسان)
    Η Θεολογία ώς λόγος (νόησις καί γλώσσα ) τού ανθρώπου(ان اللغة هى وعاء الاعلان الالهى ’ الاعلان ليس هو فى ذات الكلمات (ليس تنزيلا كما يفعل اله المسلمين ’ بل حوارا كما يفعل ثالوث المسيحيين الواحد) بل فى مدلولات الكلمات (الهاما ووحيا وتجسيدا)’ويقول استاذ اللاهوت الذى تخصص فى فكر كيرلس الاسكندرى قولا فاصلا (لغة اللاهوت هى حياة الايمان واللغة فى علاقتها بالاعلان الالهى تصدر عن عقل تلقى اشراقات الهية وذلك حسب رؤية القديس اللاهوتى كيرلس فى شرحه لانجيل يوحنا اذا يقول( ان كلماتنا الفقيرة لعاجزة عن استيعاب جمالات الله الأب والابن الوحيد والروح القدس ولكننا نستقبل فى عقولنا اشراقات اللوغوس ونحفرها كلمات )’ ويصل الاباء الى قمة الرؤية حينما يرون أنه فى الحقيقة الله-اللوغوس هو الذى يتكلم فينا (كأشخاص وككنيسةوكمجتمع) عن الاب وعن نفسه فى الروح القدس ).اللاهوت هو تقدمة البشر لله الاب حينما نأتى امامه صامتون وبخشوع متحدين بالكلمة –اللوغوس فى الروح وهنا يأتى كلامنا وكرازتنا’ لا بفذلكات الناس بل بقوة الله على حد تعبير العظيم بولس(رومية 15 :13 ) ’ وبدون هذه القوة التى للروح النارى’ كما يقول عن خبرة مقاريوس المصرى ’ يتحول اللاهوت الى فذلكات وفلسفات وتزمت عقائدى شكلى ومجاملات ولا يقدر على مواجهة قضايا الانسان المعاصر المصيرية ’ الأخطر من ذلك أن يتحول غياب الفكر اللاهوتى الى فرصة للمجاملات ونذكر عتاب بولس القاسى للكهنة المتهودين ’ بحكم مسئوليتهم عن الخطاب اللاهوتى ’ فى الرسالة الى العبرانيين(الاصحاح الخامس) ’ويلفت نظرهم الى الفارق الكبير بين كهنوت العهد الجديد وكهنوت العهد القديم.ويصل القديس بولس الى أن يجد سر عدم قدرة كهنة القديم على فهم الجديد فى عدم دراية الكهنة ورؤساء الكهنة بلاهوت الكلمة والتعليم الجديد (لانه كان ينبغى أن تكونوا معلمين لسبب طول الزمان تحتاجون أن يعلمكم أحد ما هى أركان وبدأة أقوال الله (علم اللاهوت )صرتم محتاجين الى اللبن لا الى طعام قوى’ لأن كل من يتناول اللبن هو عديم الخبرة(نلاحظ الربط المحكم بين اركان وبدأة اقوال الله والخبرة ) ’ فى كلام البر (البر هنا يشير الى قضية الخلاص-الثالوثى كله والفداء والتبرير بالنعمة )لأنه طفل ’ وأما الطعام القوى (علم اللاهوت وخبرة الكنيسة عبر الايام والسنين) فللبالغين الذين بسبب التمرن قد صارت لهم الحواس مدربة على التمييز بين الخير والشر)عب 5 :11 -14 )..

    قلنا هذا كله لنؤكد للقارئ العزيز أننا لا نبغى من وراء موضوعنا هذا لغطا او (وجع رأس ) ’ أو ادانة او اهانة لاحد ’ بل نبغى المساهمة المتواضعة ’ كعادتنا ’ فى النهضة التى يشتاق اليها المسيحى المصرى (دعى الاستاذ الكبير ومعه رهط من المصريين كمال زاخر ’على اجهزة التواصل الاجتماعى’ الى تكوين فريق عمل لنقل الحراك الثورى فى المجتمع المصرى الى اصلاحات ثورية ولاهوتية فى الكنيسة تنقذ الاقباط من متاهات الصراعات السياسية والطائفية والتى لا يحسنونها ولا ناقه لهم فيها ولا جمل ونحن اللاهوتيون نحاول ان نوثق لهذه النهضة)’ النهضة اللاهوتية ’ نقول ’والتاريخية والروحية والتى لا يمكن لها أن ترى النور بدون توبات كبرى وتواضع جم وعودة الى الاصول والتراث وفحص النصوص واستيعاب اللغات القديمة وعدم الاكتفاء والانكفاء على لغة واحدة مهما علا شاؤها وكثر عدد المتكلمين بها ’ فلا يمكن تجاهل اللغة اليونانية التى بشر بها الرسل العالم وكتبوا بها لاهوتا ولا اللغة القبطية العريقة والتى حافظ بها الاباء المصريون على الصلة مع التراث المصرى العريق من ناحية ’و الصلة مع الثقافة اللاهوتية الغربية حتى بعد الانفصال المأساوى فى خلقيدونية ’من ناحية اخرى ’ و يرى الاسقف المؤرخ يوسابيوس القيصرى ان (العناية الالهية) قد اعدت العالم لمجئ المسيح بانتشار اللغة اليونانية فى ارجاء الايكومينى(المسكونة) وقتها.
    حتى أن اسم السيد المسيح صار مرادفا للوغوس اليونانية والساجى القبطية
    ΠΙΣΑΓΙ Λόγος
    بى ساجى بالقبطية ) كلمة يونانية المنبت والوجدان(كتب احد اساتذتنا فى الاكيلريكية والذى درس ΄فى اليونان فى الخمسينات من القرن الماضى عن ( اللوغوس الفلسفى وعلاقته باللوغوس اليوحنائى).

    لقد سبق وارسلنا التحية اللائقة لقداسة البابا ثيؤدوروس على صفحات الروزا اليوسف (8 يونية 2013 ) ’ ولأننا نعلم ونرى أنه يسعى للاصلاح والثورة على ما لا يليق (ولا نقول الفساد) داخل الكنيسة المصرية العريقة وهوكثير ويعلمه القاصى والدانى ومن غير المعقول ولا اللائق أن يراجع أهل العالم أنفسهم ويتوبون ووالكنيسة نور العالم لا تحرك ساكنا وتعتمدعلى حفنة من الغير الدارسين والغير الفاهمين لكى يروجوا للناس (أننا خير أمة أخرجت للناس ) بلا نقد ذاتى ولا دراسات علمية وابحاث لاهوتية وشابهنا (دار الافتاء) فى الاجابات السريعة والديلفرى والغير مدروسة على اخطر الاسئلة.لهذا نقدم هذه الدراسة المتواضعة وبطل تواضع حول الرؤية اللاهوتية والابائية بل والاسلامية -القرأنية لتعبير (باسم الاله الواحد الذى تعبده جميعا)
    هل تعبير (باسم الاله الواحد الذى نعبده جميعا) تعبير لاهوتى يليق أن يستخدمه بطريرك كنيسة عريقة فى مناسبة ’ اعلان الجيش المصرى الأخير’ ينتظر العالم كله صوت المصريين وصوت الكنيسة القبطية العريقة الايام ؟ بادئ ذى بدء البابا القبطى الحالى لم يخترع هذا التعبير ’ هذا التعبير حفره البابا السابق الانبا شنودة الثالث حينما كان يحاول مد جسور (غير لاهوتية) مع الواقع الاسلامى ومع السلطة ’ وقال الكثيرون وقتها وعلى وجل أن فى التعبير شئ غير دقيق لاهوتيا ولكن لم يشرحوا لنا وصمت الجميع !!! !سنحاول فى هذه العجالة الاطلالة اللاهوتية على هذا التعبير ’ ونؤكد لاصدقائنا المسلمين اننا لا نقوم بمقارنة للاديان ولا التهوين من ايمانهم ولكن يجب أن يعرفوا ومنهم اصدقاء لنا فاهمون بأنه كلما فهم المسيحيون العرب (والاقباط تعربوا )ايمانهم بشكل سليم وعميق كلما ارتاح المسلم المثقف وانحصر الجهل وامتنع الجهلاء عن المزايدات والمجاملات الجوفاء وهنا لا يمكن أن تحدث فتن لأن الفتنة تخرج من رحم الجهل!
    المفكر الامانى كلاوس كينيث تنقل وبصدق كبير بين الديانات والمذاهب باحثا عن الحقيقة وانتهى به المطاف الى حضن المسيح عقل الله فى بهاء العبادة فى الكنيسة البيزنطية الارثوذكسية ’ والرجل يقول فى كتابه (بين الاله الحقيقة والاوثان –من ظلال الضلال الى نور المسيح)ترجمة يونانية أثينا 2012 عن خبرة بحث عن الله فى الديانات الاسيوية والاسلام أنه لا يمكن أن يكون اله المسيحيين واله المسلمين واحدا ’ المسلمو ن أنفسهم لا يقبلون أن يكون الههم واحد مع اله المسيحيين وحتى لو كان القرأن قد ذكر شئ من ذلك فى سورة العنكبوت والاية 45 (ولا تجدلوا أهل الكتاب الا بالتى هى أحسن الا الذين ظلموا منهم وقولوأمنا بالذى أنزل الينا وأنزل اليكم والهنا والهكم واحد ونحن له مسلمون) الأ أن تفسير الجلالين يرى تفسيرا أخر’ أكثر دبلوماسية ’ للاية القرأنية(.ان حاربوا و
    أبوا أن يقربوا بالجزية فجادلوهم بالسيف حتى يسلموا أو يعطوا الجزية (وقولوا) لن نقبل الاقرار بالجزية اذا أخبروكم بشئ مما فى كتبهم(أمنا بالذى انزل الينا واليكم) ولا تصدقوهم ولا تكذبوهم فى ذلك !!! وقولوا (والهنا والهكم واحد ’ ونحن له مسلمون) مطيعون(تفسير الجلالين-دار المعرفة-بيروت-لبنان ص531 )ويرى المؤرخون الثقاة أن وضع الذمية والتسامح فى الاسلام مع الاقليات انما كان مناورة ذكية من اجل الحصول على المال لشراء السلاح واطعام العسكر ويقول ايضا العالم الالمانى أنه لا يوجد فى القرأن أى ذكر لله الأب ’ لله كأب يحب ولا يقهر !الله فى القرأن قتال للناس بينما الله فى الانجيل مقتول من أجل الناس !!! قال مرة جون أسكروفت وزير العدل الامريكى السابق (أن اله الاسلام يرسل ابنك لكى يقتل فى سبيله ’ بينما الله الأب فى الانجيل ارسل ابنه ليموت فى سبيل خلاص ابنك )ص 44 ’ الله فى الاسلام هو اله مصمت واحد وحيد وغير مشخصن فى وجه وبعيد عن الانسان (لم اجد عند اله الاسلام قلبا محبا ووجها حنونا’ لم أجد فى الاسلام ذاك الاله الرحمان الرحيم الذى يتكلم عنه القرأن ) ناهيك عن السلوكيات المسيحية الراقية والتى لا يجد لها الباحث المتحول صدى لا فى القرأن ولا فى حياة المسيحيين السطحيين !’
    يقول شيخ اللاهوتيين العرب سيادة المطران جورج خضر فى مقال له عن الحوار الاسلامى المسيحى (...كل حديث عن وحدة الديانتين(المسيحية والاسلام) كما نعرفهما حقا(معرفة علمية ولاهوتية وتاريخية رصينة ومن الاصول) انما هو حديث مجاملة ولا يقول به رصين. فالله الواحد الذى نعبده نختلف فى صفاته اختلافا بينا ’ولا الانسان ’ موصوفا هنا وهناك واحد .ولا العلاقة بين الله والانسان واحدة . ولا مفهوم الوحى يجمع المسيحيين والمسلمين . وأهم ما فى الأمر أن المسيحية التى يصفها القرأن لا يعرفها المسيحيون على أنها دينهم وعندهم أن الرسالة الانجيلية نهائية وأنها جوهريا قائمة فى الكنيسة . فلا الصلب ولا بنوة المسيح لله مقبولة عند المسلم فى حال.زد على ذلك ان منهج النقد الادبى والنقد التاريخى الذى يستعمله المسيحيون فى دراسة الكتاب المقدس يرفض علماء الاسلام تطبيقه على القرأن )راجع مواقف احد –دار النهار بيروت 1992 ص74 .
    لم يكن قداسة البابا ثيؤدوروس مضطرا أن يقول هذا التعبير الغير اللاهوتى والذى لا يقبله المسيحى لا البسيط ولا المتعلم وبالاولى لا يقبله المسلم العارف ومصر الأن كلها مسلمون عارفون ! وخاصة فى الاجواء الملتهبة سياسيا ودينيا ليس فى الوطن الأم مصر فقط بل فى الوطن العربى برمته ’ كان يمكن أن يقول تعبيرا أخر والتراث الأبائى حافل لان الاباء شرحوا الثالوث للوثنيين والمتدينيين من اليهود وللمسلمين(نتمنى على قداسة البطريرك والاساقفة المصريين أن يستثمروا علم اللاهوتيين وهم كثرة وقبل ان يطلوا على الناس والاحداث فى احاديث خطيرة تشكل مستقبل البلاد والعباد أن يطلبوا(أو يأمروا) اللاهوتيين بحثا موثقا مش عيب دول اولادكم برضه وهذه ليست بدعة حديثة هذا يعمله كل الاساقفة والبطاركة فى العالم وحتى بابا روما نفسه ) نقول كتب الاباء عن الاسلام وخاصة يوحنا الدمشقى فى كتابه عن الاسلام فى القرن الثامن الميلادى(صدر فى سلسلة المصادر المسيحية –باريس رقم 383 -1992 نرجوا أن نقدم للقارئ الحبيب هذا الكتاب الهام مرة أخرى) )وبالرغم من الاجواء السياسية والظروف الدينية الانقلابية فى القرون السادس والسابع الميلادى وسقوط دمشق فى يد العرب-الاسماعيليين ’ الا انه يقدم ايمان المسيحيين والاباء بقوة وبعلم وبلا مجاملات ولم يلمه أحد .لقد كتب القديس يوحنا الدمشقى عن الاسماعيليين (الكلمة لها اصل كتابى)ولم يذكر أبدا كلمة ( المسلمين ) ولو حتى على سبيل المجاملة !!! ’ ونطق لاهوتا واعتبر الاسلام (البدعة المسيحية المائة والواحد).لهذا لم يبحث اللاهوتى السورى عن نقاط لقاء او تشابه بين المسيحية والاسلام ’ كما لم يبحث عن العداوة لانه أحب المسلمين وخدمهم فى بيت المال بما له من حظوة وخبرة ’ ولكن حينما يكون ايمان المسيحيين مهددا والارثوذكسية محاطة بالهرطقات والاعداء داخل الابواب يصير شرح الايمان المستيقيم فى اعماقه وسط الانحرافات هو الهاجس الاول والأخير وليس البحث عن نقاط لقاء مصطنعة وغير علمية’ وقد تسبب هرطقات جديدة وعلى أى حال منهج البحث عن نقاط شكلية وغير علمية ولاهوتية للاتقاء بالأخرين هو نهج حديث فرضته الدبلوماسية الاستعمارية الجديدة ولقد أثبت فشله الذريع كما يؤكد الباحث الفرنسى ريموند ليجوزى فى مقدمة كتاب الدمشقى عن الاسلام السابق ذكره ص 73.
    لاهوت الثالوث أساس العبادة فى التراث الكنسى الأبائى , نقرأ فى كتاب المعزى فى صلاة نصف الليل –قانون للثالوث القدوس(لقد اصاب اللاهوتيون بتسميتك يا اله الكل ذا الرئاسة الواحدة عقلا وكلمة وروحا على طريق الرمز دلالة على ولادة الابن بلا ألم من الأب الغير المولود وعلى انبثاق الروح القدس الالهى)المنشورات الارثوذكسية –اورشليم 1908 –ص 124 .وايضا وايضا يقول المرنم اللاهوتى(باتخادك جوهر البشر لمحبتك لهم يا كلمة الله اعلنت نور اللاهوت الواحد الموحد الرئاسة المثلث الضياء .وجعلت والدة الاله الطاهرة التى ولدتك ممجدة لدى الجميع ).وندعو الجميع أن نختم معا بهذا الدعاء الوارد فى كتاب (المعزى او الامتوايخوس الكبير الذى يرتله المؤمنون الساجدون للثالوث فى الكنيسة البزنطية فى العالم(ارحم عبيدك ايها الرب الوحيد الفائق الجوهر والمسيح شعاع الأب الازلى والروح الالهى .لأننا كلنا قد أخطأنا ولكننا لم ننتزح عنك .لذلك نبتهل اليك ايها الرب المثلث الاقانيم أن تخلص عبيدك من كل النوائب بما أنك ذو السلطان). أمين .


mercredi 13 juillet 2016

ما هى الفوارق الخرستولوجية الاساسية في مجمع خلقي...دونية؟ تعريب الاب الدكتور اثناسيوس حنين.









بمناسبة احتفال الكنيسة الأرثوذكسية بتذكار أباء المجمع المسكوني الرابع (مجمع خلقيدونية) القديسين يوم الأحد 7/17.
    ما هى الفوارق الخرستولوجية الاساسية في مجمع خلقي...دونية؟ تعريب الاب الدكتور اثناسيوس حنين.
    Οἱ βασικὲς Χριστολογικὲς διαφορὲς. “Μία φύσις τοῦ Λόγου σεσαρκωμένη”.
    Οἱ βασικὲς Χριστολογικὲς διαφορὲς

    إن الدليل على عدم الوصول إلى اتفاق بين الارثوذكس والمونوفيزتيين حول العقيدة الخرستولوجية يظهر من الخلاف على منهجية التفسير لعبارات خرستولوجية مفصلية والتي تشكل لب وأساس الخلاف .
    إن العبارة الأولى التى يظهر فيها الخلاف بين الأباء القديسين والمونوفيزيتيين هي عبارة القديس كيرلس الاسكندري «Μία φύσις τού Θεού Λόγου Σεσαρκωμένη» التي معناها بالعربية «طبيعة واحدة لكلمة الله متجسدة».
    نلاحظ أن هناك تطابق بين التعبيرين طبيعة "φύσις" وأقنوم "ὑπόστασις" فى الفكر الفلسفي؛ وذلك لأن كلمة طبيعة تأتي من فعل "πεφυκέναι" بمعنى "يثمر ثمرا"، وكلمة أقنوم تاتي من فعل "ύφεστάνα" بمعنى "يظهر إلى الوجود" ويستخدم أباء الاسكندرية الكلمة بمعنى "الوجود". بينما ميز الأباء الكبدوك بين الطبيعة والأقنوم وطابقوا الطبيعة "φύσις" مع الجوهر "ούσία" والأقنوم "ὑπόστασις" مع الشخص "πρόσωποv"، ولهذا قالوا بطبيعتين في شخص المسيح الأقنوم الواحد. لاحظ الكثيرون من اللاهوتيين أن القديس كيرلس يستعمل التعبيرين طبيعة "φύσις" وأقنوم "ὑπόστασις" بالتبادل، فمرة يطلق على الطبيعة معنى الأقنوم ومرة يطلق عليها معنى الجوهر أو الوجود. كتب القديس كيرلس في رسالته إلى ثيؤدوريتوس «إن طبيعة اللوغوس هي الأقنوم والذي هو هو اللوغوس».
    هنا يظهر ارتباط الطبيعة بالأقنوم وبهذا المعنى استعمل عبارة «طبيعة واحدة لكلمة الله متجسدة». لم يتكلم كيرلس إطلاقا عن جوهر متجسد.
    هذا معناه أنه استخدم العبارة «μία φύσις τοῦ θεοῦ λόγου σεσαρκωμένη»، أي «طبيعة واحدة لكلمة الله متجسدة»، بمعنى «μιᾶς ὑποστάσεως τοῦ Λόγου σεσαρκωμένης»، أي «أقنوم واحد لكلمة الله متجسد»، وذلك لمواجهة بدعة نسطور والذي يرى أن في المسيح يوجد طبيعتان أي أقنومان. وأن هذه الوحدة تؤلف-عند كيرلس- شخص واحد حسب التدبير، بينما عند نسطور تكون شخصان متصلان وبينهما علاقة تماس συνάφεια. هكذا استعمل القديس كيرلس التعبيرين لكي يواجه نسطور. ولا يجب عزل العبارة الكيرلسية عن سياقها التاريخي واللاهوتي، أن اقنوم كلمة الله قد اتحد بالطبيعة البشرية وذلك لأنه لا يمكن أن تكون الطبيعة البشرية في المسيح بلا قوام وبلا أقنوم ولكنها متحدة بالطبيعة الإلهية ولهذا تسمى "الطبيعة المتأقنمة" "Υποστατική Φύσις".
    إن استعمال القديس كيرلس للتعبيرين بشكل متبادل لا يعني أنه يطابق بينهم بل كما قلنا يستخدمهم تدبيريًا لمقاومة نسطور، ولم يفعل القديس كيرلس ما فعله ساويرس الأنطاكي الذي طابق بين التعبيرين. فالقديس كيرلس لم يطابق بينهم كأشياء مختلفة بل كحالة وجود. هناك شهادات تؤكد أن القديس كيرلس كان يرى أن "الأقنوم" غير "الطبيعة" وهناك شهادات من كتابات كيرلس تؤكد كلامه عن وجود طبيعتين في المسيح وعن الاتحاد الأقنومي بين الطبيعتين.
    هذا واضح من أن الاباء في المجمع المسكوني الرابع قد قاموا بدراسة الفصول الاثني عشر للقديس كيرلس في علاقتها بطومس لاون وتأكدوا من اتفاق النصين جوهريًا.
    إن أباء الكنيسة قد قاموا سواء على المستوى الشخصي أو المستوى المجمعي بالتفسير الصحيح لعبارة القديس كيرلس «طبيعة واحدة لكلمة الله متجسدة». يقول القديس يوحنا الدمشقي إننا لا نخطئ اذا قلنا أن هذه العبارة تعني أقنوم واحد ويمضي إلى أبعد من ذلك ليؤكد أن القديس كيرلس بهذه العبارة لا يتكلم عن شيء مشترك بين الطبيعتين بل يتكلم عن الأقنوم وحده، إنه يتكلم عن الطبيعة المشتركة للاهوت المتجسد المتواجدة في أقنوم الكلمة. إن القديس كيرلس الاسكندري لا يصر على طبيعة واحدة بل أيضًا على جوهر واحد. ويرى القديس مكسيموس المعترف أن هذه العبارة للقديس كيرلس «طبيعة واحدة لكلمة الله متجسدة» تعني الطبيعتين، فبعبارة «الطبيعة واحدة لكلمة الله» يعني "الطبيعة الالهية"، وبكلمة «متجسدة» يعني "الطبيعة الانسانية".
    على هذا الأساس نجد أن عبارة القديس كيرلس تستخدم ضد النساطرة بمعنى "طبيعة واحدة لكلمة الله متجسدة" أي "أقنوم واحد لكلمة الله متجسد"، وذلك لكي يمنع ظهور فكرة الشخصين في المسيح. واستعملها ضد المونوفيزيتيين الأوطاخيين بمعنى "اتحاد الطبيعة المشتركة بالطبيعة البشرية في أقنوم الكلمة بدون ان يحدث اختلاط أو امتزاج"، وذلك كما كتب في رسالته إلى يوحنا الأنطاكي "يبقى الذي هو أبدي ولا يتغير"، وفي رسالته إلى نسطور يؤكد "أن المسيح الابن الوحيد واحد من اثنين ليس بمعنى تناقض الطبائع والذي زال بالاتحاد بدون امتزاج".
    لقد فسر المونوفيزيتيون عبارة القديس كيرلس حسب تقاليدهم هم والتي تطابق في المعنى بين "الطبيعة" و"الأقنوم"، وهم هنا يختلفون تمامًا مع تراث الأباء الكبادوك ومع القديس كيرلس الاسكندري. هكذا وصلوا إلى عقيدة الطبيعة الواحدة وإلى المونوفيزيتية وهذا ما فنده القديس كيرلس في كتاباته.
    القديس مكسيموس المعترف يتهم ساويرس الأنطاكي بأنه قد خلط بشكل سيء بين معنى "الطبيعة" و"الأقنوم"، ويؤكد القديس يوحنا الدمشقي أن مَن خلط "الطبيعة" بـ"الأقنوم" هو من عمل الضلال.
    لذلك يجب أن نؤكد على ضرورة الحرص الشديد والنباهة اللاهوتية والعلمية عند قرأة نصوص كيرلس الكبير.
    المرجع:
    http://anavaseis.blogspot.com.eg/2012/10/blog-post_9083.html

mardi 12 juillet 2016

أوليفيه كليمنت الشمس الأخرى ! سيرة ذاتية روحية ’ لاهوتية وانسانية نقله الى العربية الأب أثناسيوس حنين





أوليفيه كليمنت
الشمس الأخرى !
سيرة ذاتية روحية ’ لاهوتية وانسانية
قصة أهتداء شيوعى ملتزم الى المسيحية الارثوذكسية
اصدار دار نشر ستوك – باريس 1975
Olivier Clement
L,Autre Soleil
Autobiographie spirituelle
STOCK 1975
PARIS
نقله الى العربية الأب أثناسيوس حنين – مطرانية بيرية المقدسة –اليونان
تمهيد المترجم
أولفييه كليمنت هو لاهوتى روسى مهاجر من جحيم الشيوعية ’ الى فرنسا أرض الحرية ’ عاش فى باريس وعلم فى صفوف معهد القديس سرجيوس الروسى بباريس . ما دفعنى الى نقل بعض أفكار هذه السيرة الذاتية هو أن هذا العالم لم يأتى الى المسيحية الارثوذكسية من طائفة مسيحية أخرى ولا من دين أخر ’ بل قد أهتدى الى المسيحية المستقيمة الرأى وهو فى أحضان الشيوعية بكل ثقلها الفلسفى وسطوتها السياسية وألياتها الأمنية والمخابراتية القمعية .
التقيت الرجل العملاق فى اللاهوت والنسك والمفرط فى الوداعة والتواضع حتى الامحاء ’ فى باريس فى منزله المتواضع جدا والغنى بمكتبته فى ضواحى باريس الفقيرة وأضاف استقباله الكثير الى قامتى الروحية ورؤيتى اللاهوتية وكما التقيته مرة أخرى فى مؤتمر لاهوتى فى ضواحى باريس و كان هو فيه النجم اللامع والكوكب الساطع والشاهد "للشمس الأخرى" . أحب الشرق والشرقيين وأحبه الشرقيون وخاصة الأنطاكيون الارثوذكس .كما أحبه الفرنسيون على اختلاف ثقافاتهم وخاصة العلمانيين والملحدين منهم لأنهم وجدوا فيه ضالتهم وشريكهم فى حمل صليب الفكر التافه والجاحد والناكر والرافض ’ لقد أغنى المكتبة الفرنسية بانتاجه الغزير ! . نجح راهب الفكر الروسى فى استئثار الفكر الروسى الالحادى بكل ثقله الفلسفى والثقافى ’ للمسيح ’ فكر الله المتجسد ’ كما نجح فى تعميده فى جرن معمودية الارثوذكسية وعبر عنه وسكبه حبرا فى قوالب اللغة الفرنسية الرائعة والغنية والتى أتقنها وكتب بها وطوعها ’ وهى الكاثوليكية الوجدان ’ للفكر الارثوذكسى .
ولنعش مع هذا العالم العلمانى والمتزوج واب العيلة واللاهوتى واللى بياكل لقمته بعرق جبينه ! يقول :
أننى لا أحب أن أتكلم عن نفسى ’ بل أفضل أن أستمع للأخرين وهم يتكلمون عن أنفسهم . الشئ الوحيد الذى أحسب له كل حساب هو هذا الاهتداء القلبى والذى يحول المستقبل من نفق مظلم الى طريق واضح .
"أذهبى ولا تخطئى " ’ قالها يسوع للمرأة الزانية ’ قالها بعد أن خلصها من عقوبة الرجم والموت . هنا صار الكل جديدا ’ وبدأ كل شئ من جديد . لا يوجد موت ولا رجم ولا ملاحقات أمنية وناموسية . لأن الموت هو المرأأة ’ المرأأة التى لا نكف عن أن ننظر الى أنفسنا من خلالها ! ربما هذا هو السبب الذى يجعلنى أتحسس من الكلام عن نفسى . لأن المرأأة ’ مرأأتى ’ قد أنكسرت ! ’
ولكنى سأحاول أن أتكلم عنه ’ عن الأخر الذى يبحث عنا ’ سوف أتكلم عن ذاك الأخر الذى بحث عنى ووجدنى !
يروى دويتسوفسكى فى روايته (المراهق) عن رجل فقد كل شئ ’ فقد شبابه ’ فقد زوجته وشريكة حياته ’ فقد منزله ’ وسار يتخبط بلا مسكن ولا مأوى ’ يحيا على لا شئ ويقتات من لا شئ ! ينام فى العراء يلتحف السماء ويفترش البسيطة ’ وهكذا يتطهر قلبه ! كان يسير نحو (مكان القلب) ’ والمرء يحتاج الى الكثير من الوقت والمزيد من التعب ’ والسير الكثير للوصول الى (هذا المركز الضائع والبوصلة المفقودة ) ’ كما يقول لويرنزاتوس . وحدث أن هذا الرجل قد استيقظ فجأة واذ هو وسط حقل واسع ’ كان ذلك ذات صباح باكرا جدا ’ حيث كل شئ رطب وخفيف وجديد وأصيل ومنعش ومنتعش . حينما تشرق الشمس الأخرى معلنة بداية يوم جديد لا مساء له .وأدرك الرجل ’ وربما لأول مرة فى حياته ’ أدرك ورأى وفهم وسبر غور كل شئ " فى السر الأخر" . لقد أستيقظ فى ملء نور الشمس الأخرى . هو يستيقظ فى الشمس الأخرى . وهنا تأتى الصلاة فى القلب لتشكل جوهر الأشياء ومعناها ’ والرجل يلتقط كلماتها ويعلنها " لقد بدأ الزرع الصغير فى الظهور ....زرع الله الصغير" !.هنا يغمر القلب فيض ’ يتخلل الصخر ’ ويمر عبر الرمال ’ ويصير الرجل طفلا جديدا كما لم يكن طفلا أبدا ! طفل يعبر الشاطئ المهجور فى عز الشتاء ’ الى أن تنقلب السماء ويظهر فى العمق قرص المياه المستدير ’ النور الأخر ’ الشمس الأخرى . وهنا يصرخ "... أه حقا أنه يوجد أسرار كثيرة لا يدركها القلب ’ هذا أمر مرعب للقلب ’ ولكنه عجيب ومذهل ومدهش . لأن هذا الفيض ’ هذه الشمس الأخرى ’ تسكب أشعاعات فرح فى القلب لا ينطق به ومجيد". لقد قالها يوما الراهب السائر على دروب الرب مكاريوس والذى يعنى الطوباوى حسب التطويبات "طوبى للودعاء القلب لأنهم يرثون الأرض "’ وهم يرثون فعلا الأرض (وماعليها !) ’ يكمل مكاريوس الطوباوى :" يا سيدى ’ أن كل شئ يوجد فيك ’ يا سيدى ’ وأنا نفسى أوجد فيك ’ فأقبلنى اليك !".
أن الغياب المأساوى والواضح لله من الأفق ’ من كل أفق ومن كل الأفق ’ ’ يفتح الأفاق لصرخة " أقبلنى !". سوف نظل نصرخ وسيصرخ القلب عنا الى اليوم الذى نفهم فيه أن الله هو "ملء حريتنا" ’ وسنفهم أيضا أن حتى صمت الله ’ هو حريتنا ’ سندرك أن اهرخ حينما يصمت ’ يحررنا ! لأن " كل شئ هو فيك فأقبلنى اليك ’ أقبلنى اليوم ’ اقبلنى الأن".
الى اللقاء فى الحلقة القادمة .